الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول الامام ابن قيم الجوزية رحمه الله فصل فهذا حكم الاتباع الاشقياء فاما الاتباع السعداء فنوعان اتباع لهم حكم الاستقلال وهم الذين قال الله عز وجل فيهم والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه فهؤلاء هم السعداء الذين ثبت لهم رضا الله عنهم وهم اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكل من تبعهم باحسان وهذا يعم كل من اتبعهم باحسان الى يوم القيامة ولا يختص ذلك بالقرن الذي ولا يختص ذلك بالقرن الذين رأوهم فقط وانما خص التابعون بمن رأى الصحابة تخصيصا عرفيا ليتميزوا به عمن بعدهم فقيل التابعون مطلقا لذلك القرن فقط والا فكل من سلك سبيلهم فهو من التابعين لهم باحسان وهو ممن رضي الله عنهم ورضوا عنه وقيد سبحانه هذه التبعية بانها تبعية باحسان. ليست مطلقة فتحصل بمجرد النسبة والاتباع في شيء والمخالفة في غيره ولكن تبعية مصاحبة للاحسان فان الباء هنا للمصاحبة والاحسان في المتابعة شرط في حصول رظا الله عنهم وجناته الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد لما ذكر رحمه الله تعالى ما يتعلق بالاتباع الاشقياء عقد رحمه الله تعالى هذا الفصل لبيان الاتباع السعداء هنا تقف متأملا في كلمة الاتباع ففيهم اهل سعادة وفيهم اهل شقاء وهذا حقيقة يفيد في امر مهم الا وهو تأثير القدوة في حياة الانسان وان فالانسان ينبغي ان يكون حصيفا نبيها يجعل القدوات الذين يعتسي بهم اهل فضل ونبل وطاعة وحسن تقرب الى الله سبحانه وتعالى فهذه التبعية مثل ما نرى اتباع سعداء واتباع اشقياء ويندم غاية الندم من يكون تابعا للاشكياء في شقائهم والضلال في ضلالهم واهل الاهواء في اهوائهم يندم ندامة عظيمة ولهذا ينبغي ان ينتبه المرء هنا وان يرتقي بنفسه بان يكون من التابعين باحسان للصحابة رضي الله عنهم ومن تبعهم ليكون من اهل رظوان الله سبحانه وتعالى ويجاهد نفسه على تحقيق ذلك الانسان متأثر بمن يجالس ولا بد ومن يصاحب ولهذا جاء في الحديث عن نبينا صلى الله عليه وسلم انه قال المرء على دين خليله فلينظر احدكم من يخالل فهو متأثر بالخليل والصاحب ولابد فكان من اهم ما يكون لتحقق الاستقامة ان يتخير المرء الجلساء الذين يكونوا تأثره بهم في مجالسته لهم وصحبته لهم في خير وبر وطاعة واحسان وان يحذر من جلساء الشر وخلطاء الفساد لان اهل الفساد يجرون من يصحب من يصحبهم الى فسادهم كما ان اهل الخير يا يحرصون على دلالة الناس الى هذا الخير الذي وفقهم الله سبحانه وتعالى له وهداهم اليه والصاحب ساحب ومؤثر في صاحبه ولا بد فالحاصل ان هذه وقفة نستفيدها من آآ كلام الامام ابن القيم رحمة الله عليه عن الاتباع الاشقياء والاتباع السعداء اورد رحمه الله قول الله عز وجل والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان وهذا موطن الشاهد من الاية اتباع الصحابة باحسان وقوله باحسان الباء كما بين رحمة الله عليه المصاحبة فهو بهذه المتابعة متابع لهم باحسان لا بالدعوة المجردة ولا بمجرد الانتساب لا بالدعوة المجردة ولا بمجرد الانتساب لو ان الانسان انتسب الى السلف الصالح انتسابا مجردا لا ينفعه ذلك عند الله واذا ادعى لنفسه انه على نهجهم وهو ليس كذلك لا ينفعه عند الله وانما النافع باذن الله سبحانه وتعالى هو الاتباع باحسان الاتباع باحسان واللزوم لمنهجهم بصدق كما هو واضح في هذه الاية الكريمة والذين اتبعوهم باحسان فيكون محسنا في ترسم خطى السلف والسير على منهاجهم ولزوم خطاهم ولا يخدع الانسان نفسه لا يغرها النفس تغتر لكن لا يغر نفسه ولهذا من انفع ما يكون في هذا الباب رؤية التقصير في النفس ويرى نفسه دائما مقصر في اتباع السلف وسلوك منهجهم ويجاهد نفسه مجاهدة عظيمة على التحلي بما كانوا عليه من عباداتا عظيمة واخلاق فاضلة اداب كاملة فالامر كما ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى لا تحصل بمجرد النسبة والاتباع النسبة ان ينسب نفسه اليهم والاتباع ان يدعي لنفسه انه من اتباعهم بهذا مجردا لا يكفي ليس الايمان بالتمني ولا بالتحلي ولكن الامام ما وقر في القلب وصدقته الاعمال قال رحمه الله الباهنا للمصاحبة والاحسان في المتابعة شرط في حصول رظا الله لان الاتباع الذي آآ اثنى الله على اهله واخبر برضاه عنهم مقيد بهذا القيد باحسان والذين اتبعوهم باحسان بان يكون محسنا في اتباع السلف وهذا الاحسان في اتباع السلف فرع عن المعرفة بهم وسيرهم واخبارهم واعمالهم وسلوكهم وكل ما كان المرء اقرب الى السير على منهاجهم كان الى الحق اقرب كل ما من كان بهم اشبه كان الى الحق اقرب من كان بهم اشبه فهو الى الحق اقرب كل ما كان المرء متأسيا بهؤلاء الا لهؤلاء السابقين اهل الفضل والخير كل ما كان اقرب الى الخير وهذا لا يكون الا بتحقيق هذا المعنى الاتباع باحسان كما وواضح في الاية الكريمة نعم ونبه رحمه الله تعالى على ان هذا باق الى اخر الزمان اتباع باحسان اما وصف من رأوا الصحابة واخذوا عنهم بالتابعين هذا وصف عرفي يقال عن هذه الطبقة التابعون وما ومن اخذوا عنهم اتباع التابعين ومن اخذوا عن اتباع التابعين اتباع الاتباع وهكذا هذا وصف عرفي لكن المعنى الذي قرر في الاية بقوله والذين اتبعوهم باحسان هذا باقي الى قيام الساعة باب الاتباع للصحابة آآ للصحابة رضي الله عنهم باحسان الذي به نيل الرظوان هذا مفتوح الى قيام الساعة مفتوحا الى قيام الساعة نسأل الله الكريم الا العظيم المنان المتفضل سبحانه ان يفتح علينا اجمعين باتباعهم. والسير على منهاجهم وان وان اجمعين رضاه بمنه وكرمه. نعم قال رحمه الله وقال تعالى هو الذي بعث في الاميين رسولا منهم يتلو عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين. واخرين منهم لما يلحقوا بهم وهو العزيز العزيز الحكيم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. والله ذو الفضل العظيم. نعم هذه الايات ساقها اه لان فيها شبها بالاية التي اورد وهي قوله والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان فان قوله جل وعلا هنا واخرين منهم لما يلحقوا بهم وهم وهو العزيز الحكيم في اشارة الى التابعين لهم باحسان اه اول الاية فيمن صحبوا النبي عليه الصلاة والسلام اول هذه الايات فيما صحب النبي صلى الله عليه وسلم ثم بعد ذلك الاخرين الذين لحقوهم وتبعوهم باحسان على ما يأتي بيانه عند ابن القيم رحمه الله نعم قال رحمه الله فالاولون هم الذين ادركوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبوه والاخرون الذين لم يلحقوا بهم هم كل من بعدهم على منهاجهم الى يوم القيامة فيكون التأخر وعدم اللحاق بهم في الزمان. نعم هذا معنى في من هذه الايات هو الذي بعث في الاميين رسولا منهم يتلو عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة هذه المعاني العظيمة اخذها الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم منه مباشرة بلا واسطة رأوا عباداته رأوا عباداته وسلوكه عليه الصلاة والسلام رأوا طاعاته وتقربه الى الله جل وعلا سمعوا احاديثه شرفهم الله برؤيته والتلقي عنه وهذا المعنى الذي في الاية يتلوا عليهم اياته ويزكيهم يتلوا عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة هذا كله تحقق للصحابة بلا واسطة شرفهم الله هذا الشرف العظيم ثم من بعدهم يأتي اناس لم يحظوا بهذا الذي حظي به الصحابة لكنهم تبعوهم تبعوهم وحال الصحابة مع من جاء بعدهم يقولون هذا الذي اداه الينا رسول الله صلى الله عليه وسلم نؤديه اليكم كما سمعناه وكما رأيناه فتلقى ذلك عن الصحابة تابعوهم باحسان ولا يزال هذا التلقي مستمرا ولهذا مثل ما تقدم الاتباع باحسان باقي الى يوم القيامة كل من يشرفه الله سبحانه وتعالى بالزام نفسه بمنهج الصحابة رضي الله عنهم وطريقتهم يكون من اهل هذا الشرف وهذا الفضل فهو خير باق الى قيام الساعة. نعم قال رحمه الله وفي الاية قول اخر ان المعنى لم يلحقوا بهم في الفضل والمرتبة بل هم دونهم فيكون عدم اللحاق في الرتبة والقولان كالمتلازمين فان من بعدهم لا يلحقون بهم لا في الفضل ولا في الزمان فانا من بعدهم لا يلحقون بهم لا في الفضل ولا في الزمان فهؤلاء الصنفان هم السعداء. نعم آآ هنا في في الاية نفي قال واخرين منهم لما هنا نفي لما يلحقوا بهم هل هل المراد لم يلحقوا بهم اي في الزمان بمعنى ان زمانه متأخر عن زمان الصحابة او لم يلحقوا بهم في الفضل بمعنى ان فظلهم دون فظل اه الصحابة يقول الاية تحتمل هذا وتحتمل هذا في المعنى. قال والقولان كالمتلازمين فان من بعدهم لا يلحقون بهم لا في الفضل ولا في الزمن من جاء بعد الصحابة زمانه متراخي عن عن زمانهم وفضله دون فظلهم وفظله دون فظلهم يكفي دلالة على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم لو انفق احدكم مثل احد ذهبا ما بلغ مد احدهم ولا نصيفه نعم قال رحمه الله واما من لم يقبل هدى الله الذي بعث به رسوله صلى الله عليه وسلم. ولم يرفع به رأسا فهو من الصنف في الثالث وهم الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها. نعم هذا الصنف الثالث ذكر في السياق. ذكر في هذا السياق من سورة الجمعة مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل اسفارا الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها يعني عرفوا التوراة ولم يعملوا بها. عرفوا الحق ولم يعملوا به اعرضوا عنه هذا من لم يقبل هدى الله الذي بعث به رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يرفع به رأسا. ولهذا كل من كان على هذا الوصف ففيه شبه آآ اليهود فيما نعتهم الله سبحانه وتعالى به في هذه الاية. نعم قال رحمه الله وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم اقسام الخلائق بالنسبة الى دعوته وما بعثه الله به من الهدى في قوله صلى الله عليه وسلم ما مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث اصاب ارضا فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء فانبتت الكلأ والعشب الكثير وكان منها اجاذب امسكت الماء فسقى الناس وزرعوا واصاب طائفة اخرى انما انما هي قيعان لا تمسك ماء ولا واصاب طائفة اخرى انما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ. فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي ارسلت به فشبه صلى الله عليه وسلم العلم الذي جاء به بالغيث. لان كلا منهما سبب الحياة فالغيث سبب حياة الابدان العلم سبب حياة القلوب وشبه القلوب القابلة للعلم بالارض القابلة للغيث. كما شبه سبحانه القلوب بالاودية في قوله تعالى انزل من السماء ماء فسالت اودية بقدرها وكما ان الاراضين ثلاثة بالنسبة الى قبول الغيث احداها ارض زكية قابلة للشرب والنبات فاذا اصابها الغيث ارتوت منه ثم انبتت من كل زوج بهيج فهذا مثل القلب الذكي الذكي فهو فهو يقبل العلم بذكائه ويثمر فيه وجوه الحكم ودين الحق بزكائه ويثمر فيه وجوه الحكم ودين الحق بزكائه فهو قابل للعلم مثمر لموجبه وفقهه واسرار معادنه والثانية ارض صلبة قابلة لثبوت الماء فيها وحفظه فهذه ينتفع الناس بورودها والسقي منها والازدراع وهذا مثل القلب الحافظ للعلم الذي يحفظه كما سمعه ولا تصرف له فيه ولا استنباط بل له الحفظ المجرد فهو يؤدي كما سمع وهو من القسم الذين قال فيهم النبي صلى الله الله عليه وسلم فرب حامل فقه الى من هو افقه منه ورب حامل فقه غير فقيه فالاول مثل الغني التاجر الخبير بوجوه المكاسب والتجارات فهو يكسب بماله ما شاء. والثاني مثل الغني الذي لا له بوجوه الربح والكسب ولكنه حافظ لماله لا يحسن التصرف والتقلب فيه والارض الثالثة ارض قاع الرنة ان صحة قراءتها الاول مثل الغني ليس مثل فالاول مثل الغني التاجر احسن الله اليكم فالاول مثل الغني التاجر الخبير بوجوه المكاسب والتجارات فهو يكسب بماله الحديث ليس مثلا لهذا وانما هو مثل يعني ذكره للتوضيح بعد ان وضح ذكر هذا يعني مثلا للتوظيح نعم احسن الله اليكم والثاني مثل الغني الذي لا خبرة له بوجوه الربح والكسب ولكنه حافظ لماله لا يحسن التصرف والتقلب فيه والارض الثالثة ارض قاع وهو المستوي الذي لا يقبل النبات ولا يمسك ماء. فلو اصابها من المطر ما اصابها لم تنتفع بع بشيء منه فهذا مثل القلب الذي لا يقبل العلم ولا الفقه والدراية فيه وانما هو بمنزلة الارض البواري التي لا تنبت ولا تحفظ الماء وهو مثل حتى هذه فهذا مثل القلب الذي لا يقبل العلم ولا الفاتحة. هذا مثل القلب لكن الاتية وهو مثل فهذا مثل القلب الذي لا يقبل العلم ولا الفقه والدراية فيه. وانما هو بمنزلة الارض البوار التي لا تنبت ولا تحفظ الماء وهو مثل الفقير الذي لا مال له ولا يحسن يمسك مالا فالاول عالم معلم داع الى الله على بصيرة فهذا من ورثة الرسل. والثاني حافظ مؤد لما سمعه فهو يحمل الى غيره ما يتجر به المحمول اليه ويستثمر والثالث لا هذا ولا هذا فهو الذي لم يقبل هدى الله ولم يرفع به رأسا فاستوعب فاستوعب هذا الحديث اقسام الخلق في الدعوة النبوية ومنازلهم منها قسمان سعيدان وقسم شقي نعم هذا الحديث العظيم الذي ساقه رحمه الله تعالى حديث ابي موسى الاشعري فيه بيان اه احال الناس مع الهدى والخير الذي بعث به الرسول عليه الصلاة والسلام ضرب مثلا لحالهم بالارض حال الناس آآ جعل مثل حال الناس آآ مثل الارظ وحال ما جاء به جعل مثل ما جاء به عليه الصلاة والسلام بالغيث وهذه هذا التشبيه الوحي الذي انزل على محمد عليه الصلاة والسلام بالغيث جاء حتى في القرآن الكريم في مواطن جاء في القرآن الكريم في مواطن منها ما جاء في سورة الحديد قال الله تعالى الم يأن للذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين اوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الامد فقست قلوبهم. وكثير منهم فاسقون اعلموا ان الله هي الارض بعد موتها قد بينا لكم الايات لعلكم تعقلون. هذي اية ضربها الله كما ان الارض الميتة تحيا اذا انزل الله سبحانه وتعالى عليها الغيث الذي هو المطر فكذلك القلوب الميتة تحيا اذا آآ اذا اكرمها الله سبحانه وتعالى بغياث القلوب الذي هو الوحي او من كان ميتا فاحييناه. وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات فالحاصل ان هذا الحديث حديث ابي موسى آآ ذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم ان حال الناس مع مع الوحي كالارظ بعد نزول الغيث بعد نزول الغيث وانت اذا مشيت في الارض بعد نزول الغيث تجد ان الارظ متفاوتة في استفادتها منه وهذا فيه عبرة لك في هذا الباب العظيم باب الوحي المنزل على النبي صلى الله عليه وسلم اذا مشيت في الارض بعد نزول الامطار تنظر اه اثر المطر في في الارض تجد ان الارض في حصول اثر الغيث فيها على ثلاثة اقسام ارض تنظر واذا بها انبتت واهتزت وربت وانبتت من كل زوج بهيج تملأ عين ناظرها بهجة وانسا وسرورا قد ازدانت وبالخضرة كساها الجمال بعد ان كانت ارضا لا نبات فيها فتجد انها حيت وانبتت من كل اه زوج بهيج تنتقل الى ارض اخرى تجد انها حفظت الماء وحفظها للماء في نفع عظيم جدا الناس يردون عليها بماشيتهم ودوابهم وقربهم وانيتهم يقترفون منها ويأخذون منها الماء وينتفعون ثم تنتقل تجد اه قطعة من الارض اخرى لا تمسك الماء ولا تنبت العشب تأتيها بعد نزول امطار الغزيرة لا ترى فيها الماء ولا ترى فيها عشب النبت فهذا المنظر الذي تراه بعد نزول الغيث هو في الحقيقة يصور لك حال الناس مع الوحي يصور لك تماما حال الناس مع الوحي المنزل على الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام فمنهم من يأخذ العلم والهدى الذي جاء به عليه الصلاة والسلام رواية ودراية علما وفهما وقسم اخر يحفظ الكثير من احاديث الرسول عليه الصلاة والسلام لكنه لا يكون عنده ذاك الفقه والفهم وحسن الاستنباط احيانا يكون الرجل حافظا لحديث من سنوات طويلة فيقرؤه على عالم فيقول له العالم هذا الحديث فيه فوائد الاولى الثانية الثالثة الرابعة الخامسة ربما يعد له عشرات الفوائد وهو يحفظ الحديث من سنوات ولا ولم يكن يعلم ان فيه كل هذه الفوائد هؤلاء كلهم سعداء كلهم مشتغلين بالخير وكل بحسب ما اتاه الله سبحانه وتعالى لكن المصيبة في القسم الثالث الذي لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي جاء به وهذا مثل مثل الانظى التي لا لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ فهذا مثل عظيم آآ ضربه النبي صلى الله عليه وسلم لحال الناس وشأنهم مع ما بعثه الله سبحانه وتعالى به من الهدى والخير وفي اثناء ذلك ذكر مثلا شبيها بهذا المثل او قريبا منه جاء في القرآن وهو حال الاودية الاودية في عندما ينزل الماء هل الاودية على قدر واحد في آآ استيعابها للماء اه حفظها له او متفاوتة تجد اودية صغيرة واودية كبيرة فكذلك قلوب العباد مع الوحي المنزل هي كذلك شبيهة بالاودية. اذا رأيت الاودية وحالها مع الماء عندما ينزل الغيث فحال القلوب كذلك احيانا تجد اودية مترامية الاطراف وحوت ماء غزيرا جدا وتجد اودية صغيرة جدا حوت ماء قليلا ايضا قلوب العباد مع الوحي المنزل هي كذلك. انزل من السماء ماء فسالت اودية بقدرها. فاحتمل السيل زبدا رابيا ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية او متاع زبد مثله. كذلك يضرب الله الحق والباطل فاما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض كذلك يضرب الله الامثال فهذا مثل مثل ما ذكر الامام ابن القيم اه شبه اه شبهت فيه القلوب بالاودية شبهت فيه القلوب بالاودية. نعم قال رحمه الله فصل واما النوع الثاني من الاتباع السعداء فهم اتباع المؤمنين من ذريتهم الذين لم يثبت لهم حكم التكليف في دار الدنيا وانما هم مع ابائهم تبع لهم قال الله تعالى فيهم والذين امنوا واتبعتهم ذريتهم بايمان الحقنا بهم ذريتهم. وما التناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين. نعم هذا نوع اخر او قسم ثاني من الاتباع السعداء وهم الذرية. الذرية الذين اباؤهم اهل اهل صلاح وعبادة وديانة وطاعة لله سبحانه وتعالى فهؤلاء الذرية آآ وان لم يلحقوا اباءهم في ما هم فيما وفقهم او فيما يسره الله لهم من عبادة وطاعة لكن الله يكرم الاباء بان يرفع ذريتهم معهم في رتب الجنة او رتبة الجنة التي هم فيها. تفضلا من منه سبحانه وتعالى ومنا هذا نوع غير الاول هذا هذا نوع في الاتباع السعداء اتباع المؤمنين من ذرياتهم الذين لم يثبت لهم حكم التكليف في الدنيا الذي لم يثبت له حكم التكليف في الدنيا من فارق الدنيا صغيرا من فارق الدنيا صغيرا قبل ان يبلغ سن سن التكليف فهذا لم تقع منها العبادة التي وقعت من من والده والتقرب الذي حصل من والده لكن الله سبحانه وتعالى يكرم الاباء بان يرفع هؤلاء الذرية معهم فتقر اعينهم بهم في منازلهم في الجنة. نعم قال رحمه الله اخبر سبحانه انه الحق الذرية بابائهم في الجنة كما اتبعهم اياهم في الايمان ولما كان الذرية لا عمل لهم يستحقون به تلك الدرجات. قال تعالى وما التناهم من عملهم من شيء والضمير عائد الى الذين امنوا اي اي وما نقصناهم شيئا من عملهم بل رفعنا ذريتهم الى درجاتهم مع اجور اعمالهم فليست منزلتهم منزلة من لم يكن له عمل بل وفيناهم اجورهم والحقنا بهم ذرياتهم فوق ما يستحقونه من اعمال مالهم نعم هذا مقام فضل هذا مقام فضل ومنة يتفضل الله سبحانه وتعالى على الذرية كرامة لابائهم يرفعهم سبحانه وتعالى اه الى اه درجة ابائهم في الجنة فيكونون معهم نعم قال رحمه الله ثم لما كان هذا الالحاق في الثواب والدرجات فضلا من الله فربما وقع في الوهم ان الحاق الذرية ايضا حاصل بهم في حكم العدل. نعم يعني الذي تقدم في حكم الفضل. نعم. لكن هل هو وحاصل في حكم العدل هل هو حاصل في في في حكم العدل اكمل فاذا اكتسبوا سيئات اوجبت عقوبة كان كل عامل رهينا بكسبه لا يتعلق بغيره منه شيء نعم لا تزر وازرة وزرة اخرى لا يلحق ذريتهم بهم في هذا المقام هذا مقام عدل اما اما السابق مقام فضل المقام الاول مقام فضل فالله يكرم الذرية اكراما لابائهم فيلحق بهم ذريتهم لكن في هذا المقام الذي هو مقام العدل آآ آآ كل امرئ بما كسب لا تزر وازرة وزر اخرى. نعم قال رحمه الله فالالحاق المذكور انما هو في الفضل والثواب لا في العدل والعقاب. وهذا ونحوه من اسرار القرآن وكنوزه التي يختص الله بفهمها منشغار وهذا ونحوه من اسرار القرآن وكنوزه التي يختص الله بفهمها من شاء فقد تضمنت هذه الايات اقسام الخلائق كلهم سعدائهم واشقيائهم السعداء السعداء المتبوعين والاتباع والاشقياء المتبوعين والاتباع فعلى العاقل الناصح لنفسه ان ان ينظر من اي الاقسام هو. ولا يغتر بالعادة ويخلد الى البطالة. هذه نصيحة نصيحة ان هذا الامام الناصح رحمه الله لما ذكر هذه الاقسام ينبه ان الوقوف على هذه الاقسام لا لا لمجرد ان تطلع عليها وتعرف وان هذه القسمة ذكرت في القرآن وذكرت في السنة وانما تنظر في هذه الاقسام ثم تنظر من اي الاقسام انت تتأمل ويحاسب المرء نفسه في دار العمل قبل ان يلقى الله سبحانه وتعالى فيحاسبه على عمله يحرص على ان يكون من اهل الفوز والسعادة لا ان يكون من اهل الشقاء والندامة. نعم قال رحمه الله فان كان من فان كان من فان كان من قسم سعيد قال رحمه الله فعل العاقل الناصح لنفسه ان ينظر من اي الاقسام هو ولا يغتر بالعادة ويخلد الى البطالة. فان كان منا قائل هنا قال ماذا ماذا نصنع؟ ننظر فاتم نصحه بهذا التوجيه السديد فان كان فان كان من قسم سعيد انتقل منه الى ما فوقه وبذل جهده والله ولي التوفيق نجاح وان كان من قسم شقي انتقل منه الى القسم السعيد في زمن الامكان قبل ان يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا هذه نصيحة بليغة جدا يعني يحاسب المرء نفسه. فان كان من اهل الخير والعبادة القسم الذين هم اهل السعادة فليحمد الله سبحانه وتعالى واللي يجاهد نفسه على الترقي في هذا الخير والزيادة في رتبه ومنازله وان كان والعياذ بالله من القسم الثاني الذين عرفت اوصافهم فيما سبق فليجاهد نفسه على الخروج من هذا الطريق طريق الشقاء ويدخل في طريق السعادة حتى لا يأتي عليه يوم يقول يا ويلتى ليتني لم اتخذ فلانا خليلا يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا. قبل ان تكون منه الندامة وعظ اصابع الندم اه في يوم القيامة يوم الوقوف بين يدي الله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله فصل والمقصود بهذا ان من اعظم التعاون على البر والتقوى التعاون على سفر الهجرة الى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم باليد واللسان والقلب مساعدة ونصيحة وتعليما وارشادا ومودة. نعم هذا الفصل للربط بين البدء الذي بدأ به وهو الاية وتعاون على البر والتقوى وما فصل فيه الذي هو موضوع الهجرة ولعلكم تذكرون ان سائلا من زملائكم سأل هذا السؤال يعني ما ما ما الصلة بين الاية التي بدأ بها وتعاونوا على البر والتقوى وبين موضوع الهجرة الذي اطال النفس فيه رحمه الله تعالى بيانا وايظاحا فلما انهى الكلام على الهجرة بهذا البيان وبهذه الايضاح رد رد الموضوع الى اوله والى بدايته ورد آآ العجز الى الصدر الذي بدأ به ورد مؤخر الرسالة الى اولها ومبدأها وهو قول الله تعالى وتعاونوا على البر والتقوى يقول اعظم التعاون على البر والتقوى التعاون على سفر الهجرة الى الله ورسوله وان يكون هذا محور التعاون محور التعاون ومرتكزه نعم قال رحمه الله ومن كان هكذا مع عباد الله كان الله بكل خير اليه اسرع واقبل الله اليه بقلوب عباده وفتح على قلبه ابواب العلم ويسره لليسرى. ومن كان بالضد فبالضد وما ربك بظلام للعبيد نعم يعني من كان كذلك على ما وصف ابن القيم يعني ناصحا العباد مساعدا على تحقيق هذه المطالب العظيمة تعليما وارشادا ومودة انتبه لكلمة ومودة لان التعليم لا بد فيه من مودة لا بد فيه من لطف لابد فيه من رحمة حتى يأنس المخاطب ويرتاح وتطمئن نفسه ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فمن كان كذلك مع عباد الله كان الله بكل خير اليه اسرع واقبل الله اليه بقلوب عباده وفتح على قلبه ابواب العلم ويسره لليسرى وهذه كلها ثمرات الصدق والنصح المجاهدة وبذل الوسع في تحقيق هذه اه المطالب العظيمة نعم قال رحمه الله فان قلت فقد اشرت الى سفر عظيم وامر جسيم فما زادوا هذا السفر وما طريقه وما مركبه؟ هذه ثلاث اسئلة يعني طرحت نفسها هنا كما يقال بعد البيان المتقدم وذكر ان ان الناس في سفر آآ هذا هذا السفر يحتاج الى زاد ومعرفة الطريق ويحتاج معرفة المركب وهذا وهذا ما امر نعرفه في الاسفار المعتادة السفر المعتاد يحتاج فيه الانسان الى هذه الثلاثة اشياء يحتاج الى زاد السفر ويحتاج الى معرفة الطريق ويحتاج الى المركوب الذي يرتحل عليه وينتقل في سفره فهذا السفر الذي يتحدث عنه الذي هو السفر الى الله والدار الاخرة والسير الى الله والدار الاخرة ما زاده وما طريقه وما مركبه؟ هذه ثلاث اسئلة عظيمة جدا اه ثم يجيب عنها رحمه الله قال رحمه الله قلت زاده العلم الموروث عن خاتم الانبياء صلى الله عليه وسلم ولا زاد له سواه. نعم هذا هو زاده لا زاد له سواه. ازاد هذا السفر العلم الموروث عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يمكن ان يكون للمرء زاد للدار الاخرة الا هذا العلم الذي آآ اخذ عن النبي الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. قال الله تعالى وتزودوا فان خير الزاد التقوى واتقوا لي يا اولي الالباب فالزاد هو هذا العلم الموروث المتلقى عن النبي عليه الصلاة والسلام لا زاد سواه لهذه الرحلة وهذا السفر نعم قال رحمه الله فمن لم يحصل هذا الزاد فلا يخرج من بيته لا يتعنى اذا ما كان عنده هذا الزاد لا يتعنى لانه آآ آآ المسافر سفرا يفتقر الى زاد وهو لا يحمل الزاد الان لو ان شخصا هذا مثال فقط للتوظيح خرج من بيته ويريد ان يذهب الى اقصى الدنيا وين وين رايح يا فلان قال لا اقصى الدنيا ولا مع زاد ولا شيء يقال له اجلس في بيتك لا تتعلم ان السفر يحتاج والا تهلك في الطريق تهلك في مفازة او صحراء او شيء تلقاه في طريقه يقال له لا تعنى لا تتعنى قولها رحمه الله فمن لم يحصل هذا الزاد فلا يخرج من بيته يعني لا يتعنى ان هذا السفر يحتاج الى الى زاد قوله رحمه الله فلا يخرج من بيته هذه الكلمة ليست مقصودة لذاتها هذا ليس المقصود ذاته. وانما المقصود بها ما هو الحث على ليس هو يدعو الى ان يقعد في بيته وانما ينبهه انك لم تأخذ زاد هذا السفر فخذه خير لك هذا مراده رحمه الله نعم قال رحمه الله وليقعد مع الخالفين فرفقاء التخلف البطالون اكثر من ان يحصوا نعم تقريع هذا تقريع حتى ينهض بالائمة الا تبقى في هذا ان الموطن وهذا الدرك نعم فله قال رحمه الله تعالى فله اسوة بهم ولن ينفعه هذا التأسي يوم الحسرة شيئا. كما قال تعالى ولن ينفعه اليوم اذ ظلمتم انكم في العذاب مشتركون. نعم في في الدنيا اذا اذا اصيب الناس بمصيبة عامة يكون فيها سلوى للمصاب يعني عندما ينظر انه مصاب فيجد فلان وفلان وفلان وفلان معه مشتركين فهذا يكون فيه سلوى له لكن في الدار الاخرة عندما يشتركون في العذاب اشتراك في العذاب لا يسلم لا تحصل لهم به هذه السلوة في المصائب التي تحصل في الدنيا. المصائب العامة عندما يلتفت المصاب ويجد من حوله مثله يسلو نوعا ما في المصاب الذي حصل له بخلاف ما لو حصل له وحده لكن في الدار الاخرة عند عند تعذيب هؤلاء بالنار ويرون ان من حولهم يعذبون هذا لا يسليهم هذا لا يحصل لهم به اي سلوى لهم هذا هو المراد ولن ينفعكم قال تعالى ولن ينفعكم اليوم اذ ظلمتم انكم في العذاب مشتركون فقطع الله سبحانه انتفاعهم بتأسي بعضهم بعضا فقطع الله سبحانه انتفاعهم بتأسي بعضهم بعضا في العذاب. نعم قطع سبحانه انتفاعهم بتأسي بعظهم بعظا هذا لا ينفعهم لا ينفعهم لان آآ التسلي التسلي بالمصيبة بانها بانها مشتركة هذا في الدنيا اما دخولهم النار لا ينفعهم ان يرى بعضهم بعضا قد اشتركوا في العذاب؟ نعم قال رحمه الله فان مصائب الدنيا اذا عمت صارت مسلاة وتأسى بعض المصابين ببعض كما قالت الخمساء فلولا كثرة الباكين حولي على اخوانهم لقتلت نفسي وما يبكون مثل اخي ولكن اسلي النفس بالتأسي فهذا الروح فهذا الروح فهذا الروح الحاصل من التأسي معدوم بين المشتركين في العذاب يوم القيامة. نعم الترويح للنفس اصلية يعني آآ الحاصل في الدنيا لا يحصل يوم القيامة للمشتركين في في العذاب نعم قال رحمه الله واما طريقه فهو بذل الجهد واستفراغ الوسع فلن ينال بالمنى ولا يدرك بالهوينى وانما كما فخذ غمرات الموت واسم الى العلا لكي تدرك العز الرفيع الدعائم فلا خير في نفس تخاف من الردى ولا همة ان تصبو الى لوم لائم ولا سبيل الى ركوب هذا الظهر الا بامرين احدهما الا يصبو في الحق الى لومة لائم. فان اللوم يدرك الفارس فيصرعه عن فرسه. ويجعله طريحا في الارض والثاني ان تهون عليه نفسه في الله فيقدم حينئذ ولا يخاف الاهوال فمتى خافت النفس تأخرت واحجمت واخلدت الى الارض ولا يتم له هذان الامران الا بالصبر. فمن صبر قليلا صارت تلك الاهوال ريحا رخاء في حقه. تحمله بنفسه الى مطلوبه فبينما هو يخاف منها اذ صارت اعظم اعوانه وخدمه وهذا امر لا يعرفه الا من دخل فيه نعم هذا الطريق الطريق بذل الجهد واستفراغ الوسع ومجاهدة النفس كما قال الله سبحانه وتعالى والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ومن سلك هذا الطريق يحذر من المخذلين مثل ما قال رحمه الله يعني لا يلتفت الى لؤم لائم كثير من الناس تستبين له السنة ويستبين له الحق فيمتني عنه لتخذيل من يخذله عنه فهذا الطريق يحتاج الى بذل جهد ولا يلتفت الانسان الى من يخذله عن عن هذا الخير وان تهون عليه نفسه في الله فيقدم وصدره منشرح ونفسه مطمئنة وهو طامع في عظيم فظل الله وكبير ثوابه سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله واما مركبه فصدق اللجأ الى الله والانقطاع اليه بكليته وتحقيق الافتقار اليه من كل وجه. والضراعة اليه وصدق التوكل عليه والاستعانة به والانطراح بين يديه كالاناء المثلوم المكسور الفارغ الذي لا شيء فيه يتطلع الى قيمه ووليه ان يجبره ويلم شعثه ويمده من فضله ويستره فهذا الذي يرجى له ان يتولى الله هدايته. وان يكشف له ما خفي على غيره من طريق هذه الهجرة ومنازلها. نعم المركب هو الصدق اللجأ الى الله والفزع الى الله بالدعاء والالحاح وحسن التوكل وتمام الثقة وتحقيق الافتقار الى الله سبحانه وتعالى ويكون دائما ملتجئا سائلا ربه ولهذا تجد في السنة الادعية الكثيرة في الهداية والثبات والاعاذة من آآ الضلال والتوفيق ونحو ذلك هذه كلها يحتاج العبد الى آآ صدق اللجأ الى الله بالدعاء حسن التوكل عليه فهذا هو المركب اه اه في هذا السير والمطية التي يكون عليها المرء ويتحقق له المضي قدما في هذا الطريق المبارك الموصل الى رضوان الله سبحانه وتعالى وجنات النعيم نفعنا الله اجمعين بما علمنا وزادنا علما وتوفيقا واصلح لنا شأننا كله وهدانا اليه صراطا مستقيما اللهم اغفر لنا ولوالدينا والديهم وذرياتهم وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا اجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا