الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى فصل والمقصود ان القلب لما تحول لهذا السفر طلب رفيقا يأنس به في السفر فلم يجد الا معارضا مناقضا او لائما بالتأنيب مصرحا ومعرضا او فارغا عن هذه الحركة معرضا وليت الكل كانوا هكذا فلقد احسن اليك من خلاك وطريقك ولم يطرح شره عليك كما قال القائل انا لفي زمن ترك القبيح به من اكثر الناس احسان واجمال واذا كان هذا المعروف من الناس فالمطلوب في هذا الزمان المعاونة على هذا السفر بالاعراض وترك اللائمة والاعتراظ الا ما عسى ان يقع نادرا فيكون غنيمة باردة لا قيمة لها وينبغي الا يتوقف العبد في سيره على هذه الغنيمة بل يسير ولو وحيدا غريبا فانفراد العبد في طريق طلبه دليل على صدق المحبة الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فلا يزال الامام ابن القيم رحمه الله في هذه الرسالة القيمة والوصية النافعة يتحدث عن السير الى الله تبارك وتعالى مهاجرا الى ربه مهاجرا العبد الى ربه جل وعلا باخلاص الدين له وافراده بالعبادة والى الرسول عليه الصلاة والسلام بالاتباع لهذه القويم والسلوك صراطه المستقيم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وفي هذا الفصل يذكر رحمه الله تعالى حاجة السائر في هذا الطريق الى الرفيق المعين وهذه مسألة سبق ان اشار اليها فان الرفيق المعين صاحبه فيه خير للصاحب عظيم فان الاخ باخيه اذا كان اخ صدق واخ ايمان وخطاعة قد قال الله سبحانه وتعالى خليله لنبيه موسى قال لنبي موسى وكليمه عليه السلام وهو من اولي العزم من الرسل قال سنشد عضدك باخيك فالعبد في هذا الطريق بحاجة الى الى الرفيق الصالح وان عز الرفيقة وقل فلا ييأس بل يجتهد في تحصيل الرفيق فالمعين ثم في الوقت نفسه ينتبه الى هذا الذي نبه عليه رحمه الله تعالى ان يحذر من المخذلين لان المخذلين كثر فاذا ما اتجهت همة العبد الى سلوك هذا الطريق لم يسلم ممن يخذله عنه ويثنيه ولهذا يقول رحمه الله تعالى لما تحول لهذا السفر طلب رفيقا يأنس به في السفر فلم يجد الا معارضا مناقضا او لائما بالتأنيب مصرحا ومعرضا او فارغا عن هذه الحركة معرضا هذه اشياء يواجهها اشبه ما تكون بالعقبات في طريقه وفي سيره فيجد المعارض المناقض ويجد المؤنب تصريحا او تعريظا يجد هذا وهذا فلا ينبغي له ان يلتفت لشيء من ذلك بل عليه ان يحرص على لزوم طريق الاستقامة وان قل الاعوان وان كثر المخذلون عليه ان يحافظ على هذا الطريق وان ان يلزمه وليتنبه الى هذا الذي نبه عليه ابن القيم رحمه الله بانه ثمة من يثني المرء المعارضة والمناقضة وثمة من يثنيه باللوم تصريحا او تعريظا وثمة من هو فارغ من ذلك فارغ عن هذه الحركة معرضا وهذا ايضا يؤثر هذا يؤثر عندما يكثر حول الانسان من هم على هذه الصفة قد يؤثرون فيه خاصة اذا التفت اليهم قال وليت الكل كانوا هكذا ليت الكل كانوا هكذا فلقد احسن اليك من خلاك وطريقك اي لم يعارظ وينتقد ولم يؤنب ويعاتب لا تعريظا ولا تلميحا وانما خلاك طريقك هذا احسن اليك لانك صرت في عافية منه وسلامة لم يطرح عليك شره فهذه عافية والعافية سلامة وغنيمة تحمد يقول رحمه الله اذا كان هذا المعروف من الناس فالمطلوب في هذا الزمان المعاونة على هذا السفر بالاعراض وترك النائمة والاعتراظ الا ما عسى ان يقع نادرا فيكون غنيمة باردة اي ما يكون على سبيل التقويم اه التسديد والاصلاح ونحو ذلك وينبغي الا يتوقف العبد في سيره على هذه الغنيمة بل يسير ولو وحيدا غريبا فانفراد العبد في طريق طلبه دليل على صدق المحبة نعم قال رحمه الله ومن نظر في هذه الكلمات التي تضمنتها هذه الوريقة علم انها من اهم ما يحصل به التعاون على البر والتقوى وسفر الهجرة الى الله ورسوله وهذا الذي قصد مسطرها بكتابتها وجعلها هديته المعجلة السابقة الى اصحابه ورفقائه في طلب العلم. نعم يعني هنا اوضح رحمه الله تعالى ان قصد ان قصده رحمه الله بهذه الرسالة التي جعلها هدية لرفقائه وزملائه في طلب العلم قصد ايضاح هذا الطريق الذي هو السير الى الله هجرة اليه بالعبادة افرادا واخلاصا والى الرسول عليه الصلاة والسلام بالاتباع اقتداء واكتساء فهذا الذي قصده بهذه الرسالة وصدرها بقول الله تعالى وتعاونوا على البر والتقوى منبها ان هذا اعظم ما ينبغي ان يكون التعاون عليه بين المتآخين في الله قوله رحمه الله قد جعلها هدية المعجلة السابقة الى اصحابه ورفقائه في في طلب العلم وهذا فيه ان طلبة العلم ينبغي ان ان يكونوا بهذه الصفة ان يتهادوا العلم وقد كان الصحابة كذلك يلقى الواحد منهم اخاه فيقول الا اهدي لك هدية ثم يذكر له حديثا سمعه عن الرسول عليه الصلاة والسلام فيفرح بها غاية الفرح فهذا التهادي هو من اثمن التهادي وانفسه تهدي لاخيك آآ مسألة علمية حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ادبا رفيعا قولا لعالم من اهل التحقيق الى غير ذلك هذا من احسن ما يكون التهادي به ايضا تهادي كتب اهل العلم فهذا كله من فمن الامور التي ينبغي ان تكون آآ بين طلاب العلم تأسيا بالصحابة ومن اتبعهم باحسان فهو جعلها هدية رفقائه في طلب العلم نعم قال رحمه الله واشهد الله وكفى بالله شهيدا لو توافي من احد منهم لقابلها بالقبول ولبادر الى تفهم وتدبرها وعدها من افضل ما اهدى صاحب الى صاحبه فان غير هذا من ما جريانات الركب الخبرية وان تطلعت النفوس اليها ففائدتها قليلة. وهي في غاية الرخص لكثرة جانبيها وانما الهدية النافعة كلمة من الحكمة يهديها الرجل الى اخيه المسلم. نعم يعني يقول هذه الكلمات والنصيحة التي سطرها هنا يقول رحمه الله انها لو توافي من احد منهم لقابلها بالقبول وهذا من اه ايضا حسن ظنه اه رفقائه وزملائه في طلب العلم ولا بادر الى تفهمها وتدبرها وعدها من افضل ما اهدى صاحب الى صاحبه وعدها من افضل ما اهدى صاحب الى صاحبه ولا ريب ان تهادي آآ مسائل العلم والنصائح المسددة والكلمات النافعة القويمة هذا من من خير ما يكون اه فيه التهادي بين اهل العلم وطلابه. ومن جاءته هدية من هذا القبيل ينبغي ان يفرح بها وان يظهر ايضا لاخيه الفرح بها اكثر من فرح من اهدي له شيء من المال او شيء من متع الدنيا يفرح بالعلم لان ثمرة العلم النافع وخيره عائد على العبد في دنياه واخراه ومنفعته له عظيمة جدا فينبغي ان يفرح بها وان يظهر لاخيه الفرح وان يشكره على آآ احسانه اليه يقول رحمه الله فان غير هذا يعني غير العلم من مجريات الركب آآ الخبرية مجريات الركب يعني التحدث بين الركب في الاشياء التي تجري وتقع بين الناس ويعبر عن هذا ايضا بما مجريات الامور مجريات الامور مثل اه لما يلقى الواحد صاحبه ويقول جرى كذا وحصل كذا وشاهد كذا وما سمعت بكذا وهل عرفت كذا واشياء كثيرة يعني يتحدث فيها يقول رحمه الله فانا غير هذا من مجريات الركب الخبرية وان تطلعت النفوس اليها ففائدتها قليلة فائدتها قليلة لما يلقاك شخص ويقول لك تدري ماذا حصل اليوم ثم يحدثك بخبر النفس قد تتطلع لسماع الاخبار لكن لو نظرت الى الفائدة والعائدة قليلة لكن لو جاءك شخص وقدم لك فائدة عظيمة تفيدك في دينك وفي عبادتك وفيما خلقك الله سبحانه وتعالى لاجله واوجد واوجده اوجدك لتحقيقه شتان بين هذا وهذا شتان بين هذا وهذا. فان غير هذا من مجريات الركبة الخبرية الاخبار عن كذا والحديث عن كذا وحصل كذا الى غيره وان تطلعت النفوس اليها ففائدتها قليلة وهي في غاية الرخص لكثرة جاليبيها وانت تعلم ان البضائع اذا اذا كثر الجالب اذا اذا كثر الجانب ويعني كثر العرض وقل الطلب ماذا يحدث للسلع ترخص اذا كان الجانب كثير ولهذا كثرت الان مجريات والحديث والكذا كل ما جلس مجلس ربما القصة عشرات المرات يسمعه والحديث او الاحداث والاخبار عشرات المرات يسمعها وهي قليلة النفع العرض كثير والفائدة قليلة والنفع ضعيف جدا ففرق بين هذا وهذا قال وانما الهدية النافعة كلمة من الحكمة يهديها الرجل الى اخيه المسلم وهذا والله تنبيه عظيم يعني من هذا الناصح العالم رحمه الله تعالى ان يحرص المرء في المجالس ان يبقى له اثر في فائدة يهديها الى اخوانه نصيحة يقدمها له لهم ولا يكون المرء مباركا اينما كان وجعلني مباركا اينما كنت لا يكون مباركا اينما كان. الا اذا كان في كل مكان كذلك. يقدم خيرا يقدم ونفعا يقدم فائدة لكن اذا كان باكثر الاماكن التي يجلس فيها يضيع الاوقات بالمجريات واشياء من هذا القبيل اين البركة اين البركة والحالة هذه نعم قال رحمه الله ومن اراد هذا السفر فعليه بمرافقة الاموات الذين هم في العالم احياء فانه يبلغ بمرافقتهم الى مقصده وليحذر من مرافقة وليحذر من مرافقة الاحياء. الذين في الناس اموات فانهم يقطعون عليه طريقه فليس نعم الان يقول رحمه الله تعالى وقد حث على الرفيق واهمية الرفيق قال ومن اراد هذا السفر فعليه بمرافقة الاموات الذين هم في العالم احياء يقصد بالاموات الذين هم في العالم احياء العلماء الذين بقيت سيرهم وبقي علمهم وبقي نصحهم وبقيت كتبهم وبقيت مواعظهم ونصائحهم بقيت تحقيقاتهم باقية في في في الامة يقول اصحب هؤلاء كن رفيقا لهم كن رفيقا لهم اصحب الصحابة وقبلهم الانبياء والتابعين اقرأ اخبارهم اقرأ سيرهم اعرف ما كانوا عليه من سيرة عطرة وخلق فاضل وادب عظيم كما قال القائل كرر علي حديثهم يا حادي فحديثهم يجلو الفؤاد الصاد هذه هذه الرفقة غنيمة للانسان رافق علي بمرافقة الاموات الذين هم في العالم احياء في العالم احياء لان اه سيرهم باقية ذكرهم الصالح في العالمين باقي آآ مؤلفاتهم باقية تحقيقاتهم باقية نصائحهم ومواعظهم باقية خذ الان مثالا عن هذا الامام ابن القيم مات من مئات القرون من مئات القرون لكن ما يكاد يمر يوم على الناس وخاصة طلاب العلم الا ويقولون قال ابن القيم رحمه الله ما يكاد يمر يوم في مجالس كثيرة جدا الا ويقول قال ابن القيم ويذكرون غيره كثير من اهل العلم لماذا ويذكرون كثيرا في اشرف البقاع في المساجد في بيوت الله وفي اماكن العلم وفي حلق الذكر هذا اللسان لسان الصدق الذي آآ جعله الله لهم هو حياة ثانية لان العمر عمر هو في حياة المرأة التي يعيشها الى ان تفارق روحه جسده وهذا يكتب وايضا عمر بعد الوفاة وهو ايضا يكتب ايضا يكتب فان الكتابة التي تكون للعبد او عليه كتابتان كتابة في حياته الى ان يموت وكتابة ايضا بعد وفاته ان نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا واثارهم كتابتان نكتب ما قدموا اي في حياتهم واثارهم. اثار المرء قد تكون في حياته وكثير منها بعد مماته. انظر اثار العلماء على مر التاريخ بعد وفاتهم هذا كله يكتب لهم من دعا الى هدى كان له من الاجر مثل اجور من تبعه لا ينقص ذلك من اجورهم شيء. على مر التاريخ تكون الكتابة ولهذا من الناس من مات من مئات السنين من الناس من مات من مئات السنين وهو في كل يوم تكتب له حسنات كل يوم تكتب له حسنات كل يوم تكتب له اجور. ومن الناس من هو يمشي الان على قدميه على وجه الارض ولا تكتب له اجور بل يكتب عليه اوزار وهو حي يمشي على على على وجه الارض فيقول رحمه الله من اراد هذا السفر فعليه بمرافقة الاموات الذين هم في العلماء في العالم احياء رافق اهل العلم ارتبط آآ بائمة العلم ائمة السلف الصحابة ومن اتبعهم باحسان حول هذا المعنى يقول ابن ابن مسعود وكثيرا ما ينقله ابن القيم ومن قبله شيخه شيخ الاسلام ابن تيمية في مواطن من كتبهم من كتبهما آآ انه قال رضي الله عنه عن ابن مسعود من كان مستنا فليستنا بمن قد مات فان الحي لا تؤمن عليه الفتنة قال من اراد هذا السفر فعليه بمرافقة الاموات الذين هم في العالم احياء فانه يبلغ بمرافقتهم الى مقصده يبلغ بمرافقتهم الى مقصده وليحذر من مرافقة الاحياء الذين في الناس اموات وليحذر من مرافقة الاحياء الذين في الناس اموات بالمناسبة يعني اذكر شابا توفي من سنوات رحمه الله في شبابه كان على همة عالية احسبه في العبادة وطلب العلم كان يحدثني احيانا عن احد ائمة السلف المتقدمين كأنه يتحدث عن احد اصدقائه يتحدث عن محبته له ومرافقته له مثل ما يتحدث آآ الواحد منا عن احد اصحابه المقربين له يتكلم عنه يروي اخباره واثاره وسيرة قرأ له بكثرة واصبحت بينه وبينه رفقة ومحبة عظيمة وكان يتطلع ان يجمعه الله به في الجنة ورفقة كنت اتعجب من قوة الصحبة التي بينه وبين احد السلف من التابعين كان سماه لي لكنني لا اذكره الان فالحاصل اه يعني مرافقة هؤلاء فيها اثر عظيم اثر عظيم جدا على على العبد في في عبادته في سلوكه في في اخلاقه وليحذر من مرافقة الاحياء الذين في الناس اموات هذا الذي هو بعيد عن العبادة وعن الطاعة وعن التقرب هذا ميت اذا صحبه الانسان مات معه واثر عليه فليحذر من مرافقة الاحياء الذين في الناس اموات فانهم يقطعون عليه طريقه فانهم يقطعون عليه طريقه فليس فليس لهذا السالك انفع من تلك المرافقة واوفق له من هذه المفارقة. فقد قال بعض بعض من سلف شتان اقوام موتى تحيا القلوب بذكرهم وبين اقوام احياء تموت القلوب بمخالطتهم شتان بين هؤلاء وهؤلاء شتان بين اقوام موتى تحيا القلوب بذكر يعني بذكر اه ذكر سيرهم ذكر اخبارهم ذكر مواعظهم ذكر نصائحهم اه توجيهاتهم ولهذا كم من اناس استقاموا في ازمنة متأخرة بهدايات اقوام ماتوا في ازمنة سابقة سمع اه موعظة وآآ نصيحة لاحد الائمة او قرأ له كتاب فغيره غيره واثر في تأثير وكنت في رمظان آآ فبدأت بكتاب لهذا الامام كتاب الداء والدواء وحثثت على اشياء كثيرة حول هذا الكتاب للاستفادة منه حتى تكون معاونة على الخلاص من الذنوب التي اهلكت اهلكت الكثير في هذا الزمان لتفتح الابواب وتشعبها وكثرة الوسائل فهذا الكتاب بحاجة الناس اليه والحمد لله يعني نحمد الله سبحانه وتعالى من هذا المكان انطلق خير كثير في اه هدايات مستفادة من الامام ابن القيم رحمة الله عليه في في هذا الكتاب ولم يتيسر اكماله ونبدأ باكماله باذن الله سبحانه وتعالى مع بداية الفصل الدراسي القادم يعني بعد اسبوعين تقريبا في هذا المكان بعد صلاة الفجر نعم قال رحمه الله فما على العبد اضر من عشرائه وابناء جنسه فان نظره قاصر وهمته واقفة عند التشبه بهم ومباهاتهم والسلوك والسلوك اية سلف اية سلكوا. والسلوك اية سلكوا اي اي شيء سلكوا وفي بعض النسخ ايا سلكوا كله معناه مستقيم نعم. احسن الله اليك واقفة عند التشبه بهم ومباهاتهم والسلوك اية سلكوا حتى لو دخلوا جحا ضب لاحب ان يدخل معهم. نعم يعني ما على الاسلام من عشرائه وابناء جنسه لان الناس الانسان يعني الف آآ بالتشبه بابناء جنسه فان كان نظره الى عشرائه اقرانه ماذا يصنعون؟ ماذا كذا؟ ينشغل عن هذا الذي يتحدث عن الامام ابن القيم رحمه الله فان نظره قاصر وهمته واقفة عند التشبه بهم ومباهاتهم والسلوك اية سلكوا وهذا يعني واقع مشاهد هذا واقع مشاهد نعم قال رحمه الله فمن ترقت همته من صحبتهم الى صحبة من اشباحهم مفقودة ومحاسنهم واثارهم الجميلة في العالم مشهودة. نعم اشباحهم يعني هؤلاء العلماء اهل الفضل واهل النبل اشباحهم مفقودة لانهم اموات ماتوا من سنوات ماتوا السنين بعضهم ومحاسنهم واثارهم الجميلة في العالم مشهودة باقية نعم استحدث بذلك همة اخرى وعملا اخر وصار بين الناس غريبا وان كان فيهم مشهورا ونسيبا ولكنه غريب محبوب يرى ما الناس فيه وهم لا يرون ما هم ما هو فيه. نعم يرى بما اتاه الله من علم وبصيرة من ناس فيه وهم لا يرون ما هو فيه يعني ما هو فيه من خير فتح الله سبحانه وتعالى عليه به ووفقه له نعم يقيم لهم المعاذير ما استطاعوا وينصحهم بجهدي بجهده وطاقته سائرا فيهم بعينين عين ناظرة الى الامر والنهي بها يأمرهم وينهاهم ويواليهم ويعاديهم ويؤدي اليهم الحقوق ويستوفيها عليهم وعين ناظرة الى القضاء والقدر بها يرحمهم ويدعوا لهم ويستغفر لهم. ويلتمس لهم وجوه المعاذير فيما لا يخل بامر ولا نعود بنقض شرع قد وسعتهم بسطته ورحمته ولينه ومعذرته. واقفا عند قوله تعالى خذ العفو وامر بالعرف واعرض عن الجاهلين متدبرا؟ نعم قد وسعته نقف عندها. يقول رحمه الله تعالى آآ عن هذا الذي اا اقبل على السير السلف واخذ يعيش معهم قراءة وتأملا وتدبرا في احوالهم وسيرهم واخبارهم ثم يجد انه مع طول المصاحبة لهم قد تأثر بهم كثيرا وتشبه بهم اه انعكست عليه من تلك القراءة لسيرهم اه تأسيا واقتداء بهم اذا اكرمه الله وبلغ لهذه المرحلة عليه ان ينظر الى الى من حوله من العشراء والاقران والرفقاء ونحو ذلك ويقيم لهم المعاذير ما استطاع وينصحهم بجهده وطاقته لا ينظر اليهم عين العجب بنفسه وانه وانه لا ينظر هذا النظر لكن عليه ان ينظر بعينين هذا كلام مهم جدا ينظر بعينين الاولى عين الشرع والثانية عين القدر الاولى عين الشرع عين الشرع ينظر عين الناظرة الى الامر والنهي بها يأمرهم وينهاهم اذا نظر اليهم بهذه العين عين الشرع يبقى ناصحا معلما موجها لكن كما سيأتي بالرفق و الموعظة الحسنة وعين الناظرة الى القدر بها يرحمهم ويدعو لهم ويستغفر لهم ينظر بعين القدر فيحمد الله ان ان الذي قدر له هو هذا الخير الذي ساقه له وينظر الى اولئك وهذه الحالة التي عليهم فينظر بعين القدر فيرحمهم يدعو لهم بالهداية يدعو لهم بالتوفيق يدعو لهم بالصلاة بالصلاح يدعو لهم ان يفتح الله على على قلوبهم ان يقبل بقلوبهم لا يكون عونا للشيطان عليهم من القصص الجميلة في هذا قصة ذكرها ابن كثير رحمه الله في اول سورة غافر للخليفة الراشد عمر بن الخطاب كان رجلا من اهل الشام ينتاب مجلس عمر ثم انقطع ما اصبح يأتي فسأل عنه عمر فقال له قائل انه اصبح يتعاطى الشراب فامر كاتبه عمران يكتب من امير المؤمنين عمر بن الخطاب الى فلان ابن فلان احمد الله اليك الذي لا اله الا هو غافر الذنب قابل التوب شديد العقاب ذي الطول. لا اله الا هو اليه المصير ثم قال لمن حوله هذا موطن الشاهد ادع الله ان يقبل بقلب اخيكم ولا تكون عونا للشيطان عليه بعض الناس قد يكون عون للشيطان على على اخيه اذا سمع عنه في بعظ المعاصي قال اخزاه الله ابعده الله ربما جاء باللعن وربما جاء فاصبح عون للشيطان على اخيه قال لا تكونوا عون للشيطان على اخيكم ادعوا الله ان يقبل بقلبه فوصل خطاب عمر الى ذلك الرجل فبكى واثرت فيه موعظة عمر رظي الله عنه ووعظه باية واحدة من اول سورة غافر ففهم المعنى وكانت باب هداية له ينظر الى آآ الى العاصي من اخوانه بعين القدر فيرحمه ويدعو له ويستغفر له يدعو الله له ان يقبل الله بقلبه ثم ينظر له بعين الشرع فيقدم له الامر والنهي بلطف نصحا وتوجيها هداية ودلالة لعل الله سبحانه وتعالى ان يقبل بقلبه نعم قال قال رحمه الله قد وسعتهم بسطته ورحمته ولينه ومعذرته. نعم لابد من هذا لابد ان يكون بهذه الصفة يسعى بسطته لطفه رحمته لينه رفق تودده لابد منها وقد قال الله سبحانه وتعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك؟ نعم قال رحمه الله واقفا عند قوله تعالى خذ العفو وامر بالعرف واعرض عن الجاهلين متدبرا لما تضمنته هذه الاية من حسن المعاشرة مع الخلق واداء حق الله فيهم والسلامة من شرهم فلو اخذ الناس كلهم بهذه الاية لكفتهم وشفتهم فان العفو ما عفا من اخلاقهم وسمحت به طبائعهم ووسعهم بذله من اموالهم واخلاقهم فهذا ما منهم اليه واما ما يكون منه اليهم فامرهم بالمعروف وهو ما تشهد العقول وتعرف حسنه وهو ما امر الله به واما ما يتقي به اذى جاهلهم فالاعراض عنهم. وترك الانتقام لنفسه والانتصار لها. فاي كمال للعبد وراء هذا واي معاشرة وسياسة للعالم احسن من هذه المعاشرة والسياسة ولو فكر الرجل في كل شر يلحقه من العالم اعني الشر الحقيقي الذي لا يجيب له الرفعة والزلف من الله وجد سببه الاخلال بهذه الثلاث او او ببعضها والا فمع القيام بها فكل ما يحصل له من الناس فهو خير له. وان كان شرا في الظاهر فانه متولد من من القيام الامر بالمعروف ولا يتولز منه الا خير وان ورد في حالة شر واذى كما قال تعالى ان الذين جاءوا بالافك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم وقال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الامر. فاذا عزمت فتوكل على الله نعم لما ذكر اهمية الخلق واللين والرفق والرحمة ونحو ذلك اه جاء بهذه الاية قال واقفا عند قوله خذ العفو وامر بالعرف واعرض عن الجاهلين ونبه رحمه الله هذا التنبيه العظيم ان هذه الاية جمعت الاخلاق هذه الاية جمعت اه الاخلاق في باب التعامل مع العباد فهي اية جامعة حتى قال رحمه الله تعالى لو اخذ الناس كلهم بهذه الاية لكفتهم وشفتهم فهي كافية شافية وافية تباب الخلق والتعامل مع اه العباد وهي ترتكز على ثلاث خلال عظيمة آآ الاخلال بها هو سبب الهلاك. وسبب آآ الشر والجناية على النفس والمظرة بها فهي ترتكز على امور ثلاثة خذ العفو وامر بالعرف واعرظ عن الجاهلين خذ العفو قال رحمه الله في بيان معنى العفو قال ما عفا من اخلاقهم ما عفا من اخلاقهم وسمحت به طباعهم ووسعهم بذله هذا الان الذي يتحدث عنه هل الناس فيه على درجة واحدة هل ينتظر ان يكونوا فيه على درجة واحدة؟ لا. الناس معادن واجناس واصناف في اخلاقهم فهل انت تنتظر في كل من تلقاه ان يكونوا قمة في الخلق والتعامل لن تجد ولن يحصل هذا لا من اهل ولا من ولد ولا من جار ولا من قريب ولا من زميل يتفاوتون اذا ماذا عليك قال خذ العفو خذ ما سمحت به طباعهم وكل وطبعه هذا تأخذ منه شيئا جميلا تحمده عليه. واخر تأخذ منه شيئا تصبر عليه هذا يحتاج الى حمد على معاملة قدمه اخر يحتاج الى صبر وهذا كله من الاخباء فمن الاخذ اخذ العفو الذي هو ما تسمح به الطباع هذا يلاقيك بجميل الطباع والاخلاق واخذ يلاقيك بامور اخرى وكل يحتاج الى اسلوب من اساليب لاخذ المشار اليه في الاية خذ العفو وامر بالعرف كن دائما ناصحا مقدما الخير بادنا الخير ديدنك دائما ومسلكك واعرض عن الجاهلين لا لا تجابه اه تقابل الجاهل بمثل جهله بل اعرض عنه فاسلم ان ان وقفت وجها لوجه وكلاما بكلام ونطقا بنطق وردا برد تعبت وتأذيت وجاءتك امور ما تحتملها من الشرور لكن ان اعرضت سلمت ان اردت سلمت هذا الذي امرك الله به قال واعرض عن عن الجاهلين يقول لو فكر الرجل في كل شر يلحقه من العالم اعني الشر الحقيقي الذي لا يوجب له الرفعة والزلفة عند من الله وجد سبب الاخلال بهذه الثلاثة او ببعضها. اذا هذه الثلاث اخلاق عظيمة جدا ومهمة للغاية ينبغي ان تكون ركيزة المسلم في تعاملاته كلها نعم قال رحمه الله وقد تضمنت هذه الكلمات مراعاة حق الله وحق الخلق فانهم اما ان يسيئوا في حق الله او في حق رسوله فان اساءوا في حقك فقابل ذلك بعفوك عنهم. وان اساءوا في حق وان اساءوا في حقي فاسألني نعم. فان اساءوا وان اساءوا في حقي فاسألني اغفر لهم واستجلب قلوبهم. واستخرج ما عندهم من الرأي بمشاورتهم ان ذلك احرى في استجلاب طاعتهم وبذلهم النصيحة فاذا عزمت على امر فلا استشارة بعد ذلك بل توكل على الله وامض لما عزمت عليه من امرك فان الله يحب المتوكلين نعم يعني الان آآ الاساءة فالاساءة اذا اذا وقعت يقول ان اساءوا في حقك فقابل ذلك بعفو عنهم ان اساءوا في حقك فقابل ذلك بعفو عنهم وان اساءوا في حقي فاسألني اغفر لهم واستجلب قلوبهم يعني انظر الان الوصية ان اساءوا في في حقك انت ان اساءوا في حقك انت فقابل ذلك بالعفو اعف عنهم لوجه الله وتقرب الى الله بالعفو وان اساءوا في حق واحد من اخوانك لا لا تحرص على ان تثير فتنة بين المسيء والمساء اليه بعض الناس لا يوفق يأتي الى الموسى اليه ويقول ما سمعت فلان ما ترك شيء الا وكذا فيوجد يعني شيئا بينهم فابن القيم يقول رحمه الله ان اساءوا في حقي فاسألني ان اغفر لهم واستجلب قلوبهم يعني انظروا الطريقة التي تتلطف فيها حتى يحصل الخير ويتحقق الصلاح والنفع والفائدة قال واستخرج ما عندهم من الرأي بمشورتهم. فان ذلك احرى في استجلاب طاعتهم وبذل النصيحة هذه ايضا لطيفة يعني من تعامل اذا وجدك اه تشركه في الامور تستشير يحدث تحدث استشارته لك طمأنينة عندك ولما يقول لك اه احب اسمع رأيك يعجبني رأيك حتى لو لم يأخذ به حتى لو لم يأخذ به لكنه يعني يجعل لك شيئا من القيمة والاعتبار اذا قدم لك هو من بعد ذلك نصحا وقع موقعها في في في في النفس واصبح له الاثر والنفع والفائدة الامور الواضحة التي عزمت عليها استشرت وعزمت عليها توكل على الله امض لما عزمت عليه من امرك فان الله يحب المتوكلين يعني لا يثنيك احد عن ما عزمت عليه من خير نعم قال رحمه الله فهذا وامثاله من الاخلاق التي ادب الله بها رسوله صلى الله عليه وسلم. وقال فيه وانك لعلى خلق عظيم قالت عائشة رضي الله عنها هذا وامثاله يعني من من الايات التي اشار اليها من الاخلاق التي ادب الله بها رسوله صلى الله عليه وسلم وقال فيه وانك لعلى خلق عظيم ولهذا من الابحاث اللطيفة ولا ادري هل كتب في هذا او لم يكتب من الابحاث اللطيفة اخلاق الرسول عليه الصلاة والسلام في القرآن لانك تجد في القرآن ايات كثيرة تصف خلق النبي عليه الصلاة والسلام هذا من جهة. جهة اخرى يشير اليها ابن القيم هنا رحمه الله. وهي ان كل خلق دعا اليه الله في القرآن فهو ماذا فالرسول عليه الصلاة والسلام تاما وافيا مثل ما قالت عائشة كان خلقه القرآن فلا يوجد في القرآن خلق من الا الاخلاق الا العظيمة الاداب الكاملة الا والنبي صلى الله عليه وسلم متحلم به على اتم ما يكون قد قال الله تعالى قد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا قالت عائشة قالت عائشة رضي الله عنها كان خلقه القرآن وهذه لا تتم الا بثلاثة اشياء احدها ان يكون العود طيبا. فاما اذا كانت الطبيعة جافية غليظة يابسة عسر عليها مزاولة ذلك علما وارادة وعملا بخلاف الطبيعة المنقادة اللينة السلسة القياد فانها مستعدة انما تريد الحرف والبذر من كانت طبيعته كما وصف ابن القيم رحمه الله تعالى فلا ييأس ايضا ما هي ييأس لان بعض الناس سبحان الله في هذا الباب ييأس نفسه ويقنطها وتجده يعني يمضي في بعض الاخلاق الرديئة وهو لا يزال يقول لنفسه هذا طبع لا ننفك عنه. حتى ان بعضهم يقول كل القبيلة هكذا طبعهم وهذا طبع لا لا ننفك عنه فييأس نفسه ويقنطها فتبقى متردية في هذا الخلق الدميم فلا ييأس وليذكر في هذا المقام قول النبي عليه الصلاة والسلام انما العلم بالتعلم وانما الحلم بالتحلم ومن يتحرى الخير يعطى. ومن يتوقى الشر يوقى فلا ييأس يجاهد ويدعو. يجاهد نفسه ويدعو ربه اللهم اهدني لاحسن الاخلاق لا يهدي لاحسنها الا انت واصرف عني سيئة لا يصرف عني سيئها الا انت نعم. قال رحمه الله الثاني ان تكون النفس قوية غالبة قاهرة لدواعي البطالة والغي والهوى فان هذه اعداء الكمال فان لم تقوى النفس على قهرها والا لم تزل مغلوبة مقهورة. نعم يحتاج الى يعني آآ همة عالية نفس قوية آآ مثل ما يقول ابن القيم يحتاج الى في احد كتب يقول الى علم يهدي وهمة عالية ترقيه من يحتاج الى همة قوية ترقيه في في في دروب الكمال والفضل والخير وفي الدعاء المأثور عن نبينا عليه الصلاة والسلام اللهم اني اسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد احيانا يكون الامر رشد واضح امام الانسان لكن ما عنده عزيمة ما عنده همة يراه واضحا لكن الهمة رديئة ضعيفة فيحتاج في هذا المقام ان تكون النفس قوية قالبة قاهرة لدواعي البطالة هو الغي والهوى حتى تغلب هذه الدواهي قوة النفس وقوة الهمة تغلب هذه الدواعي ان لم تكن قوية ماذا يحصل هذه الدواعي هي التي تكون لها الغلبة عافانا الله اجمعين. نعم قال رحمه الله الثالث علم شاف بحقائق الاشياء وتنزيلها منازلها يميز به بين الشحم والورم والزجاجة والجوهرة. نعم يعني مثل ما نقلت لكم عبارته في احد كتب علم يهديه تاج الانسان الى علم حتى يكون اه اه في سيره على معالم واضحة وطريق بينة لان من لا علم عنده من لا علم نافع عنده يهتدي به تشتبه عليه نمور مثل ما قال لا يميز بين الشحم والورم والزجاجة والجوهرة ما يميز بينهم فالعلم هو الذي يميز به بين الهدى والضلال والحق والباطل والسنة البدعة كل هذه الاشياء ما يميز بينها الا بالعلم ولهذا في الدعاء المأثور الذي كان نبينا عليه الصلاة والسلام يقوله كل صباح بعد صلاة الفجر بعد ان يسلم اللهم اني اسألك علما نافعا نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا بدأ بالعلم النافع لان العلم النافع هو الذي يميز به المرء بين الرزق الطيب وغير الطيب وبين العمل الصالح وغير الصالح. اذا لم يكن عنده علم نافع كيف يميز اذا لم يكن عنده علم كيف يا يعرف الهدى من الضلال والحق من الباطل فهو يحتاج الى علم يهديه هذا الثالث ويحتاج الى همة ترقيه وهذا الثاني ويحتاج الى العود الطيب والطبيعة الطيبة لكن كما قلت حتى لو وجد من نفسه في ذلك يعني اه في في يبوسة في في الطبع ونحو ذلك لا ييأس بل بالمجاهدة والدعاء يتحقق الخير والله تعالى يقول والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين. نعم قال رحمه الله فاذا اجتمعت فيه هذه الخصال الثلاثة وساعده التوفيق فهو من القسم الذين سبقت لهم من ربهم الحسنى وتمت لهم العناية. نعم اذا اجتمعت للعبد هذه الخصال الثلاثة اه التي ذكرها اخرا رحمه الله وساعده توفيق الله سبحانه وتعالى ان وفقه الله فهو من القسمة الذين سبقت لهم من ربهم الحسنى لان المرد الى التوفيق توفيق الله ان الذين سبقت لهم منا الحسنى اي فيما كتب وقدر وقضى سبحانه وتعالى ولهذا كان كثير من السلف يخاف من السوابق والخواتيم السوابق مثل ما في في في هذه الاية وايضا في الحديث ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة وحتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار فيدخلها ولهذا دائما العبد يرجو التوفيق من الله ويطمع في التوفيق ويسأل الله الهداية والثبات ويستعيذ به سبحانه وتعالى من من زيغ القلوب ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب فالا اللجوء الى الله استعانة وتوكلا والمجاهدة للنفس بهذه الاعمال والخصال التي اشار اليها رحمه الله تعالى نعم قال رحمه الله وهؤلاء هم القسم الاول المذكورون في قول النبي صلى الله عليه وسلم مثل ما بعثني الله به من والعلم الحديث وقد تقدم. نعم الحديث تقدم عند المصنف وايضا تقدم آآ له رحمه الله تعالى شرح اه وافي ونافع لهذا الحديث بقي الفصل اه اه الاخير من هذه الرسالة العظيمة موعدنا معه باذن الله سبحانه وتعالى يوم الاحد القادم باذن الله نسأل الله الكريم من اه ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل احسن الله اليكم وبارك فيكم ونفعنا الله بما قلتم وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين يقول هذا السائل ما نصيحتكم لطلاب الجامعة الذين سيرجعون الى بلدانهم طالب اه الجامعة هو شخص اكرمه الله سبحانه وتعالى ومن عليه بمنة عظيمة ان يسر له هذه الرحلة المباركة الميمونة لطلب العلم في بلد الرسول عليه الصلاة والسلام مأرز الايمان وفي الجامعة الاسلامية هذه الجامعة المباركة التي اسست على خير وتقوى من الله سبحانه وتعالى فيحرص على ان يغتنم وجوده في اه اه الجامعة ووجوده في المدينة على التزود والتظلع من العلم والاخلاق والاداب ثم اذا رجع يؤدي زكاة هذا الخير فان زكاة العلم بذلة وما كان وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم فاذا رجع يتعهد اهله اخوانه قرابته جيرانه ويضع لنفسه برنامجا وعدد من الطلاب يمضي ومعه برنامج يعزم على ان يوفيه في رحلته اشياء تتعلق به هو واشياء تتعلق بمنافع يريد ان يوصلها الى الاخرين يعني مثلا بعضهم يضع من برامجه ان يحفظ مجموعة الاربعين النووية او الاصول الثلاثة وان يجعل هذا وسيلة لنفعهم وثبات هذه الاصول عنده فيراجع وهو يسمع هؤلاء ويراجع ايضا ليلقي لهم تفهيما وتوظيحا للمعاني والمضامين فينتفع وينفع يستفيد ويفيد ويحرص ان يكون في ذهابه الى بلده بخلق رفيع غير الذي كان عليه سابقا ان كان على خلق سابقا فليكن ازيد في الخلق وان كان على قصور في الخلق فليرجع بخلق فاضل وادب رفيع مع الوالدين ومع الاهل ومع الجيران ومع حتى يروا اثر العلم واثر الجامعة واثر المدينة عليه في خلقه وتعامله وادبه وان ينتبه الى قظية مهمة جدا للغاية وهي ان يكون قدوة وهذه مهمة جدا الان عندما يرجع اليهم من المدينة وقد امضى السنتين او الثلاث طالبا للعلم الشرعي في بلد الرسول عليه الصلاة والسلام ثم اذا وصل وهم يتطلعون الى اشياء يستفيدونها منه ثم يفتقدونه في المسجد وخاصة صلاة الفجر يفتقدونه في المسجد اذا وقف يحدثهم بكلمة العباد في المسجد ما ما ما تقبل نفوسهم شيء من ما تقبل شيء مما يقول ان حدثهم حتى لو كان اشياء مفيدة نفسهم ما لانهم يفتقدونه في في فريضة عظيمة يثقل رأسه عنها ينام بعضهم يطيب له السهر اذا رجع مع زملائه ومع اصدقائه واصحابه ثم يكسل عن صلاة الفجر وهذي مصيبة من اعظم المصائب مصيبة من اعظم المصائب فلا لا يفتقدونه بل ينبغي ان يكون في الصف الاول حتى لا يليق بطالب العلم اذا رجع الى بلده ان يشاهده العوام في الصف الاخير كل يوم بقي عليه ركعة او ركعتين او ثلاث ما يليق بل ينبغي ان ان ينافسهم على الصف الاول والتبكير للمسجد وان يجلس مطمئنا يروا اثر العلم عليه اما اذا رجع اليهم ووجدوا ان بعض العوام يا يا يغلبونه في العبادة العلم لماذا اليس العلم من اجل العبادة والتقرب؟ اذا كان تعلم وتعلم وتعلم ثم العوام في العبادة في الفريظة فريضة الله سبحانه وتعالى افضل منه اين اثر العلم عليه وهذا مظرته على الدعوة شديدة جدا مضرته على الدعوة شديدة احد الاشخاص يقول انني مرة سمعت لواعظ كلاما قويا جدا اعجبني يقول فاخذت اسأل عن عن بيته قلت ساكون قريبا منه حتى استفيد منه. قلت اصلي معه الفجر كما وجدته في المسجد وجئت قلت عنده مسافر مرات فسألت عن جماعة قال هذا ما يأتي لصلاة الفجر نادر ان يأتي لصلاة الفجر فرج هذا وقد زهد في فيما عنده فالحاصل ان ان هذه هذا جانب مهم جدا ان يحرص على ان يكون قدوة للناس لا يكون قدوة لهم فيه لانه سبحان الله ان رأوا عليه تقصيرا وتفريطا وايضا رأوا عليه بعض المعاصي سيقول العصاة اذا كان هذا الذي آآ درس هذه السنوات هذه صفته وهكذا ينام عن الصلاة نحن معذورين ما تعلمنا مثله ربما دخل عليهم الشيطان من هذا المدخل فعليه ان يتقي الله سبحانه وتعالى وان يحرص على اغتنام فرصة زيارته ويكثر من المكاسب العظيمة في رحلته. اسأل الله عز وجل اه المعونة للجميع والتوفيق والسداد والهداية الى كل خير وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا ووالديهم وذرياتهم وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه