بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فان اشرف العلوم وافضلها واجلها وارفعها شأنا العلم بالله عز وجل الرب العظيم والخالق الجليل معرفة باسمائه الحسنى وصفاته العظيمة ونعوته الجليلة وافعاله الكاملة ادن لهذه المعرفة اثارها المباركة على العبد صلاحا واستقامة على شرع الله سبحانه وتعالى وتعظيما لدينه ومجانبة لما نهى عنه تبارك وتعالى والعبد كلما كان بالله اعرف كان منه اخوف ولعبادته اطلب وعن معصيته ابعد ولهذا فان العبد بحاجة الى المعرفة بالله عز وجل وباسمائه وصفاته وعظمته وافعاله فان من عرف الله سبحانه وتعالى باسمائه وصفاته وافعاله احبه لا محالة وكلما عظمت محبة الله سبحانه وتعالى في القلب عظم اقبال العبد على الله سبحانه وتعالى خضوعا وتذللا وانقيادا وانكسارا وان الافة الكبرى في الناس ضعفا في الدين ورقة في الايمان وانهماكا في المعاصي والملذات من اعظم اسبابه نقص المعرفة بالله وبجلاله وكماله وعظمته سبحانه وتعالى ولذا قال العلماء رحمهم الله تعالى المعرفة بالله على نوعين معرفة اقرار ومعرفة رسوخ ايمان في القلب بالله عز وجل ناشئ عن حسن المعرفة بالله جل وعلا وباسمائه وصفاته وافعاله وعليه فان حاجة العبد الى هذه المعرفة اشد الحاجات وضرورة قلبه اليها اشد الضرورات بل ان هذه المعرفة من مقاصد الخلق خلق الناس وايجادهم كما قال الله سبحانه وتعالى الله الذي خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن يتنزل الامر بينهن لتعلموا ان الله على كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء علما واهل العلم رحمهم الله تعالى وجزاهم خيرا وتقبل منهم كتبوا في هذا الباب كتابات كثيرة والفوا فيه مؤلفات نافعة معاونة للناس لتحقيق هذا المطلب الجليل والمقصد النبيل ان يعرفوا ربهم سبحانه وتعالى ان يعرفوا ربهم معرفة تعمر بها قلوبهم ويصح بها ايمانهم ويستقيم بها دينهم ويعظم بها اقبالهم على ربهم جل في علاه فكتبوا في ذلك كتابات نافعة ومفيدة ومن هذه الكتابات النافعة في هذا الباب ما اودعه الامام الجليل النسائي رحمه الله تعالى في كتابه السنن الكبرى حيث خص واحدا من كتب هذا الكتاب في هذه المعرفة سماه رحمه الله تعالى النعوت اي النعوت الالهية والنعوت هي الصفات نعوت الله صفاته سبحانه وتعالى فافرد هذا الكتاب في هذا الباب الشريف العظيم الذي هو من اشرف العلوم واجلها بل اضيفوا الى ما سبق ان هذا العلم هو احد محاور ثلاثة ترتكز عليها دعوات النبيين كلهم عليهم صلوات الله وسلامه فان دعوات الانبياء ترتكز على ثلاثة محاور الاول التعريف بالرب المعبود المقصود الملتجأ اليه سبحانه وتعالى بذكر اسمائه وصفاته وافعاله والمحور الثاني التعريف بالطريق الموصل الى الله وهو دينه جل في علاه بطاعته وعبادته واحلال ما احل وتحريم ما حرم والمحور الثالث بيان ما اعده الله سبحانه وتعالى في الاخرة لمن لزم هذا الطريق من ثواب عظيم ولمن خالفه من عقوبة فعلى هذه المحاور الثلاثة ترتكز دعوات النبيين عليهم صلوات الله وسلامه وهذا الكتاب المبارك كتاب النعوت وهو بين ايديكم قد طبع مفردا مستلا من كتابه السنن تسهيلا لتداوله وتناوله وقراءته ومدارسته وهو كتاب مبارك في بابه نافع غاية النفع ونسأل الله عز وجل باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان ينفعنا اجمعين بهذه المجالس المعقودة لمدارسة هذا الكتاب كتاب النعوت من كتاب السنن للامام النسائي رحمه الله تعالى وكما نبهت مسبقا يكون درسنا هذا له مجالان الاول قراءة مع الشرح لهذا الكتاب كتاب النعوت للنسائي رحمه الله تعالى ثم بعد ذلك نشرع في قراءة اخرى في كتاب اخر وهو كتاب فقه الاسماء الحسنى فتكون القراءة يوميا في الكتابين تكون القراءة يوميا في الكتابين اما كتاب فقه الاسماء الحسنى فسيغلب على المجلس القراءة مع تعليقات يسيرة وقليلة جدا ونسأل الله عز وجل المعونة والتوفيق والهداية والتسديد وان يبارك لنا في مجلسنا هذا واوقاتنا كلها انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام الحافظ ابو عبدالرحمن النسائي رحمه الله تعالى كتاب النعوت قول الله جل ثناؤه ولله الاسماء الحسنى قال رحمه الله تعالى كتاب النعوت النعوت جمع نعت والنأت والنأت هو الصفة فنعوت الله تبارك وتعالى صفاته جل في علاه فهو كتاب معقود في بيان هذا الامر النعوت الالهية واورد فيه رحمه الله تعالى جملة من اسماء الله الحسنى والقاعدة معروفة في هذا الباب ان كل اسم من اسماء الله جل في علاه دال على صفة فليس في اسماء الله اسما لا يدل على صفة بل اسماؤه كلها نعوت وصفات كلها نعوت وصفات لله تبارك وتعالى عقد هذا الكتاب للتعريف بالله بالله عز وجل تعريفا بنعوته واسمائه وصفاته وطريقته في فهذا الكتاب ان يجعل الترجمة في في اسم من اسماء الله او صفة من صفاته سبحانه وتعالى ثم يسوق ما تيسر من الاحاديث باسانيده رحمه الله تعالى في الاسم الذي عقد الترجمة لاجله ومما انبه عليه ان جميع الاحاديث التي في هذا الكتاب كتاب النعوت جميعها صحيحة ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس فيها حديث واحد ضعيف قال قول الله عز وجل قول الله جل ثناؤه ولله الاسماء الحسنى تتمتها فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في اسمائه سيجزون ما كانوا يعملون صدر رحمه الله تعالى الكتابة كله بهذه الاية تنبيها على الاختصاص اختصاص الله سبحانه وتعالى باسمائه وصفاته وان وانه عز وجل لا ند له ولا مثيل ولا كفؤ ولا نظير واسماؤه وصفاته له مختصة به جل وعلا كما يفيد هذا الاختصاص قوله جل وعلا ولله الاسماء الحسنى اي خاصة بالله وهي في الوقت نفسه دالة على عظمة الله وجلاله وكماله سبحانه وتعالى والاية الكريمة بتمامها ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في اسمائه سيجزون ما كانوا يعملون اشتملت على بيان امور ثلاثة تتعلق باسماء الله عز وجل الاول ان اسماء الله تبارك وتعالى كلها حسنى ليس فيها اسم ليس كذلك وحسن جمع الاحسن لا الحسن الاحسن وافعل تفظيل دخل عليه اللو التعريف الاحسن فاسماء الله تبارك وتعالى كلها حسنى والحسنى جمع الاحسن اي لا احسن منها بالغة في الحسن كماله وتمامة ومنتهاه ووصف لاسمائه جل وعلا كلها فاسماؤه تبارك وتعالى كلها كذلك حسنى بالغة في الحسن كمالة وهي انما كانت حسنى لكونها دالة على صفات والصفات صفات كمال دالة على صفات الاسماء التي لا تدل على صفات ليست حسنا وكذلك الاسماء التي لا تدل على صفات كمال ليست حسنة فاسماء الله تبارك وتعالى كلها اسماء حسنى لانها دالة على صفات الكمال ونعوت الجلال والعظمة لله عز وجل والامر الثاني امر الله عز وجل بدعائه بها فادعوه بها نظير قوله في سورة الاسراء قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن ايا ما تدعو فله الاسماء الحسنى فامر جل وعلا عباده بدعائه باسمائه وهذا الثاني فرع عن الاول فاذا عرف العبد ربه باسمائه الحسنى الدالة على عظمة الله وكماله وجلاله وكبريائه سبحانه وتعالى وتفرده بالجلال والكمال لا يكون التجاؤه الا اليه ولا يكون توجهه الا اليه فيدعو الله باسمائه ويلتجأ الى الله سبحانه وتعالى باسمائه متوسلا الى الله عز وجل ولهذا قال العلماء يراعى عند دعاء الله سبحانه وتعالى باسمائه ما يتناسب من اسماء الله مع مطلوب العبد فاذا كان المطلوب مغفرة تقول يا غفور اغفر لي واذا كان رحمة يا رحمن ارحمني واذا كان رزقا يا رزاق ارزقني واذا كان توبة يا تواب تب علي وهكذا فيراعي الداعي باسماء الله الحسنى ما يناسب مطلوبه ما يناسب مطلوبه وهذا من تمام دعاء الله سبحانه وتعالى باسمائه ودعاء الله باسمائه واحسن الوسائل اليه التي يتوسل بها الداعون الى الله ولهذا دعوات الانبياء قائمة على ذلك قائمة على ذلك على التوسل الى الله سبحانه وتعالى باسمائه الحسنى وصفاته العظيمة جل في علاه والامر الثالث بهذه الاية الكريمة التحذير من الالحاد في اسمائه والمراد بالالحاد باسمائه اي العدول بها عن الحق الثابت لها لان الالحاد من اللحد وهو الميل والعدول يقال الحد السهم عن الرمية اي مال ومنه سمي اللحد لحدا لانه يميل يمال به الى جهة القبلة يمال بالحفر عن استقامته الى جهة القبلة الالحاد باسماء الله الميل بها عن الحق الثابت لها وهو انواع ليس نوعا واحدا فمن يسمى غير الله اسمائه تبارك وتعالى المختصة به جل في علاه مثل ما حصل من عباد الاوثان سموا اللات من الاله والعزى من العزيز ومناة من المنان هذا من الالحاد ولهذا عده السلف رحمهم الله تعالى في المعاني التي اوردوها في هذه الاية وكذلك من الالحاد فيها تعطيل معانيها وجحد حقائقها وجعلها اسماء مجردة لا تدل على معاني وكذلك من الالحاد فيها تحريف الفاظها ومعانيها ومدلولاتها ومن الالحاد فيها تشبيه غير الله بالله في اسمائه او صفاته والله يقول ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ويقول هل تعلم له سم يا فالتشبيه الحاد والتعطيل الحاد وكل عدول باسماء الله تبارك وتعالى وصفاته عن الحق الثابت لها الحاد والله عز وجل حذر من سبيل الملحدين في اسمائه في هذا السياق المبارك بنوعين من التحذير الاول في قوله وذروا الذين يلحدون في اسمائه اي جانب طريقتهم فانا من اشنع الطرائق وافسدها واظلها وابعدها عن سواء السبيل. فجانبوها ابتعدوا عنها واحذروها غاية الحذر والثاني في قوله سيجزون ما كانوا يعملون اي سيعاقبهم الله العقاب الشديد والنكالة الاليم والعقوبة العظيمة على هذا الالحاد الذي كان منهم في اسماء الله تبارك وتعالى وصفاته فهذه الاية اية عظيمة جدا في هذا الباب باب اسماء الله الحسنى ومعرفتها ومعرفة عظمتها وقدرها وكمالها وايضا التعبد لله عز وجل بها دعاء وتوسلا وايضا الحذر من الغلط والانحراف بها عن الحق الثابت لها ولهذا العلماء قالوا الغلط في اسماء الله ليس كالغلط في اي اسم الغلط في اسماء الله تبارك وتعالى ليس كالغلط في اي اسم من الاسماء اسماء الله لها شأنها لها عظمتها لها مكانتها اسماء كلها حسنى بالغة في الحسن تماما وكمالا فالاية فيها تعريف عظمة اسماء الله تبارك وتعالى والدعوة الى التوسل ودعاء الله بها وفيها التحذير من الالحاد اسماء الله تبارك وتعالى والتحذير من سبيل الملحدين وما اعد الله سبحانه وتعالى لهم من العقوبة الشديدة نعم هل يمكن يقال ان من حسنها انها كلها مشتقة وليست هي جامد نعم هذا المعنى اشير اليه هذا المعنى اشير اليه فيما تقدم وهي ان هذه الاسماء انما كانت حسنى لكونها دالة على صفات والصفات صفات كمال وانها لو كانت ليست دالة على صفة او دالة على صفة والصفة ليست صفة كمال لم تكن حسنا فهي حسنى لكونها دالة على صفات ليست اعلاما جامدة او اسماء جامدة لا تدل على صفات. ولهذا كل اسم من اسماء الله تبارك وتعالى دال على صفة كمال لله عز وجل كل اسم من اسمائه تبارك وتعالى دال على صفة كمال لله عز وجل وفيما سيأتي من آآ ابواب ساقها رحمه الله تعالى ما اه فيما سيأتي من ابواب ساقها رحمه الله تعالى في ذكر اسماء الله تبارك وتعالى ما يتضح به ذلك نعم قال رحمه الله تعالى ذكر اسماء الله تعالى وتبارك قال اخبرنا الربيع ابن سليمان قال حدثنا عبد الله بن وهب قال اخبرني مالك وذكر اخر قبله عن ابي الزناد قال واخبرنا عمران بن بكار قال حدثنا علي بن عياش قال حدثنا شعيب قال حدثني ابو الزناد عن الاعرج عن عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لله تسعة وتسعون اسماء مائة الا واحدة من احصاها دخل الجنة انه وتر يحب الوتر اللفظ لربيع قال رحمه الله تعالى ذكر اسماء الله تعالى وتبارك ذكر اسماء الله تعالى وتبارك هذه الترجمة عقدها رحمه الله تعالى لبيان ان الله عز وجل له اسماء كثيرة والله عز وجل تعبد العباد بالمعرفة بهذه الاسماء والعناية بها الفقه في معانيها ومدلولاتها وتحقيق العبوديات التي تقتضيها هذه الاسماء فانه ما من اسم لله عز وجل الا وله عبودية. هي هي من مقتضيات الايمان بهذا الاسم فعقد هذه الترجمة لبيان ذلك ان الله عز وجل له اسماء حسنا كثيرة هي في كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام ينبغي على العباد ان يعنوا بمعرفتها والتفقه فيها واحصائها والعناية بفقهها وفهم معانيها وايضا تحقيق العبوديات التي لهذه الاسماء قال ذكر اسماء الله تبارك وتعالى واورد رحمه الله تعالى هذا الحديث حديث ابي هريرة وساقه من طريقين ونبه ان اللفظ المثبت للشيخ الاول قال عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لله تسعة وتسعون اسما مئة الا واحد من احصاها دخل الجنة لله تسعة وتسعون اسما مئة الا واحد من احصاها دخل الجنة هذا فيه كثرة اسماء الله فيه كثرة اسماء الله وان اسماء الله تبارك وتعالى كثيرة وخص جل وعلا من اسمائه تسعة وتسعين اسما مائة الا واحد من احصاها ان من احصاها دخل الجنة ولهذا ينبغي ان يعلم ان هذا الحديث لا يفيد وهذا باتفاق اهل العلم حصر اسماء الله في هذا العدد لا يفيد حصر اسماء الله الحسنى في هذا العدد ولهذا قال العلماء رحمهم الله الحديث جملة واحدة لله تسعة وتسعون أسماء مئة الا واحدا من احصاها دخل الجنة اي من شأن هذه التسعة والتسعين ان من احصاها دخل دخل الجنة لا انها محصورة في هذا العدد قال العلماء مثال ذلك لو قال قائل عندي تسعة وتسعون درهما اعددتها للصدقة هذا لا يفيد آآ حصر الدراهم التي عنده في هذا العدد بل يفيد ان هذا العدد الذي نص عليه قد اعده للصدقة قد اعده للصدقة فقوله صلى الله عليه وسلم لله تسعة وتسعون اسما مائة الا واحدا من احصاها دخل الجنة اي ان هذا العدد من اسماء الله عز وجل خص بان من احصاه دخل الجنة بان من احصاه دخل الجنة ففي هذا دعوة احصاء هذا العدد من اسماء الله تسعة وتسعين اسما ولهذا نلاحظ اهل العلم في قديم الزمان وحديثه اعتنوا بجمع هذا القدر من اسماء الله او هذا العدد من اسماء الله من كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام يجمعون الاسماء ويذكرون مع كل اسم دليله من كتاب الله او سنة نبيه صلى الله عليه وسلم تعاونا في تحقيق هذا المطلب الذي هو الاحصاء احصاء احصاء تسعة وتسعين اسما ولم يثبت عن نبينا عليه الصلاة والسلام باسناد صحيح ثابت سرد لهذه الاسماء. جاء في بعض طرق هذا الحديث سردها لكن كل ما جاء في في سرد الاسماء لا يصح شيء منه عن النبي صلى الله عليه وسلم بل ومن من القبيل المدرج في كلامه صلوات الله وسلامه عليه وهذا باتفاق اهل المعرفة بحديثه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه لكن الجمع آآ الجمع هذا اعتنى به العلماء من قديم اعتنى به العلماء من من قديم حتى قيل ان الاسماء التي ادرجت وظن انها من قول النبي صلى الله عليه وسلم اصلها ان احد رواة الحديث اخذا جمعا لبعض شيوخه لاسماء الله سبحانه وتعالى وذكرها عقب الحديث فادرجت فيه وظن ان ظن بعد ذلك انها من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي ليست من كلامه وهي ليست من كلامي صلوات الله وسلامه وبركاته عليه هذا الحديث معاشر المؤمنين يفيد فائدة عظيمة في بابنا الا وهي اهمية العناية باسماء الله اهمية العناية باسماء الله. في ضوء قول النبي عليه الصلاة والسلام من احصاها دخل الجنة وقد نبه العلماء رحمهم الله تعالى ان الاحصاء المطلوب في هذا الحديث ليس مجرد عد الفاظ هذه الاسماء او حفظها عن ظهر قلب. ليس هذا هو المراد هذا جزء من المراد اما الاحصاء التام الذي يتحقق به هذا الثواب العظيم فانه مراتب بينها العلماء الاول عد هذه الاسماء عدوا هذه الاسماء او استظهارها ومعرفتها والثاني معرفة معانيها والفقه فيها وفي مدلولاتها والامر الثالث التعبد لله بها تحقيق العبودية او العبوديات التي تقتضيها هذه الاسماء قال من احصاها دخل الجنة وهذا ايضا فيه من الفائدة ان معرفة اسماء الله والفقه في معانيها والتعبد لله بها من اعظم ابواب وسبل دخول الجنة والفوز برظوان الله سبحانه وتعالى ولهذا ينبغي على العبد ان يحب هذا العلم وان يحب هذه المعرفة وان يجاهد نفسه على التزود من هذا العلم وان يعطيه من وقته اقرأوا في هذا قصة ذلك الصحابي الجليل رضي الله عنه الذي كان يقرأ عندما امره النبي صلى الله عليه وسلم على سرية فكان يصلي بهم ويختم في كل ركعة بقل هو الله احد فاستشكل من معه هذا الامر فلما ذهبوا الى النبي صلى الله عليه وسلم سألوه عن ذلك واخبروه عن خبره فقال النبي عليه الصلاة والسلام سلوا لاي شيء فعل ذلك. فسألوه قال لان فيها صفة الرحمن وانا احب الرحمن كان يقرأ في كل ركعة قل هو الله احد يختم بها قال لان فيها صفة الرحمن وانا احب الرحمن قال النبي عليه الصلاة والسلام اخبروه ان حبك اياها ادخلك الجنة اخذ العلماء من هذا فائدة عظيمة الاهمية العظمى الكبيرة لمحبة اسماء الله وصفاته والفقه فيها والعناية معرفتها ومعرفة معانيها ومدلولاتها لان هذه المعرفة هي اصل الايمان اصل الدين لان اصل الدين المعرفة بالرب المعبود المقصود الملتجى اليه سبحانه وتعالى قال لله تسعة وتسعون اسما مئة الا واحد اشرت الى ان هذا الحديث لا يفيد الحصر وهذا باتفاق اهل العلم ومما استدل به على عدم افادته الحصر قول النبي صلى الله عليه وسلم وهو من اصلح ما استدل به صلوات الله وسلامه عليه قوله صلوات الله وسلامه عليه ما اصاب عبدا هم ولا حزن فقال اللهم اني عبدك ابن عبدك ابن امتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك اسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك او انزلته في كتابك او علمته احدا من خلقك او استأثرت به في علم الغيب عندك اذا اسماء الله ليست محصورة في هذا العدد تسعة وتسعين بل من اسماء الله اسماء فاستأثر بها سبحانه وتعالى في علم الغيب عنده ومن اسماء الله سبحانه وتعالى اسماء يعلمها الله نبيه يوم القيامة لا يعرفها في الدنيا مثل ما جاء في الحديث الذي في البخاري وغيره حديث الشفاعة قال فاحمد الله بمحامد يعلمني اياها لا اعلمها الان وهذه كما بين اهل العلم ثناء على الله باسماء حسنى لله سبحانه وتعالى بل جاء في حديث عائشة انها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول وهو ساجد لا احصي ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك ولو احصى اسماء لاحصى الثناء عليه لانه لانه يثنى عليه باسمائه سبحانه وتعالى وصفاته ثم ختم هذا الحديث بقوله انه وتر يحب الوتر انه اي الله سبحانه وتعالى وتر يحب الوتر ومن محبته للوتر هذا الحديث تسعة وتسعين من محبة الله للوتر هذا الحديث تسعة وتسعين ما قال مئة اسم ولا قال تسعين. قال تسعة وتسعين هذا من محبة الله للوتر خص هذا العدد وهو وتر لانه وتر سبحانه وتعالى يحب الوتر والوتر كما يدل هذا الحديث اسم من اسماء الله قال ان الله وتر الوتر اسم من اسماء الله ومن ومن الاسماء الدالة على التفرد والوحدانية وانه سبحانه وتعالى فرد لا ند له ولا مثيل فهو اسم دال على تفرد الله بالجلال والكمال والعظمة سبحانه وتعالى وانه لا ند له ولا مثيل وهو ايضا في الوقت نفسه يدل على وجوب افراده بالعبادة واخلاص الدين له سبحانه وتعالى قال ان الله وتر يحب الوتر ولهذا تجد في العبادات الدينية والوظائف في الصلوات وقيام الليل والتسبيح والتهليل واعمال البر تجد ان سنة النبي صلى الله عليه وسلم راعى في ذلك الوتر الذي هو يحبه الله سبحانه وتعالى فوتر جل في علاه يحب الوتر نعم قال رحمه الله تعالى بسم الله وبالله قال اخبرنا عمران بن موسى قال حدثنا عبد الوارث عن عبد العزيز قال حدثني ابو نظرة عن ابي سعيد الخدري رضي الله ان ان جبريل اتى النبي صلى الله عليه واله وسلم فقال الا ارقيك يا محمد قال نعم قال بسم الله ارقيك من كل شيء يؤذيك ومن شر كل نفس وعين بسم الله ارقيك نعم يؤجل هذا الى لقاء الغد باذن الله سبحانه وتعالى ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان ينفعنا بما علمنا وان يوفقنا لكل خير انه تبارك وتعالى سميع قريب مجيب