بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول الامام الحافظ ابو عبدالرحمن النسائي رحمه الله تعالى في كتاب النعوت الرحيم قال اخبرنا قتيبة ابن سعيد قال حدثنا جعفر عن الجعد ابي عثمان قال حدثنا ابو رجاء العطاردي عن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى قال ان ربكم رحيم. من هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة. فان عملها كتبت له عشرا الى سبعمائة الى اضعاف كثيرة. ومن هم بسيئة ولم يعملها كتبت له حسنة. فان عملها كتبت واحدة او يمحاها الله ولا يهلك على الله الا هالك بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد قال المصنف الامام النسائي رحمه الله تعالى الرحيم هذه الترجمة عقدها لبيان شيء من فقه هذا الاسم العظيم حتى يحقق المسلم الايمان بهذا الاسم تعبدا لله عز وجل ومعرفة عظيم رحمته ومنه وفضله سبحانه وتعالى وهذا الاسم جاء مع الاسماء الثلاثة التي اشتملت عليها البسملة في اول كل سورة من القرآن عاد التوبة وايضا جاءت في اوائل سورة الفاتحة اعظم سورة في كتاب الله سبحانه وتعالى والرحيم هذا الاسم في اثبات الرحمة صفة لله عز وجل لائقة بجلاله وكماله وعظمته سبحانه وتعالى وايضا فيه ما خص الله عز وجل عباده المؤمنين واولياءه المقربين من رحمته جل في علاه ولهذا جاء في القرآن وكان بالمؤمنين رحيما وكان بالمؤمنين رحيما فهذا الاسم يدل على هذا المعنى ما خص الله سبحانه وتعالى به عباده المؤمنين من رحمة خاصة لان الرحمة لها معنى عام رحمتي وسعت كل شيء ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما ولها معنى خاص يدل عليه اسمه الرحيم وكان بالمؤمنين رحيما. ولهذا لم يأتي بالمؤمنين رحمانا وانما جاء هذا الاسم الذي يدل على ما خص الله سبحانه وتعالى به عباده المؤمنين من رحمته جل في علاه ومن شواهد هذا المعنى ودلائله هذا الحديث الذي اورده المصنف رحمه الله تعالى وهو حديث قدسي حديث ابن عباس رضي الله عنهما فيه يقول الرب يقول الرب سبحانه وتعالى عن رسول الله فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى ان ربكم رحيم ان ربكم رحيم ثم ذكر من رحمته بعباده المؤمنين لان المعاني التي جمعت في هذا الحديث دائرة بين الرحمة والعدل دائرة بين الرحمة والعدل رحمة الله بعباده المؤمنين بمضاعفة الحسنات وزيادة الاجور وتكفير السيئات وعدله سبحانه وتعالى وانه لا يظلم احدا ولا يجزي على السيئة الا بمثلها وان تك حسنة يضاعفها المضاعفة من رحمته سبحانه ومن فظله ولهذا صدر صدر هذا الحديث القدسي هذا الاسم ان ربكم رحيم ان ربكم رحيم اذا المؤمن فيما يتعلق باثار هذا الاسم ومعانيه عندما يقف على هذه المضاعفات في الاجور والثواب الجزيل الذي اعده الله سبحانه وتعالى لعباده المؤمنين يعلم ان ذلك من رحمة الله بهم من رحمته من عظيم رحمته بهم من عظيم ما خصهم به من رحمته جل في علاه ظاعف لهم الاجور اضعافا كثيرة اضعافا كثيرة رحمة منه سبحانه وتعالى بهم قال ان ربكم رحيم. ثم ذكر من هذه الرحمة قال من هم بحسنة من هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة هذا من رحمة الله اذا هم العبد بطاعة من الطاعات ثم لم يعملها ثم لم يعملها كتبت له حسنة حسنة كاملة بمجرد انه هم بها لكن حصل له ما آآ اعاقه عن القيام بها فانها تكتب له حسنة كاملة وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى ومن فظل الله عز وجل ان من داوم على عمل ثم اعاقه عنه مرظ او سفر كتب له كتب له كأنما عمله وقام به. اذا مرض العبد او سافر كتب له ما كان يعمل صحيحا سقيما فمثلا من دخل بسبب الكبر في غيبوبة بعض بعض كبار السن قد يدخل في غيبوبة في السنتين والثلاث والاربع والخمس ثم يتوفاه الله سبحانه وتعالى فاذا كان ذا عناية مثلا بالصيام قميص والاثنين والبيض او ذا عناية بقراءة القرآن له ورد يومي في القرآن ذا عناية بصلاة النوافل التسبيح والتهليل ذكر الله عز وجل فان هذه الحسنات تكتب له كل يوم وهو على فراش المرض لا يتحرك ولا يشعر ولكن يوميا تكتب له هذه الحسنات وهذا من رحمة الله هذا من رحمة الله سبحانه وتعالى والعجيب ان بعض الشباب اذا زاره يشفق عليه والاولى بهذا الشاب ان يشفق على نفسه تجد هذا الشاب مفرط ولا تكتب له الا حسنات قليلة وهذا الذي مسجل على فراش المرض تكتب له حسنات مضاعفة واجور عظيمة جدا لما كان مداوما عليه من اعمال الخير هذا من رحمة الله هذا من رحمة الله سبحانه وتعالى بعباده وابواب الرحمة رحمة الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين هذه بابها واسع اراد النبي عليه الصلاة والسلام ان يظرب مثالا يبين شيئا من عظيم هذه الرحمة فانتهز موقفا عجيبا وهو ان امرأة في سبي فقدت طفلها واخذت تركض هنا وهناك تبحث عن وليدها في شفقة وعطف ورحمة فلما حصلت وظفرت بولدها اخذته وظمته الى صدرها بشوق ومحبة وعطف ثم اخذت ترضعه من ثديها فقال لهم النبي عليه الصلاة والسلام اترون هذه طارحة ولدها في النار اترون الان هذا موقف يعتبر من اشد المواقف مواقف الرحمة والشفقة والعطف من اشدها فيما يقع بين الناس قال ارأيتم هذه طارحة ولدها في النار؟ قالوا لا قال لله ارحم بعبادي من هذه بولدها لله ارحم بعباده من هذه بولدها فرحمة الله سبحانه وتعالى عبادة المؤمنين عظيمة جدا ومن رحمته هذه المضاعفة للاجور. انظر في الصيام ماذا يقول الله سبحانه وتعالى وهذا من رحمته بالصائمين؟ قال الصيام لي وانا اجزي به قال الحسنات بعشر امثالها الى سبع مئة ضعف الا الصوم فانه لي وانا اجزي به هذا من رحمة الله سبحانه وتعالى بعبده الصائم الذي يطأ يدع طعامه وشرابه وشهوته من اجل الله طلبا لما عند الله سبحانه وتعالى كم له من الرحمة عند الله سبحانه وتعالى قال ان ربكم رحيم من هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة اي واحدة كتبت له حسنة اي واحدة ليس في هذا تظعيف كما في لو عمل الحسنة هم بها لم يعملها تكتب له حسنة حسنة كاملة فان عملها فان عملها كتبت له عشرا الى سبع مئة ضعف الى اضعاف كثيرة ما سر هذا التفاوت الحسنة الواحدة قد تكون مثلا صدقة قد تكون صيام قد تكون صلاة قد تكون عمرة فواحد تكتب له هذه الحسنة بعشر والثاني تكتب له بسبع مئة والاخر تكتب له باظعاف اظعاف ذلك كثيرا العمل واحد والمضاعفة اختلفت واحد بعشر واخر ازيد من ذلك الى سبع مئة ضعف الى اضعاف كثيرة فلما هذا التفاضل بين العلماء رحمهم الله تعالى ان هذا عائد الى ما يقوم في القلوب من قوة الايمان والصدق مع الله وحسن الالتجاء اليه وحضور القلب في طاعة الله سبحانه وتعالى كثرة الذكر لله عز وجل لان اكثر الناس اجرا في كل طاعة اكثرهم ذكرا لله فيها ولهذا تتفاوت المضاعفة بحسب حال العابدين لو نظرت الى الصوم عبادة واحدة يشترك فيها الصائمون يمسكون عن الطعام والشراب والشهوة من طلوع الفجر الى غروب الشمس لكن هل حالهم مثل ما جاء في الحديث من صام رمظان ايمانا واحتسابا هل حالهم في هذا الايمان وهذا الاحتساب واحد ايضا هل حالهم في ذكر الله والاقبال على ذكره؟ حال الصيام واحد هذا سر المضاعفة والتفاوت في تضاعف الاجور الى اضعاف كثيرة الى سبع مئة ضعف الى اضعاف كثيرة لاحظ الحسنة لم يذكر التي هم بها صاحبها ولم يعملها لم تكتب الا حسنة حسنة كاملة لكن التضعيف في العمل وهذا يبين لنا الخطأ الذي على السنة كثير من الناس ويروى فيه حديث لا يصح عن نبينا عليه الصلاة والسلام نية المؤمن خير من عمله نية المؤمن خير من من عمله. هنا النية التي الهم بالحسنة الطيبة كتبت حسنة. لكن العمل مضاعف العمل مظاعف الى سبع مئة الى اظعاف كثيرة النية عندما النية التي هي الهم بالعمل الصالح عندما يتبعها العمل وايضا يجاهد المرء نفسه على تكميل العمل وتتميمه يحصل من مضاعفات الاجور والثواب عند الله سبحانه وتعالى شيئا كثيرا قال ومن هم بسيئة ولم ولم يعملها كتبت له حسنة ومن هم بسيئة ولم يعملها كتبت له حسنة لكن بقيد جاء دلت عليه آآ الاحاديث الاخرى او الروايات الاخرى عن نبينا عليه الصلاة والسلام قال من جرائي تركها من جراء يعني من اجلي فاذا هم بسيئة هم بسيئة ثم تركها تركها من اجل الله خوفا من الله وخوفا من عقابه دخلت في عملها الصالح فكتبت له حسنة دخلت في عمله الصالح وكتبت له حسنة لانه تركها من اجل الله ليس كل ترك للسيئة يكتب حسنة كاملة. بل العلماء رحمهم الله قالوا الترك للسيئة على ثلاث احوال الترك للسيئة على ثلاثة احوال. الحالة الاولى هذه ان يهم بالسيئة ثم يتركها من اجل الله خوفا من الله فهذه تكتب له حسنة كاملة اخر ترك السيئة لان اصلا ما جاءت في بالهم. لم يفعلها ما جاءت في بالي. ما تحدى ما حدثته نفسه بها ليعزم او يترك فهذا لا له ولا عليه لا له ولا عليه والثالث من هم بالسيئة وعزم على فعلها لكن حال بينه وبينها عائق حال بينه وبينها مانع مثلا مثلا ولننتبه لهذا المثال مثلا لو انه هم بمعصية هم بمعصية عازم على فعلها لكن الذي عاقه عنها ما عنده نقود تحتاج الى نقود وفي نفسي لو ان عنده هذه النقود فهو عاقد العزم ان يفعلها تكتب عليه السيئة وفي هذا جاء الا الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام قال انما الدنيا لاربع وذكر في اخر الحديث رجل اتاه الله مالا ولم يؤتي علما فهو يخبط في مال الله لا يصل به رحما ولا يؤدي حق الله فيه ورجل قال عليه الصلاة والسلام فهو باخبث المنازل قال ورجل لم يؤته الله مالا ولم يؤته علما فقال لو كان عندي من المال مثل فلان لفعلت مثله ما الذي عاقه عنان يفعل مثله عدم وجود المال لو ان عندي من المال مثل ما ما عند فلان لفعلت مثله. قال عليه الصلاة والسلام هما في الوزر سواء قال هما في الوزر سواء هذا بالعمل وهذا بالعزم الاكيد الذي لم يحل بينه وبينه الا اه وجود المانع ومثل هذا ما جاء في الحديث اذا التقى المسلم ان بسيفه بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار قالوا هذا المقتول فما بال القاتل؟ قال كان عازما ومصرا على نعم ذاك القاتل فما بال مقتول؟ نعم قال فما بال المقتول قال كان مصرنا او عازما على قتل اخيه حال بينه وبين ان يقتل اخاه ان ان سبقه اخاه الى القتل فاذا الناس في احوال احوال في الترك يختلف وانما الذي تكتب له حسنة من ترك تكتب له حسنة من ترك السيئة من اجل الله من اجل الله طلبا لما عند الله سبحانه وتعالى قال فان عملها كتبت واحدة كتبت واحدة او يمحاها الله او يمحاها الله يمحاها الله امور جاءت السنة ببيانها مثل التوبة التي تكون من العبد او المصائب المكفرة او او الحسنات الماحية ان الحسنات يذهبن السيئات اتبع السيئة الحسنة تمحها نعم قال ولا يهلك على الله الا هالك سبحان الله بعد هذا البيان العظيم لعظيم رحمة الله بهذا التفصيل فلا يهلك على الله الا هالك لانها لان هذه ابواب الرحمة مشرعة واظحة وابواب المضاعفة بينة ورحمة الله سبحانه وتعالى واسعة فلا يهلك على الله الا هالك نعم قال رحمه الله تعالى الحميد المجيد قال اخبرنا اسحاق ابن ابراهيم قال اخبرنا محمد بن بشر. قال حدثنا مجمع ابن يحيى عن عثمان ابن موهب عن موسى ابن طلحة عن ابيه رضي الله عنه انه قال قلنا يا رسول الله كيف الصلاة عليك قال قولوا اللهم صل على محمد كما صليت على ابراهيم وال ابراهيم انك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد خالفه خالد بن سلمة قال اخبرنا محمد بن معمر قال حدثنا ابو هشام المخزومي قال حدثنا عبد الواحد بن زياد قال حدثنا عثمان بن حكيم قال حدثنا خالد بن سلمة قال سمعت موسى ابن طلحة وسأله عبد الحميد كيف الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال سألت زيد بن خارجها الانصاري رضي الله عنه قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله كيف الصلاة عليك؟ قال صلوا علي ثم قولوا اللهم بارك على محمد وال محمد كما باركت على ال ابراهيم انك حميد دم مجيد قال رحمه الله تعالى الحميد المجيد هذان اسمان عظيمان جاء مقترنين في كتاب الله عز وجل وايضا في سنة النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد في خاتمة الصلاة والحميد اسم دال على ثبوت الحمد وان الله سبحانه وتعالى محمود على اسمائه وصفاته وافعاله وشرعه واحكامه جل وعلا وان اسمائه كلها حمد وصفاته كلها حمد وافعاله كلها حمد واحكامه وشرعه سبحانه وتعالى كلها حمد وانه عز وجل له الحمد في الاولى والاخرة سبحانه وتعالى وهذا الحمد الثابت لله عز وجل هو حمد له ثابت له لكمال اسمائه وصفاتي وعظمتي وجلاله وكماله سبحانه وثابت له لعظيم انعامه ومنه وفضله وجوده وعطائه ولهذا الحمد نوعان حمد على الاسماء والصفات وحمد على النعم والعطايا والهبات يحمد تبارك وتعالى على هذا وهذا والحميد اي المحمود المحمود على اسمائه وصفاته والمحمود تبارك وتعالى على نعمه وعطاياه جل في علاه والمجيد هذا اسم دال على السعة سعة المحاسن ومعاني الكمال والجلال لربنا سبحانه وتعالى لان المجد معناه في اللغة السعة يقال امجد الناقة علفا اي اوسع لها استمجد المرخ والعفار تقول العرب استمجد المرخ والعفار نعاني من الشجر اي كثر فهو اسم يدل على السعة. فالمجيد اي واسع الصفات العظيمة فهو يدل على كثرة صفات الله وعظمتها وجلالها وجمالها وهو من الاسماء التي لا تدل على معنى مفرد وانما تدل على معاني عظيمة وعديدة الحميد المجيد اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث اه ساقه باسناده عن عثمان بن موهب عن موسى ابن طلحة عن ابيه اي طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه احد العشرة المبشرين بالجنة قال قلنا يا رسول الله كيف الصلاة عليك قلنا يا رسول الله كيف الصلاة عليك اي كيف نصلي عليك؟ وجاء في بعض الاحاديث عرفنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك هذا السؤال تكرر من غير واحد من الصحابة على النبي عليه الصلاة والسلام كلهم سألوا غير واحد كلهم سألوا هذا السؤال كيف نصلي عليك اريد ان نستحضر امرا بين يدي الكلام على هذا هذا السؤال العظيم من الصحابة رضي الله عنه كيف نصلي عليك اليس الصحابة رضي الله عنهم عندهم من المقدرة اللغوية ايظا جزالة المعاني والفهم وعمق الايمان والدراية بهدي النبي صلى الله عليه وسلم اليس عندهم مقدرة ان يصوغوا بعظ الصيغ في الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام بعض الصيغ الجميلة قادرين على ذلك او ليسوا قادرين قادرين او عاجزين عن ذلك ان يصوغوا صيغ جميلة في الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام. اهم قادرون او عاجزون نعم قادرون لكن الله عز وجل حماهم من التكلف الله عز وجل حماهم ووقاهم ونجاهم من التكلف الذي جاء بعد ذلك والذي فتن فيه الناس بعد ذلك. الصحابة عندهم قدرة يقدر الواحد منهم ان ينشئ صيغا جميلة في الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام ما فعل واحدا منهم ذلك قالوا يا رسول الله كيف نصلي اللي عليك قالوا كيف نصلي عليك؟ علمهم فهذه الصيغ التي جاءت في غير ما حديث ومن احسن من جمعها ورتبها وتكلم عن اسانيدها الامام ابن القيم رحمه الله في كتابه جلاء الافهام في الصلاة والسلام على خير الانام عظيم في هذا الباب من احسن ما كتب في الصلاة والسلام على النبي الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه قالوا كيف نصلي عليك تعلمهم ماذا صنعوا بعد ان علمهم اجيبوا يا اخوان ماذا صنعوا بعد ان علمهم صلوات الله وسلامه عليه لم يتجاوزوا هذا الذي علمهم اياه واظبوا عليه اعتنوا به ولاجل هذا سألوه من اجل ان يواظبوا على ما يدلهم عليه انظر هذا النهج نهج الصحابة رضي الله عنهم وانظر الى نهج من جاء بعدهم والكتب الكثيرة التي ابتلي بها الناس في هذا الباب باب الصلوات حتى ان بعض الكتب التي الفت في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الصيغ المتكلفة بعضها اتطبع طبعاات فاخرة جدا تحاكي احيانا طبعة المصحف حتى يبقى لها هيبة عند العوام والجهال حتى يبقى لها هيبة عند العوام والجهاد ثم تراها بايديهم يقرأونها معرضين عن هذا الذي علمه النبي عليه الصلاة والسلام لاصحابه حتى انهم يقرأون اللهم صلي على محمد ما ناحت الحمائم ولفت العمائم ونفعت التمائم هذا يقرأونه في دلائل الخيرات كتاب مشهور يقرأون ان التمائم من قال تنفع ونبينا عليه الصلاة والسلام يقول من تعلق تميمة فلا اتم الله له لكن انظر كيف يزرعون الباطل ويجعل العامي يعتقد ان التميمة تنفع يدخلون عليه نفع التميمة بصيغة ركبوها في الصلاة على النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه فتجد العوام تدرج عليهم مثل هذه الامور ولهذا ينبغي على المسلم ان يترك مثل دلائل الخيرات وغيرها من هذه الكتب مثل الصلاة النورانية والصلاة المدري كذا كتب كثيرة وجمعوها وتكلفوا في تجميعها وماذا صنعوا بالعوام؟ اماتوا فيهم السنة واحيوا فيهم تلك التكلفات ولهذا لو يسأل العوام عن هذه الصيغ ما يعرفونها لكنهم شغلوهم بتلك التكلفات التي ما انزل الله سبحانه وتعالى بها من سلطان ولهذا ينبغي على المسلم ان ان يبتعد عن هذه الاشياء كلها ولا يغتر بها حتى وان زخرفها له المزخرفون نمقها له المنمقون لا يلتفت اليهم. يكفيه ما كفى الصحابة ومن لم يسعه ما وسع الصحابة لوسع الله عليه الصحابة كفاهم هذا والتزموا به وتقيدوا به وحماهم الله سبحانه وتعالى من تكلفات ما انزل الله بها من سلطان. قالوا كيف الصلاة عليك قال قولوا اللهم صلي على محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد هذا لفظ في حديث طلحة ولفظه في حديث زيد ابن خارجة بعده قال اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم انك حميد مجيد في الاحاديث المروية وهي كثيرة تفاوتت الصيغ وكل ما ثبت فالعمل به سائغ لكن افضل هذه الصيغ ما كان اجمع المعنى وهو كما بين العلماء رحمهم الله تعالى ما جاء في حديث كعب ابن عجرة وفي صحيح البخاري حيث جمع في الصلاة والبركة بين النبي واله وابراهيم واله وهي اجمع الصيغ واكملها وهو من جاء بهذا او جاء بهذا فكله حسن وكله طيب لكن الاكمل والاتم ما جاء في حديث كعب ابن عجرة اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. هذي اكمل الصيام هذه اكمل الصيغ ومن اخذ بهذا او بهذا او بهذا من مما ورد وثبت بالاسانيد الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كله حق قال النسائي رحمه الله خالفه خالد ابن سلمة قالفه اي خالف عثمان بن موهب لان عثمان ابن موهب روى الحديث عن موسى ابن طلحة عن والده طلحة ابن عبيدالله احد العشرة المبشرين بالجنة. اما خالد بن سلمة فرواه عن موسى بن طلحة. وجعله من حديث زيد ابن خارجة رضي الله عنه وهذا صحيح وهذا صحيح وابن القيم رحمه الله اورد الحديثين كلاهما في جلال افهام وعقب كل واحد منهما قال اسناده صحيح فهذا صحيح وهذا صحيح هذا ثابت وهذا ثابت والصيغ التي وردت عن نبينا صلى الله عليه وسلم اه عديدة واشرت الى ان ابن القيم قد جمعها وتكلم عن على اسانيدها في كتابه الجلاء الافهام لكن اجمع هذه الصيغ ما جاء في حديث كعب ابن عجرة رضي الله عنه وعن الصحابة اجمعين. الشاهد آآ من الحديث للترجمة انك حميد مجيد ختم بهذين اه الاسمين وهذان الاسمان الختم بهما في هذا السياق الذي هو طلب آآ الذي الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام اللهم صلي على محمد وبارك على محمد لما كانت هذه الصلاة وهذه البركة المطلوبة فيها طلب آآ ان ماء الخير وزيادته ودوامه وسعته وثباته وبقاءه ناسب الختم بهذين الاسمين الذين فيهما هذا المعنى معنى السعة والزيادة والحمد على العمل والثناء والحمد على العمل فناسب ان يختم بهذين اه الاسمين الحميد المجيد نعم قال رحمه الله تعالى الحليم الكريم قال يخبرنا قتيبة ابن سعيد قال حدثنا يعقوب عن ابن عجلان عن محمد ابن كعب القرضي عن عبد الله ابن الهاد عن عبد الله ابن جعفر عن علي رضي الله عنه قال لقاء لقاني رسول الله صلى الله عليه وسلم هؤلاء الكلمات وامرني ان نزل بي كرب او شدة ان اقولها لا اله الا الله الحليم الكريم سبحانه تبارك الله رب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين قال رحمه الله الحليم الكريم هذان اسمان لله سبحانه وتعالى جاء في كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. اما الحليم فدليل هذا الاسم على اتصاف الله بالحلم سبحانه وتعالى ومن معانيه عدم المعاجلة بالعقوبة هو انه يمهل مر معنا قريبا قول الله سبحانه وتعالى اه في الحديث القدس كذبني ابن ادم وشتمني ابن ادم ومن حلمه سبحانه وتعالى ان هذا الذي شتم وكذب كان الله يرزقه ويمده بالصحة والعافية والمال وايضا مدعو للتوبة مدعو للتوبة والانابة الى الله سبحانه وتعالى ومخاطب بالدعوة الى التوبة الى الله هذا كله من حلم الله هذا كله من حلم الله سبحانه وتعالى. فهو لا يعاجل بالعقوبة لا يعاجل بالعقوبة انظر حتى تعرف هذا الحلم حلم الله سبحانه وتعالى انظر المعاصي والكفر والالحاد والزندقة التي تعج بها الارض في الزمان هذا وفي غيره من الازمنة وكيف ان هؤلاء مع الكفر والزندقة والضلال يسكنون في البيوت ويأكلون من الطعام ويشربون من الارزاق ويمشون في صحة وعافية. ويسافرون من بلد الى بلد ويركبون الطائرات ويركبون السيارات وتجده مع هذا كافرا ملحدا يكذب الله ويشتم الله والله يحلم يحلم هذا من حلم الله سبحانه وتعالى من حلمي جل وعلا انه لا يعاجل لا يعاجل الكفار والعصاة والظلمة والبغاة لا يعاجلهم بالعقوبة بل ايضا يدعوهم للتوبة يدعوهم للتوبة يدعوهم الاناء مهما كبرت جرائمهم وعظمة آآ اثامهم باب التوبة مفتوح فهذا كله من حلم الله سبحانه وتعالى الكريم هذا اسم من اسماء الله الحسنى دال على الكرم والكرم معناه اوسع من اوسع من العطاء عطاء المال وعطاء الرزق بل الكرم هو اجتماع صفات المحاسن الكرم اجتماع صفات المحاسن ولهذا وصف الله سبحانه وتعالى عرشه بل كريم كما وصفه ايضا بالعظيم لجماله وحسنه بهائه الكريم يدل على الكرم الذي هو اجتماع المحاسن الكريمة والصفات العظيمة والنعوت الجليلة ولهذا فان الكريم من الاسماء التي تدل على معان لا على معنى مفرد اورد هذا الحديث عن علي آآ عن علي بن ابي طالب رضي الله عنه قال لقاني لقاني رسول الله صلى الله عليه وسلم هؤلاء الكلمات لقاني اياها اي اعطاني اياها لقاني آآ هذه هؤلاء الكلمات اي اعطاني وعلمني هؤلاء الكلمات وامرني ان نزل بي كرب او شدة ان اقولها ان نزل بي كرب او شدة ان اقولها لا اله الا الله الحليم الكريم سبحانه تبارك الله رب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين الحمد لله رب العالمين جمع في آآ هذا الحديث التسبيح الذي وتنزيه الله عن كل ما لا يليق به والتهليل الذي هو توحيد الله واخلاص الدين له والحمد حمد الله سبحانه وتعالى الذي وثناء عليه بما هو اهل على اسمائه الحسنى وصفاته العظيمة والثناء على الله باسمائه الدالة على عظمته وجلاله وكمال الحليم الكريم هذا الذكر العظيم عندما يأتي به المرء في شدته وكربه عندما يأتي به متأملا لمعانيه يملأ قلبه توحيدا يملأ قلبه توحيدا وتنزيها وتعظيما لله سبحانه وتعالى واذا عمر القلب بهذا التوحيد لم يبقى للهموم اي مقام في القلب سبحان الله لان كما قال العلماء القلب خلق لتوحيد الله القلب خلق لتوحيد الله لان يكون مخلصا لله عز وجل فاذا انشغل عن هذا الذي خلق لاجله اضطرب القلب فلا يكون شفاؤه من اضطرابه وهمومه الا بان يعاد هذا الامر العظيم. لا اله الا الله توحيد الله سبحانه وتعالى الذي خلق العبد لاجله ولهذا يعد فهذا الذكر وكذلك ما جاء في الترجمة التي التي بعده اعظم طارد للهموم. والغموم التي تنتاب القلوب و تقلق النفوس وتضجر العباد فدواء ذلك ان يشغل نفسه بهذه الكلمات العظيمة التي تعمر القلب توحيدا وايمانا وخضوعا وذلا لله سبحانه وتعالى فما يبقى في القلب مكان لتلك الغموم التي اه المت القلب واوجعته نعم قال رحمه الله تعالى العظيم الحليم قال اخبرنا محمد بن عبدالاعلى قال حدثنا خالد قال حدثنا هشام عن قتادة قال واخبرنا عبيد الله بن سعيد قال حدثنا يحيى عن هشام قال حدثنا قتادة عن ابي العالية عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب لا اله الا الله العظيم الحليم لا اله الا الله رب العرش العظيم. لا اله الا الله رب السماوات ورب الارض ورب العرش قال اخبرني نصر ابن علي ابن ابن نصر قال حدثنا يزيد يعني ابن زريع قال حدثنا سعيد وهشام عن قتادة عن ابي العالية عن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهن عند الكرب لا اله الا الله العظيم الحليم. لا اله الا الله رب العرش العظيم. لا اله الا الله رب السماوات السبع ورب العرش الكريم. قال رحمه الله تعالى العظيم الحليم. هذه الترجمة في الكلام على هذين الاسمين اما الحليم فتقدم في الترجمة التي قبله واما العظيم فهو اسم دال على عظمة الله سبحانه وتعالى عظمته في اه في ذاته وعظمته سبحانه وتعالى في اسمائه جل وعلا وصفاته وانه جل وعلا لا اعظم منه وانه سبحانه وتعالى لا اعظم منه جل وعلا واورد اه هذا الحديث حديث ابن عباس رضي الله عنهما وقد ساقه من طرق ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب وفي الرواية الاخرى كان يدعو بهن عند الكرب لا اله الا الله العظيم الحليم لا اله الا الله رب العرش العظيم لا اله الا الله رب السماوات ورب الارض ورب العرش الكريم هذا نظير ما جاء في الحديث الذي قبله حديث علي رضي الله عنه الا وهو ان التوحيد مفزع للمرء في شدائده وكرباته والامور التي تلم بالقلب فتهمه وتغمه فالمفزع في ذلك توحيد الله كلمة التوحيد العظيمة لا اله الا الله عندما يرددها المسلم ويعمل على عمارة قلبه بما دلت عليه من التوحيد والاخلاص لله جل في علاه يردد هذه الكلمة يضم معها من دلائل عظمة الله ووجوب اخلاص الدين له جل في علاه لا اله الا الله العظيم الحليم لا اله الا الله العظيم الحليم يوحد الله عز وجل ذاكرا عظمته وحلبه جل في علاه لا اله الا الله رب العرش العظيم يوحد الله عز وجل ذاكرا ربوبيته لاعظم المخلوقات واكبرها وسقفها وهو العرش العظيم والعظيم هنا صفة للعرش فهو اعظم المخلوقات واكبرها واوسعها فيذكر ربوبية الله سبحانه وتعالى لهذا العرش العظيم ثم لا اله الا الله رب السماوات ورب الارض ورب العرش الكريم. ايضا يذكر ربوبية الله سبحانه وتعالى لهذه المخلوقات العظيمة السماوات السبع الاراضون السبع والعرش الذي هو اعظم المخلوقات واكبرها فعندما يشغل نفسه وقلبه بهذا التوحيد وهذا التعظيم وهذا الالتجاء الى الله سبحانه وتعالى فان ذلك اكبر طارد ومبعد ومزيح الكربات التي تؤلم القلب وتوجعه فاذا اقبل على هذه الكلمات ذهب عن قلبه ما فيه من كرب وعمر بهذه المعاني العظيمة وعلم من ذلك ان التوحيد توحيد الله سبحانه وتعالى هو المفزع في الشدائد والكربات ونسأل الله الكريم ان ينفعنا وان يوفقنا لكل خير انه تبارك وتعالى سميع قريب مجيب