الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد ويقول الامام الحافظ ابو عبدالرحمن احمد بن شعيب النسائي رحمه الله تعالى وغفر له وللشارح والسامعين وجميع المسلمين يقول في كتابه النعوت الواحد القهار قال اخبرنا احمد بن الازهر قال حدثنا عبد الرزاق قال اخبرنا ابن عيينة وفضيل عن منصور عن ابراهيم عن علقمة عن عبد الله رضي الله عنه انه قال جاء حبر الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال اذا كان يوم القيامة وضع الله السما وضع الله السماوات على اصبع والاراضين على اصبع والجبال على اصبع. قال فضيل وهذه وهذه والثرى والماء وسائر الخلق على هذه ثم هزهن فقال اين الملوك؟ لمن الملك اليوم؟ لله الواحد القهار. قال فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه ثم قال وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد قال المصنف الامام النسائي رحمه الله تعالى الواحد القهار هذه الترجمة عقدها رحمه الله تعالى لبيان ما يتعلق بثبوت هذين الاسمين لله سبحانه وتعالى وما يتعلق ايضا بشيء من فقه هذين الاسمين في ضوء ما جاء من حديث رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه واسم الله الواحد دال على وحدانية الله عز وجل وتفرده بالجلال والكمال والعظمة والكبرياء وانه سبحانه وتعالى لا ند له ولا مثال ودال على تفرده او وجوب افراده بالعبادة فكما انه واحد في اسمائه وصفاته وربوبيته لا ند له ولا شريك فليفرد وحده تبارك وتعالى بالعبادة وليخلص له الدين فاسم الواحد اسم دال على الوحدانية والوحدانية هي التفرد تفرد الله سبحانه وتعالى بالجلال والكمال والعظمة وايضا تفرده بالعبادة وانه اه المعبود بحق ولا معبود بحق سواه وكل عبادة تصرف لغيره ايا كان ذلك الغير فهي ظلال وباطل ذلك بان الله هو الحق وان ما يدعون من دونه هو الباطل وان الله هو العلي الكبير واسم الله تبارك وتعالى القهار دال على قهره لجميع المخلوقات وانها جميعها وانها جميعها خاضعة لتصرفه وهي طوع تدبيره وتسخيره سبحانه وتعالى مشيئته فيها نافذة وقدرته تبارك وتعالى شاملة قهر المخلوقات كلها قدرته سبحانه وتعالى ونفوذ مشيئته وانه جل في علاه لا يعجزه شيء في الارض ولا في السماء وهذان الاسمان الواحد الواحد القهار جاء مقترنين في مواضع عديدة من كتاب الله سبحانه وتعالى بل في ستة مواضع من كتاب الله سبحانه وتعالى جاء اقتران هذين الاسمين الواحد القهار والواحد لا يكون الا قهارا وهذا من سر تلازم هذين الاسمين واقترانهما الواحد لا يكون الا قهارا لجميع المخلوقات وان جميع المخلوقات طوع تسخيره وتدبيره سبحانه وتعالى وان مشيئته فيها كلها نافذة سبحانه وتعالى فالواحد جل في علاه قهار للمخلوقات كلها والقهار جل في علاه واحد بالتفرد بصفات الكمال والجلال والعظمة والكبرياء وجميع مواطن ورود هذين الاسمين في كتاب الله سبحانه وتعالى مقترنين كلها جاءت في بيان تفرد الله الدعوة اخلاص الدين له وابطال عقائد اهل الشرك والضلال ومن يتعلقون بالاولياء والانداد من دون الله سبحانه وتعالى ومن ذلكم قول نبي الله يوسف عليه السلام لصاحبي السجن في بيانه التوحيد لهما وذكر دلائله وتقرير براهينه فمما قاله لهما عليه السلام يا صاحبي السجن اارباب متفرقون خير ام الله الواحد القهار اارباب متفرقون خير ام الله الواحد القهار فجاء اقتران هذين الاسمين في هذا الموطن في مقام تقرير التوحيد وابطال الشرك والتعلق بغير الله سبحانه وتعالى وان العبادة حق لله الواحد القهار سبحانه وتعالى لا تصرف لشيء من المخلوقات المقهورة الذليلة الخاضعة لله سبحانه وتعالى ولهذا فان اظلم الظلم واشنع الباطل ان تصرف العبادة التي هي حق للواحد القهار الى المخلوق المقهور الدليل الذي لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا ولا عطاء ولا منعا فظلا من ان يملك شيئا من ذلك لغيره ومن مواطن مجيء هذين الاسمين مقترنين قول الله سبحانه وتعالى في سورة الرعد قل من رب السماوات قل من رب السماوات قل من رب السماوات والارض قل الله قل افتخذتم من دونه اولياء لا يملكون لانفسهم نفعا ولا ضرا قل هل يستوي الاعمى والبصير ام هل تستوي الظلمات والنور ام جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار فهذا السياق العظيم فيه ذكر هذين الاسمين مقترنين في هذا المقام مقام تقرير التوحيد وابطال الشرك وان العبادة حق لله سبحانه وتعالى لا يجوز وصرف بشيء منها لغيره سبحانه وتعالى مثله ايظا ما جاء في اوائل سورة الزمر في قول الله سبحانه وتعالى والذين اتخذوا من دون من دون الله اولياء ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى ان الله يحكم بينهم فيما هم فيه يختلفون ان الله لا يهدي من هو كاذب كفار لو اراد الله ان يتخذ ولدا لاصطفى مما يخلق ما يشاء سبحانه هو الله الواحد القهار فذكر هذين آآ الاسمين العظيمين في في هذا المقام مقام تقرير الوحدانية وتفرد الله سبحانه وتعالى بالعبادة ووجوب افراده سبحانه وتعالى بها وهكذا المواطن الاخرى التي جاء فيها اقتران هذين الاسمين من كتاب الله سبحانه وتعالى مثل قول الله سبحانه في سورة صاد قل انما انا منذر وما من اله الا الله الواحد القهار مثل قول الله سبحانه وتعالى في سورة في سورة إبراهيم يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار الحاصل آآ ان اقتران هذين الاسمين اه العظيمين يدل على كمال تفرد الله سبحانه وتعالى بالخلق والتدبير وانه المعبود بحق لا شريك له وانه سبحانه وتعالى الذي قهر المخلوقات كلها بنفوذ مشيئته وشمول قدرته وانه سبحانه وتعالى آآ لا يعجزه جل في علاه شيء في الارض ولا في السماء اورد رحمه الله تعالى حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنهما قال جاء حبر اي من احبار اليهود الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال اي ذلك الحبر اذا كان يوم القيامة وضع الله السماوات على اصبع والاراضين على اصبع والجبال على اصبع قال آآ فضيل وهذه وهذه يعني الاصابع الثرى والسماء وثرى والماء وسائر الخلق على هذه هذا الحديث وهو حديث صحيح ثابت عن نبينا الكريم صلوات الله وسلامه عليه وفيه قصة مجيء هذا الحبر اي العالم من علماء اليهود الى النبي عليه الصلاة والسلام وقال هذا الذي قاله ان الله سبحانه وتعالى يظع السماوات على اصبع والاراضين على اصبع واثر على اصبع وسائر المخلوقات على اصبع ثم يهزهن جل في علاه فيقول انا الملك لمن الملك اليوم انا الملك لمن الملك اليوم فلا يجيبه احد لا يجيب احد فيقول هو سبحانه وتعالى لله الواحد القهار لله الواحد القهار سبحانه وتعالى مثلها ما جاء في سورة غافر يومهم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء لمن الملك اليوم لله الواحد القهار يقول الله عز وجل وقد جعل السموات على الاصبع والاراضين على اصبع الثرى على اصبع وسائر الخلق على اصبع انا الملك اين اين الملوك لمن الملك اليوم ثم يقول سبحانه لله الواحد القهار لله الواحد القهار هذا كله حديث هذا الحبر امام النبي وفي مجلس النبي عليه الصلاة والسلام وفي المجلس اه بعظ اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه قال عبد الله رضي الله عنه ابن مسعود كما جاء في بعض الروايات لهذا الخبر تصديقا لقوله تصديقا لقوله لانه محال في حق النبي ومقامه العظيم ان يكون هذا الذي قاله اليهودي امر لا يليق بالله فيضحك عليه الصلاة والسلام محال ليس هذا من اللائق بمقامه اه الشريف صلوات الله وسلامه عليه. لكن لما كان هذا الذي قاله هذا الحبر حق في حق الله سبحانه وتعالى قال ضحك النبي عليه الصلاة والسلام تصديقا لقوله تصديقا آآ لقوله ثم تلا اي تأييدا لذلك قول الله سبحانه وتعالى وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى آآ سبحانه وتعالى عما يشركون الشاهد من الحديث للترجمة مجيء هذين الاسمين العظيمين لله سبحانه وتعالى مقترنين في هذا حديث اه العظيم في ذكر الخبر عن الله سبحانه وتعالى وقوله لمن الملك اليوم لله الواحد القهار هذا الذي جاء في سياق ذكر اه في سياق كلام هذا الحبر بين يدي النبي عليه الصلاة والسلام نظيره تماما ما جاء في اية غافر آآ قول الله سبحانه اه وتعالى يومهم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء لمن الملك اليوم لله الواحد القهار. نعم قال رحمه الله تعالى العزيز الغفار قال اخبرنا عمر بن عبدالعزيز قال حدثنا يوسف بن عدي قال حدثنا عثام عن هشام ابن عروة عن ابيه عن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم اذا تضور اي تقلب من الليل قال لا اله الا الله الواحد القهار. رب السماوات والارض وما بينهما العزيز الغفار ثم قال المصنف اه رحمه الله تعالى العزيز الغفار قال رحمه الله تعالى العزيز الغفار آآ هذان الاسمان ايضا جاء مقترنين جاء مقترنين في القرآن الكريم وجاء ايضا مقترنين في احاديث الرسول صلوات الله اه وسلامه وبركاته عليه آآ قال العزيز الغفار العزيز اي الذي له العزة التامة بكل معانيها الذي له العزة فلله العزة جميعا العزة التامة بكل معانيها لله سبحانه وتعالى وهذا مدلول اسمه العزيز والعزة تتناول بعموم معناها ثلاثة معاني عزة القوة وعزة الامتناع وعزة الغلبة. وهذه المعاني للعزة كلها ثابتة لله فهو العزيز القوي الذي لا يعجزه شيء سبحانه وتعالى والعزيز عزة الامتنان وهذا فيه غنى الله سبحانه وتعالى عن المخلوقات انها لا تبلغ نفعه فتنفعه ولا تبلغ ضره تضره فهو عزيز سبحانه وتعالى وعزة الغلبة عزة الغلبة القهر للمخلوقات وان كلها تحت تدبيره وتسخيره فالعزة لله جميعا بمعانيها كلها ثابتة لله سبحانه وتعالى والغفار الذي يغفر ذنوب المذنبين يتجاوز عنا سيئاتهم ولا يتعاظموا سبحانه وتعالى ذنب ان يغفره جل في علاه واقتران هذين الاسمين العزيز الغفار في غاية المناسبة لان المذنب يحتاج مع وجود ذنوبه ان يذكر هذين المقامين ان يذكر مقام العزة صفة لله سبحانه وتعالى فيخاف يخاف من الله عز وجل يخاف من بطش الله يخاف من انتقام الله عز وجل قوة الله وقدرته وانه سبحانه وتعالى لا لا يعجزه شيء فهذه العزة تولد فيه خوفا مراقبة وهيبة اسمه تبارك وتعالى الغفار يولد فيه رجاء وطمعا في مغفرة ذنوبه وتكفير سيئاته وانه غفار وهذه صيغة مبالغة من المغفرة يغفر الذنوب جميعا لا يتعاظموا ذنب سبحانه وتعالى ان يغفره. وهو القائل جل في علاه قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم. يغفر الذنوب جميعا ايا كانت مهما كانت كثرة وحجما وكمية الله يغفر الذنوب جميعا ولهذا يحتاج المذنب الى التأمل في مدلولي هذين الاسمين العظيمين المقترنين في كتاب الله وفي سنة نبيه صلوات الله اه وسلامه وبركاته عليه. فالله عزيز غفار عزيز له القهر والغلبة والبطش والقوة الانتقام جل في علاه وغفار يغفر الذنوب جميعا وان الواجب على المذنب ان الواجب على المذنب لا يبقى على ذنبه حتى يكون عرضة لبطش الله وانتقامه بل الى التوبة حتى ينال غفران الله ورضوانه سبحانه وتعالى اورد حديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم اذا تضور من الليل تضور اي تقلب من الليل انقلب من جنب على اخر انقلب تضور من الليل اي انقلب من جنب الى اخر من جنب الى جنب فكان اذا تضور من الليل قال لا اله الا الله الواحد القهار رب السماوات والارض وما بينهما العزيز الغفار لا اله الا الله الواحد القهار انظر ما سبق الحديث عنه وهو اقتران هذين الاسمين الواحد القهار في مقام ماذا التوحيد قران هذين الاسمين في مقام التوحيد لا اله الا الله. مثل قول الله تعالى قل انما انا منذر وما من اله الا الله الواحد القهار ثم قال رب السماوات والارض وما بينهما العزيز الغفار في سورة غافر جاء في يعني هذا المعنى هو من تأويل القرآن هذا المعنى الذي هذا الذي كان يقوله عليه الصلاة والسلام هنا عندما يتضور من الليل هو من تأويل القرآن. يتأول القرآن ان يفعل ما امر به لان الله قال له في القرآن قل انما انا منذر وما من اله الا الله الواحد القهار رب السماوات والارض وما بينهما العزيز الغفار. فكان اذا تضور من الليل يقول ذلك يقول ذلك يقول هذا الذي امره الله ان يقوله في سورة صاد يقول ذلك عليه الصلاة والسلام لا اله الا الله الواحد القهار رب السماوات والارض وما بينهما العزيز الغفار اقتران الواحد والقهار قران هذين الاسمين الواحد والقهار في مقام التوحيد مثل ما اشرت الى نظائر عديدة لذلك في آآ القرآن الكريم. والعزيز آآ الغفار اقترن في هذا المقام ذكر ربوبية الله سبحانه وتعالى رب السماوات والارض وما بينهما ذكر الربوبيات ربوبية الله لهذه المخلوقات وهذه الربوبية تقتضي خضوع العبد وذله لله سبحانه وتعالى واقباله عليه وتوبته من ذنوبه توبة العبد من ذنوبه ذاكرا ان ربه سبحانه وتعالى عزيز غفار فعزة الله هذه اذا ذكرها تولد خوفا في العبد ومبادرة الى التوبة والغفار يولد طمعا ورجاء في العبد ليقبل على طلب المغفرة فمن الله سبحانه وتعالى. الحاصل ان هذا من السنة هذا من السنة ان العبد اذا تضور من الليل انقلب من جنب الى جنب ان يقول هذه الكلمات العظيمة كلمات التوحيد الاخلاص والتعظيم والاجلال لله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله تعالى الجبار قال اخبرنا الحسين ابن حريث قال حدثنا عبد الله بن نافع الزبيدي قال حدثني عبد العزيز ابن ابي حازم عن ابيه عن عبيد الله عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يأخذ الجبار سماواته وارضه بيده وقبض يديه فجعل يقبضهما ويبسطهما. ثم يقول انا الجبار. فاين الجبارون؟ اين المتكبرون قال ويميل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن يمينه وعن شماله حتى نظرت الى المنبر تحرك من اسفل شيء منه حتى اني لاقول ساقط هو برسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال رحمه الله تعالى اه الجبار الجبار هذا اسم ورد آآ في القرآن الكريم في قول الله سبحانه وتعالى اهو الله الذي لا اله الا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون والجبار هذا الاسم له اه مدلولان مدلول من مدلولي هذا الاسم وهو دلالته على قوة الله اه بطشه وانتقامه من الظالمين المجرمين المعتدين فهو قاسم ظهور الجبابرة سبحانه وتعالى. فمن معاني الجبار يعني القوي الا الا اه ذو الاقتدار ذو القوة المتين الذي آآ لا يعجزه شيء ذو البطش والانتقام هذه من المعاني وهذه المعاني في حق المعتدي الظالم المتجاوز لحدود الله سبحانه وتعالى والمعنى الاخر للجبر او الجبار آآ فيه اللطف لطف الله سبحانه وتعالى ورحمته باولياءه والمقربين من عباده بجبر قلوبهم وحفظ ايمانهم وكلاءته لهم بالتوفيق العناية ولهذا من الدعوات المأثورة اللهم اهدني وارزقني واجبرني. هذا من المعاني التي آآ آآ يدل عليها هذا الاسم العظيم من اسماء الله آآ تبارك وتعالى اورد حديث عبد الله ابن عمر رظي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يأخذ الجبار يأخذ الجبار وهنا الاسم في دلالته دال على القوة والقدرة العظمة عظمة الله سبحانه وتعالى يأخذ الجبار سماواته واراضيه بيده يأخذ سماواته واراضيه آآ بيده او بيمينه وقبظ يده فجعل يقبضهما ويبسطهما. جعل يقبضهما ويبسطهما صلوات الله وسلامه عليه وقبض يده قبضه عليه الصلاة والسلام بيده هذا لتأكيد الامر وتحقيقه وان امر حقيقة يقبضها سبحانه وتعالى اه بيده جل في علاه سماواته وارضه وهذا المعنى جاء في في الاية الكريمة وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه ثم يقول انا الجبار ثم يقول انا الجبار فاين الجبارون اين المتكبرون يوم القيامة ينتهي كل هذا يوم القيامة ينتهي مهما كان الجبروت ومهما كان التكبر ومهما كان الطغيان هذا كله ينتهي يوم القيامة يوم القيامة الكل خاضع وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلمه الكل خاضع الكل ذليل لا يوجد يوم القيامة متجبر ومتكبر هذه كلها احوال واوصاف واعمال وقعت وتقع في الدنيا وقعت وتقع في الدنيا واما جميع الجبابرة والمتكبرون واهل الطغيان واهل هؤلاء جميعهم يقفون يوم القيامة في غاية الذل وآآ الانكسار فلا يوجد متكبر من الخلق ولا يوجد متجبر كما يقع في الدنيا من الناس ممن يتمكن بعض الشيء من ملك او او سلطة او نحو ذلك فيتجبر ويتكبر على عباد الله سبحانه وتعالى في مدة ملك له محدودة في الدنيا ثم تنتهي وتبقى عليه تبعاتها يوم القيامة. حيث يقول الله سبحانه وتعالى في ذلك اليوم اي الجبارون؟ اين المتكبرون اين اين الجبارون؟ اين المتكبرون؟ قال ويميل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن يمينه وعن شماله حتى نظرت الى المنبر تحرك من اسفل شيء منه حتى اني لاقول ساقط هو برسول الله ساقط هو برسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا اه من نبينا عليه الصلاة والسلام بيان لذلك الموقف العظيم واليوم العظيم يوم يقف الجبار ويقبض اه السماوات ويطويها بيمينه ويقول جل في علاه اين الجبارون؟ اين المتكبرون؟ الشاهد من للترجمة قول ربنا جل في علاه انا الجبار قول ربنا جل في علاه انا الجبار فهذا اسم من اسماء الله تبارك وتعالى آآ الحسنى نعم قال رحمه الله واخبرنا محمد بن عبدالله بن عبد الحكيم عن شعيب قال حدثنا الليث عن ابن الهاد عن عمرو عن انس رضي الله عنه انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اني لاول الناس تنشق الارض عن جمجمته يوم القيامة ولا فخر اتي باب الجنة فاخذ حلقته فيقول من هذا؟ فاقول انا محمد فيفتحون لي فادخل قل فاذا الجبار مستلقي فاسجد له. فاذا الجبار فاذا الجبار مستقبلي فاسجد له. ثم اورد رحمه الله تعالى حديث انس حديث انس رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اني لاول الناس تنشق الارض عن جمجمتي يوم القيامة ولا فخر هذا من خصائص النبي عليه الصلاة والسلام وخصائصه كثيرة وفضائله صلى الله عليه وسلم التي ميزه الله تبارك وتعالى عن عموم الناس وسائر المخلوقات كثيرة جدا والعلما رحمهم الله تعالى اه جمعوا في الخصائص خصائص النبي عليه الصلاة والسلام مصنفات خاصة فهذه واحدة من خصائصه عليه الصلاة والسلام انه اول من تنشق عنه الارض يوم القيامة اول من تشق عنه الارض يوم القيامة. هذا الحديث يفيد ان النبي عليه الصلاة والسلام باقي بجسده في قبره الى ذلك اليوم وتنشق عنه الارظ ويخرج ويكون اول من يخرج في اول من يخرج من قبره هو عليه الصلاة والسلام كما قال اول من تنشق عن الارض وهذا يكون يوم القيامة يوم البعث بعد النفخ في الصور النفخة الاخرى التي نفخة البعث ثم نفخ فيه اخرى فاذا هم قيام ينظرون هذا القيام بعد آآ النفخة الاخرى يكون اول من يقوم واول من ينشق عنه القبر نبينا عليه الصلاة والسلام فاذا هو باق في قبره. الحديث يدل انه باق عليه الصلاة والسلام في قبره. وانما ينشق عن القبر ويخرج من قبره في ذلك اليوم وهذا فيه الرد على غلاة الطرقية اهل الضلال الذين يقولون كذبا وزورا ان النبي صلى الله عليه وسلم يخرج من قبره ويصاحبه ويصافحهم. يدعون ذلك وفي بعض كتبهم يقولون انشق القبر وامتدت اليد النبوية وصافحت فلان الى اخر آآ ما يقوله هؤلاء اه من من اه امور هي من اه الافتراء والقول اه اه في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم بلا علم بل التقول على الرسول الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه فانما ينشق عنه القبر وهو اول من ينشق عنه القبر يوم القيامة يوم القيامة فينشق عن القبر صلى الله عليه وسلم كما قال هنا في هذا الحديث اني لاول الناس شق الارض عن جمجمته متى قال يوم القيامة يوم القيامة ولا فخر يعني يقول ذلك اخبارا عن هذه الفضيلة والمكرمة التي خصه الله سبحانه وتعالى بها. لا يقول ذلك على على وجه التفاخر وانما تحدثا بنعمة الله واخبارا للناس وهو اخر النبيين ان لم يخبرهم هو بنفسه عليه الصلاة والسلام بمناقبه وفضائله حتى يعرفوها لا يأتي بعده نبي يخبرهم بها فهو اخر النبيين ولهذا كان يخبر عليه الصلاة والسلام بخصائصه ومناقبه وفظائله ويحدث الناس بها لا على وجه الفخر التفاخر وانما اخبارا تحدثا بنعمة الله واما بنعمة ربك فحدث لانه لا يأتي بعده احد لا نبي بعده في خبر خصائص هذا النبي وفضائله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه قال اتي باب الجنة وهذي ايضا من الخصائص النبوية مما خصه وشرفه الله به قال اتي باب الجنة فاخذ حلقته. اي حلقة الباب اخذ حلقته اي حلقة باب الجنة فيقول اي الخازن من هذا فاقول انا محمد فيفتحون لي وجاء في بعض الاحاديث يقول بك امرت ان افتح والا افتح لاحد قبلك والا افتح فهو اول من يفتح له باب الجنة هذا من الخصائص اول من تنشق عنه الارظ واول من يفتح له باب الجنة صلوات الله وسلامه عليه فادخل فاذا الجبار مستقبلي فاسجد له والحديث رواه الامام احمد وهو حديث ثابت وله تتمة في المسند وفيه انه عليه الصلاة والسلام يخر ساجدا لله فاسجد له ثم يقول الله سبحانه وتعالى اه ارفع رأسك وسل تعطى واشفع تشفع فيشفع صلوات الله وسلامه عليه وهذه من من جملة الشفاعات آآ التي جعلها الله سبحانه وتعالى اه لنبيه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه الشاهد من من الحديث قوله فاذا آآ الجبار فاذا اه الجبار لاحظ آآ ما يتعلق بمعنى الجبار ما يتعلق بمعنى الجبار فالحديث الاول الجبار جاء ذكره في في مقام القوة والبطش آآ آآ آآ انه سبحانه وتعالى جميع هذه المخلوقات آآ آآ آآ طوعة تسخيره وتدبيره وذل من كان متجبرا ومتكبرا جاء في في هذا المقام انا الجبار وهنا فاذا الجبار جاء الاسم هنا في مقام رحمة ونعمة في الجنة في مقام رحمة ونعمة ولهذا كما قدمت الجبار اه اه من معانيه آآ القوة وآآ الانتقام ومن معانيه ايضا آآ الرحمة آآ الاكرام والانعام فالحديث الاول جاء في مقام الحديث الثاني جاء في مقام ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وتسديدا وان يصلح لنا شأننا كله وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين انه تبارك وتعالى سميع قريب