نعم بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول الامام الحافظ ابو عبدالرحمن النسائي رحمه الله تعالى في كتاب النعوت قوله تعالى تعلم ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسك قال اخبرنا محمد بن عبدالله بن المبارك قال حدثنا ابو معاوية قال حدثنا الاعمش عن ابي صالح عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى انا عند ظن عبدي بي وانا معه حين يذكر لي فان ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وان ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه وان تقرب الي شبرا تقربت اليه ذراعا. وان تقرب الي ذراعا تقربت اليه باعا ان اتاني يمشي اتيته هرولة بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد قال المصنف الامام النسائي رحمه الله تعالى قول الله تعالى تعلم ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسك هذه الترجمة الغرض منها ورود لفظ النفس مضافا الى الله سبحانه وتعالى كما في هذه الاية الكريمة وكما في الحديث الذي ساقه المصنف رحمه الله تعالى وكما جاء ايضا في نصوص كثيرة مثل قول الله عز وجل ويحذركم الله نفسه وقول النبي عليه الصلاة والسلام في اذكار الصباح سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وهكذا يأتي في نصوص كثيرة ذكر النفس مضافة الى الله جل في علاه والمراد بذلك المراد اضافة النفس الى الله اي هو جل وعلا ويحذركم الله نفسه اي يحذركم اياه جل في علاه تعلم ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسك اي انت مطلع على حالي واموري وسري وعلني وانا لست مطلعا على ما يتعلق بك يا الله وهكذا النصوص التي ورد فيها ذكر النفس مضافة الى الله سبحانه وتعالى فليست اضافتها الى الله اضافة صفة مثل اضافة السمع والبصر والعلم ونحو ذلك ولا ايظا اظافتها اضافة آآ الذوات المستقلة بانفسها تشريفا لها مثل عبد الله وبيت الله ونحو ذلك وانما المراد بالاظافة نفسه اي هو جل وعلا اي هو جل وعلا بصفاته العظيمة ونعوت الجليلة جل في علاه اورد حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يقول الله تعالى انا عند ظن عبدي بي وانا معه حين يذكرني انا عند ظن عبدي بي اي فيما يظنه العبد بربه سبحانه وتعالى وهذا الحديث يتضمن دعوة عظيمة لعباد الله المؤمنين ان يحسنوا ظنهم بالله والا يظنوا بربهم الا خيرا فيظن بالله عز وجل ان يتجاوز عن سيئاتهم ان يغفر ذنوبهم ان يحط عنهم اوزارهم ان يتقبل منهم طاعاتهم ان يستجيب دعواتهم ان يكونوا دوما على حسن ظن بالله لكن هذا الحسن هذا الحسن الظن بالله تبارك وتعالى ينبغي ان يكون مصحوبا بحسن العمل ينبغي ان يكون مصحوبا بحسن العمل لا ان يأتي بالاعمال السيئة والاعمال المحرمة ويقيم عليها ويقول انا احسن الظن بالله عز وجل بل يحسن العمل ويتوب الى الله ويحسن في التقرب الى الله تبارك وتعالى ويحسن الظن بالله عز وجل ان يقبل آآ عبادته وان يجيب دعوته وان يغفر زلته وان يعظم مثوبته يحسن ظنه بالله عز وجل فقول آآ قول الله عز وجل انا عند ظن عبدي بي اي فليظن بي ما شاء فليظن بي ما شاء فمن ظن بالله خيرا وجد خيرا ومن ظن بالله خلاف ذلك فلا يلومن الا نفسه لسوء ظنه بربه سبحانه وتعالى ولهذا ينبغي ان يكون العبد دائما محسن الظن بالله جل وعلا وان يصحب هذا الاحسان للظن بالله حسن العمل وحسن الطاعة والتوبة والانابة الى الله جل في علاه قال وانا معه حين يذكرني والمراد بالمعية هنا المعية الخاصة المعية الخاصة لان المعية معيتان عامة وخاصة والعامة لعموم الخلق وهو معكم اينما كنتم الا هو معهم اينما كانوا هذه لعموم الخلق بالعلم والاطلاع وانه سبحانه وتعالى لا تخفى عليه خافية اما المعية الخاصة فهذه خاصة بعباده المؤمنين واولياءه المقربين وهي فيها التأييد والحفظ والنصرة والمعونة والتسديد ونحو ذلك وفي قول الله عز وجل في هذا الحديث القدسي وانا معه حين يذكرني فيه بيان شرف الذكر. ذكر الله وان الذاكر ما دام انه ذاك ما دام انه ذاكر لله سبحانه وتعالى فالله معه هذا فيه شرف الذكر لان الذاكر بذكره لربه يشرف بمعية الله له تأييدا ونصرا وحفظا وتوفيقا وقوله ذكرني هذا يتناول ذكر الله بالتسبيح والتهليل والتحميد يتناول ذكر الله عز وجل بتلاوة القرآن وهو من اعظم الذكر لله سبحانه وتعالى يتناول ايظا مجالس العلم التي يبين فيها دين الله وتوظح احكامه ويعرف العباد بالله سبحانه وتعالى. فهذه من اشرف مجالس الذكر ولهذا قال عليه الصلاة والسلام اذا مررتم برياض الجنة فارتعوا قيل وما رياض الجنة؟ قال قال حلق الذكر قيل وما رياض الجنة؟ قال حلق الذكر يعني مجالس العلم مجالس العلم التي يبين فيها الحلال والحرام تتلى ايات الله وتبين معانيها ويؤتى باحاديث النبي عليه الصلاة والسلام وتوظح دلالاتها وتبين الاحكام ويعرف العباد بالله عز وجل هذا من الذكر من الذكر العظيم لله سبحانه وتعالى ومن كان ذاكرا لله سواء بتلاوة القرآن او التسبيح والتحميد او بقراءة العلم وحضور مجالسه وسماعه فان الله معه فان الله معه معية خاصة تقتضي الحفظ والنصر والتأييد والمعونة والتسديد الى غير ذلك من اه المعاني التي تقتضيها هذه المعية قال فان ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ان ذكرني في نفسه اي كان ذكر العبد لله عز وجل لله عز وجل في نفس العبد في نفس العبد يعني دون الجهر من القول دون الجهر من القول يسبح ويهلل يحمد ويذكر الله سبحانه وتعالى ومن حوله لا يشعر به من الناس لا يشعر به دون الجهر من القول لكن ما حركة اللسان تحريك اللسان واشرف الذكر ما وطأ القلب باللسان وهو اعلى مراتب الذكر ان يكون المرء ذاكرا لله بقلبه ولسانه ذاكرا لله بقلبه ولسانه وقوله ذكرني في نفسه اي هذا على هذا الوصف على هذا الوصف ذكر الله سبحانه وتعالى وقيل ذكرني في نفسه اي في قلبه كان مشتغلا في قلبه بذكر الله سبحانه وتعالى قال ذكرته في نفسي ذكرته في نفسي وهذا موضع الشاد من الحديث ذكرته في نفسي اضافة النفس الى الله والمراد بها اي الله سبحانه وتعالى ومعنى ذكرته في نفسي اي اه ليس في ملأ معنى ذكرته في نفسي اي ذكرته ذكرا ليس في منى وهذا فيه ان الجزاء من جنس العمل فمن ذكر الله ذكره الله اذكروني نعم اذكركم اذكروني اذكركم الجزاء من جنس العمل فمن ذكر الله ذكره الله واذا كان ذكر الذاكر لله عز وجل في نفسه ذكره الله في نفسه قال ومن ذكرني وان ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم من ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه ومن الذكر لله سبحانه وتعالى في الملأ وهذا ينطبق انطباقا واضحا بينا مجالس العلم التي تعقد للتعريف بالله سبحانه وتعالى وبالايمان به وذكر اسمائه وصفاته وعظمته وجلاله وبيان دينه واحكامه وشرعه وحلاله وحرامه هذا ذكر لله في الملأ ذكر لله سبحانه وتعالى في الملأ حتى تتيقظ القلوب وتقبل النفوس وتزكو وتطيب تحسن حالها مع الله سبحانه وتعالى ويعظم اقبالها عليه جل في علاه قال ومن ذكرني وان ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم اي ذكره الله سبحانه وتعالى في ملأ الملائكة الملأ الاعلى الملأ الاعلى الملائكة الكرام الاطهار البررة ذكره الله سبحانه وتعالى عندهم وهذا شرف عظيم جدا يشرف الله سبحانه وتعالى به العبد الذاكر لله سبحانه وتعالى يشرف به العبد الذاكر لله. فمن ذكر الله في نفسه ذكره الله في نفسه ومن ذكر الله في ملأ ذكره الله سبحانه وتعالى في ملأ خير منهم قال وان تقرب الي شبرا تقربت اليه ذراعا وان تقرب الي ذراعا تقربت اليه باعا وان اتاني يمشي اتيته هرولة وهذا فيه عظيم الحث على حسن التقرب الى الله عز وجل والمسارعة الى الخيرات وان يسوق العبد نفسه الى اعمال البر والخير سوقا حريصا على الاستكثار منها فان من تقرب الى الله سبحانه وتعالى فانه يفوز بهذا الثواب تقرب الله اليه تقرب الله سبحانه وتعالى لي. وهذا التقرب بحسب تقرب العبد. كلما عظم العبد تقربا الى الله عظم حظه من قرب الله او تقرب الله اليه وهذا يكون من الله جل في علاه مع قناه عن تقرب المتقربين وعبادة العابدين وطاعة الطايعين وذكر الذاكرين ودعاء الداعين. فهذه كلها لا لا تزيد ملكه شيئا ولا تنفعه سبحانه وتعالى شيئا انكم لن تبلغوا نفعي فتنفعوني فهذه الاعمال والتقربات والطاعات انما هي تنفع العامل. لكن هذا من كريم فظل الله وعظيم منه ان من تقرب الى الله تقرب الله سبحانه وتعالى اليه وهذا المعنى ذكره الله في قوله واذا سألك عبادي عني فاني قريب اي منهم بحسب تقربهم الى الله سبحانه وتعالى وبحسب مسارعتهم في الخيرات نعم قوله سبحانه كل شيء هالك الا وجهه قال اخبرنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا حماد عن عمرو عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما انه قال لما فنزلت قل هو القادر على ان يبعث عليكم عذابا من فوقكم. قال النبي صلى الله عليه وسلم اعوذ بوجهك قال او من تحت ارجلكم. قال النبي صلى الله عليه وسلم اعوذ بوجهك. قال او يلبسكم قال او يلبسكم شيعا او يلبسكم شيعة. نعم قال قال ايسر قوله آآ سبحانه وتعالى كل شيء هالك الا وجهه. كل شيء هالك الا وجهه. هذه الترجمة عقدها المصنف رحمه الله تعالى لاثبات الوجه صفة لله سبحانه وتعالى على ما يليق بجلال الرب وكماله عظمته سبحانه وتعالى والوجه في قوله عز وجل الا وجهه صفة لله تليق بجلال الله وكماله وعظمته. وكما ان ربنا جل في علاه له ذات لا كالذوات فله صفات لا كالصفات فقوله وجهه فهذا يدل على ثبوت وجه لله سبحانه وتعالى يليق بكمال ربنا وعظمته والقول فيه كالقول في الصفات كلها على القاعدة التي دل عليها قول الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ليس ليس كمثله شيء لا في سمعه ولا في بصره ولا في علمي ولا في ارادته ولا في وجهه ولا في سائر صفاته فان الصفة اذا اظيفت الى الله سبحانه وتعالى افادت باختصاصه اختصاص الله بها وانها لله هل الوجه اللائق بالله التمثيل والتشبيه كفر بالله كفر بالله سبحانه وتعالى ولهذا صفات الله خاصة بالله تليق بجلال الله وكماله وعظمته سبحانه وتعالى اورد حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما قال لما نزلت قل هو قل هو القادر على ان يبعث عليكم عذابا من فوقكم عذابا من فوقكم مثل نزول الصواعق مثلا مثل ما حصل لقوم لوط عندما امطروا بحجارة مسومة مثل ما حصل ايضا اه ابرهة ومن معه عندما ارسل الله عز وجل الطير الابابيل التي ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول هذا كله عذاب من فوق قال لما نزل قوله قل هو القادر على ان يبعث عليكم عذابا من فوقكم قال النبي اعوذ بوجهك استعاذ بوجه الله سبحانه وتعالى من ان ينزل العذاب من فوق ولما قال او من تحت ارجلكم مثل الخسف ومثل ايضا الزلازل ارتجاج الارض الذي يحصل به هلاك الناس ودمار البيوت والمساكن والمصالح وهلاك الخلق مثل الفيضانات ونبع الماء من الارض الذي يغرق العباد هذه كلها من تحت الارجل عقوبات تأتي من من تحت الا رجل مثل الخسف الذي حصل لقارون فخسفنا به وبداره وبداره الارض خسفنا به وبداره الارض فهذه العقوبات يتعوذ العبد بالله منها ويصحب هذا التعوذ بالله سبحانه وتعالى من هذه العقوبات تجنب موجبات العقوبة بالانابة الى الله والتوبة اليه والاقبال على طاعته والبعد عن معاصيه. سبحانه وتعالى ويستشعر في الوقت نفسه منة الله عليه بالهداية التي هي نجاة من العقوبة في الدنيا والاخرة لولا امنا الله علينا لخسف بنا. لما رأوا ما حصل لقارون استشعروا هذا الامر ولهذا العبد يستشعر منة الله عليه بالهداية التي هي نجاة له وعافية وسلامة من العقوبة في الدنيا والاخرة ولهذا العبد مطلوب منه ان يتعوذ بالله من عقابه. ولهذا جاءت التعوذات من عذاب القبر من عذاب النار تعوذات من اه فتن الدنيا من عذاب الدنيا هذه التعوذات ينبغي ان تكون مصحوبة من العبد بتجنب موجبات العقوبة بالبعد عن الذنوب والمعاصي والاثام التي تسخط الله سبحانه وتعالى قال ولما قال او يلبسكم شيعا او يلبسكم شيعا اي يخلطكم اللبس والخلط شيعا اي متعادية يكون اه بأس الناس بينهم وشدتهم فيهم بعضهم ببعض عدوانا وظلما وبغيا وقتلا ونحو ذلك فقال النبي عليه الصلاة والسلام هذا ايسر هذا ايسر لان الشيء الذي يصيبك من الناس ايسر من العذاب الذي ينزل عليك من الله الشيء الذي اصيبك من الناس عندما يكون حال الناس هكذا في اه فيهم العدوان فيما الظلم فيما البغي فما يصيب الانسان في مثل هذه الفتن هذا ايسر من عقوبة تنزل عليه من الله من عقوبة تنزل عليه من الله بسبب انعقاد موجباتها ولهذا قال نبينا عليه الصلاة والسلام هذا ايسر والشاهد من الحديث اه اضافة الوجه الى الله سبحانه وتعالى في هذا التعوذ المأثور عن نبينا صلوات الله وسلامه عليه. نعم قال اخبرني احمد بن سعيد ان الاحوص قال حدثنا عمار ابن رزيق عن ابي اسحاق عن عن الحارث وابي ميسرة عن علي رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند مضجعه اللهم اني اعوذ بوجهك الكريم وبكلماتك التامة من شر ما انت اخذ بناصيته اللهم انت تكشف المأثم والمغرم اللهم لا يهزم جندك ولا يخلف وعدك ولا ينفع ذا الجد منك الجد. سبحانك وبحمدك ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث عن امير المؤمنين الخليفة الراشد علي ابن ابي طالب رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كان ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند مضجعه يعني عندما يأوي عليه الصلاة والسلام الى فراشه لينام كان يقول اللهم اني اعوذ بوجهك الكريم اللهم اني اعوذ بوجهك الكريم الاستعاذة تقدم معناها وانها اعتصام بالله عز وجل والتجاء اليه وطلبا للحماية والعافية والوقاية التجاء الى الله واعتصاما به سبحانه وتعالى اعود اللهم اني اعوذ بوجهك الكريم لهذا آآ ذكر الوجه مضافا الى الله موصوفا بالكرم موصوفا بالكرم اعوذ بوجهك الكريم فوصف الوجه بالكرم وهذا فيه اثبات صفة الوجه لله عز وجل وفيه كرم الوجه والكرم هذا يعني الحسن البهاء والجمال والعظمة ومن ذلكم قول نبينا عليه الصلاة والسلام حجابه النور لو كشفه لاحرقت سبحات وجهه اي ظياء الوجه وبهاء ونور ما انتهى اليه بصره ما انتهى اليه بصره من خلقه قال اللهم اني اعوذ بوجهك الكريم وبكلماتك التامة من شر من شر ما انت اخذ بناصيته كلماتك التامة المراد بالكلمات هنا كما سبق البيان اي الكونية القدرية التي لا يجاوزها بر ولا فاجر وتوصف كلمات الله بالتامة لانها لا يلحقها نقص لا يلحقها نقص قال وبكلماتك التامة من شر ما انت اخذ بناصيته وما من دابة الا هو اخذ بناصيته فالمراد من شر كل ذي شر المراد من شر كل ذي شر وقول العبد في هذا المقام انت اخذ بناصيتها استشعار استشعار من العبد ان نواصي آآ العباد الله سبحانه وتعالى اخذ بها وهي طوع تدبيره وتسفيره فهذا مثلا الظالم الباغي المعتدي الذي عظم شره وزاد خوفك منه ومن ضرره ناصيته بيد الله الجأ الى الله سبحانه وتعالى يقيك منه مهما كان شره ومهما عظم خطره فالله سبحانه وتعالى يقي عباده ويحميهم من شر الاشرار وكيد الفجار مع صدق اللجوء الى الله سبحانه وتعالى وقوة التوكل و الانابة الى الله سبحانه وتعالى مهما كان الخطر شدة آآ قربا ودنوا فالله يصرفه ويحمي عبده ويقيه من شر الاشرار فالمقام يحتاج من العبد الى قوة يقين وثقة بالله سبحانه وتعالى ومن توكل على الله كفاه. اليس الله بكاف عبده قال اللهم انت تكشف المأثم والمغرم المأثم هذا فيما يتعلق بحقوق العباد اه هذا فيما يتعلق بحقوق رب العباد سبحانه وتعالى من المعاصي والذنوب والخطايا التي يرتكبها العبد فهذا جانب لا يكشفه الا الله سبحانه وتعالى ولا ينجي العبد منه الا الله سبحانه وتعالى قال اللهم انت تكشف المأثم تكشف المأذن اي كشف المأثم من بيدك فالجأ اليك في ذلك واعتصم بك انت تكشف المأتم والمأتم ففي كل كل ما يتعلق بحقوق الله سبحانه وتعالى على عباده والمغرم هذا يتعلق بحقوق العباد عليك حقوق العباد عليك كان نبينا عليه الصلاة والسلام يتعوذ في صلاته من المأثم والمغرم من المأثم والمغرم. وهنا في هذا الحديث انكشف المأثم والمغرم عن العبد انما هو بيد الله فانت تلجأ الى الله ان يكشف عنك المأثم المغرم باصلاح قلبك واعانتك على اداء الحقوق حقوق الله على عباده وحقوق العباد عليك وهذا فيه ان التوفيق انما هو بيد الله سبحانه وتعالى جل في علاه اللهم لا يهزم جندك لان الله عز وجل تكفل لجنده بالنصرة. انا لننصر رسلنا والذين امنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد قال عز وجل وكان حقا علينا نصر المؤمنين فقال عز وجل ان الله يدافع عن الذين امنوا فجند الله لا يهزم لان الله ناصرهم لان الله حافظهم لان الله معينهم مؤيدهم قال لا يهزم جندك فهذه الاظافة اظافة الجند اليه في تشريف لهم لانهم اهل طاعته واهل الايمان به واهل نصرة دينه سبحانه وتعالى قال ولا يخلف وعدك لانك وعدت اوليائك واصفيائك بخير الدنيا والاخرة وعدتهم بذلك وقد قال الله عز وجل يا ايها الناس ان وعد الله حق الله عز وجل وعد اولياءه والله لا يخلف الميعاد وعدهم بكل خير وفلاح وسعادة في الدنيا والاخرة ولا يخلف وعده جل في علاه قال ولا ينفع ذا الجد منك الجد ذا الجد اي صاحب الغنى والمال البيوت والمساكن والمزارع والقصور ونحو ذلك هذه لا تنفع صاحب الجد صاحب الغنى لا تنفعه كما قال الله سبحانه وتعالى وما اموالكم ولا اولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى الا من امن. هذا الذي يقرب الى الله الايمان الا من امن وعمل صالحا فاولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات امنون فالعمل الصالح هو الذي يقرب العبد الى الله. ليست اموال الانسان وان كثرت ولا اولاده ولا تجاراته ولا رئاساته وزعاماته ولا غير ذلك ليست هذه الاشياء هي التي تقرب الى الله وانما الذي يقرب الى الله العمل ولهذا قال هنا ولا ينفع ذا الجد منك الجد يعني لا ينفع ذا الغنى غناه وانما ينفعه عمله الصالح وطاعته لله وتقربه الى ربه جل في علاه لا الاموال ولا التجارات ولا الرئاسات ولا الزعامات ولا غير ذلك بالتي تقرب العبد الى الله. وانما الذي يقرب العبد الى الله العمل مثل ما تقدم معنا في الحديث القدسي من تقرب الي شبرا تقربت اليه ذراعا من تقرب الي ذراعا تقربت اليه ذراعا باعا هذا الذي يقرب فالعبد من الله العمل الصالح والطاعة وحسن اه الاقبال على الله جل في علاه سبحانك وبحمدك ختم هذا الدعاء العظيم بالحمد والتسبيح وكثيرا ما يأتي في النصوص الجمع بينهما سبحان الله وبحمده. كثيرا ما يأتي الجمع بينهما سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين. كثيرا ما يأتي الجمع بين التسبيح والحمد التسبيح تنزيه لله عن كل ما لا يليق بالله وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه اي تنزه وتقدس جل في علاه فالتسبيح تنزيه لله عز وجل عما لا يليق به. عز وجل والحمد ثناء على الله باثبات الكمال ونعوت الجلال وصفات العظمة له عز وجل ولهذا اذا قلت سبحان الله وبحمده او قلت كما هنا سبحانك وبحمدك جمعت بين التنزيه والاثبات جمعت بين التنزيه في سبحانك والاثبات في وبحمدك جمعت بين التنزيل والاثبات وعلى هذين يقوم توحيد الاسماء والصفات لان توحيد الاسماء والصفات اثبات بلا تعطيل آآ اثبات بلا آآ تمثيل وتنزيه بلا تعطيل اثبات بلا تمثيل وتنزيه بلا تعطيل على حد قول الله سبحانه وتعالى اليس كمثله شيء وهو السميع البصير وقول سبحان الله وبحمده يجمع ذلك كله قول سبحان الله وبحمده يجمع ذلك كله ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وليزيدنا علما وتوفيقا وتسديدا وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين