نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام ابو عبدالرحمن النسائي رحمه الله تعالى بكتاب النعوت قوله ولتصنع على عيني قال اخبرني احمد بن حفص بن عبدالله قال حدثني ابي قال حدثني ابراهيم عن موسى ابن عقبة عن ابي الزناد عن عبدالرحمن عن ابي هريرة رضي الله عنه انه سمعه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يمين الله ملأى. لا يغيضها نفقة سحب الليل والنهار سحاء المد ايه يمين الله ملأى لا يغيظها نفقة سحاء الليل والنهار قال ارأيتم ما انفق منذ خلق السماوات والارض فانه لم يغض شيئا مما في يمينه قال وعرشه على الماء بيده الاخرى الميزان يخفض ويرفع بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد هذه الترجمة قول الله تعالى ولتصنع على عيني عقدها المصنف رحمه الله تعالى ان كان الامر ثابتا هكذا كما كتب المصنف رحمه الله آآ ثم ساق جملة من الاحاديث والاحاديث ليس لها تعلق الترجمة الا من جهة ان الجميع من صفات الله الذاتية لكن صواب الترجمة ان يقال قول الله تعالى بل يداه مبسوطتان بل يداه مبسوطة قد يكون في النسخة شيء من السقط او او نحو ذلك فيحتاج الى نظر ومراجعة وقوله ولتصنع على عيني هذا فيه اه عظيم عناية الله سبحانه وتعالى بعبده ونبيه ومصطفاه موسى عليه السلام فان قوله ولتصنع على عينه اي تربى وتنسى على رعاية وعناية وحفظ من الله سبحانه وتعالى وفي هذا اثبات العين صفة لله عز وجل على ما يليق بجلاله وكماله وعظمته سبحانه وتعالى اورد حديث ابي هريرة رضي الله عنه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يمين الله ملأى لا يغيظها نفقة صحاء الليل والنهار يمين الله ملأى اي بالفضل والخير والعطاء كما قال الله عز وجل بيدك الخير فالله عز وجل يده ملأى بالخير وخزائنه سبحانه وتعالى ملأى وقوله لا يغيظها اي لا ينقصها مهما كان العطاء فانه لا ينقص بل الامر كما قال الله سبحانه وتعالى في الحديث القدسي يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فاعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي الا كما ينقص المخيط اذا غمس في البحر قال الله تعالى ما عندكم ينفد وما عند الله باق قوله لا لا يغيظها اي لا ينقصها مهما كبر العطاء وعظم وكثر وتعدد فانه لا ينقص اه ما عند الله سبحانه وتعالى لا ينقض لا لا يغيظها نفقة اي لا ينقصها نفقة مهما كانت النفقة مهما كانت النفقة حجما او كثرة او عددا سحاء الليل والنهار والسح الصب يعني سحاء الليل اه اه والنهار اي لا يزال يصب على عباده النعمة بالليل والنهار عطاء متواليا ونعما متتالية وافظالا لا تنقطع اطعت نعم الله عز وجل على العباد تترى وتتوالى وما بكم من نعمة فمن الله وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها فيمينه ملأى اي بالخير والفظل لا يغيظها لا ينقصها شيء مهما كان العطاء سحاء الليل والنهار اي تصب على العباد او تصب على العبادة الخيرات بالليل والنهار تتوالى عليهم منن الله سبحانه وتعالى بالليل والنهار وهذا فيه عظم فظل الله عز وجل على العباد بالنعم السابغة الدينية والدنيوية الم تروا ان الله اسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة فهذه نعم الله سبحانه وتعالى على العباد في ابدانهم في بصحتهم وعافيتهم في اموالهم في اقواتهم وارزاقهم في لباسهم في دينهم وطاعتهم وعبادتهم لربهم سبحانه وتعالى نعم متوالية على اه العباد وهذا المقام مقام ينبغي ان يستحضر فيه العبد عظيم نعمة الرب عز وجل وان يقابل هذه النعمة بسكر المنعم والمتفضل القائل جل في علاه واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد ثم انظر هذا المثال في بيان ان آآ العطاء والنفقة لا ينقص ما عند الله انظر هذا المثال العجيب يبين لك ان العطاء والفضل لا ينقص ما عند الله شيئا يقول ارأيتم اي تأملوا وانظروا وتذكروا ارأيتم اخبروني ما انفق سبحانه وتعالى منذ خلق السماوات والارض امم امم لا يحصيها الا الله. ما انفق اي على تلك الامم وما والى عليهم من العطايا والمنن ما انفق منذ خلق السماوات والارض فانه لم يقضي شيئا مما في يمينه لم ينقص شيء مما في يمينه سبحانه وتعالى هذا العطاء الكثير العظيم المتوالي على امم ليس الان النظر في العطاء الذي علينا نحن فقط في هذا الزمان بل في الامم كلها السابقة منذ خلق الله سبحانه وتعالى السماوات والارض فان هذا العطاء لم ينقص شيئا مما في يمينه قال فانه لم يقضي شيئا ما في يمينه اي لم ينقص. شيئا مما في يمينه. فيمين الله سبحانه وتعالى ملأى اي بالخير الفضل والمن والعطاء ومهما اعطى ومن وتفضل سبحانه وتعالى فانه لا ينقص مما في يمينه هذا يستفيد منه السائل المتوجه الى الله بالسؤال والطلب الا تتعاظم شيئا تطلبه من الله لا تتعاظم شيئا لا لا لا يكون في قلبك ان هذا امر كبير وهذا امر عظيم. لا يتعاظمه سبحانه وتعالى شيء يسأل ان يعطيه. مهما كان الطلب ولهذا فان من فوائد هذا الحديث انه يحقق في القلوب قوة الرغبة فيما عند الله قوة الرغبة قوة الرغبة فيما عند الله سبحانه وتعالى في نيل المقلوب فان نعم الله سبحانه وتعالى على العباد تترى وتتوالى ولا ينقص ما في يمين الرحمن شيء من العطاء اعطاه سبحانه وتعالى عباده قال فانه لم يقضي شيئا يعني وان قل شيئا لم يقضي شيئا مما في يمينه سبحانه وتعالى وهذا فيه اثبات اليمين لله عز وجل على الوجه اللائق بجلال الرب وكماله سبحانه وتعالى ومنه قول الله عز وجل في سورة الزمر وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه قال وعرشه على الماء قال وعرشه على الماء عرش الرحمن سبحانه وتعالى هو سقف المخلوقات وارفعها واعلاها والله سبحانه وتعالى خلق هذا العرش الذي وصفه بالقرآن بالعظيم وصفه بالمجيد اي الواسع ووصف بالكريم اي بهي المنظر فهذا العرش هو سقف المخلوقات واعلاها وخلقه الله عز وجل استوى كما اخبر على هذا العرش استواء يليق بجلاله وكماله سبحانه وتعالى ثم استوى على العرش الرحمن على العرش استوى قال بيده الاخرى الميزان بيده الاخرى الميزان وهذا فيه اثبات يدان لله بل يداه مبسوطتان ففي اثبات يدان لله يمين واخرى يمين واخرى كما واضح في اه الحديث وهذا الحديث فيه رد على من يتأولون اليد بالقدرة اذا اذا تأول اليد بالقدرة ماذا يصنعون بهذا الحديث؟ اذا قالوا يمين الله ملأى قدرته ثم جاءوا الى شق الحديث الاخر قالوا وبيده الاخرى هل يقول وبقدرته الاخرى هذا يبين لك فساد مناهج اهل التأويل الباطل الذين يحرفون الكلم عن مواضعه فهذا الحديث نظير احاديث ونص كثيرة في اثبات اليدين لله عز وجل على ما يليق بجلال الرب وكماله سبحانه وتعالى قال بيده الاخرى الميزان الميزان اي القسط العدل في امور العباد لا يظلم الناس سبحانه وتعالى شيئا كل شيء عنده بميزان خفضا ورفعا قبضا وبسطا عزا وذلا عطاء ومنعا كل ذلك بميزان وعدل لا يظلم الرب سبحانه وتعالى آآ الناس شيئا لا لا يظلم سبحانه وتعالى آآ الناس شيئا. ولهذا قال في سورة الحجر قال وما ننزله الا بقدر معلوم. كلها كلها امور حتى ما ينزل من ارزاق واقوات وصحة وعافية وغير لذلك هذا كله بميزان وبعدل بيده الاخرى الميزان يخفظ ويرفع يخفض ويرفع يعز ويذل يهين ويكرم يقبض ويبسط يعطي ويمنع الامر امره سبحانه وتعالى كل يوم هو في شأن ولا يظلم سبحانه وتعالى آآ الناس شيئا ولكن الناس انفسهم يظلمون. نعم قال اخبرنا قتيبة ابن سعيد قال حدثنا الليث عن سعيد ابن ابي سعيد عن ابن يسار انه سمع ابا هريرة رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تصدق احد بصدقة من طيب ولا يقبل الله الا الطيب الا اخذها الرحمن بيمينه وان كانت تمرة فتربو في كف الرحمن حتى تكون اعظم من الجبل كما يربي احدكم فلوه او فصيلة قال اخبرنا علي ابن شعيب قال حدثنا معا قال حدثنا ما لك عن يحيى ابن سعيد عن سعيد ابن يسار عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من تصدق بصدقة من كسب طيب ولا يقبل الله الا الطيب كانها انما يضعها في كف الرحمة فيربيها كما يربي احدكم فلوه او فصيلة حتى تكون مثل الجبل ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما تصدق احد بصدقة من طيب ولا يقبل الله الا الطيب هذا فيه الحث على الصدقة والبذل في سبيل الله وان يكون ما يتصدق به العبد من الطيبات ان ان يكون ما يتصدق به العبد من الطيبات وهذا الطيب يكون من جهة كون المتصدق به كون آآ المتصدق به نفسه حلالا مما احله الله فلا يتصدق الامر بخبيث او امر حرمه الله سبحانه وتعالى وايضا من جهة كون هذا المتصدق به حلا للمتصدق جاءه من حل فلا يتصدق بمال خبيث ناله عن طرق خبيثة محرمة فالله سبحانه وتعالى لا يقبل الا الطيبات ولهذا الربا خبيث والامور التي تؤخذ نهبة وغشا ظلما للناس وتعديا على اموالهم هذه كلها من غير الطيبات والله سبحانه وتعالى طيب لا يقبل الا طيبا ولهذا فالحديث فيه حث على النفقة والصدقة والبذل اه في سبيل الله وان يكون ما يبذله المرء وينفقه من الطيبات من الطيبات فان الله سبحانه وتعالى طيب لا يقبل الا طيبا. قال ما تصدق بصدقة من طيب ولا يقبل الله الا الطيب ولا يقبل الله الا الطيب والطيب هذا اسم من اسماء الله الحسنى الطيب هذا اسم من اسماء الله الحسنى فان الله طيب لا يقبل الا الطيب وآآ الطيب صفته سبحانه وتعالى وهذا يتناول جميع اسمائه فهو طيب في اسمائه طيب في آآ صفاته في افعاله طيب في شرعه واحكامه سبحانه وتعالى ولا يقبل الا الطيب طيب لا يقبل الا الطيب ولهذا الجنة دار الطيبين فلا يدخلها الا الطيب. طبتم فادخلوها خالدين قال ما تصدق احد بصدقة من طيب ولا يقبل الله الا الطيب الا اخذها الرحمن بيمينه وهذا موضع الشاهد من اه الحديث وهو اثبات اليمين لله عز وجل على ما يليق بجلاله وكماله. الا اخذه الرحمن بيمينه وان كانت تمرة واحدة اخذها الانسان من حل وتصدق بها يرجو بها ما عند الله سبحانه وتعالى تمرة واحدة. انظر ماذا تكون انظر يا من تتصدق وتبذل الطيبات انظر التمرة الواحدة ماذا تكون؟ وماذا يجدها صاحبها يوم القيامة؟ ان كان تصدق بها اه من كسب طيب فان الله لا يقبل الا الا الطيب قال الا اخذها الرحمن بيمينه وان كانت تمرة واحدة فتربوا اي تنمو في كف الرحمن حتى تكون اعظم من الجبل حتى تكون اعظم الجبل يجدها يوم القيامة تمرة واحدة يجدها يوم القيامة اعظم من الجبل وهذا فيه الا يحقر المرء من المعروف والصدقة والبذل شيئا لا تحقر شيئا لا تحقر ريالا او ريالين بل ربما يغلب الريال الواحد الاف الريالات مثل ان يكون عند الشخص ريالين لا يملك الا لا يملك غيرهما وتصدق اخر بمئة الف ريال من عرظ ماله الكثير هذا الريال سبق المئة الف كما جاء بذلك الحديث عن آآ النبي صلى الله عليه وسلم سبق درهم الف درهم فهذا الريال يسبق لان صاحب الريالين قد تصدق بنصف ماله قد تصدق بنصف ماله. اما صاحب الالف تصدق من عرظ المال الكثير شيئا قليلا فاما هذا صاحب الريالين تصدق بنصف المال ولهذا لا يحقر الانسان حتى وان كان عنده القليل لا لا يحقر التمرة والتمرتين والريال اه الريالين والخبزة الخبزتين لا يحقر شيئا من المعروف قال وان كانت تمرة قوله وان كانت تمرة هذا فيه ان المرء لا ينبغي له ان يحقر من المعروف شيئا وان قل قال حتى تكون اعظم من الجبل كما يربي احدكم فلوه او فصيلة قال اه في في الحديث الاخر في اللفظ فيربيها كما يربي احدكم فلوه او فصيلة حتى تكون من الجبل. انظر فظل الله سبحانه مع كمال غناه عن العباد وعن صدقاتهم يأخذ الصدقة يأخذها كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام يأخذها من صاحبها متقبلة عنده سبحانه وتعالى ويربيها جل في علاه لصاحبها. قال نبينا عليه الصلاة سلام في بيان هذا هذه التربية قال كما يربي احدكم فلوه او فصيلة الفلو هو ولد الفرس الفلو ولد الفرس ويسمى فلوا عندما يفصل يفطم عن امه ويقطع عن حليبها في هذه في هذه الاثناء يسمى فلو وولد الناقة يسمى فصيل عندما يفطم عن امه عندما يفطن عن امه وصاحب الخيل وكذلك صاحب النياق يعتني بهؤلاء الصغار عناية خاصة ولهم مكانة عنده ومتابعة خاصة ورعاية خاصة وغذاء خاص لما يفصل عن عن امه اول كان يطعن من حليبه لكن بعد ان يفصل يبدأ صاحبه يعتني به عناية دقيقة جدا بالغذاء ونوع الغذاء ووقت الغذاء والمتابعة الى غير ذلك مما يعرفه معرفة تامة اهل الخيل واهل الابل فيربيها له كما يربي احدكم فلوه او فصيله لما قال عليه الصلاة والسلام يربي احدكم كانوا اهل خيل واهل ابل ويعرفون ماذا ما هو الشأن في هذه الصغار في تربيتها والعناية بها و فالحاصل ان هذا فظل الله سبحانه وتعالى فظل الله سبحانه وتعالى على عباده مع انه جل وعلا غني عن نفقات العباد وصدقات العباد غني عن ذلك يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد ان يشأ يذهبكم ويأتي بخلق جديد. لكن هذا من كرمه وفضله ومنه ان العبد ان تصدق ولو بتمرة ولو بتمرة واحدة رباها له كما يربي اهل الخيل واهل الابل صغارها التربية الدقيقة والعناية العظيمة. قال عليه الصلاة والسلام حتى يجدها صاحبها او حتى تكون يوم القيامة مثل اه الجبل نعم قال اخبرنا علي ابن حجر قال اخبرنا جرير عن منصور عن ابراهيم عن عبيده عن عبد الله رضي الله عنه انه قال جاء حبر من اليهود الى النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا كان يوم القيامة جعل الله السماوات على اصبع والاراضين على اصبع والجبال والشجر على اصبع والماء والعرش على اصبع والخلائق كلها على اصبع ثم يهزهن فيقول انا الملك انا الملك فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك. فانزل الله تبارك وتعالى وما قدروا الله حقا اورد هنا رحمه الله تعالى حديث عبدالله بن مسعود وقد تقدم معنا في مجيء حبر من احبار اليهود والمراد بالحبر اي العالم من علماء اليهود الى النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال ذلك الحظر اذا كان يوم القيامة جعل الله السماوات على اصبع والاراضين على اصبع والجبال والشجر على اصبع والماء والعرش على اصبع والخلائق كلها على اصبع ثم يهزهن فيقول انا الملك انا الملك فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك ضحك اي تصديقا لقوله ضحك تصديقا لقوله كما قال ذلك ابن مسعود رضي الله عنه فهذا فيه عظمة الله سبحانه وتعالى عظمة الله سبحانه وتعالى وان من عبد غير الله ما ما قدر ربه حق قدره ولا عظمه حق تعظيمه هؤلاء الذين يلجأون الى الاحجار والقباب والاحجار والثرى والتراب وهذه الاشياء كلها ما والله سبحانه وتعالى حق قدره لان هذه المخلوقات كلها يوم القيامة هذا شأنها يظع الجبال على اصبع والسموات على اصبع والاراضين على اصبع والثرى على اصبع ويهزهن ويقول انا الملك انا الملك ثم تلا النبي صلى الله عليه وسلم تأييدا لقوله وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون نعم قال اخبرنا الحسن بن احمد قال حدثنا ابو الربيع قال حدثنا حماد قال حدثنا يونس والمعلى بن زياد وهشام عن الحسن عن عائشة رضي الله عنها انها قالت كنت اسمع النبي صلى الله عليه وسلم يكثر ان يدعو به يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك قلت اي رسول الله دعوة اراك واسمعك تكثر ان تدعو بها يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك قال ليس من ادمي الا وقلبه بين اصبعين من اصابع الله ان شاء قامة وان شاء ازاغه ثم اورد رحمه الله تعالى حديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت كنت اسمع النبي صلى الله عليه وسلم يكثر ان يدعو به يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك. كان يكثر ان يدعو بهذا الدعاء وهذا الحديث جاء من حديث عائشة ومن حديث ام سلمة ومن حديث عبد الله ابن عمرو ومن حديث النواس ومن حديث غير واحد من اصحاب النبي عليه الصلاة والسلام وتتبعت رواية هذا الحديث رواية رواية لم اجد فيها هذه الزيادة التي هي على السن كثير من الناس يقولون يا مقلب القلوب والابصار ثبت قلبي على دينك هذه الزيادة لا لا وجود لها ولا ينبغي ان نزيد في احاديث النبي عليه الصلاة والسلام اه ما ليس فيها فكثير من الناس تسمعه يقول يا مقلب القلوب والابصار ثبت قلبي على دينك ولعل كثير من الناس اخذها من الاية ونقلب افئدتهم وابصارهم لكن مقام اخر هذا ليس ليس مقام هذا آآ ليس مقام ما يتعلق بهذه الدعوة النبوية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم. الحاصل ان انه لا ينبغي ان يزيد المرء. نقول كما قال كما كان يقول نبينا عليه الصلاة والسلام يا مقلب القلوب لا نزيد كلمة الابصار لا نزيد كلمة الابصار قالت كان يكثر ان يدعو به يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك. يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك عائشة رضي الله عنها سمعت ويكثر من هذه الدعوة فتولد عندها السؤال قالت يا رسول الله دعوة اراك تكثر ان تدعو بها يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك قالت ذلك متسائلة يعني عن وجه هذا الاكثار من هذه الدعوة وجه هذا الاكثار من هذه الدعوة فقال عليه الصلاة والسلام ليس من ادم الا وقلبه بين اصبعين من اصابع من اصابع الله وهذا مثل الحديث الذي قبله فيه اثبات الاصابع لله على ما يليق بجلاله وكماله ان شاء اقامه وان شاء ازاغه ان شاء اقامه اي على الدين والطاعة والعبادة وان شاء زاغ واذا كان الامر كذلك وهو كذلك فالواجب على المرء ان يكثر من دعاء الله سبحانه وتعالى ان ان يثبت قلبه على الدين قلوب العباد بين اصبعين من اصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء ان شاء اقام وان شاء زاغ اذا ينبغي ان يلجأ العبد لجوءا صادقا الى الله سبحانه وتعالى مكثرا ملحا على الله سبحانه وتعالى ان يثبت قلبه على هذا الدين وان يقيمه على الطاعة طاعة الله سبحانه وتعالى نعم قال اخبرنا محمد بن حاتم قال حدثنا حبان قال اخبرنا عبد الله عن عبدالرحمن بن يزيد بن جابر قال سمعت بشرى بن عبيد الله يقول سمعت ابا ادريس الخولاني يقول قل سمعت النواس بن سمعان الكلابي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من قلب الا بين اصبعين من اصابع الرحمن انشاء قام وان شاء ازاغه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك والميزان بيد الرحمن يرفع اقواما ويخفض ويخفض اخرين الى يوم القيامة ثم اورد رحمه الله تعالى حديث النواس ابن سمعان رضي الله عنه وهو بمعنى حديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها وقوله في تمام الحديث والميزان بيد الرحمن يرفع اقواما يخفض اخرين الى يوم القيامة هذا مفسر لحديث ابي هريرة وانتبهوا لهذه الفائدة هذا مفسر لحديث ابي هريرة المتقدم قال بيده الاخرى الميزان يخفض ويرفع بيد الاخرى الميزان يخفض ويرفع يفسره ما جاء في هذا الحديث اه قوله والميزان بيد الرحمن يرفع اقواما ويخفظ اخرين الى يوم القيامة اي ان احكام الله سبحانه وتعالى النازلة على العباد خفظا ورفعا عزا وذلا اه قبظا وبسطا اه اه الى غير ذلك هذه كلها بميزان وعدل كلها بميزان وعدل لا يظلم الله سبحانه وتعالى الناس شيئا. فهذه فائدة ثمينة. هذا الحديث مفسر للحديث الاول نعم قال اخبرنا محمد الحديث تقدم معنا من حديث ام سلمة تذكروننا بالرقم تقدم معنا من حديث ام سلمة كم رقمه ها هما مراض ان قضية القلوب مر ابن عمر كان صلى الله عليه وسلم يكثر من قوله ومقلب القلوب ايوه وين حديث خمسة وخمسين حديث ام سلمة من مر بهذا كذلك طيب نعم قال اخبرنا محمد بن حاتم قال اخبرنا سويد قال اخبرنا عبد الله عن حيوا بن شريح قال اخبرني ابو هاني الخولاني انه سمع ابا عبدالرحمن الحبلي يقول سمعت عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان قلوب بني ادم بين اصبعين من اصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه كيف يشاء ثم يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا الى طاعتك. نعم وهذا بمعنى ما قبله حديث عبد الله بن عمرو وبمعنى ما قبله قوله اللهم مصرف القلوب سبق ما يبينه ان كل اه ان قلوب العباد بين اصبعين من اصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه كيف يشاء يصرفه طاعة وعبادة وايمانا وتوحيدا او غير ذلك يصرفه سبحانه وتعالى كيف يشاء ثم يقول اي على اثر ذلك اللهم القلوب صرف قلوبنا الى طاعتك واللفظ الاول فيما يظهر والله اعلم هو الذي كان يكثر منه النبي صلى الله عليه وسلم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك هذا ثابت وهذا ثابت لكن لفظ الاول هو الذي والله تعالى اعلم كان يكثر منه صلوات الله وسلامه عليه كما هو ظاهر الاحاديث التي وردت في الباب نعم قال اخبرنا عمران بن بكار قال حدثنا علي ابن عياش قال حدثني شعيب قال حدثني ابو الزناد مما حدثه عبدالرحمن الاعرج مما ذكر انه سمع ابا هريرة رضي الله عنه يحدث به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال وقال تحاجت الجنة والنار فقالت النار اوثرت بالمتكبرين والمتجبرين وقالت الجنة ما لي لا يدخلني الا ضعفاء الناس وسقاطهم وعجزتهم فقال الله تبارك وتعالى للجنة انما انت رحمة يعني ارحم بك من اشاء من عبادي وقال للنار انما انت عذاب اعذب بك من اشاء ولكل واحدة منكما ملؤها فاما النار فلا تمتلئ حتى يضع الرحمن عز وجل فيها قدمه فيقول اقط تقول قط قط فهنالك تمتلئ ويزوى بعضها الى بعض واما الجنة فلا يظلم الله من خلقه احدا هذا ايضا مر ولا ما مر مر متعلق على العموم يؤجل الكلام عليه ان شاء الله الى اللقاء القادم نسأل الله عز وجل ان ينفعنا اجمعين وان يوفقنا لكل خير وان يهدينا اليه صراطا مستقيما انه تبارك وتعالى سميع قريب مجيب