نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام الحافظ ابو عبدالرحمن النسائي رحمه الله تعالى في كتاب النعوت قال اخبرنا عمران بن بكار قال حدثنا علي ابن عياش قال حدثني شعيب قال حدثني ابو الزناد مما حدثه عبدالرحمن الاعرج مما ذكر انه سمع ابا هريرة رضي الله عنه يحدث به عن رسول الله الله عليه وسلم انه قال وقال تحاجت الجنة والنار فقالت النار اوثرت بالمتكبرين والمتجبرين وقالت الجنة ما لي لا يدخلني الا ضعفاء الناس وسقاطهم وعجزتهم فقال الله تبارك وتعالى للجنة انما انت رحمة يعني ارحم بك من اشاء من عبادي وقال للنار انما انت عذاب اعذب بك من اشاء ولكل واحدة منكما ملؤها فاما النار فلا تمتلئ حتى يضع الرحمن عز وجل فيها قدمه فيقول اقط تقول قط قط فهنالك تمتلئ ويزوى بعضها الى بعض واما الجنة فلا يظلم الله من خلقه احدا بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم فقهنا في الدين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما اللهم واصلح لنا شأننا كله. اللهم لا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد هذا الحديث حديث ابي هريرة رضي الله عنه فيه ذكر هذه المحاجة تحاجت الجنة والنار وهذا التحاج الذي كان من الجنة والنار هو تحاج حقيقي حصل من كل منهما بلسان المقال حقيقة هذه تكلمت وهذه تكلمت انطقهما سبحانه وتعالى بالكلام الذي انطق كل شيء جل في علاه ومثل هذه الاخبار لا يدخل او لا يدخل المرء عقله فيها باعتراظ ولا يدخل ايظا فكره بكيف فالله لا يعجزه شيء فالجنة تكلمت بهذا الكلام الذي ذكره النبي عليه الصلاة والسلام والنار ايضا تكلمت بهذا الكلام الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم قال تحاجت الجنة والنار تحاجت الجنة والنار وهذا التحاج الذي كان منهما عائد الى ما وعد الله سبحانه وتعالى به كلا من الجنة والنار بان يملأهما من الجنة والناس فالله وعد الجنة بان يملأها من الجنة والناس بعد ان خلقها سبحانه وتعالى والنار ايضا وعدها بذلك كما قال الله في القرآن لاملأن جهنم من الجنة والناس اجمعين فوعد هذه ان يملأها ووعد هذه ان يملأها فتحاجت الجنة والنار بما تملأ به من الجنة والناس فحاجت الجنة والنار كل منهما بما تملى به من الجنة والناس فقالت النار اوثرت بالمتكبرين والمتجبرين اوثرت بالمتكبرين والمتجبرين هذا الذي اوثرت به هو في في الغالب الاعم هذا الذي اوثرت به في الغالب الاعم والا النار ايضا يدخلها من ظعفت الناس وسقاطهم ايضا ومن لا يؤبى به لكنه كافر من اهل النار ليس من اهل التجبر في الارض والتكبر لكنه كافر بالله سبحانه وتعالى فاذا هذا الذي اوثرت به وفي الغالب والا النار يدخلها ايضا الضعفاء. فقال الضعفاء للذين استكبروا انا كنا لكم تبعا فهل انتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء هذا هذا الذي حصل او هذا الذي ذكره الله سبحانه وتعالى ان ان النار اوثرت به هذا في الغالب هذا في الغالب اوثرت بالمتكبرين والمتجبرين يعني اهل التكبر اه التجبر والتعالي على عباد الله سبحانه وتعالى فالغالب ان اهل النار من اهل هذا الوصف لكن فيها ايضا يدخلها ضعفاء يدخلها من سقاط الناس من لا يؤبى به. لكنه كافر لا يعبد الله او زنديق او ملحد او لكنه من سقاط الناس فيدخل النار بكفره ويبقى فيها مخلدا آآ ابد الاباد قال وقالت الجنة ما لي لا يدخلني الا ضعفاء الناس وسقاطهم وعجزتهم آآ الضعفاء والعجزة معروف معناهما لكن السقاط يعني من لا يؤبه به من الناس مثل ما يقال سقط المتاع سقط المتاع هو ما لا يؤبه به من المتاع ما ليس له قيمة من المتاع فسقاط الناس يعني هو من لا آآ من لا يؤبه به ان دخل او خرج او اتى او ذهب ما يؤبه به فتقول الجنة اوثرت او مالي لا يدخلني الا ضعفاء الناس وسقاطهم وعجزتهم هذا ايضا في الغالب والا الجنة يدخلها من الاغنياء واهل المكانة واهل الرئاسة واهل الفضل من اكرمهم الله سبحانه وتعالى بحفظ دينهم لم تضيعهم رئاستهم او اموالهم او تجارتهم او جاهم عن الدين الذي خلقهم الله سبحانه وتعالى لاجله ولهذا يكونون من اهل الثراء ولكنهم محافظين على مثل ما قال الصحابة ذهب اهل الدثور بالاجور فيه من اهل الدثور واهل المال من هو محافظ على الاجور وتحصيلها واغتنامها لكن هذا الذي هنا قول الجنة ما لي لا يدخلني الا ضعفاء الناس وسقاطهم وعجزتهم اي في الغالب. مثل ما تقدم معنا فيما يتعلق بان وايضا السياق واضح ان هذا التحاج الذي كان بين الجنة والنار هو التحاج الى الله سبحانه وتعالى الذي وعد كلا منهما بالملئ وعد هذه ان يملأها وعد هذه ان يملأها فقالت النار اه اوثرت بكذا وقالت الجنة ما لي لا يدخلني الا كذا. ما لي لا يدخلني الا كذا فقال الله تبارك وتعالى للجنة انما انت رحمة يعني ارحم بك من اشاء من عبادي. وفي بعض الفاظ الحديث انت رحمتي انت رحمتي ارحم بك من اسام عبادي واضافة الرحمة هنا والمعني بها الجنة اي اثر الرحمة التي هي صفة الله سبحانه وتعالى فالجنة رحمة الله لانها اثر من اثار صفة الرحمة التي هي من اوصاف ربنا سبحانه وتعالى فالجنة رحمة الله يرحم بها من من من شاء من عباده ولهذا كل من يكرمهم الله سبحانه وتعالى بدخول الجنة جعلنا الله اجمعين منهم كل من يدخلهم الله بدخول الجنة قد تغمدهم الله برحمته تغمدهم الله برحمته فالجنة رحمة الله الجنة رحمة الله قال اانتي رحمتي ارحم بك من اشاء من عبادي وهنا من اشاء من عبادي فيه ان الجنة دار لاهل الاجتبا والاصطفاء من يجتبيهم الله سبحانه وتعالى ويصطفيهم لدار كرامته ما كل احد يصلح لهذه الجنة وانما اهلها من يصطفيهم ويجتبيهم سبحانه وتعالى ولهذا قال من اشاء من عبادي اي فاجتبيهم واستظيهم فيكون من اهل الجنة مثل ما قال الله ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ثم قال في تمام السياق جنات عدن يدخلونها فيدخلها من اصطفاهم الله سبحانه وتعالى واجتباهم كما هو واضح هنا في قوله من اشاء من عبادي وقال للنار انما انت عذاب اعذب بك من اشاء اعذب بك من اشاء فالنار جعلها الله سبحانه وتعالى دار للنقمة العذاب يعذب بها من من شاء من عباده فهي دار دار انتقام دار سخط دار عقوبة يعذب بها من شاء من من عباده ممن اه كفروا بالله وآآ اعرضوا عن عن دين الله سبحانه وتعالى تكبروا على شرع الله. ولهذا قال الله والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى فيموت ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور قال ولكل واحدة منكما ملؤها يعني من الجن والناس كل واحدة منكم ملؤها مثل ما قال الله لاملأن جهنم من الجنة والناس اجمعين لكل واحدة منكم ملؤها قال فاما النار لا تمتلئ معنى لا تمتلئ اي انها واسعة جدا النار واسعة وسعتها عمق الى الاسفل والعياذ بالله ودركات دركات من تحتها دركات ولهذا قال الله عن المنافقين في الدرك الاسفل من النار وقد ذكر عليه الصلاة والسلام خبر حجر القي في النار فما بلغ سفير النار ما بلغ سفير النار الا بعد سبعين سنة وهو في هوي ولم يبلغ قعرها لم يبلغ اسفلها القي القي فلم يبلغ اسفلها الا بعد سبعين سنة وهو يهوي حتى بلغ اسفل النار فالنار واسعة وسعتها عمق الى الى اسفل ودركات وكل ما نزل آآ المعذب فيها في دركات اسفل كان العذاب اشد ولهذا اشد ما يكون في عذاب النار الدرك الاسفل منها الدرك الاسفل من النار فهي دركات كما ان الجنة درجات نسأل الله عز وجل الكريم من فضله سبحانه وتعالى وان يعيذنا من عقوبته وسخطه جل في علاه قال فاما النار فلا تمتلئ فلا تمتلئ يعني لا يزال يلقى فيها امة تلو الاخرى وهي تقول هل من مزيد مثل ما في سورة قاف يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد الاستفهام هنا في قوله هل من مزيد؟ في اصح قولي العلماء رحمهم الله تعالى في معنى الاية استفهام بمعنى الطلب استفهام بمعنى قال هل من مزيد استفهام بمعنى الطلب يعني تطلب الزيادة وانها لم تكتفي يلقى فيها ويلقى فيها ويلقى فيها وتسأل هل امتلأت؟ فتقول هل من مزيد؟ اي تطلب الزيادة اي انها لم تمتلئ لم تمتلئ فلا تمتلئ قال حتى يضع الرحمن فيها قدمه. وفي رواية عليها رجله وهذا موضع الشاهد من الاية فيها اثبات هذه الصفة لله سبحانه وتعالى على الوجه اللائق بجلاله وهذه الصفة القدم ومثله اليد والاصابع وغيرها من الصفات انما يكرم الله سبحانه وتعالى باثباتها على ظاهرها كما جاءت على وجه يليق بجلال الله سبحانه وتعالى منشرح الله صدره للحق واما من عمي عن الحق بسبب الاهواء فانه والعياذ بالله يتعاظم ذلك وتأبى الاهواء التي اه دخلت قلبه قبول هذه الاحاديث ولهذا بعض الناس سبحان الله اذا سمع هذه الاحاديث يستنكرها ويجد في صدره وحشة منها والعياذ بالله. ولا تقبلها نفسه. والسبب الهوى الذي قام في القلب الهوى الذي قام في القلب يجد فرقا خوفا نفرة اما من شرح الله صدره للحق مثل ما كان عليه الصحابة ومن اتبعهم باحسان فانه يتلقى ذلك بالقبول ويؤمن بما جاء عن الله وما جاء عن رسول الله على مراد الله على وجه يليق بجلال الله وكماله وعظمته سبحانه وتعالى وعندما تثبت الرجل كما هو كما هو في هذا الحديث لا يفكر الانسان ولا يخطر في باله ما يجده من صفات المخلوقين. فان ربنا جل في علاه اليس كمثله شيء هل تعلم له سمية؟ لا سمية له ولا مثيل فصفاته سبحانه وتعالى تليق بجلاله وكماله وعظمته ويجب ان ان نجير صفات ربنا من التمثيل وان نجير من صفات ربنا من التكييف لا ندخل عقولنا القاصرة في محاولة معرفة كيفية صفات الله فان الكيف مجهول والخائض في التكييف قائض فيما ليس له به علم وقاف ما ليس له به علم والله يقول ولا تقف ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا قال فيقول اي الله بعد ان يضع عليها سبحانه وتعالى قدمه فيقول اقط معنى اقط ايكفيك بعد ان يضع عليها قدمه يقول اقط يعني ايكفيك هذا هو المعنى فتقول قط قط يعني يكفيني يكفيني قال فهنالك تمتلئ ويزوى ويزوى بعضها الى بعض وبهذا يكون الامتلاء عندما يضع عليها سبحانه وتعالى قدمه يزوى بعضها الى بعض يعني اطرافها تنضم بعضها الى بعض فتكون ممتلئة بما فيها. لما زوي بعظها الى الى بعظ تمتلئ بمن فيها من الجن من الجنة والناس اجمعين فهناك تمتلئ ويزوى بعضها الى بعض قال واما الجنة فلا يظلم الله من خلقه احدا. هكذا اللفظ هنا وفي بعظ ايظا مصادر التخريج ولفظه في البخاري ومسلم وهو الاصوب قال ويزوى بعضها الى بعض ولا يظلم الله من خلقه احدا ويزوى بعضها الى بعض ولا يظلم الله من خلقه احدا. فقوله لا يظلم الله من خلق احد ليس متعلق بالجنة وانما متعلق بالنار فلا يظلم احدا لانها دار عذاب فلا يدخل فيها احدا لا يدخل فيها الا اهلها المستحقين لهذا العذاب ولما كانت لا تمتلئ بهم لم يدخل احدا لانه لا يظلم احدا لا لانها دار عذاب فلا يدخل احدا آآ لم يكن منه ما يوجب هذا هذا العذاب قال ولا يظلم الله من خلق احدا اي فيدخله النار ليملأهم بها لانها دار عذاب لانها دار عذاب فلا ينشئ او يوجد خلقا يدخلهم في النار لتمتلئ بهم لا يظلم الله احدا. فاذا قولا لا يظلم الله من في احدا هذا متعلق بالنار لانها دار دار العذاب. تتمة الحديث في الصحيحين قال واما الجنة فان الله ينشئ لها خلقا واما الجنة لانها دار فظله وانعامه واكرامه سبحانه فينشئ الله لها خلقا فيملأ بهما الجنة يملأ بهما فظل من من الجنة واخر من يدخل الجنة قبل ان يحصل هذا المال اخر من يدخل الجنة يعطيه الله سبحانه وتعالى مثل الدنيا وعشرة امثالها ومع ذلك ايضا بعد الدخول لا لا تمتلئ لا تمتلئ لا يزال فيها فظل فينشئ الله خلقا يدخلهم الجنة لانها دار فظل فاذا قوله في آآ قوله في آآ هنا واما الجنة فلا يظلم الله من خلقه الصواب ان لا يظلم هذه متعلقة بالنار وتتمة الحديث واما الجنة فان الله ينشئ لها خلقا. اللهم انا نسألك الجنة وما قرب اليها من قول او عمل ونعوذ بك من النار وما قرب اليها من قول او عمل نعم قال اخبرنا محمد بن عبيد بن محمد قال حدثنا علي بن مسهر عن الاعمش عن ابراهيم التيمي عن الحارث بن سويد عن عبدالله رضي الله عنه انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لله افرح بتوبة عبده من رجل ضلت له راحلته بدوية مهلكة عليها طعامه وشرابه فطلبها حتى اذا بلغ الجهد قال ارجع موضع رحلي فاموت فيه فرجع فقام فاذا راحلته عند رأسه عليها طعامه وشرابه قال يا اخوان احمد بن حرب قال حدثنا ابو معاوية عن الاعمش عن عمارة عن الحارث بن سويد والاسود قال حدثنا عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لله افرح بتوبة احدكم من رجل خرج بارض دوية مهلكة ومعه راحلته عليها طعامه وزاده. وما يصلحه فاضلها فخرج في طلبها حتى ادركه الموت قال ارجع الى مكاني الذي اظللتها فيه فاموت فرجع الى مكانه فغلبته عيناه فاستيقظ واذا راحلته عند رأسه عليها طعامه وشرابه هو زاده وما يصلحه قال اخبرنا محمد بن عبيد بن محمد قال حدثنا ابو معاوية عن الاعمش عن عمارة ابن عمير عن الحارث ابن تريد عن عبدالله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله الا الى قوله وشرابه ولم يذكر ما بعده ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لله افرح بتوبة عبده من رجل ظلت له راحلته بدوية مهلكة هذا هذا الحديث العظيم وهو حديث مستفيض روي عن النبي صلى الله عليه وسلم عن غير واحد من الصحابة وهو حديث عظيم جليل القدر فيه اثبات صفة الفرح لله سبحانه وتعالى وهو فرح يليق بربنا القول فيه كالقول في سائر الصفات كالقول في المحبة والغضب والارادة وغير ذلك من صفات ربنا سبحانه وتعالى وقاعدة اهل السنة واحدة في الصفات لا اضطراب فيها يثبتون الجميع لله على وجه يليق بجلال ربنا وكماله على حد قول الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير فالله سبحانه وتعالى كما اخبر اه كما اخبر نبينا نبينا صلى الله عليه وسلم يفرح وهذا الفرح الثابت لله فرح يليق بجلاله وما يكون في فرح المخلوق من لوازم هذه هذه لوازم فرح المخلوق والله منزه عن المثيل والشبيه والنظير سبحانه وتعالى قال لله افرح بتوبة عبده فيه فرح الله فرح الله سبحانه وتعالى بتوبة التائبين فرح الله بتوبة التائبين من هم التائبون من هم التائبون الذين يفرح سبحانه وتعالى بتوبتهم سبحان الله تأمل في هذا من هم التائبون؟ ماذا صنعوا التائبون منهم من هو كافر ومنهم منهم ملحد ومنهم من هو الزنديق منهم من كان يسب الله منهم من يعادي اولياء الله منهم من يقوم بامور عظيمة تسخط الله سبحانه وتعالى ايا كان التائب من تاب تاب الله عليه وفرح بتوبته ايا كان سبحان الله من تاب تاب الله عليه وفرح بتوبته ايا كانت تائه يفرح الله سبحانه وتعالى بتوبة التائبين. مع انه غني عن توبة كل الناس وجميع العالمين توبة التائب ما تنفع الله ولا تزيد في ملكه وليس فرح الله سبحانه وتعالى آآ بتوبة التائب عن حاجة للتوبة او انها تنفع التوبة تعالى الله وتقدس غني عن العباد وعن طاعاتهم وعن عباداتهم وعن صيامهم وعن دعائهم وعن توبتهم وعن جميع اعمالهم. يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد لكن هذا الفرح فرح كرم هذا الفرح فرح الله سبحانه وتعالى هذا فرح وكرم من الله سبحانه وتعالى. وفرح انعام وفضل عن غنى فرح عن غنى الانسان عندما يفرح بشيء يحصله متاع يفرح به لحاجته اليه ولرغبته فيه لطمعه في تحصيله اما الله غني عن عن العالمين يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على اتقى قلب رجل منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا ولو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على افجر قلب رجل منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا فهو لا تنفعه طاعة من اطاعه سبحانه وتعالى ولا تضروا معصية من عصى. من اهتدى فانما يهتدي لنفسه. من تاب فانما يتوب لنفسه. هو المنتفع بذلك. لكن مع ذلك مع ذلك الله جل في علاه يفرح بتوبة التائب الله جل في علاه يفرح بتوبة التائب. ثم ما هو هذا الفرح ما هو هذا الفرح؟ وما قدره الذي يكون من الله بتوبة التائب تصور اعظم فرح يقدر في الدنيا حاول تستجلب حاول تستجلب في ذهنك امثلة لاعظم فرح يقدر في الدنيا كيف يكون النبي عليه الصلاة والسلام اعطانا المثال الواضح باعظم فرح يقدر في الدنيا. تصور رجل في صحراء خالية لا عشب ولا نبات ولا ماء ولا ناس ولا شيء ومعه دابته وفيها المتاع فيها الماء وفيها الطعام وفيها الشراب واظل دابته ضيعها في هذه الصحراء بحث هنا وهناك عن دابته فما وجده ورأى ان يرجع الى المكان الذي فقدها فيه ويستظل تحت ظل شجرة ينتظر الموت ما عنده حل اخر ينتظر الموت وبينما هو في هذا المكان فتح عينيه واذا بخطام الناقة عند رأسه وقد اي ايس ان يجدها وبقي لا ينتظر الا الموت في هذا المكان واذا بالخطام امام امام رأسه عادت الحياة من جديد وامسك بخطام الناقة جاء في بعض الروايات للحديث من في مسلم من حديث انس قال النبي صلى الله عليه وسلم فقال لما امسك بالخطام خطام الناقة اللهم انت عبدي وانا ربك. اخطأ من شدة الفرح اخطأ من شدة الفراغ قال اللهم انت عبدي وانا ربك اخطأ يبي يقول اللهم انت ربي وانا عبدك لكن من شدة فرحه اخطأ هذا الفرح ماذا تأملوه جيدا هذا اعظم فرح يتصور هذا اعظم فرح يتصور ولهذا ايضا جاء في حديث يروى لكن اسناده ضعيف قال لالله اشد فرحا توبة عبده من العقيم بالولد ومن الضال بالدابة ومن الظمآن بالماء هذه هذه الاشياء هي اشد ما يتصور من فرح الناس اشد ما يتصور ورب العالمين سبحانه وتعالى فرح بتوبة التائبين اشد من هذا الفرح الذي اه الذي هو اشد فرحا يتصور فيه في الناس قال يقول لله افرح بتوبة عبده من رجل ظلت له راحلته بدوية مهلكة دوية اي مفازة صحراء احلام ما فيها شيء لا ماء ولا زرع دوية يعني مفازا من الارض صحراء وبدوية مهلكة عليها طعامه وشرابه فطلبها حتى اذا بلغ الجهد تعب من الطلب والبحث ما وجدها قال ارجع موضع رحلي يعني الذي فقدته فيه فاموت فيه ما بقي له الا هذا الخيار فاموت فيه فرجع فقام فاذا راحلته عند رأسه عليها طعامه وشرابه ايضا الطعام باقي والشراب باقي ورائحته عند رأسه استحضر هذه الصورة جيدا كم يكون فرح هذا الرجل استحضرها حاول ان تحظرها في ذهنك جيدا عش كما يقولون مع هذا الحدث انظر في حال هذا الرجل كم كم هو هذا الفرح؟ قال لله اشد فرحا بهذا ولهذا زاد مسلم في الرواية والحديث هذا من حديث الحارث اي من حديث عبد الله اه مسعود هو في مسلم ايضا زاد فيه فالله اشد فرحا بتوبة العبد المؤمن من هذا براحلته وزاده فالله اشد فرحا بتوبة العبد المؤمن من هذا براحلته وزاده فهذا فيه اثبات الفرح صفة لله سبحانه وتعالى وان ربنا جل في علاه يحب التوابين يحب التوابين يحب من عباده ان ان يتوبوا الى الله سبحانه مهما كانت الذنوب مهما كانت الجرائم ولهذا مع هذا الحديث والنصوص الاخرى الواردة في هذا الباب لا يجوز لاحد ان يقنط عباد الله مهما كانت ذنوبهم مهما كانت جرائمهم قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا. انه هو الغفور الرحيم. ولهذا ما يقنطون بل يقال لهم توبوا الى الله مهما كانت ذنوبهم فان الله يقبل توبتكم بل يفرح بتوبتكم سبحانه وتعالى مع غناه مع غناه عن توبة التائبين ونسأل الله الكريم ان يتوب علينا وان يغفر لنا وان يصلح لنا شأننا كله انه تبارك وتعالى سميع قريب مجيب