نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام الحافظ ابو عبدالرحمن انسائي رحمه الله تعالى في كتاب النعوت الحب والكراهية قال اخبرنا قتيبة ابن سعيد قال حدثنا المغيرة عن ابي الزناد قال واخبرنا محمد بن سلمة قال حدثنا ابن القاسم عن مالك قال حدثني ابو الزناد عن الاعرج عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تبارك وتعالى اذا احب عبدي لقائي احببت لقاءه واذا كره لقائي كرهت لقاءه بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد قال المصنف الامام النسائي رحمه الله تعالى ابو عبدالرحمن قال رحمه الله تعالى الحب والكراهية. الحب والكراهية هذه الترجمة فيها اثبات لهاتين الصفتين من صفات ربنا تبارك وتعالى الفعلية فان ربنا عز وجل يحب ويكره وقد جاء في النصوص النصوص كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ما يدل على ثبوت ذلك وصفا لله جل في علاه فهو يحب انبيائه ويحب اولياءه ويحب الصالحين من عباده يحب التوابين ويحب المتطهرين يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كانهم بنيان مرصوص يحب المتقربين اليه الطالبين رضاه سبحانه وتعالى وايضا يحب الدين الذي امره امرهم به وشرعه لهم ودعاهم للقيام به ولا يرظى سبحانه وتعالى دينا سواه فالله عز وجل موصوف بالمحبة وايضا يوصف بالكراهية. يكره الكفار والملحدين والزنادقة واعداء الدين ويكره الاعمال القبيحة الكبائر العظيمة والذنوب يكره سبحانه وتعالى ذلك فهو يحب اولياءه ويكرهوا اعدائه. يحب الطاعات والعبادات والقربات ويكره المعاصي والكبائر والموبقات والمسلم ينبغي ان يكون معتقدا ذلك مؤمنا به في ضوء ما دلت عليه نصوص الكتاب والسنة حتى يثمر فيه هذا العلم سعيا في العمل بما ينال به محبة الله له وايضا مجانبة للاعمال التي ينال بها المرء كراهية الله له فان المرء اذا عرف ان ربه سبحانه وتعالى يحب ويكره ينظر فيما يحبه الله ومن يحبهم الله في حب من يحبهم الله ويحب ما يحبه الله ولهذا جاء في الدعاء المأثور عن نبينا عليه الصلاة والسلام اللهم اني اسألك حبك وحب من يحبك وحب العمل الذي يقربني الى حبك وهذه ثمرة ثمرة من ايمان العبد بهذا الوصف ان الله يحب ويكره فاذا امن العبد بان ربه سبحانه وتعالى يحب ينظر في الذي يحبه الله من الاشخاص والاعمال فيكون حبه اي العبد في ضوء ذلك ولهذا جاء في الحديث اوثق عرى الايمان الحب في الله والبغض في الله تحب المرء لا تحبه الا لله وتبغضه لا تبغضه الا لله. هذا اوثق وراء الايمان واعظم ما يستكمل به الايمان كما قال في الحديث الاخر صلوات الله والسلام عليه من احب لله وابغض لله واعطى لله ومنع لله فقد استكمل الايمان الحاصل هذه من صفات ربنا عز وجل الحب والكراهية وهي صفة ثابتة لله عز وجل دلت الدلائل الكثيرة على ثبوتها صفة لله والواجب بهذه الصفة والقول فيها كالقول في سائر صفات ربنا نمرها كما جاءت ونؤمن بها كما وردت ونجيرها من ان نشبه الله سبحانه وتعالى في شيء من صفاته بصفات المخلوقين فهو يحب ويكره على ما يليق بعظمته فان فان الصفة اذا اظيفت لله عز وجل فانها تختص به ويلزمها الكمال بخلاف الصفة التي اذا بخلاف الصفة اذا اظيفت المخلوق فانها تختص بالمخلوق. ويلزمها النقص تبعا لضعف المخلوق وعجزه ونقصه وما يلزم الصفة باعتبار اضافتها الى المخلوق لا يكون لازما للصفة باعتبار اضافتها الى الخالق ومن قال بذلك وقع في التسبيح والتسبيح كفر بالله فصفات الله سبحانه وتعالى خاصة بالله خاصة بالله جل وعلا تليق جلال الرب وكماله وعظمته سبحانه وتعالى اورد رحمه الله تعالى احاديث تحت هذه الترجمة بدأها بحديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تبارك وتعالى. هذا حديث قدسي قال الله تبارك وتعالى اذا احب عبدي لقائي احببت لقاءه واذا كره لقائي كرهت لقاءه. الشاهد من الحديث للترجمة قول الله عز وجل في هذا الحديث القدسي احببت لقاءه وثم في الاخر قال كرهت لقاءه فهذا اثبات انه يحب ويكره سبحانه وتعالى وفي الحديث من الفقه العظيم في باب الاسماء والصفات ان تتعبد لله بما تقتضيه او ما يقتضيه ايمانك بصفات الله فاذا امنت بان الله عز وجل يحب من يحب لقاء الله ولد في نفسك سعيا وعملا على تحقيق هذا الامر الذي يحبه الله سبحانه وتعالى وهو ان تحب لقاء الله وهو ان تحب لقاء الله سبحانه وتعالى وايضا فيما يتعلق بالكراهية فالحديث فيه شاهد لهذا المعنى وهو التعبد لله سبحانه وتعالى بما تقتضيه اسماؤه سبحانه وتعالى وصفاته من عبوديات لله عز ايضا يفيدك هذا الضرر العظيم يفيدك هذا الضرر العظيم التي الذي تجنيه المدارس القائمة على التأويل لصفات الله كيف انها قد اضرت بالناس وابعدتهم عن تحقيق العبوديات العظيمة لله سبحانه وتعالى التي هي ثمرة من ثمار ايمان العبد باسماء الرب العظيمة وصفاته الجليلة سبحانه وتعالى قال الله اذا احب عبدي لقائي احببت لقاءه اذا احب عبدي لقائي احببت لقاءه واذا كره لقائي كرهت لقاءه سبحان الله هذا الامر هذا الامر له تعلق بصلاح العمل من فساده فالعمل الصالح العظيم الذي يجاهد العبد نفسه على تكميله وتتميمه يثمر محبة في قلب صاحبه للقاء الله لان لان هذا العمل له موعود له موعود عظيم اعده الله سبحانه وتعالى لاولياءه والصالحين من عباده ولهذا تأتيه البشارة صاحب العمل الصالح تأتيه البشارة عند موته بكل خير وسعادة في حب لقاء الله وهو في الموت وهو في الموت يحب لقاء الله سبحانه وتعالى وآآ الاخر والعياذ بالله الاخر والعياذ بالله ايضا في الموت يبشر بالعذاب فيكره لقاء الله خوفا من هذا الذي سيلقاه يوم يلقى الله سبحانه وتعالى فيبشر بالعذاب الملائكة في وقت موته ونزع الروح من جسده يبشرونه بذلك ولهذا جاء في الصحيح من حديث عبادة ابن الصامت آآ رضي الله عن ان النبي صلى الله عليه وسلم لما قال اذا احب العبد لقاء الله احب الله لقاءه واذا كره العبد لقاء الله كره الله لقاءه قالت عائشة يقول عبادة قالت عائشة او بعض ازواج النبي صلى الله عليه وسلم كلنا نكره الموت كلنا نكره الموت خشية وهذا من حرص الصحابة على الخير رظي الله عنهم خشية رظي الله عنها ان يكون الكراهية آآ الموت يتناولها كراهية اللقاء لان اللقاء من بعد الموت لان اللقاء من بعد الموت اعلموا انكم لن تروا ربكم حتى تموتوا فاللي قام بعد الموت قال كلنا نكره الموت كلنا نكره الموت فقال صلوات الله وسلامه عليه ليس ذاك ليس ذاك يعني ليس المراد كراهية لقاء الله كراهية الموت وبين ذلك صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. قال لكنه المؤمن اذا حضره الموت بشر برظوان الله وكرامته اذا حضره الموت بشر برضوان الله وكرامته هذا ثمرة استقامته على طاعة الله. ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون الشر برظوان الله سبحانه وتعالى وكرامته اه اي عند عند موته فليس شيء في تلك الساعة احب اليه مما امامه من لقاء الله سبحانه وتعالى ليس شيء احب اليه مما امامه من اه لقاء الله محبة لقاء الله سبحانه وتعالى هذا في ما يتعلق بالمؤمن قال عليه الصلاة والسلام وان الكافر اذا حضره الموت بشر بالعذاب تأتيه الملائكة في الموت فتبشره بعذاب الله سبحانه وتعالى وعقوبته فليس شيء اكرأ اليه من لقاء الله ليس شيء اكره اليه من لقاء الله سبحانه وتعالى هذا معنى ما جاء في الحديث اذا احب العبد لقاء الله احب الله لقاءه واذا كان يا العبد لقاء الله كره الله لقاءه وهذا الحديث معاشر الكرام حديث عظيم جدا ينبغي على كل مسلم ان يتأمله لانه يتحدث لان هذا الحديث يتحدث عن آآ عن آآ اه هذا الحديث يتحدث عن مرحلة عصيبة جدا للمرء يلقاها وهي مرحلة مغادرة هذه الدنيا انتهاء عمره في هذه الحياة الدنيا الحديث يتحدث عن عن هذه المرحلة هذه المحبة وهذه الكراهية للعبد هي في لحظات الموت كما بين ذلك النبي عليه الصلاة والسلام ولهذا ينبغي على المسلم آآ استرشادا بهذا الحديث العظيم ان يجاهد نفسه مجاهدة عظيمة على ان يستقيم على طاعة الله ويجاهد نفسه على لزوم شرع الله حتى اذا ما جاء الموت يأتيه وهو يبشر بثواب الله سبحانه وتعالى ونعيمها العظيم في حب لقاء الله يحب لقاء الله يموت سبحان الله ويخرج من هذه هذه الحياة الدنيا وهو مستبشر فرح غاية الفرح وهو يغادر هذه الحياة بخلاف الكافر والعياذ بالله المعرض عن دين الله فهذا الحديث من اعظم الاحاديث التي اذا تأملها المؤمن حقا اعطاه حقه من التأمل اعانه على حسن الاستقامة على طاعة الله والمواظبة على عبادته سبحانه وتعالى كما قال الله عز وجل ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن اولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الاخرة ولكم فيها ما تشتهي انفسكم ولكم فيها ما تدعون. من الله علينا اجمعين بذلك نعم قال اخبرنا علي ابن حجر قال اخبرنا اسماعيل عن يونس عن الحسن عن الاسود هو ابن سريع قال وكان شاعرا قال اتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله الا انشدك محامدا حمدت بها ربي فقال اما ان ربك يحب المحامد. وما استزادني على ذلك ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث حديث الاسود ابن سريع رضي الله عنه وكان شاعرا رضي الله عنه فاتى النبي عليه الصلاة والسلام مرة وقال يا رسول الله انا انشدك يعني من السعر محامدا حمدت بها ربي ابيات من الشعر فيها حمد وثناء على الله اه اه صغتها وقلتها شعرا في الثناء على الله سبحانه وتعالى الا اسمعك الا انشدك محامدا حمدت بها ربي هذه المحامد التي حمد بها ربه رضي الله عنه محامد في ابيات صاغها في الحمد والثناء على الله سبحانه وتعالى. فقال النبي عليه الصلاة والسلام اما ان ربك يحب المحامد ما انكر عليه ولهذا اخذ العلماء من ذلك جواز هذا العمل يعني نظم الشعر في الثناء على الله وتمجيد الله وتعظيم الله سبحانه وتعالى وذكره جل وعلا بما هو اهل حمدا وثناء وتعظيما بذكر صفات الكمال ونعوت الجلال والنعم العظيمة التي من الله سبحانه وتعالى بها على على عباده يذكر الله بصفاته يذكر الله بعظمته يذكر الله بجلاله يذكر الله بكبريائه يذكر الله بجماله يعدد صفات الله واسماء يثني على الله سبحانه وتعالى فقال اما ان ربك يحب المحامد يحب المحامد والشعر كلام حسن وحسن وقبيح قبيح فاذا كان الشعر صيغة في الثناء على الله والتمجيد لله آآ بيان عظمة الله سبحانه وتعالى فهذا باب عظيم ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم ما انكر عليه ومن هذا ايضا يستفاد من هذا الحديث يستفاد اه جواز هذا الامر الذي عليه جمع من اهل العلم وهو نظم العقيدة وغيرها من امور الديانة شعرا نظمها في اه اه في في ابيات لان الابيات من فوائدها تسهيل الحفظ ترتيب المعاني وخاصة اذا كان من نظمها يحسن نظم الشعر وسبكه بسلاسة وجودة الحاصل ان ان هذا الشاعر الصحابي رضي الله عنه ذكر للنبي عليه الصلاة والسلام انه حمد الله بمحامد في ابيات نظمها واراد من ان ان ان ينشدها النبي عليه الصلاة والسلام فقال له اما ان ربك يحب المحامد وما استزادني على ذلك لكن ما انكر عليه ما انكر يعني لو كان امرا منكرا لما لما سكت عنه عليه الصلاة والسلام ولهذا اخذ العلما من ذلك جواز هذا الامر جواز هذا الامر الثناء على الله سبحانه وتعالى بما هو آآ بما هو اهله تمجيدا وتعظيما وسبحان الله العظيم اه بعظ الذين فتح عليهم في الشعر فتحا كبيرا جدا وفي الوقت نفسه جنحوا الى طرائق المتصوفة والطرائق الباطلة اه اه وظفوا شعرهم في الغلو في النبي عليه الصلاة والسلام ومدحه بالصفات التي لا تليق الا بالله حتى ان بعض شعر هؤلاء لو ازحت عنه آآ اه لو ازحت عنه آآ ما ما عناه الشاعر او ما قصده الشاعر من مدح للنبي صلى الله عليه وسلم وجعلت به وجعلت مكانه الرب العظيم لكان من احسن المدح والثناء لكنهم جعلوه للمخلوق وهذا هو الشرك والعياذ بالله هذا هو الشرك وهذا الغلو في الدين حتى ان بعضهم في في منظومة مشهورة في مدح النبي عليه الصلاة والسلام افتتح ببيت واحد اثنى فيه على الله ثم المنظومة كلها غلو في النبي كلها غلو في النبي عليه الصلاة بيت واحد في اولها اثنى فيه على الله ثم المنظومة كلها غلو في النبي عليه الصلاة والسلام واعطائه من الصفات ما لا يليق الا بالله سبحانه قال حتى انه قال مخاطبا النبي عليه الصلاة والسلام في ابياته تلك يا اكرم الخلق ما لي من الوذ به سواك عند حلول الحادث العمم وان من جودك يقصد النبي عليه الصلاة والسلام وان من جودك الدنيا وضرتها وان من علومك علم اللوح والقلم لو كان قال في اول هذين البيتين يا خالق الخلق يخاطب رب العالمين ما لي من الوذ به سواك عند حلول الحادث العملي. وان من جودك الدنيا وضرتها وان من علومك علما لو ايها القليل ماذا كان كلامه لكان كلام من اعظم الثناء على الله والتمجيد وآآ الحمد لله سبحانه وتعالى لكن سبحان الله الغلو يعمي ويوقع صاحبه في المهالك والمعاطب يوقع صاحبه ونبينا عليه الصلاة والسلام حذر من ذلك قال لا تطروني كما اطرت النصارى عيسى ابن مريم فانما انا عبد فقولوا عبد الله ورسوله الشاهد من هذا الحديث الذي ساقه المصنف رحمه الله تعالى قول نبينا عليه الصلاة والسلام ان ربك يحب المحامد. ففيه اثبات المحبة صفة لله سبحانه وتعالى نعم قال اخبرنا علي ابن حجر قال اخبرنا اسماعيل عن يونس عن عبدالرحمن ابن ابي بكرة قال قال اشج بني عصر قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ان فيك خلقين يحبهما الله قلت ما هما؟ قال الحلم والحياء قال اقديما كانا او حديثا؟ قال لا بل قديما. قلت الحمد لله الذي جبلني على خلقين اني احبهما الله ثم اورد هذا الحديث حديث عبد الرحمن بن ابي بكرة اه قال قال اشج بني عصر يعني بني ووفد بني عبد قيس وهم في البحرين وهم اول الوفود مجيئا للنبي عليه الصلاة والسلام. ولما اتوه قال مرحبا بالقوم غير خزايا ولا ندامة رحب بهم صلوات الله وسلامه عليه واخبروه ايضا انهم لا يستطيعون الاتيان في كل وقت قالوا انا لا نستطيع ان نأتيك الا في الشهر الحرام. فان بيننا وبينك هذا الحي من كفار مظر فمرنا بقول فصل ندخل به الجنة ونخبر به من وراءنا قال امركم بالايمان بالله اتدرون ما الايمان بالله؟ الى اخر الحديث فهذا الوفد المبارك لما جاءوا الى النبي عليه الصلاة والسلام وفيهم اه اشج بني عبد قيس آآ لما وصلوا وكان الطريق يأخذ اكثر من شهر فهم في غاية الشوق للنبي عليه الصلاة والسلام لما وصلوا الى المدينة تركوا رحالهم وامتعتهم وانطلقوا الى المسجد من الشوق العظيم الذي في في قلوبهم لرؤية النبي عليه الصلاة والسلام وملاقاته والاخذ عنه. الا اشد قيس بقي وعقل الابل ورتب المتاع وهيأ الامور ولبس احسن ثيابه ترك ثياب السفر السفر في ذاك الوقت غبار ولهذا في آآ مجيد جبريل قالوا الصحابة متعجبين رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه اثر السفر العادة من يأتي من السفر اثار السفر ظاهر فهو لم يذهب انتظر وعقل الابل ورتب المتاع وهيأ الامور ولبس احسن ثيابه ثم جاء الى النبي عليه الصلاة والسلام هذي اناة هذه اناة جبله الله سبحانه وتعالى عليها فلما دخل المجلس دخل المسجد على النبي عليه الصلاة والسلام ادناه عليه الصلاة والسلام واجلسه الى جنبه كما جاء في بعض الاحاديث ادناه واجلسه الى جنبه وقال له ان فيك خلقين يحبهما الله ان فيك خلقين يحبهما الله الاناة هذا هذا من اناته الاناة هذا من اناته وفي بعض الروايات الحلم والاناة هنا قال الحلم والحياء الحلم والاناة هذا من اناتهم والرواية المشهورة للحديث الحلم والاناد فهذه انا اناته واضح الفرق بينه وبين بقية الرفقة الذين جاء معهم اناته واضحة جدا اما حلمه ففي المجلس نفسه لما علمهم النبي عليه الصلاة والسلام ارادوا مبايعته قالوا عن عنكم تبايعونني عنكم وعن قومكم قالوا عنا وعن قومنا كلهم قالوا عنا وعن قومنا اشج ابن القيس قال في في ذلك الموقف ليس هناك شيء اشد على المرء من ان ينقل عن دينه ليس سيء اشد على المرء من ان ينقل عن دينه فنحن ندعوهم الى الاسلام نحن ندعوهم الى الى الاسلام هذا من من حلمه عقله لانه قال عنكم وعن قومكم هم الان يملكون انفسهم دخلوا في الدين لكن قومهم هل يقبلون او لا يقبلون؟ هو فكر في هذه القضية قال ليس شيء اشد على المرء من اه من ان ينقل عن دينه لكن لكن نبايعهم عن على الاسلام فان قبلوا والا قاتلناهم فان قبلوا والا قاتلناهم او كما جاء في الحديث فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ان فيك خلقين يحبهما الله ورسوله الحلم والاناة فقال رضي الله عنه اقديما كان او حديثا فقديما او حديثا؟ هذا فيه ان هذه الاخلاق منها وكله وكله بفضل الله سبحانه وتعالى على العبد منها ما هو مكتسب بالمجاهدة مجاهدة للنفس يعني مثل ما قال عليه الصلاة والسلام انما الحلم نعم انما الحلم بالتحلم وانما العلم بالتعلم ومن يتحرى الخير يعطى. يعني بعض الناس قد يكون ليس حليما لكنه يروض نفسه ويمرنها يجاهدها حتى يصبح حليما فيكون اه الحلم الذي عنده مكتسب ومن الناس من جبله الله على ذلك وهذا معنى قديما يعني جبله الله سبحانه وتعالى على ذلك. قال اقديما كان او حديثا قال بل قديما يعني الله جبلك على على هذين الخلقين قال رضي الله عنه الحمد لله الذي جبلني على خلقين يحبهما الله الحمد لله الذي جبلني على خلقين رد الفضل للمنعم سبحانه وتعالى وحمد الله سبحانه وتعالى على هذه النعمة انجبها على هذين الخلقين العظيمين الفاضلين الحلم والاناة. الشاهد من الحديث اثبات المحبة صفة لله في قوله يحبوه الله وهذا فيه ان الله يحب اعمال البر واعمال الصلاح واعمال التقوى والخلق الكريم وهذا ايضا يفيدنا ان معرفة الانسان ربه بذلك يدفعه الى فعل ما يحبه الله ومجاهدة نفسه على التحلي بذلك ليفوز بمحبة الله له. نعم قال رحمه الله تعالى الحب والبغظ قال يا اخواننا قتيبة بن سعيد قال حدثنا يعقوب عن سهيل عن ابيه عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا احب الله عبدا دعا جبريل فقال اني احببت فلانا فاحبوه فيحبه جبريل ثم ينادي جبريل اهل السماء ان الله يحب فلانا فيحبوه ثم يضع له القبول في الارض وفي البغض مثل ذلك قال رحمه الله تعالى الحب والبغض يعني اثبات هاتين الصفتين لله انه سبحانه وتعالى يحب ويبغض وتقدم الحب في الترجمة التي قبله والبغض هو بمعنى الكراهية ومثله ايضا المقت. فهي معاني متقاربة جدا والمقت هو اشد الكراهية كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون فالمقت اشد اشد الكراهية فهذه كلها صفات ثابتة آآ لله سبحانه وتعالى اورد هذا الحديث حديث سهيل بن ابي صالح عن ابيه عن ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا احب الله عبدا اذا احب الله عبدا دعا جبريل فقال اني احببت فلانا فاحبه اني احببت فلانا فاحبه فيحبه جبريل ثم ينادي جبريل اهل السماء ان الله يحب فلانا يحبوه ثم يضع له القبول في الارض ومثله ايظا اه اه من يبغضه الله ينادي جبريل اني ابغض فلانا فابغضه فيبغضه جبريل ثم ينادي في اهل السماوات ان الله يبغضه لنا فابغضوه فيبغض فيبغضه اهل السماء ثم اه يطرح له الكراهية في اه في اهل الارض فهذا الحديث فيه اثبات المحبة والبغض. يحب سبحانه وتعالى ويبغض يحب الصالحين المتقين المؤمنين ويحب من هم سبحانه وتعالى من هم بخلاف ذلك قال اذا احب الله عبدا اذا احب الله عبدا هذا هذه المحبة محبة الله للعبد هي ثمرة ايمان العبد وتوحيده وطاعته واستقامته على طاعة الله ولهذا قال الله قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله فمحبة الله للعبد هي ثمرة طاعة العبد لله وتقربه له واتباعه نبيه الكريم صلوات الله وسلامه عليه. اذا احب الله عبدا دعا جبريل فقال اني اه اني احببت فلانا فاحبوه في نادي جبريل يحبه جبريل وينادي اهل السماء يعني الملائكة ان الله يحب فلانا فيحبه اي اهل السماء ثم يضع الله له القبول في الارض فيكون محبوبا بين عباده وهذا هو معنى ما جاء في اواخر سورة مريم ان الذين امنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا هذا الحديث يورده المفسرون هذا الحديث حديث ابي هريرة يورد المفسرون تحت هذه الاية لانه مفسر لها ان الذين امنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا اي مودة في قلوب الخلق مودة في قلوب الخلق وهذه المودة هي ثمرة الايمان الصادق والطاعة لله سبحانه وتعالى ولهذا يذكر آآ الحسن البصري رحمه الله ومن علماء التابعين يذكر قصة ومثل هذه القصص يعني يستفاد منها في حدود معينة ان رجلا قال لافعلن اعمالا يحبني الناس من اجلها لافعلن اعمالا يحبني الناس من اجلها يعني ما كان قصده الا الناس ليس قصده آآ نيل ما عند الله سبحانه وتعالى وانما قصده الناس وثناء الناس ومدح الناس فكان يلازم المسجد والصلاة دخولا من اولهم وخروجا من اخرهم وعبادة فكان بعض الناس يقول انظروا الى هذا المرائي كانوا يقولون انظروا الى هذا المرائي فالذي كان يؤمله بصنيعه ما حصله ثم غير نيته غير نيته وجعل هذا العمل لله سبحانه وتعالى فجعل الله له قبولا جعل الله له قبولا ومحبة فهنا حقيقة ينبغي ان ان ننتبه للمعنى المستفاد من الاية ومن الحديث الاية الله قال سيجعل سيجعل لهم الرحمن ودا يجعل انتبه لها وهنا في الحديث قال يضع له القبول يجعل ويظع هذا بيد الله القبول والمحبة التي ينشرها الله سبحانه وتعالى لعبده بين الناس هذا بجعل الله وبوظعه ومنه سبحانه وتعالى وهو ثمرة صدق العبد مع الله وايمانا بالله ليس شيئا يتكلفه العبد للناس طلبا لثنائهم طلبا لمدحهم طلبا الشهرة بينهم الى غير ذلك هذا بعيد عن ذلك كل البعد فقوله سيجعل لهم الرحمن ودا وهنا قوله يضع الله له القبول في في آآ في الارض هذا يدل على ان هذه المحبة التي يجعلها الله سبحانه وتعالى لاولياءه والمقربين عنده هي شيء هو الذي يتفضل به فيجعل قلوب العبد العباد تميل اليه محبة وتوقيرا معرفة بقدره ومكانته والامام مسلم رحمه الله اورد مع هذا الحديث قصة اه لسهيل بن ابي صالح كان مع ابيه في الحج فرأى عمر ابن عبد العزيز ورأى محبة الناس له فقال يا فقال يا ابتي قال يا ابتي اني لارى الله يحب عمر بن عبد العزيز قال وما وما ذاك؟ قال لمحبة الخلق له فاورد له والده هذا الحديث حدثه بهذا الحديث عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم اذا احب الله عبده نادى جبريل اني احب فلانا فاحبوه فيحبه اهل السماء ثم يضع الله له القبول في الارض ثم يضع الله له القبول في الارض اللهم انا نسألك حبك وحب من يحبك والعمل الذي يقربنا الى حبك. اللهم اتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات انك غفور رحيم