نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام الحافظ ابو عبدالرحمن النسائي رحمه الله تعالى في كتاب النعوت المعافاة والعقوبة قال اخبرنا محمد بن عبدالله بن المبارك قال حدثنا سليمان بن حرب وهشام ابن عبد الملك قال حدثنا حماد قال واخبرنا اسحاق بن منصور قال حدثنا ابو الوليد قال حدثنا حماد عن هشام بن عمرو عن عبدالرحمن بن حارث عن علي رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في اخر وتره اعوذ وقال محمد اللهم اني اعوذ برضاك من سخطك واعوذ بمعافاتك من عقوبتك واعوذ بك منك لا احصي ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد قال المصنف الامام النسائي رحمه الله تعالى قال المعافاة والعقوبة اي اثبات هذين الفعلين لله عز وجل من افعاله الداخلة في عموم مشيئته سبحانه وتعالى وانه يفعل ما يشاء جل وعلا يعز ويذل يخفض ويرفع يقبض ويبسط يعافي ويعاقب فهذه من افعاله من جملة افعال الله سبحانه وتعالى التي تثبت لله تبارك وتعالى في ضوء ما دلت عليه الدلائل والنصوص من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم واذا عرف العبد ربه بالمعافاة والعقوبة فانه يجاهد نفسه على فعل ما تنال به المعافاة ويجاهد نفسه على مجانبة ما تكون به العقوبة مع دعاء الله وسؤاله تبارك وتعالى وان من اعظم السؤال واجله شأنا سؤال الله العافية والمعافاة في الدنيا والاخرة ومن عوفي في الدنيا والاخرة فقد حازوا الخير كله لان هذا من الدعاء الجامع سؤال الله سبحانه وتعالى العافية او سؤال الله المعافاة في الدنيا والاخرة هذا من جوامع الكلم من جوامع الدعاء ولهذا لما جاء العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم وطلب من النبي صلى الله عليه وسلم ان يعلمه دعاء يدعو الله به قال سل الله العافية ثم جاءه مرة اخرى يطلب الطلب نفسه علمني دعاء ادعو الله به. قال يا عباس يا عم رسول الله سل الله العافية في الدنيا والاخرة وهذا فيه تأكيد على عظم شأن هذا الدعاء سؤال الله العافية سؤال الله المعافاة هذا من الدعوات الجوامع التي ينبغي على المسلم ان يحرص عليها اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث حديث علي بن ابي طالب رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في اخر وتره هذا يفيد ان هذا الدعاء مما يدعى به في اخر الوتر في اخر الوتر يعني في القنوت عندما يدعو الله سبحانه وتعالى بما يتيسر يجعل في اخر الوتر اللهم اني اعوذ برضاك من سخطك الى اخره فهذا صح عن نبينا عليه الصلاة والسلام وقريبا مر معنا في حديث عائشة ثبوت قول هذا الدعاء في السجود وان النبي عليه الصلاة والسلام يقول ذلك في سجوده فافاد الحديثان حديث عائشة المتقدم وحديث علي هذا ان هذا الدعاء يشرع ان يشرع للمسلم ان يقوله في سجوده ويشرع له ايضا ان يقوله في خاتمة قنوته في وتره. تأسيا في ذلك كله بالرسول. الكريم عليه الصلاة والسلام كما انه ايضا ورد ما يدل على انه من الدعوات المطلقة التي تقال بين وقت واخر فكان هذا من دعاء نبينا صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. وقد تقدم الكلام على معناه وعظم شأن هذا الدعاء وايضا مضت الاشارة الى ان الى ان الامام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه شفاء العليل اه افرد هذا الحديث بباب خاص في شرح الفاظه وبيان معانيه ومقاصده وقول هنا عن علي قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في اخر وتره اعوذ وقال محمد اي محمد ابن عبد الله الشيخ الاول في الاسناد فاحد الرواة رواه بلفظ اعوذ واحدهم رواه بلفظ اللهم اني اعود اللهم اني اعوذ برضاك من سخطك واعوذ بمعافاتك من عقوبتك واعوذ بك منك لا احصي ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك الشاهد من الحديث للترجمة اثبات المعافاة والعقوبة نعم قال اخبرنا محمد بن سلمة عن ابن القاسم عن ما لك عن هشام ابن عروة عن ابيه عن عائشة رضي الله عنها انها قالت قصفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس فخطب ثم انصرف ثم قال يا امة محمد ما من احد اغير من الله ان يزني عبده او تزني امته مختصر ثم ان المصنف رحمه الله تعالى بعد ذلك الى خاتمة الكتاب ساق احاديث متنوعة في اثبات الصفات لله سبحانه وتعالى منها هذا الحديث حديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها اه قالت خسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الذي حصل للشمس في عهده صلى الله عليه وسلم انما حصل مرة واحدة فقط في عهده صلى الله عليه وسلم لم تخسف الشمس الا مرة واحدة ووافق وقت خسوفها موت ابراهيم ابن آآ النبي عليه الصلاة والسلام. وكان اهل الجاهلية من عقيدتهم ان الخسوف للشمس او للقمر انما يكون لولادة عظيم او موت عظيم كانوا يعتقدون ذلك فالنبي عليه الصلاة والسلام صلى بهم صلاة الخسوف ورأوا عجبا في تلك الصلاة رأوا شيئا ما سبق ان رأوه في صلوات النبي صلى الله عليه وسلم كلها حيث ان الصحابة رضي الله عنهم رأوا النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي بهم صلاة الخسوف تقدم الى الامام يمشي ومد يده كانه يريد ان يأخذ شيئا وهذا ما سبق ان رأوه يفعل في صلاته ثم بعدها بقليل في الصلاة رجع الى الوراء كالخائف من شيء وهذا ايضا ما سبق ان رأوه فعله في في صلاته فلما فرغ من صلاته سألوه عليه الصلاة والسلام عن هذا الذي آآ ادهشهم فقال رأيت الجنة والنار سبحان الله رأها اي حقيقة بعينه امامه رأى الجنة ثم رأى النار وهنا نقول ان ربنا جل وعلا على كل شيء قدير الصحابة رضي الله عنهم خلفه صفوف ما رأوا شيئا لكن النبي عليه الصلاة والسلام رأى الجنة بعينه رآها بعينه وتقدم مد يده ليقطف عنقودا من عناقيد عنب الجنة. قال ولو قطفته لاكلتم منه ما بقيت الدنيا وهذا يفيد ان نعيم الجنة يختلف عن نعيم الدنيا وانه ليس في الدنيا من نعيم الجنة الا الاسماء عنب ورمان لكن ليس الرمان كالرمان ولا العنب كالعنب عنقود واحد يقول لو ان قطفته لاكلتم منه ما بقيت الدنيا وانظر كم قرن الان بعد النبي عليه الصلاة والسلام وهذا العنقود يبقى ما بقيت الدنيا هذه القرون الطويلة والناس تأكل منه عنقود واحد فهذا يوضح لنا عظم النعيم الذي اعده الله سبحانه وتعالى لعباده واوليائه في جنات النعيم نسأل الله الكريم من فضله ثم انه لما رجع الى الوراء قال لهم رأيت النار وذكر اصناف من المعذبين الذين رآهم في النار حتى انه ذكر انه رأى في النار امرأة تعذب في هرة حبستها لا هي تركتها تأكل من خشاش الارظ ولا هي اطعمتها ورأى رجلا يعذب لانه كان يسرق الحجيج وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بصاحب المحجن والمحجن عصى معكوفة من اعلى وكان يمشي ومعه المحجن واذا مر به صاحب بعير عليه متاع سحب المحجن الذي معه المتاع ان انتبه صاحبه قال معذرة علق بمحجني يعني غير مقصود وان لم ينتبه اخذه فرآها النبي صلى الله عليه وسلم يعذب في النار بهذه السرقات التي كان يسرقها من الحجيج يختلس وبهذه الطريقة كان يفعل صاحب المهجن قال عليه رأى صاحب المحجن الذي يسرق الحجيج ورأى عمرو ابن لحي الذي غير دين ابراهيم رآه يجر قصبه وامعاءه في النار رأى ذلك كله عليه الصلاة والسلام وخطبهم عليه الصلاة والسلام خطبة كان مدارها على التحذير من كبائر الذنوب خاصة الامهات امهات الذنوب وهي اربع الشرك قل لها اوردها في الخطبة بالشرك الزنا والقتل والسرقة الشرك والزنا والقتل والسرقة هذي امهات الذنوب وعظائم الذنوب وكبائرها وكلها حذر منها وكان تحذيره منها بطريقة تختلف عن اه طرائقه في التحذير من معاصي تحذير منها بذكر ما رآه من اناس يعذبون بسبب هذه الكبائر. رآهم باعينهم يقول رآهم الصلاة والسلام يعذبون رآه رآهم بعينه صلوات الله وسلامه عليه يعذبون في النار بسبب تلك الكبائر الشرك زنا والسرقة والقتل هذي اعظم الذنوب واكبرها واشنعها ولهذا في حجة الوداع قال الا انما هن اربع الا انما هن اربع اي احذروهن يا عباد الله اخطر ما يكون في معصية الله هو ارتكاب الذنوب الا انما هن اربع لا تشركوا بالله شيئا ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق. ولا تزنوا ولا تسرقوا هذي امهات الذنوب هذه الثلاثة الاخيرة لا تقتل لا تزنوا ولا تسرق وهي التي ايضا اكد عليها في حجة الوداع بقوله الا ان دمائكم واموالكم واعراضكم حرام عليكم هذي امهات الذنوب امهات الذنوب القتل اعتداء على الدماء والانفس الزنا اعتداء على الاعراض السرقة اعتداء على الاموال وهذي امهات الذنوب وكبائر وكبائرها اه موبقاتها والعياذ بالله وهي اشد ما يكون في الذنوب عقوبة يوم القيامة عند الله سبحانه وتعالى في خطبة الوداع حذر من هذه الذنوب وهنا في هذا الحديث وقال مختصر الحديث والحديث الاه روايات وله الفاظه اوسع من هذا اه من من مضامين مضامين خطبة النبي عليه الصلاة والسلام في اه في في صلاة الكسوف فكان مما قال يا امة محمد ما من احد اغير من الله من ان يزني عبده او تزني امته. وهذا تحذير من مؤمن موب الزنا ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشة وساء سبيلا فالزنا من الموبقات المهلكات من عظائم الذنوب وكبائرها. وانظر تحذير النبي عليه الصلاة والسلام من هذه الموبقة بقوله يا امة محمد ما من احد اغير من الله من ان يزني عبده او تزني يا امة. والشاة الحديث اثبات الغيرة صفة لله سبحانه وتعالى. تليق بجلال الرب وكماله وعظمته سبحانه. ولما قال سعد رضي الله عنه والله لو رأيت رجلا مع امرأتي لضربته بالسيف اه غير مصلح يعني حتى اقتله لا ابالي فتعجب الصحابة من قوله قال النبي صلى الله عليه وسلم تعجبون من غيرة سعد؟ والله انا اغير من سعد. والله اغير مني والله اغير مني. فالغيرة صفة ثابتة لله والقول فيها كالقول في جميع صفات الله تمر كما جاءت وتثبت كما وردت واما الرب سبحانه وتعالى فهو منزه عن مشابهة الخلق في اوصافهم وخصائصي ايظا صفات المخلوقين الله منزه عن ذلك فان صفات ربنا سبحانه وتعالى تليق بجلاله وكماله وعظمته جل في علاه على حد قوله سبحانه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. فالحديث في اثبات الغيرة صفة لله اثبتها له عليه الصلاة والسلام وتثبت لله على الوجه اللائق بجلاله وكماله. ومن ثمار الايمان بهذه الصفة ان يحذر العبد ان يحذر العبد من هذه الذنوب التي النبي صلى الله عليه وسلم ذكر فيها ما ما يكون اه من غيرة الله سبحانه وتعالى فيما يتعلق بهذه الذنوب اوضح لكم المسألة بشكل ابسط اوضح لكم المسألة بشكل ابسط ارأيتم لو ان شخصا فكر والعياذ بالله بالزنا بامرأة لكنه في الوقت نفسه تذكر غيرة زوجها وشدة قوته وبطشة وانه ان علم بادنى شيء من هذه الامور قتله بدون تردد ونكل به النكال الشديد ايقدم ويعرف حال زوجها وقوته اذا كان يعرف ان زوجها ايضا عنده وسائل مراقبة ومتابعة دقيقة في هذا الباب متابعة دقيقة ومراقبة شديدة ولا يتردد في ايقاع العقوبة الشديدة بمن يفعل ذلك ايقدم اذا يخاف من غيرة المخلوق هذا الخوف ولا يخاف من غيرة الله المطلع الرقيب الشهيد العليم المطلع الذي لا تخفى سبحانه وتعالى عليه خافية فالعبد اذا عرف الله سبحانه وتعالى بان بانه يغار جل وعلا وان غيرته ان يزني عبده وان تزني امته والعبد يعلم ربه موصوفا بهذا الوصف وفي الوقت نفسه يعلم ان ربه مطلع عليه. ويعلم ان ربه سيعاقبه. اذا لماذا يقدم اذا لماذا يقدم؟ اذا لماذا يتجرأ على هذه المحارم؟ على هذه الشنائع لماذا يتجرأ عليها ولو فكر ايضا من جهة اخرى هذه هذه الجريمة الشنيعة هو لا يرظاها لنفسه في محارمه ولهذا الشاب الذي جاء للنبي صلى الله عليه وسلم في المسألة نفسها قال اترضاه لامك؟ اترضاه لاختك؟ اترضاه لعمتك؟ ترضاه كل ذلك يقول لا قال كذلك الناس ما يرضونه فالحاصل ان هذا تحذير من النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الموبقة وذكره يعني ذكر التحذير منها بذكر غيرة الرب سبحانه وتعالى ولهذا من تحدثه نفسه بهذا الامر يذكر نفسه بغيرة الله يذكر نفسه بغيرة الله سبحانه وتعالى ان الله يغار ان يزني عبده وان ان تزني امته ويذكر نفسه ايضا بعقوبته لله سبحانه وتعالى لمن اه ارتكب هذه الموبقة او فعل هذه المهلكة نعم قال اخبرنا اسحاق بن ابراهيم قال اخبرنا يحيى ابن ادم قال حدثنا عيسى ابن طهمان قال سمعت انس بن مالك رضي الله عنه يقول كانت زينب رضي الله عنها تفتخر على نساء النبي صلى الله عليه وسلم تقول انكحني الله من السماء قال يحيى تريد قول الله زوجناكها ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث وهو اورده رحمه الله تعالى من اجل ما فيه من اثبات علو الله سبحانه وتعالى ففيه اثبات علو الله جل وعلا على اه خلقه حديث انس رضي الله عنه قال كانت زينب اي زوج النبي صلى الله عليه وسلم تفتخر على نسائهم كانت تفتخر على نساء النبي صلى الله عليه وسلم تقول انكحني الله من السماء كانت تفخر على على على نساء النبي تقول زوجكن اهاليكن زوجكن اهاليكن وزوجني الله من فوق سبع سماوات. كان تفخر بهذا وهي رضي الله عنها وارضاها تشير الى الاية الكريمة فلما قظى زيد منها وطرا زوجناكها زوجناك فهي تشير الى هذا زوجناك اي زوجها الله سبحانه وتعالى فكانت تفخر بذلك على نساء النبي صلى الله عليه وسلم تقول زوجكن اهاليكن وزوجني الله من فوق سبع سماوات في بعض الفاظ الحديث وزوجني الله من فوق سبع سماوات وهنا لفظة انكحني الله من السماء وهما بمعنى واحد من من السماء المراد من السماء اي من فوق سبع سماوات مثل قول الله تعالى اامنتم من في السماء اامنتم من في السماء فوق فوق السماء علي عرشه سبحانه وتعالى والمراد هنا بالسماء من السماء اي من العلو من السماء اي من العلو لان السماء تطلق تارة ويراد بها المبنية وتارة يراد بها مطلق العلوم فقولها من السماء من العلو من فوق سبع سماوات نعم قال اخبرنا قتيبة ابن سعيد عن ما لك والحارث بن مسكين قراءة عليه عن ابن القاسم. قال حدثني مالك عن هلال ابن اسامة عن عطاء ابن يسار عن عمر ابن الحكم قال اتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله ان جارية لي كانت ترعى غنما لي فجئتها ففقدت ففقدت شاة من الغنم فسألتها عنها فقالت اكلها الذئب. فأسفت عليها وكنت من بني ادم فلطمت وجهها وعلي رقبة افأعتقها؟ فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم اين الله قالت في السماء قال فمن انا؟ قالت انت رسول الله. قال اعتقها ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث من اجل ايضا ما فيه من اثبات علو الله سبحانه وتعالى وانه في السماء علي على عرشه المجيد مستو عليه استواء يليق بجلاله وكماله وعظمته سبحانه وتعالى. اورد هذا الحديث حديث عمر ابن الحكم قال اتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله ان جارية لي كانت ترعى غنما لي فجئت فجئتها ففقدت شاة من الغنم تفقد الغنم واذا في شاة مفقودة ففقدت شاة من الغنم فسألته عنها فقالت اكلها الذئب اكلها الديب قال فاسفت عليها اسفت عليها وكنتم من بني ادم فلطمت وجهها والاسف من معانيه الغضب فلما اسفونا انتقمنا منهم. اي اغضبونا بل هو شدة الغضب اه غضب غضب لما قالت اكلها الذئب واعتبر هذا تفريط في متابعة الغنم ورعاية الغنم فلطمها فلطم وجهه صكها على وجهها صكه كما ايضا جاء في بعض الفاظ الحديث صك على وجهها وهذا وهذا الضرب على الوجه محرم حتى في البهائم ما يجوز ان يظرب الوجه نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنان يضرب الوجه الوجه لا يظرب نهى صلوات الله وسلامه عليه عن ذلك. الوجه اولا شرف الوجه ومكانته وثانيا مجمع الحواس في السمع فيه البصر فيه حواس المرء ولهذا الضرب على على الوجه قد خاصة اذا كان قويا قد يفقد الانسان بصره قد يفقد سمعه قد يفقد حاسة الشم قد يفقد عقله يختل عقله وهذا يحصل فالحاصل ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك نهى ان يضرب الوجه وامر ان يجتنب الوجه فلا يظرب. فالحاصل ان هذا الرجل ظربها على وجهها وندم بعد ذلك ندم بعد ذلك وهذا ايضا آآ ينبه فيه على قضية وقت الغضب وقت الغضب واشتداده ما ينبغي للانسان ان يقول شيئا ولا ان يفعل شيئا لان الافعال والاقوال في الغالب غير منضبطة وقت الغضب. لكن ينتظر قليلا حتى تذهب فورة الغضب من بعد ذلك يتصرف فانه ان تصرف بقول او فعل وقت شدة غضبه في الغالب سيكون غير مستقيم وفي الغالب يحصل فيه جناة عظيمة ووالله لو نفكر لو نفكر في كثير من من المشاكل في الدنيا وكثير من القضايا التي في السجون ترجع الى دقيقتين في بداية الغضب من قتل من عدوان من اه الفاظ شديدة من طلاق من اذى في الابدان من الاتلاف الاموال والممتلكات تحصل يعني كثير من ذلك يحصل في فورة الغضب التي هي دقيقة او دقيقتين فالانسان في هذه فورة الغضب ما ينبغي له ان يفعل شيء. اذا اشتد غضبه يسقط ولا يتكلم بشيء ولا يفعل شيء مثل ما قال نبينا عليه الصلاة والسلام اذا غضب احدكم فليسكت في الحديث الاخر قال اذا غضب احدكم فليجلس فان سكن غضبه والا فليضطجع هذا كله مباعدة الا يتكلم والا يفعل شيئا وقت غضبه وان فعل شيئا او قال شيئا بعدها بقليل سيندم لان الفعل هو او القول لا يكون منضبطا في الغالب قال فلطمت وجهها وعلي رقبة افأعتقها افا اعتقها اعتقها يعني كفارة كفارة عن عن هذه الرقبة يعني عن هذه اللطمة افأعتقها تكون كفارة او علي رقبة يعني في ذمة رقبة فيجعل العتق مخصوص بهذه المرأة قال افاعتقها فقال لها لها رسول الله وهذا اختبار عظيم جدا في مسألتين من اهم مسائل الدين واحدة تتعلق بالمعبود وواحدة تتعلق بالمرسل عليه الصلاة والسلام قال لها اين الله قال لها اين الله سبحان الله اين الله اين الله؟ هذي ينبني عليها صلاح عظيم في العبد مر عبد الله ابن عمر رظي الله عنهما مر براعي غنم وهذه المرأة كانت ترعى اغنام اريد ان نفهم كيف ان هذا له اثر مر براعي غنم اراد ان يمتحنه ابن عمر قال لها اعطني شاة قال ليست لي لصاحبها قال قل لصاحبها اكلها الذئب قل لصاحبها اكله اكلها اراد ان يمتحنها. قال قل لصاحبها اكلها الديب فقال الراعي اين الله انظر اثر الايمان باين الله راعي في الصحراء لكن اين الله هذه عقيدة عقيدة عظيمة جدا تثمر صلاح في العبد وهنا ايضا تدركون الجناية العظيمة التي جناها علماء الكلام في اظرارهم بعقائد الناس حتى هذه الاحاديث يشتغلون فيها بصرفها عن معانيها وتأويلها فاضروا بعقائد الناس واظرارهم بعقائد الناس ولد ايضا اضرارا بعبادات الناس وسلوكهم هذه المرأة اراد ان يمتحنها عليه الصلاة والسلام فقال لها اين الله؟ قالت في السماء هذا دليل على معرفتها بالله وتعظيمها لله ومراقبتها لله وان ربها ومعبودها في السماء سبحانه وتعالى اامنتم من في السماء ان يخسف بكم الارض فاذا هي تمور ام امنتم من في السماء ان يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف ندير فهذا الايمان بان الله في السماء هذه عقيدة عظيمة جدا عقيدة عظيمة جدا تثمر في العبد شيء عظيم من صلاحه واستقامته ومراقبته الرب العظيم الذي في السماء جل في علاه قال اين الله؟ قالت اه في السماء قال فمن انا من انا؟ قالت انت رسول الله انت رسول الله. ايضا هذا الامام بانه رسول الله صلى الله عليه وسلم له ايضا مدلوله كما قال الله سبحانه وتعالى وما ارسلنا من رسول نعم الا ليطاع باذن الله فمعنى قول قوله انت رسول الله اي الذي ارسلك الله لنطيعك ونتبعك هذي كلها داخلة تحت قولها انت رسول الله اي انت رسول الله الذي ارسلك الله بالحق والهدى لنطيعك ونتبعك ونقتدي بك ونمتثل امرك هذا معنى قولها انت رسول الله انت رسول الله فاكتفى عليه الصلاة والسلام هذين السؤالين في امتحان ايمانها امتحان ايمانها فقال اعتقها وفي بعض الروايات فانها مؤمنة اعتقها فانها مؤمنة بهذين السؤالين فالذين امتحنها بهما عليه الصلاة والسلام تبين من من حالها صلاحها واستقامتها فقال اعتقها فانها مؤمنة. الشاد من الشاهد من الحديث اثبات العلو في قوله في قولها في السماء قولها في السماء والمراد في قولها في السماء اي في العلو في السماء اي اي في العلا ومثله في الحديث الاخر قال عليه الصلاة ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء اي الله الذي في العلو سبحانه وتعالى. فالحديث مثل الذي قبله فيه اثبات علو له على خلقه نعم قال اخبرنا شعيب بن شعيب بن اسحاق عن زيد ابن يحيى قال حدثنا مالك قال حدثني ابو الزناد عن الاعرج عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لما قضى الله الخلق كتب في كتابه وهو عنده فوق العرش ان رحمتي سبقت غضبي ثم اورد المصنف رحمه الله تعالى هذا الحديث حديث ابي هريرة وقد تقدم قريبا عند المصنف في الترجمة التي بعنوان الرحمة والغضب لما في هذا الحديث من اثبات الرحمة والغضب اه صفتان لله سبحانه وتعالى لكنه ساقه هنا من اجل اثبات العلو علو له وفوقيته سبحانه وتعالى على عرشه. فهناك اورده لشيء وهنا اورده لشيء اخر هناك اورده من اجل اثبات الرحمة والغضب اه صفتين لله جل في علاه وهنا اورده رحمه الله من اجل اثبات العلو والفوقية. فوقية الله على العرش في قوله في كتاب وهو عنده فوق العرش وعنده فوق العرش ففيه فوقية الله فيه فوقية الله سبحانه وتعالى على عرشه مثل ما قال الله سبحانه وتعالى اه وهو القاهر فوق عباده وهو القاهر فوق عباده. وحديث آآ زينب المتقدم في بعض الفاظه وزوجني الله من فوق. سبع مواد فاورده رحمه الله تعالى من اجل اثبات الفوقية فوقية الله سبحانه وتعالى على العرش. والمراد بالفوقية فوقيته على العرش اي علوه وارتفاعه على العرش علوا يليق بجلاله كما قال الله سبحانه وتعالى الرحمن على العرش استوى وكما قال الله سبحانه وتعالى ثم استوى العرش والعلو هذه الصفة العظيمة دلائلها في الكتاب والسنة بالالاف ابن القيم في النونية يقول والله يقول يا قومنا والله ان لقولنا الفا تدل عليه بل الفاني يعني في في اثبات علو له الا في الادلة تثبت علو الله سبحانه وتعالى وفوقيته على عرشه واستوائه عليه استواء يليق بجلاله وكماله وعظمته سبحانه وتعالى ومن يكرمه الله بفهم الصفات الفهم الصحيح في ضوء جادة السلف وطريقتهم المباركة يحقق له هذا الايمان خيرا عظيما وقد اشرت في ثنايا ما تقدم في هذا الدرس وايضا الدروس السابقة بعض الاثار الايمانية والتعبدية والسلوكية التي يثمرها ايمانك صفات الله على الوجه اللائق بجلال الله وكماله وعظمته سبحانه وتعالى. اما المتكلمون علماء الكلام بطرائقهم المختلفة فوالله يجنون على عقائد الناس وفي الوقت نفسه يجنون على عباداتهم وسلوكهم فما هناك اظر على الناس من علم الكلام الباطل هذا جنايته على الناس وعلى عقائدهم جناية عظيمة. ولهذا المسلم اذا عافاه الله وسلمه من علم الكلام ووفق لمنهج السلف الصالح واخذ العقيدة هكذا من الاحاديث على طريقة السلف الصالح رظي الله عنهم فانه ينعم بخير عظيم وآآ غنيمة كبيرة في عقيدته وفي ايمانه وفي عبادته وفي سلوكه. والتوفيق بيد الله وحده لا له نسأله جل في علاه ان يوفقنا اجمعين لكل خير وان يهدينا صراطا مستقيما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين