نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما ما بعد فيقول الامام الحافظ ابو عبدالرحمن النسائي في كتاب النعوت الحديث التاسع والتسعون قال اخبرنا محمد بن عبدالرحيم عن يونس ابن محمد قال حدثنا ابراهيم عن الزهري عن ابي سلمة وعبد الرحمن الاعرج عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تخيروني على موسى فان الناس يصعقون يوم القيامة فاكون في اول من يفيق فاذا موسى باطش بجانب العرش. فلا ادري اكان صعق فاق قبلي ام كان ممن استثنى الله عز وجل بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد لا يزال المصنف الامام النسائي رحمه الله تعالى يسوق الادلة او انواع الادلة على علو الله سبحانه وتعالى فذكر اولا من انواع الادلة الاخبار بان الله سبحانه وتعالى في السماء ما جاء في النصوص من اخبار ان الله سبحانه وتعالى في السماء واورد حديث انس وايضا حديث عمر ابن الحكم وعرفنا ان المراد بقوله في السماء ونظيره ايظا ما جاء في القرآن اامنتم من في السماء اي العلو فهذا فيه اثبات علو الله تبارك وتعالى على خلقه علوا يليق بعظمته وجلاله وكماله سبحانه وتعالى ثم ذكر النوع الثاني من ادلة العلو واثبات الفوقية فوقية الله سبحانه وتعالى على العرش واورد حديث ابي هريرة وهو عنده فوق العرش فهذا فيه اثبات الفوقية ونظيره ايظا ما جاء في القرآن قول الله عز وجل وهو القاهر فوق عباده ثم اورد هذا الحديث حديث ابي هريرة في ذكر قصة موسى عليه السلام وهو نظير الذي قبله. لان فيه اثبات آآ عرش الرحمن وان العرش مخلوق عظيم هو هو اعظم المخلوقات واكبرها هو سقف المخلوقات واعلاها وارفعها وان هذا مخلوق من مخلوقات الله العظيمة له قوائم ولهذا جاء في بعض الفاظ هذا الحديث فاذا موسى اخذ بقائمة من قوام العرش فهذا يدل على ان العرش مخلوق عظيم جدا وهو اعلى المخلوقات واكبرها والله سبحانه وتعالى وصفه بالعظيم وبالكريم وبالمجيد في ايات في كتابه سبحانه وتعالى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تخيروني على موسى لا تخيروني على موسى ويروى ايضا بلفظ لا تفضلوني على موسى والحديث له قصة وهي ان احد الصحابة رضي الله عنه كان في السوق يشتري بضاعة او سلعة من رجل يهودي فقال ذلك اليهودي والذي فضل موسى على العالمين لقد اعطيت بها كذا وكذا والذي فضل موسى على العالمين لقد اعطيت بها كذا وكذا. قال تقول ذلك ومحمدا صلى الله عليه وسلم بين ظهرانينا فلطم اليهودي لطم اليهودي فجاء اليهودي يشتكي الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال عندئذ عليه الصلاة والسلام لا تفضلوني وفي هذه الرواية قال لا تخيروني على موسى والمراد من الحديث واظح وهو ان المنع من قوله في قوله لا تفضلوني اي ما كان على هذا الوجه ما كان على على هذا الوجه يعني على وجه الافتخار ولهذا قال انا سيد ولي اوى انا سيد ولد ادم ولا فخر انا سيد ولد ادم ولا فخر. فاذا كان على هذا الوجه يعني اه الافتخار وانتقاص ايظا الطرف الاخر الذي فيه انتقاص للمفضول واحط من قدره ونحو ذلك فهذا هو الذي فيه المنع والا الانبياء بينهم آآ بينهم تفاضل بينه الله في القرآن الله عز وجل قال ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض وقال تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض فبينهم تفاضلوا وافضلهم اولو العزم وهم خمسة وافضل اولو العزم محمد صلوات الله وسلامه عليه فالتفاضل ثابت لكن لما قال عليه الصلاة والسلام لا تفضلوني على موسى ومثل الحديث الاخر لا تفضلوني على على يونس ابن متى يعني ما كان على هذا الوجه يعني فيه انتقاص للمفضول او تقليل من شأنه او حط من مكانته او ايضا على وجه الفخر مما يثير اه مما يثير اه اه عداوة ويعني حنقا نحو ذلك فهذا منع منه صلوات الله اه وسلامه وبركاته عليه لا تخيروني على موسى ثم ذكر هذه الفظيلة لموسى عليه السلام قال فان الناس يصعقون يوم القيامة فان الناس يصعقون يوم القيامة فاكون في اول من يفيق فاكون في اول من يفيق. وهذا الصعق الذي اه ذكر في الحديث هو الذي ذكر في قول الله سبحانه وتعالى في سورة عمر ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الارض الا من شاء الله ثم نفخ فيه اخرى فاذا هم قيام ينظرون ولهذا قال هنا في الحديث قال فاكون اول في اول من يفيق فاذا موسى باطش بجانب العرش وفي رواية فاذا موسى فاخذ بقائمة من قوائم العرش فاذا موسى اخذ بقائمة من قوائم العرش وهذا موضع الشاهد. اثبات عرش الرحمن وانه هذا المخلوق العظيم وان له قوائم وانه سقف المخلوقات واعلاها والرب تبارك وتعالى مستو على هذا العرش العظيم استواء يليق بجلاله وكماله كما اخبر عز وجل في قوله الرحمن على العرش استوى وفي قوله ثم استوى على العرش قال فلا ادري اكان صعق فافاق يعني افاق قبلي ام كان ممن استثني استثنى الله يعني من الصعق فلم يصنع فلم يصعق والاشارة في قوله عليه الصلاة والسلام ممن استثنى الله الى ما جاء في الاية قال اه ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الارض الا من شاء الله فقال لا ادري اصعق فافاق قبلي؟ او انه آآ ممن استثنى الله وجاء في بعض الروايات توضيح علة هذا الاستثناء قال ولا ادري افاق قبلي ام جوزي بصعقة الطهر ام جوزي بصعقة الطور لما تجلى الله سبحانه وتعالى للجبل فخر موسى صعقا قال عليه الصلاة والسلام فلا ادري افاق قبلي او جزي بصعقة الطور. الحاصل ان هذا الحديث من الدلائل على اه مسألة العلو وفيه اثبات عرش الرحمن العظيم وانه مخلوق اه اعظم المخلوقات وان له صفات هذا العرش من صفاته التي دل عليها هذا الحديث ان له قوائم ان له قوائم فهو مخلوق حقيقي عرش حقيقي هو اعلى المخلوقات وربنا جل في علاه مستو عليه استواء بجلاله وكماله وعظمته سبحانه وتعالى نعم قال اخبرنا يعقوب ابن ابراهيم قال حدثنا يحيى عن ابن عجلان عن سعيد ابن يسار عن ابي هريرة رضي الله عنه من نبي صلى الله عليه وسلم انه قال ما من مسلم يتصدق بصدقة من طيب ولا يقبل الله الا طيبا ولا يصعد الى السماء الا طيب الا كان يضعها في كف الرحمن فيربيها كما يربي الرجل فلوه او فصيلة حتى ان التمرة تعود مثل الجبل العظيم هذا الحديث تقدم عند المصنف رحمه الله تعالى برقم سبعة ستة وسبعين واورده هناك رحمه الله تعالى من اجل اثبات اليمين واليد صفة لله عز وجل من صفاته الذاتية اللائقة بجلاله وكماله واورده هنا مرة ثانية في هذا الموضع من اجل اثبات العلو ولهذا فان موضع الشاهد من الحديث في هذا الموضع ما ما عناه المصنف رحمه الله تعالى هو قوله ولا يصعد الى السماء الا الطيب ولا يصعد الى الى السماء الا الطيب وهذا نوع من انواع الادلة التي ذكرها العلماء على علو الله سبحانه وتعالى على خلقه وهو الصعود آآ صعود الاعمال اليه مثل ما قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم اليه يصعد الكلم الطيب. اليه يصعد الكلم الطيب اليه اي الله يصعد الصعود لا يكون الا الى اعلى فهذا فيه دلالة على علو الله اليه يصعد الكلم الطيب الصعود لا يكون الا الى اعلى فهذا فيه دلالة على علو الله سبحانه وتعالى صعود الاعمال الطيبة الى الى الله سبحانه وتعالى وهنا في هذه في هذا الحديث قال ولا يصعد الى السماء اي الى الله سبحانه وتعالى في السماء اي في العلو الا الطيب فهذا نوع من انواع الادلة. هذا نوع اخر من انواع الادلة. فالان مر معنا ثلاثة انواع من ادلة آآ العلو نعم قال اخبرنا قتيبة بن سعيد عن مالك والحارث بن مسكين قراءة عليه عن ابن القاسم قال حدثني مالك عن ابي عن الاعرج عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار. ويجتمعون في صلاة الفجر ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم وهو اعلم. كيف تركتم عبادي؟ فيقولون تركناهم وهم واتيناهم وهم يصلون. اللفظ لقتيبة ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث حديث ابي هريرة رضي الله عنه وفيه نوع رابع من انواع الادلة على علو الله سبحانه وتعالى وهو عروج الملائكة ومثله ايضا ما جاء في القرآن تعرج الملائكة والروح اليه فهذا العروج الى اعلى هذا العروج الى اعلى فعروج الملائكة الى الله فيما دل عليه القرآن ودل عليه هذا الحديث وغيره ايضا من الاحاديث هذا دليل من اه الادلة على علو الله سبحانه وتعالى الحاصل ان علو الله دلت عليه انواع من الادلة والمصنف رحمه الله تعالى اه اورد اه اربعة انواع من هذه الانواع ونقف وقفة نقرأ فيها اه اه نقرأ فيها اه ذكر بعض الانواع على علو الله سبحانه انواع ادلة على علو الله ثم نعود الى هذا الحديث شرحا اه لمضامينه وبيانا لشيء من معانيه. فنفتح الان فقه الاسماء الحسنى اه اسم الله العلي الاعلى في صفحة مية واربعة وسبعين. مية واربعة وسبعين في اثناء الكلام عليه وقد دل على العلو او عبارة نحو نعم في اي صفحة؟ مئة وخمسة وسبعين في السطر الثالث من اعلى قال المؤلف وفقه الله تعالى هذا وقد تنوعت الدلائل وتكاثرت البراهين وتعددت الشواهد على علو الله تبارك وتعالى على خلقه حتى ان القرآن الكريم فيه ازيد من الف دليل على علو الله سبحانه وهي مندرجة تحت انواع عديدة. بيانها فيما يلي الاول التصريح بالفوقية قال تعالى وهو القاهر فوق عباده وقال تعالى يخافون ربهم من فوقهم وعن سعد ابن ابي وقاص رضي الله عنه ان سعدا حكم على بني قريظة ان يقتل منهم كل من جرت عليه الموسى وان تسبى ذراريهم وان تقسم اموالهم فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال لقد حكمت فيهم بحكم الله الذي حكم به فوق سبع سماوات رواه النسائي في الكبرى والبزار والحاكم وغيرهم الثاني التصريح بالعروج اليه سبحانه. قال الله تعالى يدبر الامر من السماء الى الارض ثم الرجوع اليه وقال تعالى من الله ذي المعارج تعرج الملائكة والروح اليه الثالث التصريح بالصعود اليه. قال تعالى اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه. هذه الانواع الثلاثة كلها ذكرها المصنف نعم وفي الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تصدق بعل تمرة من كسب طيب ولا يصعد الى الله الا الطيب. عندنا ولا يصعد الى السماء لفظة في خالي كما نقل هنا ولا يصعد الى الله نعم ولا يصعد الى الله الا الطيب. فان الله يتقبلها بيمينه. ثم يربيها لصاحبها كما يربي احدكم فلو وحتى تكون مثل الجبل الرابع التصريح برفع بعض المخلوقات اليه قال تعالى بل رفعه الله اليه وقال تعالى اني متوفيك ورافعك الي الخامس التصريح بتنزيل الكتاب منه قال تعالى تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم. وقال تعالى تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين مين السادس التصريح بانه تعالى في السماء. قال تعالى اأمنتم من في السماء ان يخسف بكم الارض فاذا هي تمور ام امنتم من في السماء ان يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير وفي صحيح مسلم من حديث معاوية بن الحكم رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال للجارية اين الله قالت في السماء قال من انا؟ قالت انت رسول الله. قال اعتقها فانها مؤمنة وفي الترمذي عن عبد الله ابن عن عبد الله ابن عمرو رضي الله عنهما انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الراحمون يرحمهم الرحمن. ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء السابع التصريح برفع الايدي اليه. روى الترمذي عن سلمان الفارسي رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله حيي كريم يستحي اذا رفع الرجل اليه يديه ان يردهما صفرا خائبتين الثامن الاشارة اليه حس الاشارة اليه حسا الى العلو. كما اشار اليه من هو اعلم به. لما كان صلوات الله وسلامه عليه بالمجمع الاعظم في اليوم الاعظم. قال للناس وانتم تسألون عني فما انتم قائلون؟ قالوا انك قد بلغت واديت ونصحت فقال باصبعه السبابة يرفعها الى السماء وينكتها الى الناس اللهم اشهد اللهم اشهد ثلاث مرات رواه مسلم التاسع اخباره صلى الله عليه وسلم انه تردد بين موسى عليه الصلاة والسلام وبين ربه ليلة المعراج بسبب تخفيف الصلاة فيصعد الى ربه ثم يعود الى موسى عدة مرار. وحديث المعراج مخرج في الصحيحين وغيرهما العاشر اخباره تعالى عن فرعون انه رام الصعود الى السماء ليطلع الى اله موسى. فيكذبه فيما اخبره من انه سبحانه فوق السماوات وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا لعلي ابلغ الاسباب اسباب الهواتف اطلع الى اله موسى واني لاظنه كاذبا. وكذلك زين لفرعون سوء عمله وصد عن السبيل وما كيد فرعون الا في تباب. اي اني لاظن موسى كاذبا فيما اخبر به من ان الله في السماء من نفى علو الله ففيه شبه من فرعون. ومن اثبت علو الله فهو على نهج موسى عليه الصلاة والسلام ونهج جميع النبيين عليهم صلوات الله وسلامه فهذه الادلة ونظائرها كثيرة في الكتاب والسنة تضمنت اثبات علو الله تبارك وتعالى وانه عال على كل وفوق كل شيء ولا شيء فوقه بل هو فوق العرش المجيد كما اخبر بذلك عن نفسه وكما اخبر بذلك عنه رسوله صلى الله عليه وسلم. وهو امر متقرر مجمع عليه بين سلف الامة وائمة المسلمين نعم جزاك الله خيرا نعود الى حديث ابي هريرة رضي الله عنه هو حديث عظيم عظيم للغاية ينبغي على كل مسلم ان يتدبره وان يحسن في تأمله فان فوائده عظيمة واثاره على العبد المؤمن في ايمانه وعبادته اه ومراقبته لعمله اثر عظيم جدا يقول اه نبينا عليه الصلاة والسلام يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر كما جاء في في الصحيح يجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر هؤلاء الملائكة على الصحيح من كلام اهل العلم رحمهم الله رحمهم الله تعالى غير غير الحفظة الكتبة ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد غير هؤلاء وانما هؤلاء ملائكة معقبات وكل الله سبحانه وتعالى لهم هذه المهمة التعاقب على العباد في هذين الوقتين الفجر والعصر وقوله يتعاقبون اي يعقب بعضهم بعضا فينزل اه ينزل دفعة او جماعة من الملائكة وقت صلاة الفجر ويبقون الى صلاة العصر ثم يعرج هؤلاء وينزل اه اخرون فيحصل اجتماع لهؤلاء الملائكة النازلون والصاعدون في هاتين الصلاتين يلتقي الملائكة النازلون والملائكة الصاعدون في هذين الوقتين الفجر والعصر وهذه ميزة لهاتين الصلاتين ميزة عظيمة لهاتين الصلاتين انه يجتمع فيها هؤلاء الملائكة من نزل ومن يريد ان يصعد يجتمعون اما بقية الصلوات لا يكون فيهم الا مجموعة واحدة من هاتين المجموعتين بقية الصلوات لا يكون فيها الا مجموعة واحدة من هاتين المجموعتين اما الفجر والعصر فانهم يجتمعون يجتمعون في هاتين الصلاتين كما اخبر يجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر وهذا فيه دلالة على شرف هاتين الصلاتين وفضلهما وعظم شأنهما اما الفجر فهي باكورة اليوم ومفتاح واما العصر فهي الصلاة الوسطى في خاتمة النهار ولهذا ايضا قال بعض العلماء ان عقب الفجر قسم الارزاق وعقب العصر رفع الاعمال فانظر الى البركة العظيمة في يوم يشهد فيه العبد صلاة الفجر وصلاة العصر فكم هي هذه البركة التي اكرمه الله بها في رزقه وعمله في رزقه وعمله اما والعياذ بالله من ينام عن صلاة الفجر فانه اغلق على نفسه باب الخيرية في البركة في الرزق واما واذا نام عن صلاة العصر وتخلف عنها ايضا اه اغلق على نفسه باب الخير في رفع العمل لانه يرفع العمل ولهذا انظر في الحديث قالوا تركناهم وهم يصلون اما هذا الاخر ما كان معهم قالوا تركناهم وهم يصلون ام هذا الاخر ما كان معهم كان نائما ما كان مع عباد الله يصلي معهم يشهد الصلاة معهم فهذا فيه فظل هاتين الصلاتين وقد جاء في فظلهما احاديث كثيرة جدا تخص هاتين الصلاتين بالتشريف وبيان الفضيلة ومن وفقه الله سبحانه وتعالى للمحافظة على هاتين الصلاتين اعين على الصلوات الاخرى ومن اعين على الصلوات اعين على سائر العمل كما قال الله تعالى استعينوا بالصبر والصلاة فالصلاة معونة على جميع الاعمال ولهذا يحتاج المرء ان ان يضبط نفسه ضبطا دقيقا مع امر الصلاة محافظة عليها في اوقاتها حتى تستقيم له ويستقيم له دينه. اما اذا ضاعت الصلاة وحصل التفريط فيها اه فان الامر ينفرط فان الامر ينفرط وسبحان الله لا يزم للمرء امر استقامته على طاعة الله الا الصلاة ولهذا ينبغي ان يكون اولى اولويات المرأة في استقامته ان يحافظ على هذه الصلوات الخمس في اوقاتها وليعلم ان ادنى تفريط في في في هذه الصلوات هو اضاعة للدين اضاعة للدين الصلاة عماد الدين واين دين ضاع عماده فرط في عمادهم كيف يستقيم امر الدين بلا عماد ولهذا اه من وفقه الله سبحانه وتعالى للمحافظة على الصلوات اعين على سائر العمل ومن انفرط امره وظاع عليه امره ولهذا لا لا يمكن ان يحصل امر الاستقامة الا بحفظ هذه الصلوات ولهذا قال نبينا عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح لما ذكرت عنده الصلاة قال من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة يوم القيامة فالصلاة هي الاساس وهذا الحديث يدل على الشرف العظيم للصلوات وبخاصة اه هاتين الصلاتين صلاة الفجر و صلاة العشاء آآ هنا اثر عظيم جدا من اثار الايمان بالملائكة والايمان بالملائكة اصل من اصول الايمان فنبينا عليه الصلاة والسلام يخبر ان ملائكة من ملائكة الرحمن وهم معقبات وكل الله سبحانه وتعالى لهم هذه المهمة يتعاقبون في العباد في هاتين الصلاتين الفجر والعصر ينزل ملائكة ويصعد اخرون يوميا يشهدون هذا الخير ويعرجون به الى الله. مخبرين الله سبحانه وتعالى بذلك وهو اعلم وينبغي ايضا ان نعرف كما سيأتي معنا القصد من اخبار الله سبحانه وتعالى والله اعلم بهم اعلم بالملائكة واعلم بمن نقل الملائكة آآ الى الله سبحانه وتعالى خبرهم بقولهم اتيناهم وهم يصلون وتركناهم وهم يصلون فهذا حقيقة آآ يعني امر يتعلق بايماننا بالملائكة حينما حينما نستذكر انه كل يوم كل يوم في هاتين الصلاتين ينزل الملائكة ويصعد اخرون اما الملائكة النازلون فمهمتهم مراقبة عمل العبد ثم يعرجون الى الله سبحانه وتعالى ويخبرونه بعمل العبد وهكذا الملائكة الاخرون الذين ينزلون في العصر الى الفجر. وتستمر هذه العملية مع تتابع الليالي والايام يتعاقب هؤلاء الملائكة فهذا عمل عظيم وكل الله سبحانه وتعالى الملائكة ولهذا ينبغي ان ان يكون من الدين الذي ندين الله سبحانه وتعالى به حب الملائكة حب الملائكة والملائكة يحبون الصالحين من عباد الله حبا عظيما الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين امنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم فهم يحبون المؤمنين ويستغفرون لهم ويدعون لهم ولهذا المؤمن ينبغي ان يكون في قلبه محبة لهؤلاء الملائكة وان يكون الايمان بهم اصل من الاصول القائمة في قلبه الثابتة في فؤاده بل لا يقوم دين الا لا يقوم الدين الا على ذلك قال ثم يعرج الذين باتوا فيكم وهذا كما قدمته موضع الشاهد والعروج لا يكون الا الى اعلى يعرج الذين باتوا فيكم اي الى الله سبحانه وتعالى فيسألهم وهو اعلم بهم فيسألهم وهو اعلم بهم كيف تركتم عبادي كيف تركتم عبادي قال فيقولون تركناهم وهم يصلون واتيناهم وهم يصلون تركناهم وهم يصلون اي العصر واتيناهم وهم يصلون الفجر والاخرون يقولون تركناهم وهم يصلون اي الفجر واتيناهم وهم يصلون اي العصر ويستمر هذا الامر وهذا التعاقب وهذا الاخبار من هؤلاء الملائكة فالله سبحانه وتعالى يسألهم وهو اعلم بهم كيف تركتم عبادي قال العلماء هذا السؤال الغرض منه تكريم هؤلاء المصلين وتشريفهم وتعلية قدرهم في الملأ الاعلى فانظر هذا الشرف العظيم الذي يكرم الله سبحانه وتعالى به عبده المصلي الذي اعانه الله سبحانه وتعالى ووفقه على هذه الصلاة العظيمة. كيف ان الله يشرف قدرك ويعلي مقامه ويرفع ذكره في الملأ الاعلى. يسأله وهو اعلم هو عليم بالملائكة وعليم بالمصلين وبغير المصلين وبالعالمين سبحانه وتعالى لا تخفى عليه جل وعلا خافية. لكن هذا تكريم لهؤلاء مصلين وتعلية لشأنهم ورفع لذكرهم وذكر لهم بالذكر العظيم في الملأ الاعلى. كيف تركتم عبادي؟ قالوا تركناهم وهم يصلون واتيناهم وهم يصلون واي حرمان يجنيه المرء على نفسه عندما يضيع هذه الصلوات ويفرط في في في هذه الصلوات وبالمقابل هذا الذي يوفقه الله سبحانه وتعالى للصلاة والمحافظة عليها كيف انه يكرم نفسه بهذه الكرامة يجعل نفسه من اهل هذا تشريف ولهذا قلت ينبغي ان يستحظر هذا الامر لان هذه الامور من الامور التي تعين العبد النبي صلى الله عليه وسلم ما اخبرنا عن هذا التعاقب مجرد معلومة نعم عن الملائكة وانما اخبرنا من اجل ان نعمل نستشعر هذا الامر ونعمل ونحافظ لاجل هذا اخبرنا. ليست مجرد معلومة نعرفها ان ثمة ملائكة ينزلون في هذا الوقت واخرون في هذا الوقت وانما من اجل ان نعمل نعرف شرف هذا الوقت ونستحضر هذا التعاقب وهذا الامر الدائم من ملائكة الله ويعرجون الى الله ويسألهم وهذا يتكرر كل يوم في هاتين الصلاتين يتكرر كل يوم فهذا يجعل العبد الصادق عظيم الايمان بهذه الاصول يجعله عظيم العناية بالعمل والمحافظة على اه الصلوات ولهذا يعد هذا الحديث من الاحاديث العظيمة المعينة للعبد اه على المحافظة على الصلوات والعناية بها في اوقاتها كما اه امر الله سبحانه وتعالى. والشاهد من حديث للترجمة قول نبينا عليه الصلاة والسلام ثم يعرج الذين باتوا فيكم اي الى الله سبحانه وتعالى والعروج انما والى اعلى فهذا نوع من انواع الادلة على اه علو الله سبحانه وتعالى وقول المصنف اللفظ لقتيبة لانه آآ رواه عن قتيبة وغيره وذكر ان هذا اللفظ لشيخه الاول وهو قتيبة ابن سعيد نسأل الله الكريم ان ينفعنا بما علمنا وان يجعل ما نتعلمه حجة لنا لا علينا وان يصلح لنا شأننا كل والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين. وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا والمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت نستغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه