الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى في كتابه سؤال وجواب في اهم المهمات السؤال الثاني ما هو الايمان والاسلام واصولهما الكلية الجواب الايمان هو التصديق الجازم بجميع ما امر الله ورسوله بالتصديق به. المتضمن للعمل الذي هو الاسلام وهو الاستسلام لله وحده وهو الاستسلام لله والانقياد لطاعته واما اصولهما فهي ما احتوت عليه هذه الاية الكريمة قولوا امنا بالله وما انزل الينا وما انزل الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباص وما يا موسى وعيسى وما اوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون وما فسره به النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل وغيره حيث قال الايمان ان تؤمن بالله وملائكته كتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره والاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ففسر الايمان بعقائد القلوب وفسر الاسلام بالقيام بالشرائع الظاهرة بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه. وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم فقهنا في الدين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد هذا السؤال الثاني من السؤالات التي اشتملت عليها هذه الرسالة المباركة للامام عبد الرحمن ابن ناصر السعدي رحمه الله تعالى قال ما هو الايمان والاسلام واصولهما الكلية ما هو الايمان والاسلام واصولهما الكلية؟ هذا السؤال يعد من الاسئلة الجامعة والمهمة للغاية فان من اهم المهمات واعظم الواجبات ان يعرف كالمرء الاسلام وان يعرف الايمان وان يعرف اصولهما وان يعرف حقيقتهما وما يشتملان عليه من معاني وان يعرف ايضا المراد بكل منهما حال اجتماعه بالاخر وحال افتراقه عنه وذلك في ضوء ما قد دلت عليه الدلائل من كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه فان هذه المعرفة امرها يعد من اهم المهمات التي ينبغي ان يعنى بها المسلم وان يعتني بها قال رحمه الله تعالى ما هو الايمان والاسلام واصولهما الكلية وقبل الدخول في جوابه رحمه الله ينبغي ان نعلم ان الاسلام والايمان لاطلاقهما في النصوص حالتان الحالة الاولى ان يذكر في النص الواحد معا. الايمان والاسلام وهذا يأتي في نصوص كثيرة يؤتى بهما مقترنين مجتمعين في النص الواحد مثل قول الله تعالى ان المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات ومثل قول الله تعالى قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا وتارة يأتي ذكر الاسلام مفردا ليس مقرونا بالايمان كقول الله عز وجل ان الدين عند الله الاسلام وقول الله عز وجل ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه قول الله عز وجل ورضيت لكم الاسلام دينا وتارة يذكر الايمان مفردا. ليس مقرونا بالاسلام كقوله تعالى انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا ونحوها من الايات فالحاصل ان لاطلاقهما حالتان تارة يذكر كل منهما مفردا عن الاخر وتارة يذكرا معا في النص الواحد اما اذا ذكر كل منهما مفردا عن الاخر فانه يتناول الدين كله اذا ذكر الاسلام مفردا شمل معنى الاسلام ومعنى الايمان واذا ذكر الايمان مفردا شمل ايضا معنى الايمان ومعنى الاسلام اما اذا ذكر معا فانه يراد بالايمان العقائد التي تكون في القلب ويراد بالاسلام الاعمال والاقوال الظاهرة كما هو واضح ذلك في حديث جبريل المشهور قال اخبرني عن الاسلام قال ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت الحرام قال اخبرني عن الايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وان تؤمن بالقدر خيره وشره ففسر عليه الصلاة والسلام الاسلام في هذا الحديث بالاعمال الظاهرة وفسر الايمان بالعقائد القلبية العقائد القلبية والعقائد التي في القلب لا يراها احد لا يراها احد لا يطلع عليها احد الا الله سبحانه وتعالى ولهذا جاءت قصة عجيبة في الصحيحين للصحابي الجليل سعد ابن ابي وقاص احد العشرة المبشرين بالجنة كان عند النبي عليه الصلاة والسلام ذات يوم وهو يعطي العطاء يقسم عطاء صلوات الله وسلامه عليه فاعطى اناسا يقول سعد اعطى رجالا ولم يعطي رجلا كان اعجبهم الي كنت ارى انه احسنهم كنت ارى انه افظلهم كنت ارى انه افظلهم واولاهم بالعطاء فقلت يا رسول الله ما لك عن فلان واني لاراه مؤمنا ما لك عن فلان واني لاراه مؤمنا فقال النبي عليه الصلاة والسلام او مسلما انتبه سعد قال اني لاراه مؤمنا فقال النبي عليه الصلاة والسلام او مسلما ثم تكرر هذا الامر ثلاث مرات وسعد يعيد على النبي عليه الصلاة والسلام اني لاراه مؤمنا فيقول عليه الصلاة والسلام او مسلما ثم قال عليه الصلاة والسلام اني اعطي اناسا وغيرهم احب الي خشية ان يكبهم الله في النار فالعطاء قد يكون للتأليف قد يعطي الاقل مكانة في الدين تأليفا لقلبه تثبيتا له اني اعطي اناسا وغيرهم احب الي خشية ان يكبهم الله في النار لكن الشاهد من الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال او مسلما لان الايمان امره اعلى الايمان اه امره اعلى ورتبته ارفع اقرأ هذا في سورة الحجرات قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولما يدخل الامام في قلوبكم والاية واضحة في بيان الفرق بين الاسلام والايمان والمسلم والمؤمن فالاسلام والايمان اذا اجتمع يفسر الاسلام بالاعمال الظاهرة ولهذا الرجل الذي تراه يصلي الرجل الذي تراه يصلي ويحافظ على امور الدين واعماله وطاعاته وعباداته تقول مسلم تحكم عليه لكن لا تقول مؤمن هكذا جزما لان الايمان امره اعلى ولهذا سعد لما قال اني لاراه مؤمنا وانما قال ذلك لما يرى على ذلك الشخص من الصلاح والديانة والاستقامة قال له النبي عليه الصلاة والسلام او مسلما لان رتبة الاسلام رتبة اقل فمن دخل في هذا الدين فهو مسلم له ما للمسلمين وعليه ما عليهم تجري عليه احكام الاسلام ويحكم بانه مسلم كل من صلح ظاهره يقال مسلم من اكل من استقبل قبلتنا في الحديث قال من من استقبل قبلتنا واكل ذبيحتنا فهو المسلم له ما لنا وعليه ما علينا. قالوا فهو المسلم ما قال فهو المؤمن الايمان رتبة اعلى رتبة يتعمق فيها الايمان في القلب ولهذا قال العلماء رحمهم الله تعالى كل مؤمن مسلم لان من تمكن الايمان في قلبه تمكنا عظيما ظاهره سيصلح تبعا بالاسلام واعمال الاسلام قالوا وليس كل مسلم مؤمنا قالوا وليس كل مسلم مؤمنا والدليل واظح قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا لم تصلوا الى رتبة الايمان ودرجة الايمان ولكن قولوا اسلمنا وفي ضوء هذا البيان اذا قرأت الاية في سورة الاحزاب ان المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات يظهر لك المراد بهؤلاء والمراد بهؤلاء فان المسلم هنا ان المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات المسلم هنا من جاء باعمال الاسلام الظاهرة لكن بشرط ان يكون عنده قدر من الايمان القلبي يصحح اسلامه اما اذا كان عمل ظاهر بدون ايمان قلبي مطلقا فهذا منافق الذي يظهر الايمان وليس في قلبه يظهر الاسلام وليس في قلبه ايمان فالمسلم هو الذي اتى باعمال الاسلام الظاهرة وعنده قدر من الايمان القلبي يصحح اسلامه لان الاسلام الذي هو العمل الظاهر لا يصح ولا يستقيم الا بوجود قدر من الايمان في القلب يجعل هذا الاسلام صحيحا مقبولا مثل ما قال الله سبحانه وتعالى ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فاولئك كان سعيهم مشكورا ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه اي سعيه مقبول عند الله سبحانه وتعالى لكن بهذا القيد وهو مؤمن لكن لو عمل صالحا واكثر من الصالحات وتعددت انواع الصالحات وليس عنده في القلب ايمان لا تنفع اعماله الصالحة ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله وهو في الاخرة من الخاسرين فاذا الاسلام هو الاعمال الظاهرة والايمان هو العقائد التي في القلب الايمان والعقائد التي في القلب والمسلم هو الذي جاء بالاعمال الظاهرة وعنده من الايمان ما يصحح اسلامه والمؤمن من عمر قلبه بالعقائد الايمانية ورسخت في في قلبه فاثمرت صلاحا في عمله ولهذا قالوا كما قدمت كل مؤمن مسلم دون العكس كل مؤمن مسلم دون العكس اذا الاسلام والايمان اذا اجتمعا افترقا واذا افترقا اجتمعا الاسلام والايمان اذا اجتمعا افترقا ما معنى ذلك الاسلام والايمان اذا اجتمع في نص واحد افترقا في المعنى اصبح المراد بالاسلام العمل الظاهر والمراد بالايمان العقائد التي في القلب واذا افترقا اجتمعا اذا افترقا يعني ذكر كل منهما مفردا عن الاخر اجتمعا في المعنى اي ان كلا منهما حال افتراقه عن الاخر يشمل معناه ومعنى الاسم الاخر في قاعدة معروفة عند اهل العلم ان من الاسماء ما يكون شاملا لمسميات متعددة عند اطلاقه وافراده فاذا قرن ذلك الاسم بغيره صار دالا على بعض تلك المسميات والاسم المقرون به دال على باقيها دال على باقيها قال رحمه الله تعالى ما هو الايمان والاسلام واصولهما الكلية قال الجواب الايمان هو التصديق الجازم بجميع ما امر الله ورسوله بالتصديق به المتضمن للعمل الذي هو الاسلام المتضمن للعمل الذي هو الاسلام وهو الاستسلام لله وحده والانقياد له والانقياد لطاعتهم والانقياد لطاعته الايمان التصديق الجازم او الاقرار الذي لا ريب فيه ولا شك بجميع ما امر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بالتصديق به المتضمن للعمل. انتبه للمتضمن للعمل. لان التصديق والاقرار الجازم ان كان فعلا تصديقا واقرارا جازما لابد ان يثمر عملا اذ لا يتصور اقرار قلبي جازم بكل ما امر الله به وما امر به رسوله عليه الصلاة والسلام مع هجر العمل وتركه كلية. لا يمكن لا يتصور ذلك يوضح لك هذا قول النبي عليه الصلاة والسلام الا ان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب ولهذا لا يمكن ان لا يمكن ان يتخلف لا يمكن ان تتخلى في الجوارح عن مراد القلب لانها تبع له هو بمثابة القائد ان استقام القلب استقامت الجوارح وان اعوج اعوجت فهي له تبع فاذا وجد الاقرار الجازم بكل ما امر الله سبحانه وتعالى به ما امر به رسوله عليه الصلاة والسلام فان الجوارح تتبع ذلك بالعمل الصالح. ولهذا قال المتظمن للعمل المتضمن للعمل الذي هو الاسلام ولهذا في ضوء تقرير الشيخ الايمان اذا اطلق اذا ذكر مفردا ماذا يكون تعريفه ماذا يكون تعريفه؟ نفس التعريف الذي ذكره الشيخ يكون تعريفه ان هو التصديق والاقرار الجازم بكل ما امر الله سبحانه وتعالى بالاقرار به والتصديق المتضمن للعمل المتضمن للعمل الذي هو الاسلام قال وهو الاستسلام لله وحده والانقياد له بالطاعة. الاسلام قال هو الاستسلام لله وحده لاحظ في الاسلام انه استسلام وهذا الاستسلام لمن لله فاذا انتفى الاستسلام لا يكون مسلما واذا انتفى كون هذا الاستسلام لله وحده يعني لم يكن لله وحده لا يكون مسلما ولهذا ينهدم الاسلام اما بترك الاسلام تكبرا فمن لم يستسلم لله فهو متكبر ومن استسلم لله ولغيره سوى غيره به في الاسلام لم يكن استسلامه لله وحده يكون مشركا. ولهذا الاسلام يناقضه الشرك والكبر الاسلام يناقضه الشرك والكبر لان من لم يستسلم لله فهو المتكبر من لم يستسلم فلله فهو المتكبر. ومن استسلم لله ولغيره سوى غير الله بالله باستسلامه فهو المشرك فهو المشرك قال وهو الاستسلام لله وحده والانقياد له والانقياد لطاعته قال واما اصولهما واما اصولهما يعني اصول الايمان واصول الاسلام قوله واما اصولهما يعني اصول الايمان واصول الاسلام. والمراد هنا بقوله واما اصوله اصول ما اي حال الاجتماع في حال الاجتماع حال اجتماع الاسلام والايمان لكن اذا ذكر كل منهما مفردا فانه يشمل اصوله وايضا اصول الاخر يشمل الدين كله قال واما اصولهما فهي ما احتوت عليه هذه الاية الكريمة قولوا امنا بالله وما انزل الينا وما انزل الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط وما اوتي موسى وعيسى وما اوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون هذه الاية التي امامنا الان ذكر فيها الاسلام والايمان معا في نص واحد بماذا فسر الايمان وبماذا فسر الاسلام ذكر معا فالايمان هنا في الاية فسر بالعقيدة قولوا امنا بالله قولوا امنا بالله وما انزل الينا الى اخره هذي كلها عقائد والقول اذا اطلق القول اذا اطلق يراد به قول القلب عقيدة وقول اللسان نطقا وتلفظا فقوله قولوا امنا بالله اي قولوا هذا بالسنتكم معتقدين ذلك في قلوبكم قولوا ذلك عن اعتقاد وعن اقرار وعن تصديق فالمراد هنا بالايمان العقائد ثم ختم الاية بقوله ونحن له مسلمون المراد بالاسلام هنا الشرائع الاعمال الطاعات الانقياد لله سبحانه وتعالى بفعل ما امر سبحانه وتعالى قال واما اصولهما فهي ما احتوت عليه هذه الاية الكريمة وذكرها وما فسره به النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل وغيره حيث قال الايمان ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره هذه الستة التي ذكرها النبي عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث هي اصول الايمان اصول الايمان ومعنى اصول الايمان اي دعائمه وركائزه التي لا يقوم الايمان الا عليها وهي ستة اصول ستة اصول لا يقوم الايمان ولا يقوم الدين الا عليها فمن جحدها او جحدها شيئا منها لم ينتفع بعمل ولم يستفد من طاعة وان كثرت لان هذه ركائز واصول يقوم عليها الدين ومثل هذه الاصول مع الدين مثل القلب مع الجسد هل يستقيم جسد بلا قلب مثله كذلك لا يستقيم لا تستقيم اعمال الايمان بلا اصول اصول الايمان. فمثل هذه الاصول من الدين مثل القلب من الجسد مثل القلب من الجسد ولا حياة بلا قلب ولا قبول لطاعة بلا ايمان ولهذا قال الله سبحانه وتعالى ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله وهو في الاخرة من الخاسرين وهذه الاصول مذكورة في القرآن مجتمعة في مواضع منها قول الله سبحانه وتعالى ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين وقوله في اخر السورة امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير. قوله واليك المصير هذا الايمان باليوم الاخر وقال تعالى يا ايها الذين امنوا امنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي انزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر فقد ظل ضلالا بعيدا فهذه الاصول هذه الاصول العظيمة اصول لا يقوم الدين الا عليها لا يقوم الدين الا عليها هذه اصول الايمان فلما سأله في الحديث لما سأل جبريل النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث عن الايمان فسره باصوله وكان قبل ذلك سأله عن الاسلام ففسره باعمال الدين الشرائع الشرائع كما في قوله هنا قال والاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت قال الشيخ رحمه الله تعالى معلقا ففسر الايمان بعقائد القلوب عقائد القلوب ما هي ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وان تؤمن بالقدر خيره وشره هذه كلها عقائد قلبية وفسر الاسلام بالقيام بالشرائع الظاهرة ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج بيت الحرام ولهذا الاسلام اذا ذكر مع الايمان يراد به الاقوال والاعمال الظاهرة كما هو في هذا الحديث والايمان اذا قرن بالاسلام يراد به العقائد الباطنة التي في القلب العقائد الباطنة التي في القلب اما اذا ذكر كل منهما مفردا عن الاخر فانه يتناول معنى الاخر نعم قال رحمه الله تعالى السؤال الثالث ما هي اركان الايمان باسماء الله وصفاته الجواب هي ثلاثة ايمان بالاسماء الحسنى كلها وايمان بما دلت عليه من الصفات وايمان باحكام صفاته ومتعلقاتها فنؤمن بانه عليم له العلم الكامل المحيط بكل شيء. وانه قدير ذو قدرة عظيمة يقدر بها على كل شيء وانه رحيم رحمن ذو رحمة واسعة يرحم بها من يشاء وهكذا بقية الاسماء الحسنى والصفات ومتعلقاتها قال رحمه الله تعالى السؤال الثالث ما هي اركان الايمان باسماء الله وصفاته ما يركان الايمان باسماء الله وصفاته الله عز وجل ذكر في القرآن ان له جل في علاه الاسماء الحسنى قال الله عز وجل قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن ايا ما تدعو فله الاسماء الحسنى وقال تعالى ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وقال الله لا اله الا هو له الاسماء الحسنى وقال هو الله هو الله الخالق البارىء المصور له الاسماء الحسنى الاسماء الحسنى لله والمراد بالحسنى اي البالغة في الحسن غايته وتمامه وكماله الاسماء الحسنى لله المراد بالحسنى اي التي بلغت في الحسن غاية الحسن وتمامه وكماله وفي ضوء هذا يعلم ان اسماء الله كلها وهي كلها حسن دالة على صفات كمال دالة على صفات كمال لو كانت اسماء جامدة غير دالة على صفة لم تكن حسنا ولو كانت دالة على صفة نقص لم تكن حسنا فاسماء الله حسنى لانها دالة على صفات كمال صفات بلغت في الكمال غايته ولهذا وظع الشيخ رحمه الله تعالى هذا السؤال تنبيها على هذا الامر العظيم في باب الاسماء الحسنى وفقهها ان الايمان باسماء الله ليس بمجرد حفظ لفظ الاسم ليس بمجرد حفظ لفظ الاسم ان يحفظ ان من اسماء الله السميع ومن اسماءه البصير ومن اسماء العليم ومن اسماء الرحيم ليس بمجرد الحفظ ولما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث المتفق على صحته ان لله تسعة وتسعين اسما مائة الا واحدا من احصاها دخل الجنة من احصاها دخل الجنة علم من ذلك ان احصاء الاسماء ليس بعد الفاظها او حفظ الفاظها بل لا بد من فهم المعنى الذي دل عليه الاسم ولابد ايضا من القيام بالعبودية التي يقتضيها الاسم ولهذا العلماء رحمهم الله قالوا ان كل اسم من اسماء الله تبارك وتعالى له عبودية كل اسم من اسماء الله له عبودية هي من مقتضيات ايمانك بهذا الاسم هي من مقتضيات ايمانك بهذا الاسم وهذا امر واضح عندما تؤمن بان الله سميع وتثبت السمع صفة لله سبحانه وتعالى وان سمعه جل في علاه وسع الاصوات كلها. ماذا يقتضي؟ ايمانك بهذا الاسم من عبودية لله اليس من مقتضيات هذا الاسم ان تتعبد لله سبحانه وتعالى بالا يسمع منك الا ما يحب والا يسمع منك ما يغضبه ويسخطه جل في علاه فهذا من مقتضيات ايمان العبد بان الله سميع ان الله سبحانه وتعالى يسمع كلامه ولهذا سبحان الله العبد عندما يستشعر هذا المعنى وهو يتحدث يتأدب مع الله عندما يستشعر هذا المعنى وهو يتحدث يتأدب مع الله ارأيتم الان الشخص عندما يقف عندما يقف عند احد من المخلوقين معظم كيف يضبط الفاظه ويرتب منطقه ويزن كلامه ويراعي الحشمة والادب الله احق بذلك سبحانه وتعالى ولكن هذا من نقص ايماننا وظعفه من نقص ايماننا وظعفه والا الله سبحانه وتعالى يسمع كلامك المرأة المجادلة التي جاءت الى النبي عليه الصلاة والسلام تجادل في زوجها وتشتكي الى الله في بيت النبي عليه الصلاة والسلام اتت اليه وكانت عائشة في البيت نفسه قريبة منها تقول عائشة كنت اسمع بعض كلامها ويغيب عني بعضها هي معها في البيت قريبة منها فتقول كنت اسمع بعض كلامها ويغيب عني بعضه فما ان فرغت المجادلة الا ونزل قول الله قد سمع قد سمع الله قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله. والله يسمع تحاوركما. ان الله سميع بصير قالت عائشة رضي الله عنها سبحان الذي وسع سمعه الاصوات سبحان الذي وسع سمعه الاصوات انظر فقه ام المؤمنين رضي الله عنها وسع سمعه الاصوات. ولهذا الناس كلهم بل الجن والانس. من زمن ادم الى ان يرث الله الارض. ومن عليها لو انهم اجمعين قاموا في صعيد واحد وفي لحظة واحدة نطقوا جميعا كل بلهجة وكل بلغة وكل بحاجة لسمعهم جل في علاه اجمعين دون ان يختلط عليه صوت بصوت او لغة بلغة او حاجة بحاجة هذا معنى قول عائشة سبحان الذي وسع سمعه الاصوات ومما يدل على ذلك الحديث القدسي يا عبادي الله يقول يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني ماذا يقتضي قوله؟ فسألوني فاعطيت كل واحد منكم مسألة ما نقص ذلك من ملكي الا كما ينقص المخيط اذا غمس في البحر ما مقتضى ذلك ها ما مقتضى ذلك انهم اجمعين يسمعهم على اختلاف اللغات وتباين اللهجات واختلاف الحاجات يسمعهم اجمعين سبحانه وتعالى فهل الايمان بان الله سميع؟ هل المراد به حفظ الاسم هذا فقط هل هذا هو المراد ان يحفظ ان ان لله اسم السميع هل هذا هو المراد وهل يكون حقق الايمان بهذا الاسم ام انه لابد ان يؤمن بالاسم ويؤمن بماذا؟ الصفة التي دل عليها الاسم مثل ما قالت عائشة وسع سمعه الاصوات ويؤمن ويحقق ما يقتضيه هذا الاسم من عبودية لله سبحانه وتعالى وتقرب له جل في علاه هذا مثال هذا مثال قل مثله في الاسماء الحسنى اسماء الله سبحانه وتعالى ولهذا كما قدمت العلماء رحمهم الله تعالى قالوا ان قالوا ان كل اسم لله سبحانه وتعالى له عبودية. هي هي من مقتضيات ايمان العبد ايمان العبد بهذا الاسم مقتضيات ايمان العبد بهذا الاسم اذا قول النبي عليه الصلاة والسلام ان لله تسعة وتسعين اسما مائة الا واحد من احصاها دخل الجنة ما المراد باحصاها من احصاها دخل الجنة. قال العلماء يشمل امورا ثلاثة كلها من الاحصاء الذي هو سبب وموجب لدخول الجنة من احصاها دخل الجنة الاول معرفة هذه الاسماء وحفظها والامر الثاني فهم معانيها وما دلت عليه من صفات لله سبحانه وتعالى والامر الثالث القيام بما يقتضيه ذلك من تعبد وتقرب لله سبحانه وتعالى كما سبق البيان ان كل اسم من اسماء الله سبحانه وتعالى له عبودية هي من مقتضيات الايمان بذلك الاسم فهذا هو معنى من احصاها دخل الجنة احصاها بحفظها وبفهم معناها و مدلولها وبتحقيق العبودية التي تقتضيها هذه الاسماء قال دخل الجنة وهذا يستفاد منه ان اعظم ابواب دخول الجنة ان تعرف ربك سبحانه وتعالى ان تعرف معبودك ان تعرف خالقك باسمائه الحسنى وصفاته العظيمة جل في علاه وهذا من الركائز التي تقوم عليها دعوات النبيين الانبياء دعوات تقوم على ركائز ثلاثة منها التعريب بالمعبود ان يعرف العبد ربه يعرف خالقه يعرفه سبحانه وتعالى باسمائه وصفاته التي تعرف الى عباده بها في كتابه وفي سنة رسوله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه قال الشيخ رحمه الله الجواب هي ثلاثة هي ثلاثة ايمان بالاسماء الحسنى كلها وايمان بما دلت عليه من الصفات وايمان باحكام صفاته ومتعلقاتها. وايمان باحكام صفاته ومتعلقاتها. وظرب على ذلك امثلة قال فنؤمن بانه عليم له العلم الكامل المحيط بكل شيء عليم له العلم الكامل المحيط بكل شيء وانه قدير ذو قدرة عظيمة يقدر بها على كل شيء رحيم رحمن ذو رحمة واسعة يرحم بها من يشاء وهكذا بقية الاسماء الحسنى والصفات ومتعلقاتها فتؤمن الاسم وتؤمن بما دل عليه من صفة وتؤمن بالحكم والمتعلق مثال السميع اسم نؤمن به السمع صفة دل عليها هذا الاسم المتعلق يسمع سبحانه وتعالى عليم والصفة العلم والحكم والمتعلق يعلم يعلم احاط علمه بكل شيء سبحانه وتعالى. ثم قيام العبد ما يقتضيه هذا الايمان بالاسم آآ الصفة من عبودية وخضوع لله سبحانه وتعالى ذكر الشيخ ان للامام الاسماء ثلاثة اركان للايمان بالاسماء ثلاثة اركان وذكر امثلة باسمه العليم والقدير والرحيم ذكر هذه الاسماء امثلة على هذه القاعدة والعلماء رحمهم الله تعالى ذكروا ان اسماء الله من حيث ما تدل عليه من صفات على نوعين اسماء الله سبحانه وتعالى من حيث ما تدل عليه من صفات على نوعين نوع يدل على صفات متعدية مثل الامثلة التي ذكر الشيخ رحمه الله تعالى ونوع يدل على صفات لازمة وبناء على ذلك فان للايمان باسماء الله سبحانه وتعالى ان دلت على وصف متعد ثلاثة اركان كما هي الامثلة التي ذكر الشيخ رحمه والله الايمان بالاسم والايمان بالصفة والايمان بالمتعلق واما اذا دل الاسم على وصف لازم واما اذا دل الاسم على وصف اللازم فللايمان به ركنان ايمان بالاسم وايمان بالصفة التي دل عليها الاسم مثل الحي الحي والصفة الحياة والعظيم والصفة العظمة ونحو ذلك مثل الاول والاخر والظاهر والباطن هذه كلها اسماء دالة على وصف لازم فاذا اسماء الله تبارك وتعالى ان دلت على وصف متعد فللإيمان بها ثلاثة اركان مثل ما ذكر الشيخ في هذا الجواب واذا كانت دالة على وصف لازم فللايمان بها ركنان كما هي الامثلة التي اشرت اليها الحي العظيم الاول الاخر الظاهر الباطن ونحوها من اسماء الله نعم قال رحمه الله تعالى السؤال الرابع ما قولكم في مسألة علو الله على الخلق واستوائه على العرش الجواب نعرف ربنا بانه علي اعلى بكل معنى واعتبار. علو الذات وعلو القدر والصفات وعلو القهر وانه بائن من خلقه مستو على عرشه كما وصف لنا نفسه بذلك. والاستواء معلوم والكيف مجهول فقد اخبرنا انه استوى ولم يخبرنا عن الكيفية. وكذلك نقول في جميع صفات الباري انه اخبرنا بها ولم يخبرنا عن كيفيتها فعلينا ان نؤمن بكل ما اخبرنا به في كتابه فعلينا ان نؤمن بكل ما اخبرنا في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم لا نزيد على ذلك ولا ننقص منه قال رحمه الله تعالى السؤال الرابع ما قولكم في مسألة علو الله على الخلق واستوائه على العرش ما قولكم في مسألة علو الله على الخلق واستوائه على العرش اجاب رحمه الله قال نعرف ربنا بانه علي اعلى نعرف ربنا بانه علي اعلى مثل ما قال الله وهو العلي العظيم. قال جل وعلا وهو الكبير المتعال قال جل وعلا سبح اسم ربك الاعلى فنؤمن بذلك نؤمن بان ربنا علي اعلان نؤمن بان ربنا علي اعلى كما اثبت لنفسه ذلك جل وعلا وكما اثبته له رسوله عليه الصلاة والسلام فهو علي اعلى العلو الثابت لله عز وجل هو العلو بكل معاني العلو لان الله عز وجل اثبت لنفسه العلو المطلق فله علو الذات وعلو القدر وعلو القهر له العلو بكل معانيه العلي بكل معنى واعتبار العلي بكل معنى واعتذار لكن لو جاء شخص وقال انا اثبت لله علو القدر فقط هذا يصبح ماذا تحكم هذا تحكم الله عز وجل اثبت لنفسه العلو بكل معنى واعتبار فلما يقيد ببعض معانيه وتنفى المعاني الاخرى فالله سبحانه وتعالى له العلو بكل معنى واعتبار علو الذات وعلو القدر وعلو القهر علو الذات مثل ما قال الله سبحانه وتعالى الرحمن على العرش استوى ومعنى استواء علا وارتفع باجماع اهل العلم مستوى اي علا وارتفع فهو سبحانه وتعالى علي على عرشه المجيد مستو عليه استواء يليق بجلاله وكماله وعظمته سبحانه له علو الذات وله علو القدر كما قال الله سبحانه وتعالى وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة وله علو القهر وهو القاهر فوق عباده فهو عز وجل له العلو بكل معنى واعتبار له علو الذات وعلو القدر والصفات وعلو القهر قال وانه بائن من خلقه هذه الكلمة بائن يطلقها اهل العلم من في السلف رحمهم الله تعالى من باب الاخبار عن الله سبحانه وتعالى من باب الاخبار عن الله سبحانه وتعالى وهي كلمة واظحة وصحيحة ولا اشكال فيها وهي تعني كلمة باء ان الله سبحانه وتعالى وتقدس وتنزه ليس في ذاته شيء من مخلوقاته ولا في مخلوقاته شيء من ذاته تعالى الله عن ذلك هذا معنى بائن باء علي آآ على عرشه المجيد علوا يليق بجلاله وكماله وعظمته سبحانه وتعالى مستو على عرشه كما وصف لنا نفسه بذلك اي في مواضع من القرآن في سبعة مواضع ثم استوى على العرش في ستة مواضع وفي موضع قال الرحمن على العرش استوى ومعنى استوى اي على وارتفع علوا يليق بجلاله وكماله وعظمته سبحانه قال رحمه الله والاستواء معلوم والكيف مجهول فقد اخبرنا انه استوى ولم يخبرنا عن عن الكيفية قال الاستواء معلوم معنى معلوم اي المعنى استواء معلوم اي معناه معلوم معناه واضح باجماع السلف على وارتفع هذا معناه استوى اي على وارتفع علوا يليق بجلاله سبحانه وتعالى الاستواء معلوم والكيف مجهول كيفية الاستواء مجهولة ولهذا لما جاء رجل الى مالك رحمه الله وقال يا ابا عبد الرحمن الرحمن على العرش استوى كيف استوى قال رحمه الله تعالى الاستواء معلوم والكيف مجهول الاستواء معلوم والكيف مجهول والايمان به اي الاستواء واجب والسؤال عنه اي الكيف بدعة ثم ارى امر باخراجه من مجلسهم قال ما اراك الا رجل سوء اخرجوه عني وكان رحمه الله غضب عندما سمع هذا السؤال. لان السؤال محدث لانه سؤال محدث فالاسفاء معلوم اي معناه معلوم اما الكيفية فمجهولة يقول الشيخ فقد اخبرنا انه استوى ولم يخبرنا عن الكيفية ولم يخبرنا عن كيفية فنؤمن بما اخبرنا به ونكف السنتنا عن الخوض فيما لم يخبرنا به فان من خاض في ذلك قفى ما ليس له بعلم. والله يقول ولا تقف ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد اولئك كان عنه مسؤولا وقال على الله بلا علم والله يقول وان تقولوا على الله ما لا تعلمون قال فقد اخبرنا انه استوى ولم يخبرنا عن الكيفية وهذا الذي ذكر رحمه الله في الاستواء يقال في جميع الصفات يقال في جميع آآ صفات الله تبارك وتعالى. نقول قاعدة جامعة في الصفات كلها. الصفات معلومة المعاني مجهولة الكيفية والايمان بها واجب والسؤال عن كيفيتها بدعة. هذي قاعدة في كل الصفات الامام رحمه الله مالك قالها في جواب سؤال عن صفة الاستواء او عن كيفية الاستواء وقد عدها العلماء رحمه الله رحمهم الله قاعدة تقال في جميع الصفات فمن سأل عن كيفية اي صفة من صفات الله يجاب بما اجاب به ما لك رحمه الله تعالى ولهذا يقول الشيخ رحمه الله وكذلك نقول في جميع صفات الباري انه اخبرنا بها ولم يخبرنا عن كيفيتها اخبرنا بها اي اخبرنا بالصفات ولم يخبرنا بكيفيتها فعلينا ان نؤمن بكل ما اخبرنا في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ولا نزيد على ذلك ولا ننقص منه كما قال الامام احمد رحمه الله نصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لا نتجاوز القرآن والحديث. نعم قال رحمه الله تعالى السؤال الخامس ما قولكم في الرحمة والنزول الى السماء الدنيا ونحوها الجواب نؤمن ونقر بكل ما وصف الله به نفسه من الرحمة والرضا والنزول والمجيء. وبما وصفه به الرسول صلى الله عليه وسلم على وجه لا يماثله فيه احد من خلقه فانه ليس كمثله شيء فكما ان لله ذاتا لا تشبهها الذوات فله تعالى صفات لا تشبهها الصفات وبرهان ذلك ما ثبت من التفصيلات العظيمة في الكتاب والسنة في اثباتها والثناء على الله بها وما ورد على وجه في تنزيهه عن المثل والند والكفر والشريك نعم يؤجل الكلام على هذا السؤال الى لقاء الغد ونسأل الله الكريم اه رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا وبانه الله الذي لا اله الا هو ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يهدينا اليه صراطا مستقيما انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل احسن الله اليكم وبارك فيكم ونفعنا الله بما قلتم وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين يقول هذا السائل كيف يعلم العبد انه محقق للايمان هذا يقول كيف يعلم المرء انه محقق للايمان الجواب ان هذا الامر لا سبيل الى الجزم به لا سبيل الى الجزم بان المرأة قد حقق الامام مهما اجتهد في العمل والاصلاح لقلبه والاقامة لنفسه على طاعة الله سبحانه وتعالى فانه مهما كان لا يجزم لنفسه اكمال العمل وتتميمه وتحقيق الايمان فان الله عز وجل في سورة المؤمنون ذكر اوصاف المؤمنين الكمل فقال عز وجل ان الذين هم من خشية ربهم مشفقون والذين هم بايات ربهم يؤمنون والذين هم بربهم لا والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون قلوبهم وجلاء خائفة يعني يؤتون ما اتوا يقدمون ما يقدمون من ايمان واعمال وطاعات وقلوبهم وجلة اي خائفة ما يعتقد انه وكم من وتمم او حقق الايمان لا يجزم بذلك قد قال الله تعالى فلا تزكوا انفسكم هو اعلم بمن اتقى وقد ساء وقد سألت ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها النبي صلى الله عليه وسلم عن معنى هذه الاية الذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم مجهلة قالت يا رسول الله اهو الرجل يزني ويسرق ويقتل ويخاف ان يعذب يؤتون ما اتوا وقلوب وجلة هل المراد يعني يفعلون ما يفعلون من معاصي ويخافون من العقوبة هل هذا المراد قال لا يا ابنة الصديق ولكنه الرجل يصلي ويصوم ويتصدق ويخاف ان لا يقبل ويخاف الا يقبل ولهذا الحسن البصري رحمه الله تعالى قال اه ان المؤمن جمع بين احسان ومخافة والمنافق جمع بين اساءة وامن المؤمن جمع بين احسان ومخافة يحزن بالعمل هو في الوقت خائف. ما يدعي انه كمل ولا يدعي انه حقق الايمان يبقى مجاهدا نفسه على التكميل والتكميم ايمانه وهو في الوقت نفسه خائف مشفق عبدالله بن ابي مليكة احد التابعين يقول رحمه الله ادركت اكثر من ثلاثين صحابيا كلهم يخاف النفاق على نفسه كلهم يخاف النفاق على نفسه ما ما يدعي آآ التكميل والله جل وعلا يقول فلا تزكوا آآ انفسكم هو اعلم بمن اتقى وعلى كل الانسان لا يصل الى درجة يجزم فيها انه حقق الايمان لكنه يجتهد ويسدد ويقارب ويسأل الله تبارك وتعالى القبول ودائما يتهم نفسه التقصير والاخلال ويبقى مجاهدا نفسه على التكميل والتتميم للعمل نعم احسن الله اليكم يقول كيف يعظم المسلم اسماء الله الحسنى؟ وتكون داعية له للطاعات رادعة له عن المحرمات هذا سؤال عظيم تعظيم اسماء الله هو باب السعادة كما مر معنا في الحديث وباب النجاة والفوز ودخول الجنة كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام ان لله تسعة وتسعين أسماء من احصاها دخل الجنة وهذه الاسماء كلما ازداد العبد معرفة بها وفقها في معانيها ومدلولاتها كان لها الاثر العظيم في استقامة حاله وصلاح عمله وزكاء نفسه كما قال الله تعالى انما يخشى الله من عباده العلماء فكلما كان العبد بالله يعرف كان منه اخوف ولعبادته اطلب وعن معصيته ابعد كل ما نمت وقويت هذه المعرفة بالله زاد الصلاح في العبد ولهذا اساس الصلاح حسن المعرفة بالله سبحانه وتعالى وهذا الباب يحتاج من العبد الى مجاهدة للنفس في الفقه في اسماء الله الفقه في اسماء الله واذا كان النبي عليه الصلاة والسلام قد قال في الحديث من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين فان الفقه في اسماء الله هو اعظم الفقه في الدين. وهو من الفقه الاكبر اعظم الفقه في الدين ان يعرف الانسان اسماء الله ويعرف معانيها ويجاهد نفسه على تحقيق العبوديات التي فتقتضيها اسماء الله تبارك وتعالى. نعم احسن الله اليكم يقول هل من ترك اعمال الجوارح بالكلية يكون له حظ من الاسلام؟ وكيف يجاب عن قوله صلى الله عليه عليه وسلم لم يعملوا خيرا قط. من لم يعمل خيرا قط لم يعمل شيئا من الاعمال الاعمال الجوارح مطلقا لا حظ له من الاسلام لانه الاسلام عمل الاسلام انقياد الاسلام انقياد وامتثال لاوامر الله سبحانه وتعالى فاي حظ لعبد في الاسلام لا حظ له مطلقا في اعمال الاسلام فان الاسلام هو الاستسلام لله الاسلام هو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والخلص من الشرك. هذا هو الاسلام. الاسلام ان يكون مقادا مطيعا ممتثلا اوامر الله سبحانه وتعالى فمن لم يكن مقادا ممتثلا آآ اوامر الله سبحانه وتعالى لا حظ له في آآ الاسلام ولا نصيب لان الاسلام استسلام وانقياد وامتثال لاوامر الله سبحانه وتعالى ولا يتصور ووقوعا اسلام صادق وايمان صادق مع انتفاع العمل مطلقا وكيف يتصور ذلك وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح الا ان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب وما تشابه من النصوص لا يقضى به على المحكم البين منها نعم احسن الله اليكم يقول يعرف العلماء الايمان بانه قول واعتقاد وعمل ويعرفونه في بعض الاحيان بالاركان او باصوله الستة فهل هناك فرق بين هذين التعريفين؟ اعد احسن الله اليكم يقول يعرف العلماء الايمان بانه قول واعتقاد وعمل. ويعرفونه في بعض الاحيان باصوله الستة فهل هناك فرق بين هذين التعريفين؟ هذا مقام وهذا مقام. هذا مقام في التعريف وهذا مقام اخر. لان اذا كان مثل ما مر معنا في حديث جبريل اه سأل عن الاسلام ثم سأل عن الايمان فالمقام هنا في تعريف الايمان مقام بيان لاصوله فصول الايمان. اما اذا عرف الايمان المطلق فالايمان المطلق يتناول الدين كله العقيدة والعمل. مثل ما قال السلف الايمان قول واعتقاد وعمل نعم احسن الله اليكم يسأل عن حكم التسمية بعبد العالي الذي ثبت في القرآن من اسماء الله تبارك وتعالى الاعلى في قوله سبح اسم ربك الاعلى والعلي في قوله وهو العلي العظيم واية اخرى والمتعال في سورة الرعد قال تعالى وهو الكبير المتعال فهذه الاسماء الثلاثة ثبتت وكلها دالة على علو الله العلو المطلق علو الذات علو القدر وعلو القهر نعم احسن الله اليكم يقول حفظكم الله قرأنا انه يطلق الاسلام على الاعمال الظاهرة اي العالي العالي هكذا يسأل العالي هذا يكون من باب الاخبار لكن لا يعد في اسماء الله عز وجل الا ما جاء منصوصا عليه ومصرحا به في كتاب الله وسنة نبيه. عليه الصلاة والسلام نعم احسن الله اليكم يقول حفظكم الله قرأنا انه يطلق الاسلام على الاعمال الظاهرة اي اركان الاسلام الخمس لكن اليست الشهادة من الاعمال الباطنة؟ افيدونا الشهادة قول وهذا القول لا يقبل قولا مجردا لكن الشهادة قول عمل ظاهر ولهذا ما يدخل المرء في الاسلام الا شهادة تسمع منه قول يسمع هم العقيدة لا يدرى عنها العقيدة التي في قلبه قد يقولها المرء ولا يكون عنده عقيدة العقيدة مكانها القلب الذي هو الايمان الايمان اما الشهادة قول ظاهر ولا يكون دخول في هذا الدين الا النطق بالشهادتين. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في قصة اسامة المشهورة قال اقتلته بعد ان قال لا اله الا الله هذا قول ظاهر نعم ولهذا الايماء الاسلام حالة اجتماع مع الايمان يفسر بالاقوال والاعمال الظاهرة نعم احسن الله اليكم يقول آآ هل من ضابط يعرف به الاسم المتعدي من الاسم الدال على وصف اللازم؟ غير المتعارف عليه في اللغة الاسم المتعدي والاسم اللازم هذا يعرف بالنظر في هذه الاسماء. لانك اذا نظرت الان في اسم الله عز وجل الحي تدل على امرين اثبات الحي اسما لله واثبات الحياة صفة له بخلاف العليم العليم يدل على العليم اسم والعلم صفة ويعلم عليم بعلم يعلم اما الحي حي بحياة اما يحيي هذا المحيي ليس الحي آآ مثله ايظا العظيم والاول والاخر والظاهر وعدد من اسماء الله تبارك وتعالى فهذا يعرف النظر والتأمل في المعاني ومدلولات هذه الاسماء الله اعلم. جزاكم الله خيرا