بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول المؤلف رحمه الله تعالى السؤال الثالث عشر ما صفة الايمان بالانبياء على وجه التفصيل الجواب علينا ان نؤمن بجميع الانبياء والرسل الذين ثبتت نبوتهم ورسالتهم على وجه الاجمال والتفصيل ونعتقد ان الله تعالى اختصهم بوحيه وارساله وجعلهم وسائط بينه وبين خلقه في تبليغ دينه وشرعه وايدهم بالايات الدالة على صدقهم وصحة ما جاءوا به وانهم اكملوا الخلق علما وعملا واصدقهم وابرهم واكملهم اخلاقا واعمالا. وان الله خصهم بفضائل لا يلحقهم فيها احد. وبرأهم من كل خلق رذيل. وانهم معصومون في بكل ما يبلغونه عن الله وانه لا يستقر في خبرهم وتبليغهم الا الحق والصواب وانه يجب الايمان بهم كلهم وبكل ما اوتوه من الله ومحبتهم وتوقيرهم وتعظيمهم ونؤمن ان هذه الامور واجبة علينا لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم على اكمل الوجوه واعلاها. وانه يجب معرفته ومعرفة ما جاء به من الشرع جملة وتفصيلا بالاستطاعة والايمان بذلك والتزامه والتزام طاعته في كل شيء بتصديق خبره وامتثال امره واجتناب نهيه وانه خاتم النبيين لا نبي بعده قد نسخت شريعته جميع الشرائع وهي باقية الى قيام الساعة ولا يتم الايمان به حتى يعلم العبد ان ما جاء به ان جميع ما جاء به حق وانه يستحيل ان يقوم دليل عقلي او حسي او غيرهما على خلاف ما جاء به بل العقل الصحيح والامور الحسية الواقعة تشهد للرسول بالصدق والحق بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد هذا السؤال الثالث عشر مما اشتمل عليه هذا الكتاب المبارك النافع من سؤالات في اهم المهمات مع اجابات مسددة ففي بالغرض وتحقق المقصود مع مراعاة للاختصار والايجاز في هذا السؤال آآ الذي ذكر رحمه الله تعالى سؤال عن صفة الايمان بالانبياء على وجه التفصيل سؤال عن الايمان بالانبياء على وجه التفصيل وكما نبهت فيما سبق يراد بالتفصيل هنا اي بحسب ما يتناسب مع هذا المختصر والا باب التفصيل اوسع مما ذكر سواء في هذا السؤال او في غيره مما تقدم ومما سيأتي فالمراد بالتفصيل هنا اي بحسب ما يسعه ويحتمل هذا المختصر والا فتفاصيل ذلك تحتاج الى بسط اوفى وبيانا اكثر وتحتاج الى مجلدات ومجلدات كما هو واضح في ما كتبه اهل العلم اه رحمه رحمهم الله تعالى من مصنفات في اصول الايمان واركان الاركان التي يقوم عليها دين الله سبحانه وتعالى قال ما صفة الايمان بالانبياء على وجه التفصيل اولا ينبغي ان يعلم ان الايمان بالانبياء عليهم صلوات الله وسلامه اجمعين ركن من اركان الايمان واصل من الاصول العظيمة المتينة التي يقوم عليها دين الله سبحانه وتعالى قال الله عز وجل ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين وقال عز وجل يا ايها الذين امنوا امنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي انزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر فقد ضل ضلالا بعيدا وقال عز وجل امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير واضح في هذه الايات الكريمات ان الانبياء ان الايمان بالانبياء عليهم السلام ما معدود في اصول الايمان التي يقوم عليها دين الله سبحانه وتعالى ايمانا بهم كلهم دون تفريق بين نبي واخر لا نفرق بين احد من رسله الايمان بواحد من الانبياء يقتضي الايمان بجميعهم لانهم رسل الله ودعوتهم واحدة والتكذيب بواحد منهم تكذيب بهم كلهم فان المكذب بواحد من المرسلين هو في الحقيقة مكذب بجميع المرسلين ولهذا قال الله عز وجل كذبت قوم نوح المرسلين وهم انما كذبوا نوحا كذبت قوم لوط كذبت قوم عاد كذبت قوم ثمود فهم انما كذبوا نبيهم واعد الله سبحانه وتعالى تكذيبهم لنبيهم تكذيبا للمرسلين كلهم فمن كذب نبيا واحد فهو مكذب برسل الله كلهم ومن قال انه يؤمن ببعض ويكفر ببعض هو كافر بالنبيين وكافر برب العالمين لان من كذب برسل الله عز وجل فتكذيبه بهم تكذيب بمن ارسلهم وبعثهم بالحق والهدى فان رسل الله عليهم صلوات الله وسلامه مبلغون عن الله وما على الرسول الا البلاغ فمن كذب الرسول كذب من ارسله من كذب الرسول كذب من ارسله فان الرسول لم يأتي بشيء من نفسه وانما هو مبلغ كلام من ارسله ولهذا فان التكذيب بالرسل او بواحد منهم تكذيب رب العالمين ولهذا ايضا ينبغي ان يعلم ان الايمان بالرسل هو من الايمان بالله الايمان بالرسل هو من الايمان بالله سبحانه وتعالى فالايمان بالله اصل اصول الايمان والايمان بالرسل الايمان بالملائكة والايمان بالكتب هذا كله تابع لي اصل الاصول الذي هو الايمان بالله سبحانه وتعالى ولهذا لاحظ في الاية الكريمة التي مرت قول الله سبحانه وتعالى كل امن بالله كل امن بالله هذا الاصل الذي هو اصل الاصول ثم اتبع ذلك بقوله وملائكته ورسله وملائكتي ورسلي لان الايمان بالملائكة والايمان بالرسل تابع لاصل الاصول الذي هو الايمان بالله فمن كذب الرسل عليهم صلوات الله وسلامه اجمعين فهو مكذب بمن ارسلهم. الحاصل ان الايمان بالرسل اصل عظيم من اصول الايمان العظيمة المتينة التي لا قيام للدين الا عليها والتكذيب بهم كما تقدم كفر والكفر محبط للعمل. ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله وهو في الاخرة من الخاسرين الايمان بانبياء الله ورسله عليه الصلاة عليهم صلوات الله وسلامه اجمعين هو ايمان بانهم صفوة خلق الله وخيار عباده اختارهم الله عز وجل واصطفاهم واجتباهم على العالمين ليكونوا وسائط بينه وبين عباده في ابلاغ دينه والله سبحانه وتعالى اقتضت حكمته جل جل في علاه وهو الحكيم الخبير الا ينزل الوحي على كل فرد من افراد الناس وانما جعل نزول الوحي على صفوة الناس وخيارهم الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس فاصطفاهم واجتباهم واختارهم جل وعلا ثم جاء لهم رسل ووسائط بينه وبين عباده فبلغوا البلاغ المبين ونصحوا اممهم تمام النصح وادوا رسالة الله سبحانه وتعالى وافية وما تركوا خيرا الا دلوا اممهم عليه ولا شرا الا حذروا اممهم منه كما صح كما صح في الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال ما بعث الله من نبي الا كان حقا عليه ان يدل امته الى خير ما يعلمه لهم وان يحذرهم من شر ما يعلمه لهم. وهكذا كانوا اجمعين عليهم صلوات الله وسلامه. فبلغوا رسالات الله ونصحوا عباد الله وبينوا لهم الخير جملة وتفصيلا وحذروهم من الشر جملة وتفصيلا وما تركوا من خير الا ذلوا امتهم عليه ولا شر الا حذروا امتهم منه فهم هداة الخلق ودعاة الحق وهم صلاح البشرية ولا نيل لسعادة او فظيلة او رفعة الا من خلال هديهم وما يدعون اليه من الحق المبين والنور المستبين عليهم صلوات الله وسلامه اجمعين. وهم الميزان الذين على اقوالهم واعمالهم تعرض الامور وتوزن الاشياء فيعرف بهذا الميزان صالح الاشياء من سيئها نافعها من ضارها خبيثها من طيبها لا لا تتميز الامور الا بهدى الانبياء ودعوة الانبياء وبلاغ الانبياء ونصح الانبياء ولا تهتدي البشرية الى الخير الا من جهتهم فهما النور والضياء وهما الصلاح البشرية وزكاء العباد بما يدعون اليه من الحق والهدى بما يدعون اليه من الحق والهدى ولهذا فان الانبياء هداة للعباد والمراد بالهداية هنا هداية الدعوة والبيان كما قال الله سبحانه وتعالى عن نبيه عليه الصلاة والسلام وانك لتهدي الى صراط مستقيم وانك لتهدي الى صراط مستقيم وهذا لا يعارظ قوله انك لا تهدي من احببت فان الهداية هنا بقوله وانك لتهدي الى صراط مستقيم هداية البيان والدلالة ولهذا الانبياء عموما هداة الى الحق اي هداية بيان ودلالة وارشاد فدلوا اممهم الى كل خير ودعاهم ودعوهم الى كل فظيلة فامن من امن وكفر من كفر ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة قال عز وجل ثم قفينا على اثارهم برسلنا وقفينا بعيسى ابن مريم واتيناه الانجيل في في الاية التي قبلها قال سبحانه وتعالى ولقد ارسلنا نوحا وابراهيم واجعلنا في ذريته النبوة والكتاب فمنهم مهتد وكثير منهم فاسقون الرسل بلغوا الرسل عليهم صلوات الله وسلامه وبلغوا دين الله سبحانه وتعالى البلاغ المبين. والامم منهم من اهتدى كتب الله سبحانه وتعالى له الهداية وشرح صدره للخير وكثير منهم فاسقون ضلال. والمراد بالفسق اي الاكبر الذي يقابل الهداية التي هي قبول دعوة آآ النبيين عليهم صلوات الله وسلامه فالحاصل ان الانبياء العقيدة فيهم انهم صفوة البشرية وخلاصة العباد وقدوة الناس اولئك الذين هداهم الله فبهداهم اقتضى هم القدوة للناس وانما يعرف الخير و يهتدى الى الفضائل من جهتهم النظر الى احوالهم اخبارهم وسيرهم لتلقي الخير من جهة وكل فضيلة يراد معرفتها انما تعرف من جهة الانبياء عليهم صلوات الله وسلامهم فهم ائمة الخلق في كل فظيلة وفي كل اه علم وخير وخلق وادب صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين الايمان بالانبياء ايمان اجمالي وايمان تفصيلي ايمان اجمالي وايمان تفصيلي بحسب ما ورد في النصوص وفي ضوء ما جاءت به الادلة اجمالا فيما اجمل وتفصيلا فيما فصل اجمالا فيما اجمل فمثلا تجد في باب الاسماء اسماء الانبياء منهم من ذكر الله سبحانه وتعالى اسمائهم وعدة من ذكر الله سبحانه وتعالى اسمائهم من الرسل والانبياء الكرام عليهم صلوات الله وسلامه خمسة وعشرين نبيا يكون من الايمان التفسير بالانبياء الايمان بهؤلاء الانبياء باسمائهم. فمن انبياء الله نوح ومنهم ابراهيم ومنهم عيسى ومنهم موسى ومنهم لوط الى اخر ما جاء في كتاب الله سبحانه وتعالى من ذكر لاسماء الانبياء فهذا يؤمن به تفصيلا لكن من لم تذكر اسمائهم يؤمن بهم اجمالا منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك كذلك في قصص الانبياء وتفاصيل اخبارهم تجد ان عددا من الانبياء ذكرت تفاصيل دقيقة من اخبارهم في القرآن وكذلك في السنة فهذا الذي جاء مفصلا من اخبارهم قصصهم عليهم صلوات الله وسلامه يؤمن به مفصلا كما جاء وما لم يأتي على وجه التفصيل يؤمن به مجملا تؤمن مجملا فيما يتعلق بقصص الانبياء واخبارهم انهم دعوا اممهم وانهم بلغوا وانهم صبروا على الدعوة وانهم ما تركوا خيرا الا دلوا اممهم عليه ولا شرا الا حذروا اممهم منه هذي كلها حصلت وان لم تقف على تفاصيل لها في كل الانبياء لكنها حصلت من جميع الانبياء حصلت من جميع الانبياء فيؤمن المسلم تفصيلا فيما فصل واجمالا فيما اجمل ايضا في دعوة الانبياء يؤمن المسلم ان دعوة الانبياء واحدة ان دعوة الانبياء واحدة. ولهذا يجب ان يعلم ان العقيدة والتوحيد عند جميع الانبياء واحدة لا تختلف من نبي الى اخر ولهذا قال العلماء العقيدة لا يدخلها النسخ لا بين نبي ونبي ولا ايضا في في شريعة النبي الواحد النسخ يدخل في الاحكام والشرائع ولهذا العقيدة واحدة دين الانبياء واحد اصولهم واحدة الاركان التي مرت معنا اركان الايمان الستة هذه لدى جميع الانبياء كل الانبياء دعوا الى هذه الاصول التوحيد الذي هو عبادة الله سبحانه وتعالى هذا دعوة جميع النبيين بل هو خلاصة دعوتهم وزبدة رسالتهم كما قال الله سبحانه وتعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وقال تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون قال عز وجل واذكر اخا عاد اذ انذر قومه بالاحقاف وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه اي الرسل الا تعبدوا الا الله. هذه دعوتهم اجمعين وما من نبي بعثه الله سبحانه وتعالى الا واول ما يبدأ به قومه من الدعوة اعبدوا الله. ما لكم من اله غيره دعوة الى توحيد الله اخلاص العبادة له جل في علاه وهكذا قل في اصول الايمان الايمان بالله الايمان بالملائكة الايمان بالرسل الايمان بالكتب الايمان بالقدر خيري وشره الايمان باليوم الاخر هذه لدى جميع النبيين لدى جميع النبيين واحدة دعوتهم واحدة ولهذا جاء في الحديث الصحيح ان نبينا عليه الصلاة والسلام قال نحن الانبياء ابناء علات ديننا واحد وامهاتنا شتى ديننا واحد يعني عقيدتنا واحدة دعوتنا واحدة. دعوة الى توحيد الله والى اصول واحدة عقيدة واحدة ديننا واحد وهل اوضح من هذا البيان في ان دعوة الانبياء واحدة قال ديننا واحد وامهاتنا شتى اي الشرائع والاحكام والتكاليف والاوامر والنواهي هذي قد تختلف من نبي واخر لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا لكن امور الاعتقاد اصول الاعتقاد هذه واحدة عند جميع الانبياء من اولهم الى اخرهم ومن الايمان بالانبياء اعتقاد فظلهم على العالمين وايضا اعتقاد تفاضلهم وانهم ليسوا في الفضل على رتبة واحدة كما قال الله تبارك وتعالى تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض. وقال ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض وان افضل الانبياء الرسل وافضل الرسل اولو العزم من الرسل وهم خمسة محمد عليه الصلاة والسلام ونوح وابراهيم وموسى وعيسى جمعهم الله سبحانه وتعالى في قوله واذ اخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وابراهيم وموسى وعيسى اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه وفي قوله شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي اوحينا اليه وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى ابن مريم فهؤلاء الخمسة هم اولو العزم من الرسل والانبياء كلهم اولو عزم اولو امة عالية واولو حزم واولو قوة لكن لهؤلاء الخمسة من ذلك ما هو اعلى وارفع فهم افضل الرسل هؤلاء الخمسة وهم الذين يوم الا القيامة يتدافعون الشفاعة كل منهم يحيل على الاخر هؤلاء الخمسة بعد ابيهم لان الناس في يوم القيامة يوم يقفون الموقف العصيب الذي تطول مدته فيفزعون الى الانبياء طالبين منهم ان يشفعوا عند الله سبحانه وتعالى في ان يفصل بين العباد وان يقضي بين الناس فيأتون الى ادم فيعتذر ويحيلهم الى نوح فيعتذر ويحيلهم الى ابراهيم فيعتذر ويحيلهم الى موسى فيعتذر ويحيلهم الى عيسى فيعتذر ويحيلهم الى محمد عليه الصلاة والسلام فيقول انا لها هؤلاء الخمسة هم الصفوة صفوة الرسل وخيارهم وافظلهم وافضل آآ هؤلاء الخمسة محمد صلوات الله وسلامه وبركاته عليه بنبوته ختم الله سبحانه وتعالى النبوات وبكتابه القرآن ختمت الكتب وبشريعته ختمت الشرائع فلا نبي بعده ولا كتاب بعد كتابه ولا شريعة بعد شريعته صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وعلى جميع النبيين وباب الايمان بالانبياء عليهم صلوات الله وسلامه اه اجمعين باب واسع من حيث التفاصيل والشيخ رحمة الله عليه ذكر هنا خلاصة نافعة جدا وزبدة في هذا الباب مفيدة اه قال رحمة الله عليه علينا ان نؤمن بجميع الانبياء والرسل الذين ثبتت نبوتهم ورسالتهم على وجه الاجمال والتفصيل بجميع الانبياء الرسل جميع الانبياء والرسل والا الرسل كما قدمت قبل قليل افضل الانبياء لان كل رسول نبي وليس كل نبي رسولا والرسول هو من اوحي اليه بشرع وانزل عليه كتاب وانزل عليه كتاب قال الله عز وجل وقل امنت بما انزل الله من كتاب اي امنت بكل كتاب انزله الله على كل رسول وقال الله تعالى لقد ارسلنا رسلنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب والانبياء امن اوحي اليه وحيا ولم ينزل اليه كتاب وانما يحكم بكتب الانبياء الذين قبله بكتب الانبياء الذين قبله وكل رسول نبي وكل رسول نبي وليس كل نبي رسولا. وليس كل نبي رسولا قال علينا ان نؤمن بجميع الانبياء والرسل الذين ثبتت نبوتهم ورسالتهم اي ثبتت في كتاب الله او في سنة رسوله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه على وجه الاجمال والتفصيل على وجه الاجمال والتفصيل اي اجمالا فيما اجمل وتفصيلا فيما فصل فما اجمل من خبرهم ما اجمل من خبرهم في النصوص نؤمن به مجملا وما فصل من خبرهم نؤمن به مفصلا ايضا ما اجمل من فضائلهم نؤمن به مجملا وما فصل ايضا من فضائلهم نؤمن به مفصلا ما اجمل من خصائص نؤمن به مجملا وما فصل من الخصائص ايضا نؤمن به مفصلا ما اجمل من ايات نبوتهم وبراهين صدق ما جاءوا به نؤمن به مجملا لان ما من نبي بعثه الله سبحانه وتعالى الا وايده بالبراهين لكن لم تفصل فصل بعضها بكتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام. فما اجمل من ذلك نؤمن به مجملا وما فصل نؤمن به على وجه التفصيل ما اجمل من اسماء نؤمن به مجملا. وما فصل نؤمن به على وجه التفصيل. هذا معنى قوله رحمة الله عليه على وجه الاجمال والتفصيل اي اجمالا فيما اجمل وتفصيلا فيما فصل ونعتقد ان الله تعالى اختصهم بوحيه وارساله اختصهم بوحيه اي انزل عليهم وحيه الحكيم وذكره العظيم انزله عليهم واختارهم لذلك واصطفاهم لذلك عليهم صلوات الله وسلامه اختصا بوحيه وارساله اي بعثهم دعاة الى اه الحق والهدى مبلغين عن الله سبحانه وتعالى وجعلهم وسائط بينه وبين خلقه في تبليغ دينه وشرعه وسائط بينه وبين خلقه في تبليغ دينه وشرعه. الانبياء وسائط في البلاغ لا يعرف شرع الله الا من خلالهم. ولا يعرف دينه الا من خلالهم. وهم انفسهم انما عرفوا تفاصيل شرع الله سبحانه وتعالى من وحي الله وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان. ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا الحظ انما يعرف من طريقهم ولهذا هم وسائط بين الله سبحانه وتعالى وبين خلقه في بلاغ دينه لا يعرف الدين الا من من جهتين ولهذا هم وسائط اقرأ الايات في القرآن في الاسئلة التي توجه الى الانبياء يسألونك عن المحيض يسألونك عن الاهلة تجد ان هذه الايات مصدرة بعد السؤال بقل لانها واسطة قل اي بلغ فهم واسطة بين الله بين خلقه ببلاغ الدين وبيانه ولهذا تجد جميع هذه السؤالات مصدرة بقل قل كذا لا يأتي بشيء من من قبل نفسه وانما يبلغ وحي الله ما وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى فهم مبلغون عن عن الله سبحانه وتعالى دينا وشرعه ما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى مبلغ عن عن الله سبحانه وتعالى دينه لكن لما جاء مقام الدعاء واذا سألك عبادي عني ارتفعت هنا قل فاني قريب واذا سألك عبادي عني فاني قريب ولهذا الدعاء ليس الانبياء واسطة بين الله وبين خلقه في في الدعاء بمعنى انه لا لا يدعو الا بهذه الواسطة بل يدعو الله مباشرة اينما كان يلجأ الى الله لا يجعل بينه وبين الله واسطة متجها الى الانبياء ان يشفعوا له او نحو ذلك وانما يتجه في دعاء الى الله وحده ويلتجأ اليه سبحانه وتعالى وحده ولهذا الانبياء واسطة بين الله وبين خلقه في بلاغ الدين وقد بلغوا البلاغ المبين بلغوا البلاغ المبين نصحوا اممهم تمام النصح عليهم صلوات الله وسلامه وهذه المسألة شيخ الاسلام ابن تيمية رحمة الله عليه له فيها رسالة قيمة سماها او سميت الواسطة بين الحق والخلق. وفصل فيها هذه المعاني تفصيلا نافعا قال وايدهم بالايات الدالة على صدقهم وصحة ما جاءوا به كما في الحديث المتفق على صحته عن نبينا عليه الصلاة والسلام ما من نبي الا وقد اعطي من الايات ما مثله عليه امن البشر او امن عليه البشر ما من نبي الا وايده الله بالبراهين تكثر عندنا بي وتقل عند اخر لكن ما من نبي بعثه الله الا واعطاه من البراهين وامده بالايات التي هي كافية للايمان ومقنعة وافية في اقامة الحجة لكن مع ذلك ومع وضوح الايات فان اكثر الخلق ضلوا عن سوء السبيل وانك لتتساءل لماذا؟ مع وضوح دعوة الانبياء وصفاء ما جاءوا به ونقاء ذلك وجماله وحسنا وايضا الايات كل نبي معه ايات كافية في اقامة الحجة وان يهتدي البشر لماذا يمتنعون؟ ما الموانع هذا السؤال كبير جدا ومهم وستجد في هذا الكتاب الذي بين يديك جوابا مفصلا لهذا السؤال لا تكاد تجده مجموعا في كتاب اخر وهذا من فرائض هذا الكتاب فان الشيخ رحمه الله في السؤال الاخير فصل هذه المسألة واطال فيها اطالة نافعة جدا ببيان الموانع التي منعت اكثر الناس في قديم الزمان وحديثه من قبول الحق مع انه واضح وبين دعوة الانبياء في غاية الصفاء والجمال والحسن قيل لاعرابي بم عرفت صدق الرسول وهذه نقلها الشيخ رحمة الله عليه في بعض كتبه قيل لو بم عرفت صدق الرسول؟ قال ما رأيته دعا او امر بشيء وقال العقل ليته لم يأمر به او نهى عن شيء وقال العقل ليته لم ينهى عنه يعني ان دعوته واضحة واضحة صافية نقية فيها المحاسن والجمال فيها الصلاح فيها نفع العباد ومع ذلك اكثر الخلق معرظون عنها ما الذي صده؟ ما الذي منعهم ومعرفة ذلك معرفة هذه الموانع تعد من الامور المهمة في حق الدعاة الى الله لان اذا عرف الموانع يحاول اثناء دعوته الى الله سبحانه وتعالى ان يجعل هذا المدعو يتخطى ذلك المانع الداعي الى الله محتاج فعلا الى ان يقف على هذه الموانع التي صدت حتى يكون في اثناء دعوته يحاول ان يجعل هذا الذي امامه يتخطى هذا المانع بالاقناع والحجة وازالة الشبهة فالشيخ رحمة الله عليه فصل هذا التفصيل فصل فيما يتعلق بهذه الموانع تفصيلا نافعا ختم به آآ هذه الرسالة المباركة قال وانهم اكملوا الخلق علما وعملا وانهم اكملوا الخلق علما وعملا في في باب العلوم علم الانبياء اكمل العلم وفي باب العمل والعبادات والاخلاق والاداب هدي الانبياء وخلقهم واكمل خلق قال الله تعالى هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله الهدى العلم النافع ودين الحق العمل الصالح فالانبياء عليهم صلوات الله وسلامهم اكمل الخلق علما وعملا بل انه لا يعرف العلم النافع والعمل الصالح الا من جهتهم واصدقهم وابرهم واكملهم اخلاقا واعمالا فهم اصدق البشرية قلوبا ولهجة ابرهم اي ازكاهم واتقاهم لله سبحانه وتعالى واصلحهم واكملهم اخلاقا واعمالا اكمل الناس هم ولهذا هم قدوة الخلق قال وان الله خصهم بفظائل لا يلحقهم فيها احد خصهم بفظائل لا يلحقهم فيها احد واعظم ذلك انه اصطفاهم على العالمين وفضلهم على العالمين وجعلهم رسل بينه وبين عبادة في بلاغ دينه ووحيه وان كمل لهم مقام العبودية الخضوع والخشوع والعبادة لله سبحانه وتعالى كما قال الله عز وجل في سورة الانبيا بعد ان ذكر قصص عدد من انبياء الله قال يدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين فهم اكمل الناس عبادة وخصهم الله بفضائل لا يلحقهم فيها آآ لا يلحقهم فيها احد وبرأهم من كل خلق رديل وبرأهم اي نزههم وسلمهم ووقاهم من كل خلق رزين وانهم معصومون في كل ما يبلغون عن الله عصمهم الله سبحانه وتعالى من الخطأ في ما يبلغونه عن عن الله سبحانه وتعالى وانه لا يستقر في خبرهم وتبليغهم الا الحق والصواب يشير الى ما جاء في قول الله سبحانه وتعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا نبي الا اذا تمنى القى الشيطان في امنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ويحكم الله اياته لا يستقر في خبرهم وتبليغهم الا الا الحق والصواب وانه يجب الايمان بهم كلهم كما تقدم اجمالا فيما اجمل وتفصيلا فيما افصل لكن نؤمن بهم اجمعين نؤمن بانهم صفوة العباد وخيار الناس وانهم رسل الله وانن بلغوا البلاغ المبين وانهم نصحوا اممهم كل ذلك نؤمن به في حق جميع النبيين واما تفصيلا فما جاء من تفاصيل انبائهم واخبارهم نؤمن بها مفصلة كما جاءت وبكل ما اوتوه من الله وبكل ما اوتوه من الله اي ما اوحي اليهم وبلغوه اممهم عليه عليهم صلوات الله وسلامه ومحبتهم ومحبتهم توقيرهم وتعظيمهم المحبة لجميع المؤمنين والمؤمنون بعضهم اولياء بعض لكن للانبياء من ذلك اعلى ما اعلى مقام في محبة العباد التي اوثق عرى الايمان اوتق عرى الايمان الحب في الله والبغض في الله للانبياء من ذلك اوفى ما يكون وهم اولى آآ اولى المؤمنين بذلك لانهم اكمل المؤمنين ايمانا وهم قدوة العباد محبتهم توقيرهم وتعظيمهم التوقير الاحترام توقير الاحترام لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه. التعزير النصرة والتوقير الاحترام ومعرفة اقدار الانبياء ومكانتهم وقوله وتعظيمهم اي التعظيم اللائق بهم تعظيم اللائق بهم اما ان يعظم الانبياء تعظيما لا يليق بهم وانما لا يليق الا بالله فهذا هو الغلو في الدين ولهذا باب التعظيم يعد منزلقا باب التعظيم يعد منزلقا منزلقا اذا لم يضبط بضابط الشرع يوقع الانسان في الهلكة. ولهذا قال احد السلف قديما وهل هلك من هلك الا من جهة التعظيم وهل هلك من هلك الا من جهة التعظيم فباب التعظيم اذا لم يظبط بظابط الشرع وميزان الشرع يتحول الى نوع من الغلو المحرم. لا تغلوا في دينكم يتحول الى غلو محرم ولهذا قال نبينا عليه الصلاة والسلام اياكم والغلو فانما اهلك من كان قبلكم من غلو في الدين وقال عليه الصلاة والسلام لا تطروني كما اطرت النصارى عيسى ابن مريم فانما انا عبد فقولوا عبد الله ورسوله فحذر عليه الصلاة والسلام من الغلو لان الغلو هلك ولهذا الانبياء يعظمون التعظيم اللائق بمقامهم التعظيم اللائق بمقامهم عليهم صلوات الله اه وسلامه قال ونؤمن ان هذه الامور واجبة علينا لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم على اكمل الوجوه واعلاها وانه يجب معرفته ومعرفة ما جاء به من الشرع جملة وتفصيلا بحسب الاستطاعة والايمان بذلك والتزامه والتزام طاعته في كل شيء بتصديق خبره وامتثال امره واجتناب نهيه هذه الامور الثلاثة التي ذكر اليها يرجع ما جاء به عليه الصلاة والسلام فان الذي جاء به عليه الصلاة والسلام ثلاثة امور ترجع الى امور ثلاثة اوامر ونواهي واخبار فمن قال اشهد ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقتضى هذه الشهادة ان يطيعه فيما امر وان يصدقه فيما اخبر وان ينتهي عما نهى عنه وزجر ليست شهادة ان محمدا رسول الله مجرد قول يقال بل هو اعتقاد وايمان له مقتضيات لا بد منها كما قال الله تعالى وما ارسلنا من رسول الا ليطاع باذن الله وما ارسلنا من رسول الا ليطاع باذن الله فالله بعث الرسل ليطاعوا لتمتثل اوامرهم وتصدق اخبارهم وينتهى عما نهوا عنه قال وانه خاتم النبيين لا نبي بعده كما قال الله تعالى ما كان محمد ابا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وصح عنه عليه الصلاة والسلام انه قال ولا نبي بعدي قد نسخت شريعته جميع الشرائع وهي باقية الى قيام الساعة فشريعته صلى الله عليه وسلم نسخت جميع الشرائع ولهذا بعد مبعثه لا يقبل الله عز وجل شريعة غير شريعة ولا دينا غير الذي جاء به ولهذا صح عنه في الحديث انه صلى الله عليه وسلم قال والذي نفسي بيده لا يسمع بي يهودي ولا نصراني من هذه الامة اي امة الدعوة ثم لا يؤمن بالذي جئت به الا كان حقا على الله ان يدخله النار قال وهي باقية الى قيام الساعة وهي باقية الى قيام الساعة ولا يتم الايمان به حتى يعلم العبد ان جميع ما جاء به حق صلوات الله وسلامه عليه بل هو وحي من الله فهو صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى فمحمد صلى الله عليه وسلم نفسه حق وما جاء به كله حق وانه يستحيل ان يقوم دليل عقلي او حسي او غيرهما من الادلة على خلاف ما جاء به بل العقل الصحيح والامور الحسية الواقعة تشهد للرسول صلى الله عليه وسلم بالصدق والحق وهذه المسألة اطال فيها بيانا شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتابه الكبير درء تعارض العقل والنقل وذكر من الشواهد آآ على ذلك الشيء الكثير وذكر ايضا فيها هذا هذا الامام بن سعدي رحمة الله عليه تفاصيل نافعة في كتاب الادلة القواطع والبراهين. في ابطال اصول الملحدين. ذكر ايضا اشياء من ما يتعلق بهذا الذي اه ختم به رحمه الله تعالى آآ ما يتعلق بالايمان بالرسل واختم الحديث عن ذلك بالتنبيه على امر يجدر التنبيه عليه. هذا الاصل وغيرة من اصول الايمان ينبغي ان تعلم ان ايها المسلم انك بحاجة مستمرة ان تجدد كل يوم الايمان بهذه الاصول وان تنمي ايمانك بها ليست هذه الاصول درسا يؤخذ في مرحلة معينة من مراحل الدراسة ثم اه يتوقف وانما وانما هذه اصول تتجدد مع تجدد الايمان ويجتهد المرء على تجديد ايمانه ولهذا تجد سبحان الله الاذكار الشرعية المأثورة عن النبي عليه الصلاة والسلام جاءت لتجديد الايمان مثلا من اذكار النوم في حديث البراء اللهم اني اسلمت نفسي اليك ووجهت اليك وجهي اليك والجأت ظهري اليك امنت بكتابك الذي انزلت وبنبيك الذي ارسلت كل ليلة عندما تأوي الى فراشك تجدد هذا الايمان في حديث ابن عباس في الصحيحين وغيرهما انه عليه الصلاة والسلام يستفتح صلاة الليل صلوات الله وسلامه عليه بقوله اللهم لك الحمد انت نور السماوات والارض ومن فيهن ولك الحمد انت قيم السماوات والارض ومن فيهن ولك الحمد انت رب السماوات والارظ ومن فيهن ولك الحمد انت الحق ووعدك الحق وقولك الحق ولقاؤك حق والجنة حق والنار حق والنبيون حق ومحمد صلى الله عليه وسلم حق حق والساءة حق الى اخر ما جاء بهذا الاستفتاح العظيم وهو كله ايمان وعقيدة فانظر هذا العبد الذي يوفقه الله سبحانه وتعالى ليقوم ساعة من جوف الليل ثم يستفتح صلاته بهذه العقيدة وهذا التجديد لايمانه الاذكار الشرعية ليست اه مجرد كلام يقال في وقت معين. الاذكار الشرعية جاءت تجدد الايمان جات تنمي العقيدة تقوي العقيدة توسع مساحتها في القلوب ولهذا يقول المرء هذه الكلمات العظيمات تجديدا لايمانه قد قال عليه الصلاة والسلام ان الايمان ليخلق في جوف احدكم كما يخلق الثوب فاسألوا الله ان يجدد الايمان في قلوبكم فاسألوا الله ان يجدد الايمان في قلوبك. القلب يحتاج الى ان يجدد فيه الايمان تجديدا مستمرا كل يوم شرع لك في كل يوم اذا اصبحت ان تقول اصبحت على فطرة الاسلام وعلى كلمة الاخلاص وعلى دين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى ملة ابينا ابراهيم حنيفا مسلما هذا تجديد للايمان. جميع الاذكار الشرعية المأثورة عن نبينا عليه الصلاة والسلام جاءت لهذا الامر الشريف العظيم تجديد الايمان تقوية العقيدة تقوية التوحيد في القلوب وتنمية الاخلاص وحسن التوكل على الله وتمام آآ الالتجاء اليه سبحانه وتعالى وصدق الانطراح بين يديه جل في علاه فهذا امر ينبغي ان ان نعنى به هذا الاصل العظيم الذي هو الايمان بالرسل وغيره ايضا من اصول الايمان نجتهد كل يوم في اه تجديد هذا الامر. ايضا يدخل في هذا الباب ما جاء في الحديث من قرأ بالايتين من اخر سورة البقرة كل ليلة كفتاه ان تكون ليلة تجدد الايمان عندما تقرأ كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله وتستشعر انك مع هذا الركب ركب الايمان وتجدد ايمانك كل ليلة بهذه الاصول العظيمة لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير ثم بعد هذا الايمان وتجديده تدعو الله بهذه الدعوات التي جاءت في الاية التي تلي هذه الاية ولهذا يحرص المرأة على هذه الاذكار العظيمة ويجتهد لتكون آآ سببا عظيما في تقوية ايمانه وتجديده ونسأل الله لنا اه اجمعين التوفيق والسداد والمعونة على كل خير وان يصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا ونصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر انه تبارك وتعالى سميع الدعاء جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم امامكم الله الصواب ووفقكم للحق نفعنا الله بما سمعنا وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين يقول السائل آآ هل لقمان والخضر من الانبياء هذا مما اختلف فيه اه اهل العلم اه رحمهم الله تعالى فاما لقمان اما لقمان فان الله عز وجل انما وصفه بالحكمة لم يأتي في اه الايات التي ذكر فيها سبحانه وتعالى خبراه لقمان ونبأه ما يدل على نبوته وانما اه هو عبد اتاه الله سبحانه وتعالى الحكمة ولهذا الصحيح انه عبد من خيار عباد الله وافاضلهم وان الله سبحانه وتعالى اتاه الحكمة وكان حسن التعليم حسن التربية حسن الدعوة وقد ذكر الله سبحانه وتعالى امثلة من اه نصائحه ومواعظه لابنه وهي من حكمته في النصح والدعوة والتعليم وهي من احسن ما ينتفع به في تربية الابناء وتأديبهم وما يراعى فيه من اولويات في توجيههم ونصحهم واما الخضر عدد من اهل العلم يعده من الانبياء عدد من اهل العلم يعده من الانبياء ويستدل على ذلك ببعض العمومات في قصته التي جاءت في سورة الكهف وايضا التي جاءت في آآ الصحيحين ومن اهل العلم من اه لا يعده من الانبياء لعدم وجود نص صريح ينص على ان نبوته اه رسالته عليه السلام نعم يقول بارك الله فيكم ذكرتم الفرق بين الرسول والنبي فبالنسبة لاسماعيل عليه الصلاة والسلام فانه رسول ولم ينزل عليه الكتاب آآ اسماعيل عليه السلام آآ ابن ابراهيم الخليل عليه السلام آآ جاء في ما يتعلق الانزال الكتب الاية التي اشرت اليها في سورة الحديد سورة الحديد قول الله سبحانه وتعالى لقد ارسلنا رسلنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب وانزلنا معهم اه الكتاب واسماعيل عليه السلام اه نص على رسالته وانه رسول وهذه الاية بعمومها تدل على ذلك. هذه الاية بعمومها تدل على ذلك. لقد ارسلنا رسلنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب نعم هل يجوز ان نقول بان محمدا صلى الله عليه وسلم هو افضل الانبياء وافضل نبي هل ايه؟ هل ماذا؟ هل يجوز ان نقول بان النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو افضل نبي؟ نعم ولا يتردد في ذلك فهو عليه الصلاة والسلام افضل النبيين صلوات الله وسلامه عليه. اما حديث لا تفضلوني لا يكون التخيير بين الانبياء على وجه يراد به الانتقاص من نبي او التقليل من مكانته. اما الاعتقاد بانه افضل النبيين خيرهم عليه الصلاة والسلام فهذا امر لا ريب فيه قد قال عليه الصلاة والسلام انا سيد ولد ادم يوم القيامة ولا فخر نعم يقول السائل ما وجه التفاضل بين الانبياء التفاضل آآ بين الانبياء قد نص الله عز وجل عليه في القرآن في مواضع منها قوله ولقد فظلنا بعظ النبيين على بعظ آآ ايضا قول تلك الرسل فظلنا بعظهم على بعظ والفظائل ترجع الى معاني عديدة فهؤلاء الانبياء المفضلين على غيرهم من الانبياء لهم من المكانة والقدر والخصائص ما ليس لغيرهم فمثلا من وجوه التفضيل قول الله سبحانه وتعالى آآ آآ اه واتخذ الله ابراهيم خليلا. وقوله وكلم الله موسى تكليما. هذه خصائص وفضائل وقد قالها نبينا عليه الصلاة والسلام ان الله اتخذني خليلا كما اتخذ ابراهيم خليلا فهذه الفضائل لما لهم من المكانة والمنزلة عند الله عز وجل فمكانتهم اعظم ومنزلتهم اعلى وايضا لما جعل الله سبحانه وتعالى لهم من الخصائص المتنوعة والفظائل المتعددة نعم هل ثبت عدد الانبياء في السنة جاء في حديث يروى من حديث ابي ذر مختلف في تصحيحه وان عددهم مئة آآ عشرون اه الفا جاء في حديث مختلف في تصحيحه من اهل العلم من يحسنه ومنهم من يضعفه. نعم يقول اه فضيلة الشيخ رجل بلغ الستين من عمره وهو مسرف على نفسه يشرب الخمر لا يصوم رمضان ولا يصلي الا احيانا فهل اذا تاب تقبل توبته وماذا يعمل لكي تقبل نعم يعني من تاب تاب الله عليه اذا صدق مع الله وقد قال الله عز وجل قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم ومن لطائف القصص ومفيدها ونافعها في هذا الباب ان الفظيل ابن عياض رضي رحمه الله تعالى لقي رجلا مسرفا على نفسه قال كم تبلغ من العمر فقال ستين سنة قال اوما علمت انك في طريق وقد اوشكت ان تصل الى نهايته يعني شارفت على الموت قال الرجل لا حول ولا قوة الا بالله وقال الرجل نعم انا لله وانا اليه راجعون قال اوتعرف تفسيره قال وما تفسير قال انا لله اي انا لله عبد وانا اليه راجعون اي انا لله راجع فاذا علمت انك لله عبد وانك اليه راجع. فاعلم انه سائلك فاعد للمسألة جوابا انتبه الرجل قال ما الحيلة قال يسيرة قال وما هي قال احسن فيما بقي يغفر لك ما قد مضى احسن فيما بقي سبحان الله قد يكون الذي بقي اشهر قليلة ما تدري نفس ماذا تكسب غدا ولا تدري نفس باي ارض تموت قد يتوب من ستين سنة معاصي ويصدق في توبته ويعزم على الاحسان ويموت من الغد. يغفر له ما قد مضى احسن فيما بقي يغفر لك ما قد مضى فانك ان اسأت فيما بقي اخذت فيما بقي وفيما مضى ولهذا يجب على العبد ان يبادر الى التوبة النصوح الصادقة يقلع عن الذنوب يندم على فعلها يعزم عزما اكيدا على البعد عنها ويجاهد على نفسه وعلى طاعة الله سبحانه وتعالى ويبشر بالخير الذي يسره في دنياه واخراه