الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى في كتابه سؤال وجواب في اهم المهمات السؤال الخامس عشر ما حد الايمان باليوم الاخر؟ وما الذي يدخل فيه الجواب كل ما جاء في الكتاب والسنة مما يكون بعد الموت فانه داخل في الايمان باليوم الاخر. كاحوال القبر والبرزخ ونعيمه وعذاب واحوال يوم القيامة وما فيها من الحساب والثواب والعقاب والصحف والميزان والشفاعة واحوال الجنة والنار وصفاتها وصفات اهلها وما اعد الله فيهما لاهلهما اجمالا وتفصيلا كل ذلك من الايمان باليوم الاخر بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد هذا السؤال الخامس عشر مما اشتمل عليه هذا الكتاب المبارك من سؤالات واجوبة في اهم المهمات وهذا السؤال عن الايمان باليوم الاخر والايمان باليوم الاخر اصل من وصول الايمان وركن من اركان الدين كما قال الله سبحانه وتعالى كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير واليك المصير هذا هو احد اركان الايمان المذكورة في هذه الاية قال عز وجل ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين وقال عز وجل يا ايها الذين امنوا امنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي انزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر فقد ظل ضلالا بعيدا وفي حديث جبريل المشهور قال اخبرني عن الايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وان تؤمن بالقدر خيره وشره فالايمان باليوم الاخر اصل من اصول هذا الدين واساس من اسس الايمان التي عليها قيام دين الله سبحانه وتعالى وهو اليوم الذي اعده الله تبارك وتعالى لمجازاة العباد ومحاسبتهم فان الله عز وجل لن يتركهم سدى ولن يذهب امرهم هكذا هبى بل سيلقون الله سبحانه وتعالى في يوم عصيب يجزى فيه المحسن باحسانه والمسيء باساءته ليجزي الذين اساءوا بما عملوا ويجزي الذين احسنوا بالحسنى لتجزى كل نفس بما تسعى ففي ذلك اليوم تكون المجازات ولهذا فان الدنيا دار العمل فيها عمل بلا جزاء الدار الاخرة جزاء بلا عمل كما في الاثر المشهور عن علي رضي الله عنه قال ارتحلت الدنيا مدبرة وارتحلت الاخرة مقبلة ولكل منهما بنون فكونوا من ابناء الاخرة ولا تكونوا من ابناء الدنيا فان اليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل فان العمل ينقطع بموت الانسان وبمفارقة روحه لجسده ينقطع حينئذ عمله ويبدأ جزاؤه وحسابه يبدأ جزاؤه وحسابه من حين الموت والمفارقة هذه الحياة الدنيا ولهذا فان من مات قامت قيامته وبدأت ساعته والقبر كما في الحديث اول منازل الاخرة فاذا مات الانسان انقطع عن دار العمل انقطع عن عن دار العمل ودخل في دار الجزاء والحساب ولقي ربه باعماله ايا كانت حسنة او سيئة صالحة او فاسدة ايمانا او كفرا هدى او ضلالا يلقى الله باعماله ولا يعاد الى الدنيا ليعمل صالحا غير الذي كان يعمل ولهذا احد السلف اراد ان يعظ شخصا فاخذه الى المقابر فقال له لو كنت مكان هؤلاء ماذا تتمنى قال اتمنى ان يعيدني الله الى الدنيا لاعمل صالحا غير الذي اعمل او غير الذي عملت فقال له يا هذا انت الان فيما تتمناه انت الان فيما تتمناه اي انت الان في دهر العمل فاغتنم فرصة كونك في دار العمل لتعد لتعد لدار الجزاء عدتها وتزودوا فان خير الزاد التقوى واتقوني يا اولي الالباب والايمان باليوم الاخر شأنه عظيم. اذا وفق الله سبحانه وتعالى عبده حسن الايمان باليوم الاخر واستحضار هذا اليوم العظيم وما فيه من جزاء وحساب وثواب وعقاب وكان مستذكرا لذلك في تحركاته واموره واعماله كان ذلك موجبا لنجاته في ذلك اليوم ولهذا اهل النعيم يوم القيامة عندما يقبل بعضهم على بعض يتساءلون ويتذاكرون حالهم في الدنيا يذكرون نعمة الله العظيمة عليهم بانهم كانوا في الدنيا خائفين من يوم البعث فاقبل بعضهم على بعض يتسائلون قالوا انا كنا قبل في اهلنا مشفقين فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم فاما من اوتي كتابه بيمينه فيقول هاء مقرؤوا كتابيه اني ظننت اني ملاق حسابي ومعنى ظننت اي اعتقدت وامنت ظننت اني ملاق حسابي فهذا العبد الموفق الذي هو دوما على ذكر بانه سيلقى الحساب والجزاء فان ايمانه هذا يردعه باذن الله سبحانه وتعالى عن كل ما يسخط الله ويدفعه للاقبال على كل ما يرظيه جل في علاه ولهذا تجد في باب الاوامر والنواهي في الكتاب والسنة يذكر العباد باصلين وهذا يأتي في نصوص كثيرة جدا في الكتاب والسنة في باب الاوامر والنواهي يذكر باصلين بالرب المعبود وبدار الجزاء والحساب في نصوص كثيرة من كان يؤمن بالله واليوم الاخر. في باب الاوامر وفي باب النواهي وفئات كثيرة جدا وذلك ان ذكر الايمان بالله لان الله هو المقصود المعبود الملتجى اليه سبحانه وتعالى ذكر اليوم الاخر لانه دار الجزاء والمحاسبة على الاعمال ولهذا ينبغي على العبد ان يكون دائما يتذكر هذا اليوم اليوم الاخر ويستحضر وقوفه بين يدي الله سبحانه وتعالى وقد بين اهل العلم ومنهم المصنف رحمه الله تعالى ان ايمان المؤمنين ايمان اهل الايمان باليوم الاخر على درجتين الدرجة الاولى الايمان الجازم اي الذي لا شك فيه ولا ريب وهذا القدر من الايمان لابد فان كان هذا القدر غير موجود وحل محله الشك والريب ونحو ذلك كان ذلك كفرا كان ذلك كفرا محبطا للعمل محبطا للعمل كقول صاحب الجنة وما اظن الساعة قائمة فاذا لم يكن على يقين وجزم فهذا كفر هذا كفر بالله سبحانه وتعالى ولهذا لا بد من هذا الجزم لابد من وجود ايمان جازم بوجود اليوم الاخر وان فيه الحساب والجزاء والعقاب والجنة والنار وان الناس يلقون الله والدرجة الثانية وهي اعلى شأنا وهي الايمان الراسخ الايمان الراسخ الايمان الذي تمكن من القلب فاصبح حاضرا مع العبد في احواله واعماله وفيما يأتي ويذر دائما يتذكر الحساب تذكر الجزاء كل ما اراد ان يخطو او يقدم على امر حاسب نفسه ذكرها بذلك اليوم العظيم يا ايها الذين امنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد ولتنظر نفس ما قدمت للغد لابد من هذا النظر في اعمال الانسان وان من الخير للانسان ان يحاسب نفسه قبل ان يحاسب يوم القيامة وان يزن اعماله قبل ان توزن يوم القيامة كما قال عمر رضي الله عنه حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا. وزنوا اعمالكم قبل العرض على الله سبحانه وتعالى فمن الخير للعبد ان يزن عمله وان يحاسب نفسه قبل الوقوف بين يدي الله سبحانه وتعالى فالايمان الراسخ هو الايمان الذي تمكن من القلب واصبح حاضرا مع العبد في اموره واعماله وتحركاته وسكناته فيما يأتي وفيما يذر دائما يتذكر الحساب والجزاء والوقوف بين يدي الله سبحانه وتعالى فيكون هذا موجبا لصلاح عمله وحسن استقامته على طاعة الله سبحانه وتعالى وفي جواب الشيخ رحمه الله تعالى على هذا السؤال ما حد الايمان باليوم الاخر؟ وما الذي يدخل فيه ذكر اجابة مختصرة وفيها وفاء بما يتناسب مع هذا المؤلف المختصر الذي راعى فيه رحمه الله تعالى الاختصار فذكر في جواب هذا السؤال جملة مختصرة لكن فيها وفاء قال رحمه الله تعالى الجواب كل ما جاء في الكتاب والسنة مما يكون بعد الموت فانه داخل في الايمان باليوم الاخر فانه داخل في الايمان باليوم الاخر هذا حد جامع هذا حد جامع اذا قيل ما هو الايمان باليوم الاخر اذا قيل ما هو الايمان باليوم الاخر فالجواب على ذلك الايمان باليوم الاخر هو الايمان بكل ما جاء في الكتاب والسنة مما يكون بعد الموت الايمان بكل ما جاء في الكتاب والسنة مما يكون بعد الموت لان من مات قامت قيامته وبدأت الساعة في حقه وانتقل من دار العمل الى دار الجزاء كما قال عليه الصلاة والسلام اذا مات ابن ادم انقطع عمله الا من ثلاث وهذه الثلاث هي من اثار عمله هي من اثار عمله ولهذا تكتب له تكتب له بعد موته تكتب له بعد موته لان من اثار عمله والا العمل الفعلي ينقطع بالموت العمل الفعلي ينقطع بالموت وبالموت تبدأ الا تبدأ مراحل الاخرة تبدأ مراحل الاخرة ومنازل الاخرة كما جاء في الحديث القبر اول منازل الاخرة تبدأ المنازل منزلة تلو الاخرى الى ان يستقر العبد اما في الجنة او في النار فحد اليوم الاخر الجامع مثل ما ذكر الشيخ الايمان بكل ما جاء في الكتاب والسنة مما يكون بعد الموت وان شئت قل الايمان بكل ما يكون بعد الموت مما اخبرت به رسل الله الايمان بكل ما يكون بعد الموت مما اخبرت به رسل الله فكل ما جاء في اه خبر المرسلين عليهم صلوات الله وسلامه مما يكون بعد الموت فانه داخل في اليوم الاخر وما من نبي بعثه الله الا انذر قومه وحذرهم وذكرهم بهذا اليوم العظيم وسيق الذين كفروا الى جهنم زمرا حتى اذا جاءوها فتحت ابوابها وقال لهم خزنتها الم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم ايات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا؟ قالوا بلى الرسل جميعا انذروا اممهم من اليوم الاخر. لقاء يوم لقاء الله. كل نبي بعثه الله وهذا يذكرنا بما سبق بيانه وهو ان اصول الايمان واحدة عند جميع النبيين وللشوكاني رحمه الله رسالة في هذا الباب خاصة سماها المقالة الفاخرة في اتفاق الرسل على الايمان بالاخرة المقالة الفاخرة في اتفاق الرسل على الايمان بالاخرة وساق من الدلائل والشواهد البراهين اه ما يدل على ذلك ويشهد له وله رسالة اخرى في الباب نفسه وهي اوسع سماها ارشاد الثقات على اتفاق الشرائع في التوحيد والمعاد والنبوات اتفاق الشرائع في التوحيد والمعاد والنبوات المعادن ايمان باليوم الاخر فالايمان باليوم الاخر امره متفق عليه بين جميع النبيين وما من نبي بعثه الله سبحانه وتعالى الا وقد انذر امته من ذلك اليوم ودعاهم للاستعداد له والتزود له بخير زاد فاذا الايمان باليوم الاخر هو الايمان بكل ما يكون بعد الموت مما اخبرت به رسل الله والتفاصيل التي تتعلق اليوم الاخر بدءا من القبر وتفاصيل ما يكون فيه والبعث والنشر وتفاصيل ذلك والحشر والوقوف بين يدي الله وما بعد ذلك هذه التفاصيل سبيل العلم بها الوحي سبيل العلم بها الوحي ولهذا الايمان باليوم الاخر يكون ايمان بهذه التفاصيل كلها في ايمان بهذه التفاصيل كلها بموجب ما دل عليه الوحي كتاب الله وسنة نبيه اه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه قال كل ما جاء في الكتاب والسنة مما يكون بعد الموت فانه داخل في اليوم في الايمان باليوم الاخر ولهذا يصاغ التعريف كما ذكرت لكم يصاغ تعريف اليوم الاخر في في ضوء ما ذكر اذا قيل ما حد الامام باليوم الاخر؟ يقال الايمان بكل ما جاء في الكتاب والسنة مما يكون بعد الموت قال كاحوال القبر والبرزخ ونعيمه وعذابه والقبر اول منازل الاخرة وفيه حساب ونعيم وعذاب وليس في عمل العمل ينقطع بالموت فيه حساب ونعيم وعذاب فمن الايمان باليوم الاخر الايمان كل ما جاءت به الادلة في الكتاب والسنة مما يكون في القبر من احوال وامور كفتنة الملكين ونعيم القبر وعذابه فهذا كله من من الايمان باليوم الاخر كل من الايمان باليوم الاخر يتلقاه المؤمن بالقبول والايمان والتصديق فيؤمن بان الميت اذا ادرج في قبره اتاه ملكان واجلس وقال له من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك وهذا الذي قال الله فيه يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة ويظل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء فيقول المؤمن ربي الله وديني الاسلام ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم ويقول الكافر ها ها لا ادري هذا الذي يكون في القبر هذا الذي يكون في القبر الايمان به جزء من الايمان باليوم الاخر لان الايمان باليوم الاخر ايمان بكل ما يكون بعد الموت واشراط الساعة علاماتها التي تسبق قيامها وهي لا تقوم حتى تأتي بين يديها اشراط وعلامات فهل ينظرون الا الساعة ان تأتيهم بغتة؟ فقد جاء اشراطها وهي علامات صغرى وعلامات كبرى ولا تقوم حتى تكتمل العلامات التي اخبر بها النبي عليه الصلاة والسلام ولهذا كما جاء في حديث حذيفة ان النبي صلى الله عليه وسلم دخل آآ على الصحابة وهم يتذاكرون اليوم الاخر والساعة فقال عليه الصلاة والسلام انها لن تقوم حتى تروا قبلها عشر ايات فذكر الدجال الدخان والدابة ونزول عيسى ابن مريم وثلاثة خسوفات خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف في جزيرة العرب واخر ذلك نار تطرد الناس الى محشرهم فهذه الاشراط هي بين يدي الساعة وهي امارات على دنو قربها وقرب قيامها ومن شأن هذه الاشراط خاصة الاشراط العظام الايات العظام انها اذا خرجت لا ينفع الايمان مثل طلوع الشمس من مغربها يوم يأتي بعض ايات ربك لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن امنت من قبل او كسبت في ايمانها خيرا. والسبب ان هذا الايمان ايمان مشاهدة والايمان النافع هو ايمان الغيب الايمان النافع هو ايمان الغيب اما اذا شاهد الناس هذه الاية العظيمة التي هي مؤذنة باختلال هذا الكون وخراب هذا العالم يفاجئ يوم من الايام الناس واذا بالشمس تطلع عليهم من المغرب فاذا رأوها امنوا اجمعين لان الاية باهرة وهي مؤذنة بخراب هذا العالم وانتهائه فيؤمنون لكن لا ينفع هذا الايمان لا ينفع لانه ايمان مشاهدة يوم يأتي بعض ايات ربك لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن امنت من قبل. لماذا لا ينفع لان ايمان مشاهدة مثل ايمان فرعون لما شاهد الموت وادركه الغرق قال امنت بالذي امنت بي بنو اسرائيل هذا ايمان لا ينفع الايمان الذي ينفع هو ايمان الغيب هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب والمراد بيؤمنون بالغيب اي بكل ما غاب عنهم مما اخبرت به رسل الله ويدخل في ذلك الايمان باليوم الاخر يدخل في ذلك الامام باليوم الاخر لكن اذا عاين الموت لا ينفع الايمان تقبل توبة احدكم ما لم يغرغر واذا عاين واذا عاين الايات العظام وشاهدها شراط الساعة لا ينفعه الايمان حينئذ لا ينفعه الايمان حينئذ ولهذا من هذا الوجه الايمان باشراط الساعة من الايمان باليوم الاخر الايمان باشراط الساعة من الايمان باليوم الاخر باعتبار انها علامات عليه دلالات على دنو دنو قيام القيامة وقرب اه اتيان الساعة قال واحوالي يوم القيامة واحوال يوم القيامة اي ما جاء فيما يتعلق بيوم القيامة من التفاصيل الكثيرة التي جاءت في كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ومن ذلكم الحدث العظيم الذي به تنتهي الدنيا كلها الذي تنتهي به الدنيا كلها والنفخ في الصور كما قال الله سبحانه وتعالى ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الارض الا من شاء الله النفخة التي آآ تكون من الملك الذي وكل الله سبحانه وتعالى له ذلك فاذا نفخ الملك في الصور انتهت الدنيا تماما كلها ولم يبق نفس منفوسة الا وماتت صعق من في السماوات ومن في الارض الا من شاء الله وهذه يقال لها نفخة الصعق وبهذه النفخة انتهاء الدنيا انتهاء الدنيا وانقضاء هذه الدنيا ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الارض ثم يأتي بعد هذه النفخة نفخة اخرى وهي نفخة القيام ثم نفخ فيه اخرى فاذا هم قيام ينظرون الجميع يقومون على اثر هذه النفخة من قبورهم نفخة الصعق اولا ثم نفخة الفزع وذكر العلماء نفخة الصعق اولا ثم نفخة القيام. وذكر العلماء انه يأتي ايظا قبل ذلك نفخة يقال لها نفخة الفزع ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الارض قد جاء في الحديث ولنستفد منه فائدة عظيمة في اهمية استذكار هذه المعاني وهذه التفاصيل يقول عليه الصلاة والسلام كيف انعم وقد التقم ملك الصور الصور واصغى بسمعه ينتظر ان يؤمر ينتظر ان يؤمر اي ان يؤمر بالنفخ في الصور وهذا فيه من الفائدة ان ذكر هذه التفاصيل من اعظم الموقظات للقلوب من اعظم الموقظات للقلوب نفخة القيام يقوم فيها الناس لرب العالمين يقوم فيها الناس لرب العالمين قيام ينظرون يقومون لرب العالمين جل في علاه يخرجون من الاجداث اي القبور ويقومون لرب العالمين سبحانه وتعالى ثم على اثر هذا الخروج من قبورهم يجمع الاولون والاخرون على صعيد واحد ارض عفراء لا ارتفاع فيها ولا انخفاض ليس فيها جبال ليس فيها اشجار ارض مستوية تماما يجمع في هذه الارض الاولون والاخرون ثم تدنو الشمس من رؤوس الخلائق ويعرق الناس ويتفاوتون في العرق بحسب اعمالهم منهم من يكون العرق الى كعبيه ومنهم من يكون العرق الى ركبتيه ومنهم الى حقويه ومنهم من يلجمه العرب الجاما يعني يغطيه وفي ذلك اليوم يضل الله في ظله يوم لا ظل الا ظله اهل الكرامة من عبادة والطاعة آآ العبادة والاقبال على الله سبحانه وتعالى يظلهم الله في ظله الظليم وكم وكم مدت الوقوف في ذلك اليوم خمسين الف سنة يقفون في تلك الارض خمسين الف سنة ولهذا الاجسام غير الاجسام الاجسام في ذلك اليوم غير الاجسام يعطيهم اجساما تحتمل هذا القيام اما في الدنيا والشمس في مكانها العالي ما يحتمل الانسان ان ان يقف تحتها يوما او يومين او ثلاثة فكيف بخمسين الف سنة خمسين الف سنة وهم قيام خمسين الف سنة ماذا تقارن بعمر العبد في الدنيا ماذا تقارن بعمر العبد في هذه الحياة الدنيا اذا كان عمر العبد سبعين سنة اعمار امتي ما بين الستين والسبعين اذا كان عمره ستين سنة احذف منها خمسطعشر سنة تقريبا قبل البلوغ لم يكن مكلفا واحذف منها الثلث نائم عشرين سنة اذا كان عمره ستين سنة عشرين سنة نايم اذا كان ينام في اليوم والليلة ثمان ساعات ماذا صفا من العمر الذي عليه هذا الحساب ويلقى هذه الاهوال والشدائد والامور والموقف العظيم اذا ذهب منها خمسطعش وعشرين كم يبقى خمسة وعشرين سنة هذا اذا كان عمره ستين سنة ماذا تقارن خمسة وعشرين سنة مع خمسين الف سنة ماذا تقارن ويكرم الله كما جاء في الحديث الصحيح في الحاكم وغيره اهل الايمان فيهون عليهم ذلك اليوم الذي مقدار خمسين الف سنة فيكون كما بين صلاتي الظهر والعصر اليوم الطويل العصيب خمسين الف سنة يهونه الله على اهل الايمان فيكون كما بين صلاتي الظهر والعصر وهنا لطيفة ما تغيب عن اذهانكم قال صلاتي الظهر والعصر هذا فيه تنبيه الى ان هذا التهوين له صلة بالصلاة هذا التهوين له صلة بالصلاة. قال بين صلاتي الظهر والعصر فهم من اهلها ما هي للصلاة ولهذا التهوين انما هو لاهل الصلاة اهل العبادة اهل الطاعة ليس لاحد سواهم اما من كان مضيعا لهذه الصلاة فان شأنه يوم القيامة كما اخبر النبي عليه الصلاة والسلام قال من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة يوم القيامة وحشر مع قارون وفرعون وهامان وامية ابن خلف. او ابي بن خلف اي مع صناديد الكفر واعمدة الباطل ثم في ذلك اليوم الذي تطول مدته ويعظم امره ويكبر خطبه يذهب الناس الى الانبياء يطلبون منهم ان يشفعوا عند الله في البدء بالحساب فيذهبون الى ادم عليه السلام يطلبون منه ذلك فيعتذر ويحيلهم الى نوح فيعتذر ويحيلهم الى ابراهيم فيعتذر ويحيلهم الى موسى فيعتذر ويحيلهم الى عيسى فيعتذر ثم يحيلهم الى محمد صلى الله عليه وسلم فيقول انا لها ويذهب ويخر ساجدا تحت عرش الرحمن ويحمد الله بما حامد ويثني عليه بثناء يعلمه الله اياه في ذلك الوقت ثم الله يقول له ارفع رأسك وسل تعطى واشفع تشفع وحينئذ يأتي الرب جل في علاه للفصل بين العباد والقضاء بين الناس على اثر شفاعة المصطفى عليه الصلاة والسلام الشفاعة العظمى الكبرى التي يغبطه عليها الاولون والاخرون وهي معنى قول الله تعالى عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا اي هذه الشفاعة العظمى للناس اجمعين بان يبدأ الله سبحانه وتعالى بالفصل بين العباد فيجيء الله عز وجل كما في سورة الفجر وجاء ربك والملك صفا صفا والملك صفا صفا اي صفوف من وراء صفوف محيطون بالخلائق ويجيء الرب جل في علاه للفصل بين العباد توضع الموازين موازين القسط توضع الموازين ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وان كان مثقال حبة من خردل اتينا بها وكفى بنا حاسبين قال الله سبحانه وتعالى فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون. ومن خفت موازينه فاولئك الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدون وهو ميزان حقيقي ينصب يوم القيامة ينصب يوم القيامة له كفتان حقيقيتان كفة للحسنات وكفة للسيئات فلينظر العبد الى اعماله ولا يستيقن انها كلها ستوضع في ميزان بمثاقيل الدر فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره اي من يعمل مثقال ذرة من خير خيرا يره. ومن يعمل مثقال ذرة اي من شر شرا يره فهو ميزان بمثاقيل الذر توزن اعمال العبد يوم القيامة وفي ذلك اليوم تتطاير الصحف صحف الاعمال يرى فيها العبد كل اعماله يرى فيها وكل انسان الزمناه طائره في في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا انصفك رب العالمين انت حسيب نفسك هذه اعمالك هذا الذي قدمت اقرأه في كتاب وفي ذلك اليوم يقرأ كل احد القارئ وغير القارئ حتى الام يقرأ يقرأ كتابه يقرأه في آآ هذا هذه الصحف التي لا تغادر شيئا من اعمال ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك احدا فيرى اعماله كلها في آآ هذا الكتاب ثم يكون الناس على قسمين في تناول الصحف فمنهم من يعطى كتابه بيمينه وهم اهل الايمان والطاعة وقد ذكر الله سبحانه وتعالى حال هذا الذي يؤتى كتابه بيمينه والسرور العظيم الذي يكون عليه فاما من اوتي كتابه بيمينه فيقول هاء مقرأ كتابي اني ظننت اي في الدنيا اني ملاق حسابي فهو في عيشة راضية في في جنة عالية قطوفها دانية كلوا واشربوا هنيئا بما اسلفتم في الايام الخالية وذكر الاخر ومن يؤتى كتابه بشماله من وراء ظهره من يؤتى كتابه بشماله من وراء ظهره واما من اوتي كتابه بصماله فيقول يا ليتني لم اوتى كتابيا. ولم ادري ما حسابي يا ليتها كانت القاضية ما اغنى عني ماليا. هلك عني سلطانيا. خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه فاخذ كتابه بيمينه واخذ كتابه بشماله ثم بعد هذه هذا الوزن للاعمال وتطاير الصحف يكون المظيء والسير الى حيث المصير اما الجنة او النار اما الجنة او النار الذهاب الى الجنة ليس له طريق الا من فوق النار الذهاب الى الجنة ليس له طريق الا من فوق النار صراط ينصب عليها يوم القيامة كما قال الله سبحانه وتعالى وان منكم الا واردها وان منكم الا واردها كان على ربك حتما مقضيا ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا فينصب صراط على متن جهنم احد من السيف وادق من الشعر ويؤمر الناس بالمرور والعبور وسبحان الله قبل هذا الصراط يكون الناس في ظلمة جاء في صحيح مسلم عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه اه سئل اين يكون الناس يوم تبدل الارض غير الارض؟ قال في ظلمة قبل الجسر في ظلمة قبل الجسر والمراد بالجسر اي الذي ينصب على متن جهنم في ظلمة قبل الجسر ثم في هذه الظلمة تقسم الانوار بهذه الظلمة تقسم الانوار على العباد بحسب الاعمال كل ما عظمت الاعمال عظم النور قال عليه الصلاة والسلام كما في مستدرك الحاكم فمنهم من يعطى نوره مثل الجبل ومنهم دون ذلك ومنهم من يعطى نوره مثل النخلة في يده ومنهم دون ذلك ومنهم من يعطى نوره على قدر ابهام قدمه على قدر ابهام قدمه عمله قليل جدا فيعطى نورا على قدر ابهام قدمه يضيء تارة ويطفأ تارة يقول عليه الصلاة والسلام فاذا قدم قدمه واذا طفا اقام تقسم الانوار والله جل وعلا ذكر هذا القسم للانوار في سورتين من القرآن في سورة الحديد وفي سورة التحريم في سورة الحديد وفي سورة التحريم ذكر هذا القسم للانوار يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين ايديهم وبايمانهم بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ذلك الفوز العظيم يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين امنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب باطنه اي الذي من جهة اهل الايمان فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب. ينادونهم الم نكن معكم؟ قالوا بلى ولكنكم فتنتم انفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الاماني وغرتكم الاماني هذه حالهم هذه حالهم يعني غرتهم الاماني في الحياة الدنيا مثل ما قال الله في ايات اخرى يا ايها الناس ان وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور فغرتهم الاماني والاخرة ليست دارا لاهل الاماني ليس بامانيكم ولا اماني اهل الكتاب من يعمل سوءا يجزى به من يعمل سوءا يجزى به. فتقسم هذه الانوار ثم يقال بعد القسم للانوار يجوز الصراط كما جاء في الحديث على قدر اعمالهم على قدر اعمالكم فيمر هؤلاء الذين قسمت عليهم انوارهم على الصراط على قدر الاعمال فمنهم من يمر كالبرق منهم من يمر كالريح منهم من يمر كاجاويد الخيل ومنهم من يمر كركاب الابل ومنهم من يمر جريا منهم من يمر مشيا حتى يأتي كما جاء في الحديث الذي اعطي نوره على قدر ابهامه. يضيء تارة ويطفئ اخرى فيمر على الصراط زحفا قال عليه الصلاة والسلام فتعلق يد وتزل يد وتعلق قدم تزل قدم وتلفحه النار ثم يخرج فاذا خرجوا قالوا اجمعين الحمد لله الذي نجانا منك. بعد ما ارانا اياك يحمدون الله وهذا الذي هذه النعمة العظيمة وهذا الفوز العظيم فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور ومن بعد ذلك يكون الناس فريقين فريق في الجنة هو فريق في السعير فريق في الجنة وفريق في السعير ومن الايمان باليوم الاخر الايمان بكل التفاصيل التي جاءت في الكتاب والسنة مما يتعلق بعذاب النار وانواعه وتفاصيله وايضا ما يتعلق بنعيم الجنة وانواعه وتفاصيله وهذا فيه في القرآن الشيء كثير فمن الايمان باليوم الاخر الايمان بذلك كله ثم اخر الامر اذا اخرج عصاة الموحدين من النار فلم يبق في النار الا اهلها المخلدون فيها يؤتى حينئذ كما صح بذلك الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام يؤتى كبش يقام بين الجنة والنار وينادى اهل الجنة وينادى اهل النار ويقال اتعرفونه فيقول الجميع نعم كيف عرفوه لان كل واحد منهم ذاقه كل واحد منهم ذاق الموت فهو يعرفه جيدا كل واحد منهم ذاق الموت فهو يعرفه جيدا. يقال تعرفونه؟ يقول نعم هذا الموت هذا الموت نعرفه يؤتى على هذه الصفة على صفة كبش ويجعل بين الجنة والنار وينادى اهل الجنة وينادى اهل النار تعرفونه؟ فيقولون جميعا نعم نعرفه هذا الموت فيذبح حقيقة بين الجنة والنار يذبح الموت الموت يذبح بين الجنة والنار ويقال لاهل الجنة يا اهل الجنة خلود فلا موت ويا اهل النار خلود فلا موت. الموت ذبح ورأوا قد ذبح ذبح رأوه باعينهم ذبح بين الجنة والنار فما هناك موت لن يذوقوا موتا يذبح بين الجنة والنار ويقال لاهل الجنة يا اهل الجنة خلود فلا موت ويا اهل النار قلود فلا موت فيبقى اهل الجنة في نعيم مقيم ولذة دائمة بما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر يبقون ابدا ابد ويبقى اهل النار والعياذ بالله فيها ابد الابد فالايمان باليوم الاخر ايمان كل هذه التفاصيل مثل ما لخص الشيخ رحمه الله قال واحوال يوم القيامة وما فيها من الحساب والثواب والعقاب والصحف والميزان والشفاعة واحوال الجنة والنار وصفاتها وصفات اهلها وما اعد الله فيهما لاهله لاهلهما اجمالا وتفصيلا كل ذلك من الايمان باليوم الاخر كل ذلك من الايمان باليوم الاخر ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى ان يرزقنا اجمعين حسن الاستعداد ليوم المعاد اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاسنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر اللهم اغفر لنا ولوالدينا ووالديهم وذرياتهم وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها ادى انت وليها ومولاها والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه احسن الله اليكم وبارك فيكم ونفعنا الله بما قلتم غفر الله لنا ولكم وللمسلمين ورزقنا الفردوس الاعلى اجمعين. امين يقول احسن الله اليكم كيف يتخلص المسلم من المظالم التي عليه هذا من الامور العظيمة المهمة التي ينبغي ان ان يعنى بها العبد وليكن على يقين تام ان الحقوق والمظالم مؤداة ولا بد مؤداة لاصحابها لتؤدن الحقوق فهي مؤداة لاصحابها ان لم يؤدها بنفسي لاصحابها اخذت يوم القيامة ولهذا من الخير للعبد ان يؤديها في الدنيا من الدراهم والدنانير قبل ان تستوفى منه يوم القيامة من حسناته واعماله فقد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا حفاة عراة بهما قالوا وما بهما يا رسول الله قال اي ليس معهم من الدنيا شيء في نادي الله جل وعلا بصوت يسمعهم من بعد كما يسمعهم من قرب لا يدخل الجنة احد من اهل الجنة ولاحد من اهل النار عليه مظلمة حتى اقتصها منه ولا يدخل احد من اهل النار النار ولاحد من اهل الجنة عليه مظلمة حتى اقتصها منه قالوا كيف ذاك وانما جاءوا بهما قال بالحسنات والسيئات بالقصاص يوم القيامة بالحسنات والسيئات فمن الخير للعبد ان يرد المظالم الى اهلها دراهم ودنانير ونحو ذلك خير له من ان تقتص يوم القيامة من حسناته من صلاته من صيامه من صدقة حتى ان بعض الناس يوم القيامة يفلس تماما عنده حسنات كثيرة لكن يأخذها اصحاب المظالم حتى لا يبقى عنده حسنة بل اشد من ذلك تبقى عليه زيادة على ذلك مظالم فيعطى من سيئاتهم من كثرة المظالم التي للناس شتم هذا وظرب هذا وسفك دم هذا واخذ مال هذا هذه المظالم تستوفى يوم القيامة من من حسنات المرء فان فنيت حسناته قبل ان يقضى ما عليه اخذ من سيئاتهم فطرحت عليه فطرح في النار ولهذا ما الخير للعبد ان يعمل جاهدا على التخلص من المظالم احد الاخوة اه سأل بالامس عن اثر آآ يروى عن عمر وايضا عن ابن عباس ان اللهم ان كنت كتبتني شقيا فامحني واكتبني في السعداء فاوردت نقلين آآ نستمع اليهما احدهما عن الشيخ الالباني رحمه الله تعالى من حيث الاسناد والاخر عن شيخ الاسلام ابن تيمية من حيث المعنى والمراد اه به نعم قال الشيخ الالباني رحمه الله تعالى في السلسلة الضعيفة تحت الحديث رقم خمسة الاف واربع مئة وثمانية واربعين روى ابن جرير من طريق ابي حكيمة عن ابي عثمان النهدي ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال وهو يطوف بالبيت ويبكي اللهم ان كنت كتبت اللهم ان كنت كتبت علي شقوة او ذنبا فامحه فانك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك ام ام الكتاب. فاجعله سعادة ومغفرة رواه البخاري في التاريخ الكبير في ترجمة عصمة ابن ابي حكيمة هذا وقد قال فيه ابن ابي حاتم عن ابيه محله الصدق وذكره ابن حبان في الثقات والظاهر انه قد توبع فقد رواه ابن جرير من طريق معتمر عن ابيه عن ابي حكيمة عن ابي عثمان واحسبني قد سمعته من ابي عثمان مثله وابو المعتمر اسمه سليمان ابن طرحان التيمي وهو ثقة من رجال الشيخين ثم روى ابن جرير من طريق شريك عن هلال ابن ابن حميد عن عبد الله ابن عكيم عن عبد الله انه كان يقول اللهم ان كنت كتبتني في السعداء فاثبتني في السعداء فانك تمحو ما تشاء وتثبت عندك ام الكتاب ورجاله ثقات لولا ضعف حفظ الشريك لكنه يتقوى بطريق حماد بن سلمة عن خالد الحداء عن ابي قلابة عن ابن مسعود رضي الله عنه انه كان يقول اللهم ان كنت كتبتني في اهل الشقاوة فامحني واثبتني في اهل السعادة رواه ابن جرير والطبراني في الكبير ورجاله ثقات رجال مسلم الا ان ابا قلابة لم يدرك ابن مسعود كما قال الهيثمي ولكنه شاهد قوي قوي للطريق الموصلة قبله للطريق الموصولة قبله والله اعلم ولعل الواسطة بينهما ابو وائل شقيق بن سلمة. فقد روى الاعمش عنه انه كان يكثر ان يدعو بهؤلاء الكلمات رواه ابن جرير بسند صحيح عنه وكان ابو وائل من اعلم اهل الكوفة بحديث ابن مسعود رضي الله عنه وسئل شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى هل شرع في الدعاء ان يقول اللهم ان كنت كتبتني كذا فامحني واكتبني كذا فانك قلت يمحو الله ما يشاء ويثبت وهل صح ان عمر رضي الله عنه كان يدعو بمثل هذا فكان مما اجاب به رحمه الله والجواب المحقق ان الله يكتب للعبد اجلا في صحف الملائكة فاذا وصل رحمه زاد في ذلك المكتوب وان عمل ما يوجب النقص نقص من ذلك المكتوب. ونظير هذا ما في الترمذي وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم ان ادم لما طلب من الله ان يريه صورة الانبياء من ذريته فاراه اياهم فرأى فيهم رجلا له بصيص فقال من هذا يا رب؟ فقال ابنك داود. قال فكم عمره؟ قال اربعون سنة. قال وكم عمري؟ قال الف سنة قال فقد وهبت له من عمري ستين سنة فكتب عليه كتاب وشهدت عليه الملائكة فلما حضرته الوفاة قال قد بقي من عمري ستون سنة. قالوا وهبتها لابنك داود فان ذلك فاخرجوا الكتاب. قال النبي صلى الله عليه وسلم فنسي ادم فنسيت ذريته وجحد ادم فجحدت ذريته وروي انه كمل انه كمل لادم عمره ولداوود عمره فهذا داوود كان عمره المكتوب اربعين سنة ثم جعله ستين وهذا معنى ما روي عن عمر رضي الله عنه انه قال اللهم ان كنت كتبتني شقيا فامحني واكتبني سعيدا. فانك تمحو ما تشاء وتثبت والله سبحانه وتعالى عالم بما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف كان يكون. فهو يعلم ما كتبه له وما يزيده بعد ذلك والملائكة لا علم لهم الا ما علمهم الله تعالى والله يعلم والله يعلم الاشياء قبل كونها وبعد كونها. فلهذا قال العلماء ان المحو والاثبات في صحف الملائكة واما علم الله سبحانه فلا يختلف ولا يبدو له ما لم يكن عالما به. فلا محوى فيه ولا اثبات واما اللوح المحفوظ فهل فيه محو واثبات؟ على قولين والله سبحانه وتعالى اعلم نعم ونسأل الله عز وجل ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا