بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ ابن سعدي رحمه الله تعالى السؤال العشرون ما قولكم في الجواب نعتقد ان نصب الامام فرض ان نصب الامام فرض كفاية. فان الامة لا تستغني عن امام يقيم لها دينها ودنياها. ويدفع عنها عادية المعتدين واقامة الحدود على الجناة ولا تتم امامته الا بطاعته في المعروف في غير معصية الجهاد ماض مع البر والفاجر. وان الائمة يعانون على الخير وينصحون عن الشر بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد هذا السؤال العشرون مما اشتملت عليه هذه الرسالة النافعة في بيان اهم المهمات وهذا السؤال جعله رحمه الله تعالى فيما يتعلق بالامامة ما قولكم في الامامة والمراد بالقول في الامامة اي نصب الامام بحيث يكون للمسلمين جماعة ولهم امام ولامامهم سمع وطاعة في ضوء ما جاءت به الشريعة ودلت عليه نصوص الكتاب والسنة وايراد هذا السؤال ما قولكم في الامامة في هذه الرسالة اهم المهمات فيه التأكيد من المصنف رحمه الله تعالى على عظم شأن هذا المطلب وانه من مهمات الشريعة وانه من مهمات الشريعة ومن الامور العظيمة التي ينبغي ان يعتني بها المسلمون وان يعظموا حكم الله سبحانه وتعالى فيها وهذا من تعظيمهم لشرع الله سبحانه وتعالى ولهذا يجب فعلى كل مسلم ان يجعل هذا الامر دينا يدين الله سبحانه وتعالى به ليست قضية اهواء او اراء او تخرصات او نحو ذلك يجب عليه ان يتخذ هذا الامر دينا وان يتخذه قربة لله سبحانه وتعالى وهذا مما ميز الله سبحانه وتعالى به المسلمين عن اهل الجاهلية. كان الناس في الجاهلية يستنكر ان يطيع الامام وكل يركب رأسه. ولهذا كان كانت امورهم كلها فوظى لا يأمن احدهم لا على عرظ ولا على مال ولا على نفس والقوي منهم يأكل الضعيف والذي يحكمهم كما يعبر شريعة الغاب يعني مثل ما يوجد في الغابات التي فيها الوحوش الضارية كانوا يعيشون مثل تلك الحياة القوي هو الذي له آآ السطوة ومنه العدوان والضعيف دوما معتدى عليه في عرظه وفي نفسه وفي ماله ولا حيلة له والله سبحانه وتعالى ميز كالمسلمين بهذا الامر الذي جعل من دين الله. ولهذا لعلك تلاحظ ان الطاعة لولي الامر قرن في القرآن بطاعة الله وطاعة رسوله يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم وما من شك ان قرن ان قرن طاعة ولي الامر بطاعة الله وطاعة رسوله دليل على عظم شأن هذا الامر وعظم شأن هذا المطلب ومما هو متقرر بل هو محل اجماع ان مصالح المسلمين العامة والخاصة الدينية والدنيوية لا يمكن ان تنتظم الا بجماعة ولا جماعة الا بامام ولا امام الا بسمع وطاعة فهي امور اخذ بعضها ببعض لا تنتظم مصالح المسلمين الا بها ولهذا اذا اخل الناس بامر الجماعة ففارقوها وبامر السمع والطاعة فافتاتوا على ولاة امرهم فان فعلهم هذا جاهلية ومن مات على هذه الحال مات ميتة جاهلية وهذا من موجبات شيوع الفوضى واختلال الامن واضطراب امر الناس وعدم تحقق المصالح الدينية والدنيوية ولهذا مصالح الناس لا يمكن ان تنتظم الا بهذا الذي جاء تبيانه في كتاب الله اهو سنة نبيه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ولهذا قال عليه الصلاة والسلام كما في صحيح مسلم قال من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية مات ميتة جاهلية ومن كان يدعو لعصبة وينصر عصبة فمات مات ميتة جاهلية ومن خرج على امتي يضرب برها وفاجرها ولا يتحاشى من مؤمنها ولا يفي لذي عهد بعهده فليس مني ولست منه. خرجه الامام مسلم في صحيحه هذه امور لا يمكن ان تنتظم مصالح المسلمين الا بها. ولهذا اذا كان هناك خروج على الامام ومفارقة للجماعة جماعة المسلمين هذا من موجبات اختلال انتظام المصالح مصالح المسلمين كذلك اذا كانت بين الناس العصبيات العصبيات الجاهلية والعرقية والتحزبات التي ما انزل الله سبحانه وتعالى بها من سلطان هذه ايضا كلها من موجبات اختلال مصالح المسلمين. وعدم تحقق انتظام لحم فجاء هذا الحديث وغيره من الاحاديث الصحيحة الثابتة عن النبي عليه الصلاة والسلام مؤكدة على هذا الامر العظيم ولهذا كما قدمت ينبغي على كل مسلم ان يتخذ هذا الامر دينا وقربة وطاعة لله والا يجد في صدره شيئا الا يجد في صدره شيئا من هذا الامر لان وجود شيء في الصدر هذا من نقص الايمان اعرف هذا في قول النبي عليه الصلاة والسلام ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم اخلاص العمل لله ولزوم جماعة المسلمين والنصح لولي امرهم او لولاة امرهم. هذه لا يغل عليها قلب المسلم. فاذا وجد في القلب غل في شيء من هذه الامور فهذا من نقص الدين وظعف الايمان المخلص اخلاصه يمنعه من الغل والحسد والملازم لجماعة المسلمين المحب لهم المريد لهم من الخير ما يريد لنفسه هذا ايضا طارد للغل عن نفسه كذلك الناصح لولي الامر لعموم المسلمين نصحه يخرجه من الغل ويبعده عنه ولهذا اذا وجد الغل في شيء من هذه الامور المذكورة في الحديث فهذا من نقص الدين. وظعف الايمان. وهذا كله مما يؤكد ان هذا الامر ينبغي ان يتخذ دينا. وقربة لله سبحانه وتعالى ليس امرا يتبع مصالح المرء بعض الناس في هذا الباب بحسب مصالحه. ان اعطوا منها رضوا. وان لم يعطوا منها اذا هم يسخطون. اذا كان عنده مطمع في طب او مطمع في مال او مطمع في اشياء من هذا القبيل فلم تحصل سطى على ولي الامر بلسانه واخذ يتهجم ويقول واشياء من هذا القبيل لا لشيء الا امور تتعلق مصالح فاتت عليه وكان يطمع فيها وهذا من نقص الاخلاص من جهة ومن نقص ايضا النصيحة. من جهة وانطمار القلب بالغل وهذه من المصائب من المصائب العظيمة الحاصل ان مصالح المسلمين الدينية والدنيوية لا تنتظم الا بجماعة لا تنتظم الا بجماعة ولا جماعة الا بامام. لا يصلح الناس فوضى لا صلاة لهم ولا امام الا بسمع وطاعة ولهذا جاءت احاديث كثيرة عن النبي عليه الصلاة والسلام يأمر فيها بالسمع والطاعة اسمع واطع حتى قال وان ضرب ظهرك واخذ مالك حتى قال عليه الصلاة والسلام وعلى اثرة عليك حتى ولو استأثر بالمال حتى لو لم يكن هو في نفسه برا وكان فاجرا فجوره على نفسه فجوره على نفسه ولا تسمع له ولا تطيع اذا امرك بمعصية. اذا امرك ان تعصي الله لا تسمع له ولا تطيع. ان قال لك لا تصل صل وان قال لك اشرب الخمر لا تشرب الخمر لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق اما ما عدا ذلك فله السمع والطاعة فيما يراه ويقررا من الامور والمصالح وما الى ذلك لكن ان امر بمعصية لله سبحانه وتعالى لا يطاع فيما امر به من معصية ولا ينزع تنزع يد من طاعة ولا يفتات عليه واذا وقع الخلل في فهم هذا الامر يقع الخلل في حياة الناس نفسها بحسب ما ضيعوا من شريعة الله ودينا ودين الله سبحانه وتعالى لا يأتي للناس الا بخير ولا يحقق لهم الا المصلحة والمنفعة والفائدة في دنياهم واخراهم. لكن اذا تخلى الناس عن الدين وركبوا عقولهم واختاروا مثل هذه الطرائق التي حذر منها الشرع ونهى عنها الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام يبوءون الندامة في الدنيا والاخرة بحسب مخالفتهم لشرع الله سبحانه وتعالى قال الشيخ رحمه الله تعالى ما قولكم في الامامة؟ قال نعتقد ان نصب الامام فرض كفاية ان نصب الامام فرض كفاية فان الامة لا تستغني عن امام يقيم لها دينها ودنياها. ويدفع عنها عادية المعتدين واقامة الحدود على على الجناة هذا يوضح اهمية اتخاذ الامام وان الامة لا تستغني عن امام لابد لها من امام لان كما قدمت مصالح الامة لا تستقيم الا بالجماعة والجماعة لا تستقيم الا بالامام والامام لا يستقيم ايضا الامر فيه الا بالسمع والطاعة له ولهذا قال نعتقد يعني هذا جزء من المعتقد جزء من المعتقد ولهذا عامة كتب الاعتقاد لائمة السلف يظمنون هذا الاصل كتب العقيدة كتب العقيدة لان اذا اخل بهذا الاصل لحق دينهم من الضرر ما الله به عليم لا يستطيع الناس الاطمئنان في عباداتهم. ولا يستطيع الناس الاطمئنان في طلبهم للعلم وحلقاته ومجالسه ومدارسه. كل هذه تختل ولا يستطيع الناس الاطمئنان على مصالحهم في البيع والشراء وعموم حاجاتهم. اذا لم يكونوا جماعة وعليهم امام كل هذا الامور تختل ويضيع الدين حتى العقيدة تضيع وتنتشر في الناس البدع والضلالات والاهواء والخرافات كلها تفشو فيهم. لكن اذا كانوا جماعة ومنتظمين ولهم والمدارس قائمة والعلم قائم والمساجد قائمة والخير قائم هذا هو عين المصلحة هذا هو عين المصلحة لهم في دينهم ودنياهم. ولهذا عد هذا اصلا من الاصول وعد المفارق له مبتدعا مفارقا لسنة النبي الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. قال فان الامة لا تستغني عن امام من يقيم لها دينها ودنياها ويدفع عنها عادية المعتدين واقامة الحدود على الجناة. لا تستغني عن ذلك. لابد لها من امام ولو كان هذه الامور متروكة لاحاد الناس كيف يكون امرهم يعني مثلا اقامة الحدود لو كانت اقامة الحدود لاحاد الناس كيف سيكون امر الناس وكم وكم من الدماء التي ستراق وكم من الفوضى التي ستعم؟ وكم من العدوان الذي سيحصل ولهذا ما ما يمكن ان ان تقام الحدود الا بامام ولا يمكن ان تتحقق المصالح العامة والخاصة للمسلمين الا بامام ولهذا عد هذا الاصل من اصول التي لا تنتظم ولا تستقيم احوال المسلمين الدينية والدنيوية الا به قال ولا تتم امامته الا بطاعته في المعروف في غير معصية. ولا تتم امامته الا بطاعة. ولهذا لاحظ كما قدمت هذه امور اخذ بعضها ببعض في تحقق مصلحة المسلمين. لا تتحقق المصلحة الا بجماعة ولا جماعة الا بامام ولا امام الا بسمع وطاعة قال والجهاد ماض مع البر والفاجر اي من الائمة والولاة واذا كان فاجرا فجوره على نفسه لا يضر الرعية فجوره فجوره على نفسه الا من شارك في الفجور ففعل مثله باء بالاثم اما الرعية ما يضرهم لو كان عنده شيء من من الفجور لا يضرهم ذلك فجوره على نفسي ولهذا على كل فرض من افراد الرعية ان يحقق المطلب الشرعي يؤديه وافيا مثل ما قال عليه الصلاة والسلام ادوا الذي عليكم. وسلوا الله الذي لكم. اذا كان الولي ولي الامر مخلا بحقوق الناس فانتم ادوا حقوق الحقوق التي له عليكم ادوها ديانة وسلوا الله الحق الذي لكم قال وان الائمة يعانون عن الخير اي شد من ازرهم يشد من ازرهم يعانون على على الخير تأييدا وتشجيعا ونصحا ايضا بالخير ودلالة عليه ومن الاعانة لهم على الخير ان تدعوا لهم بالخير ولهذا عد من السنة الدعاء لولي الامر. وعد ايضا من البدعة الدعاء على ولي الامر. مثل ما قال بعض السلف اذا رأيت الرجل يدعو للسلطان فاعلم انه صاحب سنة واذا رأيته يدعو على السلطان فاعلم انه صاحب بدعة. جعلوا ذلك مقياسا في التمييز بين صاحب السنة وصاحب الهوى ولهذا من اعانة السلطان ومن النصح له قد قال عليه الصلاة والسلام الدين النصيحة قلنا لمن يا رسول الله؟ قال لله ولرسوله ولكتابه ولائمة المسلمين وعامتهم هل من نصيحة لولي الامر الذي امرت به في هذا الحديث ان يدعى عليه لا والله هذا ليس من النصيحة النصيحة تدعو له اللهم اصلحه اللهم اهده اللهم اجر الخير على يديه اللهم اجعل في ولايته صلاح العباد والبلاد وهكذا هذا المراد بالدعاء لولي الامر فيدعا له. وهذا من الاعانة لولي الامر ولي الامر تولى مسؤولية كبرى وامانة عظيمة جدا وانتشرت عليه الامور كثيرا ويبتلى احيانا بالبطانة وتكون البطانة ليست بذاك فيدعى له يدعى له بالصلاح ويدعى له ايضا بصلاح البطانة هذا كله من النصيحة لولي الامر قال يعانون على الخير وينصحون عن الشر وينصحون عن الشر. وايضا النصيحة لهم تكون بالطرق الشرعية وباللطف ومراعاة الادب معهم وايضا مراعاة احترامهم ومعرفة اقدارهم فيخاطبون بما يليق بمقامهم سواء كتابة او مشافهة ولهذا اولى الناس احراهم بمثل هذا النصح العلما وهم اهل دراية ومعرفة بالطريقة الشرعية في نصيحة ولي الامر الحاصل ان الشيخ رحمه الله تعالى تذكر هنا خلاصة اه مختصرة في في هذا الباب فيما يتعلق بالقول في اه الامامة ولعلنا اه نستمع الى نقول عديدة في هذا الباب ذكرتها في مقدمة رسالة الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في ما يتعلق آآ حقوق الولاة والنصح لهم والتحذير من الخروج عليهم ونزع اليد من طاعتهم واوردت نقولا كثيرة عن ائمة السلف من المفيد جدا ان نقف عليها قلتم حفظكم الله في مقدمة قاعدة مختصرة في وجوب طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ولاة الامور لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين وبعد فان منهج اهل السنة والجماعة مع ولاة امرهم منهج عدل وسط يقوم على اساس الاتباع ولزوم الاثر كما هو شأنهم في سائر امور الدين. فهم يقتدون ولا يبتدون ويتبعون ولا يبتدعون ولا يعارضون سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعقولهم وافكارهم واهوائهم. قال الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه انا نقتدي ولا نبتدي ونتبع ولا نبتدع ولن نضل ما تمسكنا بالاثر. وقال اياكم والتبدع الدعاء والتعمق وعليكم بالعتيق. وقال اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم. وكل بدعة ضلالة وقال انها ستكون امور مشتبهات فعليكم بالتؤدة فانك ان تكون تابعا في الخير خير من ان تكون رأسا في الشر. وقال انكم اليوم على الفطرة وستحدثون ويحدث لكم اذا رأيتم محدثا فعليكم بالهدي الاول وقال عليكم بالطريق فلئن لزمتموه لقد سبقتم سبقا بعيدا. ولئن خالفتموه يمينا وشمالا لقد ضللتم ضلالا بعيدا. وكتب الخليفة عمر بن عبدالعزيز رحمه الله الى بعض عماله. قال اوصيك بتقوى الله والاقتصاد في امره واتباع سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وترك ما احدث المحدثون بعده فيما جرت به سنته وكفوا مؤنته. واعلم انه لم يبتدع انسان بدعة الا قدم قبل ما هو دليل عليها وعبرة فيها فعليك بلزوم السنة فانها لك باذن الله عصمة واعلم ان من سن السنن قد علم ما في خلافها من الخطأ والزلل والتعمق والحمق. فان السابقين عن علم وقفوا وببصر نافذ كفوا وكانوا هم اقوى على البحث ولم يبحثوا وقال محمد ابن سيرين رحمه الله كانوا يقولون اذا كان الرجل على الاثر فهو على الطريق وقال الاوزاعي رحمه الله ندور مع السنة حيث دارت وقال ابو العالية الرياحي رحمه الله تعلموا الاسلام فاذا تعلمتموه فلا ترغبوا عنه وعليكم بالصراط مستقيم فان الصراط المستقيم الاسلام. ولا تنحرفوا عن الصراط المستقيم يمينا وشمالا. وعليكم امة نبيكم واياكم وهذه الاهواء التي تلقي بين اهلها العداوة والبغضاء ومن اراد لنفسه الفوز والنجاة عليه ان يلزم غرز هؤلاء ويسلك نهجهم ويتبع طريقتهم. ومن كان كذلك فقد سبق سبقا بعيدا وفاز فوزا عظيما. وان من نهج اهل السنة والجماعة وسبيلهم مع ولاة امرهم انهم يرون وجوب السمع والطاعة لهم في المنشط والمكره ابرارا كانوا او فجارا انما الطاعة في المعروف فان امروا بمعصية الله فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق وينصحون لهم ولا يدعون عليهم بل يدعون لهم بالصلاح والمعافاة ولا يرون جواز الخروج عليهم ولا قتالهم ولا نزع يد الطاعة منهم. وان جاروا وظلموا بل يعدون ذلك من البدع المحدثة قال امام اهل السنة الامام المبجل احمد بن حنبل رحمه الله اصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. والاقتداء بهم وترك البدع. وكل بدعة فهي ضلالة. وترك خصومات والجلوس مع اصحاب الاهواء وترك المراء والجدال والخصومات في الدين والسنة عندنا اثار رسول الله صلى الله عليه وسلم. والسنة تفسر القرآن وهي دلائل القرآن وليس في السنة قياس ولا تضرب لها الامثال. ولا تدرك بالعقول ولا الاهواء. انما هي الاتباع ترك الهوى ومن السنة اللازمة التي من ترك منها خصلة لم يقلها ويؤمن بها لم يكن من اهلها فذكر امورا ثم قال والسمع والطاعة للائمة وامير المؤمنين البر والفاجر ومن ولي الخلافة فاجتمع الناس عليه ورضوا به. ومن غلبهم بالسيف حتى صار خليفة. وسمي امير المؤمنين والغزو ماض مع الامراء الى يوم القيامة. البر والفاجر لا يترك. وقسمة الفيء واقامة الحدود الى الائمة ماض ليس لاحد ان يطعن عليهم ولا ينازعهم. ودفع الصدقات اليهم جائزة ونافية من دفعها اليهم اجزأت عنه برا كان او فاجرا وصلاة الجمعة خلفه وخلف من ولى جائزة تامة ركعتين. من اعادهما فهو مبتدع كل الاثار مخالف للسنة ليس له من فضل الجمعة شيء اذا لم ير الصلاة خلف الائمة من كانوا برهم وفاجرهم فالسنة ان تصلي معهم ركعتين من اعادهما فهو مبتدع وتدين بانها تامة ولا يكن في صدرك من ذلك شك ومن خرج على امام المسلمين وقد كان الناس اجتمعوا عليه واقروا له بالخلافة باي وجه كان بالرضا او بالغلبة فقد شق هذا الخارج عصا المسلمين وخالف الاثار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فان مات الخارج عليه مات ميتة جاهلية ولا يحل قتال السلطان ولا الخروج عليه لاحد من الناس. فمن فعل ذلك فهو مبتدع على غير السنة طريقا ثم ذكر بقية الاصول اصول السنة التي من فارقها لم يكن من اهل السنة. وذكر نحو من هذا وقريبا منه الامام علي بن المديني في عقيدته. وقال الامام احمد رحمه الله ايضا هذه مذاهب اهل العلم واصحاب الاثر واهل السنة المتمسكين بعروقها المعروفين بها المقتدى بهم فيها من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الى يومنا هذا. وادركت من ادركت من علماء اهل الحجاز والشام وغيرهم عليها فمن خالف شيئا من هذه المذاهب او طعن فيها او عاب قائلها فهو مبتدع خارج من الجماعة زائل عن منهج السنة وسبيل الحق وذكر امورا من اصول الاعتقاد منها قوله والانقياد الى من ولاه الله امركم. لا تنزع يدا من طاعته. ولا تخرج عليه بسيفك. حتى يجعل الله لك ومخرجا ولا تخرج على السلطان وتسمع وتطيع ولا تنكث بيعه. فمن فعل ذلك فهو مبتدع مخالف مفارق للجماعة وان امرك السلطان بامر هو لله معصية فليس لك ان تطيعه البتة وليس لك ان تخرج عليه ولا تمنعه حقه وقال الامام البخاري رحمه الله لقيت اكثر من الف رجل من اهل العلم اهل الحجاز ومكة والمدينة والكوفة والبصرة ووادي وبغداد والشام ومصر. وذكر جماعة منهم ثم قال ما رأيت واحدا منهم يختلف في هذه اشياء فذكر امورا منها والا ننازع الامر اهله لقول النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث لا يغل قلب امرئ مسلم اخلاص العمل لله وطاعة ولاة الامر ولزوم جماعتهم فان دعوتهم تحيط من ثم اكد في قوله اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم والا يرى السيف على امة محمد صلى الله عليه وسلم. وقال الفضيل لو كانت لي دعوة مستجابة لم اجعلها الا في امام لانه اذا صلح الامام امن البلاد والعباد قال ابن المبارك يا معلم الخير من يجتري على هذا غيرك وقال ابو محمد عبدالرحمن ابن ابي حاتم الرازي ابن المبارك يقول من يشتري على هذا غيره من يقدر على هذا؟ يعني لو ان شخصا قيل له لك دعوة مستجابة اطلب ما تريد الفضيل يقول لو كان لي دعوة مستجابة لجعلتها للسلطان. يعني لا اجعلها لنفسي هذا من فقهه لان صلاح السلطان صلاح له وللرعية ونفعه له وللرعية فهذا من فقهه رحمه الله ونصحه السلطان والامة قال لو كان لي دعوة مستجابة. قيل لك دعوة مستجابة ادعو. بها يقول لم اجعلها لنفسي قال ابن عبد الله المبارك ومن يجترع على هذا غيرك؟ يعني من يقدر على هذا؟ فهذا لا يكون الا من قلب كبير وفقه عظيم. نعم وقال ابو محمد عبدالرحمن ابن ابي حاتم الرازي سألت ابي وابا زرعة عن مذهب اهل السنة في اصول الدين وما ادرك عليه العلماء في جميع الامصار وما يعتقدان من ذلك. فقال ادركنا العلماء في جميع الامصار حجازا وعراقا وشاما ويمنا فكان من مذهبهم فذكرا امورا منها ونقيم الجهاد حج مع ائمة المسلمين في كل دهر وزمان. ولا نرى الخروج على الائمة ولا القتال في الفتنة. ونسمع ونطيع لمن ولاه الله عز وجل امرنا ولا ننزع يدا من طاعة ونتبع السنة والجماعة ونجتنب الشذوذ والخلاف الفرقة فان الجهاد ماض مذ بعث الله عز وجل نبيه عليه الصلاة والسلام الى قيام الساعة مع ولي الامر من ائمة المسلمين لا يبطله شيء. والحج كذلك ودفع الصدقات من السوائم الى اولي الامر من ائمة المسلمين وقال سهل ابن عبد الله التستري وقد قيل له متى يعلم الرجل انه على السنة والجماعة؟ قال اذا علم من عشر خصال لا يترك الجماعة ولا يسب اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. ولا يخرج على هذه الامة بالسيف ولا يكذب بالقدر. ولا يشك في الايمان ولا يماري في الدين. ولا يترك الصلاة على من يموت من اهل القبلة بالذنب ولا يترك المسح على الخفين ولا يترك الجماعة خلف كل وال جار او عدل وقال الامام ابو جعفر الطحاوي ولا نرى الخروج على ائمتنا وولاة امورنا وان جاروا ولا ندعوا عليهم ولا ننزع يدا من طاعتهم ونرى طاعتهم من طاعة الله عز وجل ما لم يأمروا بمعصية وندعوا لهم بالصلاح والعافية وقال الامام البربهاري رحمه الله واعلم ان جور السلطان لا ينقص لا ينقص فريضة من فرائض الله التي افترضها على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم جوره على نفسه وتطوعك وبرك معه تام ان شاء الله تعالى يعني الجماعة والجمعة والجهاد معهم وكل شيء من الطاعات فشاركهم فيه اذا رأيت الرجل يدعو على السلطان فاعلم انه صاحب هوى. واذا سمعت الرجل يدعو للسلطان صلاح فاعلم انه صاحب سنة ان شاء الله. يقول الفضيل بن عياض لو كان لي دعوة ما جعلتها الا في السلطان فامرنا ان ندعو لهم بالصلاح ولم نؤمر ان ندعوا عليهم وان جاروا وظلموا. لان جورهم وظلمهم على انفسهم وعلى المسلمين وصلاحهم لانفسهم وللمسلمين وقال الامام ابن بطة العكبري ونحن الان ذاكرون شرح السنة ووصفها وما هي في نفسها؟ وما الذي اذا تمسك به العبد ودان الله به هدانا الله به سمي بها واستحق الدخول في جملة اهلها. وما ان خالفه او شيئا منه دخل في جملة من عبناه وذكرناه وحذر منه وحذر منه من اهل البدع والزيف. مما اجمع على شرحنا له اهل الاسلام وسائر امة مذ بعث الله نبيه صلى الله عليه وسلم الى وقتنا هذا. وذكر جملة من هذه الاصول ثم قال ثم من بعد ذلك الكف والقعود في الفتنة. ولا تخرج بالسيف على الائمة وان ظلموا وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ان ظلمك فاصبر وان حرمك فاصبر وقال النبي صلى الله عليه وسلم لابي ذر اصبر وان كان عبدا حبشيا وقد اجمعت العلماء من اهل الفقه والعلم والنسك والعباد والزهاد من اول هذه الامة الى وقتنا هذا ان صلاة الجمعة والعيدين ومنى وعرفات والغزو والحج والهدي. مع كل امير بر وفاجر واعطاؤهم الخراج والصدقات والاعشار جائز والصلاة في المساجد العظام التي بنوها والمشي على القناة والجسور التي عقدوها والبيع والشراء وسائر التجارة والزراعة والصنائع كلها في كل عصر ومع كل لامير جائز على حكم الكتاب والسنة لا يضر المحتاط لدينه والمتمسك بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ظلم ظالم ولا جور جائر اذا كان ما يأتيه هو على حكم الكتاب والسنة. كما انه لو باع واشترى في زمن الامام العادل بيعا يخالف الكتاب والسنة لم ينفعه عدل الامام. والمحاكمة الى قضاتهم. اذا اشترى في حكم امام عادل بشراء مخالف بالكتاب والسنة لا ينفعها عدل الامام ومثلها لو اشترى في عهد امام ظالم بشراء لا يخالف الكتاب والسنة لا يظره ظلم الامام نعم والمحاكمة الى قضاتهم ورفع الحدود والقصاص وانتزاع الحقوق من ايدي الظلمة بامرائهم وشرطهم والطاعة لمن ولوه وان كان عبدا حبشيا الا في معصية الله عز وجل. فليس لمخلوق فيها طاعة ثم من بعد ذلك اعتقاد الديانة بالنصيحة للائمة وسائر الامة في الدين والدنيا ومحبة الخير لسائر المسلمين تحب لهم ما تحب لنفسك. وتكره لهم ما تكره لنفسك. وقال ابو منصور عمر ابن محمد الاصبهاني في رسالته التي جمعها في السنة لما رأى غربة السنة وكثرة الحوادث واتباع الاهواء قال ثم من السنة الانقياد للامراء والسلطان بانه لا يخرج عليهم بالسيف وان جاروا وان يسمعوا وان يطيعوا وان كان عبدا حبشيا اجدع. ومن السنة الحج معهم والجهاد معهم وصلاة الجمعة خلف كل بر وفاجر وقال في تمامها ويشهد لهذا الفصل المجموع من السنة كتب. ويشهد لهذا الفصل المجموع من كتب السنة كتب الائمة نعم تجاوز الى النقل الذي بعده قال الامام ابو اسماعيل الصابوني ويرى اصحاب الحديث الجمعة والعيدين وغيرهما من الصلوات خلف كل امام مسلم برا كان وفاجرا ويرون جهاد الكفرة معهم وان كانوا جورة فجرة ويرون الدعاء لهم بالاصلاح والتوفيق والصلاح وبسط العدل في الرعية. ولا يرون الخروج عليهم بالسيف. وان رأوا منهم العدول عن العدل الى الجور والحيث ويرون قتال الفئة الباغية حتى ترجع الى طاعة الامام العدل. وقال التيمي فصل يتعلق باعتقاد اهل السنة ومذهبهم وطاعة اولي الامر واجبة. وهي من اوكد السنن. ورد بها الكتاب والسنة ولا لمخلوق في معصية الخالق. والنقول عن اهل السنة والجماعة في تقرير هذا الاصل الثابت كثيرة جدا ولا يخلو كتاب من كتب اهل السنة والجماعة المؤلفة في شرح السنة واصول الاعتقاد من تقرير هذا الاصل وبيانه وشرحه ثم ان من الامثلة العملية في تطبيق اهل السنة والجماعة لهذا المنهج القويم مع ولاة الامر موقف الامام احمد موقف موقف الامام احمد امام اهل السنة رحمه الله عندما جاءه نفر من فقهاء بغداد وشاوروه في ترك الرضا بامرة الواثق وسلطانه الذي اظهر القول بخلق القرآن. ودعا اليه وامر بتدريسه للصبيان في الكتاتيب وقرب من القضاة وغيرهم من قال به وعزل وابعد من خالفه. فانكر الامام احمد عليهم ذلك. واكثر من نهيهم عن ذلك وقال لا تخلعوا يدا من طاعة ولا تشقوا عصا المسلمين ولا تسفكوا دماءكم ولا دماء المسلمين معكم انظروا في عاقبة امركم ولا تعجلوا هكذا اوصاهم وصية العالم السني الحكيم فخالفوه وكان ما كان. قال حنبل بن اسحاق بن حنبل لما اظهر الواثق هذه المقالة وضرب عليها وحبس جاء نفر الى ابي عبدالله من فقهاء اهل بغداد فيهم بكر بن عبدالله وابراهيم بن علي المطبخي وفضل بن عاصم وغيرهم فاتوا ابا عبدالله وسألوا ان يدخلوا عليه فاستأذنوا لهم فدخلوا عليه فقالوا له يا ابا عبد الله ان الامر قد فشى وتفاقم. وهذا الرجل يفعل ويفعل وقد ترى ما اظهر ونحن نخافه على اكثر من هذا وذكروا له ان ابن ابي دؤاد مضى على انه على مضى على ان يأمر المعلمين بتعليم الصبيان في الكتاب مع القرآن كذا وكذا. فقال لهم ابو عبد الله وماذا تريدون قالوا اتيناك نشاورك فيما نريد. قال فما تريدون؟ قالوا لا نرضى بامرته ولا بسلطانه ناظرهم ابو عبد الله ساعة حتى قال لهم وانا وانا حاضرهم قال ارأيتم ان لم يبقى لكم هذا الامر اليس قد صرتم من ذلك الى المكروه؟ عليكم بالنكرة بقلوبكم. ولا تخلعوا يدا من طاعة. ولا تشقوا عصا المسلمين ولا تسفكوا دماءكم ولا دماء المسلمين معكم. انظروا في عاقبة امركم ولا تعجلوا واصبروا حتى يستريح ويستراح من فاجر ودار بينهم في ذلك كلام كثير لم احفظه. واحتج عليهم ابو عبد الله بهذا. فقال بعضهم انا نخاف على اولادنا اذا ظهر هذا لم يعرفوا غيره ويمحى الاسلام ويدرس. فقال ابو عبد الله كلا ان الله عز وجل دينه وان هذا الامر له رب ينصره وان الاسلام عزيز منيع فخرجوا من عند ابي عبد الله ولم يجبهم الى مما عزموا عليه اكثر من النهي عن ذلك والاحتجاج عليهم بالسمع والطاعة. حتى يفرج الله عن الامة فلم يقبلوا من فلما خرجوا قال لي بعضهم امضي معنا الى منزل فلان رجل سموه حتى نوعده بامر نريده. عند باب بيت بيت الامام احمد بعد النصيحة المفصلة التي نصحهم بها اخذوا يحاولون مع ابن اخيه ان معه وهم جلس معهم احمد ساعة يناصحهم ويذكر لهم الادلة والنصوص ولما خرجوا من عنده عند باب بيته اخذوا يحاولون مع ابن اخيه راوي هذه القصة ان يخرج معهم قال فذكرت فلما خرجوا قال لي بعضهم امضي معنا الى منزل فلان رجل سموه حتى نوعده لامر نريده. فذكرت ذلك لابي فقال لي ابي لا تذهب واعتل عليهم فاني لا امن ان يغمسوك معهم فيكون لابي عبد الله في ذلك ذكر. فاعتللت عليهم ولم امض معهم فلما انصرفوا دخلت انا وابي علي لا فلما انصرفوا دخلت انا وابي على ابي عبد الله فقال ابو عبد الله لابي يا ابا يوسف هؤلاء قوم قد اشرف قلوبهم ما يخرج منها فيما احسب. فنسأل الله السلامة قلوبهم اي هذا الهوى نسأل الله العافية. نعم. ما لنا ولهذه الافة وما احب لاحد ان يفعلها هذا فقلت له يا ابا عبد الله وهذا عندك صواب؟ قال لا هذا خلاف الاثار التي امرنا فيها بالصوم ثم قال ابو عبد الله قال النبي صلى الله عليه وسلم ان ضربك فاصبر وان حرمك فاصبر وان وليت امره فاصبر. وقال عبد الله بن مسعود كذا وذكر ابو عبد الله كلاما لم احفظه. قال حنبل فمضى فكان من امرهم انهم لم يحمدوا ولم ينالوا ما ارادوا اختفوا من السلطان وهربوا واخذ بعضهم فحبس ومات في الحبس. نعم هذه هي النهاية دائما. مثل هذه الامور النهاية اما ان يختفي او يسجن او يحبس الى ان يموت في الحبس او يقتل فلا يكون خدم دينه ولا يمكن ولا يكون ايضا فكف عن الناس اذاه وفتنته. نعم. وفي هذه القصة ابلغ عظة في خطورة مخالفة منهج اهل السنة والجماعة في هذا الاصل العظيم وان مفارق منهجهم لا يجني من ذلك الا مثل هذه العواقب الوخيمة. اضافة الى للحق ومفارقته للصواب. ومثال اخر فهذا شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله قد عاش في زمن كانت السلطة فيه لديها قصور وتقصير بين. بل انه رحمه الله اوذي من قبل السلطة بسبب تقريره ونشره لعقيدة اهل السنة والجماعة ورده على الفرق الضالة كالصوفية والاشعرية. وسجن بسبب ذلك صار حتى انه رحمه الله مات محبوسا بقلعة دمشق. ومع ذلك كان شديد التحذير من الخروج جعل الولاة ونزع اليد من الطاعة ويبين ان هذا المسلك يترتب عليه من الفساد ما هو اعظم مما يقع من من فسق او ظلم او جور. قال رحمه الله ولهذا كان المشهور من مذهب اهل السنة هم لا يرون الخروج على الائمة وقتالهم بالسيف وان كان فيهم ظلم. كما دلت على ذلك الاحاديث الصحيحة المستفيضة عن النبي صلى الله عليه وسلم لان الفساد في القتال والفتنة اعظم من الفساد الحاصل بظلمهم قتال ولا ولا فتنة فلا يدفع اعظم الفسادين في دفع هي في في الكتاب هكذا. لكن الصواب فيدفع. فيدفع اعظم الفسادين بالتزام ادناهما. ولعله لا يكاد يعرف طائفة خرجت على ذي سلطان الا وكان وفي خروجها من الفساد ما هو اعظم من الفساد الذي ازالته. نعم بارك الله فيك في نقل عن الشيخ ابن سعدي في الهامش ان هامش نفس الكتاب يتعلق بما ذكره هنا من اعانتهم على الخير تحذيرهم ونصحهم عن الشر بناء على قول النبي صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة ذكر فيها كلاما جميلا والطريقة التي ينبغي ان تسلك في النصح لولاة الامر. نعم. قال قال الشيخ عبدالرحمن بن سعدي رحمه الله في توضيح هذا الحديث. واما النصيحة لائمة المسلمين وهم ولاة من السلطان الاعظم الى الامير الى القاضي الى جميع من له ولاية صغيرة او كبيرة. فهؤلاء لما كانت مهمتهم وواجباتهم اعظم من غيرهم. وجب لهم من النصيحة بحسب مراتبهم ومقاماتهم وذلك باعتقاد امامتهم والاعتراف بولايتهم. ووجوب طاعتهم بالمعروف وعدم الخروج عليهم وحث الرعية على طاعتهم. ولزوم امرهم الذي لا يخالف امر الله ورسوله. وبذل ما يستطيع انسان من نصيحتهم وتوضيح ما خفي عليهم مما يحتاجون اليه في رعايتهم. كل احد بحسب حاله دعاء لهم بالصلاح والتوفيق فان صلاحهم صلاح لرعيتهم واجتناب سبهم والقدح فيهم واشاعة مثالبهم فان في ذلك شرا وضررا وفسادا كبيرا. فمن نصيحتهم الحذر والتحذير من ذلك وعلى من رأى منهم ما لا يحل ان ينبههم سرا لا علنا بلطف وعبارة تليق مقام ويحصل بها المقصود. فان هذا مطلوب في حق كل احد. وبالاخص ولاة الامور. فان تنبيههم على هذا الوجه فيه خير كثير. وذلك علامة الصدق والاخلاص واحذر ايها الناصح لهم على هذا الوجه المحمود ان تفسد نصيحتك بالتمدح عند الناس فتقول لهم اني نصحتهم وقلت وقلت فان هذا عنوان الرياء وعلامة ضعف الاخلاص وفيه اضرار اخر معروفة قوله رحمه الله تعالى آآ في النصح لهم ان يكون سرا لا علنا هذا الشهيد في الحديث الثابت عن نبيه صلى الله عليه وسلم انه قال من كانت له حاجة لذي سلطان يعني امرا يريد ان يناصح به السلطان فلا يبده علانية فلا يبده علانية وان يأتي وليأخذ بيده فان قبل والا فقد ادى الذي عليه الاصل في هذا النصح ان يكون سرا لا علانية. والشيخ رحمة الله عليه اشار الى ايظا فائدة لطيفة في هذا الباب ان هذا هو الاصل في كل نصف وكل احد يحب ان يكون النصح الذي يوجه له سرا له علانية والنصيحة اذا كانت علانية فهي فضيحة. فينصحوا سرا والنصيحة سرا ابلغ في الاخلاص واوقع في قلب المنصوح واقرب الى الصدق وابعد ايضا عن الرياء وفيها فوائد عظيمة اشار الشيخ رحمة الله عليه الى بعضها واما النصح علانية او ذكر معايب السلطان على المنابر وفي المجالس العامة او نحو ذلك هذا مما يوغر ويثير الاحقاد وينشر الفتنة ويؤجج الشر ولا تتحقق فيه مصلحة شرعية مرجوة ولهذا الاصل في النصيحة التي جاءت في الحديث لولاة الامر ان تكون اه بين الناصح والمنصوح سرا مع الدعاء له مع الدعاء له بالصلاح التوفيق والمعافاة وهذا هو مقتضى النصح وهم من امارات الصدق وهو الذي به باذن الله سبحانه وتعالى تتحقق الفائدة ويحصل اه المقصود باذن الله سبحانه وتعالى وهذا المنهج الذي استمعنا اليه هو منهج السلف اه الصالح وقد استمعنا الى نقولات عديدة عنهم في تقرير هذا المنهج وتثبيته والتأكيد عليه وذكر دلائله وحكاية اجماع السلف واتفاقهم عليه وانهم لا خلاف لا خلاف بينهم في شيء من ذلك وان المفارق لهذا المنهج مفارق للسنة واقع في اه البدعة وايضا جاء في هذه النقولات ما يترتب على المفارقة لهذا المنهج من الاضرار العظيمة والمآلات المؤسفة التي تترتب على هذه المخالفة لهذا المنهج العظيم. واهل السنة رحمهم الله تعالى واهل سنة رحمهم الله تعالى في تقريرهم لهذا المنهج وبيانهم له ولزومهم له واستمساكهم به انما فعلوا ذلك ديانة وقربة لله سبحانه وتعالى لا لمصلحة يرجونها او مطامع يا يؤملونها ومن ينظر على سبيل المثال في حياة الامام احمد رحمة الله عليه وفي حياته شيخ الاسلام ابن تيمية قد امضى وقتا من حياته يسجن الى ان مات في السجن رحمه الله وهو يقرر هذا المنهج بقوة لا يرجع على ذلك مطامع دنيوية او الشام من هذا القبيل بل لما جيء به عند السلطان وقيل له قيل للسلطان ان ابن تيمية عنده امور يفعلها تدل على ان عنده طمع في سلطانك فجيء به قال والله ان السلطان كهذا ما يساوي عندي فلسين قال والله اني اعلم انك صادق مما يعلمه من من حياة ومع ذلك يقرر هذا المنهج ديانة وعملا بالنصوص والادلة كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك تقربا الى الله وطلبا لرضاه سبحانه وتعالى وهذا الذي يجب عليه ان يكون عليه كل مسلم تعظيما للنصوص وعملا بالادلة ولزوما السنة تمسكا بهدي السلف الصالح رحمهم الله تعالى ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا وبانه الله الذي لا اله الا هو ان يوفقنا اجمعين للزوم السنة والتمسك بها وان يعيذنا من منكرات الاهواء والادواء وان يعيذنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن. وان يجمع قلوبنا على الحق والهدى وان يصلح ذات بيننا وان يؤلف بين قلوبنا وان يجعلنا هداة مهتدين غير ظالين ولا مضلين وان يصلح ولاة امرنا وان يهديهم الى الحق وان يبصرهم فيه وان يعينهم عليه وان يصلح لهم البطانة وان يجنب المسلمين في عموم بلدانهم الفتن كلها ما ظهر منها وما بطن انه تبارك وتعالى سميع قريب اللهم اعنا ولا تعن علينا وانصرنا ولا تنصر علينا وامكر لنا ولا تمكر علينا واهدنا الهدى لنا وانصرنا على من بغى علينا. اللهم اجعلنا لك ذاكرين لك شاكرين اليك اواهين منيبين لك مخبتين لك مطيعين. اللهم تقبل توبتنا واغسل حوبتنا وثبت حجتنا واهدي قلوبنا. وسدد واسلل واسلل سخيمة صدورنا. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من ادان ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا الا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله