نعم بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ ابن سعدي رحمه الله تعالى السؤال الحادي والعشرون ما هو الصراط المستقيم وما صفته الجواب الصراط المستقيم هو العلم النافع والعمل الصالح والعلم النافع هو ما جاء به الرسول من الكتاب والسنة والعمل الصالح هو التقرب الى الله بالاعتقادات الصحيحة واداء الفرائض والنوافل واجتناب المنهيات وذلك يرجع الى القيام بحقوق الله وحقوق عباده ولا يتم ذلك الا بالاخلاص التام لله والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم والدين يدور على هذين الاصلين فمن فاته الاخلاص وقع في الشرك ومن فاتته المتابعة وقع في البدع بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم فقهنا في الدين اللهم وفقنا لاتباع هدي نبيك الكريم اللهم اصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد قال المصنف الامام عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله السؤال الحادي والعشرون ما هو الصراط المستقيم وما صفته هذا سؤال جليل الشأن عظيم الاهمية وهو من اهم المهمات وجدير كل مسلم ان يعنى بهذا الصراط المستقيم معرفة وسلوكا وثباتا على ذلك الى الممات والشيخ رحمه الله تعالى اورد هذا السؤال لبيان ما هو الصراط وما هي صفة وبين بيدي هذا الموضوع العظيم الجليل نحتاج الى الوقوف مع امور عديدة تتعلق بهذا الصراط المستقيم الاول منها ان نعلم علم يقين ان الهداية الى هذا الصراط المستقيم منة الهية وهبة ربانية وعطية هي اجل العطايا وهبة هي افضل الهبات واعظمها ومن هدي الى صراط الله المستقيم فقد فاز لسعادة الدنيا والاخرة والله عز وجل وحده هو الذي بيده الهداية الى الصراط المستقيم لا يهدي اليه الا هو سبحانه وتعالى قال الله عز وجل والله يدعو الى دار السلام ويهدي من يشاء الى صراط مستقيم فالهداية الى الصراط الى الصراط المستقيم هي منة الله سبحانه وتعالى فضله على من شاء من عباده يجتبي الى هذا الصراط جل في علاه من يشاء الدعوة مبذولة للجميع يدعو الى دار السلام فالجميع مبذولة لهم هذه الدعوة اما الهداية فمنة الله سبحانه وتعالى وفضله على من شاء من عباده نظير هذه الاية قول الله عز وجل شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي اوحينا اليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى ان اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم اليه الله يجتبي اليه من يشاء ويهدي اليه من ينيب فالاجتباء والهداية والاصطفاء هذا فظل يتفضل الله سبحانه وتعالى به على من شاء من عباده ولهذا في القرآن ايات كثيرة جدا فيها بيان ان الهداية بيد الله يهدي من يشاء ويضل من يشاء ولهذا يجب على المسلم ان يعتقد ذلك ان هدى ان الهداية بيد الله فالله عز وجل الهادي يهدي من يشاء يهدي من يشاء يوفق من يشاء ولهذا يقول الله سبحانه وتعالى ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان اولئك هم الراشدون فضلا من الله ونعمة والله عليم حكيم وقال عز وجل يمنون عليك ان اسلموا قل لا تمنوا علي اسلامكم بل الله يمن عليكم ان هداكم للايمان ان كنتم صادقين قال عز وجل بل الله يزكي من يشاء. قال عز وجل ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان الا قليلا وقال عز وجل ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من احد ابدا ولكن الله يزكي من يشاء. والايات في هذا المعنى كثيرة ولهذا يجب على المسلم ان يعتقد ذلك وان يؤمن ايمانا جازما ان الهداية الى الصراط هذا بيد الله والله سبحانه وتعالى ووحده الهادي الى صراطه المستقيم جل في علاه وهذا ينقلنا الى امر اخر في هذا الباب العظيم باب الهداية الى الصراط المستقيم الا وهو ان العبد في افتقار عظيم وحاجة ماسة وضرورة ملحة ان يدعو ربه دعاء مستمرا في لياليه وايامه ان يهديه الصراط المستقيم محتاج الى ذلك حاجة ماسة ان يدعو ربه في ايامه ولياليه ان يهديه الصراط المستقيم وهو فقير اشد الفقر الى هذا الامر بل فقره الى ذلك اعظم الفقر وحاجته اليه هي اشد الحاجات ولهذا يجب على العبد يجب على العبد ان يدعو الله سبحانه وتعالى ان يهديه الصراط المستقيم في كل يوم وليلة دعاء متكررا والله عز وجل لم يوجد على عباده دعوة تتكرر مع العبد في ايامه ولياليه مثل هذه الدعوة مثل هذه الدعوة والله عز وجل قد افترض عليك ان تقول اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين في اليوم والليلة سبع عشرة مرة بعدد ركعات الصلوات المفروضة سبع عشرة مرة في اليوم والليلة تقول اهدنا الصراط المستقيم والعلماء رحمهم الله تعالى يقولون ينبغي ان ينبه العوام ان هذا دعاء العلماء رحمهم الله يقولون ينبغي ان ينبه العوام ان هذا دعاء اهدنا الصراط المستقيم هذا دعاء تسأل الله ان يهديك الصراط المستقيم بينما كثير من العوام يقرأها وقرأها كثيرا في حياته وهو لا يستحضر انه دعاء وربما لا يدري انه دعا وربما لا يستشعر انه دعا ولهذا قال اهل العلم ينبغي ان ينبه العوام ان هذا دعاء اهدنا الصراط المستقيم فادعوا الله عز وجل هذه الدعوة العظيمة الجليلة التي اعظم الدعوات والله لم يوجب دعوة مثلها على عباده وهذه دعوة افترضها الله عليك في اليوم والليلة سبع عشرة مرة سبع عشرة مرة في كل ركعة لانه لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب والفاتحة فيها استهلال بحمد الله وتمجيده وتعظيمه وحسن الثناء عليه والاقرار له بالعبودية وعقد العهد على ذلك اياك نعبد واياك نستعين ثم من بعد ذلك يأتي هذا التوجه والسؤال يوضح لك ذلك ما جاء في الحديث القدسي ان الله سبحانه وتعالى قال قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين الصلاة الفاتحة المراد بالصلاة في هذا الحديث الفاتحة وسميت الفاتحة صلاة لانها من اعظم اركان الصلاة واجلها شأنا قال قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين كيف هذه القسمة قال اذا قال الحمد لله رب العالمين قال الله حمدني عبدي واذا قال الرحمن الرحيم قال اثنى علي عبدي واذا قال ما لك يوم الدين قال مجدني عبدي واذا قال اياك نعبد واياك نستعين قال هذا بيني وبين عبدي واذا قال اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال الله جل وعلا هذا لعبدي ولعبدي ما سأل قال الله هذا لعبدي ولعبدي ما سأل. اذا اهدنا الصراط المستقيم. هذا سؤال هذا دعاء تدعو الله سبحانه وتعالى به اهدنا الصراط المستقيم ولهذا ينبغي ان يعلم في هذا الباب ما يتعلق الصراط المستقيم ان العبد بحاجة ماسة ان يدعو الله سبحانه وتعالى هذه الدعوة ان يهديه ربه جل في علاه صراطه المستقيم. مع يقين من العبد انه لا يهدي اليه الا الله. من يهده الله فهو المهتد. ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا الهداية بيده عز وجل وهدوا الى الطيب من القول وهدوا الى صراط حميد. هذا فضل الله ولهذا ينبغي على العبد ان يعنى بهذه الدعوة العظيمة وايضا ما جاء في السنة من دعوات تتعلق بهذا الباب مثل ما جاء في حديث علي لما قال للنبي صلى الله عليه وسلم علمني دعاء ادعو الله به قال قل اللهم اهدني وسددني وفي رواية قل اللهم اني اسألك الهدى والسداد ومثل ما جاء في حديث ابن مسعود لما طلب اه من النبي عليه الصلاة والسلام ان يعلمه دعاء قال تقول اللهم اني اسألك الهدى والتقى والعفة والغنى مثل ما جاء في حديث دعاء القنوت اللهم اهدني فيمن هديت الى اخره ونحو ذلك من الدعوات ويدخل في هذا ايضا سؤال الله عز وجل العافية من والسلامة من الزلل ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة وكان اكثر دعاء نبينا عليه الصلاة والسلام يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك فالحاصل العبد بحاجة ان يداوم على الدعاء والالحاح على الله سبحانه وتعالى ان يهديه الى صراطه المستقيم وهو على يقين انه لا هداية له الى هذا الصراط الا بتوفيق من الله سبحانه وتعالى وفضل ومن الامر الاخر من الامور المتعلقة بهذا الصراط ما ذكره رحمه الله بقوله ما هو الصراط ما هو الصراط المستقيم؟ وما صفته ما هو الصراط المستقيم؟ وما صفته عبدالله بن مسعود رضي الله عنه سئل فهذا السؤال بعينه قيل له ما هو الصراط المستقيم قيل له ما هو الصراط المستقيم فقال رضي الله عنه وارضاه طريق تركنا النبي صلى الله عليه وسلم في ادناه ونهايته في الجنة طريق تركنا النبي عليه الصلاة والسلام في ادناه ونهايته في الجنة هذا هو الصراط المستقيم هذا هو الصراط المستقيم. الصراط المستقيم هو طريق دل النبي عليه الصلاة والسلام الامة اليه ودعاهم اليه كما قال الله عز وجل وانك لتهدي الى صراط مستقيم صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الارض الا الى الله تصير الامور فالنبي عليه الصلاة والسلام دعا العباد الى هذا الصراط المستقيم وبينه لهم واوضح معالمه وذكر صفته وبين حدوده وظرب ايضا في بيانه الامثال البينات الواضحات حتى انه عليه الصلاة والسلام كما جاء في حديث ابن مسعود مرة خط عليه الصلاة والسلام خطا في الارض مستقيما وخط على جنبتيه خطوط وضع يده على الخط المستقيم وقال هذا صراط الله المستقيم قال هذا صراط الله المستقيم وعلى جنبتيه سبل وعلى كل سبيل شيطان يدعو اليه قال هذا صراط الله المستقيم ثم قرأ الاية الكريمة وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله. ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون فصراط الله المستقيم طريق واضح مستقيم ليس فيه اعوجاج ولا انحراف في تمام الاستقامة وعلى جنبتي سبل سبل معوجة وطرق منحرفة يمينه وشماله ولهذا السير على هذا الصراط المستقيم ينبغي ان يكون مصحوبا بالحذر من الانحراف يمينا وشمالا ينبغي ان يكون مصحوبا بالحذر من الانحراف عنه ذات اليمين وذات الشمال مجاهدا العبد نفسه على المضي على هذا الصراط والثبات عليه الى ان يتوفاه الله والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين في هذا الباب الشريف العظيم جاء في السنة ظرب مثل اخر في توضيح الصراط مثل عظيم جدا كل منا بحاجة الى ان يتأمل هذا المثل وان يعيه وان ينتفع به جاء في حديث النواس ابن سمعان في المسند وغيره بسند صحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله ضرب مثلا صراطا مستقيما وعلى جنبتي الصراط سوران سوران جداران يمينا وشمالا انتبه للمثل استحضر المثل وعلى جنبتي الصراط صوران وفي السورين ابواب مفتحة على اليمين وعلى اليسار وفي السورين ابواب مفتحة وعلى الابواب ستور مرخاة وداع يدعو من اول الصراط يا عبد الله او يا عباد الله ادخلوا الصراط ولا تعوجوا ادخلوا الصراط ولا تعوجوا وداع يدعو من جوف الصراط. يا عبد الله لا تفتح الباب فانك ان فتحته تلجه قال عليه الصلاة والسلام اما الصراط فهو الاسلام اما الصراط فهو الاسلام ولهذا لو قيل ما الصراط المستقيم يمكن ان يختصر الجواب بهذه الكلمة كما جاء في الحديث الصراط المستقيم الاسلام هذا هو الصراط المستقيم الاسلام دين الله عز وجل الذي رضيه لعباده ولا يرضى لعباده دينا سواه. ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه. هو في الاخرة من الخاسرين. ان الدين عند الله الاسلام فالصراط المستقيم هو الاسلام قال اما الصراط فهو الاسلام واما السوران فحدود الله حدود الله حدود الله عز وجل اي شرعه دينه الذي حده لعباده ورظيه لهم وهذا الحد لا يجوز للعبد ان يتعداه تلك حدود الله فلا تعتدوها تلك حدود الله فلا تعتدوها لا يجوز ان يتعدى هذه الحدود يلزم شرع الله لا يخرج عنه لا يحيد عنه يثبت عليك فالسوران حدود الله والابواب التي عليها سطور مرخاة قال محارم الله محارم الله وفي القرآن قال تلك حدود الله فلا تقربوها في الاية الاخرى هذه الحدود الممنوعة ولهذا جاء في هذا المثل داع من جوف الصراط يقول يقول يا عبد الله لا تفتح الباب هذه لا يقربها العبد المحارم الابواب التي تفضي الى الحرام السبل التي تؤدي الى الباطل لا يقربها العبد ولا يلج في شيء منها قال واما الابواب التي عليها الستور مرخاة فمحارم الله نلاحظ الان هذه الابواب التي تفضي الى الحرام قال عليها سطور ام رخام ما قال عليها ابواب وكوالين لو كان في ابواب وكوالين يحتاج الفتح الى ماذا وقت يقف ويفتح ويبحث عن مفتاح وهذا يفتح وهذا ما يفتح لكن اذا كان ما على الباب الا ستارة ما يحتاج الى وقت يدفع الستارة بكتفه ويدخل ولا يقف عليه سطور مرخى ولهذا ليس بين الانسان وبين الحرام الا غشاء غطاء غطاء يسير جدا انفتحه ودخل ولهذا يحتاج العبد فعلا في هذا الباب الا يفتح الابواب. لا يفتح المنافذ لا يخاطر بنفسه كثير من الناس يقول انظر اشاهد ارى مجرد ما يفتح تبدأ النفس تتطلع الى الدخول. واذا دخلت تورط اذا دخل تورط ولهذا جاء في الحديث قال داعم من جوف الصراط يقول يا عبد الله لا تفتح الباب فانك ان فتحته تلج قال واما السوران فمحارم الله واما الداعي في اول الصراط فكتاب الله الذي يقول يا عباد الله ادخلوا الصراط ولا تعوج كتاب الله واما الداعي الذي من جوف الصراط فواعظ الله في قلب كل مسلم واعظ الله في قلب كل مسلم الله عز وجل جعل في قلب المسلم واعظ ولهذا الانسان المستقيم الانسان المستقيم اذا حدثته نفسه او قرين السوء ان يدخل في شيء من المداخل محرمة يجد في نفسه وخزا الما ضيقا عدم ارتياح ولهذا يكون مثل هذا الامر غير مرتاح غير مطمئن فان ضغط على نفسه ولم يبالي بهذا الواعظ ودخل واستمر في الدخول استمراره وتعمقه في الدخول يعطل هذا الواعظ كما قيل كثرة الامساس يذهب الاحساس ما يصبح يشعر يصبح فيما بعد يدخل في عظائم كبيرة جدا وهو متبلد احساسه ما يشعر لكن ما دام ان مستقيم وعلى الصراط فيه واعظ وواعظ حساس ونافع جدا وينبغي على المسلم ان يحافظ على عليه المحافظة عظيمة جدا لا ان يطمره ويغمره بالدخول في متاهات المعاصي حتى يصبح ماضيا في المعاصي ولا احساس له ولا شعور حتى يقحم نفسه في العظائم والجرائم كبائر امور وهو لا يشعر ولا ولا يجد اهلها اثرا في نفسه من الم او حتى انه لا يباشر قتل آآ القتل العدوان والاعتداء على الاموات وانتهاك الاعراب ولا ولا يبالي والعياذ بالله هذا مثل عظيم ضربه النبي عليه الصلاة والسلام لبيان هذا الصراط المستقيم لبيان هذا الصراط المستقيم وينبغي ان ننتبه الى فائدة مهمة تتعلق بالصراط مرت معنا في المثل الاول في حديث ابن مسعود حيث قال النبي عليه الصلاة والسلام على كل سبيل شيطان وعلى كل سبيل شيطان هذا امر يحتاج كل سالك في هذا الصراط المستقيم ان يكون منتبها له ان الشيطان قاعد له في هذا الطريق المستقيم لاقعدن لهم لاقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لاتينهم من بين ايديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم ولا تجد اكثرهم شاكرين. قال لاقعدن لهم صراطك مستقيم وجاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الشيطان قاعد قاعد لابن ادم باطرقه قاعد لابن ادم من الطرق اي كل طريق يسير فيه يقعد له الشيطان في الطريق بل هو قائد عند بيت الانسان ينتظر خروجه ومعه اعوان وانصار وفي الحديث اذا خرج من بيته فقال بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة الا بالله قيل هديت وكفيت ووقيت وقال الشيطان للشيطان اخر كيف لك السبيل بمن هدي وكفي ووقي. اذا هم جالسون عند البيت جالسون عند البيت ينتظرون ان كان خارجا لعبادة لثنيه عنها وان كان خارجا لمعصية لدفعه اليها فالشيطان قاعد لهذا الهدف لاقعدن لهم صراطك المستقيم ولهذا يجب على العبد ان يكون على حذر من من هذا الشيطان والشيطان عدو يراك ولا تراه قال بعض السلف عدو يراك ولا تراه شديد المؤنة لكن باذن الله اذا لجأت الى الله واعتصمت به سبحانه وتعالى واستعذت به من الشيطان ليس للشيطان عليك سبيل واستفزز من استطعت منهم بصوتك واجلب عليهم بخيرك ورجلك وشاركهم في الاموال والاولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان الا غرورا. ان عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا ان عبادي ليس لك عليهم سلطان ولهذا قال سبحانه وتعالى في ايات اخرى ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين ولهذا يجب على السائر ان يكون على حذر من الشيطان ووساوسه وهمزه ونفثه ونزغاته ويكثر من الالتجاء الى الله سبحانه وتعالى ان يعيذه من الشيطان الرجيم في صفة الصراط يقول الشيخ رحمه الله في الجواب على السؤال يقول الصراط المستقيم هو العلم النافع والعمل الصالح هو العلم النافع والعمل الصالح. كما قال الله تعالى هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق الهدى العلم النافع ودين الحق والعمل الصالح هذا هو الصراط المستقيم وهو الاسلام وهو دين الله الذي رضيه لعباده علم وعمل دين الله علم وعمل هذا هو الاسلام وهو دين الله سبحانه وتعالى الذي رظيه لعباده ولا يرظى لهم سبحانه وتعالى دينا سواه فاذا الصراط المستقيم مثل ما قال الشيخ العلم النافع والعمل الصالح انظر هذا في في الفاتحة قال عز وجل اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين فذكر ان الناس مع الصراط اقسام ثلاثة منعم عليهم ومغضوب عليهم وضالون اما المنعم عليهم فهم اهل العلم النافع والعمل الصالح اهل العلم النافع والعمل الصالح وهذا هو دين الله دين الله علم وعمل دين الله ليس عمل بلا علم اذا كان العمل بلا علم فهذا ضلال لان الله سبحانه وتعالى لا يعبد هكذا بما يريد الانسان وبما يهوى الانسان يعبد الله بما شرع ولذا ارسل الرسل حتى يبينوا للناس شرع الله دين الله لا يعبد الله بالاهواء والاراء والتخرصات يعبد بالشرع الذي نزله سبحانه وتعالى شرع لكم من الدين. هذا اللي يعبد به سبحانه وتعالى ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ثم جعلناك على شريعة من الامر فاتبعها هذا دين الله سبحانه وتعالى لا يعبد بالاهواء والاراء والعقول والتخرصات يعبد بما شرع سبحانه وتعالى فالدين ليس عمل بلا علم وليس ايضا علم بلا عمل. الدين علم وعمل. هذا هو دين الله هذا هو الصراط المستقيم ولهذا من كان من اهل العلم والعمل فهو من المنعم عليهم لان المنعم عليهم من جمع الله لهم بين العلم والعمل العلم النافع والعمل الصالح والمغضوب عليهم من عندهم علم لا يعملون به علم لا يعملون به مثل اليهود قال الله سبحانه وتعالى مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها يعني لم يعملوا بها كمثل الحمار يحمل اسفارا كمثل الحمار يحمل اسفار هذا مثل ضربه لهم ولهذا قال بعض السلف من فسد من علمائنا ففيه شبه من اليهود القسم الثالث من يعبد الله سبحانه وتعالى بغير علم قال ولا الضالين الضلال هو العبادة بغير علم. هذا ضلال ولهذا ايضا قال بعض السلف ومن فسد من عبادنا ففي شبه من النصارى النصارى هذا الذي يغلب عليهم عبادات ابتدعوها ما كتبها الله سبحانه وتعالى عليهم ولا شرعها لهم فدعوها واحدثوها والله لا يعبد بالاهواء والبدع وانما يعبد بالشرع المنزل الذي رظيه سبحانه وتعالى لعباده قال الصراط المستقيم هو العلم النافع والعمل الصالح ثم شرح الامرين قال والعلم النافع هو ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من الكتاب والسنة هذا هو العلم النافع. العلم النافع قال الله قال رسوله صلى الله عليه وسلم وهذا ميزة اهل السنة والجماعة يذكرون الحكم والدليل الحكم والدليل نؤمن بكذا لقول الله تعالى كذا ونعتقد كذا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا مقرون بالدليل من كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم في العقائد والعبادات عموم الدين العلم النافع هو ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من الكتاب والسنة والعمل الصالح والتقرب الى الله بالاعتقادات الصحيحة واعظم ما تتقرب الى الله تطلب قرب الله به الايمان الاعتقاد الحق الذي هو اصل الدين واساسه الذي هو اصل الدين واساسه مر معنا قبل قليل في صلاتنا قول الله سبحانه وتعالى كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله هذا من اعظم ما تتقرب الى الله سبحانه وتعالى به الدين الصحيح الاعتقاد الحق واداء الفرائض اداء الفرائض ولهذا جاء في الحديث القدسي ما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه ثم من بعد ذلك النوافل قال ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه قال واجتناب المنهيات يعني المحرمات هذا فرض يجب على العبد ان يتجنب اه ما نهى الله سبحانه وتعالى عنه. فاذا وقع في المحرمات عرض نفسه لوعيد الله وعقوبته سبحانه وتعالى قال وذلك يرجع الى القيام بحقوق الله وحقوق عباده وذلك يرجع الى القيام بحقوق الله وحقوق عبادة حقوق الله عبادته بما شرع سبحانه وتعالى وحقوق العباد معاملة بما امر الله وبمجاعة عن رسوله صلوات الله وسلامه عليه قال رحمه الله تعالى ولا يتم ذلك ولا يتم ذلك الا بالاخلاص التام لله والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم والدين يدور على هذين الاصلين دين الله يدور على هذين الاصلين ويقوم على هاتين القاعدتين. الاخلاص والمتابعة الاخلاص مقتضى شهادة ان لا اله الا الله والمتابعة مقتضى شهادة ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم والاخلاص هو ان يؤتى بالعمل صافيا نقيا لم يرد به الا الله هذا هو الاخلاص الاخلاص ان يؤتى بالعمل صافيا نقيا لم يرد به الا الله. والله سبحانه وتعالى لا يقبل من العمل قل او كثر الا اذا كان بهذه الصفة ولهذا جاء في الحديث القدسي ان الله سبحانه وتعالى قال انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركه ايا كان العمل صلاة او حج او زكاة او عمرة او غير ذلك لا يقبله الله الا اذا اريد به وجه الله ولهذا ثبت عن نبينا عليه الصلاة والسلام لما وصل الى الميقات لطريقه للحج واهل قال اللهم اجعله حجا لا رياء فيه ولا سمعة لا يقبل الله الحج ولا غيره الا اذا كان صافيا لم يرد به الا الله سبحانه وتعالى الا الله سبحانه وتعالى والان مع الوسائل الحديثة تصوير التصوير الثابت والمتحرك فتح على الناس باب شر عظيم جدا والله باب شر عظيم فتح عليهم وانا والله نشفق عليهم فتح عليهم باب شر وايضا وسائل اتصال عند الكعبة يرفع يديه يدعو واحيانا لا يدعو احيانا رفع يديه للصورة ومباشرة يرسلها على المجموعة يرسلها على المجموعة العمل الذي فيه اشراك ما يقبل فكيف بالعمل الذي اصلا لم يقصد به الله اصلا لم يقصد يعني احيانا ترفع اليدين لا للدعاء للصورة فقط ولهذا لا يدعو يرتب احرامه وملابسه ويرفع يديه واذا التقطت الصورة خفظ يديه اصلا ما فكر في واحد الاشخاص يحدثني انه رأى شخصا في المسجد مع صاحبه وجلس على هيئة التشهد والتقط له صورة وقام جلس على اصلا ما صلى هذا ويرسل الصورة للمجموعة مباشرة السورة حيهم متحركا ثابتة ومتحركة رأيت بنفسي شخصا اخذ المصحف من المصاحف ايضا الكبيرة وفتح وما قرأت التقطنا صورة من هنا وصورة من هناك وطبق المصحف قلت تعال يا اخي تعال تعال ما اصلا ما فتح المصحف المصحف تعبدا لله وقراءة لكلام الله للصورة فقط لو كان فتحه وقرأ وصور نفسه وارسل مرآة ما قبل الله من قراءته فكيف بالذي اصلا لا لم يقصد العبادة لا في دعائه ولا في جلوسه تشهد ولا ايظا في قراءته في فتحه لكتاب الله مصيبة والله مصيبة والله شيء مؤلم لما يرى الناس يتعبون ثم يفاجأ هؤلاء ما يجد ما يجد هؤلاء اعمالهم في صحائف حسناتهم لانها ليست لله ما يقبل الله هذا يقال لمن يرائي يوم القيامة اذهب الى من كنت ترايا التمس منهم اجرا اذهب الى من كنت ترائيهم التمس منهم اجرا المجموعة الذين تراسلهم اذهب اليهم هل منهم من يعطيك اجرا فهذه والله مصيبة يعني مصيبة جدا مؤلمة يتعب ويسافر ويغترب ويدفع المال ويبطل اعماله بمثل هذه الاشياء يبطل اعماله بمثل هذه الاشياء فالله سبحانه وتعالى لا يقبل العمل الا بالاخلاص ان يكون خالصا لله صافيا لم يرد به الا الله سبحانه وتعالى لم يقصد به الا التقرب الى الله سبحانه وتعالى والامر الثاني المتابعة للرسول عليه الصلاة والسلام المتابعة للرسول عليه الصلاة والسلام بلزوم نهجه واذا كان العمل غير موافق للهدي هدي الرسول عليه الصلاة والسلام رد على العامل ولم يقبل منه حتى ولو كانت نيته طيبة وقصده حسن ومراده الخير يرد عليه العمل ما يقبله الله منه لعموم قول النبي عليه الصلاة والسلام من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد مردود على صاحبه غير مقبول منه احد الصحابة بنية حسنة ومراد طيب يوم عيد الاضحى ذبح شاته قبل الصلاة ونية حسنة ومراده طيب كان مراده ان تكون شاته اول شاة تؤكل. ما يأتي الناس من الصلاة الا وهي جاهزة. مذبوحة ومطبوخة ومهيئة. النية حسنة قال له النبي عليه الصلاة والسلام شاتك شاة لحم ليس تضحية شاتك شاة لحم لماذا قبل الوقت قال سألتك النية ما شفعت له حسن نيته مراده الطيب ما شا فعلها قال شاتك شاة لحم قال والله يا رسول الله ما عندي غيره ما عندي الا عناق تجزئ قال تجزي عنك ولا تجزي عن احد بعدك يذبحها بعد الصلاة اما التي قبل الصلاة هذه ليست تضحية النية حسنة المقصد طيب ما يشفع له النبي صلى الله عليه وسلم قال شاتك شاة لحم ولهذا ينبغي على الانسان ان يجتهد على ان تكون الاعمال موافقة فالدين كله يدور على هذين الاصلين اخلاص للمعبود ومتابعة للرسول جاء عن الفضيل ابن عياض كلمة عظيمة في هذا الباب قال في قول الله سبحانه وتعالى ليبلوكم ايكم احسنوا عملا قال اخلصه واصوبه هذا معنى احسن عملا اخلصه واصوبه. قيل يا ابا علي وما اخلصه واصوبه قال ان العمل اذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل واذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل. حتى يكون خالصا صوابا والخالص ما كان لله والصواب ما كان على السنة كلام عظيم جدا وانت كل مرة بعد صلاتك تدعو الله في دبر صلاتك بالدعوة التي جاءت في حديث معاذ اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. اذكر هذا المعنى حسن عبادتك يدخل فيها الاخلاص والمتابعة فالعبادة لا تقبل الا بهذا الحسن اخلاص للمعبود ومتابعة للرسول فان خرجت عن الاخلاص او خرجت عنا المتابعة ذهب عنها الحسن فردت على العامل ولم تقبل منه. فالله لا يقبل العمل الا بالحسن الذي هو اخلاص له جل وعلا في العمل ومتابعة رسوله صلى الله عليه وسلم هذا ينقلنا الى امر اخر قبله الشيخ ختم رحمه الله بكلمة جميلة جدا. قال فمن فاته الاخلاص وقع في الشرك ومن فاتته المتابعة وقع في البدعة او في البدع والعبد يجب ان يكون على حذر من هذه الامور الشرك والبدع وهما اخطر المعاصي وهذا ينقلنا الى الكلام على امر اخر يتعلق الصراط المستقيم الا وهو الا وهو ما هي العوائق ما هي العوائق التي تعيق الانسان في سيره في في في هذا الصراط ما هي العوائق اه لخصها العلماء رحمهم الله تعالى العوائق التي تعرض للسائر على صراط الله المستقيم في ثلاثة امور الشرك والبدعة والمعصية الشرك والبدعة والمعصية هذه ثلاثة عوائق واخطر هذه العوائق واحبها الى الشيطان الشرك بالله تسوية غيره به في شيء من حقوقه سبحانه وتعالى بان يدعى غير الله او يذبح لغير الله او ينذر لغير الله او يصرف شيء من العبادة لغير الله سبحانه وتعالى هذا احب ما يكون للشيطان والشيطان اشد ما يكون حرصا على هذا الامر هذا اخطر الامور التي تعيق السائر على الصراط المستقيم هذا اخطرها واشدها ثم يلي هذا العائق البدعة والبدعة مخالفة السنة ومرة عند عندنا عند الشيخ سؤال في هذا الباب البدعة خلاف السنة خلاف السنة وهي بدع تتعلق بالاعتقاد وبدع تتعلق بالاعمال والبدعة احب الى الشيطان من المعصية لان البدعة لا يتاب منها ان الله احتجز التوبة على كل صاحب بدعة حتى يدع بدعة مشكلة البدعة مع صاحبها انه يرى انها هي الحق هذه المشكلة يرى ان هي الحق وانها عين الصواب هذه مشكلة البدعة ولهذا لا يزال يدافع وينافح ويناصر بينما العاصي العاصي اذا نوصح في معصيته ماذا يقول اذا نوصح في معصيته ماذا يقول يقول ادع الله ان يهديني والله انا مقصر ومبتلى بهذا ادع الله اني ما يغالط لكن المبتدع اذا نوقش في بدعته يجادل عن بدعته لن يرى انها هي الحق فهذه مشكلة مشكلة البدعة ولهذا كان احب الى ابليس احب الى ابليس فاحرص ما يكون الشيطان مع الانسان ان يوقع في الشرك اولا فان لم يستطع ففي البدعة فان لم يستطع ففي المعاصي وهذا العائق الثالث المعاصي وهي المحرمات التي حرمها الله سبحانه وتعالى ونهى عباده عن اعترافها وارتكابها ونهاهم عن ذلك وتوعدهم على ذلك في نصوص كثيرة في الكتاب والسنة فهذه عوائق اما عائق الشرك فالسلامة منه بتجريد الاخلاص لله واما عاقل البدعة فالسلامة منه بتجريد المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم واما عائق المعصية بالتوبة منها ومجاهدة النفس على عدم الوقوع فيها على عدم الوقوع فيها واختم الحديث عن هذا الموضوع الذي هو الصراط المستقيم بالتنبيه على جملة من الامور تعين العبد باذن الله سبحانه وتعالى على الثبات على هذا الصراط المستقيم تعين العبد على الثبات على هذا الصراط المستقيم وعدم الانحراف عنه يمينا وشمالا وربما ان عددا منها مر معنا لكن اشير اليها آآ في نقاط لعل الله سبحانه وتعالى ينفعنا بها الامر الاول من الامور المعينة على الثبات على الصراط المستقيم الدعاء والالحاح على الله سبحانه وتعالى بذلك وهذا امر سبق بيانه الامر الثاني من الامور المعينة على الثبات على الصراط المستقيم العناية بالعلم الشرعي وان يحرص العبد على ان يكون له نصيب يومي من العلم فانه لا يزال بخير ما ما دام يلتمس العلم ويطلب العلم قد قال عليه الصلاة والسلام من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة الامر الثالث من الامور التي تعين على الثبات على الصراط المستقيم الرفقة الصالحة فان فيهم معونة على الخير وسدا من الازر قد قال الله سبحانه وتعالى واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم وقد جاء في السنة عن نبينا صلى الله عليه وسلم انه قال المرء على دين خليله فلينظر احدكم من يخالل ولهذا قيل قديما الصاحب ساحب الرفقة لها اثر عظيم ولهذا خلق كثير يندمون ندامة شديدة يوم القيامة ويعضون اصابع الندم من الرفقة ويوم يعض الظالم على يديه. يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا. يا ويلتى ليتني لم اتخذ فلانا خليلا لقد اضلني عن الذكر بعد اذ جاءني وكان الشيطان للانسان خذونا فانظر هذه الندامة العظيمة التي لا تفيد في موطن لا يفيد الندم يندم على هؤلاء الرفقة الذين آآ مال اليهم وصحبهم حتى ثنوه عن الصراط المستقيم وحرفوه عن الجادة ومصيبة المنحرف مصيبة المنحرف انه لا يريد ان يكون وحده في الطريق ولهذا يحرف معه عدد ولهذا يؤثر عن عثمان بن عفان رضي الله عنه انه قال ودت الزانية لو زنى النساء جميعا وقل مثل هذا في المعاصي الاخرى فاذا دخل في مداخل الشر لا يحب ان يشار اليه وحده بها. ولهذا يورط معه فيها اخرين ولهذا يحتاج المسلم في هذا الباب ان يحذر من الرفقة السيئة وان يحرص على الرفقة الصالحة الذين يعينونهم على الخير واذا تحدثنا عن الرفقة والصاحب الصالح والطالح فان زماننا هذا قد استجد فيه نوع من الاصحاب والرفقاء لم يكن لهم وجود في الزمن الاول لم يكن لهم وجود في الزمن الاول واثروا تأثيرا خطيرا وعظيما على من صاحبهم وهي مرافقة القنوات والمواقع عبر الاجهزة والشاشات والجلوس اليها فيجلس كثير من الشباب والشابات امام القنوات ومع الاجهزة المحمولة وغير المحمولة وينظرون فيما يبث فيها الساعات الطوال في المواقع الاثمة المنحرفة ينظرون فيها ويمضون بهذا النظر ساعات طوال ثم ماذا يحدث على اثر هذا النظر تتأثر العقائد وتتبدل الاخلاق وتتحرك معاني سيئة كثيرة في النفوس تجلبها لهم تلك ان المشاهد وذلك النظر الذي لم يمنعوا انفسهم فيه فوقعوا فيما وقعوا فيه ولهذا في الحديث عن الحذر من اصحاب السوء يجب ان يحذر من مثل هذه المواقع مواقع الشر ومواقع الفساد التي افسدت كثير من العقول من جهتين من الجهة جهة الشبهات ومن جهة الشهوات اضرت بكثير من الشباب والشابات في هذا الباب كذلك من الامور المعينة على الثبات على الصراط ذكر الاخرة وتذكر الموت ولقاء الله سبحانه وتعالى وكما انه في الدنيا نصب للعبادة هذا الصراط المستقيم وامروا بلزومه والثبات عليه فانه يوم القيامة ينصب على متن جهنم صراطا مستقيما ويؤمر العباد بالمرور عليه قال الله تعالى وان منكم الا واردها كان على ربك حتما مقضيا ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جتيا ينصب يوم القيامة الصراط جاء وصفه بانه احد من السيف وادق من الشعر ويؤمر الناس بالمرور عليه ولا طريق الى الجنة الا من فوق هذا الصراط والنار من تحت المار فيكون مرور العباد على الصراط بحسب سيرهم على الصراط في الدنيا ولهذا يتفاوتون للمرور بحسب تفاوتهم في السير على الصراط في الدنيا فمنهم من يمر كالبر ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يمرك اجاويد الخيل ومنهم من يمر جريا ومنهم من يمر مشيا ومنهم من يمر زحفا لماذا؟ لان سيرهم على الصراط في الدنيا متفاوت ولهذا ذكر الاخرة وذكر ما فيها وذكر الصراط الذي ينصب على متن جهنم هذا من الامور العظيمة التي تعين اه العبد باذن الله سبحانه وتعالى على الثبات على الصراط كذلك من الامور المعينة الحذر من المنافذ منافذ الشر يا عبد الله لا تفتح الباب فانك ان فتحته تلج قال وعليها او على قال وعلى كل سبيل شيطان يدعو اليه فيحذر من هذه السبل كذلك التعوذ من الشيطان والحذر من مكره ووساوسه والالتجاء الى الله سبحانه وتعالى والمحافظة على الاذكار اذكار مهمة جدا اذكار الدخول والخروج حتى الخروج من المسجد اذا صلى الانسان عبد الله واطمئن ايضا الشيطان خارج المسجد ينتظر ولهذا صح في الحديث ان يستعيد العبد بالله اذا خرج المسجد من الشيطان فاذا خرج العبد من المسجد يقول بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله اللهم افتح لي ابواب فضلك واعذني من الشيطان هذه ثابتة واعذني من الشيطان وعند الدخول ايضا ثابتة الاستعاذة من الشيطان فيحرص الانسان على التعوذ بالله من الشيطان ويحرص على الاذكار المأثورة اذكار الصباح واذكار النوم واذكار الطعام والشراب اذا ضيعها الانسان شاركها الشيطان في طعامه ومبيته وفي اموره كما مر معه هم في في الاموال والاولاد فهذه بعض الامور المعينة وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين