الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فبين ايدينا رسالة قيمة ومؤلف نافع في باب عظيم وجانب مهم للغاية الا وهو اظهار محاسن الدين الاسلامي وابرازها وقد حوت هذه الرسالة مع وجازتها واختصارها خيرا عظيما وفوائد جليلة في هذا الباب المهم العظيم وابراز محاسن الدين مطلب مهم يترتب عليه مصالح عديدة ومنافع كثيرة واثار مباركة واهم ذلك امران الاول ان المسلم بوقوفه على محاسن هذا الدين يزداد حبا لهذا الدين ومحافظة عليه ورعاية له واهتماما به وثباتا عليه والامر الثاني ان ابراز محاسن الدين مفيد غاية الفائدة في الدعوة الى الله ومخاطبة الكفار وغير المسلمين فان ابراز محاسن الدين الاسلامي لهم واطلاعهم عليها من اعظم اسباب الدخول في الاسلام والاقبال عليه وقد قال الامام ابن باز رحمه الله والله الذي لا اله الا هو لو بينت محاسن الدين الاسلامي للعالم كما ينبغي لدخلوا في دين الله افواجا ولهذا فان طالب العلم بحاجة الى ان يقف على محاسن الدين الاسلامي ليستفيد هو في نفسه بوقوفه على هذه المحاسن فتثمروا زيادة في حب هذا الدين واستشعار هذه النعمة والثبات عليه والسلامة من الفتن ثم تفيده باذن الله تبارك وتعالى في باب الدعوة الى الله واهمس في اذنك همسة محب ما يدريك اخي الكريم وانت تجلس هذا المجلس تقرأ هذه الرسالة تظبطها تتقنها تحسن فهم ما فيها ثم ييسر الله لك بعد نقل مضامينها الى خلق من عباد الله يدخلون الاسلام على يديك وتكون هدايتهم للاسلام على يديك ولا ان يهدي الله بك رجلا واحدا خير من حمر النعم اقول ذلك لتستحضر هذه النية ان تنتفع انت وان تكون هذه الرسالة معونة لك في الدعوة الى الله وايضا مما اشير اليه ان يجعل كل واحد من الاخوة الكرام ممن لسانهم ليس اللسان العربي ان يجعلوا من همتهم نقل مضامين هذه الرسالة بعد ظبطها وفهمها الى لسانهم ليستفيد منها خلق وخلق ولعل الله سبحانه وتعالى يجعل في جلوسنا لقراءة هذه الرسالة بابا من ابواب الهداية هداية الناس الى دين الله سبحانه وتعالى من خلال ابراز محاسن الدين الاسلامي واؤكد ايضا ان هذه الرسالة حررت بعناية والفت بدقة من عالم محقق وامام مدقق ومن مربي الناصح فحرر هذه الرسالة بايجاز واختصار لكنها حوت خيرا كثيرا ورتبها بعناية وحررها بدقة فانصح الجميع بالعناية بظبطها والالمام بمظامينها ومحتوياتها لينتفع بها من يقرأها هو في نفسه ثم تكون معونة له باذن الله سبحانه وتعالى في دعوته الى الله جل وعلا في دعوته الى الله جل وعلا واسأل الله باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يجعلنا اجمعين مفاتيح للخير مغاليق للشر وان يهدينا وان يهدي لنا وان يهدي بنا وان ييسر الهدى لنا وان يصلح لنا شأننا كله وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل نعم بسم الله الرحمن الرحيم يقول الشيخ العلامة عبد الرحمن ابن ناصر السعدي رحمه الله تعالى بكتابه الدرة المختصرة في محاسن الدين الاسلامي. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله نحمده. ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فان دين الاسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم اكمل الاديان وافضلها واعلاها واجل وقد حوى من المحاسن والكمال والصلاح والرحمة والعدل والحكمة ما يشهد لله تعالى بالكمال المطلق وسعة العلم والحكمة. ويشهد لنبيه صلى الله عليه وسلم انه رسول الله حقا وانه الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى فهذا الدين الاسلامي اعظم برهان واجل شاهد لله بالتفرد بالكمال المطلق كله ولنبيه صلى الله عليه وسلم بالرسالة والصدق بدأ رحمه الله تعالى فهذه الرسالة ببيان كمال هذا الدين وعظمته وشموله لكل خير وان هذا الدين الكامل الشامل الوافي من مصالح العباد كلها هو دين الله سبحانه وتعالى الذي رضيه لعباده ولا يرظى لهم دينا سواه قال الله عز وجل اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا قال جل وعلا ان الدين عند الله الاسلام وقال جل وعلا ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين فالاسلام دين الله الذي رضي لعباده ولا يرضى لهم دينا سواه وهو وحده الذي تتحقق به مصالح العباد وسعادتهم وفلاحهم في دنياهم واخراهم فلا فلاح للعباد ولا سعادة في الدنيا والاخرة الا بالاسلام والاسلام ليس شيئا صنع في الارض او امر اخترعه الناس او انشأه الناس وانما هو وحي منزل من رب العالمين وهو جل وعلا وحده الذي له الحكم ام لهم سرع؟ ام لهم شركاء؟ شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله. الدين لله يشرع ما شاء ويحكم ما يريد. ان الحكم الا لله امر الا تعبدوا الا اياه ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون فالاسلام هو دين الله انزله رب العالمين الحكيم العليم الخبير جل وعلا مشتملا على كل خير وعلى كل فضيلة وعلى كل فلاح ورفعة وسعادة في الدنيا والاخرة ولهذا فكل الدين محاسن وعندما يتحدث عن محاسن الدين يتحدث عن الدين كله فان الدين كله محاسن جميع التشريعات جميع الاحكام جميع الاوامر جميع النواهي كل ذلك محاسن وكل حكم من احكام الدين شاهد على حسن هذا الدين وجماله ووفائه بمصالح العباد وتحقيقه لسعادتهم في دنياهم واخراهم نعم قال رحمه الله تعالى وغرضي من هذا التعليق ابداء ما وصل اليه علمي من بيان اصول محاسن هذا الدين العظيم فاني وان كان علمي ومعرفتي تقصر كل القصور عن ابداء بعض ما احتوى عليه هذا الدين من الجلال والجمال والكمال وعبارتي تضعف عن شرحه على وجه الاجمال فضلا عن التفصيل في المقال وكان ما لا يدرك جميعه ولا توصلوا الى غايته ومعظمه فلا ينبغي ان يترك منه ما يعرفه الانسان لعجزه عما لا يعرفه فلا يكلف الله نفسا الا وسعها فاتقوا الله ما استطعتم وذلك ان في معرفة هذا العلم فوائد متعددة. نعم يعني اشار هنا الى امر مهم يوضح المقصد من هذه الرسالة والغرض من تأليفها وما كتب في محاسن الدين الاسلامي كتب على طرائق متنوعة لكن الشيخ رحمه الله تعالى اتجه الى طريقة بديعة جدا في ابرازه لمحاسن الدين الاسلامي وهي جمع الاصول والكليات والجوامع في هذا الباب وهذا يفيدك فائدة عظيمة يا طالب العلم لانك اذا وقفت على هذه الجوامع فما سواها كله كله تفاصيل لها ما سواها فكله تفاصيل لها في ذكر لك امورا جوامع مع بعض الامثلة والايضاح ببعض التفاصيل فيكون جمع لك بهذه الرسالة الوجيزة والمؤلف المختصر محاسن اه الدين الاسلام عموما على وجه الاجمال مع ضرب الامثلة والايضاح ببعض التفاصيل فيفتح لك ابوابا وابوابا في التفقه في هذا الباب وحسن الانتفاع. نعم منها ان الاشتغال في هذا الموضوع الذي هو اشرف المواضيع واجلها من افضل الاعمال الصالحة فمعرفته والبحث عنه والتفكير فيه وسلوك كل طريق يحصل الى معرفته خير ما شغل العبد به نفسه والوقت الذي تنفقه في ذلك هو الوقت الذي لك لا عليك شرع اه رحمه الله يعدد فوائد هذا العلم الذي هو العلم بمعرفة محاسن الاسلام هذا العلم العظيم فشرع رحمه الله يعدد فوائد هذا العلم من باب التسويق والتنشيط للقارئ المستفيد فذكر ان من فوائد ذلك ان الاشتغال في هذا الموضوع الذي هو اشرف اه المواضيع واجلها من افضل الاعمال الصالحة شغل للوقت بعمل صالح بل هو شغل للوقت بعبادة لله عبادة وقربة لله سبحانه وتعالى وقد قال بعض السلف مات قرب الى الله بمثل طلب العلم فاذا اخذت من العلم هذا الجانب العظيم الذي هو ابراز محاسن الاسلام كان عملك هذا بحد ذاتهم من اعمالك الصالحة وقراباتك العظيمة التي تتقرب بها الى الله سبحانه وتعالى وكان هذا الوقت الذي اه تمضيه في تعلم محاسن الاسلام لك لك لا عليه لك اجرا وثوابا غنما وربحا عظيما نعم ومنها ان معرفة النعم والتحدث بها قد امر الله به قد امر الله به ورسوله وهو من اكبر الاعمال الصالحة. ولا شك ان البحث في هذا اعتراف وتحدث وتفكر في اجل نعمه سبحانه على عباده وهو الدين الاسلامي الذي لا يقبل الله من احد دينا سواه فيكون هذا التحدث شكرا واستدعاء للمزيد من هذه النعمة. نعم ايضا من فوائد الاشتغال بهذا العلم ان الاشتغال به تعداد للنعم تعداد لنعم الله سبحانه وتعالى وهذا التعداد للنعم هو علم علم النعم هذا علم قد قد يغفل عنه علم عظيم وفي القرآن الكريم سورة سورة تعرف بسورة النعم. لكثرة ما عدد فيها من نعمه على اه على عباده فعندما تعدد محاسن الاسلام انت تعدد نعم الله بل تعدد اعظم النعم لان الاسلام اعظم النعم واجلها فلما تعدد هذه المحاسن هذا تعداد لنعم الله سبحانه وتعالى عليك والله امر بذلك ولهذا تجد في القرآن في ايات كثيرة جدا بل في في دعوات جميع الانبياء تأكيد على ذكر النعم وتعدادها مثل قول الله عز وجل فاذكروا الاء الله وقوله واذكروا نعمة الله عليكم. يا ايها الذين امنوا اذكروا نعمة الله عليكم يا بني اسرائيل اذكروا نعمة الله عليكم الايات في اه الايات في هذا المعنى كثيرة جدا يا بني اسرائيل اذكروا نعمتي التي انعمت عليكم واني فضلتكم على العالمين هذا هذا التذكير والتذكر للنعم فائدته عظيمة جدا على المسلم عموما وطالب العلم خصوصا لانك لما تعدد نعم الله هذا يحرك في قلبك حمد الله الثناء عليه فاذا حصل الحمد والثناء زادت النعم وتكاثرت وتوالت كما قال الله سبحانه وتعالى واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد. نعم ومنها ان الناس يتفاوتون في الايمان وكماله تفاوتا عظيما وكلما كان العبد اعرف بهذا الدين واشد تعظيما له وسرورا به وابتهاجا كان اكمل ايمانا واصح يقينا فانه برهان على جميع اصول الايمان وقواعده. من فوائد هذا العلم علم العلم بمحاسن الدين الاسلامي انه يزيد الايمان يزيد آآ الايمان والناس يتفاوتون في ايمانهم يتفاوتون في ايمانهم زيادة ونقصا قوة وظعفا لما يشتغل المسلم آآ محاسن الدين تزيده هذه المحاسن ايمانا وتمسكا بهذا الدين وحبا له ومحافظة عليه وعناية به وهذا وهذا ربح عظيم وفائدة جليلة جدا نعم ومنها ان من اكبر الدعوة الى دين الاسلام شرح ما احتوى عليه من المحاسن التي يقبلها ويتقبل بلوها كل صاحب عقل وفطرة سليمة فلو تصدى للدعوة الى هذا الدين رجال يشرحون حقائقه ويبينون للخلق مصالحه لكان ذلك كافيا لكان ذلك كافيا كفاية تامة في جذب الخلق اليه لما يرون من موافقته للمصالح الدينية والدنيوية ولصلاح الظاهر والباطن من غير حاجة الى التعرض لدفع شبه المعارضين والطعن في اديان المخالفين فانه في نفسه يدفع كل شبهة تعارضه. لانه حق مقرون بالبيان الواضح. والبراهين الموصلة الى والبراهين الموصلة الى اليقين فاذا كشف عن بعض حقائق هذا الدين صار اكبر داع الى قبوله ورجحانه على غيره فهذه فائدة اخرى يذكرها رحمه الله تعالى ان محاسن اه الدين الاسلامي في ابرازها دعوة للاسلام واذا ابرزها المسلم لغير المسلم وعددها عليه وذكر له اشياء من محاسن الدين الاسلامي ربما حرك في قلبه اقبالا على هذا دين ودخولا فيه ان كان الله سبحانه وتعالى كتب له هداية ولهذا ينصح الدعاة الى الله سبحانه وتعالى بهذا الامر ينصحون بهذا الامر ان يعنوا عناية دقيقة بابراز محاسن الدين الاسلامي واشاعتها ونشرها لتكون سببا اللي اه الدخول في دين الله ولهذا يقول الشيخ فلو تصدى للدعوة الى هذا الدين رجال يشرحون حقائقه ويبينون ويبينون للخلق مصالحه لكان ذلك كافيا كفاية تامة في جذب الخلق اليه فكان كافيا كفاية تامة في جذب الخلق اليه دون حاجة ان تناقشه مثلا في دينه وان تبين له الاخطاء التي مثلا في دينه وانما ابراز حسن الدين بحد ذاته كافيا لي ان يدخل المرء في هذا الدين وقد دخل خلق في دين الله خصلة واحدة من خصال الدين ومحاسنه عرف ان الاسلام يدعو اليها فادرك انه يدعو الى خصال الخير فدخل في في في دين الله في دين الله فاذا اه من فوائد هذا العلم انه من من اعظم الامور المفيدة النافعة في اه الدعوة الى الله سبحانه وتعالى انقلوا آآ هنا نصيحة للامام ابن باز رحمه الله تعالى اه تأكيدا على هذا الجانب العظيم. يقول رحمه الله فعلى جميع الامة حكاما وعلماء وتجار وغيرهم ان يبلغوا عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم هذا الدين وان يشرحوا للناس بشتى اللغات الحية المستعملة باساليب واضحة وان يشرحوا محاسن الاسلام وحكمه وفوائده وحقيقته حتى يعرفه اعداؤه وحتى يعرفه الجاهلون فيه وحتى يعرفه الراغبون فيه. والله ولي التوفيق وهذا الذي يؤكد عليه يؤكد عليه العلماء قاطبة ان تبرز محاسن الدين الاسلامي وان ان تنشر بين الناس فهي تفيد المسلمين من جهة تقوية ايمانهم ومحافظتهم على الدين وتفيد غير المسلم تكون سببا دخوله في هذا الدين. يقول ابن تيمية رحمه الله والانسان قد يظهر له من محاسن الاسلام ما يدعوه الى الدخول فيه وان كان قد ولد عليه وتربى بين اهله فانه يحبه المحاسن محاسن الاسلام اذا ابرزت لغير المسلم قد تكون سببا لاسلامه واذا ابرزت لابناء المسلمين ومن ولد في الاسلام ونشأ في الاسلام تزيد من حبه في هذا الدين ومحافظته عليه ورعايته له نعم قال رحمه الله تعالى واعلم ان محاسن الدين الاسلامي عامة في جميع مسائله ودلائله. وفي اصوله وفروعه وفيما دل عليه من علوم الشرع والاحكام وما دل عليه من علوم الكون والاجتماع. وليس القصد هنا استيعاب ذلك فانه يستدعي بسطا كثيرا وانما الغرض ذكر امثلة نافعة يستدل بها على سواها وينفتح بها الباب لمن اراد الدخول. وهي امثلة منتشرة في الاصول والفروع. والعبادات والمعاملات فنقول مستعينين بالله راجين منه ان يهدينا ويعلمنا ويفتح لنا من خزائن جوده وكرمه ما تصلح به احوالنا وتستقيم به اقوالنا وافعالنا. ذكر رحمه الله ان محاسن اه الدين الاسلامي عامة في جميع مسائله ودلائله عامة في جميع مسائله ودلائله بمعنى ان كل شيء في الدين هو محاسن وكل اعمال الدين محاسن وكل الاداب التي يدعو اليها الدين محاسن وكل الاخلاق التي يدعو اليها الدين محاسن وجميع ما نهى عنه ايضا نهيه عنه من محاسن هذا الدين فهو دين هدى الى كل فضيلة وخير ورفعة ونهى عن كل شر وفساد وبلاء الدين كله محاسن واذا كان امر الدين كذلك كله محاسن فان الامر مثل ما وصف يعني استيعاب ذلك وبسطه لا يمكن لا يمكن ذلك ويستدعي يعني مطولات ومطولات لكن الغرض يقول ذكر امثلة ذكر امثلة واختار من الامثلة الجوامع التي يدخل تحتها افراد كثيرة جدا وعدد رحمه الله آآ عدد واحدا وعشرين مثالا المثال الاول المثال الثاني المثال الثالث الى الواحد والعشرين وذكر حقيقة خلاصات نافعة وزبد مفيدة جدا فنسأل الله عز وجل ان ينفعنا وان يهدينا وان يعلمنا وان يفتح لنا من خزائن جوده وكرمه ما تصلح به احوالنا وتستقيم به اقوالنا وافعالنا بمنه وكرمه. نعم المثال الاول دين الاسلام مبني على اصول الايمان المذكورة في قوله تعالى قولوا امنا بالله وما انزل الينا وما انزل الى ابراهيم واسماعيل واسحاق يعقوب الاسباط وما اوتي موسى وعيسى وما اوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون فهذه الاصول العظيمة التي امر الله عباده بها هي الاصول التي اتفق عليها الانبياء والمرسلون وهي محتوية على اجل المعارف والاعتقادات من الايمان بكل ما وصف الله به نفسه على السنة رسله وعلى بذل الجهد في سلوك مرضاته فدين اصله الايمان بالله وثمرته السعي في كل ما يحبه ويرضاه واخلاص ذلك لله. هل يتصور ان يكون دين احسن منه واجل وافضل ودين امر بالايمان بكل ما اوتيه الانبياء والتصديق برسالاتهم والاعتراف بالحق الذي جاءوا به من عند ربهم وعدم التفريق بينهم. وانهم كلهم رسل الله الصادقون وامناؤه المخلصون يستحيل ان يتوجه اليه اي اعتراض وقدح فهو يأمر بكل حق ويعترف بكل صدق ويقرر الحقائق الدينية المستندة الى وحي الله لرسله ويجري مع الحقائق العقلية الفطرية النافعة ولا يرد حقا بوجه من الوجوه ولا يصدق بكذب ولا يروج عليه الباطل فهو مهيمن على سائر الاديان يأمر بمحاسن الاعمال ومكارم الاخلاق ومصالح العباد ويحث على العدل والفضل والرحمة والخير ويزجر عن الظلم والبغي ومساوئ الاخلاق ما من خصلة كمال قررها الانبياء والمرسلون الا وقررها واثبتها ومن مصلحة دينية ودنيوية دعت اليها الشرائع الا حث عليها ولا مفسدة الا نهى عنها وامر بمجانبتها والمقصود ان عقائد هذا الدين هي التي تزكو بها القلوب وتصلح الاحرار وتصلح الارواح وتتأصل تزكو بها القلوب وتصلح اذا كان في سقط نعم في سقف عندكم؟ اذا كان تصلح به الارواح ممكن اما عندي وتصبح الارواح نعم ها كذلك عندي وتصلح الارواح تصنع والمقصود ان عقائد هذا الدين هي التي تزكو بها القلوب وتصبح الارواح. وتتأصل بها مكارم الاخلاق ومحاسن الاعمال. ما في نسخ الاخوان شيء اه تصلح الارواح نسخا كلها كذا الرئاسة نعم هذا المثال الاول وهو اعظم الامثلة التي ذكر رحمه الله تعالى ومبني على ما دلت عليه الاية الكريمة في سورة البقرة قول الله سبحانه وتعالى قولوا امنا بالله وما انزل الينا وما انزل الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط وما اوتي موسى وعيسى وما اوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون وهذه الاية جمعت العقيدة والشريعة العلم والعمل فيها الاعتقاد الذي هو اصول الدين الذي يبنى عليه دين الله جل وعلا وهو يقوم على الايمان بالله الايمان بالله وبما انزل جل وعلا الايمان به والايمان بما انزل ويدخل في الايمان بالمنزل الايمان بالاصول اصول الايمان التي يقوم عليها الدين كما في قوله سبحانه وتعالى ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين كما في قوله امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير فالاسلام جاء بهذه العقائد الصحيحة القويمة التي لا تزكو القلوب الا بها ولا تصلح الا بها ولا تستقيم الا بها فالعقيدة في هذا الدين بمثابة الاصل الذي لا تقوم الاشجار الا عليها وبمثابة الاصول التي لا تقوم الابنية الا عليها فاصول الدين وهي عقائده الصحيحة هي اصح العقائد واكملها واتمها لانها ايمان بالله وبعظمته وجلاله وكماله وصفاته وربوبيته وملكه وتدبيره وانه المعبود بحق ولا معبود بحق سواه الايمان بما امر عز وجل عباده بالايمان به. من اصول الايمان كالايمان بالملائكة والايمان بالرسل والايمان بالكتب والايمان باليوم الاخر والايمان بالقدر خيره وشره هذه اصول عظيمة جليلة لا تزكو القلوب الا بها ولا تصلح الا بها ولا تصلح ايضا الاعمال الا بها ولهذا الاعمال كلها ان لم تكن قائمة على هذه العقيدة وعلى هذا الايمان فانها مهما كان شأنها كما قال الله سبحانه وتعالى ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله وهو في الاخرة من الخاسرين ويذكر في ايات كثيرة الايمان عند ذكر العمل الصالح يقيد به قبول هذا العمل فلا يقبل العمل الا بالعمل لا يقبل العمل الصالح الا بالايمان ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن. فاولئك كان سعيهم مشكورا من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه ولا يأتي هذا المعنى كثيرة جدا الايمان هو الذي تزكو به القلوب تصح به الاعمال وتستقيم به الحياة واذا فقد الايمان فقد الخير كله فمن كمال هذا الدين انه دين قائم على اصح العقائد. وازكاها واطيبها وكل عقيدة عند الناس سوى هذه العقيدة المنزلة من رب العالمين فهي ظرب من دروب الخرافة والجهل والضلال فالعقيدة الصحيحة هي العقيدة التي نزل بها وحي الله وهي قائمة على هذه الاصول العظيمة المتينة فاذا من محاسن هذا الدين انه قائم على عقيدة هي اصح العقائد وازكاها. تبرز هذه العقيدة وتظهر وتبين للناس وان الدين الاسلام قائم عليها قائم على هذه العقيدة الصحيحة ومثل هذه العقيدة في الدين كمثل الاصول للاشجار الم تر الم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت. وفرعها في السماء ولاذى الصلوات والصيام والصدقات والبر والاحسان وغير ذلك من الطاعات كثرت وقلت لا تقبل الا اذا قامت على هذا الايمان وتأسست عليه وانبنت عليه هذا من من جمال هذا الدين وحسنه انه قائم على عقيدة عظيمة اه محلها القلب تتأسس فيه ثم تبنى على هذه العقيدة الاعمال الصالحة والطاعات الزاكية وانواع القرب ولهذا المسلم صحيح الاسلام في اعماله وطاعاته ينطلق من هذه العقيدة ينطلق في عباداته منها من صام رمظان ايمانا واحتسابا في كل طاعته ينطلق من هذه العقيدة من الايمان في اخلاقه وادابه وتعاملاته كل كل ذلك ينطلق فيه من من الايمان من هذا المعتقد الصحيح اذا نظرت في هذا الحسن في الاسلام وقارنته بغيره ماذا في قلوب الناس غير المسلمين تذكر ذلك واحمد الله على هذه النعمة احمد الله كثيرا على هذه النعم ماذا في قلوب الناس من غير المسلمين ماذا تنطوي عليه قلوب وتنطوي على خراب ما هناك شيء لكن المسلم هداه الله الى هذه العقيدة التي هي اصح العقائد المعرفة بالله وبعظمته وباسمائه وبجلاله وبكمال وكبريائه واسمائه وصفاته سبحانه وتعالى والمعرفة باصول الايمان التي امر عباده الايمان بها الايمان بملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والتفاصيل التي جاءت في الوحي في الكتاب والسنة عن الجنة وعن النار والدار الاخرة وغير ذلك والمسلم كل ذلك يقرأه يدين به ويؤمن به ويعتقده لانه نازل من وحي بوحي ان من الله سبحانه وتعالى وجاء به الرسول الكريم الذي لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى فاذا من اعظم محاسن الدين قيامه على هذه العقيدة وعلى هذا الايمان الذي اه لا تزكو القلوب ولا تستقيم الامور ولا تصلح الاعمال الا به نعم قال رحمه الله تعالى المثال الثاني شرائع الاسلام الكبار بعد الايمان هي اقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت الحرام تأمل هذه الشرائع العظيمة وجليل منافعها وما تجيبه من السعي في مرضاة الله والفوز بثوابه العاجل والاجل وتأمل ما في الصلاة من الاخلاص لله والاقبال التام عليه والثناء والدعاء والخضوع وانها من شجرة الايمان بمنزلة الملاحظة والسقي للبستان فلولا تكرر الصلاة في اليوم والليلة ليبست شجرة الايمان وذوى عوده ولكنها تنمو وتتجدد بعبوديات الصلاة وانظر الى ما تحوي عليه الصلاة من الاشتغال بذكر الله الذي هو اكبر من كل شيء وانها تنهى عن الفحشاء والمنكر. نعم هذا المثال الثاني شرائع الاسلام الكبار شرائع الاسلام الكبار بعد الايمان في المثال الاول تحدث عن الايمان والمثال الثاني خصصه في شرائع الاسلام الكبار التي هي مباني للاسلام كما قال عليه الصلاة والسلام بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت الحرام فشرائع الاسلام الكبار كلها حسن وجمال فمن يتأمل في هذه الشرائع يجد فيها حسن هذا الدين وجماله تذكر في في هذا الباب اه اشارات مختصرة ففيما يتعلق بالصلاة يقول تأمل ما في الصلاة من الاخلاص لله والاقبال التام عليه والثناء والدعاء والخضوع فالصلاة شأنها عجب في ذل المصلي بين يدي ربه وانكساره بعظمته سبحانه وتعالى وخضوعه له وهي صلة بين العبد وبين الله صلة بين العبد وبين الله وما تقرب متقرب الى الله سبحانه وتعالى بعد الايمان بمثل الصلاة وخاصة الصلاة المكتوبة التي فرضها الله سبحانه وتعالى على عباده واوجب عليهم المحافظة عليها والله عز وجل جعل هذه الصلاة متكررة في ليالي المرء وايامه متكررة بتكرر الايام كلما تجدد يوم وليلة تجددت هذه الصلة والصلاة والخضوع والذل لله سبحانه وتعالى يقول الشيخ رحمه الله شأن الصلاة مع الدين شأنها في هذا الدين بمنزلة السقي لشجرة الايمان. الايمان شجرة تحتاج الى سقي حتى تقوى وتنمو وتزيد وتتجدد فالصلاة بمنزلة الملاحظة والسقي لبستان الايمان وشجرة الايمان فلولا تكرر الصلاة في اليوم والليلة لا يبست شجرة الايمان ليبست شجرة الايمان ولهذا في الصلاة تجديد للايمان تجديد مستمر لانك في صلاتك تكبر الله وتوحد الله وتنزه الله وتعظم الله وتذل بين يديه سبحانه وتعالى هذا كله تجديد لايمانك تجديد لهذه الشجرة تقوية للايمان وما تتلوه من كلام الله عز وجل في صلاتك. كم فيه من اثر خاصة لمن يوفقه الله سبحانه وتعالى للتدبر في معاني القرآن وافضل افضل وقت لتدبر القرآن تدبره في الصلاة وخاصة المكتوبة. بل ليس هناك افضل من تدبر القرآن في الصلاة المكتوبة فهو افضل العمل الدليل ما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه فالتقرب الى الله بتدبر القرآن في الفريضة الصلاة المكتوبة هو من اعظم ما يتقرب به الى العبد الى الله في باب التدبر للقرآن فهذا كله يحصل به تجديد للايمان وسقي لشجرة اه الايمان فلولا تكرر الصلاة في اليوم والليلة ليبست شجرة الايمان ولا دوا عوده ولكنها تنمو وتتجدد بعبوديات الصلاة ثم هي اشتغال بذكر الله وما اقيمت الصلاة الا لاقامة ذكر الله سبحانه وتعالى ثم فيها معونة للعبد ومزدجر نفعها عجب فيها معونة للعبد ولهذا قال الله سبحانه وتعالى استعينوا بالصبر والصلاة. الصلاة فيها معونة للعبد. معونة على كل خير وفيها مزدجر ايضا عن كل شر ان الصلاة تنهى تنهى عن الفحشاء والمنكر فالصلاة معونة ومزدجر وفوائد الصلاة وعوائدها وثمارها واثارها على المصلي كثيرة جدا في دنياه واخراه. نعم قال وانظر الى حكم الزكاة وما فيها من التخلق باخلاق الكرام من السخاء والجود والبعد عن اخلاق اللئام والشكر لله على ما اولاه من الانعام وحفظ المال من المنغصات الحسية والمعنوية وما فيها من الاحسان الى الخلق ومواساة المحتاجين وسداد مصالح المحتاج اليها فان في الزكاة دفع حاجة المضطرين المحتاجين وفيها الاستعانة على الجهاد والمصالح الكلية التي لا يستغني عنها المسلمون وفيها دفع صولة الفقر والفقراء وفيها الثقة بخلف الله والرجاء لثوابه وتصديق موعوده. ثم اذا نظرنا الى الزكاة التي هي قرينة الصلاة في كتاب الله سبحانه وتعالى كم فيها من المنافع والمحاسن ففريضة الزكاة هي من محاسن الدين الاسلامي من محاسن الدين الاسلامي وسميت هذه الفريضة زكاة لانها تزكي صاحبها وتزكي ماله وبها ايضا يزكوا المجتمع تزول عن المجتمعات التي فيها اه الزكاة تزول عنها اه الشحناء والبغضاء والعداوة ويتحقق فيها التكافل والتراحم والتعاطف والتواد فالزكاة شأنها عظيم وهي مال قليل من كثير اعطاه الله سبحانه وتعالى للعبد يؤخذ من الاغنياء ويرد على الفقراء نعم وفي الصوم من تمرين النفوس على ترك محبوبها الذي الفته حبا لله وتقربا اليه. وتعويد النفوس وتمرينها على قوة العزيمة والصبر وفيه تقوية داعي الاخلاص وتحقيق محبته على محبة النفس ولذلك كان الصوم لله اختصه لنفسه من بين سائر الاعمال. ايضا اذا نظر الانسان في فريضة صيام التي كتبها الله على عباده شهرا في السنة في شهر رمضان فهذه الفريضة فيها تمرين للنفوس تمرين للنفوس على تحقيق التقوى وتكميل النفس وتزكيتها يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ولهذا الصيام في تحقيق للتقوى وتمرين للنفس تمرين للنفس على آآ الكف والامتناع عن المناهي والمحرمات وما منع العبد منه فالصيام يعينه على ذلك لان لان الصائم يمنع نفسه في في نهار رمظان عن امور الفها طول العام واعتاد عليها ويمتنع في اوقات لا يراه الناس فيها يمنع نفسه مع حاجته وتعوده على هذه الاشياء طيلة السنة لكن اذا دخل نهار رمظان منع نفسه ومنعه لنفسه طاعة لله وخوف من الله سبحانه وتعالى ومراقبة لله فهذا فيه تمرين للنفس على الكف عن المحرمات الاخرى ولهذا العلما يقولون الصوم نوعان نوع موطنه رمظان الصوم الواجب نوعان نوع موطنه رمضان وهو منع النفس من الطعام والشراب والشهوة الجماع من طلوع الفجر الى غروب الشمس طيلة شهر رمظان وهناك صيام واجب على العبد في العام كله في الليل والنهار وفي كل وقت وهو الصيام عن الحرام ومنع النفس من الحرام ولهذا الاذن عليها صيام. واللسان عليه صيام والعين عليها صيام والرجل عليها صيام. واليد عليها صيام. واجب ولا في كل وقت فيأتي صيام رمضان الذي فرضه الله سبحانه وتعالى يمرن العبد على تحقيق الصيام من المحرمات ومنع نفسه من الاثام وتدريب نفسه على المنع منع النفس وزمها فائدة الصيام واثره منافع على العبد عظيمة جدا نعم قال واما في الحج واما ما في الحج من بذل الاموال وتحمل المشقات والتعرض للاخطار والصعوبات طلبا لرضا الله والوفادة على الله. والتملق له في بيته وفي عرصاته في عبوديات الله في تلك المشاعر التي هي موائد مدها الله لعباده ووفود بيته وما فيها من التعظيم والخضوع التام لله والتذكر لاحوال الانبياء والمرسلين والاصفياء والمخلصين وتقوية الايمان بهم وشدة التعلق بمحبتهم وما فيه من التعارف بين المسلمين والسعي في جمع كلمتهم واتفاقهم على مصالحهم الخاصة والعامة مما لا يمكن تعداده فانه من اعظم محاسن الدين واجل الفوائد الحاصلة للمؤمنين. وهذا على وجه التنبيه والاختصار. نعم يؤجل الكلام عليه الى لقاء الرد سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا