بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين في به الدرة المختصرة في محاسن الدين الاسلامي المثال الثاني شرائع الاسلام الكبار بعد الايمان هي اقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت الحرام تأمل هذه الشرائع العظيمة وجليل منافعها وما توجبه من السعي في مرضات الله والفوز بثوابه العاجل والاجل وتأمل ما في الصلاة من الاخلاص لله واقبال التام عليه والثناء والدعاء والخضوع وانها من شجرة الايمان بمنزلة الملاحظة والثقل البستان. فلولا تكرر الصلاة في اليوم والليلة ليبست شجرة الايمان ودوا عوده ولكنها تنمو وتتجدد بعبوديات الصلاة وانظر الى ما تحتوي عليه الصلاة من الاشتغال بذكر الله. الذي هو اكبر من كل شيء وانها تنهى عن الفحشاء والمنكر وانظر الى حكم الزكاة وما فيها من التخلق باخلاق الكرام من السخاء والجود والبعد عن اخلاق اللئام والشكر لله على ما اولاه من الانعام وحفظ المال من المنغصات الحسية والمعنوية وما فيها من الاحسان الى الخلق ومواساة المحتاجين. وسداد مصالح المحتاج اليها فان في الزكاة دفع حاجة المضطرين المحتاجين وفيها الاستعانة على الجهاد والمصالح الكلية التي لا يستغني عنها المسلمون وفيها دفع صولة الفقر والفقراء وفيها الثقة بخلف الله والرجاء لثوابه وتصديق موعوده وفي الصوم من تمرين النفوس على ترك محبوبها الذي الفته حبا لله وتقربا اليه وتعويد النفوس وتمرينها على قوة العزيمة والصبر وفيه تقوية داعي الاخلاص وتحقيق محبته على محبة النفس. ولذلك كان الصوم لله اختصه لنفسه من بين سائر الاعمال واما ما في الحج من بذل الاموال وتحمل المشقات والتعرض للاخطار والصعوبات. طلبا لرضا الله والوفادة على الله والتملق له في بيته وفي عرصاته والتنوع في عبوديات الله في تلك المشاعر التي هي فوائد مدها الله لعباده ووفود بيته وما فيها من التعظيم والخضوع التام لله والتذكر لاحوال الانبياء والمرسلين والاصفياء والمخلصين وتقوية الايمان بهم وشدة التعلق بمحبتهم وما فيه من التعارف بين المسلمين والسعي في جمع كلمتهم واتفاقهم على مصالحهم الخاصة والعامة مما لا يمكن تعداده فانه من اعظم محاسن الدين واجل الفوائد الحاصلة للمؤمنين وهذا على وجه التنبيه والاختصار الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذا المثال الثاني من الامثلة التي قصد المصنف رحمه الله تعالى الاشارة اليها تنبيها بها على ما سواها وهي طريقة جدا بديعة في ابراز محاسن الدين لانه رحمه الله تعالى اشار كما مر معنا سابقا ان الاستقصاء في ذلك يطول ويطول جدا وان ما لا يدرك لا يترك فرأى ان يذكر امثلة جوامع في هذا الباب تدل على ما سواها وترشد الى غيرها فذكر رحمه الله تعالى المثال الاول في اصول الدين والعقائد العظيمة التي ينبني عليها وذكر رحمه الله تعالى المثال الثاني في اعمال الشريعة العظام التي هي مباني الاسلام فتحدث رحمه الله باختصار يتناسب مع وجاز في هذه الرسالة عن الصلاة ثم الزكاة ثم الصيام ثم فريضة الحج وقد وقفنا عند هذا الموضع فيما يتعلق بفريضة الحج وما فيها من الشواهد العظيمة والدلائل على حسن هذا الاسلام وجماله فان اعمال الحج عندما يتأمل فيها المتأمل يجد انها تدل على حسن هذا الدين لان الحج عبادة جليلة عظيمة تقام من اجل مقاصد الحج له مقاصد عظيمة اذا تأملها المرء ادرك عظم حسن هذه العبادة وعظم اثرها وفوائدها وعوائدها على من وفقهم الله سبحانه وتعالى لادائها ولهذا الشيخ رحمه الله تعالى في ابرازه لمحاسن الحج عدد هنا جملة من مقاصد الحج جملة من مقاصد الحج العظيمة التي يبرز من خلالها يبرز من خلالها ما محاسن الدين في هذه العبادة عبادة حج بيت الله الحرام قدم رحمه الله بان الحاج يبذل مالا وهذا المال الذي يبذل بعض حجاج بيت الله الحرام لعظم شأن هذه الطاعة في قلوبهم يجمعه لسنوات طوال والله ان بعضهم يزيد او تزيد مدة جمعه للمال على الخمسين سنة يجمعها قليلا قليلا حتى يجتمع المال الذي يكفي نفقة الحج فانظر هذه الرغبة وتجذرها وتعمقها في قلب المسلم وشوقها العظيم الى القدوم الى بيت الله واداء هذه الطاعة والله سبحانه وتعالى لما فرض هذه العبادة فرضها في العمر كله مرة واحدة وليس ايظا على كل احد وانما على المستطيع ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا فهي في العمر مرة واحدة ولهذا الحج مرة وما زاد فتطوع الحج مرة واحدة وما زاد على هذه المرة الواحدة فهو تطوع ونفل وهذا من حسن الاسلام يسر هذه الشريعة وان الله سبحانه وتعالى لم يكلف اهل الاسلام واهل هذا الدين العظيم الا بما هو مستطاع وما لم يكن مستطاعا فانه يسقط بعدم الاستطاعة ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا قال ما فيه من بذل الاموال وتحمل المشقات مشقة السفر ومشقة ومشقة الغربة ومشقة الرحيل والانتقال والارتحال والجهد الجهيد الذي يبذل والتعرض للاخطار والصعوبات تعرض للاخطار والصعوبات وربما كانت الا الاخطار ولا تزال يعني كانت الاخطار آآ شديدة جدا ومن يذهب الى الحج يعد مفقودا يعد الذاهب الى الحج يعد مفقودا لما كان في بعض الازمنة يحتف في طريق الحج من اخطار عظيمة جدا فالذاهب الى الحج مفقود والراجع منه الى اهله مولود. من عظم الاخطار التي كانت تحتف مع ذلك يعني مع ما يعلمونه من اخطار كانوا يذهبون ويتحملون ذلك كله في سبيل الوصول الى بيت الله والتشرف بهذه الوفادة والزيارة العظيمة سبحانه وتعالى طلبا لرضا الله طلبا لرضا الله والحج كغيره من العبادات الدينية وفرائض الاسلام تفعل لرضا الله طلبا لرضا رضاه سبحانه وتعالى والفوز بمرظاته جل وعلا طلبا لرضا الله والوفادة على الله انظر شرف الوفادة انظر شرف هذه الوفادة في آآ قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الحاج والعمار وفد الله الحاج والعمار وفد الله دعاهم فاجابوه وسألوه فاعطاهم وهذا فيه ان الحاج مستجاب الدعوة لانه وافد كريم وظيف عزيز تكبد مشقة انفق مالا بذل جهدا تكبد صعابا مخاطر لينال شرف هذه الوفادة وفد الله وفد الله وهذه الكلمة ينبغي ان تكون من المرء على بال عندما يرى الحجاج فهم وفد الله وفد الله وهذه الاظافة فيها تشريف لهم هذه الاظافة فيها تشريف لهم اضافة فيها تشريف وتعلية لمكانتهم فعليه ان يتقي الله فيهم وان يعرف لهم مكانتهم وقدرهم يتقي الله عز وجل في حقوقهم فهم وفد كريم جاءوا لوفادة كريمة وضيافة عزيزة جدا قال والتملق له في بيته. التملق التودد والتلطف حسن الالتجاء الى الله والخضوع والتذلل بين يديه سبحانه وتعالى طلبا لمرضاته في بيته وفي عرصاته بعرصاته في المشاعر في المشاعر ولا سيما في مواطن الدعاء مثل اه اه عشية عرفة في صعيدها ومثل ما بعد صلاة الفجر الى ما الى ما قبل طلوع الشمس في المزدلفة المشعر الحرام ومثل ايضا في منى هذه ثلاث عرصات ثلاث اماكن عندما يرمي الجمرات بعد الصغرى وبعد الوسطى بايام التشريق هذه ايام دعاء او محل مواطن دعاء عظيمة جدا فيتحرى المسلم فيها الدعاء ويستكثر من فانه وافد كريم ودعوته مستجابة وهذه المواطن هي مواطن يتحرى فيها الدعاء ويعتنى فيها عناية عظيمة به في بيته وعرصاته والتنوع في عبوديات الله في تلك المشاعر والعبوديات التي في المشاعر كما هو معلوم متنوعة. فهناك طواف بالبيت وهناك سعي بين الصفا والمروة ووقوف بعرفة ودعاء وتذلل وتهليل وثناء وذكر لله وهناك ايضا في المشعر الحرام الذكر لله اذكروا الله عند المشعر الحرام وايضا رمي الجمار وذبح الهدي انواع من العبادات يتقرب بها ان المسلم في في ذلك الوقت ولهذا امهات العبادات الدينية لا يمكن تجتمع في وقت الا في ذلك الوقت فقد يجتمع بعضها في بعض الاوقات اما امهات العبادات الدينية ما يمكن تجتمع الا في في في ذلك الوقت في ذلك الوقت الذي هو خير ايام العام اه خير ايام العام وافضل ايام العمل الصالح. ما من ايام العمل الصالح فيهن احب الى الله من هذه العشر يعني العشر الاول من ذي الحجة ومن خصائصها كما ذكر العلماء ان انه تجتمع فيها امهات العبادتين ما يمكن ان تجتمع في آآ ووقت اخر ما يمكن ان تجتمع في وقت اخر فالحاصل ان فيها تنوع في العبوديات في تلك المشاعر. انظر الوصف الجميل للشيخ رحمه الله يقول التي هي موائد مدها الله لعباده موائد مدها الله لعباده ووفود بيته فهذه موائد عظيمة جدا مدها الله لعباده في تلك المشاعر ينهلون من تلك المواعظ آآ الموائد ايمانا وزكاة ورفعة وقربا من الله سبحانه وتعالى اوزن برضاه جل في علاه قال وما فيها اي عبادة الحج من التعظيم الخضوع التام لله سبحانه وتعالى وهذا التعظيم والخضوع يبدأ مع الحاج من اول ما يصل الى مواقيت المكانية التي وقتها النبي عليه الصلاة والسلام لمن قصد مكة بحج او عمرة. فاذا وصل المواقيت بدأ التعظيم بدأ التعظيم من من المواقيت فيغتسل ويتجرد من المخيط الالبسة المعتادة وكل اناس في بلدهم اعتادوا على البسة يرونها اجمل اللباس. واحسن لباس وكل بلد اه اعتادوا على على شيء وكل هؤلاء على اختلاف البستهم التي اعتادوا عليها كلهم يتجردون من تلك الالبسة ويتقيدون بلباس واحد متواضع جدا هيئة بسيطة جدا اه قطعتين من القماش. ازار ورداء ابيظين نظيفين. يلف بالازار جزء البدن الاسفل ويرتدى بالرداء على العاتقين ويكون حاسر الرأس والرأس يوضع عليه البسة ايضا عمائم وفي البلدان تختلف وكل ايضا له طريقته في في ما يلبس ويتجمل به كل هذا يتركونه وينطلقون الى مكة ملبين. لبيك اللهم لبيك خاضعين متذللين لله سبحانه وتعالى مقبلين على البيت بهذا التعظيم ثم الذل والخضوع لله سبحانه وتعالى قال والتذكر لاحوال الانبياء وهذا من مقاصد الحج هذا من مقاصد الحج ان يتذكر الحاج ان هذا هذه الاعمال وهذه المناسك هذه الاعمال وهذه المناسك هي في الحقيقة ارث من ارث الانبياء ونهج يختط فيه المسلم سبيل الانبياء. ولهذا لما كانوا في عرفة ماذا قال اه لما كانوا في عرفة؟ ماذا قال قال لهم عليه الصلاة والسلام انكم على ارث من ارث ابيكم ابراهيم هذا ارث هذا ميراث واخبر عليه الصلاة والسلام اه عن حج موسى وحج عيسى وقال له اه قال ليهلن اه عيسى بن مريم هذا البيت حاجا او معتمرا او ليفنينهما ان يجمع بينهما يقرن بينهما واخبر انه صلى في آآ مسجد الخيف عدد من الانبياء فجاء في في في هذا المعنى احاديث فالحج يتذكر به الحاج انه على ارث نتمنى من ارث الانبياء في حجهم لهذا البيت العظيم والتذكر لاحوال الانبياء والمرسلين والاصفياء والمخلصين قال وتقوية الايمان بهم وتقوية الايمان بهم هذا ايضا مما يقوي الايمان لما لما يسلك طريقه ويستذكر انه على نهجهم وانه سائر سيرهم وسالك مسلكهم هذا مما يقوي الايمان بهم شدة محبتهم في آآ القلوب واذا قويت المحبة صدقا وحقا قوي الاتباع والتأسي بهم ايضا مما في الحج من المنافع العظيمة التعارف بين المسلمين التعارف بين المسلمين وقد قال الله سبحانه وتعالى اه اه واذن في الحج واذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتينا من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم وهنا نكر المنافع تفخيما لها وتعظيما لشأنها وقوله ليشهدوا اللام لام التعليل اي اذن فيهم بالحج من اجل ان يشهدوا المنافع. فالحج مليء بالمنافع ومنافع الحج كلها من محاسن الحج ومحاسن الحج هي كلها من محاسن الدين الاسلامي قال وما فيه من التعارف بين المسلمين وما فيه من التعارف بين المسلمين والسعي في جمع كلمتهم والسعي في جمع كلمتهم والحج من اعظم الشعائر اه الدينية التي يتحقق بها هذا المقصد التعارف والتآلف والتحاب والتواد واتفاقهم على مصالحهم الخاصة والعامة ما لا يمكن تعداده قال فانه من اعظم محاسن الدين واجل الفوائد الحاصلة للمؤمنين الحاصل ان الشيخ رحمه الله ذكر خلاصة فيما يتعلق بالصلاة آآ الزكاة والصيام والحج. وهذه امهات العبادات الدينية. واشار الى شيء يسير من محاسنها ودلائل وشواهد حسنها وكمالها وايضا عوائدها وثمارها العظيمة اشار اه الى ذلك اشارة مختصرة ولهذا ختم هذا المثال بقوله وهذا على وجه التنبيه والاختصار. نعم المثال الثالث ما امر به الشارع وحث عليه من وجوب الاجتماع والائتلاف ونهيه وتحذيره عن التفرق والاختلاف على هذا الاصل الكبير من نصوص الكتاب والسنة شيء كثير وقد علم كل من له ادنى معقول منفعة هذا الامر وما يترتب عليه من المصالح الدينية والدنيوية وما يندفع به من المضار والمفاسد ولا يخفى ايضا ان القوة المعنوية المبنية على الحق هذا اصلها الذي تدور عليه كما انه قد علم ما كان عليه المسلمون في صدر الاسلام من استقامة الدين وصلاح الاحوال والعزة التي لم يصل اليها احد سواهم اذ كانوا مستمسكين بهذا الاصل قائمين به حق القيام موقنين اشد اليقين انه رح دينهم. نعم هذا المثال الثالث من الامثلة التي يبين من خلالها رحمه الله تعالى محاسن الدين الاسلامي فمن محاسن الدين الاسلامي ما امر به وحث عليه من وجوب الاجتماع والائتلاف النهي عن عن التفرق والاختلاف وهذا الامر مطلب هذا الامر مطلب عظيم من المطالب الشرعية والمقاصد الشرعية والله سبحانه وتعالى الف بالاسلام بين القلوب المتناثرة والنفوس المتعادية والايدي المتقاتلة كلفة عظيمة لا يعرف لها نظير في التاريخ واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فالف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته اخوانه وقوله اخوانا اي الاخوة الدينية وهذه الاخوة الدينية تعد رابطة هي اوثق الروابط واعمقها واوكدها بل ليس في الروابط نظيرا لها قد قال سبحانه وتعالى في اية اخرى انما المؤمنون اخوة اي اخوة دينية اخوة الاسلام وفي الحديث قال عليه الصلاة والسلام لا تحاسدوا ولا تناجسوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله اخوانه هذه المقدمة لا تحاسدوا لا تناجسوا الى اخره هذه كلها اشياء تفسد الاخوة فالاسلام جاء بالتأكيد على حفظ الاخوة الدينية والرابطة الايمانية وبقاء الالفة بين المسلمين وان يبعدوا عن انفسهم كل امر يفسدها ولهذا مثل ما في هذا الحديث لما ذكر الاخوة حذر من امور تفسدها ايضا في اه ايات الحجرات لما ذكر الاخوة الدينية حذر من اشياء تفسدها قال انما المؤمنون اخوة فاصلحوا بين اخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون. يا ايها الذين امنوا لا يسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى ان يكن خيرا منهن ولا تلمزوا انفسكم ولا تنابزوا بالالقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان. ومن لم يتب فاولئك هم الظالمون. يا ايها الذين امنوا اجتنبوا كثيرا من الظن. ان بعض الظن اثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا ايحب احدكم ان يأكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه اتقوا الله ان الله تواب رحيم فهذه الاشياء المذكورات المنهي عنها السخرية والنبز والهمز واللمز والغيبة والنميمة والتجسس الى غير ذلك هذه كلها تضر بالاخوة الايمانية فالاسلام جاء بالاخوة الايمانية وحذر من كل الامور التي تفسد هذه الاخوة ولهذا كان حقا على كل مسلم ان يعني بهذا الامر عناية عظيمة وان يحافظ عليه حفاظا دقيقا طاعة لله وتقربا اليه سبحانه وتعالى. لان الله يحب من عباده ذلك ويحب من المسلمين ان يكونوا متآلفين متحابين متوادين متراحمين مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم مثل الجسد الواحد هذا اذا حققوا الايمان اما اذا لم يحققوا الايمان وضعف الايمان بينهم ضعف التراحم وضعف التواد وضعف ونشأت فيهم اشياء توغر صدورهم وتثير نفوسهم تنشر بينهم العداوات والبغظاء ومن هذه العداوات والبغضاء ونشر الشحناء من ورائها الشيطان. لا يزال يحرش بين المسلمين ويفكك المحبة بين المتوادين المتحابين. وينشر العداوة والبغضاء بين المؤمنين. ولهذا اذا اذا كان المرء يمشي في هذا الطريق اقصد طريق نشر العداوة والبغضاء فهو يسير في طريق الشيطان الطريق الذي خطه الشيطان. الشيطان هو الذي يريد ان تنشب العداوة بين المؤمنين وينشأ بينهم الشحناء البغضاء والتنافر الى غير ذلك والله سبحانه وتعالى يريد من عباده التراحم والتواد والتعاطف والشفقة والاحسان وتعميق الاخوة ومعالجة معالجة كل امر يضعف هذه ان الاخوة ويوهيها وليس معنى هذا ان تترك الاخطاء مثلا او المخالفات وانما تعالج والعلاج الرفيق يأتي بخير العلاج الرفيق والتودد والتحبب والتواد والتناصح والدعوة بظهر الغيب الى الى غير ذلك. هذا يحقق مصالحه ومكاسب عظيمة فمن محاسن الدين الاسلامي التأليف بين القلوب التأليف بين القلوب وهذا التآلف الذي يكون بين المسلمين يعد مظهرا شاهدا على حسن الدين الذي هم اهله انتبهتم يعدوا شاهدا على حسن الدين الذين هم اهل اهل هذا الدين فان نسبت العداوات بينهم والبغظاء ماذا سيكون المظهر واي عائدة ستكون على الكفار عندما يرون ذلك هل هذا يحببهم في في هذا الدين ويقبل بقلوبهم عليه اذا رأوا بينهم العداوات والخصومات آآ آآ الاذى الشديد الالفة بين المسلمين هذا مظهر عظيم جدا يظهر حسن الاسلام لكن اه عندما تنشب العداوة والبغضاء بين المسلمين يضعف هذا المظهر ويتكالب عليهم الاعداء وتتكاثر عليهم الشرور وتذهب ريحهم. ولا تنازعوا فتفشلوا ولا تنازعوا فتفشلوا اذهب ريحكم يكون بريئة الفشل والضياع ما امر به الشارع وحث عليه من وجوب الاجتماع والائتلاف ونهيه وتحذيره عن التفرق والاختلاف يقول على هذا الاصل الكبير نصوص الكتاب والسنة شيء كثير يعني جاء فيها نصوص كثيرة جدا تحث على هذا الاصل وقد علم كل من له ادنى معقول منفعة هذا الامر ولا شك ان فيه منافع عظيمة جدا وهو قوة للاسلام وعز للمسلمين ومظهر يدعو الى الاقبال على هذا الدين واعتناقه وما يترتب عليه من المصالح آآ الدينية والدنيوية وما يندفع به من المضارب والمفاسد اذا بقي المسلمون في الفة قويت شوكتهم اه عظمت هيبتهم وخاف منهم عدوهم فيترتب عليه مصالح ومصالح عديدة جدا قال ولا يخفى ايضا ان القوة المعنوية المبنية على الحق هذا اصل الذي تدور عليه هذا اصلها الذي تدور عليه وهو تحقق الاخوة الايمانية والالفة الدينية بين المسلمين قال كما انه قد علم ما كان عليه المسلمون في صدر الاسلام من استقامة الدين وصلاح الاحوال والعزة التي لم يصل اليها احد سواهم اذ كانوا مستمسكين بهذا الاصل. اذ كانوا مستمسكين بهذا الاصل قائمين به حق القيام موقنين اشد اليقين انه رح دينهم. فالحاصل ان هذا اصل عظيم حثت عليه الشريعة ورغبت فيه آآ جاء فيه نصوص كثيرة جدا فهو من محاسن الدين محاسن الدين الاسلامي ان ان فيه التأليف بين قلوب واجتماع الكلمة وزوال النفرة والسلامة من الشرور الى غير ذلك من المصالح العظيمة المترتبة على المصنف رحمه الله له رسالة ثمينة ونفيسة جدا في هذا الباب رسالة في في الحث على الائتلاف والتحذير من التنافر والاختلاف له رسالة في في هذا الباب وهي مع مجموعة من الرسائل آآ تطبع الان سيصل باذن الله منها اه كمية تجمع في غلاف واحد تجمع ثلاث كتب القول السديد في مقاصد التوحيد والمواهب الربانية من الايات القرآنية وهي رسالة نفيسة جدا كتبها في رمضان وهو يقرأ القرآن تمر عليه فوائد ولطائف ونفائس جدا من هدايات القرآن فكان يقيدها في تلك الرسالة وايضا له رسالة في فوائد مستنبطة من قصة يوسف عليه السلام اضافة الى هذه الرسالة الرابعة في الائتلاف وهذه الرسائل الاربعة باذن الله اه نسأل الله الكريم التوفيق والمعونة سيعقد لها مجالس في هذا المكان في رمضان بعد الفجر بعد العصر باذن الله سبحانه وتعالى نسأل الله لنا ولكم آآ اجمعين التوفيق وان يبلغنا رمظان على خير وان يغنمنا اجمعين خيراته وبركاته العظيمة. نعم قال يزيد هذا بيانا وايضاحا المثال الرابع ان دين الاسلام دين رحمة وبركة واحسان وحث على منفعة نوع الانسان فما عليه هذا الدين من الرحمة وحسن المعاملة والدعوة الى الاحسان والنهي عن كل ما يضاد ذلك هو الذي نورا وضياء بين بين ظلمات الظلم والبغي وسوء المعاملة وانتهاك الحرمات وهو الذي جذب قلوب من كانوا قبل معرفته الد اعداءه حتى استظلوا بظله الظليل وهو الذي عطف وحنى على اهله حتى صارت الرحمة والعفو والاحسان يتدفق في يتدفق من قلوبهم على اقوالهم واعمالهم وتخطاهم الى اعدائه حتى صاروا من اعظم اوليائه فمنهم من دخل فيه بصيرة وقوة وجدان ومنهم من خضع له ورغب في احكامه وفضلها على احكام اهل دينه لما فيها من العدل والرحمة. هذا مثال رابع من الامثلة التي يسوقها رحمه الله تعالى بيانا لمحاسن الدين الاسلامي ان دين الاسلام دين رحمة وبركة واحسان وحث على على منفعة نوع الانسان وحث على منفعة نوع الانسان آآ هذا هذا مظهر مما من المظاهر التي تدل على حسن هذا الدين وجماله. لانه دين رحمة وما ارسلناك الا رحمة الا رحمة للعالمين. فالاسلام رحمة الاسلام رحمة وكل هداياته رحمة وكل شرائعه محاسن وحكمة ولهذا من حسن هذا الدين دلائلي وشواهد جماله وبهائه انه دين رحمة وبركة واحسان دين رحمة وبركة واحسان وهذه الرحمة رحمة عامة حتى انها تناولت الحيوان البهيم هذا الاحسان وهذا الرحمة حتى الحيوان حتى الحيوان يقول عليه الصلاة والسلام ان الله كتب الاحسان على كل شيء فاذا ذبحتم فاحسنوا الذبحة واذا قتلتم فاحسنوا القتلى وليحد احدكم شفرته وليرح ذبيحته احد الصحابة سأل النبي عليه الصلاة والسلام قال يا رسول الله الشاة اذبحها وارحمها قال والشاة اذا رحمتها رحمك الله. الاسلام جاء برحمة حتى عندما يذبحها لان الله سبحانه وتعالى اباح له ان يأكل لحما ويستفيد منها يذبحها برحمة يذبحها برفق بضوابط جاءت بها الشريعة ضوابط عظيمة جليلة تدل على كمال كمال هذا الدين وهي رحمة بمنفعة رحمة بمنفعة ومن يخالف هدي الاسلام في ما جعله رحمة في هذا الباب يصنع امورا يظنها رحمة وهي مضرة وهي مضرة مضرة عظيمة جدا فالاسلام فيه رحمة وفيه منفعة وفيه حسن في آآ هداياته كلها واعماله كلها فهو دين رحمة والله سبحانه وتعالى بعث النبي الكريم عليه الصلاة والسلام بهذا الدين رحمة للعالمين. ولهذا فان الشيخ رحمه الله يشير ان من مما يبرز به حسن الاسلام ان يبرز هذا الجانب الرحمة الرحمة التي في في الاسلام الرحمة الكبير والرحمة بالصغير الرحمة بالمحتاج والرحمة بالفقير ولهذا الشعائر الدينية التي فيها التكافل قل والترابط والتواد كلها تحقق هذه الرحمة كلها تحقق هذه الرحمة حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم ليس منا من لا من لم يرحم اه صغيرنا ويوقر كبيرا. الرحمة مطلوبة وهي جزء من الدين جزء من الدين. ولهذا التعاملات التعاملات في الاسلام قائمة على هذه الرحمة وقائمة على هذا الاحسان في العمل والاحسان في معاملة في معاملة العباد يقول عليه الصلاة والسلام اتق الله حيثما كنت اتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن هذا كله من الحسن الذي قام عليه هذا الدين فهو دين رحمة ودين بركة ودين احسان وفيه الحث على منفعة نوع اه اه الانسان فما عليه هذا الدين من الرحمة وحسن المعاملة والدعوة الى الاحسان والنهي عن كل ما يضاد ذلك هو الذي سيره نورا ضياء بين ظلمات الظلم والبغي وسوء المعاملة وانتهاك للحرمات ولهذا يعني في بعض الدول وهذا حصل قديما وربما ايضا لا يزال يحصل بعض التجار المسلمين لما يذهب في تجارته الى بعض الدول غير المسلمة ويرون صدقه امانته وفاءه الى اخر ذلك وتعامله اذا كان مسلما معتنيا بضوابط الاسلام مهتما بها يؤثر فيهم فكثير اسلموا على ايدي تجار بما رأوا عليه من الاخلاق العظيمة قصة على جانب الطريق يحدثني بها قريبا يعني من فترة احد التجار ذهب الى احدى الدول الكافرة يقول كنت مجتمع في اجتماع كبير مع اه رئيس شركة كبيرة وله اموال طائلة من اجل عقود بيني وبينه في في التعامل يقول استأذنتهم في آآ وقت محدد قلت انا لابد اتوقف الان عن الاجتماع لثلث ساعة فذهبت واجريت مكالمة ثلث ساعة فمن باب الفضول بعضهم سألني قال ما هذا؟ قلت لهم هذا وقت مخصص للوالدة لابد ان اتصل بها في هذا الوقت واتحدث معها واسأل عنها واباسطها لابد هذا الوقت اتحدث فيه مع الوالدة هذا شيء لا يعرفونه فقال لي احد الحاضرين ترى هذا الشخص المسن الذي ينظف ينظف المكان ويأتي لنا بالشاهي اتدري من هو قلت لا قال هذا والد رئيس الشركة عطف عليه واحسن اليه فاعطاه عمل في الشركة عطف عليه واحسن اليه فاعطاه عمل في شركته يعمل من اجل يكون له عائد مادي والده ويدور ويغسل ويخدم ويأتي لهم بالشاهي الى اخره بمقابل راتب على هذا العمل. فلما يأتي شخص وينظر الى المنظرين هو يعرف ان هذا يتحرك من باعث ديني الاسلام هو الذي اه يحث على ذلك كم له من الاثر كم لهم من اثر؟ كم لهم من العوائد؟ كم لهم من يعني اذا كان الله اراد بعبده تكفي هذه الصورة وحدها الى ان يدخل من رأى ذلك في هذا الدين عندما ينظر الى الصورة المشرقة وهذا الحسن والجمال الذي يدعو اليه الدين. ولهذا كم من اناس دخلوا في الدين برؤية اعمال اهله المستمسكين به. المحافظين على على ادابه و والقصص في مثل هذا يعني يطول ذكرها قال قال وهو الذي جذب قلوب من كانوا قبل معرفته الد اعدائه حتى استظلوا بظله الظليل. ولهذا المعادين للدين كثير منهم ما يعرفون هذه الاشياء عن الدين كثير منهم ما يعرفون هذه الاشياء ما عندهم آآ معرفة بها وكثير منهم يعادون الدين بناء على ماذا؟ اكملوا نعم بناء لها الدعايات التي يسمعونها الدعايات التي يسمعونها وتصل اليهم والتشويه الذي يصل اليهم يسمعون ان الدين هذا هو يكرهونه كرها شديدا ويعادونه عداء شديدا لانه ما عرفوه ما ما عرفوه ولا عرفوا حقيقته. ولهذا اذا وقف من اراد الله به الخير على هذه المحاسن اذا وقف على هذه المحاسن ان جذب ان جذب قلبه لهذا الدين واصبح اه من اه المحبين له بعد ان كان من الد الاعداء قال وهو الذي عطف وحنى على اله حتى صارت الرحمة والعفو والاحسان يتدفق بين يتدفق من قلوبهم على اقوالهم واعمالهم وهذا المعنى الذي يذكره عندما يحقق المرء الاسلام وعندما يحقق الايمان تظهر مثل هذه المعاني التي اشار اليها. قالوا وتخطاهم وتخطاهم الى اعدائه والله جل وعلا قال لا ينهاكم الله لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين. هذا البر والاقساط والاحسان اليهم ما هو هذا هذا رحمة بهم لعل الله سبحانه وتعالى ينقذه من النار بهذه بهذا التعامل فيدخل في هذا الدين ويقبل عليه ويكون سببا في الدخول ولهذا تجد مثل الكتاب الادب المفرد باب الهدية للمشرك وذكر تحته نصوص الهدية المشرك المؤلفة قلوب في الزكاة يعطى الفقير تأليفا لقلبه لعل الله سبحانه وتعالى يجعل في ذلك هداية له والنبي صلى الله عليه وسلم كان يعطي بعض الكفار وخاصة رؤساء يعطيهم العطاء الكبير فيؤثر فيهم فالحاصل ان آآ ان الرحمة هذه تتخطاهم يعطف يعطف على على على الكافر يعطف على الكافر وانه من اهل النار فيتألم ويود انه يدخل في هذا الدين وينجو من النار. وان انقذه الله من النار يقول مثل ما قال النبي صلى الله عليه وسلم الحمد لله الذي انقذه آآ بي من النار فيحمد الله لان هذه نعمة عندما يكون سبب في خلاصه من النار فيتعداهم الى الى الى غيرهم حتى صاروا من اعظم اولياءه. يعني الكفار صاروا اعظم اولياء بعد ان هداهم الله سبحانه وتعالى لهذا الدين العظيم. فمنهم من دخل في بحسن بصيرة وقوة وجدان. يعني اثرت في هذه المحاسن واثارت فيه يعني عاطفة ومحبة ورغبة في في هذا الدين. ومنهم من خضع له ورغب في احكامه لما رأى فيه العدل والانصاف والاحكام العظيمة. يعني بعظهم تكون مثلا بالظلم ذهبت حقوقه ويرى في الاسلام العدل في حب هذا الدين الذي يحفظ الحقوق ويحفظ فالحاصل ان منهم من خضع له ورغب في احكامه وفضلها على احكام دينه لما فيها من العدل والرحمة الشاهد ان هذا من محاسن الدين الاسلامي انه دين رحمة وبركة واحسان وحث على منفعة نوع الانسان ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا وبانه الله الذي لا اله الا هو ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا