بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى في كتابه الدرة المختصرة في محاسن الدين الاسلامي المثال الخامس دين الاسلام هو دين الحكمة ودين الفطرة ودين العقل والصلاح والفلاح يوضح هذا الاصل ما هو محتو عليه من الاحكام الاصولية والفروعية التي تقبلها الفطر والعقول وتنقاد لها بوازع الحق والصواب وما هي عليه من الاحكام وحسن الانتظام وانها صالحة لكل زمان ومكان فاخباره كلها حق وصدق لم يأتي ويستحيل ان يأتي علم سابق او لاحق بما ينقضها ويكذبها وانما العلوم الحقة كلها تؤازرها وتؤيدها وهي اعظم برهان على صدقها وقد حقق المحققون المنصفون ان كل علم نافع ديني او دنيوي او سياسي فقد دل عليه القرآن دلالة لا ريب فيها فليس في شريعة الاسلام ما تحيله العقول وانما فيه ما تشهد العقول الزكية بصدقه ونفعه وصلاحه وكذلك اوامره ونواهيه كلها عدل لا ظلم فيها فما امر بشيء الا وهو خير خالص او راجح وما نهى الا عن الشر الخالص او الذي مفسدته تزيد على مصلحته. وكلما تدبر اللبيب احكامه ازداد ايمانا بهذا الاصل وعلم انه تنزيل من حكيم حميد الحمد لله رب العالمين اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اللهم صل سلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذا المثال الخامس من الامثلة التي ساقها رحمه الله تعالى لبيان محاسن الدين الاسلامي وذكر في هذا المثال ان الدين الاسلامي كله حكمة و هو دين الفطرة ودين العقل والصلاح والفلاح. وذكر رحمه الله ان ان هذا يعد اصلا يدل على كمال هذا الدين وعظمته فالاسلام جاء بكل حكمة لانه لانه تنزيل من حكيم حميد. عليم خبير سبحانه وتعالى فشرع لعباده الشرائع التي بها كمالهم وصلاحهم وفلاحهم وبها سعادتهم في دنياهم واخراهم. وهو العليم سبحانه وتعالى الخبير. بما يصلحه وبما فيه عزهم وفلاحهم وسعادتهم في الدنيا والاخرة فاحكام الشرع كلها حكيمة. وكلها حكمة. ثم هي في الوقت نفسه جاءت موافقة للفطر متممة لها. مكملة ولهذا فان دين الاسلام هو دين الفطرة دين الاسلام هو دين الفطرة. كما قال الله سبحانه وتعالى فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم. ولكن اكثر الناس لا يعلمون وقال في الحديث قال صلى الله عليه وسلم في الحديث كل مولود يولد على الفطرة فابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه ولم يقل او يسلمانه لان الاسلام هو الفطرة. لان الاسلام هو الفطرة وفي الحديث الاخر وهو حديث قدسي قال الله تعالى خلقت عبادي حنفاء فاتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم اجتالتهم عن دينهم اي الذي فطرهم الله سبحانه وتعالى عليه. فجاء الاسلام متمما للفطر مكملا لها. لم يأتي بما يناقضها كما هي الاديان الباطلة او يهودانه او ينصرانه او يمجسانه الى اخره. لم ياتي بما يناقضه الفطرة او يهدم الفطرة او يفسدها او يجفالها وانما جاء بما يكمل هذه الفطرة في الاسلام كمال الفطر كمال الفطر فيه نماؤها آآ قوتها سلامتها وما سواه هو هدم للفطرة هدم للفطرة يهودانه ينصرانه يمجسانه الى اخر ذلك هذا كله هدم للفطر. وهو من اجتيال الشيطان او الشياطين بني ادم عن ما فطرهم الله سبحانه وتعالى عليه. الاسلام يكمل الفطرة ويتممها ولهذا من يربي الناس او يربي ايضا اولاده او يربي النشء على الاسلام يربيهم على شيء هو كان مركوزا في فطره لا يحشر فيهم شيئا اجنبيا عنهم. بينما الذي يربيهم على غير الاسلام يحشر فيهم امرا اجنبيا عن فطرتهم. اجنبيا عن فطرتهم. ولهذا يحتاج الذي يربيهم على غير الاسلام ان يزين باطلهم وحتى يخرب به هذه الفطرة التي لا تتقبله ابتداء. ولهذا كم وكم يحتال اهل الاديان الباطلة على اولادهم حتى يتقبلوا هذا الفساد الذي الذي هم عليه. لانه اجنبي عن الفطرة التي ركزت في قلب هذا قال له الولد او الطفل فالاسلام دين الفطرة. وهو في الوقت نفسه يوافق العقل السليم يوافق العقل السليم. احد الاشخاص سئل ونقل هذا الشيخ رحمه الله في بعض مصنفاته سئل بما عرفت صدق الرسول؟ بما عرفت صدق الرسول؟ قال ما وجدته امر بشيء فقال العقل ليته لم يأمر به ولا وجدته نهى عن شيء فقال العقل ليته لم ينهى عنه. فجاء موافقا العقول السليمة عن العقول الفاسدة العقول المتلوثة العقول المعطبة دعك منها لكن العقل السليم يجد ان آآ هذه الشاة التي يدعو اليها الاسلام توافق العقول السليمة. وقد كتب شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله كتاب كبيرا واسعا نافعا سماه درء تعارض العقل والنقل. ما يتعارض العقل السليم مع النقل الصحيح. اطلاقا انه الاسلام جاء بما يوافق العقول السليمة وتقبله فان رد العقل ان رد العقل الاسلام او شيئا منه فهذا راجع الى فسادا في العقل راجع الى فساد في العقل لاجله رد الاسلام او رد شيئا من من تعاليمه. قال رحمه الله يوضح هذا الاصل ما هو محتو عليه من الاحكام الاصولية والفروعية ما هو؟ محتو عليه اي ما الاسلام محتو عليه بالاحكام الاصولية والفروعية الاحكام الاصول في اصول الدين وقواعده العظام وايضا الفروع والتفاصيل الاحكام التي تقبلها الفطر والعقول لان يعني يشير رحمه الله الى انه اذا نظر المتأمل في الاسلام في اصوله وايضا آآ تفاصيله يجدها كلها توافق الفطر وتوافق العقول توافق الفطر السليمة والعقول المستقيمة. وتنقاد لها بوازع الحق والصواب. وما هي عليه من الاحكام وحسن الانتظام اي ان محكمة دقيقة وانها صالحة لكل كل زمان ومكان فاخباره كلها حق وصدق هذا فيما يتعلق الاصول اه كلها حق وصدق لم يأتي ويستحيل ان يأتي علم سابق او لاحق بما ينقضها او يكذبها فكلها صدق وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا صدقا في الاخبار وعدلا في الاحكام. فاخباره كلها صدق ومن اصدق من الله قيلا قل صدق الله وانما العلوم الحقة كلها تؤازرها وتؤيدها وهي اعظم برهان على صدقها. واشار رحمه الله ان المحققون المنصفون ان المنصفين قرروا ان كل علم ديني او دنيوي او سياسي فقد دل عليه القرآن دلالة لا ريب فيها. كل علم صحيح. كل علم صحيح ديني او دنيوي او سياسي فقد دل عليه القرآن دلالة لا لا ريب فيها فليس في شريعة الاسلام ما تحيله العقول يعني ما تحكم العقول باستحالته وانما فيه ما تشهد العقول الزكية بصدقه ونفعه وصلاحه وكذلك اوامره ونواهيه كلها عدل لا ظلم فيها. فما امر بشيء الا وهو خير خالص او راجح. وما نهى ان عن الشر الخالص او الذي مفسدته تزيد على مصلحته. ومن قواعد الشريعة جلب المصالح و درء المفاسد نعم قال رحمه الله تعالى المثال السادس ما جاء به هذا الدين من الجهاد والامر بكل معروف والنهي عن كل منكر فان الجهاد الذي جاء به مقصود به دفع عدوان المعتدين على حقوق هذا الدين وعلى رد دعوته وهو افضل انواع الجهاد لم يقصد به جشع ولا طمع ولا اغراض نفسية ومن نظر الى ادلة هذا الاصل وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه مع اعدائهم عرف بلا شك ان الجهاد يدخل في الضروريات ودفع عادية المعتدين. وكذلك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. لما كان يستقيم هذا الدين الا باستقامة اهله على اصوله وشرائعه وامتثال اوامره التي هي الغاية في الصلاح واجتنابنا التي هي شر وفساد. وكان اهله ملتزمين لهذه الامور. ولكي لا تزينوا لبعضهم نفوسهم التجرؤ على بعض المحرمات والتقصير عن اداء المقدور عليه من الواجبات وكان ذلك لا يتم الا بامر ونهي بحسب ذلك كان ذلك من اجل محاسن الدين ومن اعظم الضروريات لقيامه. كما ان في ذلك تقويم المعوجين من اهله. وتهذيبهم وقمعهم عن الامور وحملهم على معاليها. واما اطلاق الحرية لهم وهم قد التزموه ودخلوا تحت حكمه تقيدوا بشرائعه فمن اعظم الظلم والضار عليهم وعلى المجتمع خصوصا الحقوق الحقوق الواجبة شرعا وعقلا وعرفا. هذا المثال الثالث ذكر رحمه الله تعالى ما يتعلق بالجهاد في سبيل الله وايضا ما يتعلق بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر. وبين رحمه الله ان من ينظر في ما يتعلق بالجهاد وما يتعلق بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر من ينظر في هذا الامر في ضوء قواعد الشريعة اه ادلة الكتاب والسنة ويتأمل في النصوص الواردة في كتاب الله وفي سنة النبي عليه الصلاة والسلام المتعلقة بهذين الامرين جهاد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر يجد ان آآ ان ما جاء في هذين الامرين من احكام كلها حكم تدل على حسن هذا الاسلام. وانه دين قائم على العدل وعلى الاحسان على اه العمل على صلاح العباد ودفع الشر والضرر والسوء عنهم فهو دين قائم على الخير. ولهذا من ينظر في الايات التي تتعلق الجهاد في سبيل الله ليس فيها اه الظلم والعدوان الاعتداء مثل ما اشار رحمه الله تعالى اه ليس فيها ذلك ليس فيها آآ عدوان او او ظلم او ايظا آآ جشع او اغراظ شخصية او عصبيات او نحو ذلك ليس فيها شيء من ذلك ولا يشار اليه ابتداء وله ضوابط دقيقة جدا فما خرج عنها لا لا كونوا جهادا وانما يكون ضربا من دروب الفساد حتى وان سماه اربابه جهادا في سبيل الله اذا خرج عن الضوابط التي جاءت في الكتاب والسنة. والسنة من خرج عن هذه الضوابط لم لا يكون عمله اه من الجهاد في سبيل الله في شيء بل يتحول الى شيء من الفساد في في الارض والامر بالمعروف والنهي عن المنكر فيه صلاة للعباد. فيه صلاح للعباد. وتقوية وتمتين للدين فيهم الذي هو اعزهم لان المعاصي اذا كثرت في الناس اضرت بهم فتحتاج المجتمعات الى المسلمة الى من يكون ناصحا رفيقا ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. ويكون امره بالمعروف بالمعروف. ولا يكون نهيه عن المنكر بمنكر بل يراعي ايضا القواعد الشرعية المرعية المتبعة في هذا الاصل العظيم. فاذا نظر الناظر في هذين الحكمين او الامرين الشرعيين الجهاد في سبيل الله الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وتأملهما في ضوء قواعد الشريعة ودلائلها يجد ان ان آآ ان انه كله حكمة وعدل وانه منا ادل الدلائل على حسن اه هذا الدين وكماله. والذي ينظر في الظوابط التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في اه سنته وهديه القويم آآ يجد ما يدل على ان ان هذا من حسن الاسلام وجماله وكماله واهل العلم يعني بسطوا ذلك في المصنفات مصنفات الاحكام عموما وفي مصنفات خاصة في في ذلك وكنت جمعت يعني سابقا في رسالة طبعت شيئا من كلام اهل العلم لطيف تقريراتهم في هذا الباب في رسالة طبعت سميتها القطوف الجياد من حكم واحكام الجهاد من حكم واحكام الجهاد. الجهاد اذا كان في في ضوء الشرع وضوابطه مثل ما الشيخ يدل على حسن الاسلام وجماله وكماله واذا خرج به او خرج به اصحابه عن باب به صار ظربا من دروب الافساد في الارض ضربة من دروب الافساد في الارظ. والله عز وجل جعل الناس يعيشون على هذه الارض لا ليفسدوا فيها وبالمناسبة كلمة الارظ ذكرت في القرآن الكريم اكثر من مئتين مرة بكثير الموطن الاول الذي ذكر فيه الارظ في القرآن آآ الموطن الاول الذي ذكر فيه الافساد في الارض اذا قيل لهم لا تفسدوا نعم في الارض قالوا ان هذا اول الموطن الاخير في الزلزلة. الموطن الاخير في الزلزلة اه يومئذ اذا زلزلت الارض زلزالها يومئذ تحدث اخبارها تحدث اخبارها يعني هذا الذي يكون عليها ستشهد به على اهلي فاول موطن ذكر هو هو الافساد واخره الشهادة على اهلها بما كانوا يفعلونه عليها ويتحركون به عليها فيجب على الانسان ان يكون تحركه على الارض بالاصلاح لا بالافساد اه والله لا يحب المفسدين ولا يحب الفساد. والمصيبة ان ان بعض الفساد يسميه اربابه اصلاحا اذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحون كثير ما يقع هذا يعني يعمل على الارض الفساد والافساد وهو يسميه صلاحا او يظنه او يظنه صلاحا. وفيما يتعلق بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر ان ان ان خرج عن ضوابط الشريعة ان خرج عن ضوابط الشريعة ترتب عليه المظار العظيمة والمفاسد الجسيمة. ولهذا الا الخوارج عندهم ما الاصول الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لكن ما طريقتهم فيه وهي وما مسالكهم في الامر بالمعروف. وكم من المضار التي يجنيها الخوارج على المجتمعات المسلمة تحت مسمى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر كم من المضار وكم من الجنايات وكم من الاخطار العظيمة بل كم من اراقة الدباب بالظلم والبغي والعدوان وكم من التعديات على الاموال والحقوق فالحاصل ان ان هذه انضبطت بضوابط الشرع لا تأتي الا بخير لان الشرع كله خير وحكمة ورحمة وان لم تضبط بضوابط الشرع اضرت اهلها وايظا اه اساءوا بعملهم ذلك وصنيعهم ذلك سمعة الاسلام ومكانته لان يظن من كان من غير المسلمين ان تلك الاعمال شيء من الاسلام او جزء منه وهي ليست منه اه ليست منه ولا ولا هي داخلة فيه. نعم المثال السابع ما جاءت به الشريعة من اباحة البيوع والايجارات والشركات وانواع المعاملات التي تتبادل فيها المعاوضات بين بين الناس في الاعيان والديون والمنافع وغيرها فقد جاءت الشريعة الكاملة بحل هذا النوع واطلاقه للعباد لاشتماله على المصالح في الضروريات والحاجيات والكماليات وفسأت للعباد فسحا صلحت به امورهم واحوالهم واستقامت معايشهم وشرطت الشريعة في حل هذه الاشياء الرضا من الطرفين واشتمال العقود على العلم ومعرفة المعقود عليه وموضوع العقد ومعرفة ما يترتب عليه من الشروط ومنعت من كل ما فيه ضرر وظلم من اقسام والربا والجهالة فمن تأمل المعاملات الشرعية رأى ارتباطها بصلاح الدين والدنيا. وشهد لله بسعة الرحمة وتمام والحكمة حيث اباح سبحانه لعباده جميع الطيبات من مكاسب ومطاعم ومشارب وطرق المنافع المحكمة هذا المثال السابع ما جاءت به الشريعة من اباحة البيوع والايجارات والشركات وانواع المعاملات التي تتبادل فيها المعوظات بين الناس في الاعيان والديون والمنافع وغيرها اذا نظر المسلم والمتأمل في هذا الباب باب البيوع والعقود آآ ما جاء ايضا في الابواب المعاملات الاخرى الكثيرة. اذا نظر فيها ونظر في ضوابط الشريعة التي جاءت تضبط كل جانب من هذه الجوانب وايضا اذا نظر فيما يتعلق المناهي والمحرمات تحريم الله للبيع للربا تحريمه سبحانه وتعالى الميسر ونحو ذلك يجد ان هذه المحرمات تدفع عن الناس شرورا كثيرة واضرارا عظيمة وتقطع دابر العداوات والاحقاد وتقطع ايضا دابر الظلم والفساد وتحقق للناس مصالحهم فاباح سبحانه وتعالى آآ البيوع والمعاملات الاخرى بضوابط البيوت جوع والاجارة وغيرها اباح بضوابط آآ جاءت مبينة مفصلة في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فصلها اهل العلم في كتب الاحكام فتأمل هذه الضوابط التي جاء بها الشرع يظهر حسن الاسلام لانه يحقق مصالح ويدرى عن المسلمين مفاسد عظيمة وشرور جسيمة نعم. المثال الثامن ما جاءت به الشريعة من اباحة الطيبات من المطاعم والمشارب والملابس والمناكح وغيرها فكل طيب نافع فقد اباحه من اصناف الحبوب والثمار ولحوم الحيوانات البحرية مطلقا والحيوانات البرية ولم يمنع من هذا الاكل خبيث ضار على الدين او العقل او البدن او المال. فما اباحه فانه من احسانه سبحانه لدينه وما منعه فانه من احسانه حيث منعهم مما يضرهم ومن محاسن دينه. حيث ان الحسن تابع للحكمة والمصلحة حيثما حيث ان الحسنى نعم. حيث ان الحسنى تابع للحكمة والمصلحة ومراعاة المضار وكذلك ما اباحه من الانكحة. وان للعبد ان ينكح ان ينكح ما طاب له من النساء. مثنى ورباع بما في ذلك من مصلحة الطرفين ودفع ضرر الجانبين ولم يبح للعبد الجمع بين اكثر من اربع حرائر لما يترتب على ذلك من الظلم وترك العدل. مع انه حثه عند خوف الظلم وعدم بالقدرة على اقامة حدود الله في الزوجية عن الاقتصار على واحدة حرصا على نيل هذا المقصود وكما ان الزواج من اكبر النعم ومن الضروريات فاباحة الطلاق كذلك خشية عيشة الانسان مع من لا تلائمه ولا توافقه واضطراره للبقاء في ضنك الحال. وشدة العسر وان يتفرقا يغني كلا من سعته هذا ايضا مثال عظيم من الامثلة الدالة على حسن هذه الشريعة و وكمالها ما اباحه الله سبحانه وتعالى لعباده من الطيبات من مطاعم والمشارب والملابس والمناكح وغيرها وايضا بمقابل ذلك ما حرمه سبحانه وتعالى عليهم من الخبائث. فاحل عباده الطيبات وحرم عليهم الخبائث اباح لهم الطيبات لان بالطيبات تطيب حياتهم تستقيم امورهم وتصح ابدانهم ويسلمون من الافات والمضرات المتنوعة المتعلقة بالبدن وبالعقل وبالمال وبالصحة وغير ذلك وحرم عليهم الخبائث لانها مضرة عليهم مضرة عليهم والله حكيم بما حكيم عليم بما يصلح العباد وينفعهم وبما يضرهم فاحل لهم الطيبات وحرم عليهم الخبائث وكل ذلك جاء مفصلا بقواعد وضوابط وتفاصيل في كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ولا يزال الى زماننا هذا تكتشف اكتشافات طبية وفق ابحاث دقيقة ومفصلة فيظهر ما يبهر العقول من جمال حسن الاحكام وما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من تقريرات سواء فيما اطلق للعباد وابيح لهم من الطيبات او ما نهوا عنه او ما نهوا عن من الخبائث تأتي اكتشافات بالطب الحديث والتحاليل المخبرية البحوث المفصلة في هذا الباب فيخرجون حتى ان بعض الاطباء اعلن اسلامه لما رأى يعني آآ هذا الجانب الذي يبهر العقول فيما ارشد اليه النبي صلى الله عليه وسلم التفاصيل الدقيقة التي جاءت عنه صلوات الله وسلامه عليه فيما يتعلق باباحة الطيبات وتحريم الخبائث. فهذا كله من حسن الاسلام. تأمل كلام الشيخ حيث يقول فما فانه من احسانه سبحانه. ومحاسن دينه. وما منعه فانه من احسانه ومن محاسن دينه. هذا كلام عظيم جدا وهو زبدة هذا الموضوع. ما اباحه فانه من احسانه. اي احسانه لعبادة. احسن اليهم. وهو من محاسن دينه الذي شرعه لعباده وما منعه ايضا منع عباده منه هو من احسانه جل وعلا وهو من محاسن نعم. المثال التاسع ما شرعه الله ورسوله بين الخلق. قال وكذلك ما اباحه من الانكحة. ما اباحه من الانكحة وان للعبد ان ينكح ما طاب له من النساء مثنى وثلاث ورباع لما في ذلك من مصلحة الطرفين و دفع ظرر الجانبين الذي ينظر هدي الشرع في هذا الباب العظيم يمكن تقرأ ذلك في سورة النساء بدءا من قوله تبارك وتعالى ولا تنكحوا ما نكح اباؤكم من النساء الى اخرها ثم الاية التي بعدها حرمت عليكم امهاتكم وبناتكم الى اخرها. ثم الاية التي بعدها والمحصنات من النساء الا ما ملكت ايمانكم الى اخر الاية. ثم الاية التي بعدها آآ ومن لم يستطع منكم طولا ان المحصنات فمما ملكت ايمانكم من فتياتكم المؤمنات هذه كلها تفاصيل فيما يتعلق بهذا الباب بما ختمه سبحانه وتعالى. يريد الله ليبين لكم سنن الذين من قبلكم نعم الله ليبين لكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم. ثم قال بعدها والله يريد ان يتوب عليكم ويريد يتبعون الشهوات ان تميلوا ميلا عظيما. هذا هذا الهدي العظيم فيما يتعلق بانك المباح منه والحرام وتوظيح ذلك وتفاصيله هذا كله من حسن من حسن هذا الدين وجماله كماله. ثم التفاصيل التي تتعلق بالحياة الزوجية والعشرة وظبطها والمعاملة بين الزوجين وحقوقهم يجد اه تفاصيل عظيمة تدل على كمال الشريعة ولهذا لا ليست هناك بيوت مستقرة مطمئنة ليست هناك بيوت مستقرة مطمئنة مثل البيوت التي قائمة على الشرع وعلى الدين. ولهذا احكام الشرع والتزامها هو طمأنينة في البيوت وقرارها وسكونها وانسها وراحتها وبدون هذه الضوابط الشرعية تختل البيوت يفسد انتظامها تتقطع اواصرها و تتصدع تكون بينها العداوات الشديدة لكن اذا ضبطت البيوت بضوابط الشرع تنتهي تلتئم يتحقق فيها كل خير. اباح الله سبحانه وتعالى ذلك حتى ما يتكلم عنه اعداء الدين والجهلة بالدين ما يتكلمون عنه كثيرا طعنا في الدين وهو تعدد الزوجات. ما عرفوه اصلا ولا عرفوا المصالح آآ التي فيه وانما يتكلمون عنه بجهل. ما عرفوا ولا عرفوا المصالح ولا عرفوا الخيرات المترتبة عليه. ومن اللطائفة التي تذكر في هذا الباب كلمة سمعتها من احد الدعاة يقول كنت في دولة فاستوقفتني مخبرة الجوازات في الدخول كانت امرأة فقالت لي انت متزوج؟ يعني تسأل الاسئلة التي تتعلق فقالت انت متزوج يقول فتعمدت وقلت لها كذا ثلاثة يقول فصرخت بصوت عالي سمعنا من حولنا ثم شرحت لها حالي مع هؤلاء الثلاث حالي مع هؤلاء الثلاث وقلت في حياتي ما كشفت ستر امرأة قط نهائيا وشرح له تفاصيل في حياته الذي هو العدل الذي تأمر به الشريعة. قالت يقول قالت لي والله اتمنى اكون رابعة عندك قالت والله اتمنى ان اكون راضية عنك وفي الاول صار اخذ ما تعرف اه هذا قالت والله اتمنى ان اكون رابعة عندك فالذين يعادون ما عرفوا ما عرفوا المصالح العظيمة الكبيرة التي تترتب عليه والخيرات العديدة لان الله لا يأمر الا بما هو خير وتأمل كلام الشيخ رحمه الله تعالى قال مع انه حث عند خوف الظلم وعدم القدرة على اقامة حدوده في الزوجية على اقتصار على آآ على على واحدة حرصا على نيل هذا المقصود لانه لانه امر عظيم جدا الذي هو العدل. ودين الله قائم على العدل ومن كان عنده اثنتان ما الى احداهما دون الاخرى يأتي يوم القيامة وشقه مائل كما جاء بذلك الحديث عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام الشيخ هنا اشار الى لطيفة يقول لما في ذلك من مصلحة الطرفين انتبهتم لها او لا قال مصلحة الطرفين من الطرفان الزوجين وهو يتحدث عن ماذا عن التعدد تحدث عن تعدد يقول مصلحة الطرفين فكثير من الناس يظن ان مصلحة التعدد للطرف الاول الذي هو الزوج والامر كما ذكر الشيخ رحمه الله مصلحة الطرفين ولتلميذه العلامة ابن عثيمين رحمه الله آآ كلام نفيس جدا فيه فوائد عددها رحمه الله فوائد الزوجة الثانية التي تستفيدها الزوجة الاولى فوائد الزوجة الثانية على الاولى عدة فوائد كثيرة رحمه الله تعالى لكن مثل هذه الامور كلها اذا قامت الامور بالعدل اذا قامت بالعدل والاحسان ومراعاة قواعد سريعة واما اذا اذا لم يقم بالعدل اذا لم تقم الحياة بالزوجية بالعدل فالمشاكل تحصل بواحدة او بثنتين او بثلاث هم يقولون التعدد مشاكل المشاكل بترك العدل وترك الاحسان فمن كانت عنده واحدة ولم يحسن حياته مشاكل. ومن عنده ثلاث او اربع واحسنوا جاء بضوابط الشريعة الحسنة تنتظم الحياة بذلك باذن الله سبحانه وتعالى. فالحاصل ان هذا كله من محاسن الشرع ولا يتحدث عن محاسن الشرع من خلال اه افعال اهله افعال اهله فيها القصور والتقصير لكن من خلال ما امر الله به ودعا اليه وحث عباده عليه سبحانه وتعالى نعم. المثال التاسع ما شرعه الله ورسوله بين الخلق من الحقوق التي هي صلاح وخير واحسان وعدل وقسط وترك ظلم وذلك كالحقوق التي اوجبها وشرعها للوالدين والاولاد والاقارب والجيران والاصحاب والمعاملين وما لكل واحد من الزوجين على الاخر. وكلها حقوق ضروريات وكماليات. تستحسنها الفطر عقول الزاكية وتتم بها المخالطة وتتبادل فيها المصالح والمنافع بحسب حال صاحب بالحق ومرتبته وكلما تفكرت فيها رأيت فيها من الخير وزوال الشر ووجدت فيها من المنافع العامة والالفة وتمام وتمام العشرة ما يشهدك ان هذه الشريعة كفيلة بسعادة الدارين وترى فيها هذه الحقوق تجري مع الزمان والمكان والاحوال والعرف وتراها محصلة للمصالح فيها التعاون التام على امور الدين والدنيا جالبة للخواطر مزيلة للبغضاء والشحناء هذه الجمل تعرف بالاستقراء والتتبع لها في مصادرها ومواردها. هذا يؤجل الى لقاءنا القادم بعد غد باذن الله سبحانه وتعالى نسأل الله عز وجل ان ينفعنا لكن احد الاخوة بعث فائدة بالمثال الثالث الذي هو الحث على الائتلاف فائدة جميلة من اه كتاب التفسير لامام ابن سعدي رحمه الله تعالى نستمع اليها ونختم بها هذا المجلس نعم. قال الشيخ السعدي رحمه الله في كتابه تيسير لطيف في المنان في خلاصة تفسير القرآن في قوله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات. قال واذا كان العبد مأمورا بالاستغفار للمؤمنين والمؤمنات فمن لوازم ذلك ان يكون ناصحا لهم يحب لهم من الخير ما يحب لنفسه ويكره لهم من الشر ما يكرهه لنفسه ويحثهم على الخير وينهاهم عن الشر ويعفو عن معايبه عن معايبهم ومساوئهم. ويحرص على اجتماعهم اجتماعا تتألف به قلوبهم. ويزول ما وبينهم من الاحقاد المفضية للمعاداة والشقاق. فانه بالائتلاف تقل الذنوب فراق تكثر الشرور والمعاصي. انتهى. نعم جزاه الله خيرا. اه سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه