بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعري غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين في كتابه الدرة المختصرة في محاسن دين الاسلامي المثال الرابع عشر ما حث الشارع عليه من الاحسان الذي يكسب صاحبه الاجر عند الله والمعروف عند الناس. ثم ارجعوا اليه ماله بعينه او بدنه فيكون مكسب هذا النوع اجل المكاسب دون ان يلحق صاحبه ضررا وذلك كالقرض والعارية ونحوهما فان في ذلك من المصالح وقضاء الحاجات وتفريج الكربات وحصول الخير والمضرات ما لا يعد ولا يحصى صاحبه يرجع اليه ما له وقد استفاد من ربه اجرا جزيلا. وبذر عند اخيه احسان وجميلا مع ما يتبع ذلك من الخير والبركة وانشراح الصدر وحصول الالفة والمودة. واما الاحسان المحض الذي يعطيه صاحبه مجانا ولا يرجع اليه فقد تقدمت الاشارة الى حكمته في الزكاة والصدقة الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم عليه. وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذا المثال الرابع عشر من الامثلة التي ساقها الامام عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى في بيان محاسن الدين الاسلامي. وذلك بذكر هذا الاحسان الذي ارشدت اليه الشريعة ودل اليه هذا الدين العظيم احسانا الى الغير مع رجوع الشيء الذي احسن به الى صاحبه وهذا يدخل فيه امثلة كثيرة جدا يحسن الى غيره بشيء ثم يرجع هذا الشيء الى صاحبه. لينتفع منه من احسن اليه به وقت ما ثم يعود الى صاحبه ويدخل في ذلك من الامثلة القرظ القرظ نوع من الاحسان وفي تفريج الكربة وقد قال عليه الصلاة والسلام من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة فقد يكون الانسان بحاجة الى شيء من المال في وقت ما محتاجا ايه؟ بل قد يكون مضطرا اليه وليس بحوزته لكنه آآ لديه اه مداخل للمال لم تكن متيسرة في ذلك الوقت لكنها اتية عن قريب فيقترض ومن نيته الوفاء وعنده اه سبل وطرق يرجو ان يسدد من خلالها فالقرظ هذا من محاسن الشريعة والقرض يكون على وجه القربة اما اذا كان آآ القرض على وجه المنفعة يقرضه اه بزيادة فهذا ضرب من دروب الربا وهو محرم ويقطع سبيل الاحسان ويدخل في باب الجشع والطمع هذا مما حذرت منه الشريعة وكل قرظ جر نفع فهو ربا. اذا اقرظه لمال يزيده عليه هذا ظرب من دروب الربا لكن ان اقرضه احسانا وتقربا الى الله بهذا الاحسان يعطيه مالا يحتاج اليه ثم يعيده اليه بعد شهر او شهرين او سنة بتحديد وقت او بدون تحديد وقت فهذا باب عظيم من من ابواب الاحسان يدفع له مالا ينتفع به وقتا ما ثم يرده الى صاحبه وكذلك العارية العارية يعطيه عينا ينتفع بها ويعيدها المال ينتفع بالمال نفسه ثم يعطيه مثله لكن العارية عين ينتفع بها ثم يعيدها الى وصاحبها كان يعيره قدرا ليطبخ فيه طعامه وقتا ما او يعيره مثلا سيارة يستعملها ثم يعيدها او غير ذلك من الاعيان التي ينتفع بها فهذا من اه من محاسن الشريعة العارية هذا باب من ابواب الاحسان ولا تذهب اه اه عن الشخص آآ حاجته التي كان يملكها بل هي راجعة اليه وقد يكون مثلا يعرف من نفسه انه غير محتاج الى استعمالها هو غير محتاج الى استعماله وستبقى في بيته ربما مزاحمة له. وغير مستفيد منها فاذا جاءه احد قرابة او جيرانه وطلب اعارتها فتح له باب من ابواب الخير والاحسان وتفريج الكربة مع رجوع العين التي له الى نفسه ومن هذا ايضا المنيحة وقبل ذلك القرظ جاء في حديث اه صحيح في السنن ان من اقرض شخصا مرتين فكأنما تصدق عليه ان اقرضه بشيء فكأنما تصدق به عليه اذا اقرظه فمرتين ما من مسلم يقرض مسلما قرضا مرتين الا كان كصدقتها مرة الا كان كصدقتها مرة وهو داخل في الحديث من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا الا نفس الله عنه كربة من كرب يوم آآ القيامة ومثل هذا المنيحة المنيحة آآ يعطيه مثلا شاة حلوبا او بقرة حلوبا تبقى عنده الشهر والشهرين يا يعلفها ويستفيد من حليبها ثم يعيدها الى صاحبها فيراجع الى صاحبها وقد يكون عنده عدد من البقر او الاغنام وليس بحاجة الى حليبها فتكون هذه المدة يسلم من تعليفها والحليب الزائد الذي هو ليس بحاجة اليه افاد منه احد اخوان المسلمين فهذا باب من ابواب الاحسان العظيم الذي ارشدت اليه هذه الشريعة العظيمة المباركة فهذه فيها من المصالح وقضاء الحاجات وتفريج الكربات وحصول الخير والمبرات ما لا يعد ولا يحصى وصاحبه يرجع اليه ما له يرجع هذا النوع من الاحسان ما له يرجع اليه ان كان قرضا اقرظ مال فالمال سيرجع مثله. ان كان عينا اعارها فهي سترجع. ان كانت شاة منحها فهي سترجع الى الى الى صاحبها وقد استفاد من ربه اجرا جزيلا هذا باب من ابواب الاجر والثواب وبذر عند اخيه احسانا وجميلا هذا من صنائع المعروف من ابواب الاحسان مع ما يتبع ذلك من الخير والبركة وانشراح الصدر وحصول الالفة والمودة. هذه كلها تترتب على على هذا النوع من انواع الاحسان الذي رغبت فيه الشريعة واما الاحسان المحض هذا نوع اخر تقدم لاحسان المحض ان يعطيه مالا اه له فهذا ايضا منافع عظيمة وتقدم الكلام عليه في المثال الثاني نعم المثال الخامس عشر الاصول والقواعد التي جعلها الشارع اسسا لفصل الخصومات وحل المشكلات وترجيح احد المتداعيين الاخر فانها اصول مبنية على العدل والبرهان. واضطراب العرف وموافقة الفطر فانه جعل البينة على كل من ادعى شيئا او حق بلى الحقوق فاذا اتى بالبينة التي ترجح جانبه وتقويه ثبت له الحق الذي ادعى به ومتى لم يأتي الا بمجرد الدعوة حلف المدعى عليه على نفي الدعوى ولم يتوجه للمدعى عليه حق وجعل الشارع البينات بحسب مراتب الاشياء وجعل القرائن المبينة والعرف المضطرد بين الناس من البينات فالبينة اسم جامع لكل ما يبين الحق ويدل عليه وجعل عند الاشتباه وتساوي الخصمين طريق الصلح العادل المناسب لكل قضية طريقا الى حل المشاكل والمنازعات فكل طريق لا ظلم فيه ولا يدخل العباد في معصية الله وهو نافع لهم فقد حث عليه اذا كان وسيلة الى وصل الخصومات وقطع مشاجرات وساوى في هذا بين القوي والضعيف والرئيس والمرؤوس في جميع الحقوق وارض الخصوم بسلوك طرق العدل وعدم هذا ايضا مثال من الامثلة العظيمة الدالة على حسن هذه الشريعة وعظمتها وكمالها ما جاء فيها من الاصول والقواعد التي جعلها الشارع اساسا لفصل الخصومات وحل المشكلات عندما يقع التنازع بين شخصين او اشخاص على ملك ما او مال ما او نحو ذلك فكيف تحل مثل هذه الخصومات وكيف تنهى مثل هذه المشكلات. فجاءت الشريعة بقواعد عظيمة جدا تنهي مثل ان هذه الاشكالات والشيخ رحمه الله بحسب هذا المختصر اه اشار الى آآ مثال من الامثلة في في ذلك وهو ان البينة على المدعي واليمين على من انكر هذه قاعدة عظيمة هذه من القواعد والاصول التي جعلها الشارع اساسا لفصل النزاع. البينة على المدعي واليمين على من فاذا ادعى شخص ما لم بحوزة غيره انه له يقال له هات البينة هات البينة والبينة مثل ما عرفها الشيخ اسم لكل ما يبين الحق ويدل عليه هات ما يبين ان هذه لك هات الدليل والبينة تتنوع منها الشهود الشهود الاثبات يشهدون مثلا انها انها له والحاصل انه يطلب منه البينة يطلب من البينة والمدع عليه المدنى عليه لا يطلب منه بينا لانه الاصل انها في حوزته وتحت يده وملكا له يتوجه اليه اه اليمين اذا انكر ذلك تتوجه اليه اليمين اذا قال دعواه غير صحيحة وهذا المال فتتوجه اليه اليمين لا لا يصبح لذاك حق فيما ادعى ما دام ان انه ليس عنده بينة. الحاصل ان الشريعة جاءت بقواعد عظيمة جدا تحل الاشكالات وتفصل الخصومات ثم سار الشيخ لو كان هناك تساوي وما ما اتضحت الامور يلجأ الى الصلح وباب الصلح ايضا باب عظيم جدا لا خير في كثير من نجواهم الا من امر بصدقة او معروف او اصلاح بين الناس. وهذا باب عظيم من ابواب الشريعة قال عند تساوي الخصمين يلجأ الى طريق الصلح المناسب لفض الخصومات وحل والتنازعات نعم المثال السادس عشر ما جاءت به الشريعة من الامر بالشورى والثناء على المؤمنين بان جميع امورهم الدينية والدنيوية والخارجية شورى بينهم وهذا الاصل الكبير قد اجمع العقلاء على استحسانه وعلى انه هو السبب الوحيد في سلوك اصلح الاحوال واحسن الوسائل لحصول المقاصد واصابة الصواب وسلوك طرق العدل وانه ارقى للامم العاملة عليه في تحصيل كل خير وصلاح وكلما ازدادت معارف الناس واتسعت افكارهم عرفوا شدة الحاجة لهذا ومقدارا ولما كان المسلمون قد طبقوا هذا الاصل في صدر الاسلام على امورهم الدينية والدنيوية كانت الامور مستقيمة والاحوال في رقي وازدياد فلما انحرفوا عن هذا الاصل ما زالوا في انحطاط في دينهم ودنياهم حتى وصلت بهم الحال الى ما ترى فلو راجعوا دينهم في هذا الاصل وغيره لافلحوا ونجحوا وهذا ايضا مثال اخر من الامثلة الدالة على كمال هذه الشريعة عظمها اه ما جاءت به الشريعة من الامر بالشورى. ما جاءت به الشريعة من الامر بالشورى. قال الله تعالى وشاورهم في الامر والثناء على المؤمنين لان جميع امورهم الدينية الدنيوية الداخلية والخارجية شورى بينهم وامر شورى بينهم اثنى عليهم بذلك وامر سبحانه وتعالى بذلك والشورى كمان في تحصيل المصالح آآ السلامة من الشرور والمفاسد المرء اذا كان يستشير اخوانه في فيما هو متجه اليه من مصالح او او امور هذا من رجاحة عقله لانه ضم الى عقله عقول الاخرين الراشدة الراجعة ولهذا ايضا في باب الاستشارة ليس كل احد يستشار ليس كل احد يستشار. وكم من انسان آآ تردى في طرائق ضارة لانه لا لم يحسن الاستشارة. استشارة من ليس اهلا استشار من ليس اهلا فيتورط ولهذا الذي الذين تصلح استشارتهم اصحاب العقول الراجحة والفهم والدراية والعلم والبصيرة فمثل هؤلاء يستشيرهم مع الديانة ايضا والنصح يكون معروفا بذلك فمثل هؤلاء هم الذين تصلح استشارتهم واخذ رأيهم اه الحاصل من محاسن الشريعة ان ان فيها الامر بالمشورة. وما خاب من استشار ما خاب من استشار لانه بالاستشارة اهل الخير والنصح والعقل والعلم ضم تلك العقول الى عقله فازداد بصيرته وربما اتضحت له امور خافية عليه غير منتبه لها فهذا من كمال هذه الشريعة جمالها وحسنها نعم المثال السابع عشر ان هذه الشريعة جاءت باصلاح الدين واصلاح الدنيا والجمع بين مصلحة الروح والجسد وهذا الاصل في الكتاب والسنة منه شيء كثير يحث الله ورسوله على القيام بالامرين. وان كل واحد منهما ممد للاخر ومعين عليه والله تعالى خلق الخلق لعبادته والقيام بحقوقه وادر عليهم الارزاق ونوع لهم اسباب الرزق وطرق المعيشة ليستعينوا بذلك على عبادته. وليكون ذلك قياما بداخليتهم وخارجيتهم ولم يأمروا بتغذية الروح وحدها واهمال الجسد كما انه نهى عن الاشتغال باللذات والشهوات. وامر بتقوية مصالح القلب والروح ويتظع هذا باصل اخر وهو هذا نعم هذا المثال السابع عشر السابع عشر ما جاءت به الشريعة من اصلاح الدين والدنيا والجمع بين مصلحة الروح والجسد وهذا من كمال هذه الشريعة هذا من كمال هذه الشريعة وحسنها فالشريعة فيها طب القلوب وطب الابدان فيها صلاح الاجساد وصلاح الارواح فيها صلاح امر الدنيا وصلاح امر الدين ومن الدعوات الجوامع المأثورة عن نبينا عليه الصلاة والسلام اللهم اصلح لي ديني الذي وعصمة امري واصلح لي دنياي التي فيها معاشي واصلح لي اخرتي التي فيها معادي الشريعة جاءت بصلاح الدين والدنيا بصلاح القلب والجسد الروح والبدن. جاءت باصلاح ذلك كله جاءت باصلاح ذلك كله وهذا من كمال هذه الشريعة ولهذا وانت تقرأ في القرآن تجد امورا تتعلق بمصالح الناس آآ الدنيوية ومعاشهم وارزاقهم ولباسهم غير ذلك وهكذا في سنة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام يقف الانسان على التوجيهات والهدايات العظيمة التي بها يصلح للمرء امر دنياه كما انها جاءت بصلاح دين المرء استقامته فهذا كله من حسن هذه الشريعة اقرأ على سبيل المثال كتاب الطب النبوي من زاد المعاد لابن القيم تجد اشياء عظيمة جاءت عن نبينا عليه الصلاة والسلام تتعلق بشفاء الابدان اكتشف الطب الحديث امورا مذهلة في تلك الوصفات او الهدايات التي ارشد اليها النبي عليه الصلاة والسلام في اشياء يستشفى بها من الامراض في اه تأمل هديه في الغذاء والاعتدال فيه والتوسط والبعد عن الاسراف وكيف ان هذا صحة للابدان والسلامة لها هديه في اللباس هديه في المركب في المسكن الى غير ذلك فجاءت الشريعة بما فيه صلاح العباد في امورهم الدينية والدنيوية بما فيه صلاح في ارواحهم ابدانهم قلوبهم واجسادهم. نعم المثال الثامن عشر ان الشرع جعل العلم والدين والولاية والحكم متآزرات متعاضدات فالعلم والدين يقوم الولايات وتنبني عليه السلطة والاحكام والولايات كلها مقيدة بالعلم والدين. الذي هو الحكمة وهو الصراط المستقيم. وهو الصلاح والفلاح النجاح فحيث كان الدين والسلطة مقترنين متساعدين فان الامور تصلح والاحوال تستقيم وحيث فصل احدهما عن الاخر اختل النظام وفقد الصلاح والاصلاح ووقعت الفرقة وتباعدت القلوب واخذ امر الناس في الانحطاط يؤيد هذا ان العلوم مهما اتسعت والمعارف مهما تنوعت والاختراعات مهما عظمت وكثرت انه لم يرد منها شيء ينافي ما دل عليه القرآن ولا يناقض ما جاءت به الشريعة فالشرع لا يأتي بما تحيله العقول وانما يأتي بما تشهد العقول الصحيحة بحسن او بما لا يهتدي العقل الى معرفته جملة او تفصيلا وهذا ينبغي ان يكون مثالا اخر. وهو هذا المثال الثامن عشر ان الشرع جعل العلم والدين والولاية والحكم متآزرات متعاضدات وهذا من كمال الشريعة من كمال الشريعة وعظمتها ان اوجد التآزر بين الولاية والعلم بين الولاية والدين وذلك آآ الارتباط الذي تدعو اليه بين الولاة اهل العلم بناء الولاة واهل العلم اولوا الامر اولو الامر في كثير من النصوص يراد به الحكام والعلماء لان هؤلاء لهم اه الولاية التي هو السلطة وهؤلاء لهم الولاية التي هي البيان بيان الشرع الدلالة على الاحكام واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر اي العلماء الى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان الا قليلا فالحاصل هذا الترابط العظيم والتآزر المتين الذي جعله الشرع بين الولاة العلماء هو الذي تتحقق به المصالح وتدرى به الشرور والمفاسد نعم المثال التاسع عشر ان الشرع لا يأتي بما تحيله العقول ولا بما ينقضه العلم الصحيح وهذا من اكبر الادلة على ان ما عند الله محكم ثابت صالح لكل زمان ومكان وهذه الجمل المختصرة تعرف على وجه التفصيل بالتتبع والاستقراء لجميع الحوادث الكونية وحوادث علوم جماع وتطبيق ذلك اذا كان من الحقائق الصحيحة على ما جاء به الشرع فبذلك يعرف انه تبيان لكل شيء وانه لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها هذا ايضا مثال اخر ان يدل على جمال هذا الشرع وحسنه انه لا يأتي بما تحيله العقول يعني ما تحكم العقول على انه ما تحكم العقول بانه مستحيل ما لم تأتي الشريعة بشيء تحيله العقول جاء بمحارات العقول لا بمحالات العقول جاءت سريعة من محارات العقول لا بمحالاتها لم تأتي بشيء اه تحكم العقول اي الصحيحة انه مستحيل فهذا من كمالها هذا من كمال هذه اه الشريعة. ولا بما يناقض العلم الصحيح ولا بما يناقض العلم الصحيح وعندما يدعى في شيء من اه الشريعة او بعض النصوص انه يناقض العلم فلا يخلو الامر ان انصح انه يناقض لا يخلو من امرين اما عدم صحة النقل او عدم سلامة العلم الذي يزعمونه ناقض الشرع لا يمكن اصلا ان يكون هناك علم صحيح يناقض اه الشرع والعلوم النافعة التي تنفع الناس في مصالحهم حاجيات جاءت الشريعة اه الحث عليها وتأييدها والاشارة اليها والدعوة اليها اه جملة وذكرها جملة فكل ما ينفع الناس لم يأتي بالشرع اه ما يمنعه ولم يأتي بالشرع ما يناقضه فهذا كله من كمال هذه اه الشريعة وحسنها نعم المثال العشرون نظرة مجملة في فتوحات الاسلام المتسعة الخارقة للعوائد ثم لبقائه محترما مع تكالب الاعداء ومقاومتهم العنيفة ومواقفهم المعروفة منه والمعروفة مع وذلك ان من نظر الى منبع هذا الدين وكيف الف جزيرة العرب على افتراق قلوبها وكثرة ضغائنها وتعاليها وكيف الفهم وجمع قاصيهم لدانيهم وازال تلك العداوات واحل الاخوة محلها ثم اندفعوا في اقطار الارض يفتحونها قطرا قطرا. وفي مقدمة هذه الاقطار امة فارس والروم اقوى الامم واعظمها ملكا واشدها قوة واكثرها عددا وعدة ففتحوهما وما وراءهما بفضل دينهم وقوة ايمانهم ونصر الله ومعونته لهم حتى وصل الاسلام مشارق الارض ومغاربها فصار هذا يعد من ايات الله وبراهين دينه ومعجزات نبيه. وبهذا دخل الخلق فيه افواه رجاء ببصيرة وطمأنينة لا بقهر ولا ازعاج فمن نظر نظرة اجمالية الى هذا الامر عرف ان هذا هو الحق الذي لا يقوم له الباطل مهما عظمت قوته وتعاظمت سطوته وهذا يعرف ببداهة العقول ولا يرتاب فيه منصف وهو من الضروريات بخلاف ما يقوله طائفة من كتاب هذا عصر الذين دفعهم الرضوخ الرضوخ الفكري الى مشايعة الاسلام فزعموا ان انتشار الاسلام وفتوحه الخارقة وفتوحه الخارقة للعادة مبني على امور مادية حللوها بمزاعمهم الخاطئة ويرجع تحليلها الى ضعف دولة الاكاسرة ودولة الرومان وقوة المال في العرب وهذا مجرد وهذا مجرد تصوره كاف في ابطاله فاي قوة في العرب تؤهلهم لمقاومة ادنى حكومة من الحكومات الصغيرة في ذلك الوقت فضلا عن الحكومات الكبيرة الضخمة فضلا عن مقاومة اضخم الامم في وقتها على الاطلاق واقواها واعظمها عددا وعدة في وقت واحد حتى مزقوا الجميع كل ممزق وحلت محل احكام هؤلاء الملوك الجبابرة احكام القرآن والدين العادلة التي قبلها وتلقاها بالقبول كل منصف مريد للحق فهل يمكن تفسير هذا الفتح المنتشر المتسع الارجاء بتفوق العرب في الامور المادية المحضاة وانما يتكلم بهذا من يريد القدح في الدين الاسلامي او من راد عليهم كلام الاعداء من غير معرفة للحقائق ثم بقاء هذا الدين على توالي النكبات وتكالب الاعداء على محقه وابطاله بالكلية من يأتي هذا الدين وانه دين الله الحق فلو ساعدته قوة كافية ترد عنه عادية العادين وطغيان الطاغين لم يبقى على وجه الارض دين سواه قبله الخلق من غير اكراه ولا الزام لانه دين الحق ودين الفطرة ودين الصلاح والاصلاح. لكن تقصير اهله وضعفهم وظغط اعدائهم عليهم هو الذي اوقف سيره. فلا حول ولا قوة الا بالله. هذا ايضا ومن الامثلة التي ذكرها رحمه الله تعالى لحسن هذا الدين انه الدين المؤيد من رب العالمين لانه دين الله الذي رضيه ولا يرظى لاحد دينا سواه فهو دين مؤيد دين منصور تكفل الله سبحانه وتعالى بنصرة اهله والدفاع عنهم ان الله يدافع عن الذين امنوا وكان حقا علينا نصر المؤمنين انا لننصر رسلنا والذين الذين امنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم ولا يبدلنهم من بعد خوفهم ام لا يعبدونني لا يشركون بي شيئا والنصوص في هذا المعنى كثيرة فيقول الشيخ من ينظر في تاريخ الاسلام وآآ اتساعه وتمكنه وانتشاره وسلامته ايضا من كيد الاعداء وسرورهم يظهر له جليا ان هذا دين منصور بين دين عزيز بعز عزيز وذل ذليل بتأييد الله ونصرته لهذا الدين العظيم فهذا من حسن هذا الدين وكماله آآ ان آآ رب العالمين تكفل بنصرة هذا الدين وحفظه وهو دينه الذي رضيه رظيه لعباده ولا يرظى لهم دينا سواه آآ كان الناس في آآ الجزيرة بينهم عداوات شأنها عجب في استحكامها وتغلغلها وسرور وقتال وفوضى عارمة وتعدي على الاموال والاعراض امر يعني في اشد ما يكون لو انفق في تلك العداوات اموال الدنيا ما كفت في حلها ثم تلك القلوب المتعادية الف الله بينها الفة عظيمة جدا بهذا الاسلام والف بين قلوبهم لو انفقت ما في الارض جميعا ما الفت بين قلوبهم ولكن الله الف بينهم فالف بينهم بهذا الدين الذي هداهم هذا كله من من جمال هذا الدين وحسن قلوب في غاية العداوة وفيها من الشر والعدوان والظلم والبغي الى غير ذلك ثم اصبح بينها الفة ومحبة ورابطة ومودة وايثار ومعاني عظيمة في الاخاء ما كانوا يعرفونها اصلا ولا كانت موجودة بينهم ولو جمعت اموال الدنيا لقطع تلك العداوات التي بينهم ما وفت ولا حققت شيئا من ذلك لكن الله سبحانه وتعالى الف بينهم واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فالف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته اخوانا. هذه هذه من نعمة من اعظم النعم وهي من الدلائل مثل ما ذكر الشيخ رحمه الله تعالى على حسن هذا الدين وكماله نعم قال رحمه الله تعالى المثال الحادي والعشرون الجامع لكل ما سبق دين الاسلام مبني على العقائد الصحيحة النافعة وعلى الاخلاق الكريمة المهذبة للارواح والعقول وعلى الاعمال المصلحة للاحوال وعلى البراهين في اصوله وفروعه وعلى نبذ الوثنيات والتعلق بالمخلوقين والمخلوقات واخلاص الدين لله رب العالمين وعلى نبذ الخرافات والخزعبلات المنافيات المنافية للحس والعقل المحيرة للفكر وعلى الصلاح المطلق وعلى دفع كل شر وفساد وعلى العدل ورفع الظلم بكل طريق وعلى الحث على الرقي لانواع الكمالات وهذه الجمل يطول تفصيلها وكل من له ادنى معرفة يهتدي الى تفصيلها على وجه الوضوح والبيان الذي لا اشكال فيه ولنقتصر على هذا الكلام على اختصاره فانه يحتوي على اصول وقواعد يعرف بها يعرف بها مال الاسلام من الكمال والعظمة والاصلاح الحقيقي لكل شيء وبالله التوفيق وقع الفراغ من تعليقها غرة جماد الاولى سنة اربع وستين وثلاث مئة والف وصلى الله على محمد وعلى اله وصحبه وسلم بقلم معلقها عبدالرحمن بن ناصر بن سعدي. غفر الله له ورحمه وجزاه خير الجزاء هذا المثال الحادي والعشرون وهو اخر الامثلة التي ساقها رحمه الله وصفه بانه جامع لكل ما سبق وقصد بهذا المثال ان يلخص فيه ما سبق يجمع الامور السابقة في هذا المثال الواحد يشير به الى كمال هذا الدين اه العظيم يعني من اه من دلائل حسن هذا الدين وكماله انه مبني على العقائد الصحيحة النافعة فالعقائد التي دعا اليها هي اصح العقائد ومبني على الاعمال الصالحة والطاعات الزاكية المقربة الى الله سبحانه وتعالى وايضا على الاخلاق الكريمة المهذبة ارواح والعقول المؤدبة للقلوب والنفوس وكونه ايضا مشتمل على البراهين في اصوله وفروعه فاموره كلها قائمة على براهين صحيحة ودلائل بينة واضحة تشهد على صحته كماله وعظمته وان انه مبني على نبذ الوثنيات والتعلقات بالمخلوقين والمخلوقات فجاء الاسلام بنبذ ذلك وتخليص الناس من هذه التعلقات التي آآ هي من ابطل الباطل واضر الامور على الناس كيف يتعلق ويعلق الانسان قلبه بمخلوق مثله. ان الذين تدعون من دون الله عباد امثالكم. يكفي ان تعرفوا ذلك. ولهذا جاء الاسلام يبين ان هذه التعلقات باطلة وفساد ومضرة على اهلها مضرة عظيمة جدا في دنياهم واخراهم ولا منفعة فيه اصلا فجاء بنبذ هذه التعلقات الباطلة والدعوة الى الاخلاص اخلاص الدين لله وافراده بالذل الخضوع وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين. الا لله الدين الخالص وايضا نبذ الخرافات الخزعبلات المنافية للحس والعقل المحيرة للفكر وهذي كثيرة في الناس لكن جاء الاسلام مهذب واصلح وقوم وزكى وابعد الناس عن الخرافات والخزعبلات التي ما انزل الله بها من سلطان وجاء هذا الاسلام بالصلاح المطلق ودفع الشهور الافات والفساد ورفع الظلم بكل طريق والحث على الرقي لانواع الكمالات فيقول هذه التلخيص الذي ذكره جملة يطول تفصيلها لكنه في هذه الرسالة كما سماها رحمه الله الدر الدرة المختصرة او راعى فيها الاختصار اه الشديد لكنه اجاد وافاد واتى على مجامع الامور وزبدها وخلاصاتها وصفوها فاصبح بهذه الرسالة العظيمة التي حررها وظع متنا يرتكز عليه من يتصدى للدعوة الى الله سبحانه وتعالى بابراز محاسنه فتكون هذه الرسالة منطلقا الى التفاصيل تهديه الى التفاصيل تضع له الاسس والقواعد وتهديه الى آآ التفاصيل الواسعة التي جاءت مبثوثة في آآ كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم دالة على حسن هذا الدين وكماله وعظمته وانه مشتمل على الاصلاح الحقيقي لكل شيء ونسأل الله الكريم اه رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل اه اشير الى ان آآ الدرس غدا سيكون في رسالة قريب حجمها من هذه الرسالة التي بايدينا وهي عظيمة جدا في بابها وارى ان الحاجة الماسة اجدا الى نشرها وتداولها واشاعتها في الناس لان فيها تنبيها عظيما وبيانا متينا لامر مهم جدا جاءت به الشريعة وكأني بكم تقولون اطلت في التسويق فسمي لنا الرسالة ولا تطل علينا. الرسالة هي آآ ريم القتل وتعظيمه للامام عبدالغني المقدسي رحمه الله تحريم القتل وتعظيمه للامام عبد الغني المقدسي رحمه الله رسالة نفيسة وكلها يسوق فيها الاحاديث باسناده الى النبي صلى الله عليه وسلم لكنه جمع في هذا الباب احاديث عظيمة اقول يجب ان يقف الناس عليها وان يتأملوها لاننا في هذا الزمان زمن فتن. وهناك من اه اهل الضلال والافكار الخبيثة والمناهج المنحلة المنحرفة من يستغلون جهل الناشئة والشباب وحدثاء الاسنان فيغذون فيهم امورا يوهمونهم انها من دين الله وهي في الحقيقة اه اه ارتكاب لاشنع الجرائم واعظمها بعد الشرك بالله وما عصي الله بذنب بعد الشرك بالله اعظم من القتل سواء قتل الانسان لنفسه وهو ما يسمى بالانتحار او قتله او قتله لغيره بغير حق وفي الفتن فارخص الدماء ترخص الدماء رخصا شديدا ويستهان بهذا الامر استهانة شديدة من يقف على هذه الرسالة التي عنون لها الامام عبدالغني بتحريم القتل وتعظيمه ندرك ان الامر جد خطير خطير جدا وامر ليس بالهين بل هو من اعظم الورطات لمن وقع في شيء من ذلك اه الرسالة عظيمة جدا ومؤلفها امام جليل من من ائمة السلف وعلماء المسلمين وهو الامام عبدالغني المقدسي مشهور بكتابة عمدة الاحكام يحفظه كثير من طلاب العلم وكتب الله له بركة ونفعا عظيما اه فنسأل الله ان يوفقنا اجمعين كل خير وان اه ينفعنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله