بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فان اعظم النعم واجل المنن نعمة التوحيد والمعرفة بالله عز وجل واسمائه وصفاته وعظمته ووحدانيته وانه الرب الحميد المعبود بحق ولا معبود بحق سواه فان هذه المعرفة والتوحيد لله واخلاص الدين له جل في علاه هي اجل النعم ومن كان معه التوحيد فان معه اثمن ما في هذه الحياة ومن فقد التوحيد فانه خسر الخسران المبين في دنياه واخراه وان ملك ما ملك فليحمد المسلم ربه ان جعله من اهل الايمان والتوحيد وان ابقى له فطرته سليمة متبعا هدي النبيين وسننهم المبارك وكلما تجدد صباح يوم متجددا فيه هذا الايمان والتوحيد فانه تجدد نعمة هي من اعظم النعم واجلها تستوجب حمد المنعم وشكره جل في علاه ومن المأثور في اذكار الصباح اصبحنا على فطرة الاسلام وعلى كلمة الاخلاص وعلى دين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى ملة ابينا ابراهيم حنيفا مسلما وما كان من المشركين يقول المسلم هذا كل صباح متذكرا تجدد هذه النعمة التي هي اجل النعم واعظمها وافضلها ان اصبح على الفطرة وعلى الحنيفية السمحة وعلى ملة ابراهيم الخليل وعلى دين نبينا محمد عليه الصلاة والسلام وهذه الفطرة محاربة حربا شرسة حربا شديدة حربا مستمرة مع مر الليالي والايام فيحتاج المقام الى حفظ هذا الكنز الثمين والعناية به والرعاية له حتى لا يجني عليه الجناة وحتى لا تطوله ايدي المعتدين واهل العلم قيدهم الله سبحانه وتعالى في كل زمان حماة لدين الله ورعاة الدين يدبون عن حماة ويردون كيد الكائدين ويكشفون زيغهم وظلالهم وباطنهم ولا يزال الامر سجال بين اهل الحق والباطل لكن الصولة للحق والغلبة له والظهور له لان اهله مؤيدون بتأييد الله محفوظون بحفظه جل في علاه وفي هذه الازمان المتأخرة ومن خلال الاجهزة الحديثة ووسائل الاتصال التي لم يكن لها وجود في زمن سابق مع قلة علم بالدين وبصيرة به في ابناء المسلمين تسلل الاعداء من خلال هذه الاجهزة بثا للشبهات فلم تصبح القضية قضية انتشار بدعة او خرافة من الخرافات او نحو ذلك بل بلغ الامر في هذه الهجمة هجمت الاعداء على العقول ان اثرت في بعض الناشئة وبعض الشبيبة الحاد في الدين فالامر يتطلب يقظة من اهل العلم وطلابه في الوقوف على هذه البراهين براهين الحق والهدى التي يؤصل بها الحق ويقرر وايضا البراهين التي فيها التصدي لشبهات اهل الباطل وظلالهم وكما هو معلوم في تقريرات اهل العلم لمسائله واصوله ودلائله تتناول جانبين جانب تأصيل الحق وتقريره بدلائله وجاني برد الباطل ودحظه وبيان زيفه وبطلانه وفي هذا الباب الذي نتحدث عنه الف الامام عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله مؤلفين نافعين للغاية كلاهما في هذا الباب الاول منهما بالتأصيل والتقرير وهو الكتاب الذي فرغنا من قراءته قريبا بعنوان البراهين العقلية على وحدانية الله ساق فيه براهين عظيمة وحجج بينة وادلة قاطعة واضحة في تقرير هذا الامر وتأصيله كتابه الاخر الذي بين ايدينا هذا في الرد ودحظ شبهات اهل الباطل وكشف ضلالهم وتعرية اصولهم المزعومة التي اقاموا عليها باطلهم اسماه رحمه الله الادلة القواطع والبراهين في ابطال اصول الملحدين وهو على ما سماه رحمه الله ادلة واضحة ظاهرة بينة قاطعة داحضة لشبهات اهل الباطل كاشفة لزيغهم وظلالهم وارى ان الحاجة ملحة جدا الى قراءة هذا الكتاب والانتفاع من مضامينه العظيمة وفوائده الثمينة وان يعمل على نشر هذا الخير والحجج البينات والادلة القواطع الظاهرات التي ضمنها رحمه الله كتابه هذا النافع وللشيخ عبد الرحمن رحمه الله عناية كبيرة جدا بكتب شيخ الاسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم ولهذا اقام كثيرا من مضامين هذا الكتاب على كتب شيخ الاسلام ابن تيمية وكتب ابن القيم رحمه الله وبخاصة كتب شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وخاصة ما كان منها في دحض شبهات الملاحدة واهل الضلال والباطل وهو يحسن رحمه الله انتقاء الفوائد ويحسن ترتيبها وعرضها وبيانها فجاء هذا الكتاب خلاصة نفيسة وزبدة ثمينة جدا مستخلصة ومنتقاة بدقة في دحظ الشبهات. شبهات الملحدين وبلغ عدة هذه الوجوه التي يدحض بها شبهاتهم ما يزيد على الثمانين وجها فنسأل الله عز وجل ان يجزيه خير الجزاء وان يجزي علماءنا خير الجزاء وان يبارك في جهودهم وان ينفع بها النفع العظيم وان يرد كيد الاعداء وان يكف بأسهم وشرهم واذاهم وان يحفظ على المسلمين دينهم وامنهم وايمانهم وصلاحهم وان يحفظ لهم ابنائهم وذرياتهم وان يكفيهم شر الاعداء ونزغات الشيطان وان يصلح لنا اجمعين ديننا الذي هو عصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان يصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل جاء في اخر هذه النسخة ولا ادري هل هي ايضا في نسخة الاخوان جاء في اخره تعريف بالكتاب ربما تكون عندكم في اوله اولها هذا الكتاب عظيم ليس له مثيل فيما نعلم في موضوعه وحسنه ووضوحه وايضا جاء كلمة تلميذ المصنف رحمه الله ايظا في التعريف بهذا الكتاب فيحسن ان نقف عليها قبل الدخول في مضامين هذا الكتاب نعم بسم الله الرحمن الرحيم تعريف بكتاب الادلة القواطع والبراهين في ابطال اصول الملحدين هذا الكتاب عظيم ليس له مثيل فيما نعلمه في موضع في موضوعه وحسنه ووضوحه ومناسبته للوقت الحاضر والحاجة والضرورة قد اشتدت اليه لان تيار الالحاد وطغيان المادة جرف جمهور الخلق فمنهم الدعاة والرؤساء المخادعون المغررون ومنهم اهل السياسة المستعمرون ومنهم ضعفاء البصائر المغترون ومنهم السماسرة المأجورون المنافقون فعمت المصيبة واشتد الخطب وعاد الدين الصحيح غريبا كما بدأ غريبا وصار القابض على دينه الحق كالقابض على الجمر وهذا الكتاب قد نازل به قد نازل جميع طوائف الملحدين وتحداهم وابطل اصولهم وفند مآخذهم وهدم قواعدهم وزلزل بنيانهم وبين مخالفتهم للعقل والفطرة والحكمة كمان كما خالفوا جميع الاديان الصحيحة وتكلم معهم بكل طريقة فتارة يصور مقالاتهم تصويرا واضحا واقعيا يعرف به كل عاقل بطلان اقوالهم بمجرد تصويرها على وتارة يبطل الاصول التي بنوا عليها الحادهم بالبراهين اليقينية ويبين انها اصول في غاية الضعف والانهيار وتارة يذكر ما يقابلها من الحق واصوله وبراهين الصدق واليقين التي يعرف بها ان ما سواها باطل وضلال وتارة يذكر تمويهات الملحدين وما زخرفوه من الالفاظ الخادعة لنصر باطلهم وترويجه بين ضعفاء البصائر اتباع كل ناعق وتارة يشير الى المسالك التي سلكها من خادع او انخدع من المنافقين والملبسين فهو سلاح للمؤمنين وغذاء للموقنين ودواء لمن قصده الحق من الحائرين ونور يهتدي به ونور يهتدى به في متاهات الحيرة والضلال وعلم يأوي اليه كل طالب حق في جميع الاحوال ومع ذلك فقد سلك مع طوائف مع طوائفهم مسلك الانصاف وعرض الحقائق على العقول عرضا واضحا يقبله كل عاقل يقبله كل عاقل سليم الفطرة والنظر فهو كتاب يصلح لجميع طبقات الناس على اختلاف مذاهبهم فكل منه يستمد وكل قارئ به ينتفع ومخبر الكتاب والوقوف عليه يغني عن وصفه نعم هذا تعريف بالكتاب هو تعريف من خبر هذا الكتاب وعرفه وعرف محتوياته ومضامينه واظن ولا اجزم ان هذا التعريف هو من كلام المصنف رحمه الله تعالى وليس هذا من الثناء على نفسه في شيء او على مؤلفاته وانما اراد به التنبيه على قيمة هذا الكتاب ومكانته العلمية والحاجة اليه وخلاصة لمحتوياته ومضامينه آآ العظيمة التي حواها والاسلوب يغلب عليه اسلوب المصنف اه نفسه رحمه الله تعالى نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله العليم الحكيم وصلى الله على نبيه الكريم الهادي الى الحق والى طريق مستقيم. وعلى اله وصحبه. اما بعد فهذا الكتاب جليل يتضمن ادلة قاطعة وبراهين ساطعة هي نجوم زاهرة في سماء المشكلات وهي شهب تنقض فتلحض شبه الملحدين بل هذه الادلة وهذه البراهين خير معاون لهدم اصولهم وتقويض صروحهم وتقويض صروح قواعدهم التي اسست على شفا جرف النهار وانبتت وان بنت وانبنت على دعائم ما اوهنها من دعائم عقيق بالقارئ ان يتأمل الكتاب حق التأمل ليرى النور كيف يكتسح الظلمات وليرى العلم كيف يصنع الجهل. وليرى الحق كيف يحمل على الباطل فاذا هو زاهق جزى الله الشيخ عبدالرحمن عن الدين وحامليه وعن العلم وذويه خير الجزاء بمنه تعالى وكرمه. هذا تعريف بالكتاب لتلميذ المؤلف صاحب ايضا التصانيف الكثيرة الشيخ عبد الله بن سليمان العبد الله السلمان كتب آآ او نسخ هذا الكتاب في حياة المصنف رحمه الله لان الشيخ عبدالرحمن ابن سعدي فرغ من تأليف هذا الكتاب في شهر رجب عام الف وثلاث مئة واثنين وسبعين وتلميذه البار عبدالله فرغ من نسخه في السادس من رمضان في السنة نفسها الف وثلاث مئة واثنين وسبعين فهذا التعريف الذي في الكتاب آآ الذي قرأ اولا هو فيما اظن للمصنف نفسه ثم من بعده تعريف من ناسخ الكتاب تلميذه وقد نسخه في حياة شيخه رحمه الله تعالى في كلا التعريفين بالكتاب اظهار لقيمة الكتاب العلمية ومسيس الحاجة اليه وما حواه من حجج قاطعة وبراهين واضحة داحظة لشبهات الملحدين وهو كما ذكر في التعريف به الحاجة اليه ماسة جدا ان يقرأ وان يوقف على مضامينه لتكون سلاحا اللي آآ المسلم ينفعه الله سبحانه وتعالى به في دحظ دحض الباطل ورد زيف اهله ونشرع الان مستعينين بالله سبحانه وتعالى طالبين مده وعونه وتوفيقه في قراءة هذا الكتاب؟ نعم بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة المؤلف الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم الى يوم الدين اما بعد فان الله تعالى بعث رسله مبشرين ومنذرين وجعلهم الهداة والائمة الى كل علم صحيح نافع ودين صحيح الى كل علم صحيح نافع ودين صحيح والى كل صلاح وخير وخص محمدا صلى الله عليه وسلم بان جعله خاتمهم وامامهم وانزل عليه الكتاب والحكمة فيهما الهدى والحق والنور وفيهما العلوم النافعة والحقائق الصادقة والاخلاق الفاضلة والاعمال الصالحة والاداب العالية اليهما ينتهي كل علم وحق وكمال قد وضح الله ورسوله فيهما المسائل والدلائل والحقائق اليقينية والبراهين القطعية. فمن تمسك بهما واهتدى بهما سعد سعد في الدنيا والاخرة ومن اعرض عنهما او عارضهما ضل عن الهدى وشقي ونال الصفقة الخاسرة. هذا تأسيس بدأ به رحمه الله وهو من حسن البدء ذكر رحمه الله تعالى بنعمة الله العظيمة ببعثة الرسل دعاة الى الحق وهداة للخلق والرسل هم صفوة العباد وخيارهم اذ اصطفاهم الله جل وعلا واجتباهم لبيان دينه فهم واسطة بين الله وخلقه في بلاغ دين الله وبيانه للعباد فالعلم ما جاءت به الرسل والدين ما جاءت به الرسل والاخلاق ما جاءت به الرسل والمعاملات الحسنة ما جاءت به الرسل. والهدى والفلاح فيما جاءت به الرسل وسعادة الدنيا والاخرة متوقفة على اتباع الرسل وسلوك سبيلهم واتباع هداهم بعثهم الله جل وعلا مبشرين ومنذرين وهداة الى كل خير ودعاة الى كل فضيلة قامت دعوتهم على توحيد الله واخلاص الدين له وافراده سبحانه وتعالى بالعبادة وبينوا صفة العبادة المتقبلة التي هي دين الله الذي رضيه لعباده ولا يرظى لهم دينا سواه ولا يمكن ان يعرف دين الله الذي رظيه الا من خلالهم ولا يمكن ان يعرف شرع الله جل وعلا الا من خلالهم وجاؤوا بالاخلاق الفاضلة والاداب الكاملة والمعاملات الحسنة الطيبة جاءوا بكل خير ونهوا عن كل شر فالفلاح كل الفلاح. والسعادة كل السعادة في الدنيا والاخرة انما تكون باتباع المرسلين انزل على خاتمهم صلوات الله وسلامه عليه انزل عليه الكتاب والحكمة فيهما الهدى والحق والنور وفيهما العلوم النافعة والحقائق الصادقة والاخلاق الفاضلة والاعمال الصالحة والاداب العالية هذا تأسيس كما قلت لابد من استحضاره بين يدي هذا الكتاب اولا من خلاله يدرك المسلم عظم نعمة الله عليه ان جعله من اتباع المرسلين ومن لم يكن من اتباع المرسلين كان متبعا للباطل فماذا بعد الحق الا الضلال من لم يكن متبعا للمرسلين لازما الحق الذي جاءوا به فهو متبعا للباطل ومع ذلك يغتر من لا يتبع دين الرسل بما عنده من العلم. وهذه مصيبة عظيمة مصيبة عظيمة وبلية كبيرة لان من الناس من قد يفتح عليه في بعض العلوم الدنيوية فيغتر ويتكبر على الحق الذي جاءت به الرسل ويتعالى على الحق مترفعا بهذا العلم القليل الذي حصله والامر كما قال الله فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم وهذه مصيبة ولهذا ينبغي وهذه نصيحة اقولها ديانة ينبغي على من اراد ان يتعلم شيئا من العلوم الدنيوية ان يكون عنده زاد من العلم الشرعي يحصن به نفسه ينبغي ان يكون عنده زاد من العلم الشرعي يحصن به نفسه عن شبهات اهل الباطل وان يكون عنده تدين وصلاح ايضا يحصن به نفسه عن الشهوات المطغية المهلكة فاذا اشتغل بالعلوم الدنيوية وانصرف تماما عن قدر ونصيب من العلم الشرعي يحصن به نفسه فالامر قد يلحقه ما يلحقه من الخطورة عليه في دينه اذ قد يصل الى مثل هذه النتيجة. فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم هذا الذي احدث عن قد يثمر في صاحبه كبرا على الحق فيصبح مجادلا بالباطل ولهذا ايضا نستحضر في هذا المقام اية اخرى في السورة نفسها سورة غافر ان الاية التي اشرت جاءت في خاتمتها او اواخرها وهي قول الله عز وجل ان الذين يجادلون في ايات الله بغير سلطان اتاهم ان في صدورهم الا كبر سبحان الله ارتباط بين هذه الامور ان اقبل على الدنيا وعلومها معرضا عن الحق فرح بهذا العلم ثم اخذ يجادل بالباطل ويتكبر على الحق حتى ربما بلغ الامر ببعضهم ان يتكبر على اعظم الحق واكبر الحقائق واوضحها وابين البراهين واصدقها فيقع في هذا الالحاد الخطير الذي هو اعظم افة واشدها اقول هذه البداية وهذا التأسيس مهم جدا للغاية والبدء به من انفع ما يكون فهذا يعتبر اساس واصل متين يقام عليه دحض هذه الشبهة ودحض كل باطل ودحض كل ضلال نعم قال رحمه الله تعالى واعظم الناس انحرافا عنهما ملاحدة الفلاسفة وزنادقة الدهريين وهم اكبر اعداء الرسل في كل زمان ومكان وهم شرار الخلق الدعاة الى الضلال والشقاء فانهم تصدوا لمحاربة الاديان كلها وزين لهم الشيطان علومهم التي فرحوا بها واحتقروا لاجلها ما جاءت به الرسل فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم وحاط بهم ما كانوا به يستهزئون وقد اصلوا لباطلهم اصولا يقلد فيها بعضهم بعضا. وهي في غاية الفساد يكفي اللبيب مجرد تصورها عن اقامة البراهين على نقضها لكونها مناقضة للعقل والنقل ولكنهم زخرفوها وروجوها فانخدع بها اكثر الخلق نعم آآ ذكر هنا رحمه الله هذا المدخل الذي من خلاله يدخل في الموضوع وهو ابطال اصول الملحدين ذكر هنا ان اعظم الناس انحرافا عن دين الرسل عليهم صلوات الله وسلامه اهل الالحاد زنادقة الناس وظلال الخلق او اشدهم ضلالا الملاحدة ويراد بالالحاد انكار وجود الله وانكار دينه وانكار ما جاءت به رسله صلوات الله وسلامه عليهم وانكار البعث والجزاء والحساب والاصل في الا الالحاد هذه الكلمة يراد بها الميل والعدول عن الحق واذا قيل الملحد او الملاحدة يراد به اعظم الناس واشدهم ميلا عن اه اه الحق ومكابرة في رد الحق وهم من ينكرون اعظم الحقائق واجلها واوضحها واصدقها وحدانية الله ووجوده ودينه ورسله وما جاءوا به والبعث والجزاء والحساب وهم يقيمون ذلك على بعظ الاصول يأتي الاشارة الى شيء منها ونقضها بكلام متين وتقرير بين واضح نعم قال رحمه الله اعظمها عندهم اصل خبيث منقول عن معلمهم الاول ارسطو اليوناني المعروف بالالحاد والجحد لرب العالمين والكفر به وبكتبه ورسله وهذا الاصل الذي تفرع عنه ضلالهم انه من اراد الشروع في المعارف الالهية فليمحو من قلبه جميع العلوم والاعتقادات. وليسعى في ازالتها من قلبه. بحسب مقدوره. وليشك في ثم ليكتفي بعقله وخياله ورأيه وكملوا هذا الاصل الخبيث بحصرهم للمعلومات بالمحسوسات وما سوى ما ادركوه بحواثهم نفوه هذا مثل ما ذكر آآ المصنف رحمه الله تعالى آآ آآ هذا الاصل هو اعظم الاصول عند هؤلاء اعظم الاصول عند هؤلاء وكل من ارادوا ادخاله بهذا المسلك الذي هم عليه دعوه الى هذا المسلك من خلال هذا الطريق ان يمحو من قلبه جميع العلوم والاعتقادات يعني اول ما يطلب منه الخروج من الفطرة التي فطره الله سبحانه وتعالى عليها ان يكون شاكا في كل شيء منكرا كل شيء مكذبا بكل شيء الا ما قام على البراهين هكذا ما قام على البراهين ثم البراهين التي يقوم عليها الحق هي البراهين التي هم اصلوها اسسوها لاتباعهم فيقولون لا تقبل شيئا ولا تصدق بشيء الا شيئا محسوسا ملموسا تراه وتشاهده واما ما سوى ذلك فاياك ان تقبله فاذا اول ما يبدأ مع مسخ الفطرة ان كانت باقية خلقت عبادي حنفاء فاتتهم الشياطين فاجتالتهم هذا اول ما يكون الاجتيال بان يطلب منها التجرد من كل هذه الامور الفطرة التي نشأ عليها الحقائق الدينية العظيمة التي نشأ عليها ان كان نشأ على الاسلام وعلى التدين عدم القبول للكتب المنزلة ببراهينها وحججها وما جاءت بها الرسل التجرد من هذا كله ثم من بعد ذلك الا يقبل من الامور الا الامر الذي قام على البراهين والبرهان عندهم ما دل عليه الحس والمشاهدة والمعاينة والواقع والله عز وجل في صفته لاهل الايمان بل انك عندما تقرأ القرآن اول ما او من اول ما تقرأ من اوصاف اهل الايمان هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب الذين يؤمنون بالغيب والمراد بالغيب اي بكل ما غاب عنهم مما اخبرتهم به رسل الله هذا الكلام عند الفلاسفة باطل تماما لا يمكن ان يقبل لان الاصل ان يتخلى عن كل عقيدة عن كل ثوابت متقررة راسخة عن الفطرة التي فطر عليها ثم لا يقبل الا الشيء الذي دل عليها الحس والمشاهدة والمعاينة فهذا اعظم الاصول عند اه عند هؤلاء ولا يقبلون بعد ذلك الا ما ادركوه بحواسهم فما لم يكن مدركا بالحواس ينفى ويجحد فتحت هذا التأصيل جحدوا وجود الله جحدوا الملائكة جحدوا الايمان باليوم الاخر جحدوا اصول الدين التي يقوم عليها دين الله سبحانه وتعالى جعلوها اصلا اصلا فلم يؤمنوا بشيء منها فهذا الاصل الباطن هو اعظم اصول هؤلاء ولهذا ركز الشيخ رحمه الله تعالى على دحظة من وجوه كثيرة جدا نافعة ومهمة للغاية ومن المفيد لطالب العلم ان يقف عليها نعم قال وقد بين الناس على اختلاف نحلهم بطلان اصولهم وان اهلها قد خالفوا جميع الرسل قبل هذا وهذا اصل افسد عليهم علومهم وعقولهم واديانهم. نعم وقد بين الناس على اختلاف نحلهم بطلان اصولهم وان اهلها قد خالفوا جميع الرسل وجميع العقلاء ومن ابلغ من تكلم عليها وابطلها شرعا وعقلا شيخ الاسلام ابن تيمية فانه بين عدة وجوه في فسادها وبطلانها كل وجه منها كاف في ابطالها فكيف اذا اجتمعت فننقل كلامه عليها ثم نتمم ذلك بما ييسره الله. نعم يقول الشيخ رحمه الله هذا الاصل افسد عليهم علومهم وعقولهم واديانهم افسد عليهم علومهم وعقولهم واديانهم اذا نظرت الى هذا الكلام الذي هو يعد عندهم اصلا يقيمون عليه دينهم هو في الحقيقة جهالة عظيمة جدا ولهذا يعني كما قيل الالحاد اخو الجهل وقرينه اخو الجهل وقرين الجهل وما يسمى عند الملاحدة علما هو في الحقيقة جهل هو في الحقيقة جهل فالا الالحاد قائم على عدم العلم والدين الصحيح قائم على العلم والبصيرة قائم على العلم والبصيرة ولهذا المسلم قامت عنده الدلائل الواضحات البينة التي هي العلم حقيقة والنور والهدى بينما الالحاد ليس عندهم الا الجهل والمكابرة ولهذا كل ملحد جمع بين صفتين الجهل والمكابرة التكبر على الحق والتعالي عليه ولا يخلو لا يخلو ملحد من من هاتين الصفتين الجهل بالحق الجهل العظيم والتكبر على الحق والتعالي عليه فهذا الاصل افسد عليهم علومهم وعقولهم واديانهم اصبحوا في جاهلية جهلاء وضلالة عمياء ورد عليهم اهل العلم الردود الكثيرة ومن اعظم من له ردود عظيمة في هذا الباب شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله فكما قال المصنم من ابلغ من تكلم عليها وابطلها شرعا وعقلا شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله الله تعالى فانه بين عدة وجوه في فسادها وبطلانها وكل وجه منها كاف في ابطالها فكيف اذا اجتمعت فكيف اذا اجتمعت آآ في فسادها آآ فكيف اذا اجتمعت؟ يعني كل وجه من هذه الوجوه التي نقلها كاف في فساد ما عليه هؤلاء فكيف اذا اجتمعت؟ فيقول رحمه الله ننقل كلامه عليها ثم نتممه بما تيسر. وهذا تستفيد منه ان هذه الاصول الا العظيمة المباركة آآ جمعها من من كتب شيخ الاسلام ابن تيمية وخاصة كتابه نقض التأسيس اتمها باشياء من عنده رحمه الله تعالى. باشياء من عنده ومن باب اه تمتين الفائدة لطالب العلم وتقويتها انصح ان يا يجلس طالب العلم مع هذه الفوائد يقارنها بالاصل كل فائدة يقارنها ويرجع الى اصلها آآ يطلع عليها ثم يكون متعرفا بدقة الفوائد التي لخصها من كتب بن تيمية والفوائد التي اه اه قررها هو وبينها رحمه الله تعالى نعم قال رحمه الله في نقض التأسيس لما ذكر عن هذا المعلم الملحد هذا الاصل الخبيث والكلام على هذا وجوه. والكلام على هذا من والكلام على هذا من وجوه احدها ان هذا الكلام هو وما ذكر معه من الحجة اشبه بكلام اهل الجهل والضلال ومن لا يدري ما يخرج منه من المقال من كلام اهل العلم والعقل والبيان وهو اشبه بكلام قصاص الجهال والمغالطين من كلام العلماء والمجادلين بالحق وما احسن ما قال الامام احمد في بشر المريسي كان صاحب خطب ولم يكن صاحب حجج بل هذا الكلام دون كلام اهل الخطب والحجج. هذا الوجه الاول في دحظ اه هذا الاصل الذي يقوم عليه اه الحاد هؤلاء ان هذا الكلام وما ذكر معه من الحجج اشبه بكلام اهل الجهل ولهذا ينبغي ان ان تعرف هذه الحقيقة ان الالحاد قرين الجهل الالحاد قرين الجهل ما يدعيه اربابه ان عندهم علوما ليس الامر كذلك وان كانت عندهم علوم فهي بحتة دنيوية بحتة اما الحق والهدى والنور فليس عندهم منه شيء ولهذا تجد اه في القرآن يقول يقول الله سبحانه وتعالى ولكن اكثر الناس لا يعلمون يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الاخرة وهم غافلون فالعلم الذي عندهم هي علوم دنيوية بهتة. اما العلم الذي هو الهدى والنور والضياء وموجب سعادة المرء في دنياه واخراه فهم في جهل عظيم به بل جهل تام به ولهذا اه الالحاد هو قرين الجهل تماما فجمع الملحد على نفسه بين مصيبتين الجهل بالحق والتكبر الجهل بالحق والتكبر والتعالي على الحق فيصبح يجادل يخاصم لكنه لا لا علم عند خلو من العلم تماما لا بصيرة عنده فمثل ما نقل الامام شيخ الاسلام عن الامام احمد انه قال في بشر كان صاحب خطب ولم يكن صاحب حجج. اذا كان يقال عن مثل هذا صاحب خطب فهؤلاء مثل ما قال ابن تيمية دون كلام الخطب ودون الحجج لا خطب ولا حجب جاهلية جهلاء وضلالة عمياء هذا ما يتعلق بالوجه الاول انهم خلاصة انه اطلاقا لا حجة عندهم. كل ما عندهم مما يبنون عليه اقوالهم زخرفة زخرفة وتزيين للباطل ليغتر به الجاهل مثلهم والساذج. نعم الوجه الثاني ان يقال الم يكن في اثار الانبياء والمرسلين ما يستغنى به في اعظم المطالب واشرف المعارف عما يروون عن معلم المبدلة الصابئين الذين انتقلوا عن الحنيفية الثابتة بالعقل والدين وهو رأس هؤلاء الان في الائتمان هذي مسألة مهمة جدا في في رد الباطل آآ لا لا يستغني مريد الحق عن الائتمان بحملة الحق ودعاته فمن لم يأتم باهل الحق ائتم باهل الباطل اهتم باهل الباطل اهتم اهتم باهل الظياع ولهذا تأمل قول الله لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا قد كانت لكم اسوة حسنة في ابراهيم والذين معه هذا الائتمان مهم جدا في آآ صلاح المرء واستقامته اولئك الذين هدى الله فبهداه مقتضى اولئك الذين هدى الله فبهداهم مقتدر ولهذا من لم يأتم اهل الحق صار امامه الباطل صار امام الباطن من لم يكن مؤتما باهل الحق صار امامه الباطل من لم يكن امامه الكتاب والسنة الرسل الكرام واتباع المرسلين صار امامه الباطل ولهذا يقول الم يكن في اثار الانبياء والمرسلين ما يستغني اه ما يستغنى به في اعظم المقالب واشرف المعارف عما يروون عن اه معلم المبدلة الصابئين وهذا حقيقة في تنبيه على امر مهم هو ينشأ عن الخذلان والضعف ورقة الدين عندما ينتقل المرء بطلب علومه على ايدي هؤلاء الضائعين المبدلين المنحرفين الزائغين ولهذا العصمة والامنة والسلامة والعافية والنجاة انما هي باتباع المرسلين وسلوك ما جاءوا به من الهدى والحق والخير. اولئك الذين هدى الله فبهداه مقتضى نعم الوجه الثالث ان جميع العقلاء الذين خبروا كلام ارسطو وذويه في العلم الالهي قد علموا انهم اقل الناس نصيبا في معرفة العلم الالهي. واكثر اضطرابا وضلالا فان كلامه وكلام ذويه في الحساب والعدد ونحوه من الرياضيات مثل كلام بقية الناس. والغلط في ذلك نادر وكلامهم في الطبيعيات دون ذلك. وكلامهم في ذلك غالبه حق وفيه باطل واما كلامهم في الالهيات ففي غاية الاضطراب ومع قلته كثير الضلال وعظيم المشقة وهذا امر يعرفه كل من كل كل من له نظر صحيح في العلوم الالهية فلا يستدل بكلام هؤلاء في العلم الالهي. وحالهم هذه الحال وقد اعترف اساطير الفلسفة بان العلم الالهي لا سبيل لهم الى العلم واليقين فيه. وانما يؤخذ فيه بالاولى والاخلق والاحرافي فاذا كانوا معترفين بانهم ليس عندهم علم ولا يقين في العلم الالهي. فكيف يستدل بكلامهم فيه؟ هذا استدلال على بطلان ما عليه هؤلاء انهم في اضطراب وتناقض وامر مريج وخلط في العلوم ولهذا الواحد منهم يتنقل من عقيدة الى عقيدة بحسب من يتلقى عنهم او بحسب الفكر الذي يصل اليه تفكيره وعقله ولهذا يعرف هؤلاء بكثرة التنقل والتلون وعدم البقاء على على دين واحد واذا كان السلف قديما قالوا من جعل دينه عرظة للخصومات اكثر التنقل. فكيف الشأن هؤلاء الذين اصلا اه دينهم قائم على آآ اه التجرد من الحق كله والاعراض عن الحق كله الصدود التام عما جاءت به الرسل والشك التام في كل الحقائق ولهذا هم من اعظم الناس اضطرابا وتناقضا واما الذي جاءت به الرسل وحي الله المنزل فالشأن فيه كما قال الله سبحانه وتعالى افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا فهذا الذي عليه الفلاسفة اه هؤلاء الضلال هو تناقض واضطراب وتعارض وتصادم حتى في الاصول التي يقررونها حتى في الاصول التي يقررونها. فهل مثل هؤلاء يصلح ان يتلقى عنهم وان يؤخذ عنهم وان يعتمد على ارائهم تقريراتهم وهم انفسهم في تناقض واقوالهم متعارظة ومتصادمة كيف يستدل بكلام هؤلاء في العلم الالهي وحالهم هذه كما قال شيخ الاسلام بل اعترف اساطين هؤلاء بانهم ليس عندهم يقين ليس عندهم يقين لم يصلوا من خلال علومهم الا الى الشك نعم الوجه الرابع ما معنى قوله فليستحدث لنفسه فطرة اخرى والفطرة هي الخلقة التي فطر الله عباده عليها اتريد ان يبدل خلقته وما فيها من قوى الادراك والحركة فهذا غير مقدور للبشر. فان الله فطر عباده عليها ام تريد ان يترك ما فطب فطر عليه من المعارف والعلم ويستحدث لنفسه معارف تخالف ذلك وهذا الذي يصلح ان تريده فهذا امر بتبديل فطرة الله التي فطر عباده عليها وهي طريقة المبتدعين المبدلة لفطرة الله وشرعته كما قال صلى الله عليه وسلم كل مولود يولد على الفطرة. الحديث قالوا الكتاب المنزل بدلوا وحرفوا من كتاب الله ما بدلوه وحرفوه. وهم مع الصابعة والمشركين القائمين بالنظر العقلي بدلوا من فطرة الله التي فطر عباده عليها وغيروا منها ما غيروا. ولهذا قيل ان ارسطو هذا بدل طريق الصابئة الذين كانوا قبله مؤمنين بالله واليوم الاخر الذين اثنى عليهم القرآن والله سبحانه خلق عباده على الفطرة التي فطرهم عليها وبعث اليهم رسله. وانزل عليهم كتبه. فصلاح وقوامهم بالفطرة المكملة بالشرعة المنزلة. وهؤلاء بدلوا وغيروا فطرة الله وشرعته خلقه وامره وافسدوا اعتقادات الناس واراداتهم ادراكهم وحركاتهم قولهم وعملهم من هذا وهذا كما بدل بنو اسرائيل القول الذي امروا به والعمل الذي امروا به. نعم هذا الوجه الرابع هم قالوا في تقرير اصلهم السابق قالوا فليستحدث لنفسي فطرة اخرى يخرج من الفطرة التي فطر عليها ويستحدث لنفسه فطرة اخرى وهذا كلام عجيب ظلال بين لان هذا الذي فطر العباد عليه كلهم مثل ما جاء في الحديث الذي اورد المصنف كل مولود يولد على الفطرة هذا يشمل ابناء اليهود ابناء النصارى الى غيرهم. كل مولود يولد على الفطرة فابواه يهودانه او ينصران او يمجسانه. كل مولود يولد على الفطرة التغير انسلاخ من هذه الفطرة وانحراف وفي الحديث الاخر وفي صحيح مسلم حديث قدسي يقول الله خلقت عبادي حنفا فاتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم لاحظ هنا ملاحظة مهمة ان دينا الفلاسفة يرتكز اولا على اجتثاث الناس من فطرة الله التي فطر العباد عليها ولهذا من اول مطالبهم من اول مطالبهم ان يطلبوا ممن آآ يدعونه الى ما عندهم ان ينسخ من الفطرة ان ينسلخ من الفطرة التي فطر الله سبحانه وتعالى الناس عليها. وهذه فطرة جبلت القلوب عليها امر مرتكز في القلوب جبلت عليها فيطلبون منه ان ينسلخ من هذه الفطرة ثم يستحدث فطرة جديدة وهذا من اعجب الكلام ومرادهم بالفطرة الجديدة ما يملونه هم على اتباعهم من نتاج افكارهم وعقولهم الزائغة المنحرفة فحاصل ما عليه هؤلاء اخراج الناس من الفطرة التي فطر الناس فطر الله الناس عليها الى الباطل الذي هم عليه ايضا تلخيص اخر لحقيقة امر هؤلاء تستفيد من الحديث مقارنة بما ذكر هنا الحديث قال فيه عليه الصلاة والسلام قال الله تعالى خلقت عبادي حنفاء فاتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم اجتالتهم عن دينهم اذا كان يطلب هؤلاء اول ما يطلبون من من اتباعهم ان يستحدثوا فطرة جديدة اذا اصبحت مهمتهم مهمة من نعم مهمة من؟ الشيطان فاتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم فاصبحت مهمتهم مهمة الشيطان في اه الاجتيال. اجتيال الناس عن دينهم بان يكون اول ما يبدأون به مع من مع من يستمع اليهم او يوصي الى علومهم ان يجتث اولا من الفطرة التي فطره الله سبحانه وتعالى فعليها ما معنى قول فليستحدث لنفسه فطرة اخرى والفطرة هي الخلقة التي خلق الله الناس عليه فطرة الله التي فطر الناس عليها اتريد ان تبدل خلقته؟ وما فيها من قوى الادراك والحركة فهذا غير مقدور للبشر فان الله فطر عباده عليه ام تريد ان يترك ما فطر عليه من المعارف والعلوم ويستحدث لنفسه معارف تخالف ذلك يعني خلاصة الامر وهذا هو الذي يريدونه ان يترك الحق والهدى الذي فطر عليه وجاءت الرسل بتأييده وتتميمه وتكميله ان يترك ذلك الى ما عندهم من ضياع وظلال وباطل. نعم قال رحمه الله تعالى الوجه الخامس ان الرسول صلى الله عليه وسلم اذا اخبرنا بشيء من صفات الله وجب علينا التصديق به وان لم نعلم ثبوته بعقولنا ومن لم يقر بما جاء به الرسول حتى يعلمه بعقله فقد اشبه الذين قال الله فيهم واذا جاءتهم اية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما اوتي رسل الله. الله اعلم حيث يجعل رسالته ومن سلك هذا السبيل فهو في الحقيقة غير مؤمن بالرسول صلى الله عليه وسلم. ولا متلق عنه الاخبار بشأن الربوبية ولا فرق عنده ان يخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بشيء من ذلك او لم يخبر به فانما اخبر به اذا لم المه بعقله لا يصدق به. انتهى كلامه رحمه الله. نعم هذا يؤجل الى لقاء الغد باذن الله سبحانه وتعالى نسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين مسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاك