بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول العلامة الشيخ عبدالرحمن ابن ناصر السعدي رحمه الله تعالى في كتابه الادلة القواطع والبراهين في ابطال اصول الملحدين الوجه الخامس ان الرسول صلى الله عليه وسلم اذا اخبرنا بشيء من صفات الله وجب علينا التصديق به وان لم نعلم ثبوته بعقولنا ومن لم يقر بما جاء به الرسول حتى يعلمه بعقله فقد اشبه الذين قال الله وفيهم واذا جاءتهم اية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما اوتي رسول الله. الله اعلم حيث يجعلني رسالته ومن سلك هذا السبيل فهو في الحقيقة غير مؤمن بالرسول صلى الله عليه وسلم. ولا متلق عنه الاخبار بشأن ولا فرق عنده ان يخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بشيء من ذلك او لم يخبر به فانما اخبر اذا لم يعلمه بعقله لا يصدق به انتهى كلامه رحمه الله. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذا الوجه الخامس من الوجوه التي ذكرها رحمه الله تعالى في الرد على اعظم الاصول التي بني عليها الالحاد وعرفنا ان اعظم اصول هؤلاء ان من اراد الشروع في المعارف الالهية فليمحوا من قلبه جميع العلوم والاعتقادات وليمحو ايضا من قلبه الفطرة التي قطر الله سبحانه وتعالى العباد عليها ثم يوجهونه من بعد ذلك الى ان يكون ايمانه قاصرا على ما يشاهد ويحس وهذا فيه جحد الايمان بالغيب الذي هو اشرف صفات المؤمنين واعظمها وفيه جحد جميع الاصول اصول الديانة اصول الاعتقاد جحد للايمان بالله وبكتبه وبرسله وباليوم الاخر وبالقدر كل هذا آآ جحده داخل تحت هذا الاصل الخبيث الشيخ رحمه الله ذكر وجوها في ابطال هذا الاصل الفاسد استخلص كثيرا منها من كتاب شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى نقض التأسيس مع فوائد كثيرة يضيفها ويذكرها رحمه الله تعالى قال الوجه الخامس ان الرسول صلى الله عليه وسلم اذا اخبرنا بشيء من صفات الله وجب علينا التصديق به وان لم نعلم ثبوته بعقولنا وان لم نعلم ثبوته بعقولنا بمعنى انه لا يجوز المسلم ان يخضع احاديث النبي عليه الصلاة والسلام واخباره الصادقة لعقله فيقبل ما يقبله عقله ويرد ما لا يقبله عقله لانه ان كان بهذه الصفة لم يكن ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم عنده مقدما وانما المقدم عنده ما يتصوره عقله او يتوصل اليه فكره القاصر قال رحمه الله ومن لم يقر بما جاء به الرسول حتى يعلمه عقله فقد اشبه الذين قال الله سبحانه وتعالى فيهم قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما اوتي رسول الله يعني عقولنا لا تقبل هكذا ما جاءت به الرسل الا ان نؤتى مثل ما اوتي الرسل اي يكون لنا مثلهم نبوة خاصة ورسالة خاصة وحي خاص ونحن نعلم معاشر المسلمين ان حكمة الله جل وعلا اقتضت ان تكون الرسالة في صفوة العباد في من اجتباهم الله سبحانه وتعالى واصطفاهم لا ان تكون لا ان يكون الوحي ينزل على كل فرد من افراد المكلفين لا ان يكون الوحي ينزل على كل فرد من افراد المكلفين بما يريده الله وبما يأمر به سبحانه وتعالى. وانما اقتضت حكمة الله ان ففي من الملائكة ومن الناس رسلا. الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس وهذا الاصطفاء عن علم وحكمة وخبرة فالله عز وجل اختار من العباد صفوتهم فبعثهم بالرسالة وانزل عليهم وحيه المبين وبلغوا بلغوا رسالات ربهم تامة كاملة وافية فالذي يقول انا لا اقر بما جاءت به الرسل الا ان ان يأتيني مثل ما اتاهم بمعنى ان ينزل علي وحي مثل ما انزل على الرسل هذه مكابرة هذه مكابرة عظيمة جدا بل كبر عظيم قام في قلوب هؤلاء لان الذين يجادلون في ايات الله بغير سلطان اتاهم ان في صدورهم الا كبر ولهذا قول هؤلاء لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما اوتي رسل الله هذا تكبر على الحق وفي الوقت نفسه عجب بالنفس يرون انفسهم وعقولهم تامة ووافية وناضجة ولا يمكن تتقبل هكذا كل ما جاءت به الرسل فهذا كبر قام فيه قلوب هؤلاء جحدوا به الحق المبين الذي نزلت به رسل الله عليهم صلوات الله وسلامه رد الله على هؤلاء في هذه المقالة قال الله اعلم حيث يجعل رسالته. الرسالة ليست وحيا ينزل على كل فرد من افراد المكلفين وانما آآ في اناس اختصهم الله واختارهم على علم وهم صفوة العباد وخيارهم فانزل عليهم سبحانه وتعالى وحيا الله اعلم حيث يجعل رسالته. اعلم بالمحال والاماكن المناسبة والاشخاص المناسبين الذين تنزل او ينزل عليهم وحي الله سبحانه وتعالى قال ومن سلك هذا السبيل فهو في الحقيقة غير مؤمن بالرسول وهذا حق لان اذا كان لا يؤمن بما جاء به الرسول الا اه بعد ان يخظع لعقله صار الذي جاء به الرسول ليس المقدم وانما عقله هو المقدم وعقله هو الحكم والفيصل ولهذا قديما ذكر العلماء رحمه الله ذكر هذا التيمي رحمه الله في كتابه الحجة في كتابه الحجة وهو مطبوع كتاب نفيس للغاية في في بابه ذكر ان من لازم مقالة هؤلاء انه لو قال الواحد منهم اشهد ان عقلي رسول الله لكان قوله هذا منطبقا على العقيدة التي هو يعتقدها وان لم يصرح بهذا لفظا وان لم يصرح بهذا لفظا ولهذا يقول لو قال القائل يقول التيمي لو قال القائل عقلي رسول الله لم يكن آآ مستنكرا عند هؤلاء من جهة المعنى لم يكن مستنكرا عند هؤلاء من جهة المعنى. يعني وان لم يصرح به لفظا عند هؤلاء لكن من جهة المعنى العقل هو هو الذي عليه المعول العقل هو الذي عليه المعول وما جاء به الرسول لا يقبل هكذا مباشرة لابد ان ان يخضعوه لعقولهم و اه ارائهم من سلك هذا السبيل فهو في الحقيقة غير مؤمن بالرسول ولا متلق عنه الاخبار بشأن الربوبية ولا فرق عنده ان يخبر الرسول بشيء من ذلك او لم يخبر لماذا لا فرق لان الذي يأتي به الرسول لا يتلقاهم ابتداء بالتسليم. يخضعوا لعقله ان قبله عقله اخذ بها ان لم يقبله عقله رده. اذا لا فرق بين ما اخبرت به الرسل او لم تخبر فهذا كله عنده سواء لان لانه لا لا يقبل ما جاءت به الرسل الا اذا كان موافقا عقله نعم قال رحمه الله وعلى هذا فالقرآن والحديث عند هؤلاء عديم الاثر تماما قرآن والحديث عديم الاثر ولا يقوم في قلوبهم اي تعظيم للقرآن. عندما يقال للواحد من هؤلاء قال الله تعالى او قال رسول الله صلى الله عليه وسلم توازن عندهم قال فلان وقال فلان من الناس فهي عديمة الاثر بينما المسلم اذا قيل قال الله او قيل له قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى من الله الرسالة وعلى الرسول البلاغ وعلينا التسليم وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم ومن يعصي الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا نعم الوجه السادس ان يقال هذه الوصية مخالفة لما بعث الله به رسله وانزل كتبه. فانه بعث رسله مذكرين قيل للعباد ما فطروا عليه من الاقرار بوحدانية الله ووجوب شكر نعمه وافتراض الحب الكامل والتعظيم التام لله المتفضل بالنعم الظاهرة والباطنة ومذكرين لهم بالامر بما فطرت العقول على استحسانه كالصدق والبر والاحسان والاخلاق الجميلة وبالنهي عما فطرت العقول على استقباحه من الكذب والظلم والعدوان وجميع الاخلاق الرذيلة فكيف يؤمر الناس ان يمحو من قلوبهم وفطرهم؟ هذه الامور وهل هذا الا نهي عن جميع مواد السعادة والفلاح والصلاح وامر بكل منكر وفحشاء وسوء وشر وفساد وفي هذا من تقويد دعائم الخير والصلاح والاستبدال بها اصول الشر اصول الشر والفساد والفوضى وفي العلوم والعقائد والاخلاق. ما لا منتهى لشره وضرره هذا الوجه السادس ان يقال هذه الوصية اي وصية هؤلاء الملاحدة ان اه يمحى من القلب جميع العقائد العلوم وان يمحى تمحى الفطرة وان يستحدث بدلها فطرة جديدة كما تقدم من كلامهم. هذه وصية هؤلاء لمن آآ دخل في طريقهم او سلك سبيلهم يوصونه بذلك ان يمحو كل العلوم من قلبه الاديان والاعتقادات ويمحو ما نشأ عليه من فطرة كل ذلك يمحوه فيقال في رد هذه الوصية الاثمة الخطيرة ان ان يقال هذه الوصية مخالفة لما بعث الله به رسله وانزل به كتبه لماذا؟ لان الرسل جاءت بتتميم الفطر وتكميلها لا بتغييرها وتبديلها. وهؤلاء جاءوا بما يخالف ذلك جاؤوا بتغيير الفطر فصارت مهمة هؤلاء هي مهمة الشيطان سواء بسواء الذي جاء ذكرها في الحديث القدسي قال عليه الصلاة والسلام قال الله تعالى خلقت عبادي حنفاء فاتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم. فالشياطين هي التي تغير الفطر وتبدل اه الفطر والرسل جاءوا بتكميل الفطر وتتميمها ولهذا تأتي يأتي ذكرى الفطرة في القرآن بالسنة قال الله تعالى فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون والحديث قال عليه الصلاة والسلام كل مولود يولد على الفطرة فالرسل جاءت تتمم الفطرة وتكملها. اما هؤلاء في دعوتهم الجائرة الاثمة جاؤوا الاجتثاث هذه الفطرة وتغييرها وتبديلها حثالات افكارهم وزبلات عقولهم وارائهم الفاسدة وهنا ايضا ننتبه الى فائدة اشير اليها لاهميتها من يربي ولده على الاسلام من يربي ولده على الاسلام هو في الحقيقة ينمي فيه ينمي فيه خصالا فقر عليها وعلى محبتها حتى وان لم يكن على علم بتفاصيلها اذا رباه على الصدق على الوفاء على الامانة على الحياء على الادب على الاخلاق الفاضلة على غير ذلك هذه كلها تنمية للفطرة لكن الذي يربيه على العقائد الباطلة من يربون اولادهم من اهل الضلال على العقائد الباطلة او الاخلاق الفاسدة او المعاملات السيئة هو مزاحمة الفطرة وحسر فيها ما ليس منها وتغيير لها وتبديل وتغيير لها وتبديل فاذا هؤلاء هؤلاء جاءوا بما يخالف هدي المرسلين جاؤوا بتغيير الفطر وتبديلها والرسل الكرام عليهم صلوات الله وسلامه وجاؤوا بتكميم الفطر و تكميلها نعم قال الوجه السابع ان يقال هذه الوصية تتضمن محو العلوم الصحيحة والمعارف النافعة والايمان الصحيح والاستبدال عن ذلك بانواع الجهالات والضلالات والغي ورفض الايمان بالكلية. فان الانسان في الاصل خلق ظلوما جهولا. ليس فيه هدى ولا علم صحيح ولا برهان ويقين في المطالب العالية المقصودة الا من جهة الطرق التي بعث الله بها رسله انزل بها كتبه ولهذا كانت النبوة والرسالة يضطر اليها المكلفون اعظم من ضرورتهم الى الطعام والشراب وما به قوام حياتهم المادية فالعلم والهدى الاجمالي والتفصيلي يضطر اليها المكلف الاعظم من ضرورتهم. ماشي نعم. من ضرورتهم الى الطعام والشراب وما به قوام حياتهم المادية فالعلم والهدى الاجمالي والتفصيلي هو هدى الله. فلا يليق برحمة الله وحكمته وحمده. ان يترك مهملين سدى بلا رسالة وتعريف لهم ما يصلحهم حالا ومآلا فارسل الرسل وانزل الكتب حكمة منه ورحمة رسلا مبشرين ومنذرين. لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل فيقول ما جاءنا من بشير ولا نذير فقد جاءكم بشير ونذير فجميع الهدى والعلوم النافعة الموجودة في الارض والمعارف النافعة والايمان الصحيح وتوابع ذلك من اثار النبوة والرسالة فعل قليلا فارسل الرسل وانزل فارسل الرسل وانزل الكتب حكمة منه ورحمة. لان لا نعم كذا في نسخته. بدون رسل نعم انتم عندكم اثبتوها اية. ايه وعندي ذكرها في سياق الكلام لانه بهذا ينتظم الكلام مع ما بعده لان لا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل فيقول ما جاءنا من نذير ولا بن بشير ولا نذير. نعم. فارسل الرسل وانزل الكتب حكمة منه ورحمة. لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل فيقول ما جاءنا من بشير ولا نذير فقد جاءكم بشير ونذير فجميع الهدى والعلوم النافعة الموجودة في الارض والمعارف النافعة والايمان الصحيح وتوابع ذلك من اثار النبوة والرسالة لقد من الله على المؤمنين اذ بعث فيهم رسولا من انفسهم يتلو عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين ومن تمسك بوصية هذا الملحد الضال فقد امر بمحو ما جاءت به الكتب وارسلت به الرسل وان يستبدل ذلك وساوس النفوس وحي الشيطان. فهذه الوصية الباطلة مقصودها الاعظم جحد ما جاءت به الرسل اهلها احق الناس بالدخول تحت قوله تعالى الذين كذبوا بالكتاب وبما ارسلنا به رسلنا فسوف ويعلمون اذ الاغلال في اعناقهم. والسلاسل يسحبون نعم هذا الوجه السابع مما يرد بما ترد به تلك الوصية الجائرة ان يقال ان ان هذه الوصية تتضمن محو العلوم الصحيحة والمعارف النافعة محوها من القلب واخراجها منه حتى يصبح القلب خاويا خاليا من العلوم والمعارف واذا كان بهذه الصفة خاويا من العلوم الصحيحة والمعارف الصحيحة اصبح قلبا خرابا تبابا واذا كان بهذه الصفة اصبح مأوى لكل فساد مأوى لكل فساد وموطن لكل رذيلة وهذا مبتغى هؤلاء مبتغى هؤلاء ان تزال من القلوب العقائد الصحيحة الفطر السليمة المعارف آآ المستمدة من الوحي كل ذلك يمحى من القلب ثم يستبدل بانواع الجهالات والضلالات والغيب ورفض الايمان بالكلية انتبه الى امر هنا ان لم يحصل المحو اولا لم تقبل النفوس الامر الاخر وهو هذه الاراء لكنها تجد قبولا بعد المحو ولهذا يطلبون المحو اولا ثم بعد ذلك يدخلون في هذا القلب الذي محيت منه هذه المعارف يدخلون فيه ما شاءوا من ارائهم وضلالاتهم ثم يوضح الشيخ القضية كيف يطالب الانسان بمحو الخير الذي عمر به قلبه واستضاءت به نفسه اطمأن فؤاده بذلك وانس به كيف يطلب منه ان يمحى ذلك من قلبه وفي توضيح ذلك يقول الشيخ رحمه الله الانسان في الاصل خلق ظلوما جهولا. انا عرظنا الامانة على السماوات والارض والجبال فابين ان يحملن وحملها واشفقن منها وحملها الانسان. انه كان ظلوما جهولا انه كان ظلوما جهولا فالانسان خلق ظلوما جهولا ثم من الله عليه اه ان فطره على الدين ثم من عليه اه تلقي ما جاءت به الرسل والقبول والرضا بذلك من عليه بهذا الخير العظيم كيف يطلب من كان كذلك ان يمحو هذه الفطرة وان يمحو هذا الايمان الذي تلقاه ونشأ عليه باء مما مما بعث به رسل الله صلوات الله وسلامه عليهم اه اجمعين ماذا ينشأ عن هذا المحو انظر الى كلام لطيف يشير اليه رحمه الله الانسان في الاصل خلق ظلوما جهولا وانما زال عنه الجهل بالوحي بالعلم بالنور بالضياء الذي نزل به وحي الله سبحانه وتعالى فاصبح قلبه منيرا مضيئا بالوحي ان بقي على ظلمته وجهالته اهلكته الوساوس واهلكته الافكار المردية واهلكته العقائد الباطلة التي تموج بها الارض لان دعاة الباطل هؤلاء كلهم ليسوا على عقيدة واحدة كلهم ليسوا على عقيدة واحدة بل الواحد منهم لو نظر في تاريخه يتبين انه في تنقل فلما يمحى من المسلم يطلب من المسلم ان يمحو هذه المعارف وهذه العقائد وهذا الايمان من قلبه يصبح ماذا بعد ذلك يذهب عنها الطمأنينة الايمان يذهب عنه اه راحة القلب يذهب عنه لذة الايمان والطاعة والذكر وحلال كل هذه تذهب ويصبح قلبه مأوى لكل الافكار الرديئة وتصبح حاله كحالهم في تنقل وفي اودية من واد مهلك الى واد اخر وكل مرة ينتقل من واد مهلك الى اخر يظن ان فيه نجاة وهو لا يزال يتنقل منها لكة الى هلكة اذ ان النجاة انما هي ما جاءت به الرسل ولهذا كانت النبوة يقول والرسالة يضطر اليها المكلفون اعظم من ضرورتهم الى الطعام والشراب. وما به قوام حياتهم المادية. من مسكن او مركب او وملبس او غير ذلك ضرورتهم الى ما جاءت به الرسل اعظم من ضرورتهم الى الطعام والشراب وغير ذلك. لماذا لان الذي جاءت به الرسل لا يمكن ان تحيا القلوب الا به ولا يمكن ان ان تتحقق الحياة الحقيقية الا به واما الطعام الشراب وغير ذلك هذه فيها حياة البدن اما حياة الروح حياة القلب لا يمكن ان تحيا الا بما جاءت به الرسل عليهم صلوات الله وسلامه ولهذا قال الله تعالى اومن كان ميتا فاحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثلوا في الظلمات ليس بخارج منها قال في الاية الاخرى يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا اه دعاكم الى ما يحييكم لما في حياتكم الحياة لا تكون الا هذا الذي جاءت به الرسل الكرام عليهم الصلاة والسلام. فكيف يطلب من المسلم ان يمحو هذه اه كلها من من قلبه ثم يصبح قلبه خاويا خرابا تبابا مأوى لكل رذيلة وشر وفساد؟ نعم قال رحمه الله تعالى الوجه الثامن في اخر كلامه في هذا الوجه قال فهذه الوصية الباطلة مقصودها الاعظم جحد ما جاءت به الروس لكن يعملون شيئا من الحيل حتى يقنعون العقول الساذجة العقول السفيهة لكن حاصل قول هؤلاء وحاصل مقصود هؤلاء هو تكذيب ما جاءت به الرسل فاهلها احق الناس دخولا في قوله تعالى الذين كذبوا بالكتاب وبما ارسلنا به رسلنا فسوف يعلمون اذ الاغلال في اعناقهم والسلاسل يسحبون في الحميم ثم في النار يسجرون نعم الوجه الثامن ان يقال هذا الكلام باطل شرعا وعقلا اما الشرع فجميع الكتب المنزلة من السماء وجميع الرسل جاءت بتقرير ما وضع الله في فطر الخلق من الاعتراف بوحدانية الله وكماله المتنوع وكماله المتنوع وصدقه وصدق رسله وتقرير الحق حقائق النافعة في القلوب اعتقادا وتخلقا وتصديقا ودعوة اليها وهداية لها من جميع الوجوه ومن المعلوم ان هذه الوصية الباطلة منافية لذلك غاية المنافاة مادة الجهالات البسيطة والمركبة وانواع الضلالات وداعية الى الشقاء في الدنيا والاخرة ودلالة الشرائع على هذا الامر اعظم واوضح من ان تفصل بل هذا روح الشرائع السماوية والشرائع النبوية واما العقل فان اهل العقول الصحيحة متفقون على ان افضل المغانم والمكاسب ما كسبته القلوب وحصلته من العلوم في الصحيحة والمعارف النافعة والايمان الصادق والاخلاق العالية. التي من اتصف بها صار من علية الخلق واكملهم وارفعهم درجة ومقاما فمن اوصى بترك ذلك ومحوه من القلوب والحث على الشك والتشكيك فقد جاء لاهل العقول بما الا يعرفونه بل ينكرونه اشد الانكار ويرونه من فظائع المنكرات فماذا بعد الحق الا الضلال وماذا بعد العقائد الصحيحة؟ الا العقائد الباطلة؟ وماذا بعد الاخلاق الفاضلة؟ الا الاخلاق الرذيلة السافلة هذا بعد الرشد الا الغي والفساد. هذا الوجه الثامن من الوجوه الذي التي ترد بها تلك المقالة الفاسدة وذلك الاصل الفاسد ان يقال هذا الكلام باطل شرعا وعقلا باطل شرعا وعقلا بمعنى ان الشرع دل على بطلانه والعقل ايضا دل على بطلانه اما دلالة الشرع فكما قال الشيخ اقرأ جميع في جميع الكتب المنزلة وجميع ما جاءت به الرسل كل ذلك تقرير للفطر وتقرير للاعتراف بوحدانية الله وكماله وعظمته وجلاله تقرير لصدق الرسل وتأييدهم بالايات والبراهين المعجزة الى غير ذلك هذا الذي جاءت به الرسل و الادلة على ذلك من الشرع اعظم واوضح من ان تفصل من كثرتها كثيرة في الدلالة على ذلك فالشرع دل على بطلان ذلك وايضا العقل دل على بطلان ذلك لان قول هؤلاء لو عرض على عقل سليم ان هؤلاء يطلبون من الانسان ان يمحو من عقله كل الاعتقادات وكل ما نشأ عليه وفطر عليه من الادب والخلق والى غير ذلك. ان يمحو ذلك من عقله ومن نفسه ثم يستحدث لنفسه آآ فطرة آآ جديدة من آآ يعرض عليهم هذا القول من ذوي العقول لا يقبلونه ما يقبلونه يرون ان ان هذا يتصادم مع العقول السليمة يتصادم مع العقول السليمة اضافة الى مصادمته للنقول الصحيحة. نعم الوجه التاسع ان يقال هذا الاصل الخبيث يعود الى تسلسل محو ما يقع في القلوب من كل علم صحيح وفاسد ومن كل معرفة حاصلة في القلب فهو اعظم معول لهدم العلوم كلها. لان لازم ذلك يوجب الا يثبت في القلوب شيء من العلوم الصحيحة بل لا تزال الشكوك والمكابرات تنفي ما يقع في القلوب حتى تنحل العلوم وتنحل الاخلاق ويتدرج بذلك الى مذهب الاباحية والانطلاق في الفوضى واغراض النفوس الخبيثة الضارة. ولا يبقى دون ذلك ما علمي ولا مانع خلقي. وهذا اعظم معول للشيوعية المفسدة للدين والدنيا. وبهذا وبهذه الطريقة فشل الحاد نعم هذا الوجه التاسع ان يقال ان هذا الاصل الخبيث يعود الى تسلسل المحو محو كل ما يستجد في القلوب من معارف صحيحة اه او ايمان قويم او غير ذلك مما يستجد للقلوب على قاعدة هؤلاء واصلهم الخبيث ان كل ذلك يمحى من القلب وسبحان الله كأن القاعدة قاعدة هؤلاء تقول تتجرد من كل خير اه اتصف بكل سوء يعني كل خير تمحوه من قلبك وتبعده عن نفسك يكون هذا المحو مثل ما اشار الشيخ متسلسلا كل ما استجد خير او معارف صحيحة المطلوبة على ضوء قاعدة هؤلاء التي قعدوها ان يمحى من القلب وان يزال فاذا ازيل من القلب كل المعارف واصبحت الازالة ايضا مستمرة دائمة لا يصبح في القلب مأوى او موطن لاي خير ويصبح مأوى لكل فساد فاي معول لهدم العلوم كلها اشد من هذا المعول وانكى منه ولهذا يعد هذا الاصل معول لهدم كل المعارف وكل الخيرات وكل العقائد ومنع اقتنع بهذا الاصل هدم كل خير في نفسه وهدم كل فضيلة وهدم كل رفعة وسعادة له في دنياه واخراه قال لان لازم ذلك يوجب الا الا يثبت في الا يثبت في القلب او في القلوب شيء من العلوم بل لا تزال منكرة وشاكة ومكابرة ومكذبة ماذا تصبح بعد ذلك؟ يقول الشيخ رحمة الله عليه عندما تنحل من العلوم ايضا تنحل من الاخلاق ان هل من الاخلاق ولهذا فيه ارتباط بينا العقيدة والخلق العقيدة الصحيحة تدعو الى كل خلق فاضل والعقيدة المنحلة تدعو الى الانحلال في الاخلاق ولهذا ينشأ عن عن عن ذلك الانطلاق في الفوضى والاباحية والفساد العريظ كلها تنشأ يصبح ينطلق المرء الذي قد انخرط في عقيدة هؤلاء ينطلق في هذه الحياة لا لا فرق بينه وبين البهائم منحلا من كل كعرا الا الاخلاق الفظيلة والادب نعم قال رحمه الله تعالى الوجه العاشر ان يقال على وجه التنزل ايهما اولى محوا ما يقارب في القلوب وما اتصفت به من ما يقارب ما يقع يقرب ما يقع يقع اه ان يقال على وجه التنزل ايهما اولى محو ما يقع ما يقع في القلوب وما اتصفت به من الاعتقادات الصحيحة الناشئة عما جاءت به الرسل ونزلت به الكتب. ثم بعد ذلك يوجهه صاحبه بزعمه. الى طلب الحقائق من غير اساس صحيح يبنى عليه ولا معارف نافعة يعتمد عليها وقد علم ما يرد على القلوب الفارغة الساذجة الخالية من كل شيء من انواع الوساوس والخيالات الفاسدة والضلال الالات المتنوعة وانها عند انطلاقها من الحق الصحيح اعتقادا وتخلقا. تأتي بالغرائب المزعجة والخيالات المضحكة اي هذه الحالة التي لا يرتضيها من له مسكة من عقل وحالة قلب ملآن من العلوم الصحيحة والمعارف النافعة والايمان الصادق القوي المستمد من معين الرسالة ومن هدى الله الذي هدى به الخلق وفيه من الفرقان بين الحق والباطل والهدى والضلال ما يميز به الحقائق اذا وجهه صاحبه الى بالحقائق والحق من ابوابها واستخراج المعارف من طرقها. فهذا القلب السليم عنده من اليقين والنور ما يهتدي به الى المطالب العالية فمن سوى بين الحالتين والقلبين فليبكي على ذهاب عقله بعد ذهاب دينه فالعلوم التي لها اساس قوي تعتمد عليه ولها براهين قطعية تستمد منها وتهتدي بها وصاحبها عنده من الاصول ما يفرق به بين الحق والباطل هي التي يعتبرها اولو الالباب وينافسون في ويرون ادراكها اجل نعمة انعم الله بها عليهم وهؤلاء الملحدون يوصون بتركها ومحوها من القلوب التي يلج الباطل فيها من غير معارض يعارضه من العلم واليقين والايمان. فالعلوم والمعارف والادلة والبراهين محال ان تكون صحيحة نافعة. حتى تستنير بنور الوحي وبرهان الحقيقة. وتبنى علومها واعمالها على الايمان. هذا الوجه العاشر فيها مقارنة يسيرة تكشف فساد هذا الاصل الخبيث الذي يدعو اليه هؤلاء وهي مثل ما قال الشيخ على وجه التنزل يقال لهم على وجه التنزل آآ ايهما اولى؟ وذكر طريقتين في التعامل مع القلوب ذكر طريقتين في التعامل مع القلوب الطريقة اه الاولى اذكرها على غير ترتيبه. الطريقة الاولى طريقة دعاة الحق طريق الدعاة الحق دعاة الهدى فهم في دعوتهم للناس يعملون على صيانة القلوب وتكميلها والحفاظ على ما فيها من الخير وحثهم على البعد عما يمرض القلب او يضعف القلب ولهذا تجد دعاة الحق لهم اهتمام عظيم بالقلوب في توجيهها للصلاح والزكاء والاستقامة والحفظ على المكاسب العظيمة التي في القلوب من الصدق الوفاء الامانة الحياء الخلق الى غير ذلك فدعاة الحق دعاة لصيانة القلوب وحفظ الخيرات التي فيها والعمل على تكبيرها وتنميتها وزيادتها و توسيع حتى يكون القلب ملآن بالخير وعامرا بالخير هذا هذه طريقة دعاة الحق وهي مأخوذة من دعوة المرسلين قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني فهي دعوة قائمة على هذا على تزكية القلوب وصيانتها واصلاحها وعمارتها وربطها بخالقها ومولاها ذلا وخضوعا وانكسارا وعبودية لله وتحليا من بعد ذلك بالاخلاق الفاضلة والاداب الكاملة الى غير ذلك. هذه دعوة آآ دعاة الحق اولئك اذا نظر الانسان في الفرض اولئك يطلبون محو ما في القلوب حتى تصبح قلوب خاوية قلوبا خاوية لا شيء فيها يمحى كل شيء حتى الفطرة التي فطر الله الناس عليها يطلبون محوها ويصبح الانسان قلبه ليس فيه شيء من العلوم شيء من العقائد شيء خاويا فاذا كان بهذه الصفة اصبح كما قدمت مأوى لكل شر فمن ينظر في التعامل مع القلوب تعامل هؤلاء مقارنة بمعاملة دعاة الحق يجد الفرق العظيم دعاة الحق فيهم من العناية بالقلوب والنصح لها والتهذيب والدعوة الى غير ذلك ما هو معروف بينما هؤلاء دعوتهم قائمة على محو كل خير من القلب وكل علوم نافعة وكل ايمان قائم في القلب والطهون من المنخرط في طريقهم او في مسلكهم ان ان يمحو ذلك وان يستخرجه من من قلبه ثم امر اشار لها الشيخ الوساوس هذه التي تهجم على القلب وساوس الشيطان شياطين الانس والجن ما الذي يقاومها التي تهجم على القلب ما الذي يقاومها؟ العلم. العلم الذي يكون في القلب. ولهذا يحتاج المرء الى علم في قلبه يقاوم به الوساوس. فاذا محو هذه العلوم من القلوب وما حاولنا الايمان من القلوب بقاعدتهم التي قعدوها اصبحت مأوى لكل وسواس ومأوى لكل شر وفساد فايما اولى ايهما اولى؟ محو ما يقع في القلوب وما اتصفت به من اعتقادات صحيحة الناشئة عما جاءت به الرسل هذا او المسلك الذي قامت عليه دعوة الرسل ودعوة الدعاة دعاة الحق من اصلاح القلوب وصيانتها تكميلها ورعايتها فمن سوى بين الحالتين والقلبين فليبكي على ذهاب عقله بل ذهاب دينه. لا يسوى بين هذين الطريقين او هذين المسلكين نعم افمن افمن اسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير ام من اسس بنيانه على شفا جرف هار. افمن يعلم ان ما انزل اليك من ربك الحق فمن هو اعمى قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون؟ نعم الوجه الحادي عشر ان هؤلاء يعاندون الله ورسوله اعظم معاندة فالله جل فالله يقول قولوا امنا بالله وما انزل الينا وما انزل الى ابراهيم واسماعيل واسحاق يعقوب والاسباط وما اوتي موسى وعيسى وما اوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون. وقال تعالى الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون وفي الصحيح انه صلى الله عليه وسلم قال لمن قال له قل لي في الاسلام قولا لا اسأل عنه احدا بعدك. قال قل امنت بالله ثم استقيم اي على الايمان وهؤلاء الملحدون يقولون امحوا هذه الاصول والعقائد التي لا اصح منها ولا انفع ولا يسعد العبد غيرها من قلوبكم وشكوا لتستحدثوا علوما وعقائد جديدة تجيش بها القلوب المنحرفة والاراء الفاسدة التي اعرضت عن الحق وعارضته وتوجهت الى الباطل وهذا لا ريب انه مشاقة لله ورسله. نعم هؤلاء الملاحدة مثل ما وصف الشيخ في هذا الوجه يعاندون الله ورسوله اعظم معاندة ويشاقون الله ورسوله اعظم مشاقة الله عز وجل اه يأمر عبادة بالايمان قولوا امنا بالله ورسوله عليه الصلاة والسلام يأمرهم بالامام قل امنت بالله وهؤلاء يأمرون بمحو هذا الامام من القلب فدينهم واصولهم قائمة على معاندة الحق الذي نزل من الله وجاءت به رسله الكرام عليهم صلوات الله وسلامه اجمعين فالدين هؤلاء واصولهم قائمة على معاندة الحق والمكابرة في تكذيبه ورده قال هؤلاء الملحدون يقولون امحوا هذه الاصول والعقائد التي لا يصح منها امحها من من قلبك ولا تبكي في قلبك شيئا منها وشكوا يعني في كل العقائد وفي كل الاصول لتستحدثوا علوما ما الذي سيستحدث اذا محي من القلب هذا الخير الذي نزل به اه الوحي وهنا ايضا يشار الى ان العقائد التي عند الناس لا تخرج عن عقيدتين اما عقيدة نازلة اما عقيدة نازلة من الله وهو عز وجل الخالق وهو المشرع الامر الناهي سبحانه وتعالى ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله اما ان تكون عقيدة نازلة او عقيدة نابتة او عقيدة نابتة نبتت في الارض والقائد المتكررة في القرآن وفي دعوة المرسلين ان كل عقيدة لا تكون نازلة فهي باطلة ايا كانت مهما عظمها اربابها ومهما قالوا عنها كل عقيدة لا تكون نازلة فهي باطلة ولهذا كان الرسل في طريقة اه ردهم لباطل اقوامهم يقررون هذا الاصل في ابطال ما عليه ان هذا لم ينزل من عند الله هي في آآ حوار موسى او مخاطبة موسى لصاحبي السجن قال ارباب متفرقون خير ام الله الواحد القهار ما تعبدون من دونه الا اسماء سميتموها انتم واباؤكم ما انزل الله بها من سلطان ما انزل الله بها من سلطان ما نزل بها وحي ما نزل بها وحي من افرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الاخرى؟ الكم الذكر ولو الانثى؟ تلك اذا قسمة بيزا ان هي الا اسماء سميتموها. انتم ما انزل الله بها من سلطان ان لم تكن نازلة ان لم تكن العقيدة نازلة فهي نابتة والعقيدة النابتة باطلة لان الدين لله هو الذي يشرع وهو الذي يأمر سبحانه وتعالى ان الحكم الا لله امر الا تعبدوا الا اياه ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون فهؤلاء الملاحدة دينهم قائم على المعاندة هذا الدين النازل من رب العالمين ويحلون محله اه اشياء واراء وعقول فاسدة توصلوا اليها ثم ايضا هذه العقول او الاراء التي توصلوا اليها ليست ثابتة على نسق واحد بل هي اشياء متصادمة وعقائد متضاربة وباطن آآ يعارضه باطل هذه حالهم بامر مريج نعم قال رحمه الله تعالى الوجه الثاني عشر ان محو العلوم الصحيحة والعقائد الحقة من القلوب وطلب الشك فيها محال غير ممكن ومن حاول ذلك فهو مكابر فالحقائق الصحيحة المبنية على البراهين الحقة الواضحة لا يمكن ازالتها من القلوب بوجه لان الحق اذا تمت معرفته احتل القلوب وثبت فيها واستقر وصارت له السيطرة على كل باطل وزهق الباطل عند مقابلته ولهذا قال تعالى عن فرعون وقومه وجاهدوا بها واستيقظتها انفسهم وقال لقد علمت ما انزل هؤلاء الا رب السماوات والارض بصائر وقال عن اليهود الذين اتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون ابناءهم وقال عن كفار المشركين فانهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بايات الله يجحدون وهؤلاء الملحدون انما غرضهم الوحيد صد الناس عما جاءت به الرسل ومقاومة ذلك بكل طريق. فرأوا هذا طريقا راج على الاغمار وضعفاء البصائر وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وان كان مكرهم لتزول منه الجبال اما اولو البصائر والالباب فانهم يسعون لازالة ما وقع ويقع في القلوب من الشبهات والشهوات المعارضة الحق فان الشبهات والشهوات الواردة على القلوب تضعف علمها ويقينها وايمانها ودواء ذلك ان يقابل بالعلم الصحيح والبراهين الصادقة فان الشكوك لا ثبوت لها عند ذلك قال تعالى فاما الزبد فيذهب جفاء. واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض وكذلك ازالة ما يقع في القلوب من الشهوات والاغراض الفاسدة التي يقدمها صاحبها على الحق والتعصب للمقالات بغير مستند صحيح فدواء ذلك بتوجيه القلب لقصد الحق الصرف والاخلاص لله وقوة الرغبة فيما عند الله وتقديمه على هوى النفوس. فهذا هو المطلب الصحيح لكل موفق ان يكون فطنا في ادراك الحق. وفي نفي الشبهات المنافية له. وان يكون حسن القصد في حسن وان يكون حسن القصد في ترجيح ما يرجحه الدليل الصحيح من المقالات. الوجه الثاني عشر يقول رحمه الله ان محو العلوم الصحيحة والعقائد الحقة من قلوب وطلب الشك فيها محال غير ممكن محال غير ممكن هؤلاء وان عملوا ما عملوا فيما يزعمونه من محو محو لما في القلوب من من فطر ومن عقائد هو في الاصل مستقر هو في الاصل مستقر في القلب لكنه عندما يخظع نفسه لكلام هؤلاء قد يصير عنده شيء من القبول لما عند هؤلاء ربما يكون ايضا مبني على مطامع دنيوية حظوظ دنيوية الى غير ذلك وهو في الغالب كذلك لكن الذي في القلب هو موجود مثل ما قال الله عن فرعون ونعلم ماذا قال من الجحد والتكذيب قال وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ولما كان فرعون يخاطب موسى بالجحد وانه لا يوجد اله وما علمت من اله غيري قال له موسى كما في اخر سورة الاسراء لقد علمت لقد علمت يعني في قرارت نفسك ما انزل هؤلاء الا رب السماوات والارض بصائر انت تعلم في قرارات نفسك فهذه حال هؤلاء يعني وهم وان ادعوا انهم يمحون من القلوب لكن القلوب فيها فيها هذا الاصل لكن من يقبل لابد من وراء قبوله اشياء الشاهي من مطامع النفس وحظوظها مبتغياتها الى غير ذلك والا محو العلوم الصحيحة والعقائد الحقة من القلوب وطلب الشك فيها محال غير ممكن ومن حاول ذلك فهو مكابر فالحقائق الصحيحة المبنية على البراهين الحقة الواضحة لا يمكن ازالتها من القلوب بوجه من الوجوه ثم عاد الشيخ للمقارنة السابقة بين هذا القول القائم على هذا المحو وبين طريقة اولي البصائر الذين يسعون لازالة ما وقع في القلوب من الشبهات والشهوات فرق بين المسلكين. هؤلاء يسعون لازالة ما في القلب من خير واهل الباب والبصائر يسعون لازالة ما يقع في القلوب من الشبهات والشهوات التي تعارظ الحق نعم الوجه الثالث عشر ان المقصود الاعظم من تأصيل هذا الاصل الخبيث الكفر بما جاءت به الرسل والانحلال عنه والا فاهله من اكذب الناس. فانهم متمسكون غاية التمسك بما عليه ائمتهم الملحدون واقوالهم وعقائدهم مقدمة عندهم على ما جاءت به الرسل ويتعصبون لها غاية التعصب فلو كانوا صادقين محقين لوجب عليهم ان يمحوا من قلوبهم اقوال ائمتهم وعقائدهم التي ما زالوا متمسكين بها ومقلدين لها تقليدا اعمى فالغرض من كلامهم معروف وهو قصدهم الانحلال الانحلال من الدين الصحيح والتمسك باقوال هؤلاء الضالين. هذا كلام متين وعظيم جدا في ابطال هذا اصل آآ الخبيث الذي عند هؤلاء يقول لان ان هذا الاصل الخبيث. هو في الحقيقة يعني مقصده جهد ما جاءت به الرسل الرسل جحد الدين الحق الذي جاءت به رسل الله ونزلت به كتب كتبه كتب الله سبحانه وتعالى وحيه المنزل والا فالقوم هم انفسهم لا يعملون باصلهم هذا لا يعملون باصلهم الان يقولون لصاحب الحق امحوا من قلبك امحوا من قلبك كل التصورات كل امحوا من قلبك كل العقائد كل المعارف الصحيحة امحها من قلبك هل هم محوا من قلوبهم ما تلقوه عن اشياخهم ائمة الضلال اساتذتهم ائمة الضلال هل محوا ذلك ولو قلب عليهم قولهم وقيل له امح من نفسك امح من نفسك كل ما تلقيت عن هؤلاء اهل الضلال ويمكن ان يقلب عليه مذهبه. يقال امح من نفسك كل ما تلقيته وتعال معي انظر في الاسلام وبهائه انظر في الدين وجماله انظر في حسن ما يدعو اليه امح من قلبك كل التصورات التي اخذتها عن هؤلاء امحها من قلبك وتعال بقلب اه محي منه كل هذه التصورات الزائفة وانظر بهدوء وطمأنينة في الحق الذي دعت به الرسل لكن القوم اهل كذب يريدون من صاحب الحق ان يمحو من قلبه ماذا؟ الحق اما ان يمحو هم من قلوبهم الباطل ثم ينظر في الحق فيقبلوا عليه لا يريدون ذلك لا هم اصلا لا يريدون اه الخير فقاعدتهم من اساسها واصلها وفصها في تكذيب ما جاءت به الرسل. والا لو كانوا صادقين لو قلب عليهم الامر وقيل لهم امحوا كل ما تلقيتموه من اساتذتكم وكبرائكم وائمتكم امحوا كل ذلك وتعالوا انظروا الى الحق الذي جاءت به الرسل وتأملوا وتفكروا تدبروا باناة لعل لعل لعلكم بذلك يهتدون الى الحق وتصلون اليه لكن القوم لا القوم مراد بذلك اصلا التكذيب بالحق وضعوا هذا معولا يهدمون به الحق فهو ليس اه ليست اداة بناء وانما هو معول هدم للحق لو كان اداة بنا لطبقوه على انفسهم ومحو عن انفسهم جميع ما جاءت به ائمتهم واخذوه وتلقوه عنهم ونظروا الى ما جاءت به الرسل بتجرد وانصاف وعدل نتبين لهم ان هو الحق وهو الهدى وهو الذي به السعادة في الدنيا والاخرة لكن مثل ما قال الشيخ الغرض من كلام معروف وهو قصدهم الانحلال من الدين الصحيح والتمسك باقوال هؤلاء الضالين نعم الوجه الرابع عشر قال الشيخ ومن المعلوم ان الله لا يحب الجهل ولا الشك ولا ولا الحيرة ولا الضلال وانما يحب الدين والعلم واليقين. نعم هذا الوجه الرابع الرابع عشر. وعندما يقول قال الشيخ يقصد ابن تيمية عندما يقول ابن رحمة الله عليه قال الشيخ يقصد ابن تيمية وفي الغالب ينقل عن كتابه نقظ التأسيس وايضا بهذا تعرف ان الشيخ رحمه الله اه ينقل ردودا من نقض التأسيس ويضيف وجوه كثيرة ولهذا في ثنايا آآ هذه الرسالة يعني وجوه كثيرة كلها من تقرير الشيخ ابن سعدي رحمة الله عليه وفيها ما هو من قول نصا يبدأوا بقوله قال الشيخ ثم يختمهم بقوله انتهى ومنها ما يكون من قول بالفحوى والمعنى العام يكون استفاد من ومنها اشياء اه قررها وبينها اه هو رحمه الله تعالى مما فتح الله عليه به ويؤجل وجهه الرابع الى الرابع عشر الى لقاء الغد نسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اتنا نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا