بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول العلامة السعدي في كتابه الادلة القواطع والبراهين في ابطال اصول الملحدين الوجه الرابع عشر قال الشيخ ومن المعلوم ان الله لا يحب الجهل ولا الشك ولا الحيرة ولا الضلال وانما يحب الدين والعلم واليقين وقد ذم الحيرة بقوله قل اندعو من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا ونرد على اعقابنا بعد اذ هدانا الله كالذي استهوته في الارض حيران له اصحاب يدعونه الى الهدى ائتنا. قل ان هدى الله هو الهدى. وامرنا لنسلم لربنا العالمين وقد امرنا ان نستهديه الصراط المستقيم المتضمن للعلم للعلم بالحق والعمل به والقرآن هو الشفاء والهدى والنور والشك والحيرة ليست محمودة باتفاق المسلمين وغاية ما يكون ان من لم يكن عنده علم بالشيء فالواجب عليه ان يسكت ويطلب العلم من طرقه وهؤلاء الملحدون الشاكون المشككون الذين يأمرون الناس بمحو الحق الذي في القلوب القلوب الى غيره مخالفون للكتاب والسنة ولاجماع العقلاء المعتبرين متابعون لائمتهم ضالين. انتهى بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذا الوجه الرابع عشر من الوجوه التي اه ساقها الامام عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى في هذا المؤلف العظيم النافع الادلة القواطع والبراهين في ابطال اصول الملحدين ذكر رحمه الله في اول الرسالة اصلا خبيثا شنيعا يقوم عليه الحاد هؤلاء ويتأسس وهو ان يمحو من قلبه كل علم وكل يقين وكل ايمان وكل دين يدين الله به يمحو ذلك كله من قلبه ثم يشك في الاشياء فالقاعدة قائمة على ازالة اليقين الثابت في القلب وان يحل محله الشك وان يكون محله الشك واذا وجد الشك فالحيرة ايضا ملازمة والتذبذب فهم بهذه القاعدة يخرجون من يتبعهم في طريقهم من اليقين والعلم والايمان وثبات القلب الى الشك والحيرة والاضطراب والتذبذب الذي هم عليه ولهذا يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في سياق ابطال هذا الاصل من المعلوم ان الله لا يحب الجهل ولا الشك ولا الحيرة ولا الضلال هذه امور ليست محبوبة الى الله ليست ايضا من الدين الذي يتدين به وليست من باب القرب بل هي نوع من الضياع والضلال والانحراف قال وقد ذم الله سبحانه وتعالى الحيرة ثم اورد قول الله جل وعلا قل اندعو من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا ونرد على اعقابنا بعد اذ هدانا الله كالذي استهوته الشيطان كالذي استوته الشياطين في الارض حيران له اصحاب يدعونه الى الهدى ائتنا قل ان هدى الله هو الهدى فهذه الاية فيها ذم الله للحيرة وان الحيرة انما هي حال الضائعين والمتدين المؤمن المقبل على طاعة الله سبحانه وتعالى عافاه الله وسلمه بما عنده من الايمان من هذه الحيرة التي عليها اهل الضلال والشك الذي هم عليه والاية يأمر فيها الله سبحانه وتعالى نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم ان يقول للمشركين الذين يطلبون من اهل الاسلام ان يكونوا على الدين الذي هم عليه فيقول الله جل وعلا لنبيه قل اي لهؤلاء المشركين اندعوا من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا وهذا اكتفي به وهو كاف واف في ابطال عبادة غير الله ويكفي في معرفة الباطل تصور ما هو عليه من فساد فالذي يدعو غير الله يكفي ان يعرف فساد هو ما فساد ما هو عليه بان الذي يدعوه لا ينفعه ولا يضره وهذه وحدها كافية في ابطال الشرك قل اندعو من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا ونرد على اعقابنا بعد اذ هدانا الله اي بعد ان من الله علينا بالايمان والاعتقاد والتوحيد والاخلاص والاقبال على الله وحده بالعبادة بعد هذا التوحيد والايمان نرد على اعقابنا بعد هذه الهداية هذا لا يمكن فتكون الحال ممن كان كذلك كالذي استهوته الشياطين في الارض اي استدرجته واستجرته الى الضياع والباطل حيران له اصحاب يدعونه الى الهدى يدعونه الى الهدى ائتنا والشيخ ابن سعدي رحمة الله عليه في تفسيره لهذه الاية ذكر ان هذا حال كثير من الناس يتجاذبه داعيا داعي باطل الشيطان النفس الامارة قرناء السوء وسائل الشر وداعي خير فهذا يتجاذبه هذا يجذبه من جهة وهذا يجذبه من جهة وهو مع من غلبه من هذان من هذين الجاذبين فيحتاج المقام من المسلم ان ان يثبت على دينه وان يحذر من هذه الاشياء التي تجذبه الى الضياع والضلال كالذي استهوته الشياطين في الارض حيران له اصحاب يدعونه الى الهدى ائتنا المؤمن عافاه الله وسلمه بما من الله عليه من الهدى والاستقامة والصلاة والعبادة والاقبال على الله سبحانه وتعالى. الحاصل ان هذه الاية فيها ذم الله للحيرة والحيرة تتنافى مع الهداية ولهذا المسلم مأمور بان يطلب من الله مرات وكرات ان يهديه صراطه المستقيم. ثباتا عليه وازديادا فيه وسلامة من الانحراف عنه قال شيخ الاسلام وقد وقد امرنا اي الله جل وعلا ان نستهديه الصراط المستقيم وهذا كما هو معلوم في سورة الفاتحة يستهدي المسلم ربه ان يطلب منه ان يهديه الصراط المستقيم مرات وكرات في كل مرة يتلو فيها الفاتحة وكلكم يعلم ان الفاتحة تقرأ فرضا واجبا في اليوم والليلة سبع عشرة مرة فالمسلم في اليوم والليلة سبع عشرة مرة يدعو الله دعاء فرضه الله عليه اهدنا الصراط المستقيم هذا استهداء يطلب من الله ان اه ان يهديه والهداية سلامة من الحيرة سلامة من الشك سلامة من الضلال والضياع اذا نظرت تجد ان اولئك القوم يدعون الناس الى الخروج من الهداية الى الخروج من الهداية والدخول في الحيرة والشك والضلال والضياع بينما المسلم مطلوب منه ان يثبت على هذه الهداية قل ان هدى الله هو الهدى ويسأل ربه مرات وكرات ان يثبته على هذه اه الهداية وان يسلمه وان يعيذه من الضلال وقد امرنا او وقد امرنا ان نستهديه الصراط المستقيم المتضمن للعلم بالحق والعمل به وهذه فائدة الصراط المستقيم ينتظم امرين العلم بالحق والعمل به العلم بالحق ان يكون عالما بالحق عالما بالهدى وفي الوقت نفسه ان يكون عاملا به من اهله قال والقرآن هو الشفاء والهدى والنور واذا كان القرآن هو الهدى والشفاء والنور فالذي يدعو اليه اولئك هو الضياع والضلال والظلمة قال والشك والحيرة ليست محمودة باتفاق المسلمين وغاية ما يكون ان من لم يكن عنده علم بالشيء فالواجب عليه ان يسكت ويطلب العلم من طرقه هذه جاءت في سياق الرد في هذا المقام لكنها تعد فائدة مهمة للمسلم في حياته العملية وسلوكه العملي الا يتجرأ على شيء من دين الله ان لا يتجرأ على شيء من دين الله سبحانه وتعالى فغاية ما ما يكون ان من لم يكن عنده علم بالشيء من لم يكن عنده علم بالسيء فالواجب عليه ان يسكت ويطلب العلم من طرقه هذه تعد قاعدة منهجية رصينة مهمة للمسلم في حياته. اذا كان ليس عنده علم لا يتكلم ولا تقف ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا قال وهؤلاء الملحدون الساكون المشككون الذين يأمرون الناس بمحو الحق الذي في القلوب لتتوجه القلوب الى غيره مخالف للكتاب والسنة والاجماع ولاجماع العقلاء المعتبرين. نعم قال رحمه الله تعالى الوجه الخامس عشر انه لو فرض وقدر ان الانسان يمحو من قلبه كل عقيدة ويصير القلب خاليا من الحق والباطل ثم يزن بعقله المستقيم العقائد الصحيحة النافعة التي جاءت بها الرسل بما يضادها من العقائد الاخر ويزنها بحق وعدل وانصاف وفهم صحيح فانه يظهر له الفرق العظيم ويتضح له ان من سوى بينما جاءت به الرسل وبين غيره كالمسوي بين الليل والنهار والضياع والظلمة فكيف بمن فضل الالحاد على دين رب العباد؟ فان الحق بطبيعته وبراهينه يمحق يمحق باطل ولا يبقى له معه قرار قال رحمه الله في هذا الوجه انه لو فرض وقدر ان الانسان يمحو من قلبه كل عقيدة ويصير القلب خاليا من الحق والباطل. ثم يزن بعقله المستقيم العقائد الصحيحة النافعة التي جاءت بها الرسل بما يضادها من العقائد الاخرى ويزنها بحق وعدل وانصاف وفهم صحيح فانه يظهر له الفرق يقول لو فرض ذلك لو فرض مع مع ان صاحب الحق لا يمكن لا يمكن صاحب الحق الذي عرف الحق وفهمه ان يمحو من قلبه ان الله ربنا وان الله خالقنا وان الله عز وجل يبعثنا ويجازينا على ما عملنا وان الله اعد الدار الاخرة للجزاء والحساب وان وان وغير ذلك من العقائد الراسخة الثابتة لا يمكن ان ان يمحوها مؤمن من قلبه يزيحها من قلبه بهذه الدعوة الجائرة الا من خسف عقله وتلف اذا من خسف عقله وتلف تلفا تاما هذا الذي يمكن ان ولى والا فان المؤمن لا يمكن ان يمحو ذلك. لكن يقول لو قدر ان شخصا محى اه هذه العقائد ثم اخذ ينظر بعقله ثم اخذ ينظر بعقله نظرا متجردا فيه فيوازن بين العقيدة التي في الكتاب والسنة والعقائد التي يدعو اليها هؤلاء سيجد الفرق واضح ان كان عنده عقل ان كان عنده عقل لكن الحقيقة وهذا على التنزل فقط في المثل هذا الذي محى ثم نظر محوه لم يكن ناسيا الا عن ماذا؟ اكملوا لم يكن ناشئا الا عن ضياع عقله ما عنده عقل لا يمكن ان يمحو الا من لا عقل له لا يمكن ان يمحو هذه العقائد الصحيحة الا من عقلا لكن هذه تذكر تنزلا هذه تذكر تنزلا في مقام المناقشة والردود والا لا يمكن اصلا صاحب الحق يمحو اه من ذلك ثم يبقى له عقل مستقيم لينظر لان محوه للحظ يدل على فساد عقله واذا فسد عقله فسد ايضا نظره لكن هذا انما يذكر فقط في مقام الا التنزل فلو فرض ذلك ونظر بعقل مستقيم او عقل اه منصف ووازن سيجد ان الفرق شاسع كالفرق بين الظياء والنور قال فكيف بمن فضل الالحاد على دين رب العباد؟ نعم قال فان الحق بطبيعته وبراهينه يمحو الباطل ولا ولا يبقى له معه قرار. نعم الوجه السادس عشر ان الامور اليقينية والحقائق الصادقة يستحيل ان تقدح فيها الشبهات والتشكيكات بوجه من الوجوه وقد علم بالادلة والبراهين المتنوعة نقلا وعقلا وفترة ان ما جاءت به الرسل هو الحق واليقين والدين الحق وبراهين ذلك لا تحصى كثرة وقوة ووضوحا وقد صنفت الكتب الكبار والصغار من اصناف الطوائف في تحقيق صدق الرسل وصحة ما جاءوا به. وانه الحق والهدى وان كل ما نفاه وخالفه اذا قيس به وقرن معه اضمحل وبطل ولم يكن له اليه نسبة بوجه من الوجوه فمتى علم المنصف ذلك عرف انه ليس بعد الحق الا الضلال والمحال. وان وان تأصيل هؤلاء الملحدين هذا الاصل الفاسد من اكبر ما يدل على فساد اديانهم وسفاهة عقولهم وسوء نعم هذا الوجه السادس عشر ان الامور اليقينية الثابتة البينة الواضحة يستحيل ان تقدح فيها الشبهات يستحيل ان تكون اه الشبهات المجردة المجردة قادحة فيها لان هذه امور يقينية والامور اليقينية مسلمة فلا يمكن ان تقدح فيها آآ مثل هذه الشبهات ولهذا الشبهات لا تروج ولا تنطلي الا مع ضعف اليقين بهذه اليقينيات لا تروج ولا تنطلي الا عند ظعف اليقين فتنطلي على المرء اه مثل هذه الشبهات ولهذا اول ما يكون من هؤلاء خلخلة يقين صاحب الحق فاذا تخلخل اليقين عنده وامكنهم حينئذ ان يدخلوا عليه ما يدخل من الشبهات اما الشبهات في نفسها لا يمكن ان تكون قادحة في اليقين بل اليقين هو الذي يدحض آآ الشبهات ويكشف عوارها وزيفها مثل ما قال الله تبارك وتعالى وقل جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا. نعم قال الوجه السابع عشر ان العلوم النافعة التي اتفق عليها اتباع الرسل واهل الهدى مدارها على امرين احدهما ان يعرف ما اخبرت به الكتب السماوية والرسل عن الله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر وسائل الغيوب وما اخبرت به وحكمت به من الاحكام التي يتعبد المكلفون بها ويتعاملون ويعتقد ذلك ويعمل به الثاني معرفة براهين ذلك العقلية والسمعية والنظرية والوقوف على اسرارها وحكمها فهذه العلوم النافعة التي خلق التي خلق الله لها الخلق وارسلت بها الرسل وتتوقف السعادة والفلاح عليها فالسعي في ازالتها من القلوب اعظم معاندة ومشاقة ومحاربة لله ورسله وانما المطلوب الاعلى حصولها في القلوب وثبوتها فتبا لطائفة زائغة قدمت مقالات الملاحدة قدمت مقالات الملاحدة على كلام الله ورسوله. الوجه السابع عشر ان العلوم النافعة التي اتفق عليها اتباع الرسل واهل الهدى مدارها على امرين وثم ذكرهما حاصل الامرين ان العلوم النافعة اما مسائل هذا الامر الاول او دلائل ولهذا يعني الدين واصول الايمان امور الدين عموما هي مسائل ودلائل مسائل ودلائل. الامر الاول من اه الامرين هو المسائل المسائل وهذا يتناول مسائل الاعتقاد التي هي اصول الديانة ويتناول ايضا مسائل الاحكام التي هي العبادات التي كلف بها المكلفون من الصلاة والصيام والصدقة الى اخره فالدين مسائل ودلائل دلائل اي دلت على هذه المسائل والدلائل اه مردها والمعول فيها على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فدين هذا شأنه وعلوم نافعة هذا شأنها مسائل هي اعظم المسائل واجلها وانفعها واكبرها وقائمة على داء على دلائل هي اصح الدلائل وابينها واوضحها واظهروها كيف يطلب من اهلها ان يمحو هذه العلوم النافعة من مسائل ودلائل ان يمحو ذلك من قلوبهم فيمحو العلم الا النافع ويمحو العمل الصالح يمحو اه العلوم النافعة وينفع وينفو ايضا الاعمال الصالحة وهذا هو الصراط المستقيم كما تقدم وهو الهدى تبا مثل ما قال رحمه الله لطائفة زائغة اه قدمت مقالات الملاحدة على كلام الله وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام واخذت تدعو الناس الى محو كل هذه العلوم النافعة بمسائلها العظيمة ودلائلها وبراهينها الواضحة ثم يطلبون من الناس ان يدخلوا في الشك المزعوم والحيرة ثم بعد ذلك ينظر نظرا مجردا او متجردا بزعم هؤلاء فلا يؤمنون الا بما يكون محسوسا او او مشاهدا وهل هذه الا بضاعة تامة وجناية عظيمة على العقول وعلى الفكر وعلى الالباب وهدم لما فيها من الكمال والرفعة والعز وما به سعادة الناس في الدنيا والاخرة. نعم الوجه الثامن عشر ان الرسل صلوات الله وسلامه عليهم جاؤوا بمحق ما يقع في القلوب مما ينافي الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وتوابه لذلك وازالة كل شبهة تعرض للقلوب تقدح في هذا الاصل او تخل به بالبراهين القاطعة الواضحة ليكون الايمان صحيحا. والقلب سليما من الشبهات والشكوك والايرادات الفاسدة والقرآن والسنة مملوءان من ذلك وهؤلاء الملحدون يريدون نقيض ذلك فهم ائمة الكفر والجحود حادوا الله ورسله اعظم محاده. قال رحمه الله في هذا الوجه ان الرسل عليهم صلوات الله وسلامه جاؤوا بمحق ومحو ما يقع في القلوب مما ينافي الايمان بالله والملائكة والكتب والرسل واليوم الاخر وتوابع ذلك وازالة كل شبهة تعرض للقلوب وهذا الذي يعرف بالتزكية تزكية القلوب الرسل بعثوا بذلك لقد من الله على المؤمنين اذ بعث فيهم رسولا من انفسهم يتلو عليهم اياته ويزكيهم يزكيهم بتلاوة الايات الرسل بعثوا بتزكية القلوب وتنقيتها وتطهيرها وان يمحى منها كل شبهة تقدح الايمان وتقدح في هذه الاصول العظيمة. فالرسل جاءوا بمحو الشبهات القادحة في الايمان بينما هؤلاء الملاحدة جاؤوا بمحو ماذا الرسل جاءوا بمحو الشبهات التي تقدح في الايمان. والملاحدة جاءوا بماذا جاءوا بمحو الايمان نفسه جاءوا بمحو الايمان نفسه جاءوا بمحو الايمان الذي بعث به اه الرسل وانزلت به الكتب وقامت عليه اوضح البراهين واصدق الدلائل فهؤلاء الملاحدة يريدون محو الايمان نفسه فالرسل بعثوا لمحو ما ينافي الايمان او او شبهة تقدح في الايمان او نحو ذلك تزكية للقلوب وتطهيرا لها واولئك جاءوا بمحو الايمان نفسه بمحو الايمان نفسه فهذا من اعظم المشاقة لله والمحادة لله ولرسوله عليه الصلاة والسلام نعم الوجه التاسع عشر ان من اعظم الاصول التي جاءت بها جميع الرسل خصوصا خاتمهم وامامهم محمد صلى الله عليه وسلم الايمان بالقضاء والقدر مع الحث على فعل جميع الاسباب النافعة في الدين والدنيا والكتاب والسنة مملوءان من ذلك وان جميع الحوادث مربوطة بقضاء الله وقدره ونواصي العباد بيده وانه لا حول للعباد ولا قوة لهم الا بالله. وانه ما شاء الله كان وما يشاء لم يكن وانه لا يأتي بالحسنات الا الله ولا يدفع السيئات الا هو وان جميع النعم الباطنة والظاهرة كلها من الله فهذا الاصل الكبير قرره الكتاب والسنة في مواضع كثيرة وهو اصل توحيد الربوبية وقصده تقريره في وقصد تقريره في القلوب واعتقاده الكامل المثمر لكل خير وهؤلاء الملحدون يريدون ويحاولون من الخلق ان يجحدوا قضاء الله وقدره ويعتقد انه لا حاجة الى الاستعانة برب العالمين رأسا. لانهم جحدوه وعطلوا افعاله بالكلية واعتقدوا ان الافعال كلها للطبيعة وكفى بقول جهلا وضلالا ان يصل الى هذا الحد الفظيع. هذا وجه اخر في الرد على ان الرسل اجمعين اتفقوا على الايمان بالقضاء والقدر وان الامور كلها بقضاء وقدر هذا الاصل مع بقية اصول الايمان وهي ستة متفق عليها بين جميع الرسل متفق عليها بين جميع الرسل لا خلاف بين رسول واخر في اي اصل من اصول الدين. الاصول واحدة والعقيدة عند جميع الرسل واحدة ولهذا قال العلماء العقيدة لا يدخلها النسخ النسخ يكون في الاحكام والشرائع اما العقيدة واحدة ثابتة عند الاولين والاخرين ومتفق عليها بين جميع النبيين الايمان بالله الايمان باليوم الاخر الايمان بالملائكة الايمان بالكتب الايمان بالرسل الايمان بالقضاء والقدر هذي اصول ثابتة اصول ثابتة بين جميع الانبياء ووجميع المرسلين ولهذا مثل ما قال الشيخ اذا قرأت القرآن والسنة تجد تجدهما مملوءان بالادلة على ذلك الادلة على على الاتفاق اتفاق الانبياء الرسل اه على هذه الاصول العظيمة مع الاخذ بالاسباب وهذا ايضا متفق عليه لان حقيقة الايمان بالقدر ان يسلم الامر او يسلم المرء ان الامور كلها بقضاء الله وقدره وانما شاء كان وما لم يشأ لم يكن وان ما اصاب المرء لم يكن ليخطئ وما اخطأ لم يكن ليصيبه ثم مع هذا الايمان يبذل الاسباب النافعة بما تتحقق به مصالح الدينية والدنيوية احرص على ما ينفعك واستعن بالله. فاعبده وتوكل عليه اياك نعبد واياك نستعين جاؤوا بهذا وهذا جاؤوا بفعل الاسباب والايمان بان الامور كلها بقضاء الله سبحانه وتعالى فهذا اصل كبير قرره الكتاب والسنة واتفقت عليه جميع الرسل وهو من الايمان ربوبية الله وهؤلاء الملاحدة يريدون ويحاولون من الخلق ان يجحدوا القضاء والقدر ان يجحدوا القضاء والقدر وان يكذبوا بالقضاء والقدر وان آآ الامور ليست بقضاء وقدر ليست بقضاء وقدر لانهم يجحدون اصلا المقدر المقدر الرب العظيم الذي الامر كله بتدبيره وقضائه وقدره يجحدون ذلك ولهذا آآ ما يدعو اليها هؤلاء الملاحدة هو هدم لكل الاصول وهدم لكل القيم العظيمة والاخلاق المتينة كل كل ذلك يهدم على على هذه الاصول التي يدعو اليها هؤلاء الملاحدة. نعم الوجه العشرون ان هؤلاء الملحدين حصروا العلوم المدركة في دائرة ضيقة فما ادركوه بحواسهم وتجاربهم اثبتوه وما لم يدركوه بذلك نفوه وانكروه فانكروا من اجل ذلك علوم الغيب كلها وجحدوا ربوبية الله وافعاله وعطلوه من صفاته وافعاله اذ لم يدخل ذلك تحت مداركهم القاصرة وهذا باطل شرعا وعقلا. هذا الوجه العشرون ان هؤلاء الملاحدة حصروا العلوم المدركة التي يحصلها المرء ويدركها في دائرة ضيقة وهي دائرة ما يعرفه او يقف عليه بحسه او حواسه ومشاهدته ومعاينته مثل ما مر معنا في الاصل الذي قرره هؤلاء فاتبع قاعدتهم بحصر المعلومات بالمحسوسات حصر المعلومات بالمحسوسات فبناء على ذلك انكروا جميع امور المغيبة التي جاءت بها الرسل والله وصف المؤمنين بقوله هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب اي يؤمنون بكل ما غاب عنهم مما اخبرتهم به رسول الله مما اخبرتهم به رسل الله فالمؤمن يؤمن بكل هذه المغيبات ايمانا جازما ثابتا في قلبه لا شك عنده فيه ولا ريب لان لانه جاءت على ذلك اخبار صادقة وبراهين واظحة ودلائل بينة فهو يؤمن ايمانا جازما بذلك. بينما هؤلاء الملاحدة يريدون هدم ذلك ومحوه ومحوه كله والا يؤمن المرء بزعمهم الا بما يحس ويشاهد وهذا الذي يقول يقولونه هو انه حصر المعلومات في المحسوسات فقط هذا باطل شرعا وعقلا ثم وضح الشيخ وجه دلالة الشرع على بطلان ذلك ثم وجه دلالة العقل على بطلان ذلك. نعم اما الشرع فجميع الكتب السماوية وجميع الرسل تبطل قولهم وحصرهم العلوم بمدركات الحس الظاهرة ونفيهم لما عداها وتثبت بالبراهين اليقينية من علوم الغيب ومن العلوم التي لا تدرك الا بالوحي من الحقائق النافعة الصحيحة والمعارف الصادقة ما لا نسبة لعلومهم كلها اليها. من اولها الى اخرها قال الشيخ وهم يعترفون ان علوم الانبياء لا يمكن ان توزن بميزان صناعتهم فاكثر الحقائق النافعة يعترفون انه لا سبيل الى وزنها الى وزنه بها فهي يوزن بها المتاع الخسيس. دون الحقائق النافعة والامر النفيس. الذي ليس للنفوس عنه عوظ وليس سعادتها الا فيه وهم لم يزنوا بالقسطاس المستقيم ولم يستدلوا بالايات البينات التي هي العلوم الحقيقية والحكمة اليقينية التي فاز بالسعادة عالمها وخابب الشقاوة جاهلها واهل المنطق متفقون على انه لا يفيد الا امورا كلية مقدرة في الدين لا في الخارج والعلوم الموروثة عن الانبياء اجل واعظم من ان يكون لها التفات او حاجة الى علمهم بل ادخال علمهم في العلوم الصحيحة يطول العبارة ويبعد الاشارة ويجعل القريب من العلم بعيدا واليسير منه عسيرا ولا يفيد الا كثرة الكلام والتشقيق مع قلة العلم والتحقيق. والامور الموجودة المحققة تعلم الحس الباطن والظاهر. وتعلم بالقياس التمثيلي. وتعلم بالقياس الذي ليس فيه قضية كلية ولا شمول ولا عموم. انتهى. هذا نقل اه ذكره عن شيخ الاسلام رحمه الله. وقبل اوضح رحمه الله فيما يتعلق دلالة الشرع ان جميع الكتب السماوية وجميع الرسل تبطل قولهم هذا الذي هو حصرهم للعلوم بمدركات الحس. ومن يقرأ القرآن ويقرأ سنة النبي عليه الصلاة والسلام يجد فيهما من الشواهد والدلائل اه الكثيرة التي تبطل آآ هذه الدعوة الفاسدة الباطلة نقل عن شيخ الاسلام ان علوم هؤلاء لا يمكن ان يوزن بها الحق نعم قد يوزن بها آآ امور امور من امور الدنيا واشياء من امور الدنيا او نحو ذلك اما امل الحقائق النافعة والامر النفيس الذي وحي من الله سبحانه وتعالى لا يمكن ان ان تجعل العقول ميزانا يوزن به هذا الوحي المنزل من الله فما قبلته قبل وما لم تقبله لم يقبل لا يمكن لان العقول احقر من ان تكون آآ لها شأن في هذا المقام بل ليس لها الا ان تتلقى هذا الوحي بالتسليم والرضا والقبول نعم تكون تزن اشياء تتعلق بمتع الدنيا اشياء من هذا القبيل اما ان ان يوزن الحق يوزن الوحي المنزل من الله سبحانه وتعالى بهذا لا يمكن ذكر رحمه الله ان علوم هؤلاء علوم هؤلاء مع ما تؤول اليه من نتائج فاسدة عواقب وخيمة فيها مثل ما ذكر رحمه الله تعالى فيها التطويل آآ تطويل العبارة وبعد الاشارة وجعل القريب من العلم بعيدا واليسير منه عسيرا ولا يفيد الا كثرة الكلام والتشكيك وهذا ذكر شيخ الاسلام في ذم المنطق من كلامه رحمه الله الذي يشبه ايضا هذا الذي ذكر هنا ان شبهه لحم الجمل الغث قال كلحمي جمل غث على رأس جبل وعر على رأس جبل وعظ فلا سمين اي اللحم فينتقل ولا سهل اي الجبل فيرتقى فهؤلاء هذا حاصل ما عندهم في هذا العلم الذي هو تطويل في العبارة وتشكيك في الكلام الى اخر ذلك ثم لا يصلون الى الى الى الى حقائق يقينية فكيف يعرض المرء عن الا الوحي المنزل كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ويقبل على كلام هذا شأنه وهذه صفته نعم واما العقل فجميع العقلاء المعتبرين يثبتون للعلوم مدارك غير مدارك الحس. نعم اولئك يقولون هي محصورة في الحس لكن قال ايثبتون ان العلوم لها مدارك مدارك اخرى غير مدارك الحس يأتي الاشارة الى سين منها. واما العقل وجميع العقلاء المعتبرين يثبتون للعلوم مدارك غير مدارك الحس. فان مدارك العلوم الحس والعقل والاخبار الصادقة فالاخبار الصادقة اعلاها واصدقها واحقها بالحق خبر الله وخبر رسله وفي ذلك تبيان لكل شيء وهدى للخلائق وتوضيح للحقائق وتنبيه للعقول على ترويج على توجيهها كل علم نافع ويلزم على قول هؤلاء الملحدين ابطال ذلك كله حتى يدركوه بحواسهم وهذا ميراث وهذا ميراث محقق من مكذب الرسل. الذين ردوا ما جاءت به الرسل بمجرد استبعاد عادات وانكروا ما لم يحيطوا به علما. وهم لا يزالون ينقضون دليلهم الذي تمسكوا به فيثبتون تجارب ونظريات ثم تحصل تجارب ونظريات اخرى لهم ولقومهم تنفي ما اثبتوه وتثبت ما نفوه ولا يزالون هكذا في امر مريج حين كذبوا بالحق. نعم يقول رحمه الله ان جميع العقلاء المعتبرين يثبتون للعلوم مدارك يثبتون للعلوم مدارك غير مدارك الحس ومن ضمنها واكد على ذلك وهو موطن التوضيح هنا الاخبار الصادقة الاخبار الصادقة الان يعني في غير قضية اصول الايمان وعقائد الدين عندما يأتي ات الى شخص ويخبره عن امر قد حصل يقول انا جئت الان من بلد كذا وحصل كذا وكذا وهو لم يرى ذلك. لكنه يعتقد ان هذا الشخص صادق لا يكذب ولا يعرف عنه كذب هذا هذا طريق من طريق العلوم بالاخبار طريق معروف عند الناس عموما على اختلاف على اختلاف الملل طريق صحيح معتبر في قبول الاخبار. اذا اذا جاءوا من يخبره بشيء وهو يعلم منه الصدق وعدم الكذب فان هذا طريق من طريقه فكيف بهذه الاخبار الذي التي جاء بها اصدق الخلق؟ وقامت البراهين الواضحة على صدقهم وايدهم الله بالحجج البينة الظاهرة كيف لا يقال اه كيف يقال ان ان ان هذا لا يقبل لا يقبل الا مقام الحس والمعاينة والمشاهدة عليه. هذا كلام من ابطل الباطل فالعقلاء انفسهم يقررون ان هناك مدارك للعلوم غير الحس معتبرة عندهم حتى في امورهم مثل ما اشر اه عموم يعني عموم مصالحهم او عموم علومهم المحصلة والمدركة منها علوم يحصلونها حتى لو نظرت في حتى لو نظر ناظر في حال هؤلاء الذين يقولون انا لا يقبلون الا ما دل عليه العز تجد ان عندهم هم قابلون لها لم يدل عليها اخبروا بها اخبروا بها قبلوها لمجرد الخبر لكن هذه دسيسة شر واصل فساد يقصدون به هدم مثل ما سبق ان عبر الشيخ ان هذا معول مجرد معول لهدم الدين والحقائق العظيمة ثم هذا الذي يزعمون انهم توصلوا اليه بالحس الذي يزعمون انهم توصلوا اليه بالحس. يقول الشيخ هم انفسهم باشياء كثيرة يزعمون انها توصلوا اليها بالحس وقامت عليها التجارب بزعمهم حتى ثبتت يأتي منهم ات فينقض تجاربهم ويبطلها ولا يزالون في امر مريج. هذا يثبت ويقول قام الحس والدليل على كيت وكيت ثم يأتي منهم من ينقض ذلك ويبطله ينقض ذلك فتحصل تجارب ونظريات اخرى تهدم النظريات الاولى وهذا كثير عندهم فاصبحوا في امر مريج لكن صاحب الحق عافاه الله وسلمه بما اتاه من ايمان تلقاه من رسل الله بهذا الوحي المنزل من رب العالمين نعم قال رحمه الله وقد ذكر الله الاسباب التي دعت امثال هؤلاء الى تكذيب الحق وهو الجهل بما لم يحيطوا بعلمه. والتبجح بما عندهم من العلوم المخالفة لعلوم الرسل والكبر الذي في قلوبهم ما هم ببالغيه وتقليد ائمتهم الضالين فضعف التمييز وتقليد ائمة الملاحدة والاعراض عما جاءت به الرسل من اكبر الاسباب التي مكنت هؤلاء من لزوم الباطل. هذه خلاصة جميلة الاسباب التي دعت امثال هؤلاء لتكذيب ما جاءت به الرسل ورد ما جاءت به الرسل وان اردت توسعا في في هذه الاسباب وتفصيلا لها فاقرأها في اخر كتاب الشيخ رحمة الله عليه سؤال وجواب في اهم المهمات في اخره ذكر سؤالا حول هذا المعنى فصل في اظنه ذكر قرابة عشرة اسباب الاسباب التي تمنع هؤلاء من قبول الحق او تدفعهم للتكذيب بالحق ومعرفة هذه الاسباب وانصح بقرائتها في الكتاب الذي اشرت اليه السؤال والجواب في اهم المهمات للمصنف عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله معرفة هذه الاسباب من المفيد جدا الداعي الى الله وطالب العلم ان يقف عليها لانه اذا كان بصدد الدعوة لابد ان يعرف العوائق التي تعوق المدعو من قبول دعوته حتى يعمل خلال دعوته الى معالجتها هنا ذكر خلاصة هو في ذاك الكتاب الذي اشرت اليه ذكر تفصيلا واسعا في هذا الباب خلاصة ما يدعو او ما دعا هؤلاء الى تكذيب الحق الجهل بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه هذا منها التبجح بما عندهم من العلوم فرحوا بما عندهم من من العلم هذا ايضا من الاسباب ايضا الكبر من الذين يجادلون في ايات الله بغير سلطان اتاهم ان في صدورهم الا كبر. الكبر والعياذ بالله يعمي صاحبه ويصم ويصمه عن الحق ايضا تقليد ائمة الضلال وهذه مصيبة جدا. اذا ابتلي الانسان بامام ظلال نشأ في تلقيه على يديه هذا امره عسير الا ان يسلمه الله وينجيه انا وجدنا يقولون اباءنا على امة وانا على اثارهم مهتدون هذه من الامور التي صدت كثير من الناس اه عن الحق ولهذا قال نبينا عليه الصلاة والسلام ان اخوف ما اخاف على امتي الائمة المضلين فهذه آآ هذه الاسباب التي تدعو آآ الى رد الحق او تمنع ان آآ كثير من الناس من قبول الحق تجدونها مثل ما اشرت مفصلة في اخر كتاب المصنف رحمه الله سؤال وجواب في اه اهم المهمات نعم الوجه الحادي عشر الحادي والعشرون ان هؤلاء الماديين الملحدين لما سدوا على انفسهم بهذا الاصل الخبيث اكمل الطرق الموصلة للعلوم النافعة واصحها واهداها واقومها واوضحها وهي العلوم التي جاءت بها الرسل ونزلت بها الكتب السماوية وفطر الله عليها عقول العباد الا من فسدت فطرته بالعقائد ايه ده فسد هؤلاء هذا الباب النافع العظيم على انفسهم واتباعهم وحصروا علومهم ومعارفهم في اسباب المادية فقط وتوسعوا فيها ومهروا واخترعوا وبلغوا حيث انتهت اليه معارفهم وافهامهم وانقطعت بذلك صلتهم بالله ورسله وكتبه وبعلوم الرسل بالهداية الصحيحة المثمرة لصلاح الظاهر والباطن وسعادة الدنيا والاخرة فوقعوا في امر مريج. وتخبطت نظرياتهم. وكلما اتفقوا او اكثرهم على نظرية عن انتظام الاسباب بعضها ببعض وارتباطها الوثيق حاروا في المواد الاولية وفي سبب الاسباب فينقضون ما اتفقوا عليه ويبطلون ما كانوا اسسوه. ولا يزالون كذلك ما داموا لم ينفذوا من الاسباب الى مسببها ومن المخلوقات الى خالقها. فما داموا كذلك فانهم لا يستطيعون الاستقرار على رأي جامع لجماعتهم عيد لهم في الدنيا والاخرة ونهاية ما يصلون اليه يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الاخرة هم غافلون. نسوا الله فنسيهم وتركهم في طغيانهم وغيهم وضلالهم يعمهون. فلما جاءتهم رسل بالبينات فرحوا بما عندهم من وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤون نعم هذا الوجه ايضا وجه عظيم جدا في ابطال هذه المقالة ان هؤلاء حصروا انفسهم في مضيق مظلم حاصروا انفسهم في مضيق مظلم اغلقوا انفسهم في هذا المضيق بهذه القاعدة التي قعدوها لانفسهم ولاتباعهم فاصبحوا لا يؤمنون الا بما دل عليه الحس والمشاهدة وما سواه لا يؤمنون به فحصروا انفسهم في اه مضيق مظلم تماما واصبحوا يتوسعون في علوم الدنيا وبرعوا في كثير منها وحصلوا منها شيئا كثيرا والله ذكر ذلك في القرآن قال يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا يعني علوما دنيوية وبرعوا فيها لكن ابين الحقائق ابين الحقائق واوظحها واصحها واصدقها ليس عندها عندهم فيها اي علم ولهذا قال قبلها ولكن اكثر الناس لا يعلمون يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا فنفى عنهم العلم اصدق الامور واوظاحها اثبت انهم يعلمون لكن علوما في حدود الدنيا. في حدود الدنيا ظاهرا من الحياة الدنيا فهم بهذه القاعدة حصروا انفسهم في مضيق مظلم تماما صرفهم عن اه ان يصلوا الى الحق او ان يقفوا عليه ومن عافاه الله سبحانه وتعالى من من هذا المضيق الذي ادخلوا انفسهم ومن اتبعهم فيه سلم من هذا الظلام الذي هم فيه واهتدى الى الحق والهدى لكن اولئك لما حاصروا انفسهم بهذا الامر بقي بقوا في ظلمة تامة وان كانوا قد حصلوا شيئا من علوم اه الدنيا لكن الا العلم باوضح الامور وابين الحقائق و اكبرها ما عندهم منه خبر ما عندهم منه خبر ولا عندهم فيه علم يجهلون ما خلقهم الله لاجله يجهلون ما وجدوا لاجله يجهلونه تماما لا يعرفونه وتجد منهم من هو بارع في امور هي من امور الدنيا ومصالح الدنيا ومنافعها لكن امور الاخرة امورا التي اذا خرجت روح الواحد منهم عن جسده والى ذلك المآل هذا ما عندهم منه اه ما عندهم منه اي خبر ولا عندهم في اي علم وهذا كله من جنايات هذا الاصل هذا الاصل يجني على اربابه آآ اتباعي ومن يقبل هذا الاصل يجني عليه جناية عظيمة حتى يصل الى الحال التي عليها هؤلاء يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الاخرة هم غافلون يفرحون بعلومهم لكنهم ليس عندهم اي خبر او اي علم باوظح العلوم وابينها واصدقها واصحها نسأل الله عز وجل العافية والمعافاة الدائمة في الدنيا والاخرة وان يصلح لنا اجمعين ديننا الذي هو عصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان يصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات. والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. مساكم الله خيرا