نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى في كتابه الادلة القواطع والبراهين في ابطال اصول الملحدين الوجه الخامس والخمسون ان يقال لهم من الذي خلق الارض والسماوات والشمس والقمر والكواكب وجميع ما بث فيهما من دابة والذي انزل من السماء رزقا فانبت به من كل زوج كريم متاعا للعبادة عبادي ولانعامهم ومن الذي احكمها غاية الاحكام؟ واودع فيها من بدائل حكمته ولطيف صنعته وانواع جوده وكرمه ورحمته وجعلها ادلة وبراهين على وحدانيته وقدرته وعظمته ومن الذي خلق الانسان في احسن تقويم؟ وكمل ظاهره وباطنه بالقوى المتعددة التي يحتاج اليها كيف يهتدي الى مصالح دينه ودنياه فعلمه البيان العلمي والبيان اللفظي والبيان الرسمي حتى تم له من الخير والصلاح والهدى ما لم يتم ثم لغيره وسخر له ما في السماوات وما في الارض يستدل باياتها ويستخرج منافعها ويستدر خيراتها فان قالوا هذا عمل الطبيعة وهذا فعل المصادفة فقد برهنوا على حماقتهم وجهلهم الذي لم يبلغه لم يبلغه قالوا احد فاي عمل للطبيعة التي توجب هذه الاثار العظيمة واي اثر جعلها تعمل هذه الاعمال واي عقل وفكر هداها الى هذه الامور اما اهل العلم والطائر والالباب بل وجميع من له نوع من العقل فسيقولون هذا تقدير عزيزي العليم وهذا صنع الله الذي اتقن كل شيء واحسن خلقه. بديع السماوات والارض وهو العزيز الحكيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذا وجه اخر من الوجوه التي يرد بها على اهل الالحاد القائلين بان هذا الخلق انما هو اثر من اثار الطبيعة والمصادفة وانه ليس لهذا الخلق خالق ولا لهذه الموجودات موجد وانما هي اثر من اثار الطبيعة والمصادفة وجدت هكذا بلا موجد فمن الوجوه التي يرد بها هذا الباطل وايضا يظهر بها من خلاله شناعة قول هؤلاء وعظم فساده ان يبسط المرء القول في بيان هذه المخلوقات العظيمة لان الطريقة التي ذكر الشيخ رحمه الله هنا طريقة علمية نافعة جدا لما يستحضر في مقام الرد على هؤلاء صنوف المخلوقات. من خلق كذا من خلق كذا من خلق كذا من اوجد كذا من الذي جعل كذا بهذه الصفة؟ من الذي اوجد هذه المخلوقات على هذه الصفة؟ من الذي منحها هذه الهدايات يعدد يعدد آآ تعدادا مفصلا مثل ما ذكر الشيخ رحمه الله تعالى فان هذا التعداد المفصل مع هذا السؤال المكرر او المتكرر من الذي كذا؟ من الذي كذا؟ من الذي كذا؟ من الذي كذا؟ يعدد تفاصيل ما خلقه الله عز وجل او تفاصيل كثيرة مما خلقه والله سبحانه وتعالى فهذا مما يظهر به شناعة قول هؤلاء ان قالوا هذه مصادفة فكل عاقل لا يقبل ذلك ولا ولا يلائم العقول اطلاقا وتأباه اباء مطلقا كل هذا هذا الاتقان وهذا الابداع وهذا التفاصيل في الخلق وهذا الانتظام في المخلوقات وهذه الهدايات في المخلوقات اعطى كل شيء خلقه ثم هدى تكون اثر المصادفة والطبيعة اطلاقا العقل لا يمكن ان يقبل ذلك الا اذا كان العقل مختلا او مثل ما عبر الشيخ رحمه الله سابقا مبرسما مبتلى بمرظ متعطل لا يعمل اذا كان بهذه الصفة يمكن ان يقول اما لما تعدد هذه المخلوقات الايات العظيمة المتنوعة البراهين الساطعة الواضحة وهي كلها هذه المخلوقات التي تعدد كلها ايات على تقدير العزيز العليم وكمال من خلقها وابدعها سبحانه وتعالى وفي كل شيء له اية تدل على انه الواحد سبحانه وتعالى فاذا هذه طريقة من الطرق النافعة ان يفصل في المخلوقات وهذا الابداع وهذا الجمال وهذا الاتقان وهذا الاحكام في الخلق ثم ايضا يذكر ايضا في المقام هذا ما يتعلق بالانسان نفسه وخلق الله له واعطائه سبحانه وتعالى ومده لهذا الانسان بوسائل العلم السمع والبصر والفؤاد هذه كلها من الله وعلم الانسان سبحانه وتعالى ما لم يعلم علمه البيان مثل ما ذكر الشيخ رحمه الله تعالى علمه البيان وتعليم الانسان البيان يتناول ثلاث مراتب ذكرها رحمه الله تعالى البيان العلمي والبيان اللفظي والبيان الرسمي. هذه كلها الثلاثة الله عز وجل هو الذي خلق هذا الانسان وعلمه البيان. العلم البيان العلمي تعلقه بالعقل البيان اللفظي تعلقه بالسمع والبيان الرسمي الذي هو الكتابي تعلقه بالبصر فهذه الامور وجمعت الثلاث في قوله ان السمع والبصر والفؤاد فالله سبحانه وتعالى هو الذي اعطاه الات التعلم وهو سبحانه الذي علمه البيان بانواعه. البيان العلمي الذي هو في فيما يتعلق بالقلب واللفظي والرسم هذا كله بتعليم الله سبحانه وتعالى لهذا الانسان فالحاصل يفصل تفصيلا بهذه الطريقة ثم يقال اتمنى الخالق لهذه الاشياء فان قالوا هذا عمل الطبيعة كل هذا التفصيل وكل هذه الدقة وكل ان قالوا هذا عمل الطبيعة وهذا فعل المصادفة هكذا وجدت اه مصادفة مع ان العقل لا يمكن يقبل اشياء قليلة جدا اه ان يقال عنها هكذا فعل الطبيعة او فعل المصادفة فكيف بالعالم كله وما فيه من اتقان وابداع وعظمة وجلال ودلالة دلالة على جلال الخالق وكمال الرب العظيم سبحانه وتعالى فان قالوا هذا عمل الطبيعة وفعل المصادفة فقد برهنوا على حماقتهم و جهلهم الذي لم يبلغوا احد في الضلال نعم الوجه السادس والخمسون قد شاهد الخلق من جزاء الله للطائعين وهم الرسل واتباع واتباعهم وعقابه للعاصين المكذبين له ولرسله ايات بينات قد شاهد. قد شاهد الخلق من جزاء الله للطائعين قوم الرسل وهم الرسل واتباعهم وعقابه للعاصين المكذبين له ولرسله ايات بينات وبراهين قاطعات. شاهدوها رأيين ومن لم يشاهدها فقد تناقلتها القرون. قرن بعد قرن وتواترت تواترا لم يتواتر له نظير من كل وجه فمن الذي ارسل الطوفان العظيم؟ الذي غش الذي غشي الارض والجبال واهلك الله به المكذبين لنوح اجمعين ونجاه ومن معه في الفلك المشحون ومن الذي ارسل على عاد الريح العقيم؟ ما تذر من شيء اتت عليه الا جعلته كالرميم ونجى الله من هذا العذاب فودا ومن معه من المؤمنين ومن الذي ارسل الصيحة والرجفة على ثمود؟ فاصبحوا في ديارهم جاثمين. ونجى الله صالحهم ومن تبعه من مؤمنين ومن الذي جعل النار بردا وسلاما على ابراهيم؟ وقلب على قوم لوط ديارهم. واهلك قوم شعيب بعذاب ومن الذي فلق البحر حتى صار اثني عشر طريقا وعبره موسى وقومه ناجين واهلك الله فرعون ومن معه اجمعين ومن ايد موسى بالعصا واليد والجراد والقمل والضفادع والدم. وفجر له الحجر اثنتي عشرة عينا. قد علم كل اناس مشربهم واعطاه من الايات ما فيه بلاء مبين. ومن الذي اعطى عيسى ايات بينات مشاهدات جعله يبرئ الاكمه والابرص ويحيي الموتى باذن الله ومن الذي ايد محمدا بالايات البينات والنصر العظيم وشق له القمر وسلم عليه الشجر والحجر وكم اجاب الله دعوته في انزال الغيث وامساكه وفي شفاء الامراض المتنوعة وانبع الماء من بين فروى الخلق الكثير. وبارك في الطعام الذي باشره. حتى اشفع الخلق الكثير. وعصمه من الناس قد تكالبوا عليه من كل جانب وحفظه وحفظ ما جاء به فبعض هذه الايات توجب لكل منصف ان يعترف بوحدانية الله وكماله وصحة ما جاءت به الرسل ما ذهب اليه اعداء الرسل في كل زمان ومكان. وذلك ان الباطل يعرف تارة بتصويره تقريره وببيان ادلته الواهية وشبهه الساقطة. وتارة يعرف ببيان الحق ووضوح براهينه الجمعية والعقلية المشاهدات والمحسوسات والمتواترات فاذا علم الحق فاذا علم الحق علم فاذا علم الحق علم ان ما سواه باطل. فماذا بعد الحق الا الضلال؟ فانى يصرف الملحدون والى اي شيء يذهبون؟ والحمد لله على عافيته من هذا البلاء العظيم المفضي الى العذاب الاليم. ايضا هذا وجه اخر من الوجوه التي يبطل بها هذه العقيدة الفاسدة عقيدة الالحاد واعتقاد الملاحدة ان يذكر في هذا المقام سنة الله سبحانه وتعالى الماضية بان ينصر رسله واتباعهم انا لننصر رسلنا والذين امنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد وكذلك وكان حقا علينا نصر المؤمنين وكذلك ننجي المؤمنين والايات في هذا المعنى كثيرة والتاريخ شاهد عظيم بذلك مثل ما قال الشيخ نقل الناس الاخبار نقلا متواترا واستفاضت الاخبار بذلك بما جعله الله سبحانه وتعالى من عواقب حميدة ومآلات طيبة للرسل واتباع الرسل وما الحقه باعدائهم من العقوبات فهذا من البراهين هذا من البراهين على الوحدانية وحدانية الله لان هذا كله تأييد من الله لرسله واتباع رسله ايدهم بنصره وامدهم بعونه وحفظهم توفيقه وكان معهم سبحانه وتعالى فهذا من البراهين وايضا ما اه الحقه الله سبحانه وتعالى باعداء الرسل من عقوبات وان نكال اليم وعذاب مفظع عذاب فظيع وعقوبة شديدة هذا ايظا من البراهين من البراهين على وحدانية الله سبحانه وتعالى ومما يوضح به هذا البرهان امر سبق الاشارة اليه وهو ان هؤلاء الرسل عليهم صلوات الله وسلامه كل منهم يخبر انه مرسل من الله وانه يحمل رسالة من الله وانه مبعوث من رب العالمين وانه مجرد مبلغ عن عن الله وحيه تنزيله سبحانه وتعالى ولا يزال مؤيدا منصورا غانما ظافرا محفوظا بحفظ الله سبحانه وتعالى قد قال الله عز وجل ولو تقول علينا بعض الاقاويل لاخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين الاية الاخرى قال ام يقولون على ام يقولون افترى على الله كذبا فان يشأ الله يختم على قلبك ويمحو الباطل. ويحق الحق بكلماته ان او عليم بذات الصدور فالحاصل ان هذا من البراهين سنة الله سبحانه وتعالى الماضية في الخلق تأييدها بتأييد انبيائه ورسله واصفيائه وخذلان اعدائه والحاق العقوبات العظيمة بهم هذا كله من شواهد الوحدانية وبراهينها نعم الوجه السابع والخمسون ان الملاحدة يتشبثون لتأييد باطلهم بشبه باطلة تروج على من لا بصيرة له تروج تروج على من لا بصيرة له ويروجها المأجورون من الزنادقة المنتسبين للاسلام يقولون انظروا الى حال المسلمين وما هم عليه من الضعف. وانهم متأخرون في امور الحياة. والذي اخرهم فيروجون هذا من وجوه متنوعة وهذا مما يعلم ان المستدل به مبطل وذلك ان الواجب ان تنظر الى الدين الاسلامي في نفسه وما هو عليه من الاحكام والحسن العظيم وما فيه من الهدايات الى كل خير والذود عن كل شر وضرر وتنظر وتنظر ايضا وتنظر ايضا الى حالة القائمين به المنفذين لتعاليمه واحكامه في انفسهم وفي العباد كما كان عليه المسلمون في الصدر الاول. فانك ترى فيه ما يبهج الناظرين. وتقوم به الحجة على المعاندين واما النظر الى المسلمين التاركين لهدايته وارشاده وتعاليمه العالية المنحرفين عنه من وجوه كثيرة فهذا ووضع للشيء في غير موضعه. وكما لا يقدح ولا يضر العلوم النافعة. اذا انتسب اليها وادعاها من لم يتصف بها ولا يحتج بحالهم على ذم العلم فهذا ابلغ واولى. ولهذا كان الوسيلة الوحيدة الى الى عود المسلمين الى عزهم ومجدهم وكمالهم وعودهم الى دينهم الصحيح وتمسكهم ولهذا العبارة هكذا ما فيها خبر ولهذا كان الوسيلة الوحيدة الى عود المسلمين الى عزهم ومجدهم وكمالهم وعودهم او زائدة ولهذا كان الوسيلة الوحيدة الى عود المسلمين الى عزهم ومجدهم وكمالهم عودهم الى دينهم الصحيح عودهم عودهم الى دينهم الصحيح وتمسكهم بارشاداته الدينية والدنيوية ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا واغفر لنا ربنا انك انت العزيز الحكيم فحال المسلمين اليوم في تفرقهم وتشتتهم وتركهم جمهوري مقومات دينهم حتى انحلوا وضعفوا صار فتنة للكفار والمنافقين وحجابا حائلا وشبهة لمن يريد التلبيس فلا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم هذا ايضا وجه عظيم جدا في هذا الباب يذكر فيه رحمه الله تعالى شبهة اه يروجها اولئك اه من خلالها يطعنون في الاسلام نفسه ويقللون من شأنه ومكانته وعظيم شأنه فيتحدثون عن بعض المنتسبين للاسلام او بعض ضعاف الدين وضعاف الاسلام وما عليه وما هم عليه من آآ آآ اخلاق مثلا سيئة او تعاملات آآ سيئة او تصرفات ليست بلائقة او ما علي بعض من عدوان او ظلم او بغي او نحو ذلك فيقولون هذا هو الدين حتى انه في زماننا هذا اه يتعمد اعداء دين الله الى الاتيان الى بعض الاعمال المنكرة المبتدعة المحدثة التي يظهر للعاقل فسادها وانها ليس من دين الله ثم يصورونها تصويرا دقيقا ثم تبث في قنواتهم على ان هذا هو الاسلام تنفيرا منه ليست دعاية له وانما تنفيرا منه واظهارا ان هذا هو الدين فالناس ينفرون ولا يقبلون دينا يدعو الى هذه الاشياء هذا من الظلم الطريقة هذه من الظلم والجناية على على الاسلام وعلى اهله الذين هم اهله حقيقة والشيخ رحمه الله اشار الى امر مهم في هذا الباب في مقام الرد وهو ان يقال في عموم الاديان وليس فقط عموم الاديان حتى المهن لما تأتي مثل ما مثل الشيخ الى الطب مثلا لو جاء الانسان الى بعض الاطباء الذين هم يمارسون هذه المهنة بغير الاتقان ويمارسونها بغير ظبط للعمل فيتظرر الناس من اعمالهم ويستعملون ابتزازا واكل للاموال يضرون بالناس ويكون مستواهم مثلا غير مؤهل لهذا العمل واسمهم اطباء لو جاء انسان وطعن في الطب كله وقال انظروا الاطباء هل هو منصف طعن في الاطبا اجمعين قال انظروا هؤلاء الاطبا ان انظروا طريقتهم وهو يتحدث عن فئة معينة ليست بالمستوى الصحيح. حتى ايضا اذا نظرت في الاديان اذا نظرت في الاديان انا اذكر مرة في اه كنت في حديث احد النصارى اه يعني اه عمل ما يسمى مداخلة فكنت اتحدث عن الاخلاق الاسلامية بتفصيل بظوء الكتاب والسنة اتصلوا وقال انا اعيش في منطقة كذا كذا سماها قال ما ارى هذه الاشياء انا انا انا من افراد قليلين في المنطقة من غير المسلمين والمنطقة كلها مسلمين ما رأيت هذه الاخلاق وهي غير موجودة فقلت انت ما هي ديانتك؟ قال نصراني فقلت له هل اهل الديانة النصرانية كلهم ضابطون لها تماما قائمون باعمالها كلها والا فيهم المجد وفيهم المفرط وفيهم قال هو هذا هو كذلك وهكذا جميع جميع الاديان فلا يصح المقصود من الكلام هذا انه لا يصح ان يطعن في الدين بما يشاهد عليه بعض اهله من تقصير ولهذا تؤثر كلمة عن احد الاشخاص لا اذكر من هو شرح الله صدره للاسلام فكان يقول الحمد لله اني عرفت الاسلام قبل ان اعرف المسلمين وطبعا يتحدث عن من رأى والا المسلمون اه لا يزال في كثير منهم خير والنقص موجود تقصير موجود فتقصير بعض المسلمين او كثير منهم في اعمال الاسلام وعدم تطبيقهم لها لا يعد حكما على الاسلام نفسه. فمن اعتبره حكما على الاسلام نفسه فهذا ظلم. وليس من الانصاف في شيء هذا ظلم وليس من الانصاف في شيء بل هذا من التجني والتعدي ايضا جانب اخر ما عليه بعض المسلمين من مخالفات للاسلام وارتكابات لامور محرمة في الاسلام صاروا بذلك فتنة للذين كفروا وفي الدعاء دعاء قوم موسى لما علمهم من لا آآ التوكل على الله ان كنتم امنتم بالله فعليه توكلوا ان كنتم مسلمين قالوا على الله توكلنا ربنا لا تجعلنا فتنة للظالمين. فالحاصل ان الشخص المسلم اذا كان لا يطبق تعاليم الاسلام ويراه غير المسلم ويظن ان هذا هو الاسلام اصبح ماذا فتنة للظالم وفتنة للكافر لانه صده عن الاسلام حيث ظن ان الذي يقوم به هذا الشخص هو الاسلام رؤوس رؤوس اعداء الدين واكابرهم يتعمدون البحث عن هذه الاشياء السيئة عند بعض المسلمين حتى ايضا ما اشرت اليه البدع التي يمارسها بعض الضلال باسم الاسلام وهي شنيعة جدا فيأتون ويصورونها وينشرونها في قنواتهم ان هذا هو الاسلام فالنفوس تنفر فاصبحوا بتلك الاعمال فتنة للظالمين فتنة الكافرين الحاصل ان هذه شبهة مثل ما ذكر الشيخ من خلالها يروج اه اكابر اه هؤلاء اه من خلالها يروجون صدا عن اه الاسلام بما عند بعض المسلمين من تقصير او مخالفة او ارتكاب لامور هي اصلا محرمة في الاسلام نعم قال رحمه الله تعالى الوجه الثامن والخمسون قال تعالى وان تطع اكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله ان يتبعون الا الظن وان هم الا يخرصون. وهذا امر مشاهد محسوس اكثر اهل الارض ضلال منحرفون. دعاة الى الضلال بانواع الدعايات التي نهايتها ان تصل الى الى هذه الذي ذكره الله ان يتبعون الا الظن وان هم الا يخلصون فجميعهم ما يحتجون به على باطلهم ظنون خاطئة وتخرصات ونظريات فاسدة واعتبر ذلك بنظريات علل الوجود التي لا يزالون يحدثون عنها او يحدثون. نعم التي لا يزالون يحدثون عنها باحاديث متناقضة ولا يزالون يحدثون نظريات وتجريبات في علة العلل فيبطلونها لانه محال ان يستقر لهم قول صحيح في ذلك حتى يؤمنوا بخالق الوجود وموجد العلل والمعلولات قادر على كل شيء الذي جميع الذوات والعناصر والاسباب والمسببات كلها منقادة لمشيئته وحكمته ليس لها من الامر شيء وانما هو حكيم في وضعها مواضعها وتنزيلها منازلها وكذلك اعتبر هذا بخرصهم الباطل. وقولهم بشمول الترقي لكل موجود عموما خصوصا في اخلاقه ودينه وادابه واعماله وصناعته. حتى اخذها المغترون عنه قضية مسلمة لا تحتاج الى نظر كثير بل يعلم بل يعلم بالبداهة والضرورة ان الترقي انما هو في الاوقات القريبة في علوم الصناعات والمخترعات وبهذا اغتروا وغروا غيرهم اما الترقي في الافكار الصحيحة والعلوم الصادقة النافعة والاخلاق الفاضلة فانها هبطت هبوطا لا يمكن التعبير عنه واذا اردت ان تعرف ذلك يقينا فخذ نموذجا من الامثلة وقس افكارهم وعلومهم واخلاقهم بالافكار الراقية الصادقة والاخلاق الفاضلة مثال ذلك ان افكار الماديين حصروها في المادة ولم يلتفتوا بالكلية الى غيرها فادركوا منها ما وصلت اليه افكارهم فهذه افكارهم في امور ضيقة اوجبت لهم جحد ما سواها وضيقت علومهم واكسبتهم الشقاء العاجل والاجل واما الافكار الدينية فان اهل الدين الصحيح استعملوا افكارهم فيما هيأت له وخلقت له علموا ان الله خلقهم لمعرفته وعبادته وحده لا شريك له. وانهم اذا قاموا بذلك اتم الله عليهم نعمته واسعدهم سعادة ابدية وفلاحا دائما ومع ذلك فقد سخر لهم ما في السماوات والارض وادر عليهم الارزاق ليتوصلوا بها الى المقصود مما خلقوا له. فيصلح دينهم ودنياهم. وليحيوا في وليحيوا في هذه الدار حياة طيبة فبالله عليك هل تنسب تلك الافكار الدينية الى هذه الافكار الجليلة العلية وقد ترتبت علوم الفريقين على هذه الافكار المتباينة فالماديون قصروها على علوم المادة. فتم لهم منها ما تم. والمؤمنون عرفوا الله باسمائه وصفاته واحكامه ودينه او ظاهره وباطنه وعلومهم الجليلة لا يمكن ان يقاس بها او يقاربها شيء من العلوم الاخر ومع ذلك فقد شاركوا علماء المادة في علمهم الذي يحتاجون اليه في اصلاح دينهم ودنياهم فان دينهم قد بالاصلاحات المتنوعة كما تقدم واما الاخلاق فاهل الالحاد والمادة انحلت منهم الاخلاق انحلالا ذائبا حتى صاروا كالبهائم بل اضلوا منها واخص مردت اخلاقهم وذهبت عهودهم واستباحت كل محرم وانطلقوا في شهوات الغيب لا يثنيهم عنها دين ولا خلق ولا حياء من الله ولا من خلقه كما هو معروف من احوالهم فذهب دينهم ولم تستقم دنياهم فيعيشوا فيها عيشة طيبة هادئة خسروا الدنيا والاخرة واما المؤمنون فان اخلاقهم كل خلق مستحسن عقلا وشرعا وعرفا. وهي الاخلاق التي تجعل صاحبها في المراتب العالية والاوصاف الجميلة الحميدة كما هو معروف منهم مشاهد. هذا وجه اخر ايضا انطلق فيه الشيخ رحمه الله تعالى من الاية الكريمة وهي قول الله عز وجل وان تطع اكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله ان يتبعون الا الظن وان هم الا يخرصون في ضوء هذه الاية اخذ يبين رحمه الله تعالى ما عند اهل الدين اه الاسلامي القويم ما اكرمهم الله ومن عليهم به من التزام الوحي والاهتداء بهدى الله الذي انزله على انبيائه ورسله الكرام فاستقامت لهم جميع المصالح بانواعها الدينية والدنيوية والاخروية وما عند اولئك الذي يزعمونه علما انما هو خرص وظن هكذا وصفه العليم بخلقه الحكيم سبحانه وتعالى قال ان يتبعون الا الظن وان هم الا يخرصون وان زعموه علما او رقيا او تقدما او او الى غير ذلك فهو كله كما وصفه رب العالمين بذلك ظن وخرص والظن لا يغني من لا يغني من الحق شيئا وفي ضوء الاية الكريمة اخذ الشيخ رحمه الله يفصل اه تفصيلات بديعة جميلة جدا من خلاله يوضح ان القوم ما عندهم الا هذا الذي ذكره الله عنهم وهو كل ما عندهم هو ظنون وخرس نعم عندهم اشار الى هذا عندهم تقدم في جانب العلوم الدنيوية لكن رقيب القلوب والاخلاق والنفوس وتزكيتها وربطها بما خلقت له واوجدت له هذا هبوط مثل ما ذكر الشيخ وليس عندهم فيه اي رقي او او اي تقدم بل الذي عندهم في ذلك كله هبوط والحاصل ان كل ما عند هؤلاء فيما يتعلق اه اه الغاية والمقصد كله خرص وظن لا يعدو آآ ما ذكره الله وصفا لهم ان يتبعون اه اه الا الظن وانهم الا يخرصون. نعم الوجه التاسع والخمسون ان الشريعة الاسلامية قد حكمت على الخلق احكاما جميلة لا يمكن اصلاح الامور الا بها لانها توجه لانها توجه الظواهر والبواطن الى الخير. وتذودهم عن الشرور اما باطنها فلان المتصفين بها الملتزمين للدين على وجهه قد توجهت قلوبهم الى القيام بالدين واعتبروه افرض الفرائض واوجب الواجبات راجين بذلك فضل الله وثوابه. محتسبين خيرا. ومن خرج عن هذا منهم فقد جعلت له الشريعة من الحواجز والحدود ما يعينه على التزامه في عقائده واخلاقه وادابه وحقوقه الجميلة المعترف بحسنها عند عقلاء وذلك السبيل الوحيد الى اصلاح المجتمع واستقامة الاحوال وسلوك الصراط المستقيم واما القوانين الملحدة فان غايتها اذا قويت ان تسيطر على بعض الظواهر واما الاخلاق والبواطن والايمان والامن على الارواح وعلى الاموال والحقوق فهيهات فهيهات ان تقوم بها قوانين والحادية تهدف وتقصد ان يكون البشر كالبهائم اباحيين فوضويين في افكارهم وارادتهم ومراداتهم. وتفضي الى الشرور وتنتهي الى الحروب امر لا يرتاب فيه عاقل ومما يؤيد هذا ان الاحكام الدينية التي ارشد اليها الشارع باقية ببقاء البشر طالحة لكل زمان ومكان بل لا تصلح الامور الا بها. واما قوانين البشر وانظمة السياسيين التي لم تبنى على الدين فانها مؤقتة بحسب ما يرون من مصالحهم ومضارهم في الوقت الذي هم فيه. ثم تتغير وتتبدل وربما غيرها واضعوها. لانها من صنيع البشر وصنعهم كله ناقص والشريعة الاسلامية من صنع العزيز الحكيم العليم الذي احاط بكل شيء علما وعلم مصالح العباد في كل الاوقات والاحوال قال فشرعها صالحة له موافقة لمصالحهم دافعة لمضارهم. وهذا من اعظم براهين على ابطال جميع الاصول والانظمة والاساسات المناقضة للدين والله اعلم. نعم امر كما قال الله عز وجل فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى اه حكمت الشريعة اه احكاما جميلة عظيمة لا تنتظم مصالح آآ الناس ولا تستقيم الا بها والاصلاح الذي جاءت به الشريعة هو اصلاح للظاهر والباطن اما الباطن فبالعقائد الصحيحة والايمان الراسخ والاخلاق الفاضلة التي زكيت بها القلوب وهذبت بها النفوس فكانت هي الزاجر وهي الرادع وهي المعين على كل فضيلة وخير واصبح الوازع في المسلم ديني يحركه الى التزام الاداب العظيمة ما قام في قلبه من دين وخوف من الله سبحانه وتعالى وايضا يردعه عن الشنائع والعظائم ايظا دينه وايمانه ومن يقع في الجرائم من اهل الاسلام هذا من نقص دينه وظعف ايمانه ولهذا قال عليه الصلاة والسلام لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ولا يسرق حين يسرق هو مؤمن ولا ينتهي بنهبة آآ يرفع الناس اليه فيها ابصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن. هذا من نقص ايمانه فالاسلام رد القلوب بالايمان بالعقيدة بالاخلاق الفاضلة التي تزكي الشخص وتؤدبه في في تعاملاته الى غير ذلك. اذا قورن هذا الذي جاء به الاسلام بالقوانين التي تردع فهذه القوانين كلها متعلقة بماذا كلها متعلقة بالظاهر كلها متعلقة بالظاهر لا تتناول القلوب تزكية لها وتهذيبا لها فرق بين من صلاحه صلاح من باطنه واستقامته والتزامه استقامة من باطنه من قلبه وبين من يلتزم آآ بامور واشياء لقوة القانون وسطوته فالاسلام شأنه عجيب جدا والاصلاح الذي اتى به الاسلام شأنا عظيم ولا يمكن ان يستقيم الامر وتتهذب الامور وينتظم تنتظم احوال الناس الا بالتزام هذا الدين العظيم وهداياته المباركة التي لا صلاح بشرية ولا استقامة لامرها الا به. نعم قال واعلم انه لا يوجد قانون صحيح اخذت به الامم الا وهو في الدين على اكمل ما يكون واصح ما يكون واسلم ما يكون من النقص فليأتي المرتاب بمثال واحد خارج عن هذا الاصل ان كان صادقا. هذا لفت ايضا جميل في الباب نفسه. يقول القوانين القوانين اذا كانت صحيحة ونافعة يقول لا يمكن ان يوجد قانون صحيح نافع اخذت به الامم الا وهو في الدين على اكمل ما يكون واصح ما يكون لان الدين اتى بكل خير وكل صلاح اه ما بعث الله من نبي الا كان حقا عليه ان يدل امته الى خير ما يعلمه لهم وان يحذرهم من شر ما يعلمه لهم. نعم الوجه ستون قال الله تعالى وكيف تكفرون وانتم تتلى عليكم ايات الله وفيكم رسوله فذكر جل جلاله امرين عظيمين يمتنع ويستحيل وجود الكفر مع معرفتهما الا من معاند ومكابر فلا عبرة به ولا حيلة في هدايته احدهما ايات الله التي تتلى على العباد. وفيها الايات البينات والحجج القاطعات المتنوعة من كل وجه فمن عرف القرآن وتأمله ورأى اتفاقه وعدم اختلافه واحكامه وبلاغته وصدق ما اخبر به من الغيب والشهادة وحسن ما شرعه وحكم به عرف انه من عند الله وان البشر بل الانس والجن والخلائق لو اجتمعوا على ان يأتوا بمثله لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا. وكذلك من عرف الرسول محمدا الله عليه وسلم وما هو عليه من الكمال المتنوع الكامل في روحه وخلقه الكامل في عقله ومعرفته والكامل في بانسانيته بجميع مظاهرها الذي اجتمع به الكمال الانساني من كل وجه من عرفه على هذا الوجه عرف وتيقن لانه رسول الله حقا ونبيه صدقا وامتنع مع ذلك ان ينكر رسالته. بل تحقق صدقها وبطلانا ولا قضى والله اعلم وقال تعالى كيف تكفرون بالله وكنتم امواتا فاحياكم؟ ثم يميتكم ثم يحييكم ثم اليه ترجعون قل ائنكم لتكفرون بالذي خلق الارض في يومين. الايات. فتعجب تعالى ممن يكفر به وهو يشاهد وكل احد له عقل يشاهد انه خالق للموجودات عموما وللادمي خصوصا الموجد له بعد العدد المتصرف فيه بالاحكام القدرية والاحكام الشرعية واحكام الجزاء. فكيف يستسيغ احد بعد هذا برهان ان يعدل الى الالحاد والكفر والانكار. افي الله شك؟ فاطر السماوات والارض. وهو الذي يطعم ولا يطعم وهو الغني بذاته والكون كله فقير اليه بذاته من كل وجه هذا الوجه الستون ذكر رحمه الله هذه الاية واشار الى ان لها نظائر فهذه الاية ونظائرها في القرآن كلها موقظة ومنبهة الى الاحتجاج على من يجحد الله ويكفر بالله ولا يؤمن بالله سبحانه وتعالى بذكر البراهين العظيمة المبطلة ما يكون عليه الكافر من جحود وكفر بالله سبحانه وتعالى ففي القرآن ايات مصدرة بهذا كيف تكفرون ثم تذكر البراءة طيب كيف تكفرون بالله وانتم تتلى عليكم ايات ايات الله وفيكم رسوله كيف تكفرون بالله وكنتم امواتا فاحياكم قل ائنكم لتكفرون بالذي خلق الارض في يومهم وتجعلون له اندادا فهذه ايات لها نظائر في القرآن اه يرد بها على الكافر ايا كان كفره بذكر هذه البراهين التي في في هذه الايات على عظمة الله وكما لتدبيره انه الخالق لهذه المخلوقات فكيف يكون من العاقل كفر بالله وهذا شأنه سبحانه وتعالى هذه عظمة وهذه الايات الدالة على وحدانيته جل في علاه نعم الوجه الحادي والستون ان هؤلاء الملاحدة الماديين فسدت عقولهم مداركها واعمالها وسلوكها. وذلك ان صحة العقل ان يدرك الحق وان يعمل به ويسلك الطريق النافع. وهؤلاء انكروا وجحدوا الحق. فان الله هو وقوله حق ودينه حق ووعيد ووعده ووعيده حق. قامت على ذلك البراهين القاطعة التي هي اقوى البراهين واصدق واقوى التي هي اقوى البراهين واصدقها وشهد بذلك لنفسه وشهد به خيار الخلق من الانبياء والمرسلين واتباعهم. وشهد به جميع عقلاء وعليه فطرت الخليقة. فمن انكر هذا فهو اما معاند مكابر. قد فسد سلوكه عمله هو قصده التي هي ثمرة العقل واما مشتبه مشتبه عليه الامر فهذا اعظم الناس على الاطلاق باقي جهلا وضلالا لانه ضل باوضح الاشياء واشتبه عليه الليل والنهار والظياء والظلمة وكل من فسد ادراكه او سلوكه او كلهما او كلاهما فان اقواله لاغية باتفاق العقلاء ولهذا قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وكل من لم يقبل قول وكل من وكل من يقبل وكل من يقبل قول هؤلاء الملحدين فهو احد رجلين ما جاهل بحقيقة امرهم واما ظالم يريد علوا في الارض وفسادا. او جامع بين الى الوصفين وهذه حال اتباع فرعون الذين قال الله فيهم فاستخف قومه فاطاعوه. وحال رامطة مع رؤسائهم وحال الكفار والمنافقين في ائمتهم الذين يدعون الى النار ويوم القيامة لا ينصرون. نعم حاصل الكلام هنا ان قول هؤلاء لا يمكن ان يقبل عاقل لا يمكن ان يقبله عاقل قول تناهى في الفساد والشر وظهر يعني فساده ظهورا جليا بينا لا يمكن ان يقبله احد. اطلاقا لكن من يقبل هذا القول الذي هو في غاية الفساد ومنتهى السوء هو احد رجلين من يقبله هو احد رجلين كما ذكر شيخ الاسلام رحمه الله اما رجل جاهل بحقيقة امر ما عرف حقيقة امرهم فغرر به بجهله وسمع اه دعايات فقط واسماء مزخرفة مزينة لكن حقيقة الامر ما عرفه والقوم عندهم مكروا عندهم مكر في زخرفة القول وتزيينه واطلاق عبارات ربما الجائن تغره فاما جاهل مغرر به لجهل المطبق واما ظالم يعرف انهم على باطل وله مطامع اه علو في الارض وفساد في الارض فيقبل لا عن آآ اقتناع بما هم عليه وانما للمطامع التي يطمع بها او يكون جامعا بين الوصفين نعم الوجه الثاني والستون ان قول هؤلاء الملحدين ماديين اذا تصور على حقيقته جزم العاقل ببطلانه وقال كيف اشتبه هذا على احد؟ ويتعجب من اعتقادهم اياه قال شيخ الاسلام ولا ينبغي للانسان ان يعجب فما من شيء يتخيل من انواع الباطل الا وقد ذهب اليه فريق من الناس ولهذا وصف الله اهل الباطل بانهم اموات وانهم صم بكم عمي فهم لا يفقهون ولا يعقلون وانهم لفي قول مختلف يؤفك عنه من افك وانهم في ريبهم يترددون ويعمهون. انتهى كلامه فسورة قول اهؤلاء الملاحدة ان جميع الموجودات وجدت بغير موجد وجدت مصادفة من طبيعة عمياء لا علم لها ولا قصد ولا شيء من الشعور العلمي ولا الشعور الارادي. فلو صورت المحالات والممتنعات من هذا التصوير واشده مكابرة للعقول لم يهتدي المصور الى تعبير عن شيء ممتنع مبلغ من هذا المنطق الجنوني وهذا من جزاء من جاءه الحق فرده ونقلب افئدتهم وابصارهم كما لم يؤمنوا به اول مرة. نعم هذا يؤكد عليه الشيخ اكثر من مرة في ردوده على هؤلاء ان تصور المذهب مذهب هؤلاء على حقيقته كاف في بيان بطلانه. وظهور فساده وانه لا يمكن ان ان يقبله عاقل وتصور المذهب يجعل آآ من يتصوره حقيقة يتعجب كيف يوجد اناس يقبلون بهذا؟ يقبلون هذا الدين ثم ينقل الشيخ رحمه الله عن شيخ الاسلام ابن تيمية يقول لا لا ينبغي للانسان ان يعجب لان ما فيه هناك ضلال الا ويوجد اه يوجد اه من يأخذه او لكل لكل قول وارث ولكل ظرع حالب. ما ما يوجد قول من الاقوال الا ويوجد من يتبع فيه. حتى شاء يعني مثل ما ذكر يتعجب الانسان ان يوجد من يعتقد مثل هذه العقيدة ولو آآ اخذ الشخص يعدد آآ اه من العقائد التي عليها كثير من الناس يتعجب العاقل كيف يوجد من يعتقد مثل ذلك فيقول شيخ الاسلام لا لا ينبغي للانسان ان يعجب فما من شيء يتخيل من انواع الباطل الا وقد ذهب اليه فريق من الناس ويزيل العجب في هذا ما ذكر بعد قال ولهذا وصف الله اهل الباطل بانهم اموات وانهم صم بكم عمي فهم لا يفقهون. الذي هذه صفته ما يتعجب ان يكون عنده مثل هذه الاعتقادات او التصورات او او نحو ذلك ثم عاد الشيخ يصور مذهب الملاحدة الذي لا يتصور احدا ان يعتقده فصور المذهب باختصار ان ان انهم يعتقدون ان جميع الموجودات وجدت بغير موجد وجدت مصادفة من طبيعة عمياء لا علم لها ولا قصد لا عندها ارادة ولا شيء من الشعور العلمي ولا الشعور الارادي واوجدت او هذا الوجود كله اثر لهذه الطبيعة يقول الشيخ لو اراد انسان ان يضرب مثل للشيء الممتنع المحال لم يجد ابلغ من آآ هذا التصور الذي عند هؤلاء لان لان هذا محال ممتنع ولا ابلغ في وصف الممتنع من ان يظرب مثال له من آآ الذي يعتقده هؤلاء بوجود هذه الكائنات وان اثر المصادفة واثر الطبيعة نعم الوجه الثالث والستون انه قد تقرر في الفطر والعقول ان الله له الكمال المطلق والحمد المتنوع وانه اكبر واعظم واعلى واعلم من جميع الموجودات ولا تنسب اليه بوجه من الوجوه وهذا متقرر مستقر في قلوب جميع اهل الاديان. وغيرهم من جميع العقلاء المعترفين بوجود الله. وانه ليس كمثله شيء في جميع اوصافه وافعاله ولم ينكر هذا الا فرقة وشرذمة من زنادقة الفلاسفة الدهرية المارقين من الديانات والمعقولات فجميع اجناس البشر معترفون لله تعالى بهذه العظمة. وان اختلفت طرائقهم وتباينت دياناتهم وتنازعوا في الاصول او في الفروع فهذا الاصل لا ينكره منهم منكر ولا يجحده الا المعاندون الذين خرجوا من الشرع والعقل والفطرة وان كان لهم عقول وافئدة ادركوا بها ما ادركوا من علوم المادة. حيث وجهوا جميع قواهم ومجهوداتهم اليها. ولكن انهم لم تغني عنهم هذه العقول لم تغني عنهم هذه العقول شيئا في انفع الاشياء في انفع الاشياء اي الشيء الذي خلقهم الله لاجله واوجدهم لتحقيقه وهو افراده سبحانه وتعالى بالعبادة والذل والخضوع بل كانت حجة عليهم فما علموه من علوم الكون حجة عليهم فيما انكروه مما هو مقصود مقصود اصلي وعلوم الكون كلها وسيلة اليه. فانقطعوا في هذه العلوم كلها براهين على عظمة الخالق وكماله فاصبحت علومهم حجة عليهم. نعم فانقطعوا في الوسائل عن المقاصد. نعم. وبالدليل عن المدلول. وبالكون عن المكون. وبالصنعة عن صانعين وبقوا في غيهم وضلالهم وطغيانهم يعمهون. والله تعالى له المثل الاعلى. وهو معطي الموجودات جميع ما فيها من القوى والادراكات والصفات وهو احق بالكمال من كل موجود. فالذي علم الانسان ما لم يعلم من العلوم الواسعة المتنوعة واقدره على كثير من مواد الطبيعة وعناصرها وجعل له السمع والابصار والافئدة هذه الامور غيرها لم تحصل للبشر الا بايجاده وامداده وتعليمه وتسخيره افبهذه النعم الجليلة والفوائد السابقة يكفر به الكافرون ويجحده الجاحدون فباي حديث من بعد الله واياته يؤمنون. نعم نكتفي بهذا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا