بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى في كتابه الادلة القواطع والبراهين في ابطال اصول الملحدين الوجه الرابع والستون ان كل برهان ودليل ابطل الله به الشرك وقرر به التوحيد فهو برهان على بطلان الالحاد والجحود لان المشركين يعترفون بالله ويعلمون انه الخالق الرازق المدبر ولكنهم يشركون في عبادته فيعبدون الله ويعبدون غيره. فابطل الله شركهم بامور كثيرة منها ان اعترافهم بتوحيد الربوبية يوجب لهم ان يقوموا بتوحيد الالهية والعبادة ومنها ان الله تعالى كما هو المنفرد بالنعم وجلب الخيرات ودفع السوء والسيئات فهو الذي يجب ان يعبد وحده لا شريك له ويحمد ويشكر ويثنى عليه ومنها ان شواهد الفقر والحاجة على جميع المخلوقات ظاهرة من كل وجه فهم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد فيجب ان ينزلوا فقرهم وفاقتهم وضرورتهم بمن لا يأتي بالايجاد والامداد الا هو الغني بذاته عن جميع مخلوقاته ومنها ان من سواه لا يملكون لانفسهم ولا لغيرهم نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا لا يدفعون كاره ولا يجلبون المحاب ومن كان على هذا الوصف. فعبادته باطلة. فاذا بطل الشرك بالله قرر وجوب الاخلاص لله ثبتت وحدانية الله وتفرده بكل كمال واضمحل قول الجاحدين وهلا قول المشركين الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذا نوع اخر من وجوه الرد التي يقررها رحمه الله تعالى على مقالة اهل الالحاد وذكر هنا في هذا الوجه ان كل دليل ورد في القرآن في ابطال الشرك يصلح ان يستدل به في ابطال الالحاد والقرآن الكريم تنوعت الدلائل فيه على ابطال الشرك واقيم على ابطاله البراهين الكثيرة المتنوعة برهانا تلو اخر بتنوع في البراهين آآ ابطالا للشرك واثباتا للوحدانية وحدانية الله سبحانه وتعالى وتفرده بالعبادة واشار الشيخ رحمه الله الى بعض الانواع والا فهي انواع كثيرة جدا في القرآن الكريم انواع الادلة آآ في القرآن الكريم على تقرير التوحيد وابطال الشرك. هذه انواع كثيرة جدا يجد طالب العلم آآ بسطها في آآ كتب في كتب التوحيد التي افردت لبيان ادلته بطلان ضده وهو الشرك بالله سبحانه وتعالى ذكر الشيخ رحمه الله بعض هذه البراهين على وجه التنبيه فقط ان كل دليل اقيم في القرآن على ابطال الشرك يصلح ان يستدل به على ابطال الالحاد والجحود من ذلكم وهذا نوع اه ان الله عز وجل في مواطن من اه القرآن خاطب المشركين باعترافهم بالربوبية باعترافهم بربوبية الله سبحانه وتعالى وان ذلك يوجب عليهم ان يقوموا بالتوحيد فان لازم هذا الاعتراف بربوبية الله ان يفردوه سبحانه وتعالى التوحيد الذي هو افراده بالعبادة هذا فيه ايات كثيرة جدا في القرآن ومن اوائل ذلك ما جاء في قول الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم الذين من قبلكم لعلكم تتقون. الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء وانزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون والمعنى كما قال ائمة التفسير من الصحابة وغيرهم اي لا تجعلوا لله شركا في العبادة وانتم تعلمون انه لا خالق لكم غير الله فايمانكم انه الخالق يستلزم ان تفردوه بالعبادة استلزم ان تفردون بالعبادة اعبدوا ربكم الذي خلقكم. العبادة للخالق العبادة لا تكون للمخلوق ان الذين تدعون من دون الله عباد امثالكم اي لا يستحقون من العبادة شيء وانما الذي يستحقها هو الخالق ذلك بان الله هو الحق وانما يدعون من دونه هو الباطل وان الله هو العلي الكبير وذكر منها وهذا ايضا جاء فيه ايات كثيرة في القرآن تفرد الله بالنعم وما بكم من نعمة فمن الله وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها تفرد الله بالنعم هذا من براهين التوحيد ودلائله وفي القرآن السورة تعرف بسورة النعم وهي سورة النحل عدد الله سبحانه وتعالى فيها نعمه الكثيرة ونوع في تعداد النعم ثم ختم ذلك كله بقوله كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون فهذه النعم كلها براهين كلها براهين على وجوب توحيد الله سبحانه ان يخلص له الدين ان يفرد آآ بالعبادة وحده دون سواه والله جعل لكم من انفسكم ازواجا وجعل لكم من ازواجكم بنين وحفدة افبالباطل يؤمنون وبنعمة الله هم يكفرون ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقا من السماوات والارض شيئا ولا يستطيعون فلا تضربوا لله الامثال. فالحاصل ان الايات في في هذا كثيرة جدا يذكر الله سبحانه وتعالى آآ نعمه على عباده وتنوع النعم برهانا على اه وجوب ان يفرد بالعبادة وبرهانا على بطلان الشرك فساده ايضا ذكر رحمه الله تعالى الفقر الذاتي في المخلوقات كلها الى خالقها وانها لا لا تستغني عنه ولا غنى لها عنه ففقر المخلوقات الى خالقها فقر ذاتي من كل وجه وخالق المخلوقات رب العالمين سبحانه وتعالى غني عن المخلوقات كلها من كل وجه وغناه سبحانه وتعالى ذاتي فهو غني من كل وجه والخلق فقراء اليه من كل وجه يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد ان يشأ يذهبكم ويأتي بخلق جديد وما ذلك على الله بعزيز فهذا الفقر الذاتي الملازم للمخلوقات هذا من براهين الوحدانية من براهين الوحدانية لان الله الذي خلقها والله الذي امدها والله الذي يحفظها والله الذي يرزقها والله الذي يحييها والله الذي يميتها وكل شيء بيده وبقضائه وقدره. فهي فقيرة اليه من كل وجه وهو سبحانه وتعالى غني عن المخلوقات كلها غنى ذاتي من كل وجه ايضا من البراهين وهذا كثير في القرآن بيان نقص المعبودات المتخذة وانها حقيرة لا تملك شيئا لا تملك لنفسها فضلا ان تملك لغيرها واتخذوا من دونه الهة لا يخلقون شيئا وهم يخلقون ولا يملكون لانفسهم ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا ما تملك شيء قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له قل ادعوا الذين زعمتم من دوني فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا قال تعالى والذين والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير ان تدعوهم لا يسمعوا دعائكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير بيان حال الاوثان المتخذة ونقصها وانها لا تملك شيئا لا تملك شيئا ذاك الذي يدعو حجر او او شجرة او يتعلق اه بهيمة عبادة عجل او او او بعل او او غير ذلك هذا كله تعلق بما لا بمن لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا فظلا عن ان يملك لغيره شيء من ذلك ولهذا انظر جمال البيان والنصح آآ من نبي الله الياس في قوله لقومه اتدعون بعلا وتذرون احسن الخالقين الله ربكم ورب ابائكم الاولين اين عقولكم تدعون بهلا تدعون بألا هذا تنبيه على نقص المدعو المتخذ من دون الله تنبيه على نقص المدعو او الاله المتخذ من دون الله انه لا يملك شيئا لا يملك شيئا لا لنفسه لا يملك شيئا لنفسه فظلا ان يملك شيئا من ذلك لغيره قال ان من سواه لا يملكون لانفسهم ولا لغيرهم نفعا ولا ظرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا لا يدفعون المكاره ولا يجلبون المظهر ولئن سألتهم ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض ليقولن الله قل افرأيتم ما تدعون من دون الله ان ارادني الله بضر هل هن كاشفات ضره او ارادني برحمة هل هن ممسكات رحمته؟ قل حسبي الله فهذه الاشياء المتخذة لا تملك نفعا ولا دفعا ولا عطاء ولا منعا ولا غير ذلك. لا لنفسها ولا لغيرها فهذا كله مما يبطل به الشرك ذكر الشيخ مجرد امثلة قليلة والا الانواع يعني في ذلك كثيرة جدا قال فاذا بطل الشرك وتقرر وجوب الاخلاص لله ثبتت وحدانية الله وتفرده بكل كمال واضمحل قول الجاحدين كم اضمحل قول المشركين نعم الوجه الخامس والستون ان البراهين الدالة على رسالة محمد صلى الله عليه وسلم ورسالة سائر الرسل صلوات الله وسلامه عليهم من اكبر البراهين على ابطال قول الملحدين وايات الرسل عموما ومحمد خصوصا لا تعد ولا تحصى متنوعة من كل وجه توجب العلم الضروري بصدقهم وصحة ما جاءوا به وهؤلاء الملحدون اكبر اعداء الرسل في كل زمان ومكان فلا يجتمع الايمان بالرسل مع اعتناق مذهب الماديين المنافي للرسالة وللعقول والفطر والله اعلم هذا الوجه الخامس الستون وسبق ان ذكر قريبا من هذا المعنى سابقا بشيء من التفصيل البراهين الدالة على صدق الرسل عليهم صلوات الله والسلام والشيخ سبق ان ذكر انواع منها عديدة في موطن سبق هذه البراهين كلها تعد من اكبر البراهين على ابطال قول الملحدين لان ايات صدق الرسل هي في نفسها اه برهان على وحدانية من ارسلهم على وحدانية من ارسلهم وعلى كماله وان الامر امره والخلق خلقه سبحانه وتعالى ان الحكم الا لله امر الا تعبدوا الا اياه ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون نعم الوجه السادس والستون البراهين الدالة على البعث كلها تبطل اصول الملحدين وقد استدل تعالى على البعث بقوله لخلق السماوات والارض اكبر من خلق الناس وبانه كما بدأ الخلق من العدم فانه سيعيدهم للجزاء وباحياء الله الارض بعد موتها واستدل بكمال قدرته واستدل بحكمته وانه لا يليق به ان يترك الخلق سدى لا يؤمرون ولا ينهون ولا يثابون ولا يعاقبون وبغير ذلك من البراهين نعم هذا الوجه السادس الستون يذكر فيه رحمه الله تعالى براهين الباعث ان كل برهان اقيم على اثبات البعث هو في نفسه برهان على وحدانية الرب هو في نفسه برهان على وحدانية الرب سبحانه وتعالى كمال قدرته وكمال تدبيره وان الامر امره والخلق خلقه سبحانه وتعالى والبراهين التي استدل بها على اثبات البعث كثيرة جدا ومتنوعة اشار الشيخ الى بعضها مثل الاستدلال بخلق السماوات والارض هذه الاية الظاهرة التي يراها الناس ويشاهدونها لخلق السماوات والارض اكبر من خلق الناس هذا برهان من براهين البعث يراه الناس يشاهدونه ايضا بدء خلق الانسان ولم يكن شيئا مذكورا اه اعادة اه خلقه اهون من خلقه ابتداء وكل ذلك هين على الله سبحانه وتعالى ايضا ما ذكر في مواطن القرآن احياء الارض بعد موتها بالماء اهتزت وربت وانبتت من كل زوج بهيج ذلك بان الله آآ ذلك بان الله هو الحق وانه يحيي الموتى وانه على كل شيء قدير وان الساعة اتية لا ريب فيها وان الله يبعث من في القبور فاحياء الارض اه احياء الارض بعد موتها بالماء هذا من براهين البعث احياء الاموات من قبورهم تنوعت البراهين ايضا قدرة الله وحكمته لا يليق بحكمته ان يترك الخلق هكذا يموتون آآ وتنتهي حياتهم بالموت فقط وفيهم الصالح والطالح والمطيع والمجرم والمسيء يموتون وتنتهي الامور هذا لا يليق لا يليق بحكمته سبحانه وتعالى ايحسب الانسان ان يترك سدى فالحاصل ان هذه الانواع الانواع البراهين على البعث وهي كثيرة في القرآن ومتنوعة ومتعددة كلها براهين على الوحدانية ووحدانية الله سبحانه وتعالى في خواتيم سورة اه ياسين اولم يرى الانسان انا خلقناه من نطفة الى اخر السورة فيها براهين عديدة وللشيخ رحمه الله كلام جميل عليها في تفسيره فاستخرج منها براهين اذكر انه عدها ستة براهين في هذا الموطن فقط على البعث وكل برهان على البعث هو في الوقت نفسه برهان على الوحدانية نعم قال وهذه امثلة ونماذج لهذه الاصول الثلاثة التوحيد والرسالة والبعث وكل واحد من هذه الاصول لو بسطت براهينه لبلغت شيئا كثيرا. الشيخ رحمه الله يقصد بالاصول الثلاثة ما ذكر في الوجوه الثلاثة الاخيرة الوجوه الثلاثة الاخيرة على التوالي الوجه الرابع والستون والوجه الخامس والستون والوجه السادس والستون الوجه الرابع والستون آآ اشار فيه الى براهين التوحيد باختصار والوجه الخامس والستون اشار فيه الى براهين الرسالة باختصار والوجه السادس والستون البراهين الدالة على البعث باختصار ثم ينبه هنا يقول وهذه امثلة ونماذج يعني في هذه الوجوه الثلاثة الاخيرة لهذه الاصول الثلاثة الاصول الثلاثة التوحيد والرسالة والبعث الرسالة التوحيد والرسالة والباب وهذه الاصول الثلاثة متفق عليها لدى جميع آآ جميع النبيين وفي جميع الكتب المنزلة الشوكاني رحمه الله له رسالة في هذه الثلاثة وانها متفق عليها بين الرسل جميلة جدا اسماها وهي مطبوعة ارشاد الثقات على اتفاق الشرائع على التوحيد والمعاد والنبوات على التوحيد والمعاد والنبوات ان هذه الاصول الثلاثة متفق عليها لدى جميع آآ الرسل عليهم صلوات الله وسلامه وبركاته عليهم اجمعين. وهي كثيرة البراهين على هذه الاصول الثلاثة اه لو بسطت براهين براهينه اه براهين كل اصل منى لبلغت شيئا كثيرا. نعم فكل واحد منها قد وصل الى علم اليقين وعين اليقين وحق اليقين وهي تهدم اساس التعطيل والالحاد. وتوجب على العباد الاعتراف بما خلقوا له. من الايمان بالله وكتبه ورسله وحده لا شريك له ومن المعلوم ان الماديين الملحدين يباهتون وينكرون ذلك كله. نعم يعني مثل ما قال رحمه الله بسط البراهين على هذه الاصول الثلاثة يطول جدا ومحله كتب كبار اه اعتنت بذلك بسطا لهذه البراهين. وكل هذه البراهين اه هي في الحقيقة براهين على بطلان الالحاد وفساده نعم الوجه السابع والستون قال الله تعالى لقد من الله على المؤمنين اذ بعث فيهم رسولا من انفسهم يتلو عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين هذه الاية دلت على كمال علم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم. وكمال تعليمه للخلق وكمال تنفيذه للهدى والصلاح الذي جاء به فهل في امكان احد من البشر الاولين والاخرين؟ وجود هذه العلوم العالية النافعة الواسعة في شخص واحد وحصول التعليم منه لاناس كانوا قبل ذلك في غاية الجهل والضلال المبين. حتى انتقلوا من هذا الجهر والضلال الى العلم الواسع والهدى المتنوع ثم مع هذا العلم والتعليم الممتنع وجوده او وجود ما يقاربه في شخص واحد نفذ صلى الله عليه وسلم في الخلق هذه التعاليم والاصلاحات الدينية والدنيوية فاستقامت به الامور وصلحت الاحوال. ان في ذلك لعبرة للمعتبرين وايات لاولي الالباب حيث بعث هذا النبي الامي الذي لا يقرأ كتابا ولا يخط بيمينه ولا جالس احدا من العلماء السابقين فتعلم منهم فجاء بعلوم الاولين والاخرين وبما فيه صلاح الدنيا والدين فزالت به الجهالات والضلالات وتقشعت عن القلوب به الظلمات وحصل كمال الرشد والهدى. وزال عن امته اسباب الهلاك والردى شهد بهذا الاولياء والاعداء واتفق الخلق على انه لم يوجد احد يقاربه من العظماء. وكيف يقارب احد او يدانيه وكل خصلة من خصال الكمال له منها اعلاها وارفعها وبه كملت العقول والبصائر ولا يقدح في هذا الا كل مباهت مكابر. والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيبوا حجتهم داحضة عند ربهم وعليهم غضب ولهم عذاب شديد هذا الوجه انطلق فيه الشيخ رحمه الله من هذه الاية آآ العظيمة التي فيها ذكر منة الله جل في علاه على العباد بعثة الرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام الوقت الذي بعث فيه آآ شأن الناس كما جاء في خاتمة الاية كانوا في ظلال مبين ظلال طبق الارظ وقد جاء في الحديث ان ان الله نظر الى الارظ عربهم وعجمهم فمقتهم اجمعين الا بقايا يعني قلة قليلة من اهل الكتاب فخيم الضلال ارجاء الارض واطرافها فبعث في وقت الناس فيه في ارجاء الارض بهذه الحالة بهذه الحال في ظلال مبين وجهل مطبق وجاهلية جهلاء وضلالة عمياء ففتح الله به اعينا عميا وقلوبا غلفا واذانا صما وهدى به الى صراطه المستقيم فكان ذكرا عليه الصلاة والسلام ما هاديا وناصحا امينا آآ خلص الله سبحانه وتعالى به من كتب الله هدايتهم من ذلك الضلال فبدأ الناس يدخلون في دين الله الى ان كان دخولهم فيه افواجا وهذا فيه خواتيم دعوته عليه الصلاة والسلام فالذي ينظر الى هذه المنة يجد فيها برهان على الوحدانية الذي ينظر الى هذه المنة وينظر الى اثارها وما ترتب عليها من الخير والنجاة من انواع الجهل وصنوف الضلال الذي طبق الارض وخيم ارجاءها يجد ان هذا من البراهين العظيمة على وحدانية الرب العظيم سبحانه وتعالى وان منته على العباد عظيمة بمبعث هذا الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام الذي اه آآ بلغ الناس البلاغ المبين ودلهم الى كل خير ما ترك خيرا الا دلهم عليه ولا شرا الا حذرهم منه نعم الوجه الثامن والستون لما علم المستعمرون الملحدون ان الاسلام الحقيقي والدين الاسلامي اقوى حصن واعظم سلاح لمقاومتهم وقد عرفوا ذلك من قديم الزمان وحملوا حملات متنوعة فرجعوا على اعقابهم مهزومين لم ينالوا خيرا وعرفوا حق المعرفة انه من المحال السيطرة على الاسلام وعقائده واخلاقه فعملوا مؤامرات واسعة وعملوا مؤامرات واسعة واسعة متنوعة وساعدوها بالقوة ودرسوا الالحاد في المدارس التي التي اغتفلوا اهلها وذهبوا يهجنون جميع تعليمات الاسلام. وما يدعو اليه من الاخلاق وما يحكم به من الاحكام وقالوا انها رجعية ترجع بالناس الى الورى عن التقدم المطلوب. واوجدوا لهم من ارباب المطامع المأجورين. ومن البلهاء المغرورين من يستعينون به على مطالبهم والتزهيد في الدين من كل وجه ولكن ولله الحمد قد علم اهل البصائر مقاصدهم وعرفوا الخونة ممن ينتسب الى ملة الاسلام وهو اعظم عدو للاسلام في صورة صديق وبرهن العلماء العارفون ان كل ما قيل في توهين الدين وتقديره فهو باطل وان القائلين بذلك زنادقة منافقون يقولون ما يعلمون خلافه وان السبيل الوحيد الى الصلاح والتقدم الصحيح النافع من جميع الجهالات هو الاخذ بتعاليم الاسلام بعقائده واخلاقه واعماله واحكامه وان البشر لا يمكن ان يحيوا حياة طيبة ويعيشوا في الدنيا عيشة هادئة الا بالدين. وان الالحاد هذا اعظم نكبة اعظم نكبة طرقت البشر وان اثاره الشر وان اثاره الشر الكبير والاباحية والفوضوية وتقويض دعائم العمران والسير الى الهلاك والشقاء فمتى رأيت من ينعق بذم الرجعية وذم كل قديم ويأمر بنبذ ذلك فاعلم انه احد رجلين اما ملحد قصده بذلك التوسل الى جحد اديان الرسل ونبذ ما جاءوا به واما مغرور مخدوع مقلد لهم. قد غرته هذه المدنية الزائفة واعجبه رونقها وظن بجهله انها شيء وهؤلاء كاذبون في ذلك فان اقوال زنادقتهم الاولين عندهم بالمحل الاعلى. ولا يكادون يخالفونهم ويعظم يعني هم يقولون رجعية وهم اقوال ائمتهم المتقدمين معظمة عندهم. ويعولون عليها ويحيلون اليها نعم ويعظمونهم اكبر مما يعظمون الانبياء. بل ليس للانبياء في قلوبهم شيء من التعظيم الصحيح واذا اردت ان تعرف كذبهم بالبداهة فهل العلوم النافعة والاعمال الصالحة والعقائد الصادقة والاخلاق الفاضلة الا وقد جاء بها الدين على اكمل الوجوه واحسنها وانفعها وتتبع ذلك في اصول الدين وفروعه وظاهره وباطنه. هل تجده الا مشتملا على كل خير؟ هاديا الى كل رشد وصلاح على كل فلاح. نعم والشيخ ضرب على ذلك امثلة عديدة فيما تقدم نعم الوجه التاسع والستون من محاسن الاسلام وقيامه بكل اصلاح انه ليس عقائد ليس عقائد واخلاقا فقط وانما هو مع ذلك موجه وحاكم وصاحب دولة وجهاد فالدين الاسلامي بعقائده واخلاقه وادابه وتوجيهاته وحكمه وسلطته وحمايته الحقوق خاصة والعامة كما هو مشروع مفصل من اكبر الادلة على انه تنزيل من حكيم حميد بكل شيء اذ اذ شرع لهم هذا الدين الذي لم يبقى خير لم يبقي خيرا الا دل عليه. وحث عليه ولا شرا الا حذر منه ولا حقا الا اقامه ولا عدلا الا جعل له مسالك وطرقا يقوم عليها فهو دين ودولة. وجامع بين مصالح الدين والدنيا. وبين التسامح والتيسير وبين العزة والقوة والمقاومة لكل معاند محاد معاد للدين واهله عكس ما نبذه الملحدون انه دين بلا دولة عندك ها؟ عكس ما نبذه بالزاي نبا نزاهو. نعم عكس ما نبزه الملحدون انه دين بلا دولة واخرة لا دنيا معها. فانهم قالوا ذلك توسلوا الى تثبيط اهله عن مقاومة المعتدين. وبذلك يمهدون الطريق للاعداء المستعمرين الظالمين فهؤلاء الذين قالوا ذلك كذبوا وظلموا وكادوا للاسلام واهله. وكانوا اجراء للاعداء والله اعلم. نعم الوجه السبعون ان من اكبر اسباب الالحاد الاعراض ان من اكبر اسباب الالحاد الاعراض عن علوم الدين والا فمن عرف ما جاء به الكتاب والسنة وعلم ما جاء به دين الاسلام وعلم ما جاء به دين الاسلام ولو معرفة متوسطة استحال ان يقع معه الالحاد جهلا وضلالا. فان الدين بطبيعته وما اشتمل عليه من البراهين يضطر صاحبه الى الاقرار والاعتراف بوحدانية الله وصدق رسله وبطلان ما ناقض ذلك ولا تجد ملحدا الا معرضا من اعظم الجاهلين او معاندا عارفا من اكبر المباهتين المكابرين نعم يعني آآ يذكر هنا وهذا سبقا ايضا الا ان تكلم عنه وبينه وينوع الشيخ في العبارة نصحا وحرصا على مزيد التوظيح والبيان والا سبق ان ذكر شيئا من من هذا فيما سبق الالحاد آآ لا يمكن ان يدخل على من عنده علم بالشريعة وجمالها و عرفها لا يمكن ان ان يدخل عليه ولكن اذا كان جاهلا بالشريعة جاهلا بمحاسنها عظمتها فانه يدخل عليه الدواخل من هذا وغيره ولهذا كان من من اعظم المهمات واكبر الواجبات ان ينشأ النشء على الدين والتربي على الاسلام ولا سيما الصلاة والمحافظة عليها وبر الوالدين والاحسان ومعرفة المعتقد الصحيح المتلقى من الكتاب والسنة لان هذا التعليم الديني النشأ والابناء يكون باذن الله حصنا لهم حصنا لهم وواقيا من ان يخترقوا من دعاة الشر وودعاة الضلال والفساد نعم ومن المصائب الكبيرة ان كثيرا من العصريين ليس عندهم بصيرة ولا معرفة بالدين لا قليلة ولا كثيرة وانما عنده اقبال على الصحف المشتملة على الخير والشر. الشيخ هنا ينبه على مسألة يعني ويحتاج الشباب ان ينبه عليها خاصة مع اتساع الوسائل الان ومجالات المجالات التواصل وغيرها آآ كثير من الشباب يخاطر بدينه مخاطرة عظيمة يدخل في كل موقع ويسمع لكل احد وينظر كل ما كل امر يشاهد ولا يقف عند ظابط ولا عند احد ثم هو في الوقت نفسه قليل العلم الشرعي ما عنده حصانة ما عنده حصانة من علم شرعي وهذه مخاطرة بالدين وقديما يقولون ان كنت مخاطرا بشيء فلا تخاطر بدينك المخاطرة بدين بدين المرأة هي اعظم آآ اعظم مخاطرة بل الذي يخاطر بماله هو من الذي يخاطر بدينه؟ دين الماء دين المرء رأس ماله ولهذا بعض الشباب يدخل في القنوات وفي وفيها مثلا فساد عظيم وشبهات مرضية تفسد عليها دينه تخلخل عقيدة وهو ما عنده اصلا العلم الشرعي ما عنده العلم الشرعي حتى ان بعض الشباب يدخل بزعمه انه يريد ان يرد ما عنده بضاعة اصلا ما عنده بضاعة اصلا فتدخل عليه الشبهات وتدخل عليه الاهواء يضرر مضرة عظيمة في عقله وفكره ودينه الشباب على خطر عظيم اه اذا استمر حال الشاب في الدخول والمخاطرة بدينه على هذه الطريقة فيحتاج الشاب الى امرين الى ان يحصن نفسه بالعلم الشرعي لمستمد من الكتاب والسنة وان يتجنب كل الاماكن الموبوءة لا يشاهدها ولا يستمع اليها ولا يدخل فيها نعم قال وانما عنده اقبال على الصحف المشتملة على الخير والشر. وكثير منها تدعو الى الالحاد باساليب وطرق متنوعة فتصادف هؤلاء الذين يظنون انفسهم عارفين وهم من اجهل الجاهلين. وتملأ اذهانهم من اراء السخيفة والنظريات المخيفة. وليس عندهم من العلم والدين ما يصدهم ويمنعهم من الاندفاع مع التيار المادي وما اكثر الهالكين بهذه الطريقة وليس لهؤلاء دواء الاقبال على معرفة الدين وعلومه وادابه واخلاقه. فنسأل الله سلامة والعافية. يؤكد رحمه الله على هذه المسألة وهذه مسؤولية الاباء والامهات والمربين ان يحرصوا على تنشئة الابناء على الديانة والتمسك والطاعة والعبادة والله عز وجل ذكر في هذا نموذجا رفيعا عاليا عالي القيمة والمكانة في تربية الابناء وهي وصايا لقمان الحكيم لابنه الوصايا التي اجتمعت للقمان الحكيم وصايا عظيمة جدا جاءت على مجامع الامور واهم ما ينبغي ان ينشأ عليه الاباء ولهذا ينبغي ان تتخذ هذه الوصايا انموذجا يحتذى يكفي شاهدا على ذلك ان الله عز وجل ذكره في ايات تتلى في القرآن. ذكر وصايا لقمان الحكيم في ايات تتلى في القرآن في سورة عرفت باسمه سورة لقمان وذكر الله عز وجل وصاياه العظيمة لابنه فهذه الوصايا وغيرها من الوصايا العظيمة في فيما يتعلق بالتربية التربية الدينية يا يا غلام احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة واعلم ان الامة لو اجتمعوا على ان ينفعوك الى اخره هذه اشياء لابد ان تغرس في الاولاد والناشئة وهذه مسؤولية الاباء وآآ كما ان الله سبحانه وتعالى اوصل ابناء بابائهم برا واحسانا فان الله ايضا في القرآن اوصى الاباء بابناء تربية وتأديبا كما قال الله سبحانه وتعالى في سورة النساء يوصيكم الله في اولادكم يوصيكم الله في اولادكم فكما ان آآ الابن يوصى بالاب برا واحسانا فالوالد ايضا يوصى بالابن تربية وتأديبا واذا ربى الوالد ابنه على التدين والطاعة والعبادة والاذكار والاخلاق الفاضلة وبر الوالدين وصلة الارحام وغير ذلك من معاني العظيمة تعطيه حصانة باذن الله تعطيه حصانة باذن الله سبحانه وتعالى وسلامة وعافية من هذه الشرور نعم قال ولا يعرف الدين بتتبع احوال من ينتسب اليه وهو منحرف عنه فان هذا من اعظم الظلم وانكر المنكر وقد صار هذا المسلك طريقا لاعداء الاسلام الظاهريين والباطنيين فقد حملوا الاسلام اوزار من ينتسب اليه من ملوك جائلين. وامراء مستبدين وادعياء منحرفين عن عقائده واخلاقه ومتفلتين عن احكامه حتى صاروا اعظم حجاب للمغترين واعظم للمعاندين العارفين وانما الواجب معرفة الاسلام من منابعه وينبوعه الاصلي وهو كتاب الله وسنة رسول الله القولية القولية والفعلية وعمل الخلفاء الراشدين والصالحين من امة محمد فان هذا هو الدين وهو الانموذج الصحيح لمن يريد الانصاف اما من يريد الاعتساف وقصده معروف فانه يزور على ضعفاء العقول والبصائر بهذه التمويهات الى الدين ما هو منه بريء واذا كانت فنون العلم كالطب والحساب والهندسة وما اشبهها لا يقدح فيها من انتسب اليها وهو جاهل بها فكيف بهذا الدين؟ يعني لو ان شخصا اه جاء يبطل الطب كله ذكر نماذج لبعض المتطببين الذين يزعمون انهم اطباء وليسوا باطباء. وتضرر الناس منهم فيأتي بهذه النماذج ويبطل الطب كله هذا انصاف مثله لما يأتي شخص الى بعض المسلمين الذين عندهم تقصير في في دينهم وعدم تطبيق له فيطعن في الاسلام نفسه بهؤلاء وتقصير هؤلاء فهذا ليس من من الانصاف في شيء وهذي مسألة سبق ان الشيخ رحمه الله تكلم عنها نعم فكيف بهذا الدين الذي تضرعت عنه جميع العلوم النافعة؟ والمعارف الراقية والاخلاق العالية. وقد ثبتت اصوله حتى كانت اثبت من الرواسي واضاء نوره حتى انار ما بين الخافقين. واتسعت افاق اصلاحاته حتى شملت اصلاح الافراد والجماعات والحكام والمحكوم عليهم والظاهر والباطن والدنيا والاخرة فتبا لمن قدح فيه بحال فتبا لمن قدح فيه بحال من ينتف من ينسب اليه وهو ابعد الناس عنه سبحانه هذا بهتان عظيم الوجه الحادي والسبعون ان مدار هؤلاء الملحدين على تحكيم عقولهم وعرض العلوم والحقائق عليها. فما وافقها قبلوه وما ناقضها نفوه وانكروه فعارضوا بها عقول جميع العقلاء وعلوم الانبياء واتباعهم وعقولهم قد عرف فسادها وتناقضها وتهافتها. فهذا الاصل الذي بنوا عليه كل شيء اصل منهار متهافت في غاية الفساد والاضطراب وقد فتحوا به للناس المغترين بهم باب الفوضى في الاراء والنظريات حتى صار كل طائفة كل شخص منهم يدعي ان الصواب معه والخطأ مع غيره. ولهذا تجرأ كل جاهل على القدح فيما جاءت به الرسل ونزلت به الكتب السماوية حتى امتلأت الدنيا من الالحاد والدعوة الى المادية محضاة واستجاب لدعوتهم رعاعوا الخلق الذين لا علم عندهم ولا دين ولا اخلاق. نعم والخير ولله الحمد كثير من الخير كثير واهل الخير وعب اهل العبادة والطاعة العلم والخير والفضل كثير جدا وولله الحمد يعني كما جاء في الحديث لا يزال الله يغرس لهذا الدين غرسا ياه ولا تزال طائفة من امتي الخير كثير وآآ لا يزال آآ الامر فيه صراع بين خير وشر وهدى وباطل لكنه ولله الحمد الخير كثير نعم وخيف ان يقع ولابد من وقوعه ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم حيث ثبت عنه انه قال لا تقوم الساعة حتى يقال في الارض. الله الله حتى لا يقال في الارض الله الله. نعم. يعني حتى تكون الارض كلها الحاد. حتى تكون الارض كلها الحاد لا يوجد فيها الدين على اولئك تقوم الساعة تقوم على شرار الخلق نعم. ولا تقوم الساعة الا على شرار الخلق وصرنا في وقت القابض فيه على دينه كالقابض على الجمر من كثرة الالحاد والدعوة الى وكثرة المعارضات الباطلة والميل بالكلية الى الدنيا وزخارفها ورئاساتها. حتى صار كثير من الكتاب العصريين يدعون الى عمارة الدنيا والاقبال بالقلب والقالب عليها ونسيان الاخرة. ويحرفون لذلك نصوص الكتاب والسنة. الكتاب والسنة جاء بالاعتدال والتوسط يعني مثل ما في دعاء النبي عليه الصلاة والسلام اللهم لا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا الدين لا يمنع من الانتفاع من مصالح الدنيا وآآ منافعها والاستفادة من خيراتها وما سخره الله للعباد فيها لا يمنع من ذلك لا يمنع من كل نافع ومفيد لكن ان تكون هي هي البغية وهي العلم وهي الغاية وهي المقصد ويترك الدين ويذم ويطعن فيه ونحو ذلك هذا هو الذي فيه الخطر. نعم ويحرفون لذلك نصوص الكتاب والسنة فانحرفوا بهذا انحرافا عظيما وضلوا واضلوا كثيرا وضلوا عن سبيل الله ولو انهم دعوا الخلق الى ما امر الله به المؤمنين وما امر به المرسلين بالاكل من الطيبات تمتع المباح من الدنيا وطلبها الطلب الجميل والتوسل بذلك الى المقصود الاعظم وهو اصلاح الدين والقيام بعبودية الله التي خلق الله لها الخلق وان يجعلوا ما متعوا به من النعم معونة لهم على ما خلقوا له لكان خيرا لهم واقوم واصلح للعاجل والاجل وننال السعادة لكان خيرا لهم واقوم واصلحا للعاجل والاجل. ولنالوا السعادتين ولسلموا من الفساد. وانهيار العقائد والاخلاق ناقة ولكنهم متعوا ونعموا وبطروا حتى نسوا الذكر وكانوا قوما بورا انهم كانوا قبل ذلك مترفين. وكانوا يصرون على الحنث العظيم. وكانوا يقولون ائذا متنا وكنا ترابا وعظاما ائنا لمبعوثون ولهذا نسأل الله العافية تجد امثال هؤلاء الساقطين يتهكمون بالجزاء الدنيوي والاخروي ويسخرون من المؤمنين القائمين بواجباتهم الذين هم في الحقيقة اعلى الناس علوم الذين هم في الحقيقة اعلى الناس علوما واخلاقا واعمالا ومقامات. وهؤلاء المؤمنون لا يغبطون ما متع به هؤلاء الملحدون من اموال واولاد ويتلون عند ذلك قوله تعالى ايحسبون انما نمد به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون ولا يحسبن الذين كفروا انما نملي لهم خير لانفسهم انما نملي لهم ليزدادوا اثما ولهم عذاب مهين وقوله لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد. نعم الوجه الثاني والسبعون اذا اردت ان تعلم علم اليقين ان اهل الالحاد ليس عندهم عقل كما لا دين لهم انهم ليس عندهم الا المكابرة والجحود في قدحهم في القديم او العتيق او ما شابه ذلك من عباراتهم السخيفة كالرجعية وشبهها فاعرض فاعرض نموذجا من تفاصيل ما يدعو اليه الدين ويحث عليه وما يحذر عنه تعرف بها ان المنكرين لها في فساد من عقولهم كاس من ارائهم وسفاهة من علومهم وخسة من اخلاقهم. وان كل قول او ان كل قول او عقيدة او خلق او عمل ليس عليه امر الدين فهو مردود شرعا وعقلا وفطرة. ليس هذا مجرد دعوة وانما هو مما يتفق عليه العقلاء. فالدين الاسلامي الذي هو دين محمد صلى الله عليه وسلم وجميع الرسل يدعو الى الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر. والاعتراف بوحدانية والاعتراف بوحدانية في الله وتفرده بكل كمال وتفرده بالخلق والرزق والنعم الظاهرة والباطنة والقيام بعبودية الله ظاهرا وباطنا والتوجه اليه وحده وخوفه ورجائه وحده والانابة اليه في جميع النوائب والملمات والشكوى اليه في كل المهمات والقيام بحمده وشكره واللهج بذكره ودعائه والتعلق به وحده في كل وترك التعلق بالمخلوقين. فهل هذا خير ام الكفر بالله والجحود والتعطيل لاوصافه نعمه والطغيان والاستكبار عن عبادته. وتعلق القلوب بالمخلوقين والتعليق والاستكبار عن عبادته وتعليق القلوب بالمخلوقين رغبة ورهبة ورجاء كما هو حال الملحدين والدين الاسلامي يدعو الى الصدق في الاقوال والافعال والى البر والنصح للخلق كلهم والقيام بحق الوالدين اقارب ومن للانسان بهم تعلق وصلة. ومن لهم حق عليه ويأمر باقام الصلاة وايتاء الزكاة وصيام رمضان وحج بيت الله الحرام والقيام بشرائع الدين. واهل الالحاد يقولون ويفعلون ما يناقض ذلك والدين الاسلامي يأمر بالعدل في المعاملات كلها والقيام بالحقوق كلها وينهى عن الظلم في الدماء والاموال والاعراض والوفاء بالعهود والعقود ومراقبة في حال قيام العبد بها ليوفيها حقها ويبتعد عن شرورها ومفاسدها خوفا من الله ورجاء لثوابه واهل الالحاد يأمرون بضد ذلك. وليس في ضمائرهم خوف ولا مراقبة لله. وانما هي تشبه افئدة البهائم بل اضل فحيث ما دفعتهم اليه الاغراض الخسيسة والظلم واغتنام الخيانات وتضييع الامانات ان دفعوا اليها. ليس عندهم دين ولا خلق ولا مراعاة ذمة. انما هي الاباحية المحضة. ليس وليس عندهم خشية الا من مخلوق اقوى منهم فهؤلاء كالانعام بل هم اضل. وهؤلاء لم تنفعهم ادراكاتهم ولا مشاعرهم ان يجدي وبالجملة الدين الاسلامي يدعو الى كل خلق جميل وعمل صالح وهدى مستقيم وطريق قويم وصلاح متنوع. فكل من خالفه وقع في ظد هذه الامور الجميلة. وسقط في مهاوي الهلاك والاخلاق الرذيلة فلقد تعس وانتكس من عبر عن عقائد الدين واخلاقه واعماله التي لا وجود لا حياة للوجود الا بها بالرجعية. والرجوع الى القديم والعبارات الوسخة التي هي اكبر معبر عن سخافة عقول معبريها وسقوطهم في كل رذيلة وخلوهم من كل فضيلة ولقد قال اخوانهم السابقون عن القرآن ومن جاء به. ان هذا ان ان هذا ان هذا الا اساطير الاولين ان هذا الا سحر مبين. واذا رأوك ان يتخذونك الا هجوا. اهذا الذي بعث اهذا الذي بعث الله رسولا. ولقد استهزأ برسل من قبلك فحاط بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون هذي مقارنة سبق ان ذكر الشيخ نظيرا لها في احد الوجوه التي تقدمت. نعم قال رحمه الله الوجه الثالث والسبعون ذكرنا فيما سبق ان اعظم ما يبطل الالحاد معرفة دين الاسلام والعمل به وانه بطبيعته وبراهينه واياته يضمحل معه كل باطل كل باطل من كل وجه خصوصا اقبح الباطل واشنعه واشده منافاة للعقل والدين وهو الالحاد. وقد عرف اهله هذا منه وانه لا بقاء له مع الدين فتوسلوا بتنحية الدين عن المتعلمين وابعدوه عن المدارس فان لم يتمكنوا جعلوا تعليم في الدين ضعيفا او اسما بلا مسمى. فهم عند التمكن ينحون الدين جملة جملة ويدخلون في تعاليم المدارس اصول الالحاد فيخرج المتعلمون ملحدين صرفا فان لم يمكنوا من ادخال الالحاد فيها اجتهدوا في اضعاف علوم الدين واقتصروا على العلوم العصرية ليذهب بالقلوب الناشئة الدين ويسهل توجيههم الى نبذه والاستبدال به ضده فان البصيرة في الدين اذا ضعفت والقلوب اذا والقلوب الى غيره توجهت انهارت الاديان والاخلاق كما هو مشاهد معلوم في كل المدارس التي على الوصف الذي ذكرنا فيتعين على المسلمين وعلى ولاة امورهم ان يعتنوا غاية الاعتناء في علوم الدين واخلاقه فان هذا من افرض الفروض وبه يحصل كل خير ويندفع اعظم شر. فان الناشئين في المدارس اذا خرجوا منها وقد تمكنوا من علوم الدين وصار عندهم بصيرة وصار عندهم بصيرة صحيحة فيه فانهم ينفعون وينفعون غيرهم والا فليعلموا انهم رعاة. وكل راع مسؤول عن رعيته فهم مسؤولون عن عشية المتعلمين في المدارس فاذا لم يثقفوهم ثقافة دينية صاروا اكبر سلاح للاعداء على امتهم فكيف اذا انصرفت قلوبهم عن الرغبة في علوم الدين واخلاقه الى الاقتداء الضار باعداء الاسلام في علومهم وسلوكهم وعاداتهم فانهما شاع الالحاد في البلاد الاسلامية الا بهذه الطريقة قال رحمه الله فكيف اذا انصرفت قلوبهم عن الرغبة في علوم الدين واخلاقه الى الاقتداء الضار باعداء الاسلام في علومهم وسلوكهم وعاداتهم فانه ما شاع الالحاد في البلاد الاسلامية الا بهذه الطريقة فكيف اذا نصرتها قوة الولاة وصاروا هم العون الاكبر لانحراف المدارس الابتدائية والثانوية والجامعة وطردوا عنها الدين او اضعفوه فنرجو الله ان يوفق ولاة المسلمين المرجوع اليهم لهذا الامر العظيم الذي خطره كبير وشره تطوير والا فلا يلومن الا نفسه اذا خسروا الدنيا اذا خسر فلا يلومن الا انفسهم فلا يلومن الا انفسهم اذا خسروا الدين والدنيا. والله المستعان. المناسبة هذه الفائدة التي اشار اليها واكد عليها رحمه الله وهذا الدعاء ايضا العظيم ولاة الامر آآ بهذه المناسبة اشير الى النعمة العظيمة التي انعم الله سبحانه وتعالى علينا في هذه البلاد وفي هذه الدولة التي نسى الله عز وجل ان يزيدها وولاتها توفيقا وبركة وخيرا وفضلا ورفعة العناية العظيمة بالتعليم ومن يطالع المناهج الدراسية في المراحل كلها الابتدائية والمتوسطة والثانوية وحتى في الجامعات يعتنى عناية دقيقة جدا الغرس الديني والتعليم الديني والتربية على العقيدة الصحيحة المستمدة من الكتاب والسنة وتربيتهم على العبادات الفاضلة والاخلاق الكاملة وهذه تلازم الطالب من من المراحل الابتدائية حتى ايضا ما قبل المراحل الابتدائية في الروضة وغيرها المناهج آآ فيها عناية بهذا الجانب نسأل الله عز وجل ان يزيد ولاة امرنا توفيقا وبركة وتسديدا ومعونة عن الخير وان يوفق جميع ولاة امر المسلمين لكل خير ورفعة وفضيلة ان يرزقنا اجمعين آآ صلاحا واستقامة وثباتا على الحق والهدى وان يصرف عنا وعن المسلمين الفتن ما ظهر منها وما بطن بمنه وكرمه نسأل الله جل وعلا ان يعيذنا والمسلمين من الفتن وما ظهر منها وما بطن وان يحفظ على المسلمين امنهم وايمانهم ودينهم وعافيتهم وان يبلغنا جميعا كل خير وفضيلة ورفعة في الدنيا والاخرة انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وحسبنا ونعم الوكيل سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا