بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد ويقول الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعري غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين امين في كتابه الادلة القواطع والبراهين في ابطال اصول الملحدين الوجه الرابع والسبعون قال شيخ الاسلام رحمه الله الرب تعالى اعرف من ان ينكر واعظم من ان يجهد ولهذا قالت الرسل لاممهم افي الله شك وهو الغني بذاته عن جميع الموجودات فان افتقار كل ما سوى الله هو حكم وصفة ثبتت لما سواه فكل ما سواه سواء سمي محدثا او ممكنا او مخلوقا او غير ذلك هو مفتقر محتاج اليه لا يمكن استغناؤه عنه بوجه من الوجوه ولا في حال من الاحوال بل كما ان غنى الرب من لوازم ذاته ففقر الممكنات من لوازم ذاتها وهي حقيقة لها الا اذا كانت موجودة وهي لا حقيقة لها الا اذا كانت موجودة فان المعدوم ليس بشيء فكل ما هو موجود سوى الله فانه مفتقر اليه. دائما حال حدوثه وحال بقائه هذا يوجب افتقاره اليه دائما انتهى فعلم بهذا ان جراءة المخلوق الفقير على انكار الرب الغني القائم بنفسه القائم بكل موجود او انكار وحدانيته او حق من حقوقه من اسخف الجنايات واطمها وان هذا المخلوق الفقير من وجه قد تعدى حده وطوره قال الشيخ واذا كانت الرسل والانبياء ومن اتبعهم وهم امم لا يحصي عددهم الا الله قد اخبروا بوحدانية الله وتفرده بصفات الكمال وهم مستيقنون ذلك لا يرتابون فيه وهم عدد كثير اضعاف اضعاف اي تواتر قدر قد اتفقت اقوالهم وافعالهم وهداياتهم على ذلك علم انه هو الحق الذي لا ريب فيه. وما سواه باطل انتهى اعد وان هذا المخلوق والفقير قبل ستة سطور من النهاية وان هذا المخلوق الفقير من وجه قد تعدى حده وطوره حتى نسختي هكذا من وجه الاقرب انها من كل وجه ان كل ذي وجه وان نعم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين اما بعد هذا ايضا وجه اخر من الوجوه التي يبطل بها الالحاد بل يظهر بها شناعة الالحاد وشناعة صنيع الملحد فان الرب العظيم سبحانه وتعالى اعرف من ان ينكر. واعظم من ان يجحد وايات وحدانيته براهين تفرده سبحانه وتعالى كثيرة لا حد لها بل في كل شيء له اية تدل على انه الواحد تدل على عظمته وكماله وقدرته ورحمته وتفرده سبحانه وتعالى فهو اعرف من ان ينكر واعظم من ان يجحد والمخلوق فقير الى ربه محتاج اليه من كل وجه ثم يوجد في بعض المخلوقين من تبلغ به الجرأة مع عظم فقره الى الله من كل وجه ولا غنى له عن الله طرفة عين يتجرأ فيجحد وجود الله اصلا. انظر السفه الذي اه تصل اليه بعض عقول المخلوقين انظر السفه الشنيع الذي تصل اليه عقول بعض عقول المخلوقين فالله اعظم سبحانه وتعالى من ان يجحد واعرف من ان ينكر والمخلوق فقير الى الله سبحانه وتعالى فقر ذاتي من كل وجه ومع ذلك يتجرأ بعض المخلوقين الذين هم فقراء الى الله ولا غناء لهم عن عن الله لا في الاعداد ولا في الامداد ولا في الحركة ولا في السكون ولا في اي شيء يتجرأ ويجحد وجود الله اصلا يجحد وجود الله اصلا فعلم بهذا ان جراءة المخلوق الفقير على انكار الرب الغني القائم بنفسه القائم بكل موجود وانكار وحدانيته او حق من حقوقه من اسخف الجنايات واطمئنها ولا شك لا شك ان هذه جناية هي من اشد الجنايات فالرب اوجد هذا المخلوق وامده واعده واعانه اه تفظل عليه بانواع النعم وصنوف المنن ثم يتجرأ هذا المخلوق الفقير فيقول لا وجود لله اصلا ويجحد وجود الله ليس هناك الجرأة والجحود والتكذيب اشنع ولا اطم من هذا نعم الوجه الوجه الخامس والسبعون قال شيخ الاسلام في رده قول الفلاسفة ومن تبعهم من المنحرفين في قولهم ان العقل يجب تقديمه على السمع واذا تعارض الشرع والعقل وجب تقديم الشرع لان العقل مصدق للشرع في كل ما اخبر به لان العقل دل على ان الرسول صلى الله عليه وسلم يجب تصديقه فيما اخبر وطاعته فيما امر والعقل يدل على صدق الرسول دلالة عامة مطلقة انتهى ووجهه خضوع عقل العقلاء المعتبرين للشرع انهم شاهدوا من براهين الرسالة واياتها المتعددة المتنوعة ما يضطرهم اضطرارا لا محيد لهم عنه ان محمدا رسول الله حقا فلو قدمنا شيئا مما قيل انه معقول على ما جاء به الرسول لعلمنا انه معقول فاسد لئلا يلزم تناقض قضايا العقل فاعظم القضايا التي حكم بها العقل قضية صدق الرسول صلى الله عليه وسلم فمتى انكر هؤلاء الملاحدة هذه القضية الكبرى اليقينية قطعنا انهم معاندون للعقل كما انهم معاندون الشرع واذا تقرر ان العقل دل دلالة عامة مطلقة على صدق الرسول في كل خبر في كل خبر وحكم كان ايراد على بعض جزئيات الشريعة معلوم الفساد وكان علمنا العام بصدق الرسول في كل شيء يقضي على جميع الجزئيات ونهاية الامر ان يكون الذي وقع فيه الاشكال من المشتبهات والمشتبهات يتعين ردها الى المحكمات وهو الاصل العظيم المحكم الذي تواردت عليه جميع البراهين النقينية وهو صدق الرسول وصحة ما جاء به والله اعلم. هذا مثل ما ذكر رحمه الله آآ كلام قرره شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في ثنايا رده على من يقدمون العقل على النقل واحتجوا لذلك بان العقل هو الذي علم به صدق الرسول فاذا يكون العقل هو القاضي فاذا جاء شيء عن الرسول عليه الصلاة والسلام يكون القاضي في ذلك هو العقل والمرد اليه لان لان العقل به عرف صدق الرسول فيكون آآ المرد الى العقل بمعنى ان جميع لما يأتي عن الرسول يعرض بزعمهم على العقل فان قبله قبل وان لم يقبله رد العقل دل دلالة عامة على صدق الرسول وهذه الدلالة على العامة على صدق الرسول تقتضي ان كان المرء ذا عقل ان يسلم للرسول صلى الله عليه وسلم في كل ما جاء به لانه قد شهد بصدقه فلا يتناقض العقل يشهد بصدقه شهادة عامة ثم يأتي الى بعض التفاصيل ويقول لا هذي لا يقبلها عقلي فهذا من اعظم التناقض واشدهم فما دام انه شهد بصدق الرسول الشهادة العامة لقيام البراهين والدلائل الواضحة البينة التي اضطرت العقل ان يصدق انه رسول من عند الله فهذا يقتضي ان اه يسلم بكل ما جاء به. لكن هؤلاء عكسوا القضية وقالوا طالما ان العقل هو الذي شهد بصدق الرسول اذا كل الجزئيات التي يأتي بها الرسول تعرض على العقل واحد العلماء ظرب مثالا يظهر من خلاله اه اه فساد هذا القول يظهر من خلاله فساد هذا القول يقول لو ان شخصا اتى الى احد العوام الذين لا علم لهم بالشريعة اصلا وقال له عندي فتوى في مسألة ماذا اصنع؟ قال تعال ادلك على عالم ادلك على عالم فقيه بالشرع تستفتيه وتسأله فاخذه ودله على عالم قال هذا عالم وفقيه وعنده علم بالشرع اسأله فلما سأل العالم وافتاه قال له العامي لا تقبل قوله انا افتيك بكذا وكذا ويجب ان تقبل قولي دون قول العالم لاني انا الذي دللتك على انه عالم. هذه شبيهة هؤلاء هذه نسميها تماما بحال هؤلاء عندما يقولون العقل هو الذي دل على صدق الرسول اذا ما نقبل من الرسول اي شيء الا اذا شهد العقل بصدق. هذا المثال الذي ذكره احد العلماء يوضح فسادها هذا الكلام والحق ان العقل عندما شهد بصدق الرسول وجب عليه بهذه الشهادة ان يسلم تسليما تاما لكل ما جاء به الرسول. حتى ان توقف عقله في بعض الامور فيتهم ماذا يتهم عقله مباشرة يتهم عقله مباشرة ان ان فيه قصور انه لم يفهم انه لم يستوعب ونحن نرى في كلام الناس المعتاد احيانا يتحدث شخص فيفهم منه الشخص الاخر خلاف ما اراد لنقص في فهمه فكيف بالحال مع ما جاء به الرسول يأتي الواحد من هؤلاء ويجعل عقله القاصر حكما على ما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام الحاصل ان هذا البرهان الذي ذكره شيخ الاسلام وابن تيمية له تفصيل واسع في هذه المسألة في كتابه درء تعارض العقل والنقل فهذه البراهين هي ايضا صالحة ان تقرر في هذا الباب الذي هو الرد على الملاحدة نعم قال الشيخ واذا كان الامر كذلك فاذا علم الرجل بالعقل ان هذا رسول الله وعلم انه اخبر بشيء ووجد في عقله ما ينازعه في خبره كان عقله يوجب عليه ان يسلم موارد الى من هو اعلم به منه. انظر التقرير العظيم يعني هذا كلام عظيم جدا في تقرير المسألة ودحت شبهة اولئك اذا كان الامر كذلك فاذا علم الرجل بالعقل ان هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلم انه اخبر بشيء ووجد في عقله ما ينازع في خبره يعني في جزئية من الجزئيات او مسألة من المسائل كان عقله يوجب عليه ان يسلم موارد النزاع الى من هو اعلم به منه لان عقله قد شهد انه رسول وصادق مبلغ عن الله اذا انتهت القضية اتهم عقلي اتهم نفسي بالقصور بالظعف عدم الفهم لا اجعل عقلي القاصر منازعا للرسول الذي لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى. نعم والا يقدم رأيه على قوله ويعلم ان عقله قاصر بالنسبة اليه وانه اعلم بالله واسمائه وصفاته واليوم الاخر منه وان التفاوت الذي بينهما في العلم بذلك اعظم من التفاوت الذي بين العامة وبين اهل العلم بالطب وقد قال عليه الصلاة ان اعلمكم بالله واتقاكم لله انا فهو اعلم الخلق بالله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه نعم. فاذا كان عقله يوجب ان ينقاد لطبيب يهودي فيما اخبر به من مقدرات الاغذية والاشربة والاضمدة والمسهلات واستعمالها على وجه مخصوص مع ما في ذلك من والالم لظنه ان هذا اعلم بهذا مني. واني اذا صدقته كان اقرب لحصول الشفاء لي. احيانا يقول بعض الناس يقول ما هو مقتنع اصلا العلاج او العملية يقول الطبيب قال الطبيب قال ويمشي لأنه يسلم الامر لمن يراه مختصا لكن فيما يأتي عن الرسول عليه الصلاة والسلام يتجرأ ما يقول الرسول قال بل يتجرأ ويعارض ينتقد لكن في مقام الطب يقول الطبيب قال ويسلم حتى احيانا نفسه غير مطمئنة غير مرتاحة آآ عنده وجهة نظر ما يلتفت الى الى ذلك يقول الطبيب الطبيب قال لكن فيما يتعلق به الرسول مما جاء عن الرسول لا يقول الرسول قال المفترظ اننا في كل مسألة شرعية نقول الرسول قالوا نقف انتهى وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قظى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم نعم مع علمه بان الطبيب يخطئ كثيرا وان كثيرا من الناس لا يشفى بما يصفه الطبيب بل يكون استعماله لما يصفه سببا في هلاكه ومع ذلك يقبل قوله ويقلده وان كان ظنه واجتهاده يخالف وصفه فكيف حال الخلق مع الرسل عليهم الصلاة والسلام؟ والرسل هم اطباء القلوب جاءوا بالشفاء من الامراض والاسقام ولا تحصل العافية والشفاء والسلامة للمرظ في الدنيا والاخرة الا بالتسليم لهم ولما جاءوا لما جاءوا به عن الله نعم والرسل صادقون مصدقون لا يجوز ان يكون خبرهم على خلاف ما اخبروا به قط وان الذي يعارضون اقوالهم بعقولهم عندهم من الجهل والضلال ما لا يحصيه الا ذو الجلال. فكيف يجوز ان يعارض الم فكيف يجوز ان يعارض ما لم يخطئ قط بما لم يصب في معارضة له قط نعم يعني ما لم يخطئ غط الرسول عليه معصوم لا يخطئ بما لم يصب في معارضة له قط لما لم يصب في معارضة له قط يعني كل من عارض الرسول لم يصب اصلا كل من عارض الرسول فهو مخطئ في معارضته للرسول اوتي من جهله وسوء فهمه وقلة بصيرته نعم وقال ايضا والذين ادعوا في بعض المسائل ان لهم معقولا صريحا يناقض الكتاب قابلهم اخرون من ذوي معقولات فقالوا ان قول هؤلاء معلوم بطلانه بصريح المعقول فصار ما يدعى معارضة للكتاب من المعقول ليس فيه ما يجزم بانه معقول صحيح اما بشهادة اصحابه عليه وشهادة الامة واما بظهور تناقضهم ظهورا لا ارتياب فيه. نعم في مسائل يقول شهد العقل يعني شهد العقل بعدم صحة هذا امور جاء بها الرسول عليه الصلاة والسلام والذي يقولون شهد العقل بالتمحيص يتبين ان قولهم شهد العقل ليسوا ليسوا مصيبين فيه بل آآ شهد شهد بذلك عقلهم الفاسد واذا عرض الامر على العقول الصحيحة القويمة لا يوجد هذه المعارضة المزعومة عند هؤلاء وقرر شيخ الاسلام ابن تيمية وغيره من العلم ان النقل اذا صح النقل اذا صح وثبت لا يمكن ان يعارض عقلا صحيحا فاذا وجد تعارض بين عقل ونقل اما النقل غير ثابت او العقل غير سليم نعم قال واما لمعارضة اخرين من اهل هذه المعقولات لهم بل من تدبر ما يعارضون به الشرع من العقليات وجد ذلك مما يعلم بالعقل الصريح بطلانه والناس اذا تنازعوا في العقول لم يكن قول طائفة لها مذهب حجة على اخرى بل يرجع في ذلك الى الفطر السليمة قبل هذا يقول الناس اذا تنازعوا في العقول لم يكن قول طائفة لها آآ طائفة لها مذهب حجة على اخرى اه احد العلماء المتقدمين قال في هذا المعنى كلمة جميلة. قال لو كانت العقول عقلا واحدا لقيل انه الحق لكنه عقول عقول متضاربة اذا كان العقل جماعة من ناس رأوا كذا وعقل اخرين رأوا خلافة واخرون ايضا رأوا قولا ثالثا ما الذي يجعل العقل هذا حجة على هذا حجة على كلها عقول وكلها اه تقبل اه ان تكون حقا او ان تكون باطلا لا عصمة لها لا عصمة لها اه اه يقول اه رحمه الله والناس اذا تنازعوا في العقول لم يكن قول طائفة لها مذهب اه لها مذهب حجة على على الاخرى بل يبحث عن مرجح اخر يبحث عن مرجح اخر اما العقول كلها كلها عقول كلها اراء حتى الشخص الواحد احيانا يتضح بعقله صحة امر ما ثم بعد ايام يتبين له بعقله هو نفسه انه كان مخطئا في ذاك الذي يراه صحيحا. نعم بل يرجع في ذلك الى الفطر السليمة التي لم تتغير باعتقاد بغير فطرتها ولا هوى. بعض كبار المتكلمين رجعوا الى الفطرة واخذوا في نهاية امرهم يقولون الفائز من كان على دين العجائز بعد البحث الطويل العميق رجعوا الى الى الفطرة لو ان هي العافية وهي السلامة نعم واذا كان فحول النظر واساطير واساطير الفلسفة الذين بلغوا في الذكاء والنظر الى الغاية وهم ليلهم ونهارهم يكدحون في معرفة هذه العقليات. ثم لم يصلوا فيها الى معقول صريح يناقض الكتاب بل اما الى حيرة وارتياب واما الى اختلاف بين الاحزاب. فكيف غير هؤلاء ممن لم يبلغ ابلغهم في الذكاء والذهن ومعرفة ما سلكوه من العقليات فهذا وامثاله مما يبين ان من اعرض عن الكتاب وعارظه بما يناقضه لم يعارضه الا بما هو جهل بسيط او جهل مركب فالاول كسراب بقيعة والثاني كظلمات في بحر لجي. الثانية اي المركب الجهل المركب نعم واصحاب القرآن والايمان في نور على نور وذلك لان الايات نور على نور كما في الاية التي قبل هذه الله نور السماوات نعم وذلك لان الايات والبراهين دالة على صدق الرسل وانهم لا يقولون على الله الا الحق وانهم معصومون في يبلغون عن الله من الخبر والطلب لا يجوز ان يستقر في خبرهم عن الله شيء من الخطأ كما اتفق على ذلك جميع المقرين بالرسل من المسلمين واليهود النصارى وغيرهم فوجب ان كل ما يخبر به الرسول عن الله صدق وحق لا يجوز ان يكون في ذلك شيء مناقض عقلي ولا سمعي فمتى علم المؤمن بالرسول انه اخبر بشيء من ذلك جزم جزما قاطعا انه حق وانه لا يجوز ان كون في الباطن بخلاف ما اخبر به وانه يمتنع ان يعارضه دليل قطعي ولا عقلي ولا سمعي وان كل ما ظن انه عارضه من ذلك فانما هو حجج داحضة وشبه من جنس شبه السفسطائية واذا كان العقل العالم بصدق الرسول قد شهد له بذلك. وانه يمتنع ان يعارض خبره دليل صحيح. كان هذا العقل بان كل ما خالف خبر الرسول فهو باطل. فيكون هذا العقل والسمع جميعا شهد ببطون العقل المخالف للسمع انتهى وقال رحمه الله حين تكلم عن الفلاسفة ثم انه ليس عندهم من المعقول ما يعرفون به احد الطرفين فيكفي في ذلك اخبار الرسل عن خلق السماوات والارض وحدوث هذا العالم والفلسفة الصحيحة المبنية على المعقولات المحضة توجب عليهم تصديق الرسل فيما اخبروا به وتبين انهم علموا ذلك بطريق يعجزون عنه يعجزون عنها وانهم اعلم بامور الالهية والمعاد وما يسعد النفوس ويشقيها منهم وتدلهم على ان من اتبع الرسل كان سعيدا في الاخرة ومن كذبهم كان شقيا في الاخرة وانه لو علم الرجل من الطبيعيات والرياضيات ما عسى ان يعلم وخرج عن دين الرسل كان شقيا. وان من اطاع الله ورسوله بحسب طاقته كان سعيدا في الاخرة وان لم يعلم شيئا من ذلك. هذه فائدة يعني لو علم الرجل من الطبيعيات العلوم الطبيعية وايضا علوم الرياضيات وغيرها من العلوم الدنيوية ما عسى ان يعلم يعني لو علم من هذا الشيء الكثير وتوسع في هذا العلم وخرج عن دين الرسل كان شقيا كان شقيا في الدنيا والاخرة ومن اطاع الله ورسوله بحسب طاقته كان سعيدا في الاخرة وان لم يعلم شيئا من من ذلك وهذا فيه ان سعادة الخلق انما هي باتباع الرسل والتسليم لما جاءوا به نعم ولكن سلفهم اكثر الكلام في ذلك لانهم لم يكن عندهم من اثار الرسل ما يهتدون به الى توحيد الله وعبادته. وما ينفع في الاخرة وكان الشرك مستحوذا عليهم وكان منتهى عقلهم امورا عقلية كلية كالعلم بالوجود المطلق وانقسامه لا علة وملول وجوهر وعرض وتقسيم الجوهر وتقسيم الجواهر ثم تقسيم الاعراض. وهذا هو عندهم الحكمة العليا والفلسفة الاولى ومنتهى ذلك العلم بالوجود المطلق الذي لا يوجد الا في الاذهان دون الاعيان ليس فيها علم بموجب بموجب معين بموجود ليس فيها علم بموجود معين لا بالله وبملائكته ولا بغير ذلك وليس فيها محبة لله ولا عبادة له فليس فيها علم نافع ولا عمل صالح ولا ينجي النفوس من عذاب الله فضلا عن ان يوجب لها السعادة. نعم الوجه السادس والسبعون قال شيخ الاسلام من المعلوم بالاضطرار من دين الاسلام انه يجب على الخلق الايمان بالرسول اولي ايمانا مطلقا جازما عاما بتصديقه في كل ما اخبر به وطاعته في كل ما امر. وان كل ما عارض ذلك فهو باطل. وان من قال يجب ما ادركته ما ادركته بعقلي ورد ما جاء به الرسول لرأيي وعقلي وتقديم عقلي على ما اخبر به الرسول مع تصديقي بان الرسول صادق فيما اخبر به. هو متناقض فاسد العقل ملحد في الشرع واما من قال لا اصدق ما اخبر به حتى اعلمه بعقلي فكفره ظاهر وهو ممن قيل به فيه كذا في الاصل المنقول عنه وهو ممن قيل فيه. فيه وهو ممن قيل فيه واذا جاءتهم اية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما اوتي رسل الله الله اعلم حيث يجعل رسالته وقوله فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون ومن عارض ما جاءت به الرسل برأيه فله نصيب من قوله كذلك يضل الله من هو مسرف مرتاب وقوله ان الذين ان الذين يجادلون في ايات الله بغير سلطان بغير سلطان اتاهم ان في صدورهم الا كبر ما هم ببالغيه والسلطان هو الكتاب المنزل من السماء فكل من عارض كتاب الله المنزل بغير كتاب الله الذي قد يكون ناسخا له او مفسرا له كان قد جادل في ايات الله بغير سلطان اتى انتهى نعم الوجه السابع والسبعون جميع الامم اهل الاديان ال الاديان من المسلمين واليهود والنصارى وغيرهم حتى المشركين متفقون على اثبات ربوبية الله وانه الاول الذي ليس قبله شيء الخالق لكل شيء الرازق المدبر لكل شيء وائمتهم في هذا الانبياء والمرسلون واهل الهدى من العلماء الربانيين اهل العلوم الغزيرة والعقول الوافية والمعارف الصافية الاولين منهم والاخرين على هذا الاصل العظيم. متفقون على علم وبصيرة ويقين. قد اطمأنت قلوبهم بذلك نفوسهم به وصار في قلوبهم اكبر الحقائق واصحها واوضحها وخالفهم من هذا شرذمة من زنادقة الدهريين الذين يقولون ما هي الا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا الا الدار وسلك سبيلهم زنادقة الماديين وهم لم ينكروا ذلك عن علم دلهم عليه ولا سمع ولا عقل ولا فطرة انما هو مجرد استبعادات وجحود ومكابرات. مجرد استبعادات يعني يقول عقلي يستبعد هذا وان هذا بعيد عقلا نعم ومع ذلك فاقوالهم فيما يثبتون من النظريات والقول في العلل غير متفقة كل فريق بنظرياتهم الخاطئة فرحون ولاخوانهم من الزنادقة معارضون ودعهم في طغيانهم يعمهون وفي اضطرابهم وتخالفهم يترددون وفي غيهم وجهلهم وسفاهة عقولهم وما انتهت اليه معارفهم في هذا الامر من المضحكات يمرحون واحمد الله واحمدي الله الذي عافاك من هذه البلية الشنعاء والطامة الكبرى وقل معترفا بنعمة الله متبجحا بفضل الله امنت بما انزل الله من كتبه السماوية وامنت بجميع الانبياء والمرسلين وشهدت بما شهد به لنفسه وشهد به خيار خلقه شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم قائما بالقسط. لا اله الا هو العزيز الحكيم ربنا امنت بما انزلت ربنا امنا بما انزلت ربنا امنا بما انزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين نعم الوجه الثامن والسبعون ان الله ضرب الامثال في كتابه لتقرير التوحيد وتقرير الرسالة والمعاد وابطال قول من ينفيه فيها او يقدح في شيء منها والامثال اقيسة عقلية تنبه العقول والفطر على تقرير الحق والاعتراف به. وابطال الباطل وكلها تبطل اقوال المشركين والمكذبين للرسل من مشركين وملحدين ومنحرفين. نعم والقرآن فيه الكثيرة جدا ظربها الله سبحانه وتعالى في تقرير التوحيد وابطال ظده والانكار على الجاحدين والمعارضين وفي القرآن في هذا الباب ما يزيد على الاربعين مثل قد جمعها ابن القيم رحمه الله وشرحها شرحا لطيفا في كتابه اعلام الموقعين جمع الامثال وشرح شرحا نافعا جدا ومفيدا وجل هذه الامثال في تقرير التوحيد وابطال ما يضاده نعم بقوله ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير او تهوي به الريح او تهوي به الريح في مكان سحيق وقوله يا ايها الناس اضرب مثل فاستمعوا له ان الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وان يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه. ضعف الطالب والمطلوب. وقوله ضرب الله مثلا رجلا في شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا الى غير ذلك من الامثلة المقررة لهذه الاصول العظيمة المبطلة لاقوال المبطلين والمعطلين وكذلك ما ضربه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم من الامثلة المقررة لاصول الدين قال شيخ الاسلام رحمه الله والكتاب والسنة يدل بالاخبار تارة ويدل بالبينة تارة الارشاد والبيان للادلة العقلية تارة وخلاصة ما عند ارباب النظر العقلي في الالهيات من الادلة اليقينية الالهية قد جاء به الكتاب والسنة مع زيادات وتكبيلات لم يهتدي اليها الا من هداه الله بخطابه فكل ما قد جاء به الرسول من الادلة العقلية والمعارف اليقينية فوق ما في عقول جميع العقلاء من الاولين والاخرين انتهى وقال ايضا معلوم بالسمع اتصاف الله بالافعال الاختيارية القائمة به كالاستواء الى السماء وعلى العرش والقبض والطي والاتيان والمجيء والنزول. ونحو ذلك بل والخلق والاحياء والاماتة. فان الله وصف نفسه بالافعال اللازمة والمتعدية. اللازمة مثل الاستواء ادية مثل الخلق والرزق نعم. والفعل المتعدي مستلزم للفعل اللازم فان الفعل لابد له من فاعل سواء كان متعديا الى مفعول او لم يكن والفاعل لا بد له من فعل سواء كان فعله مقتصرا عليه او متعديا الى غيره والفعل المتعدي الى غيره لا يتعدى حتى يقوم بفاعله اذ كان لابد من الفاعل. وهذا معلوم سمعا والله تعالى حي قيوم لم يزل موصوفا بانه يتكلم بما شاء فعال لما يشاء انتهى نعم الوجه التاسع والسبعون قال الله تعالى والله يقول الحق وهو يهدي السبيل. وقال ولا يأتونك بمثل الا لا جئناك بالحق واحسن تفسيرا. فاخبر انه يقول الحق وهو الصدق فيما اخبر به. والعدل فيما حكم به وانه يهدي السبيل في بين لعباده البراهين والادلة الدالة على الحق. ويري العباد اياته في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق وما اخبر به من الحق ودل عليه بالبراهين من من العلوم النافعة والمعارف مما يقرر به جميع الاصول التي هدى بها عباده الى السنة على على السنة رسله وما اجاب به كل مبطل اورد شبه اورد الشبه على الحق. الجواب القاطع لشبهته المبطل لحجته فهو ظاهر واضح للعباد. وهو من الحقائق التي لا يمكن تغييرها ولا تبديلها. ولا قيام علم ينافيها بل كل ما خالفها وناقضها علمنا بطلانه على وجه الاجمال وعلى وجه التفصيل اما على وجه الاجمال فالله يقول الحق وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا فكل ما ناقض ذلك فهو باطل. فماذا بعد الحق الا الضلال؟ واما على وجه التفصيل فما يأتي المبطلون فما يأتي بمثل يقدحون فيه بالحق الا ابطله الله وذكر من البراهين السمعية والعقلية ما يبطله وقد تتبع العلماء الاعلام جميع ما اورده المبطلون مسألة مسألة فوضحوا بطلانها من جهة الدلالة الشرعية ومن جهة الدلالة العقلية. وتحدوا اهل الباطل تحديا صحيحا انهم لا يأتون بمثل يقدحون فيه بالحق الا ابطلوه بالبراين اليقينية والله اعلم. نعم الوجه الثمانون قال تعالى لو كان فيهما الهة الا الله لفسدتا. وقال تعالى ما اتخذ الله من ولد ما كان معه من اله اذا لذهب كل اله بما خلق ولعلى بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون وهذا برهان عقلي قاطع صوره الله لعقول العقلاء وانه يدل على ربوبية الله ووحدانيته وتوحده وتفرده بالتدبير فانه لو فرض معه اله اخر فاما ان يعارضه ويقاومه. وحين اذ لا يخلو اما ان يحصل وان يحصل مراد احدهما فيكون هو الرب او يمتنع مراد كل منهما وهو محال. لانه يدل على عجز كل منهما او يوجد مراد الجميع وهذا محال لانه يقتضي اعز كل واحد منهما مع الانفراد لا مع الاجتماع فتعين ان المنفرد بالوحدانية والخلق والتدبير هو الله الواحد القهار. فاذا كان ما ادعاه المشركون من مشاركة غير الله مع الله يقتضي في العقل المحال وخراب الوجود فكيف يكون حال الدهريين الماديين الذين يزعمون ويفترون ان الطبيعة هي التي اوجدت جميع الموجودات ذوات جميع الموجودات وافعالها وصورها وهي مع ذلك لا حياة لها ولا علم ولا قدرة. هل فوق هذا المحال محال؟ وهل يتصور ابلغ من هذا الضلال نعم. الوجه الحادي والثمانون قال تعالى الله الذي خلق السماوات والارض وما بينهما في ستة ايام. ثم وعلى العرش وقال تعالى يدبر الامر يفصل الايات لعلكم بلقاء ربكم توقنون. فهاتان العظيمتان اللتان تجمعان ايات كثيرة وبراهين قاطعة توصل الى كمال العلم واليقين وصحة ما جاء الانبياء والمرسلون وتبطل كل شرك والحاد وجحود. اياته المشهودة واياته المسموعة فمن تأمل هذه المخلوقات وما احتوت عليه من التدابير الحكيمة وتفكر في ايات الله القرآنية التي فصلها الله احسن تفصيل واحكم فيها واحكم فيها الاحكام واصل الاصول المحكمة وجعلها هداية عامة ورحمة شاملة ودعوة الى كل خير وصلاح وسببا الى كل رشد وهدى وفلاح علم علما لا يمترى فيه ان الذي دبر المخلوقات وفصل الايات هو الرب العظيم. الذي تتضاءل عظمة المخلوقات باسرها عند عظمته وانه المتوحد بالربوبية والالهية وسائر صفات الكمال. وان رسله صادقون مصدقون. وان اعداء الرسل في مكابرة ومباهتات وعناد وفي غي وجهل وضلال وفي كل شيء له اية تدل على انه واحد افي الله شك فاطر السماوات والارض؟ على احسن خلق وابدعه واجمعه لجميع المحاسن وادله على حكمة على حكمة خالقه وعظمته وكبريائه ووحدانيته. فتبارك الله رب العالمين. وقد الزم الله المكذبين وقررهم باعترافهم واعتراف الخلق كلهم بتفرد الله بالخلق والتدبير. فقال تعالى قل من يرزقكم من السماء والارض ام من يملك السمع والابصار؟ الى قوله فما لكم كيف تحكمون كما اخبر ان في انزال القرآن يتلى عليهم كفاية تامة عن ان في انزال القرآن يتلى عليهم كفاية تامة عن جميع البراهين كفاية لتقدير الحق وابطال كل باطل قال تعالى او لم يكفهم انا انزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم ان في ذلك لرحمة لقوم يؤمنون. نعم الاية التي صدر بها هذا الوجه يعني كأن الشيخ رحمه الله كتبها من حفظه لانها قوس عليها عندي على انها اية واحدة فدخل عليه اية الرعد في اولها مع اية السجدة اولها في سورة السجدة الله الذي خلق السماوات والارض ومن بينهما في ستة ايام ثم استوى العرش واخرها يدبر الامر لفصل الايات لعلكم بلقاء ربكم توقنون هذا في اول رعد الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش نعم الوجه الثاني والثمانون نذكر كلاما جامعا مفصلا يعترف به كل من له معقول صحيح في القول في المعقولات قاله شيخ الاسلام يتضحوا غاية الاتضاح ان جميع ان جميع الملحدين خرجوا عن العقليات الصحيحة وانه ليس معهم الا مجرد دعاوى باطلة قال رحمه الله المعقول هو المعقول الصريح الذي يعرفه الناس بفطرهم التي فطروا عليها من غير بان يتلقاه بعضهم عن بعض كما يعلمون تماثل المتماثلين واختلاف المختلفين اعني اختلاف التنوع لا اختلاف التضاد والتباين فان لفظ الاختلاف يراد به هذا وهذا وهذه المعقولات في العلميات هي التي ذم الله من خالفها بقوله وقالوا لو كنا نسمع او نعقل ما كنا في اصحاب السعير. نعم يعني يقرون يوم القيامة انهم ما كانوا يعقلون مع انهم كانوا يظنون انفسهم انهم من ارباب العقول نعم واما ما يسميه بعض الناس معقولات ويخالفه فيه كثير من العقلاء فليس هذا هو العقليات التي يجب لاجلها رد الحس والسمع وينبني عليه علوم بني ادم بل المعقولات الصحيحة الدقيقة الخفية ترد الى معقولات بديهة اولية بديهية الى معقولات بديهية اولية بخلاف العقليات الصريحة فان هذا معلوم بفطرة الله. فاذا جاء في الحس او في الخبر الصحيح ما يظن انه يخالف ذلك علم انه غلط فكل من اخبر بما يخالف صحيح المنقول او صريح المعقول يعلم انه وقع له غلط وان كان صادقا فيما يشهده في الحس الباطل او الظاهر. لكن الغلط وقع في ظنه الفاسد المخالف لصريح العقل لا في مجرد الحس فان الحس ليس فيه علم بنفي او اثبات والانبياء صلوات الله وسلامه عليهم معصومون. لا يقولون على الله الا الحق ولا ينقلون عنه الا الصدق فمن ادعى في اخبارهم ما يناقض صريح المعقول كان كاذبا بل لابد ان يكون ذلك المعقول ليس بصريح او المنقول غير صحيح فما علم يقينا انهم اخبروا به يمتنع ان يكون في العقل ما يناقضه وما علم يقينا ان العقل حكم به يمتنع ان يكون في اخبارهم ما يناقضه انتهى وهذا تفصيل عظيم يعترف به جميع اذكياء العقلاء المنصفين ويتحدى به المؤمنون اهل العلم كل ملحد ومارق يزعم خلاف ذلك في جميع المسائل وقد تكفل بهذا على وجه التفصيل هذا الشيخ الامام في كتابه العقل والنقل وابطل كل مسألة اصولية او فروعية زعم بعض المتحذلقين مخالفتها للعقل وبين ان العقل الصريح موافق للنقل الصحيح في جميع المسائل والدلائل والحمد لله على شرعه وخلقه الحسن فانه تمت كلمة ربك صدقا وعدلا. ومن اصدق من الله قيلا واحسن منه حديثا. ومن احسن من الله حكما قومي يوقنون الذي احسن كل شيء خلقه صنع صنع صنع الله الذي اتقن كل شيء. نعم الوجه الثالث والثمانون قد تقرر مما تقدم ان اهل الجحود والالحاد لم يصلوا في علومهم الا الى جهل كب او جهل بسيط او جحود مع العناد لان رؤساؤهم واساطينهم اهل اهل الذكاء والفطنة الذين افنوا اوقاتهم في هذه البحوث لم يصلوا الى يقين تطمئن له قلوبهم بل اما الى حيرة وارتياب واما الى اختلاف كثير واضطراب واما الى مكابرة من هؤلاء الاحزاب كما عرف ذلك من مقالاته فاذا كان هؤلاء هم الرؤساء فكيف بمقلديهم الذين لم يبلغوا عشر معشار من عشر معشار من الذكاء والفطنة والبحث فهم كما قال عنهم والذين كفروا اعمالهم كسراب بقيعة الى اخر الايات والمؤمنون بالله وكتبه ورسله على نور من ربهم ويقين من ايمانهم حيث بنوا علومهم ومعارفهم وايمانهم واعمالهم على الاصول الصحيحة الثابتة. وهي نصوص الكتب المنزلة من السماء. ونصوص الانبياء ايات الله بالانفس والافاق والعقول السليمة والفطر المستقيمة. ففازوا بخير الدنيا والاخرة. ورجع الاخرون بالصفقة الخاسرة. فنسأل الله الرب الكريم ان يرزقنا علما ويقينا وايمانا وطمأنينة به وبذكره. وسلوكا للصراط المستقيم. المشتمل على العلم بالحق والعمل به الموصل الى كل خير والا يزيغ قلوبنا بعد اذ هدانا. ويهب لنا من لدنه رحمة انه هو الوهاب ونسأله ونرجوه ان ينصر دينه وكتابه ورسله وعباده المؤمنين وان يصلي على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم افضل صلاة وازكاها واتمها ويسلم عليه تسليما كثيرا هو جميع الانبياء والمرسلين ومن تبعهم من طبقات المؤمنين والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وتحصل البركات قال ذلك وكتب العبد الفقير الى الله عبدالرحمن بن ناصر السعدي غفر الله له ولوالديه ولجميع وذلك في الرابع عشر من رجب سنة اثنتين وسبعين وثلاث مئة والف وتم نقله من خط المؤلف الشيخ عبدالرحمن في السادس من رمضان سنة اثنتين وسبعين وثلاث مئة والف بقلم الفقير الى الله عبدالله بن سليمان العبدالله السلمان غفر الله له ولوالديه. نعم نسأل الله عز وجل باسمائه الحسنى وصفاته العليا وبانه الله الذي لا اله الا هو ان يجزي الشيخ عبد الرحمن السعودية خير الجزاء على هذا الجمع التقرير والبيان واظهار هذه الادلة وايضا عنايته بجمع دقيق من كتب شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في ابطال الالحاد وبيان فساده من هذه الوجوه التي تزيد على الثمانين وجها ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وقبل ان اختم انبه اننا اه اعتبارا من الغد نقرأ باذن الله سبحانه وتعالى في كتاب الشيخ الاخر الذي هو اه اه الدرة المختصرة في محاسن الدين الاسلامي وهي موجودة مع غالب الاخوة في المجموع الذي بايديهم. فنقرأ في هذه الرسالة اعتبارا من الغد باذن الله. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خير