بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فلا نزال في ذكري ما جاء في صفة ايدام رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هشام ابن عروة عن ابيه عن عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب الحلوى والعسل. اخرجه البخاري ومسلم فيه حب النبي صلى الله عليه وسلم للحلوى وهي الطعام الحلو وفيه كذلك حبه صلى الله عليه وسلم للعسل وهو من جملة الايدام الذي يؤتدم به وعن عطاء ابن يسار ان ام سلمة اخبرته انها قربت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم جنبا مشويا فاكل منه ثم قام الى الصلاة وما توضأ اخرجه الترمذي قوله قربت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم جنبا مشويا اي طرفا من شاة او نحوها مشويا فهو من جملة ادامه صلى الله عليه وسلم قول فاكل منه ثم قام الى الصلاة وما توضأ وكان اخر الامرين من هديه عليه الصلاة والسلام عدم الوضوء مما مست النار ويستثنى من ذلك لحم الابل في اصح قولي اهل العلم وعن المغيرة ابن شعبة رضي الله عنه قال ضفت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فاوتي بجنب مشوي ثم اخذ الشفرة فجعل يحز فحز لي بها منه قال فجاء بلال يؤذنه بالصلاة فالقى الشفرة فقال ما له تربت يداه وكان شاربه قد وفى فقال له فقال له اقصه لك على سواك او قصه على سواك. اخرجه ابو داوود قوله فاتي بجنب مشوي ثم اخذ الشفرة فجعل يحز اي اتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بطرف مشوي على فالنار فاخذ صلى الله عليه وسلم السكين وجعل يقطع بها من اللحم قوله فحز لي بها منها اي انه صلى الله عليه وسلم من لطفه وكمال تواضعه وحسن معاشرته لاصحابه قطع للمغيرة رضي الله عنه منها قوله فجاء بلال يؤذنه بالصلاة اي جاء بلال رضي الله عنه يعلمه بالصلاة وان وقتها قد جاء قوله تربت يداه اي لصقت يداه بالتراب من الفقر وهذه الكلمة ومثلها ويحك وعقرا وحلقى نحو ذلك تقولها العرب ولا تقصد حقيقتها وقوله وكان شاربه قد وفى اي قد طال وهذا فيه التفات من المتكلم الى الغيبة. وقد جاء الحديث في مسند الامام احمد بلفظ قال المغيرة وكان شاربي قد طال قوله فقال له اخصه لك على سواك او قصه على سواك اي بان يضع السواك تحت الشارب ثم يقص ما زاد بالمقص وفي هذا حث على تعاهد الشارب وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال اتي النبي صلى الله عليه وسلم بلحم فرفع اليه الذراع وكانت تعجبه فنهس منها اخرجه البخاري ومسلم قوله فرفع اليه الذراع اي قرب اليه صلى الله عليه وسلم الذراع وقدم له قول وكانت تعجبه اي كان صلى الله عليه وسلم يحب الذراع لكونها اطيب ولانها في مقدمة البدن وهي اسرع اللحم نضجا واكثره فائدة. قال القاضي عياض رحمه الله محبته صلى الله عليه وسلم للذراع لنضجها وسرعة استمرائها مع زيادة لذتها وحلاوة مذاقها وبعدها عن مواضع الاذى قوله فنهس منها النهس هو اخذ اللحم وقطعه بمقدمة الاسنان بخلاف النهج فهو قطع اللحم وقضمه بالاسنان كلها وعن ابن مسعود قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه الذراع قال وسم في الذراع وكان يرى ان اليهود سموه اخرجه ابو داوود في السنن قوله كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه الذراع تقدم نظيره في حديث ابي هريرة السابق قوله وسم في الذراع اي وضع له السم فيه وكان ذلك في غزوة خيبر وهذا يدل على انه عرف بحبه صلى الله عليه وسلم للذراع قول وكان يرى ان اليهود سموه اي وكان ابن مسعود رضي الله عنه يعتقد ان اليهود سموا النبي صلى الله عليه وسلم وجاءت دلائل كثيرة تدل على ان اليهود هم الذين وضعوا له السم فقد اوعزوا الى امرأة يقال لها زينب بنت الحارث ان تصنع له طعاما وان تضع له فيه السم يريدون قتله صلى الله عليه وسلم فسألت عن احب اللحم اليه صلى الله عليه وسلم فقيل الذراع ووضعت السم في الشاة كاملة لكنها كثفت كميته في الذراع فلما نهس منه صلى الله عليه وسلم انطق الله الذراع فاخبرته بان فيها سما فلفظ صلى الله عليه وسلم ما كان في فمه ثم جاءت هذه المرأة الى النبي صلى الله عليه وسلم مسلما فلما قررها بذلك اقرت وقالت قلت ان كنت ملكا استرحنا منك. وان كنت نبيا فالله سيحميك فلم يتعرض لها النبي صلى الله عليه وسلم وكان بشر ابن البرار رضي الله عنه قد اكل من اللحم فمات فطلب اولياؤه بدمه فقتلت وقد جاء في صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها انها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في مرضه الذي مات في يا عائشة ما ازال اجد الم الطعام الذي اكلت بخيبر فهذا اوان وجدت انقطاع ابهري. من ذلك السم. والابهر عرق متصل بالقلب اذا انقطع مات الانسان فالله سبحانه وتعالى حمى نبيه صلى الله عليه وسلم من ذلك السم فلم يقتله وشاء الله ان يبقى اثر ما وضعه في الى ان مات وقد عقد ابن القيم رحمه الله في كتابه زاد المعاد فصلا ذكر فيه قصة سم يهودية النبي صلى الله عليه وسلم لم قال رحمه الله وفي هذه الغازات اي غزوة خيبر سم رسول الله صلى الله عليه وسلم اهدت له زينب بنت الحارث اليهودية امرأة سلام ابن مسكن شاة مشويا قد سمتها وسألت اي اللحم احب اليه فقالوا الذراع فاكثرت من السم في الذراع فلما انتهش من ذراعها اخبره الذراع بانه مسموم فلفظ الاكلة ثم قال اجمعوا لي من ها هنا من اليهود فجمعوا له فقال لهم اني سائلكم عن شيء فهل انتم صادقين فيه؟ قالوا نعم يا ابا القاسم فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من ابوكم؟ قالوا ابونا فلان قال كذبتم ابوكم فلان قالوا صدقت وبررت قال هل انتم صادقي عن شيء ان سألتكم عنه؟ قالوا نعم يا ابا القاسم وان كذبناك عرفت كذبنا كما عرفته في ابينا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اهل النار فقالوا نكون فيها يسيرا ثم تخلفوننا فيها فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم اخسئوا فيها فوالله لا نخلفكم فيها ابدا ثم قال هل انتم صادقي عن شيء ان سألتكم عنه؟ قالوا نعم قال اجعلتم في هذه الشاة سما؟ قالوا نعم قال فما حملكم على ذلك قالوا اردنا ان كنت كاذبا نستريح منك وان كنت نبيا لم يضرك وجيء بالمرأة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت اردت قتلك فقال ما كان الله ليسلطك علي قالوا الا نقتلها؟ قال لا ولم يتعرض لها ولم يعاقبها واحتجم على الكاهل وامر من اكل منها فاحتجم فمات بعضهم واختلف في قتل المرأة فقال الزهري اسلمت فتركها. ذكره عبدالرزاق عن معمر عن ثم قال معمر والناس تقول قتلها النبي صلى الله عليه وسلم. قال ابو داوود حدثنا وهب بن بقية قال حدثنا خالد عن محمد بن عمرو عن ابي سلمة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اهدت له هدية بخيبر شاة مصلية. وذكر القصة وقال فمات بشر ابن البراء ابن معرور فارسل الى اليهودية ما حملك على الذي صنعت قال جابر فامر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقتلت قلت كلاهما مرسل ورواه حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن ابي سلمة عن ابي هريرة متصلا انه قتلها لما مات بشر ابن البراء وقد وفق بين الروايتين بانه لم يقتلها اولا فلما مات بشر قتلها وقد اختلف هل اكل النبي صلى الله عليه وسلم منها او لم يأكل واكثر الروايات انه اكل منها وبقي بعد ذلك ثلاث سنين حتى قال في وجعه الذي مات فيه ما زلت اجد من الاكلة التي اكلت من الشاة يوم خيبر فهذا اوان انقطاع الابهر مني قال الزهري فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم شهيدا انتهى ما ذكره ابن القيم رحمه الله وعن ابي عبيد رضي الله عنه قال طبخت للنبي صلى الله عليه وسلم قدرا وكان يعجبه الذراع تناولته الذراع ثم قال ناولني الذراع فناولته ثم قال ناولني الذراع فقلت يا رسول الله وكم للشاة من ذراع فقال والذي نفسي بيده لو سكت لناولتني الذراع ما دعوت قوله فناولتم الذراع ثم قال ناولني الذراع فناولته ومعلوم ان الشاة لها ذراعان فلما قال صلى الله عليه وسلم في المرة الثالثة ناولني الذراع فقلت يا رسول الله وكم للشاة من ذراع؟ اي ناولتك ذراعين والشاة ليس لها الا ذراعان فقال والذي نفسي بيده لو سكت لنا ولتني الذراع ما دعوت اي لو ذهبت الى القدر دون ان تسألني لناولتني الذراع ولو طلبتها منك مرارا وهذا من ايات نبوته عليه الصلاة والسلام وعن ام هانئ قالت دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم فقال اعندك شيء فقلت لا الا خبز يابس وخل فقال هاتي ما اقفر بيت من ادم فيه خل ام هانئ بنت ابي طالب رضي الله عنها هي ابنة عم النبي صلى الله عليه وسلم وقوله اعندك شيء؟ اي هل عندك شيء من طعام قولها لا الا خبز يابس وخل اي ليس عندي شيء يؤكل الا خبز يابس وخل قوله ما اقفر بيت من ادم فيه خل اي اذا كان البيت يوجد فيه خل فليس خاليا من الادام ونسأل الله عز وجل ان يوفقنا اجمعين لكل خير وان يصلح لنا شأننا كله انه سميع قريب مجيب. وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته