بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد ذكر ما جاء في حجامة رسول الله صلى الله عليه وسلم الحجامة ضرب من العلاج النافع قد فعلها النبي صلى الله عليه وسلم مرارا واعطى الحجام اجره وارشد اليها واخبر ان فيها شفاء وهي تكون بشرط الجلد بموسى او نحوه شرطا يسيرا ومن ثم سحب الدم منه بالمحجم وهي نوع من العلاج والتداوي وقد جاء في صحيح البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال الشفاء في ثلاث شربة عسل وشرطة محجم وكية نار وانهى امتي عن الكي وهي نافعة ومفيدة للجسم وفيها شفاء لامراض عديدة قد يوصف بعضها في مثل هذا الزمان بالامراض المستعصية لكن الله عز وجل جعل في الحجامة شفاء من تلك الامراض وفي واقع الناس شواهد كثيرة تشهد لذلك مما يدل على كمال وعظمة الطب النبوي المأثور عن نبينا صلى الله عليه وسلم والتداوي مأمور به ولا يتنافى مع التوكل وقد روى ابن ماجة من حديث اسامة بن شريك رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال تداووا عباد الله فان الله سبحانه لم يضع داء الا وضع معه شفاء الا الهرم عن حميد قال سئل انس بن مالك عن كسب الحجام فقال احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم حجمه ابو طيبة فامر له بصاعين من طعام وكلم اهله فوضعوا عنه من خراجه وقال ان افضل ما تداويتم به الحجامة او ان من امثل دوائكم الحجامة. اخرجه البخاري ومسلم سئل انس رضي الله عنه عن حكم كسب الحجام فقال رضي الله عنه احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم هجمه ابو طيبة فامر له بصاعين من طعام ففعل النبي صلى الله عليه وسلم دليل على ان كسب الحجام مباح اذ لو كان محرما لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم ليعطيه اجرة وما جاء في صحيح مسلم من حديث رافع بن خديج ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كسب الحجام خبيث. لا يدل على التحريم لانه لو كان محرما لما اعطاه النبي صلى الله عليه وسلم اجرة عليها وسيأتي قول ابن عباس رضي الله عنهما ولو كان حراما لم يعطه وانما كان كسب الحجام خبيثا لان كسبه ليس من جميل الكسب وطيبه فالثوم والبصل شجرتان خبيثتان ولا يدل ذلك على تحريم اكلهما قوله وكلم اهله فوضعوا عنه من خراجه لان ابا طيبة كان مملوكا رقيقا وكان عليه خراج والخراج هو ما يعود من العبد لمالكه بحيث يأذن له مالكه ان يعمل في مهنة او صناعة او تجارة او نحوها بشرط ان يعطيه مبلغا معينا كل شهر او كل اسبوع او نحو ذلك فكلم النبي صلى الله عليه وسلم اهله ان يخففوا عنه من الخراج الذي عليه قوله ان افضل ما تداويتم به الحجامة او ان من امثل دوائكم الحجامة وهذا فيه بيان فضل هذا التداوي وعظيم نفعه مع زهد كثير من الناس فيه ومن يطالع كتاب الطب النبوي من زاد المعاد لابن القيم رحمه الله يجد بسطا نافعا وبيانا مفيدا جامتي وفوائدها ومواضعها واوقاتها وما يتعلق بها من تفاصيل وعن علي رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وامرني فاعطيت الحجام اجره. اخرجه ابن ماجة وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال ان النبي صلى الله عليه وسلم احتجم في الاخدعين وبين الكتفين واعطى الحجامة اجره ولو كان حراما لم يعطه رواه الترمذي. وقد رواه مسلم في صحيحه بلفظ حجم النبي صلى الله عليه وسلم عبد لبني بياضة فاعطاه النبي صلى الله عليه وسلم اجره وكلم سيده فخفف عنه من ضريبته ولو كان سحتا لم يعطه النبي صلى الله عليه وسلم ورواه البخاري في صحيحه بلفظ احتجم النبي صلى الله عليه وسلم واعطى الذي حجمه ولو كان حراما لم يعطه قوله ان النبي صلى الله عليه وسلم احتجم في الاخدعين الاخدعان عرقان في جانب العنق وقوله وبين الكتفين اي في اعلى الظهر وقوله اعطى الحجام اجره ولو كان حراما لم يعطه هذا فيه دلالة على اباحة المال الذي يأخذه الحجام لقاء عمله ومهنته في الحجامة وعن ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم دعا حجاما فحجمه وسأله كم خراجك فقال ثلاثة اصع ووضع عنه صاعا واعطاه اجره وهو بمعنى ما سبق وقوله فوظع عنه صاعا اي شفع له عند مالكه ان يعفيه من صاع فيكون عليه صاعان فقط وعن انس بن مالك رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتجم في الاخدعين والكاهل وكان يحتجم لسبع عشرة وتسعة عشرة واحدى وعشرين اخرجه الترمذي وابو داوود وابن ماجة قوله والكاهل اي هو اعلى الظهر وهو المراد بقول ابن عباس رضي الله عنهما فيما سبق وبين الكتفين فكان صلى الله عليه وسلم يحتجم في اعلى ظهره بين الكتفين وهو موضع نافع للغاية في الحجامة. وبعض الابحاث الطبية المعاصرة اكتشفوا امورا باهرة في عظيم نفعها في هذا موضع مما يبين كمال هدي النبي الكريم عليه الصلاة والسلام قوله وكان يحتجم لسبع عشرة وتسع عشرة واحدى وعشرين هذه الاوقات الثلاثة يزيد فيها الدم ويهيج فتكون من انفع اوقات الحجامة وعن انس بن مالك رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم وهو محرم بملل على ظهر القدم اخرجه ابو داوود قوله احتجم وهو محرم بملل ملل موضع بين مكة والمدينة وهو الى المدينة اقرب وقوله على ظهر القدم زاد الامام احمد رحمه الله في المسند من وجع كان به والحجامة من انفع ما يكون لتسكين الالام وفي هذا دليل ان الحجامة لا تؤثر على المحرم اذا كانت مجرد سحب للدم اما اذا كان لا بد فيها من ازالة الشعر فله ان يزيله ويلزمه فدية الاذى ذكر ما جاء في اسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم لنبينا صلى الله عليه وسلم اسماء عديدة وكثرة اسمائه صلى الله عليه وسلم من كثرة اوصافه الجميلة فليست اسماؤه صلى الله عليه وسلم مجرد اعلام بل هي اعلام دالة على معان واوصاف فلا تظاد فيها العلمية الوصف عن محمد ابن جبير ابن مطعم عن ابيه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لي اسماء انا محمد وانا احمد وانا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر وانا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي وانا العاقب والعاقب الذي ليس بعده نبي. اخرجه البخاري ومسلم قوله صلى الله عليه وسلم ان لي اسماء انا محمد هذا اسمه صلى الله عليه وسلم الذي سماه به والده عبد المطلب بالهام الله تعالى ليكون محمودا في الدنيا والاخرة ومعنى محمد اي الذي له الصفات الفاضلة والمناقب الكريمة التي تحمد وقوله وانا احمد فهو صلى الله عليه وسلم احمد الناس لله واعظمهم ثناء على الله ولهذا عندما يشفع صلى الله عليه وسلم للاولين والاخرين يوم القيامة يعلمه الله من محامده وحسن الثناء عليه ما لا يكون لاحد غيره من العالمين قوله وانا الماحي وفسر ذلك بقوله الذي يمحو الله بي الكفر بعثه الله سبحانه وتعالى ليمحو به الكفر ويطمس به الضلالة ويفتح به اعينا عميا وقلوبا غلفا واذانا صما قوله وانا الحاسر الذي يحشر الناس على قدمي اي انه صلى الله عليه وسلم يتقدم الناس في الحشر ويكون اول من ينشق عنه القبر ثم الناس على اثره قوله وانا العاقب اي جعله الله سبحانه وتعالى خاتما للنبيين فلا نبي بعده فوالعاقب الذي جاء عقب النبيين كلهم قوله والعاقب الذي ليس بعده نبي فهو العاقب الذي جاء عقب النبيين كلهم صلوات الله وسلامه عليه وعلى جميع النبيين وعن حذيفة رضي الله عنه قال لقيت النبي صلى الله عليه وسلم في بعض طرق المدينة فقال انا محمد وانا احمد وانا نبي الرحمة. ونبي التوبة وانا المقفى. وانا الحاشر ونبي الملاحم اخرجه احمد قوله وانا نبي الرحمة اي ان الله سبحانه ارسله ليكون رحمة للعالمين وقوله ونبي التوبة اي بعثه الله لدعوة الناس الى التوبة الى الله والانابة اليه فكان صلى الله عليه وسلم امام التوابين وقوله وانا المقفى او المقفى فهو اما اسم فاعل فيكون معناه الذي قفى اثر الانبياء عليهم الصلاة والسلام واما اسم مفعول فيكون معناه الذي قفي به على اثر الانبياء عليهم السلام ومنه قوله تعالى ثم قفينا على اثارهم برسلنا. والمؤدى في اللفظين واحد قوله ونبي الملاحم الملاحم جمع ملحمة وهي الحرب وسميت الحرب ملحمة لان اللحوم والاجسام تتلاحم وتتلاصق ويصيبها ما يصيبها واختم بتنبيه الا وهو انه يجب على المسلم ان يحذر في هذا الباب من طرائق اهل الغلو الذين يضيفون للنبي صلى الله عليه وسلم اسماء او اوصافا لا تليق الا بالله كتسميته الاول والاخر والظاهر والباطن او وصفي بانه احاط بكل شيء علما او انه حاضر ناظر ونحو ذلك من اقاويل اهل الغلو والباطل واذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد قال لمن قال له ما شاء الله وشئت اجعلتني لله عدلا قل ما شاء الله وحده اخرجه احمد فكيف الشأن اذا باقاويل هؤلاء الغلاة هذا ونسأل الله عز وجل ان يوفقنا اجمعين لكل خير وان يصلح لنا شأننا كله انه سميع قريب مجيب وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته