بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد لقد جاءت شريعتنا المباركة باداب عظيمة متنوعة تتعلق بالطعام بها يكون الطعام اهنأ للعبد وانقى واطيب واكمل واسلم وهي من محاسن هذه الشريعة وكمالها ووفائها بجميع مصالح العبد يقوم المسلم بامتثال هذه الاداب تقربا الى الله سبحانه وتعالى الذي يرظى عن عبده بذلك فيبارك له سبحانه وتعالى في طعامه ويثيبه على رعايته لهذه الاداب الى الثواب قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله ان كنتم اياه تعبدون وقال تعالى كلوا من رزق ربكم واشكروا له وقال تعالى وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين وقال تعالى كلوا من طيبات ما رزقناكم ولا تطغوا فيه في حل عليكم غضبي ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى وللطعام معاشر الاحبة الكرام اداب عديدة وردت بها الاحاديث الصحاح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم منها ما هو واجب ومنها ما هو مستحب يجدر بالمسلم ان يعتني بها عناية عظيمة ففيها البركة والعافية وخير الدنيا والاخرة معاشر الكرام يحرم على المسلم الاكل والشرب في انية الذهب والفضة عن حذيفة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تشربوا في اناء الذهب والفضة ولا يلبس الديباج والحرير فانها لهم في الدنيا وهو لكم في الاخرة يوم القيامة. متفق عليه وعن ام سلمة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من شرب في اناء من ذهب او فضة فانما يجرجر في بطنه نارا من جهنم رواه مسلم وهذا التحريم معاشر الكرام لا يختص بالاكل والشرب بل يعم سائر وجوه الانتفاع فلا يحل للمسلم ان يغتسل بها ولا يتوضأ بها ولا يدهن فيها ولا يكتحل منها قال ابن القيم رحمه الله تعالى الصواب ان العلة والله اعلم ما يكسب استعمالها القلب من الهيئة. والحالة المنافية للعبودية. منافاة ظاهرة ولهذا علل النبي صلى الله عليه وسلم بانها للكفار في الدنيا اذ ليس لهم نصيب من العبودية التي ينالون بها في الاخرة نعيمها فلا يصلح استعمالها لعبيد الله في الدنيا وانما يستعملها من خرج عن عبوديته ورضي بالدنيا وعاجلها من الاخرة انتهى كلامه رحمه الله ويحرم ان يأكل المسلم ما حرم الله على عباده اكله وقد فصل سبحانه لعباده ما حرم عليهم واحل سبحانه وتعالى لعباده الطيبات من الرزق قال الله تعالى فكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا واشكروا نعمة الله ان كنتم اياه تعبدون. انما حرم عليكم ميتة والدم ولحم الخنزير وما اهل لغير الله به. فمن اضطر غير باغ ولا عاد فان الله غفور رحيم وقال تعالى حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما اهل لغير الله به والمنخنقة والمتردية والنطيحة وما اكل السبع الا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وان تستقسموا بالازلام ذلكم فسق ومن اداب الطعام التسمية في اوله بان يقول عند بدء طعامه وشرابه بسم الله ليحفظ ويوقى وليبارك له في طعامه وشرابه عن عمر ابن ابي سلمة رضي الله عنه قال كنت غلاما في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت يدي تطيش في الصحفة فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك فما زالت تلك طعمتي بعد متفق عليه وفي التسمية على الطعام فوائد كثيرة منها انه يبارك له في طعامه. فعن وحشي ابن حرب ابن وحشي عن ابيه عن جده ان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا يا رسول الله انا نأكل ولا نشبع قال فلعلكم تتفرقون؟ قالوا نعم. قال فاجتمعوا على طعامكم واذكروا اسم الله عليه. يبارك لكم فيه رواه ابو داوود ومن فوائد التسمية على الطعام طرد الشيطان وابعاده فلا يتمكن من مشاركة الانسان في طعامه فعن حذيفة رضي الله عنه قال كنا اذا حضرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم طعاما لم نضع ايدينا حتى ابدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فيضع يده وانا حضرنا معه مرة طعاما فجاءت جارية كانها تدفع فذهبت لتضع يدها في الطعام فاخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدها. ثم جاء اعرابي كانما يدفع فاخذ بيده. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الشيطان يستحل الطعام الا يذكر اسم الله عليه. وانه جاء بهذه الجارية ليستحل بها فاخذت بيدها. فجاء بهذا الاعرابي ليستحل به فاخذت بيده. والذي نفسي بيده ان يده في يدي مع يدها رواه مسلم وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول اذا دخل الرجل بيته فذكر عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان لا مبيت لكم ولا عشاء واذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان ادركتم المبيت واذا لم يذكر الله عند طعامه قال ادركتم المبيت والعشاء رواه مسلم وفي هذا ان التسمية طاردة للشيطان مانعة له من دخول المنزل ومن المشاركة في الطعام والشراب ويكفي المسلم ان يقول في هذا الموضع بسم الله اما زيادة الرحمن الرحيم فلم يثبت بها حديث عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ثم ان المسلم ان نسي التسمية في اول طعامه يشرع له ان يقول في اثنائه اذا ذكر بسم الله او اوله واخره. فعن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا اكل احدكم فليذكر اسم الله تعالى. فان نسي ان يذكر اسم الله في اوله فليقل بسم الله اوله واخره. رواه ابو داوود وقد افاد هذا الحديث ان محل التسمية قبل البدء بالطعام فان نسيها المسلم في هذا الموضع اجزأه ان يأتي بالتسمية في اثنائه بهذه الصيغة المذكورة في الحديث وقد جاء في حديث في اسناده ضعف ان الشيطان يستقيء ما في بطنه اذا اتى المسلم بهذه التسمية في اثناء طعامه وذلك فيما رواه ابو داوود والنسائي عن امية ابن مخشي قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا ورجل يأكل فلم يسم حتى لم يبقى من طعامه الا لقمة. فلما رفعها الى فيه قال بسم الله اوله واخره فضحك النبي صلى الله الله عليه وسلم ثم قال ما زال الشيطان يأكل معه فلما ذكر اسم الله استقاء ما في بطنه لكن الحديث ضعيف ظعفه الحافظ ابن حجر وغيره. واما التسمية في اثناء الطعام في حق من نسي بقول اسم الله اوله واخرة فهي ثابتة كما في الحديث المتقدم معاشر الاحبة الكرام. ومن اداب الطعام ان يحمد الله عز وجل اذا فرغ من طعامه وشرابه. فان الله عز وجل يرضى عن عبده اذا فعل ذلك عن انس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله ليرضى عن العبد ان يأكل الاكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها رواه مسلم وقد جاء في السنة صيغ عديدة للحمد بعد الطعام. فان تمكن المسلم من حفظها والاتيان بها هذا مرة وهذا مرة فهو اكمل في حقه وابلغ في متابعته للنبي صلى الله عليه وسلم وان لم يتمكن من ذلك فلا يدع ان يقول عقب طعامه الحمد لله. فهي كلمة عظيمة مباركة حبيبة الله عز وجل وقد ورد في السنة صيغ عديدة للحمد بعد الطعام عن معاذ ابن انس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من اكل طعاما ثم قال الحمد لله لا الذي اطعمني هذا الطعام ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة. غفر له ما تقدم من ذنبه رواه ابو داوود وعن ابي امامة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا رفع مائدته قال الحمد لله كثيرا طيبا مباركا فيه غير مكفي ولا مودع ولا مستغنى عنه ربنا. رواه البخاري وعن عبدالرحمن بن جبير انه حدثه رجل خدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمان سنين انه كان سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا قرب اليه الطعام يقول بسم الله. واذا فرغ قال اللهم اطعمت واسقيت واغنيت واقنيت وهديت واحييت. فلك الحمد على ما اعطيت. رواه احمد ويستحب للمسلم اذا تناول طعام الافطار من صيامه ان يقول ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الاجر ان شاء الله. لما رواه ابو داوود عن ابن عمر رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا قال ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الاجر ان شاء الله ومن ادب الطعام الدعاء لاهل الطعام. وقد جاءت السنة بانواع من الادعية يدعى بها لاهل الطعام فيستحب للمسلم ان يحفظ ما تيسر له من ذلك وان يقوله لمن ضيفه او قدم له طعاما عن المقداد رضي الله عنه قال اقبلت انا وصاحبان لي وقد ذهبت اسماعنا وابصارنا من الجهد فاتينا النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث بطوله وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اللهم من اطعمني واسق من سقاني. رواه مسلم وعن عبد الله بن بسر رضي الله عنه قال نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابي قال فقربنا اليه طعاما ووطبة اي حيسا وهو مكون من التمر والاقط والسمن فاكل منها ثم اوتي بتمر فكان يأكله ويلقي النوى بين اصبعيه ويجمع السبابة والوسطى ثم اوتي بشراب فشربه ثم ناوله الذي عن يمينه. قال فقال ابي واخذ بلجام دابته ادعوا الله لنا فقال اللهم بارك لهم فيما رزقتهم واغفر لهم وارحمهم رواه مسلم. وعن انس بن مالك رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم جاء الى سعد بن عبادة فجاء بخبز وزيت فاكل ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم افطر عندكم الصائمون واكل طعامكم الابرار وصلت عليكم الملائكة. رواه ابو داوود ايها الاحبة الكرام وكم هو جميل بالمسلم ان يراعي في طعامه ادابه واذكاره ليكون ذلك ابرك له في طعامه اهنأ وامرأ قال الامام احمد رحمه الله اذا جمع الطعام اربعا فقد كمل. اذا ذكر اسم الله في اوله وحمد الله في اخره وكثرت عليه الايدي وكان من حل وقال ابن القيم رحمه الله وللتسمية في اول الطعام والشراب وحمد الله في اخره تأثير عجيب في نفعه واستمرائه ودفع مضرته ومن اداب الطعام الاكل باليد اليمنى. للحديث المتقدم وعن سلمة ابن الاكوع رضي الله عنه ان رجلا اكل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بشماله فقال كل بيمينك. قال لا استطيع. قال لا استطعت. ما منعه الا الكبر. قال فما رفعها الى فيه. رواه مسلم وعن جابر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تأكلوا بالشمال فان الشيطان يأكل بالشمال رواه مسلم وعن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا اكل احدكم فليأكل بيمينه واذا شرب فليشرب بيمينه. فان الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله رواه مسلم قال ابن الجوزي رحمه الله لما جعلت الشمال للاسفنجة ومباشرة الانجاس واليمنى او الغذاء لم يصلح استعمال احداهما في شغل الاخرى لانه حط لرتبة ذي الرتبة ورفع للمحطوط فمن خالف ما اقتضته الحكمة وافق الشيطان ومن اداب الطعام الدنو منه. عن عمر ابن ابي سلمة انه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعند له طعام فقال ادنه يا بني فسم الله وكل بيمينك وكل مما يليك. رواه النسائي ومن ادابه ان يأكل مما يليه للحديث المتقدم. وعن عبد الله ابن بسر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اوتي قصعة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلوا من جوانبها ودعوا ذروتها يبارك فيها. رواه ابن ماجة وعن واثلة ابن الاسقع رضي الله عنه قال اخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم برأس الثريد فقال كلوا بسم الله من حواليها واعفوا رأسها فان البركة تأتيها من فوقها رواه ابن ماجة ومن اداب الطعام الاجتماع عليه. وعدم الاكل متفرقين. للحديث المتقدم فلعلكم تأكلون متفرقين. اجتمعوا على طعامكم واذكروا اسم الله عليه يبارك لكم فيه رواه احمد ومن هذه البركة التي تكون بالاجتماع ان طعام الواحد يكفي الاثنين وطعام الاثنين يكفي الاربعة وهكذا عن جابر ابن عبد الله قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول طعام الواحد يكفي الاثنين وطعام الاثنين يكفي الاربعة وطعام الاربعة يكفي الثمانية رواه مسلم ومن اداب الطعام ان ينتظر حتى تخف حرارته ودخانه فعن اسماء بنت ابي بكر رضي الله عنهما انها كانت اذا فرجت غطته شيئا حتى يذهب فوره. ثم تقول اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انه اعظم للبركة رواه احمد ومن ادابه عدم النفخ في الطعام. وقد يكون لذلك اضرار. فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال نهى رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النفخ في الطعام والشراب رواه احمد. ومن ادابه ان اللقمة اذا سقطت لا يتركها بل يأخذها ويميط عنها الاذى ويأكلها. وان يلعق يده قبل غسلها عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا وقعت لقمة احدكم فليأخذها اليومط ما كان بها من اذى وليأكلها ولا يدعها للشيطان ولا يمسح يده بالمنديل حتى يلعق اصابعه فانه لا يدري في اي طعامه البركة. رواه مسلم. وعن جابر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم امر بلعق الاصابع والصحفة وقال انكم لا تدرون في ايه البركة رواه مسلم. ومن اداب الطعام الا يأكل المرء منبطحا على بطنه ولا متكئا. عن سالم عن ابيه قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مطعمين عن الجلوس على مائدة يشرب عليها الخمر وان يأكل الرجل وهو منبطح على بطنه رواه ابو داوود. وفي رواية على وجهه فيكره ذلك. قيل لانها هيئة تضر بالمعدة وامعاء الجنب امنع من حسن الاستمراء لعدم بقاء المعدة على وضعها الطبيعي. وعن ابي جحيفة رضي الله عنه قال كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال لرجل عنده لا اكل وانا متكئ. رواه البخاري قال ابن حجر رحمه الله واختلف في علة الكراهة واقوى ما ورد في ذلك ما اخرجه ابن ابي شيبة من طريق ابراهيم النخعي قال كانوا يكرهون ان يأكلوا اتكاء مخافة ان تعظم بطونهم وقال رحمه الله واختلفا في صفة الاتكاء فقيل ان يتمكن في الجلوس للاكل على اي صفة كانت وقيل ان يميل على احد شقيه وقيل ان يعتمد على يده اليسرى من الارض. قال الخطابي تحسب العامة ان المتكئ هو الاكل على احد شقيه وليس كذلك. بل هو المعتمد على الوقاء الذي تحته قال ومعنى الحديث اني لا اقعد متكئا على الوطاء عند الاكل فعل من يستكثر من الطعام فاني لا اكل الا البلغة من الزاد فلذلك اقعد مستوفزا. انتهى كلامه رحمه الله ومن اداب الطعام الا يتأفف اذا لم يعجبه شيء من الطعام ان اشتهاه اكل والا ترك عن ابي هريرة رضي الله عنه قال ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم عابا طعاما قط كان اذا اشتهاه اكله وان لم يشتهه سكت متفق عليه وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال دخلت انا وخالد بن الوليد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت ميمونة فاوتي بضب محنود فاهوى اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده فقال بعض النسوة اللاتي في بيت ميمونة اخبروا رسول الله صلى الله عليه وسلم بما يريد ان يأكل فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده فقلت احرام هو يا رسول الله؟ قال لا ولكنه لم يكن بارظ قومي فاجدني اعافه قال خالد فاجتررته فاكلته ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر متفق عليه ومن اداب الطعام غسل اليدين من بقايا الطعام خصوصا اذا اراد ان ينام. عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من بات وفي يده ريح غمر فاصابه شيء فلا يلومن الا نفسه. رواه الترمذي ومن ادب الطعام ان يقصر من صوت الجشاء حتى لا يؤذي جلساءه عن ابي جحيفة رضي الله عنه قال اكلت لحما كثيرا وفريدا ثم جئت فقعدت حيال النبي صلى الله عليه وسلم فجعلت اتجسأ فقال اقصر من جوشائك فان اكثر الناس شبعا في الدنيا اكثرهم جوعا في الاخرة رواه الحاكم. ومن اداب الطعام ان يأكل باعتدال ولا يكثر من الطعام والشبع عن مقدام ابن معد رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما ملأ ادمي وعاء شرا من بطن بحسب ابن ادم اكلات يقمن صلبه. فان كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه رواه الترمذي. قال الحافظ ابن رجب رحمه الله وهذا الحديث اصل جامع لاصول الطب كلها وقد روي ان ابن ما سويه الطبيب لما قرأ هذا الحديث في كتاب ابي خيثمة قال لو استعمل الناس هذه الكلمات لسلموا من الامراض والاسقام ولتعطلت المارستانات يعني المستشفيات ودكاكين الصيادلة. وانما قال هذا لان اصل كل داء التخم. كما قال بعضهم اصل كل داء البردة وروي مرفوعا ولا يصح رفعه. والبردة هي التخمة وثقل الطعام على المعدة. سميت بذلك لان انها تبرد المعدة فلا تستمرئ الطعام وقال الحارث ابن كندة طبيب العرب الحمية رأس الدواء والبطنة رأس الداء ورفعه بعضهم ولا يصح ايضا. وقال الحارث ايضا الذي قتل البرية واهلك السباع في البرية. ادخال طعام على الطعام قبل الانهظام. وقال غيره لو قيل لاهل القبور ما كان سبب اجالكم؟ قالوا التخم فهذه بعض منافع تقليل الغذاء وترك التملي من الطعام بالنسبة الى صلاح البدن وصحته. انتهى كلامه رحمه الله تعالى اسأل الله عز وجل ان يوفقنا اجمعين لكل خير وان يصلح لنا شأننا كله انه سميع قريب مجيب. وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته