بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فان النفس التي بين الانسان امرها عظيم وشأنها كبير. فقد اقسم الله عز وجل بعدد من مخلوقاته الكبار الدالة على عظمته سبحانه في سورة الشمس على النفس المفلحة وغير المفلحة. فقال تعالى سوى ضحاها والقمر اذا تلاها والنهار اذا جلاها والليل اذا يغشاها والسماء وما بناها والارض وما طحاها ونفس وما سواها فالهمها فجورها وتقواها. قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها قوله عز وجل قد افلح من زكاها اي من سعى في تزكية نفسه واصلاحها وسموها بالاستكثار من الطاعة والخيرات والابتعاد عن المعاصي والسيئات. من كان كذلك فقد تحقق فلاحه. وقوله عز وجل وقد خاب من دساها اي من حقر نفسه الكريمة بفعل الاثام وقمعها واهلكها بفعل الذنوب استحق بذلك الخيبة الخسران. ولما كانت تزكية النفس بهذه الاهمية وجب على كل مسلم ناصح لنفسه ان يعنى بها عناية فائقة وان يجاهد نفسه على تحقيق هذه الغاية الحميدة ليفلح في دنياه واخراه وينعم بالسعادة حقيقية فان للنفس على المسلم حقا كما قال صلى الله عليه وسلم وان لنفسك عليك حقا. ويخطئ من يظن ان حق النفس يكون بالتشديد عليها وحرمانها من حقوقها التي فطر الله النفوس على الاحتياج اليها كما يخطئ من يظن ان حق النفس يكون بالتفريط واهمال سياستها وتركها منغمسة في شهواتها. وساذكر فيما يلي معاشر الاحبة الكرام قواعد مهمة تعين المسلم على تزكية نفسه بالاعمال الفاضلة والاخلاق كاملة وتطهيرها مما يدنسها ويشينها من سيء الاعمال وذميم الاخلاق. القاعدة الاولى ان توحيد اصل ما تزكو به النفوس. اذ هو الغاية التي من اجلها خلقنا الله عز وجل واوجدنا. كما قال سبحانه وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. وهو محور دعوة الانبياء والرسل عليهم صلوات الله وسلامه كما قال تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. وقد توعد الله سبحانه الذين لا انفسهم بالتوحيد والايمان بالعذاب الشديد يوم القيامة. فقال عز وجل وويل للمشركين الذين لا يؤتون وهم بالاخرة هم كافرون. قال ابن تيمية رحمه الله في تفسير هذه الاية هي التوحيد والايمان الذي به يزكوا قلب فانه يتضمن نفي الهية ما سوى الحق من القلب واثبات الهية الحق في القلب وهو حقيقة لا اله الا الله وهذا اصل ما تزكو به القلوب. وقال ابن القيم رحمه الله قال اكثر المفسرين من السلف ومن بعدهم هي التوحيد شهادة ان لا اله الا الله والايمان الذي به يزكو القلب. وهو اصل كل زكاء ونماء. انتهى كلامه رحمه الله وكما ان التوحيد هو اصل ما تزكو به النفوس وتطهر فان الشرك هو اشد ما يدنس النفوس ويفتك بها بل هو محبط لجميع الاعمال كما قال الله سبحانه ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لان اشركت ليحبطن عملك لتكونن من الخاسرين بل الله فاعبد وكن من الشاكرين. فمتى اخلص العبد الذل لله والمحبة خلصت اعماله هل هو صحة وزكت نفسه وطابت؟ ومتى ادخل عليها ما يشوبها من شوائب الشرك دخل على نفسه من الدنس والتدسير بحسب ذلك القاعدة الثانية ان الدعاء مفتاح زكاة النفوس. ومن افضل العبادات عند الله. لان فيه اظهارا للعجز والتذلل والانكسار والاعتراف بقوة الله وقدرته وغناه وكمال تصرفه وتدبيره. وله اثر عظيم في فتح ابواب الخير كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في وصيته لابي القاسم المغربي قال الدعاء مفتاح كل خير فكل خير ترجوه لنفسك وتريده من خيرات الدنيا والاخرة فاطلبه من الله. والجأ اليه في نيله وتحصيله وقد وعد الله سبحانه من دعاه والتجأ اليه بالاجابة. فقال تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم. عن مطرف ابن رحمه الله قال تذاكرت ما جماع الخير؟ فاذا الخير كثير. الصوم والصلاة واذا اهو في يد الله واذا انت لا تقدر على ما في يد الله الا ان تسأله فيعطيك. فاذا جماع الخير الدعاء اخرجه الامام احمد في الزهد. وفي باب التزكية صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال في دعائه اللهم مآت نفسي تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. رواه مسلم. وفي هذا الدعاء اشارة وتنبيه على ان تزكية النفوس بيد الله علام الغيوب. وان مفتاحها الاعظم هو الدعاء والافتقار الى الله. ولهذا كان اكثر دعاء نبينا صلى الله عليه وسلم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك. فمتى اجتمع على العبد قلبه وصدقت ظرورته وفاقته وقوي رجاؤه ولم يتعجل الاجابة وتحرى الاوقات الفاضلة فلا يكاد يرد دعاؤه واعظم ما يعينك على الدعاء معرفتك ان زكاة نفسك بيد الله. فالله سبحانه وتعالى هو الذي يزكي من يشاء والامر كله له وتحت مشيئته. كما قال الله تعالى بل الله يزكي من يشاء. وقال تعالى ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من احد ابدا ولكن الله يزكي من يشاء. قال ابن عباس رظي الله عنهما في تفسير قوله تعالى ما زكى منكم اي ما اهتدى احد من الخلائق لشيء من الخير ينفع به نفسه ولم يتق شيئا من الشر يدفعه عن نفسه اي كل ذلك انما هو بمحض فضل الله. القاعدة الثالثة ان القرآن الكريم منبع التزكية ومعينها. قال الله عز وجل لقد من الله على المؤمنين اذ بعث فيهم رسولا من انفسهم يتلو عليهم ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة. فاعظم ما تزكو به النفس القرآن الكريم. الذي هو كتاب التزكية ومنبعها ومعينها ومصدرها. فمن اراد لنفسه التزكية فليطلبها في كتاب الله. قال ابن عباس رضي الله عنهما ضمن الله لمن اتبع القرآن الا يضل في الدنيا ولا يشقى في الاخرة. ثم تلى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى وقال تعالى يا ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين. قال ابن القيم رحمه الله القرآن هو الشفاء التام من جميع الادواء القلبية والبدنية وادواء الدنيا والاخرة. وقال ابن مسعود رضي الله عنه كان الرجل منا اذا تعلم عشر ايات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن اخرجه الامام احمد. فاذا اكرم الله سبحانه عبده بتلاوة القرآن وتدبره ومجاهدة النفس على العمل به نال من التزكية اوفر نصيب. القاعدة الرابعة اتخاذ الاسوة والقدوة قال الله تعالى لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا قال ابن كثير رحمه الله هذه الاية الكريمة اصل كبير في التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم في اقواله افعاله واحواله. قال الحسن البصري رحمه الله قال قوم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم انا نحب ربنا فانزل الله هذه الاية قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله. اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم والتأسي به دليل على صدق محبة الله عز وجل. لان الاتباع والاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم والسير على على منهاجه القويم هو عين التزكية. ولا يمكن الوصول اليها بغير ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. قال الامام سفيان ابن عيينة رحمه الله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الميزان الاكبر فعليه تعرض الاشياء على خلقه وسيرته وهديه فما وافقها فهو الحق وما خالفها فهو الباطل. ولهذا وجب على من اراد تزكية نفسه ان يجاهد نفسه على الاتباع والاقتداء والتأسي بالرسول صلى الله عليه وسلم والحذر من من المحدثات والبدع فانها كلها ظلالة. القاعدة الخامسة ان حقيقة التزكية تخلية النفس اولا بتطهير عن الرذائل والمعاصي والذنوب ثم تحليتها بعد ذلك بفعل الطاعات والقربات. كما قال الله تعالى خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصلي عليهم. فقوله تعالى تطهرهم في اشارة الى مقام التخلية من السيئات بتطهيرهم من الذنوب. وقوله وتزكيهم في اشارة الى مقام التحلية بالفظائل والحسنات. وتقديم التطهير على التزكية من باب تقديم التخلية على التحلية. فلابد لمن اراد تزكية نفسه ان يقلع اولا عن الذنوب الاثام التي تفسد القلب وتحجب عنه نور الهداية والايمان. قال ابن تيمية رحمه الله فالتزكية وان كان النماء والبركة وزيادة الخير فانما تحصل بازالة الشر. فلهذا صار التزكي يجمع هذا وهذا وقال ابن سعدي رحمه الله عند قوله تعالى بل الله يزكي من يشاء اي بالايمان والعمل الصالح بالتخلي عن الاخلاق الرذيلة بالصفات الجميلة القاعدة السادسة اغلاق المنافذ التي تخرج الانسان عن التزكية وتبعده عن الفظيلة وتوقعه في الرذيلة يحتاج العبد حاجة ماسة الى اغلاق المنافذ التي تدنس نفسه وتدسيها. وقد ضرب لنا في السنة مثل يبين خطورة ولوج العبد فيما يضيع عليه دينه. ففي الحديث قال قال صلى الله عليه وسلم ظرب الله مثلا صراطا تقييما وعلى جنبتي الصراط سوران فيهما ابواب مفتحة وعلى الابواب سطور مرخاة وعلى باب الصراط داع يقول يا ايها الناس ادخلوا الصراط جميعا ولا تتعرجوا وداعا يدعو من فوق الصراط فاذا اراد يفتح شيئا من تلك الابواب قال ويحك لا تفتحه فانك ان تفتحه تلج والصراط الاسلام والصوران حدود الله والابواب المفتحة محارم الله وذلك الداعي على رأس الصراط كتاب الله والداعي من فوق الصراط واعظ الله في قلب كل مسلم. اخرجه الامام احمد. قال الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله. ومن كان في الدنيا قد خرج عن الاستقامة على الصراط ففتح ابواب المحارم التي في سطور الصراط يمنة ويسرة ودخل سواء كانت المحارم من الشهوات او من الشبهات اخذته الكلاليب التي على ذلك الصراط يمنة ويسرة بحسب ما فتح في الدنيا من ابواب المحارم ودخل فيها فينبغي على العبد ان يكون عاقلا كيسا فيسأل الله عز وجل الصبر والنجاة وان يقطع كل الطرق المؤدية لضياع نفسه وهلاكها. فدين العبد رأس ماله وفي ضياعه خسارة الدنيا والاخرة. القاعدة السابعة تذكر الموت ولقاء الله. قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اكثروا ذكر هادم اللذات يعني الموت اخرجه ابن ماجة هو الفيصل بين هذه الدار ودار القرار. والفاصل بين وقت العمل والجزاء عليه. وهو الحد الفارق بين تقديم وملاقاة جزاءه. فلا مجال بعده للتوبة والاستغفار من السيئات ولا مجال بعده للاستكثار من الحسنات كما قال الله تعالى وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى اذا حضر احدهم الموت قال اني تبت الان. ثم ومدرك كل الناس لا محالة وملاقيهم بلا ريب. كما قال الله عز وجل قل ان الموت الذي تفرون منه فانه وملاقيكم. وقال تعالى اينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مسيدة. ففي ذكر العبد للموت منافع عظيمة فبذلك تستيقظ القلوب الغافلة وتحيا القلوب الميتة ويحسن اقبال العبد على الله وتزول الغفلة له الاعراض عن الله سبحانه وتعالى. قال سعيد بن جبير لو فارق ذكر الموت قلبي خشيت ان يفسد علي قلبي ولا يزال العبد بخير ما كان ناظرا لموقفه بين يدي الله عز وجل بعد مماته. ومصيره بعد داء الممات. قال سفيان ابن عيينة رحمه الله. قال ابراهيم التيمي رحمه الله مثلت نفسي في الجنة اكل ثمارها واشرب من انهارها واعانق ابكارها ثم مثلت نفسي في النار اكل من زقومها واشرب من صديدها سلاسل او اغلالها فقلت لنفسي اي نفس اي شيء تريدين؟ قالت اريد ان اردل الدنيا فاعمل صالحا قال كنت فانت في الامنية فاعملي. القاعدة الثامنة تخير الجلساء وانتقاء الرفقاء قال الله تعالى واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان امره فرطا. قال السعدي في تفسير الاية فيها الامر بصحبة الاخيار ومجاهدة النفس على صحبتهم ومخالطتهم وان كانوا فقراء فان في صحبتهم من الفوائد ما لا يحصى. وقال النبي صلى الله عليه وسلم الرجل على دين خليله فلينظر احدكم من تخالل اخرجه ابو داوود. قال ابو سليمان الخطابي رحمه الله قوله المرء على دين خليله معناه لا تخالل الا من رضيت دينه هو امانته. فانك اذا خاللته قادك الى دينه ومذهبه. ولا تغرر بدينك ولا تخاطر بنفسك فتخالف من ليس مرضيا في دينه هو ومذهبه. وقال النبي صلى الله عليه وسلم مثل الجليس الصالح والسوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك اما ان يحذيك واما ان تبتاع منه واما ان تجد منه ريحا طيبة ونافخ الكير اما ان يحرق ثيابك واما ان تجد ريحا خبيثة متفق عليه. قال القاضي عياض رحمه الله في شرح ولهذا الحديث فيه تجنب خلطاء السوء ومجالسة الاشرار واهل البدع والمغتابين للناس. لان جميع هؤلاء ذو اثرهم الى جليسهم وفيه الحض على مجالسة اهل الخير وتلقي العلم والادب وحسن الهدي والاخلاق الحميدة القاعدة التاسعة الحذر من العجب والاغترار بالنفس كما قال تعالى فلا تزكوا انفسكم هو اعلم بمن اتقى فنهى الله عز وجل عن مدح النفس بما يدل على زكاتها وصلاحها لان التقوى محلها القلب والله عز وجل هو اعلم بمن حصلت منه التقوى ولان هذا المدح للنفس سبب لدخول العجب عليها وسبب للرياء الذي هو محبط للاعمال. والمؤمن مهما اجتهد في فعل الصالحات واجتناب المحرمات فانه لا يزال مقصرا وظالما افسة واذا كان ابو بكر رضي الله عنه صديق هذه الامة وخير الناس بعد الانبياء. لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم ان يعلمه دعاء يدعو الله به في صلاته علمه صلى الله عليه وسلم ان يقول اللهم اني ظلمت نفسي كثيرا ولا يغفر الذنوب الا انت. فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني انك انت الغفور الرحيم. متفق عليه. فكيف الشأن بمن هو دونه وعندما سألت ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن قوله تعالى والذين يؤتون ما اتوا وقلوب وجلة انهم الى ربهم راجعون قالت اهم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟ قال صلى الله عليه وسلم لا يا ابنة الصديق ولكن انهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون ويخافون الا تقبل منهم. اخرجه الترمذي القاعدة العاشرة معرفة حقيقة هذه النفس ومعرفة صفاتها ليسهل الاعتناء بها ورعايتها ومداومتها من الافات التي تطرأ عليها. وقد وصف الله سبحانه النفس في كتابه الكريم بثلاث صفات مشهورة معلومة هذه الصفات راجعة الى احوال النفس وهي النفس المطمئنة وهي التي اطمأنت بالايمان وذكر الله وعبادته وحسن الاقبال عليه كما قال تعالى الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب. وقال تعالى يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي نفس اللوامة وهي التي تلوم صاحبها على فعله الخطأ او تقصيره في الواجب او تفريطه في الطاعة كما قال الله سبحانه وتعالى في سورة القيامة ولا اقسم بالنفس اللوامة. النفس الامارة بالسوء وهي التي تحث صاحبها على فعل المحرم ومات وارتكاب الاثام وتقوده الى مواضع المنكرات ومواضع الرذيلة وتدفعه الى فعل القبائح والرذائل كما جاء في في سورة يوسف عليه السلام وما ابرئ نفسي ان النفس لامارة بالسوء الا ما رحم ربي. فهذه الاوصاف الثلاث للنفس هي في الحقيقة احوال متعلقة بالنفس. ولذلك فان هذه الاحوال تتقلب وتتغير بحسب الواردات التي ترد على النفس فقد تجتمع هذه الصفات عند الانسان في يوم واحد بحسب حال النفس قال الحسن البصري رحمه الله المؤمن قوام على نفسه يحاسب نفسه وانما خف الحساب يوم القيامة على من حاسبوا انفسهم في الدنيا وانما شق الحساب يوم القيامة على قوم اخذوا هذا الامر من غير احتساب نسأل الله باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يصلح لنا شأننا كله وان يهدينا اليه صراطا مستقيما. اللهم اتنا نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته