بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فان التوحيد اعظم المطالب واجل المقاصد وانبل الغايات لاجله خلق الله سبحانه وتعالى الثقلين وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون وهو اساس السعادة والفلاح في الدنيا والاخرة وهو اثمن شيء في هذه الحياة واغلاه وانفسه ومن دخل هذه الدنيا وخرج منها بغير التوحيد فقد خسر في هذه الدنيا اعظم ما فيها واكبر ما فيها والذ ما فيها واحسن ما فيها وحاجة المرء الى التوحيد بهذه الحياة اعظم من حاجته الى الماء والطعام والشراب واللباس وسائر الحاجات والضروريات فالتوحيد هو الحياة الحقيقية اذ لا يحيى العبد الحياة الحقيقية الا به كما قال الله تعالى اومن كان ميتا فاحييناه اي بالتوحيد والايمان وقال تعالى يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم فبه حياة المرء الحقيقية وبه سعادته في دنياه واخراه وقد كتب اهل العلم في بيان التوحيد كتابات كثيرة ومن اجل هذه الكتابات واوعى بها كتاب التوحيد لشيخ الاسلام الامام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى فكتابه التوحيد كتاب عظيم للغاية قد اعتنى به اهل العلم عناية واسعة جدا وله شروحات كثيرة تنوعت في طرائقها وتنوعت في مسالكها في البيان والايضاح وتنوعت باحجامها طولا وقصرا ويأتي هذا الكتاب الذي بين ايدينا القول السديد في بيان مقاصد التوحيد يأتي فريدا في في بابه وطريقة مؤلفه رحمه الله تعالى في تصنيفه لانه اتى في هذا الباب على لب الامر ومقصوده بعبارات جامعة ومختصرة فكتابهم مفيد للغاية ونافع لطالب العلم النفع العظيم انتصر في كتابه هذا على ايراد الباب الذي قرره شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ثم يذكر خلاصة مقصود البال وهكذا يتنقل في ابواب الكتاب ثم طبع في حياته رحمه الله تعالى على هذه الحال حرص عليه طلاب العلم وتلقوه بالفرح وحسن الاستفادة ثم انه رحمه الله اعاد طبعه وقدم بين يديه بمقدمة نفيسة جدا ذكر فيها خلاصة المعتقد عند اهل السنة فالحاصل هذا كتاب عظيم ونافع ونسأل الله جل في علاه الذي يسر لنا هذا الاجتماع لمذاكرة هذا الكتاب ان ينفعنا بما فيه وان يجعل ما نسمعه حجة حجة لنا لا علينا وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل. نعم الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وعبده نبينا محمد وعلى اله وصحبه اما بعد اللهم انا نسألك علما نافعا وعملا صالحا وان تفتح علينا وترحمنا اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين قال الامام العلامة السعدي رحمه الله تعالى في كتابه القول السديد في بيان مقاصد التوحيد بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اما بعد فقد سبق ان كتبنا تعليقا لطيفا في مواضيع كتاب التوحيد لشيخ الاسلام محمد ابن عبدالوهاب قدس الله روحه فحصل فيه نفع ومعونة للمشتغلين ومساعدة للمعلمين لما فيه من التفصيلات النافعة مع الوضوح التام وطبع بمطبعة الامام ثم نفذت نسخه مع كثرة الطلب عليه ودعت الحاجة الشديدة الى اعادة طبعه ونشره وفي هذه المرة بدا لي ان اقدم امام ذلك مقدمة مختصرة تحتوي على مجملات عقائد اهل السنة في الاصول وتوابعها فاقول مستعينا بالله نعم تأمل قوله رحمه الله تعالى فحصل فيه نفع ومعونة للمشتغلين ومساعدة للمعلمين لما فيه من التفصيلات النافعة مع الوضوح التام هذا النفع الذي اشار اليه رحمه الله تعالى في كتابه هذا رآه رحمه الله في حياته في اول طبعه للكتاب ورأى فرح طلاب العلم به واقبالهم عليه ونفوذ طبعا الكتاب وقت سريع اعاد طبعه واشار رحمه الله ان هذا الكتاب فيه معونة للمشتغلين اي ببيان التوحيد فمن يشتغل ببيان التوحيد من خلال المصنف الذي كتبه شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى لا يستغني عن هذه الرسالة النفيسة الثمينة لان فيها خلاصات وزبد تعين المستغل مذاكرة مسائل التوحيد او مسائل كتاب التوحيد تعينه اعانة عظيمة جدا على ظبط مضامين الكتاب ومقاصده وغاياته ففيهم معونة للمشتغلين ومساعدة للمعلمين لما فيه من التفصيلات النافعة مع الوضوح التام كتب الشيخ رحمة الله عليه تتميز بهذا الوضوح التام. فعباراته دائما واظحة سهلة بينة نعم قال رحمه الله تعالى مقدمة تشتمل على صفوة عقيدة اهل السنة وخلاصتها المستمدة من الكتاب والسنة وذلك انهم يؤمنون بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره. هذه الامور الستة التي بدأ بها رحمه الله تعالى هي اركان الايمان واصوله قال الله تعالى ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين قال الله تعالى امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير وفي الحديث حديث جبريل المشهور قال للرسول صلى الله عليه وسلم اخبرني عن الايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وان تؤمن بالقدر خيره وشره فهذه الستة هذه الستة الاصول عليها يقوم الدين وشأنها مع الدين كشأن الاصول للاشجار فكما ان الاشجار لا تقوم الا على اصولها فان الدين لا يقوم الا على اصوله الم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي اكلها كل حين باذن ربها ويضرب الله الامثال للناس لعلهم يتذكرون فهذه اصول الايمان التي لا قيام للدين الا بها وهي اصول متلازمة مترابطة لا ينفك بعضها عن بعض. فالايمان ببعضها مستلزم للايمان بباقيها والكفر بشيء منها كفر بها كلها ومن يكفر بها او بشيء منها فقد حبط عمله كما قال الله سبحانه وتعالى ومن يكفر بالايمان فقد هبط عمله وهو في الاخرة من الخاسرين واذا حبط العمل بالكفر بهذه الاصول او ببعضها لم يقبل من العامل اي عمل كما قال الله سبحانه وتعالى ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله وكما قال جل وعلا وما منعهم ان تقبل منهم نفقاتهم الا انهم كفروا بالله نعم فيشهدون ان الله هو الرب الاله المعبود المتفرد بكل كمال فيعبدونه وحده مخلصين له الدين فيقولون ان الله هو الخالق البارئ المصور الرازق المعطي المانع المدبر لجميع الامور وانه المألوه المعبود الموحد المقصود وانه هو الاول الذي ليس قبله شيء. والاخر الذي ليس بعده شيء الظاهر الذي ليس فوقه شيء الباطن الذي ليس دونه شيء وانه العلي الاعلى بكل معنى واعتبار. علو الذات وعلو القدر وعلو القهر وانه على العرش استوى استواء يليق بعظمته وجلاله ومع علوه المطلق وفوقيته فعلمه محيط بالظواهر والبواطن والعالم العلوي والسفلي وهو مع العباد بعلمه يعلم جميع احوالهم وهو القريب المجيب وانه الغني بذاته عن جميع مخلوقاته والكل اليه مفتقرون في ايجادهم وايجاد ما يحتاجون اليه في جميع الاوقات ولا غنى لاحد عنه طرفة عين وهو الرحمن الرحيم الذي ما بالعباد من نعمة دينية ولا دنيوية ولا دفع نقمة الا من الله فهو الجالب للنعم الدافع للنقم ومن رحمته انه ينزل كل ليلة الى السماء الدنيا يستعرض حاجات العباد حين يبقى ثلث الليل الاخر. فيقول لا اسأل عن غير من ذا الذي يدعوني فاستجيب له. من ذا الذي يسألني فاعطيه من ذا الذي يستغفرني فاغفر له حتى يطلع الفجر فهو ينزل كما يشاء ويفعل ما يريد ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ويعتقدون انه الحكيم الذي له الحكمة التامة في شرعه وقدره فما خلق شيئا عبثا ولا شرع الشرائع الا للمصالح والحكم وانه التواب العفو الغفور. يقبل التوبة من عباده ويعفو عن السيئات. ويغفر الذنوب العظيمة للتائبين والمستغفرين والمنيبين وهو الشكور الذي يشكر القليل من العمل ويزيد الشاكرين من فضله ويصفونه بما وصف به نفسه ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من الصفات الذاتية كالحياة الكاملة والسمع والبصر وكمال القدرة والعظمة والكبرياء والمجد والجلال والجمال والحمد المطلق ومن صفات الافعال المتعلقة بمشيئته وقدرته كالرحمة والرضا والسخط والكلام وانه يتكلم بما يشاء كيف يشاء وكلماته لا تنفد ولا تبيد. وان القرآن كلام الله غير مخلوق منه بدا واليه يعود وانه لم يزل ولا يزال موصوفا بانه يفعل ما يريد. ويتكلم بما يشاء ويحكم على عباده باحكامه القدرية واحكامه الشرعية واحكامه الجزائية فهو الحاكم المالك ومن سواه مملوك محكوم عليه فلا خروج للعباد عن ملكه ولا عن حكمه. هذا تفصيل من الشيخ رحمه الله تعالى لما يتعلق بالاصل الاول من اصول الايمان وهو الايمان بالله وهذا الاصل العظيم هو اصل وصول الايمان واليه ترجع جميع وصوله ولهذا مر معنا في الاية الكريمة قال الله عز وجل كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله كلها راجعة الى هذا الاصل الذي هو اصل اصول الايمان والايمان بالله ايمان بوحدانية الله سبحانه وتعالى في ربوبيته واسمائه وصفاته والوهيته فهو ينتظم فهذه الاركان الثلاثة ويقوم عليها الايمان بوحدانية الله في ربوبيته والايمان بوحدانية الله في اسمائه وصفاته والايمان بوحدانية الله في الوهيته والشيخ رحمه الله ذكر هنا تفاصيل تتعلق بهذا الاصل العظيم فذكر ان من عقيدة اهل السنة المستمدة من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم انهم يشهدون ان الله هو الرب الاله المعبود المتفرد بكل كمال فيعبدونه وحده مخلصين له الدين هذه الجملة التي بها بدأ اتت على اسس هذا الموضوع وقواعده المتينة واصوله القويمة وخلاصة ما يجب اعتقاده في هذا الباب فيشهدون ان الله هو الرب وهذا في الايمان ربوبية الله عز وجل وانه وحده رب العالمين خالقهم ورازقهم ومدبر شؤونهم والمتصرف في امورهم كلها عطاء ومنعا خفضا ورفعا قبضا وبسطا عزا وذلا حياة وموتا يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد كل يوم هو في شأن جل في علاه وقوله الاله المعبود هذا الايمان وحدانية الله سبحانه وتعالى في الوهيته بانه المعبود بحق ولا معبود بحق سواه فيفرد بالذل والخضوع والانكسار فلا فلا يعبد الا الله ولا يدعى الا الله ولا يستغاث الا بالله. ولا ينذر الا لله ولا يصرف بشيء من العبادة الا له وحده جل في علاه قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وقوله المتفرد بكل كمال وهذا فيه اثبات اسماء الله تبارك وتعالى الحسنى وصفاته العليا قال فيعبدونه وحده مخلصين له الدين كما قال الله جل وعلا وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين ثم ذكر رحمه الله شيئا من اه اسماء الله الحسنى وصفاته العليا ذكر شيئا منها اشار رحمه الله في اثناء ذلك انهم اي اهل السنة يصفون الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم اي انهم لا يتجاوزون في هذا الباب الكتاب والسنة كما قال الامام احمد رحمه الله نصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لا نتجاوز القرآن والحديث فاهل السنة في هذا الباب وفي كل باب يدورون مع الكتاب والسنة حيث دار نفيا او اثباتا فما اثبت فيهما اثبتوه وما نفي فيهما نفوه لا يتجاوزون القرآن والحديث. نعم قال ويؤمنون بما جاء به الكتاب وتواترت به السنة ان المؤمنين يرون ربهم تعالى عيانا جهرة وان نعيم رؤيته والفوز برضوانه اكبر النعيم والذه وان من مات على غير الايمان والتوحيد فهو مخلد في نار جهنم ابدا وان ارباب الكبائر اذا ماتوا على غير توبة ولا حصل لهم مكفر لذنوبهم ولا شفاعة فانهم وان دخلوا النار لا يخلدون فيها ولا يبقى في النار احد في قلبه مثقال حبة خردل من ايمان الا خرج منها وان الايمان يشمل عقائد القلوب واعمالها واعمال الجوارح واقوال اللسان فمن قام بها على الوجه الاكمل فهو المؤمن حقا الذي استحق الثواب وسلم من العقاب ومن انتقص منها شيئا نقص من ايمانه بقدر ذلك ولذلك كان الايمان يزيد بالطاعة وفعل الخير وينقص بالمعصية والشر. نعم ذكر رحمه الله تعالى ان من عقيدة اهل السنة ايمانهم بالرؤية رؤية المؤمنين ربهم يوم القيامة والرؤية دل عليها كما ذكر رحمه الله الكتاب والسنة قال الله تعالى وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة اي بابصارها تنظر اليه قال الحسن البصري رحمه الله حق لها ان تكون ناضرة اي حسنة بهية وهي تنظر الى الله سبحانه وتعالى وفي الصحيحين يقول عليه الصلاة والسلام انكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر فالرؤية ثابتة بالكتاب والسنة واجماع اهل السنة قاطبة على اثباتها والرؤية اكمل نعيم واعظمه فان اكمل نعيم اهل الجنة واعظمه هو رؤية الله ولهذا جاء في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا دخل اهل الجنة الجنة قال الله هل تريدون شيئا ازيدكم قال فيقولون الم تبيض وجوهنا الم تنجنا من النار؟ الم تدخلنا الجنة قال في كشف الحجاب فما اعطوا شيئا احب اليهم من النظر الى الله هذه الرؤية هي اكمل الا اكمل نعيم واعظم نعيم والمؤمن في هذا الباب اعني ما يتعلق برؤية الله جمع بين امرين مهمين الاول اثبات الرؤية واعتقاد انها حق لانه دل عليها كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم والامر الاخر العمل الحثيث والسعي الدؤوب في فعل ما تنال به وفعل ما يكون به المرء من اهلها ولهذا فان النبي صلى الله عليه وسلم لما اخبر بها وانها حق في قوله انكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر قال على اثر ذلك فان استطعتم الا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها فافعلوا وافاد هذا الحديث الامرين الذين اشرت اليهما الاول اعتقاد ذلك انكم سترون ربكم والثاني العمل الدؤوب في تحقيق ما ينال به ذلك. قال فان استطعتم الا تغلبوا الى اخره ذكر الصلاة لانها الصلة بين العبد وبين ربه وبين الصلاة والرؤيا ارتباط وثيق فمن كان من اهل الصلاة فهو من اهل الرؤيا رؤية الله ومن كان مضيعا لها فهذا من موجبات الحرمان من موجبات الحرمان وموجبات الخسران في الدنيا والاخرة وفي قول النبي عليه الصلاة والسلام فان استطعتم الا تغلبوا تنبيه للعباد الى ان ثمة غوالب كثيرة جدا في هذه الحياة تغلب المرء على صلاته وان الواجب على الناصح لنفسي ان يحتاط لها وان يحذر اشد الحذر منا ان ان يا ايها النعمان ان يصاب او يبتلى بشيء من هذه الغوالب يحرم من الصلاة ومن البركات العظيمة والعوائد الحميدة التي تترتب عليها ثم ذكر رحمه الله تعالى ان من مات على غير الايمان والتوحيد فهو مخلد في النار ابد الاباد لقول الله سبحانه وتعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء وهذه الاية في حق من مات على ذلك ومثلها قول الله سبحانه وتعالى والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور وذكر رحمه الله ان ارباب الكبائر والمعاصي والاثام التي دون الشرك والكفر بالله سبحانه وتعالى اذا ماتوا على غير توبة ولم يحصل لهم مكفر للذنوب ولا شفاعة فانهم وان دخلوا النار لا يخلدون فيها لان الخلود في النار انما هو للكفار واما عصاة الموحدين فان دخولهم للنار ليس دخول تخليد وتأبيد وانما هو دخول تنقية وتطهير فرق بين دخول الكافر ودخول العاصي للنار الكافر دخوله للنار دخول تأبيد تخليد لان الذنب الذي لقي الله به لا تطهره النار ولا تنقي دنسه فهو خبث محض لا تنقيه ولا تطهره النار فيبقى مخلدا فيها ابد الاباد اما الذي يأتي بطيب شابهوا خبث فهذا اذا دخل النار فان دخوله دخول تنقية وتطهير وذلك ان الجنة هي وذلك ان الجنة هي دار الطيب المحض طبتم فادخلوها فاذا لم يكن طيبا بهذا الوصف وجاء ومعه خبث مع الطيب الذي معه نقي من هذا الخبث ثم من بعد ذلك يكون دخوله النهار بعد ان طهر يقول ابن القيم رحمه الله في الجنة فيقول رحمه الله في الدنيا ثلاثة انهار من تطهر بها طهرته وهي الحسنات الماحية والمصائب المكفرة والتوبة النصوح ولم ومن لم يتطهر بها طهر يوم القيامة في نهر جهنم ومن لم يتطهر بها طهر يوم القيامة في نهار جهنم الحاصل ان دخول العصاة النار دخول اه تنقية وتطهير ولا يبقى في النار من في قلبه ادنى مثقال حبة خردل من ايمان وذكر رحمه الله ان من اصول اهل السنة ان الايمان يشمل عقائد القلوب واعمالها واعمال الجوارح واقوال اللسان فليس الايمان قول بلا عمل او اعتقاد بلا عمل بل الايمان قول واعتقاد وعمل قال عليه الصلاة والسلام الايمان بضع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياة شعبة من شعب الايمان وقد افاد هذا الحديث ان الامام منه ما هو في القلب ومنه ما هو باللسان ومنه ما هو بالجوارح الايمان قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالجوارح والاركان يزيد الطاعة وينقص بالعصيان قال فمن قام به على الوجه الاكمل فهو المؤمن حقا كما قال الله سبحانه وتعالى انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون. اولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم قال ومن انتقص منها شيئا نقص من ايمانه بقدر ذلك ولذلك كان الايمان يزيد بالطاعة وفعل الخير وينقص بالمعصية والشر وهذا من اصول المهمة في باب الايمان ان ان يعتقد المسلم ان الايمان يزيد وينقص ويقوى ويضعف ولزيادته اسباب ولنقصانه اسباب فيحرص المؤمن على اه اسباب زيادة الايمان معرفة بها وعملا ويحرص ويحرص ايضا على اسباب نقص الامام معرفة بها وتجنبا في رسالة الشيخ رحمه الله التوضيح والبيان لشجرة الايمان عقد فصلا نفيسا خاصا بذكر الامور التي يستمد منها الايمان فتزيده وتقويه وتنميه نعم قال ومن اصولهم السعي والجد فيما ينفع من امور الدين والدنيا مع الاستعانة بالله فهم يحرصون على ما ينفعهم ويستعينون بالله وكذلك يحققون الاخلاص لله في جميع حركاتهم. ويتبعون رسول الله في الاخلاص للمعبود والمتابعة للرسول والنصيحة للمؤمنين اتباع طريقهم من اصول اهل السنة رحمهم الله السعي والجد فيما ينفع من امور الدين والدنيا مع الاستعانة بالله فهم جمعوا في هذا الباب بين اهذين الاصلين بذل الاسباب مع تحقيق التوكل بذل الاسباب مع تحقيق التوكل والناس مع هذين الاصلين ثلاثة اقسام منهم من فعل السبب وعطل التوكل ومنهم من اعمل التوكل وعطل الاسباب الحق ان يبذل المرأة السبب ولا يتوكل الا على الله ولا يفوض اموره الا عليه سبحانه وتعالى كما قال الله تعالى فاعبده وتوكل عليه وكما قال جل وعلا اياك نعبد واياك نستعين وفي الحديث قال عليه الصلاة والسلام احرص على ما ينفعك واستعن بالله قال رحمه الله وكذلك يحققون الاخلاص في جميع حركاتهم ويتبعون رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذان الاصلان هما شرط قبول الاعمال فالاعمال لا تكون مقبولة عند الله الا بالاخلاص للمعبود والمتابعة للرسول قال الحسن البصري رحمه الله اه او الفضيل ابن عياض اه رحمه الله قال في قوله تعالى ليبلوكم ايكم احسن عملا قال اخلصه واصوبه قيل يا ابا علي وما اخلصه واصوبه قال ان العمل اذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل واذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا صوابا والخالص ما كان لله والصواب ما كان على السنة وذكر رحمه الله تعالى ايضا مما عليه اهل السنة النصيحة للمؤمنين والنصيحة المؤمنين اتباع طريقهم هذا مما عليه اهل السنة وقد قال عليه الصلاة والسلام الدين النصيحة الدين النصيحة الدين النصيحة قلنا لمن يا رسول الله؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم ولائمة المسلمين وعامتهم من مما عليه اهل السنة النصيحة المؤمنين واتباع طريقتهم قال الله تعالى ومن يساق فالرسول ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا نسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم يا ربنا اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا وبارك فيكم ووسع عليكم