الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه وبعد اللهم انا نسألك علما نافعا وعملا صالحا وان تفتح علينا وترحمنا اللهم اغفر لشيخنا ولنا وللمسلمين قال العلامة السعدي رحمه الله تعالى في كتابه القول السديد في مقاصد التوحيد في ترجمة كتاب التوحيد هذه الترجمة تدل على مقصود هذا الكتاب من اوله الى اخره ولهذا استغنى بها عن الخطبة اي ان هذا الكتاب يشتمل على توحيد الالهية والعبادة بذكر احكامه وحدوده وشروطه وفضله وبراهينه واصوله وتفاصيله واسبابه وثمراته ومقتضياته وما يزداد به ويقويه او يظعفه ويهيه وما به يتم او يكمل الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فهذا اول الكتاب كتاب القول السديد في بيان مقاصد التوحيد وما سبق فهو مقدمة اظافها الشيخ رحمه الله تعالى الى الكتاب بين فيها خلاصة لمعتقد اهل السنة والجماعة اما البداية الفعلية بيان مقاصد التوحيد فتبدأ من هذا الموطن الذي هو في اه بيان مقصود الكتاب ومن يقرأ كتاب التوحيد لشيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى يجد انه رحمه الله لم يبدأ كعادة كثير من المصنفين بذكر مقدمة يبين فيها مقصود الكتاب والمراد من تأليفه فبدأ مباشرة بان قال كتاب التوحيد ثم اورد ايات كقول الله عز وجل وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون كقول الله سبحانه وتعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين في قول الله عز وجل واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا ونحوها من الايات واكتفى هذه الايات ارشادا ودلالة على موضوع الكتاب ومضمونه وهذا البدء بالايات ارشادا بها الى مضمون الكتاب هو ايضا يفيد فائدة اخرى عظيمة جدا الا وهي ان الكتاب كله قائم على الدليل على قال الله قال رسوله صلى الله عليه وسلم حتى انه بالدليل اكتفى عن التقديم للكتاب وجعل الايات التي صدر بها كتابه رحمه الله تعالى دالة على مقصود الكتاب ومرشدة الى مضمونه ولهذا ذكر الشيخ عبد الرحمن ابن ناصر السعدي رحمه الله تعالى ان هذه الترجمة هي التي صدر بها المصنف رحمه الله تعالى تدل على مقصود الكتاب من اوله الى اخره تدل على مقصود الكتاب من اوله الى اخره ولهذا استغنى بها عن الخطبة المقصود بالخطبة المقدمة التي عادة تكون في اوائل المصنفات والتي من خلالها يبين مؤلفوها مرادهم بتلك المؤلفات ومقصودهم من تأليفها تستغنى آآ هذه الايات التي ذكر رحمه الله تعالى عن تلك الخطبة ومن يقرأ الايات التي صدر بها رحمه الله تعالى هذه هذه الترجمة وصدر بها هذا الكتاب يجد انها تفيد ان هذا الكتاب يشتمل على توحيد الالهية والعبادة بذكر احكامه وحدوده وشروطه وفضله وبراهينه واصوله وتفاصيله واسبابه وثمراته ومقتضيات وما يزيد ويقويه او يضعفه ويوهيه وما به يتم او يكمل مضمون الكتاب من اوله الى اخره في توحيد العبادة الذي هو مقصود الخلق وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ومقصود ارسال الرسل وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون. ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وهو اهم المطالب واعظم المقاصد وجل الغايات ولهذا به يبدأ قال الله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا ثم ذكر حقوقا عديدة لكنه بدأ باعظم الحقوق واجلها على الاطلاق فكانت هذه الايات التي بدأ بها رحمه الله تعالى كتابه التوحيد مرشدة الى موظوع الكتاب دالة على مظمونه نعم قال اعلم ان التوحيد المطلق العلم والاعتراف بتفرد الرب بصفات الكمال والاقرار بتوحده بصفات العظمة والجلال وافراده وحده بالعبادة. هذه خلاصة عظيمة جدا في حد التوحيد وتعريفه وهي من اجمع ما يكون توحيد المطلق اذا اطلق اه التوحيد فانه يتناول هذه الامور الثلاثة التي ذكر رحمه الله تعالى لان التوحيد مصدر للفعل وحد يوحد توحيدا وهو مصدر يدل على الافراج والمقصود التوحيد الايمان بوحدانية الله الايمان بوحدانية الله سبحانه وتعالى في ربوبيته والوهيتي واسمائه وصفاته مثل ما ذكر الشيخ رحمه الله الاعتراف بتفرد الرب بصفات الكمال هذا واحد والاقرار بتوحده بصفات عظمة والجلال هذا اثنين وافراده وحده بالعبادة هذا ثلاثة وبهذا يعلم ان التوحيد المطلق يتناول اركانا ثلاثة يقوم عليها التوحيد يتناول اركانا ثلاثة يقوم عليها التوحيد وهي الايمان بوحدانية الله في الربوبية والايمان بوحدانية الله في الاسماء والصفات والايمان بوحدانية الله في الالوهية ويأتي تفصيلها عند المصنف رحمه الله تعالى نعم قال وهو ثلاثة اقسام احدها توحيد الاسماء والصفات وهو اعتقاد الرب وهو اعتقاد انفراد الرب جل جلاله بالكمال المطلق من جميع الوجوه بنعوت العظمة والجلال والجمال التي لا يشاركه فيها مشارك بوجه من الوجوه وذلك باثبات ما اثبته الله لنفسه او اثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من جميع الاسماء والصفات ومعانيها واحكامها الواردة في الكتاب والسنة على الوجه اللائق بعظمته وجلاله من غير نفي لشيء منها ولا تعطيل. ولا تحريف ولا تمثيل ونفي ما نفاه عن نفسه او نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم من النقائص والعيوب وعن كل ما ينافي كماله. هذه آآ خلاصة تتعلق ببيان القسم الاول من اقسام التوحيد وهو توحيد الاسماء والصفات وهو اعتقاد انفراد اعتقاد انفراد انفراد الله انفراد الله سبحانه وتعالى بالاسماء والصفات كما قال الله سبحانه وتعالى ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها قال جل وعلا قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن ايا ما تدعوا فله الاسماء الحسنى فهذا اصل من اصول الايمان بالله ان نؤمن بانفراده بالاسماء الحسنى والصفات العلا اللائقة بجلاله وكماله وعظمته سبحانه وتعالى فنثبت لله نعوت العظمة والجلال والجمال التي لا يشاركه فيها مشارك باي وجه من الوجوه لان الله سبحانه وتعالى يقول ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ويقول جل وعلا هل تعلم له سميا؟ والاستفهام هنا بمعنى النفي اي لا سمي له ويقول جل وعلا ولم يكن له كفوا احد ويقول جل وعلا فلا تضربوا لله الامثال فالله سبحانه وتعالى لا مثل له ولا ند له ولا نظير ولا مثيل تفرد بالاسماء الحسنى والصفات العلى والكمال والجلال سبحانه وتعالى قال وذلك باثبات ما اثبته الله لنفسه اي في كتابه او اثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته وهذا ايضا فيه اشارة من الشيخ رحمه الله تعالى ان هذا الباب باب الاسماء والصفات باب توقيفي بمعنى انه يتوقف فيه على اه في في اثبات شيء منه على الكتاب والسنة لا يزاد على ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه قال الامام احمد رحمه الله نصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لا نتجاوز القرآن والحديث لا نتجاوز القرآن والحديث اي نتوقف في هذا الباب نفيا واثباتا على الكتاب والسنة مثل ما قال ايظا بعظ السلف قال ندور مع السنة حيث دارت اي ما ثبت فيها اثبتناه وما نفي فيها نفيناه. لا نتجاوز كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام يقول رحمه الله من غير نفي لشيء من ذلك لان النفي جحد جحد تعطيل وهو ظرب من ظروب الالحاد وقد قال الله عز وجل ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في اسمائه. سيجزون ما كانوا يعملون فمن الالحاد الذي حذر الله عباده من تعطيل الاسماء بجهدها بجحدها او تكذيب شيء من منها قال من غير نفي لشيء منها ولا تعطيل ولا تحريف ولا تمثيل من غير نفيا لشيء منها ولا تعطيل ولا تحريف ولا تمثيل والتحريف هو التغيير في المعنى وصرف الاسم او الصفة عن مدلوله الى معنى اسم اخر او او معنى صفة اخرى وهذا ذمه الله سبحانه وتعالى في كتابه وجعله من صفات اليهود يحرفون الكلمة عن مواضعه وقال ولا ولا تمثيل اي دون ان ان يقاس تبارك وتعالى بخلقه لانه سبحانه وتعالى لا مثيل له ولا ولا ند قد تقدم معنا اه الايات من القرآن في ذلك قال ونفي ما نفاه عن نفسه او نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم من اه النقائص والعيوب والنفي هو التنزيه تنزيه الله عن كل ما لا يليق به سبحانه وتعالى قال الله جل وعلا سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين وباب التنزيه يتناول امرين يتناول التنزيه عن النقائص والعيوب الذي اشار اليه آآ الشيخ رحمه الله ويتناول ايضا تنزيه الله سبحانه وتعالى عما ينافي كماله تنزيه الله عما ينافي كماله سبحانه وتعالى لان له جل وعلا ما من الصفات كمالها وغايتها ومنتهاها فلا مثيل له ولا نظير في شيء من اسمائه او صفاته سبحانه وتعالى نعم الثاني توحيد الربوبية بان يعتقد العبد ان الله هو الرب المتفرد بالخلق والرزق والتدبير الذي ربى جميع الخلق بالنعم وربى خواص خلقه وهم الانبياء واتباعهم بالعقائد الصحيحة والاخلاق الجميلة والعلوم النافعة والاعمال الصالحة وهذه تربية نافعة للقلوب والارواح المثمرة لسعادة الدارين. هذا النوع الثاني توحيد الربوبية ويقال له ايضا توحيد الله بافعاله توحيد الله بافعاله بان تثبت افعاله له على الوجه اللائق بجلاله وكماله ولا يضاف شيء منها لغيره بل هو متفرد بها سبحانه وتعالى وعرفه رحمه الله بان يعتقد العبد ان الله هو الرب المتفرد بالخلق والرزق الرزق بفتح الراء الذي هو فعل الله سبحانه وتعالى اما الرزق آآ كسرها فهو الاثر. اثر هذا الفعل وهو النعمة التي اوجدها وتفضل بها سبحانه وتعالى الايمان بتفرد الرب بالخلق والرزق والتدبير انه سبحانه وتعالى وحده المتفرد بذلك لا شريك له المتصرف في هذا الكون جل وعلا عطاء ومنعا خفضا ورفعا قبضا وبسطا عزا وذلا حياة وموتا يعطي ويمنع يخفض ويرفع يقبض ويبسط يعز ويذل يحيي ويميت الامر امر والخلق خلقه. هذا هذا ايمان ايمان بربوبية الله سبحانه وتعالى وتدبيره لهذا الكون وانه المتصرف فيه كيف يشاء الحاكم فيه بما يريد سبحانه وتعالى فالخلق خلقه والامر امره سبحانه وتعالى قال الذي ربى جميع الخلق بالنعم وربى خواص خلقه بالعقائد الصحيحة والاخلاق الجميلة والعلوم النافعة. وهذا فيه تنبيه من الشيخ الى فائدة عظيمة تتعلق بهذا التوحيد الا الا وهي انروبية الله سبحانه وتعالى لخلقه نوعان عامة وخاصة طبوبية الله لخلقه نوعان عامة وخاصة العامة تتناول الخلق كلهم بان الله عز وجل هو الذي او اوجدهم وهو الذي خلقهم وهو الذي يدبر شؤونهم وهم كلهم طوع تدبيره وتسخيره سبحانه وتعالى فهذه ربوبية عامة واما الربوبية الخاصة فهي تربيته انبيائه واولياءه واصفيائه على اه عبادته وتوحيده وعلى العلوم النافعة والعقائد الصحيحة والاخلاق الفاضلة والاداب الكاملة لان من كان في هذه العلوم وفي هذه العقائد وفيه هذه الاعمال وهذه الاخلاق فهذا كله من تربية الله له فضلا ومنا كما قال الله سبحانه وتعالى ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان اولئك هم الراشدون فضلا من الله ونعمة والله عليم حكيم نعم الثالث التوحيد الالهية ويقال له توحيد العبادة وهو العلم والاعتراف بان الله ذو الالوهية والعبودية على خلقه اجمعين وافراده وحده بالعبادة كلها واخلاص الدين لله وحده وهذا الاخير يستلزم القسمين الاولين ويتضمنهما لان الالوهية التي هي صفة تعم اوصاف الكمال وجميع اوصاف الربوبية والعظمة فانه المألوف المعبود لما فيه من لما له من اوصاف العظمة ان الالوهية لان الالوهية التي هي صفة تعم اوصاف الكمال وجميع اوصاف الربوبية والعظمة فانه المألوف المعبود لما له من اوصاف العظمة والجلال ولما اسداه الى خلقه من الفواضل والافضال فتوحده تعالى بصفات الكمال وتفرده بالربوبية يلزم منه الا يستحق احد لان لا يستحق العبادة احد سواه. يلزم منه يلزم منه انه لا يستحق العبادة احد سواه. هذا بيان النوع الثالث من انواع التوحيد وهو توحيد الالهية ويقال له توحيد العبادة ويقال له التوحيد العملي ويقال له توحيد الطلبي ويقال له توحيد الارادة هذه كلها اسماء لمسمى واحد والمراد بتوحيد العبادة ان يفرد سبحانه وتعالى بالعبادة وان يخلص له وحده تبارك وتعالى الدين فلا يعبد الا الله ولا يدعى الا الله ولا يستغاث الا بالله ولا يتوكل الا على الله ولا يصرف شيء من العبادة الا له تبارك وتعالى. قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين. لا شريك له وبذلك امرت وانا اول المسلمين وتوحيد العبادة عرفه رحمه الله بان بانه الاعتراف بان الله ذو الالوهية والعبودية على خلقه اجمعين الاعتراف بان الله ذو الالوهية والعبودية على خلقه اجمعين وافراده وحده بالعبادة كلها اه هذا التعريف الذي ذكر رحمه الله جامع ونافع وقد جاء في اه في الاثر عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال فرظي الله عنه وارظاه قال الله الله ذو ذو الالوهية والعبودية على خلقه اجمعين. الله ذو الالوهية والعبودية على خلقه اجمعين فذكر رضي الله عنه ان آآ اسم الله ان اسمه تبارك وتعالى الله معناه ذو الالوهية والعبودية الالوهية اي وصف الله سبحانه وتعالى الكامل بان بان له نعوت الجلال والكمال والعظمة التي تفرد بها سبحانه وتعالى فاستحق بها ان يؤله وان يفرد بالعبادة وان يذل له ويخضع ذو العبودية هذا فعل العبد الذي يقتضيه هذا الاسم بان يفرد العبد ربه بذله وخضوعه عبادته كلها فلا يصرف شيئا منها الا لله سبحانه وتعالى قال رحمه الله وهذا الاخير الذي هو توحيد الالوهية يستلزم القسمين الاولين ويتضمنهما استلزم القسمين الاولين ويتضمنهما اي الربوبية الالوهية ولو قال رحمه الله وهذا الاخير يتضمن قسمين الاولين وهذا الاخير يتضمن القسمين الاولين اه لكان التعبير فيما يظهر ادق تضمن القسمين الاولين واما القسمان الاولان الربوية والالوهية والاسماء والصفات فانهما يستلزمان هذا القسم الربوبية والاسماء والصفات يستلزمان توحيد الالوهية. اما توحيد الالوهية فانه يتضمن يتضمن توحيد الربوبية وتوحيد الاسماء والصفات لان من عرف روبية الله وتفرده بها واسماه وصفاته وصفاته لزمه من ذلك ان يفرده بالعبادة. يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون. الذي جعلكم ارض فراشا والسماء بناء وانزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون فتوحيد الربوبية وتوحيد الاسماء والصفات يستلزم افراد الله بالعبادة. اما توحيد الالوهية فيتضمن بمعنى ان من افرد الله بالعبادة فافراده له بالعبادة فرع عن معرفته فرع عن معرفته بربه سبحانه وتعالى واسمائه وصفاته قال لان الالوهية التي هي صفة اه التي هي صفة تعم اوصاف الكمال وجميع اوصاف الربوية والعظمة الالوهية كما مر معنا في تعريف ابن عباس لاسم الله لاسمه سبحانه وتعالى الله قال ذو الالوهية والعبودية الالوهية اي اوصاف الكمال والعظمة والجلال التي استحق بها سبحانه وتعالى ان ان يؤله وان ان يفرد بالعبادة فهذا يوضح لنا ان الالوهية يتضمن ان الالوهية يتضمن اوصاف الربوبية والعظمة فانه المألوه المعبود لما له من اوصاف عظمة والجلال ولما اسداه الى خلقه من الفواضل والافضل فتوحده تعالى بصفات الكمال وتفرده بالربوبية يلزم منه انه يستحق العبادة انه لا يستحق العبادة احد سواه التوحيد مثل ما اشرت توحيد الربوبية والوهية توحيد الربوبية والاسماء والصفات يستلزم توحيد العبادة. اما توحيد العبادة فانه يتضمن توحيد الربوبية وتوحيد الاسماء والصفات. نعم قال والمقصود دعوة الرسل من اولهم الى اخرهم الدعوة الى هذا التوحيد. ومقصود دعوة الرسل من اولهم الى اخرهم الدعوة الى هذا التوحيد الذي هو افراد الله بالعبادة والايات في هذا المعنى كثيرة مثل قول الله سبحانه وتعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وقول الله سبحانه وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون قول الله سبحانه واسأل من ارسلنا من قبلك من رسلنا اجعلنا من دون الرحمن الهة يعبدون وقول الله سبحانه وتعالى واذكر اخ عاد اذ انذر قومه بالاحقاف وقد خلت النذر اي الرسل من بين يديه ومن خلفه الا تعبدوا الا الله. كلهم كلمة متفقة على هذا الاصل ودعوتهم واحدة بل ان هذا هو زبد الدعوة المرسلين وخلاصة رسالتهم وما بعث الله نبيا من الانبياء او رسولا من الرسل الا وكان اول ما يقرع سمع اقوامه من اعبدوا الله ما لكم من اله غيره نعم قال فذكر المصنف في هذه الترجمة من النصوص ما يدل على ان الله خلق الخلق لعبادته والاخلاص له وان ذلك حقه الواجب المفروض عليهم وجميع الكتب السماوية وجميع الرسل دعوا الى هذا التوحيد ونهوا عن ظده من الشرك والتنديد وخصوصا محمد صلى الله عليه وسلم. نعم المصنف شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ذكر بهذه الترجمة اه ايات عديدة هذه خلاصتها ما اشار اليه رحمه الله تعالى ان هذه النصوص فيها ما يدل على ان الله خلق الخلق لعبادته والاخلاص له وان ذلك حقه الواجب المفروض عليهم فجميع الكتب السماوية وجميع الرسل دعوا الى هذا التوحيد ونهوا عن ضده فذكر في هذه الترجمة ايات هذا حاصلها نعم وهذا القرآن الكريم فانه امر به وفرضه وقرره اعظم تقرير وبينه اعظم بيان واخبر انه لا نجاة ولا فلاح ولا سعادة الا بهذا التوحيد وان جميع الادلة العقلية والنقلية والافقية والنفسية ادلة وبراهين على الامر بهذا التوحيد ووجوبه التوحيد هو حق الله الواجب على العبيد وهو اعظم اوامر الدين واصل الاصول كلها واساس الاعمال. نعم آآ يبين رحمه الله تعالى ان اه هذا التوحيد هذا التوحيد الذي هو افراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة اه اخلاص الدين له قد كرره الله عز وجل في القرآن الكريم بينه اعظم بيان واخبر في اية كثيرة انه لا نجاة العباد ولا فلاح ولا سعادة لهم في دنياهم واخراهم الا بهذا التوحيد واشار رحمه الله الى ان ان في القرآن من تقرير التوحيد وبيان براهينه آآ وذكر دلائله وشواهده الشيء الكثير فذكر سبحانه وتعالى الادلة العقلية والافقية والنفسية ونوع في البراهين والدلائل التي تقرر هذا التوحيد وتبين فظله ومكانته وعظيم منزلته ووجوب وتبين وجوبه وانه اهم الواجبات واعظم الفرائض على الاطلاق قال فالتوحيد هو حق الله الواجب على العبيد حق الله الواجب على العبيد بل لاجله خلقهم قال عليه الصلاة والسلام في الحديث لمعاذ اتدري ما حق الله على العباد وما حق العباد على الله؟ قلت الله ورسوله اعلم. قال حق الله على العبادة ان يعبدوه. ولا يشركوا به شيئا. هذا حق الله على على العبيد ان يفردوه بالعبادة وان يخلصوا الدين له وهو انما خلقهم لذلك. كما قال سبحانه وتعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون اي الا ليفردون العبادة قال وهو اعظم اوامر الدين وهو اعظم اوامر الدين ولهذا فالايات التي تذكر فيها الاوامر يبدأ بالتوحيد قبل غيره مثل اه قول الله سبحانه وتعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار للجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت ايمانكم هذه كلها حقوق كلها حقوق يأمر عباده بها لكن بدأها باعظم الحقوق واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا مثلها في سورة الاسراء قال تبارك وتعالى وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا ثم ذكر بعد ذلك حقوق كثيرة مثل واتي ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ثم بعدها قال ولا تقربوا الزنا ثم قال ولا تقتلوا النفس ثم قال ولا تقرب ما لاء اليتيم ذكر حقوق كثيرة لكن بدأها سبحانه وتعالى باعظم الحقوق واجلها على الاطلاق هو احق الله على العباد ان يفردوا سبحانه وتعالى بالعبادة وان يخلصوا الدين له قال وهو اصل الاصول كلها اصول الايمان كلها راجعة الى هذا الاصل وتبع له اقرأ اه ما يوضح ذلك مثل قول الله سبحانه وتعالى آآ امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله هذا اصل الاصول بقية الاصول تبع له كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله انظر كلها عائدة الى هذا الاصل فاصول الايمان راجعة الى اصل الاصول الذي هو الايمان بالله سبحانه وتعالى وهو المقصود وبقية الاصول تبع لهذا الاصل العظيم الذي هو اصل اصول الايمان واساس الاعمال واساس الاعمال بمعنى ان الاعمال لا تقوم الا عليه فهذا التوحيد للاعمال الاصول للاشجار كما ان الاشجار لا تقوم الا على اصولها فكذلك الاعمال والدين عموما لا يقوم الا على اصوله. واعظم اصوله توحيد الله تبارك وتعالى قال الله عز وجل الم تر كيف ظرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي اكلها كل حين باذن ربها. ويضرب الله الامثال للناس لعلهم يتذكرون نسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يهدينا اليه صراطا مستقيما. اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات. والمؤمنين والمؤمنات الاحياء اي منهم والاموات. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك. ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه الله خيرا