الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد اللهم انا نسألك علما نافعا وعملا صالحا وان تفتح علينا وترحمنا اللهم اغفر لشيخنا ولنا وللمسلمين قال العلامة السعدي رحمه الله تعالى في كتابه القول السديد في مقاصد التوحيد في باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب لما ذكر في الترجمة السابقة وجوب التوحيد وانه الفرض الاعظم على جميع العبيد ذكر هنا فظله وهو اثاره الحميدة ونتائجه الجميلة وليس شيء من الاشياء له من الاثار الحسنة والفضائل المتنوعة مثل التوحيد فان خير الدنيا والاخرة من ثمرات هذا التوحيد وفضائله فقول المؤلف رحمه الله وما يكفر من الذنوب من باب عطف الخاص على العام فان مغفرة الذنوب وتكفير الذنوب من بعض فضائله واثاره كما ذكر شواهد ذلك في ترجمة ومن فضائله الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذا باب عظيم في بيان فضائل التوحيد وثماره واثاره وعوائده العظيمة المباركة على عبدي على عبد الله المؤمن في دنياه واخراه والتوحيد فظائله لا حصر لها فهي كثيرة جدا وفي هذا الباب تعداد لبيان شيء من فضائل التوحيد الدالة على عظيم مكانته ورفيع منزلته وكثرة خيراته وبركاته على اهله في دنياهم واخراهم قال باب فضل التوحيد فظل مفرد مضاف والقاعدة في مثل هذا انه يفيد العموم فالمراد بفظل التوحيد اي فظائل التوحيد وما يكفر من الذنوب هذا من باب عطف الخاص على العام لان تكفير التوحيد للذنوب هذا شيء من فضائله هذا شيء من فضائله العظيمة واثاره المباركة نعم قال رحمه الله ومن فضائله انه السبب الاعظم لتفريج كربات الدنيا والاخرة ودفع عقوباتهما. هذه فضيلة عظيمة من فظائل التوحيد يشير اليها رحمه الله تعالى ان التوحيد السبب الاعظم لتفريج كربات الدنيا والاخرة ودفع عقوباتهما فالتوحيد نجاة لصاحبه في دنياه واخراه وفرج له في كرباته كلها لا نجاة اصلا للعبد في دنياه واخراه الا بالتوحيد لا نجاة له الا بالتوحيد فالتوحيد مفزع المؤمن ونجاته من الكرب كرب الدنيا والاخرة تأمل الكربة الشديدة التي اصابت نبي الله يونس عليه الصلاة والسلام كيف كان الملجأ فيها منه عليه السلام الى التوحيد لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين ومن يتأمل ادعية الكرب المأثورة في السنة عن نبينا صلى الله عليه وسلم يجدها كلها بدون استثناء قائمة على التوحيد ومرتكزة عليه كان عليه الصلاة والسلام يقول في الكرب لا اله الا الله العظيم لا اله الا الله الحليم لا اله الا الله رب السماوات ورب الارض ورب العرش الكريم هذا كله توحيد يقوله عليه الصلاة والسلام في الكرب فالتوحيد مفزع المسلم في كرباته وشدائده وهو نجاته من اهوال الدنيا وكربها واهوال الاخرة وكربها فلا نجاة الا به. نعم ومن اجل فوائده انه يمنع الخلود في النار اذا كان في القلب منه ادنى مثقال حبة خردل وانه اذا كمل في القلب يمنع دخول النار بالكلية نعم هذا من فضائل من فضائل التوحيد الا العظيمة انه اذا كمل منع من دخول النار اذا كمل منع صاحبه من دخول النار وسيأتي معنا قريبا باب من حقق التوحيد اي تممه وكمله دخل الجنة بغير حساب ولا عذاب فاذا كمل التوحيد وحقق فانه يمنع صاحبه من دخول النار واما اذا كان آآ توحيد المرء ناقصا نقصا لا يخرج به المرء من الملة وانما يضعف به ايمانه فانه قد يكون عرظة لدخول النار لكنه لا يخلد لا يخلد فيها ولهذا فان اه التوحيد يمنع من الخلود في النار ويمنع من دخولها هاتان حالتان يمنع من الخلود في النار ويمنع من دخولها فان كان مكملا متمما منع من الدخول اصلا واذا كان ضعيفا فانه يمنع من الخلود اذا كانت مع العبد ذنوب اوبقته واهلكته ودخل بسببها النار فانه لا يخلد فيها وانما الذي يخلد في النار المشرك الناقظ للتوحيد كما قال الله سبحانه وتعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء نعم ومنها انه يحصل لصاحبه الهدى الكامل والامن التام في الدنيا والاخرة. هذه ايضا من فضائل التوحيد العظيمة قد دل عليها قول الله سبحانه وتعالى الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون. فهذه فضيلة عظيمة من من فضائل التوحيد انه يحصل لصاحبه الهدى الكامل والامن التام في الدنيا والاخرة كما قال الله عز وجل لهما اولئك لهم الامن وهم مهتدون نعم ومنها انه السبب الوحيد لنيل رضا الله وثوابه وان اسعد الناس بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه. التوحيد السبب الوحيد لنيل رضى الله وثوابه ولهذا من لقي الله يوم القيامة بلا توحيد لا مطمع له اطلاقا في رضوان الله ورحمته وثوابه لان كفره وشركه اه بالله سبحانه وتعالى سبب حرمان وخسران فلا ينال شيئا من رحمة الله ولا مطمع له في نيل شيء من رضوان الله سبحانه وتعالى بل ليس له يوم القيامة الا النار مخلدا فيها ابد الاباد كما قال الله سبحانه وتعالى والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور قال رحمه الله تعالى وان اسعد الناس بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه ولا اله الا الله كما هو معلوم هي كلمة التوحيد والتوحيد هو مدلولها والتوحيد هو مدلولها فلا تنال الشفاعة الا لمن كان من اهل التوحيد ولا حظ في الشفاعة الا لمن كان من اهل التوحيد وقد جاء في الحديث ان ابا هريرة رضي الله عنه سأل النبي عليه الصلاة والسلام قال من اسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة وهذا فيه حرص الصحابة رضي الله عنهم على هذا الامر العظيم الشفاعة وشفاعة الشافعين ومن لهم شأن ومكانة وجاه عظيم عند رب العالمين فسأل عن سبيلها من اسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة قال عليه الصلاة والسلام اسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه خالصا من قلبه اي قال لا اله الا الله محققا ما دلت عليه من التوحيد والاخلاص وافراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة ولهذا فان كلمة لا اله الا الله هي كلمة التوحيد وهي كلمة الاخلاص وهي كلمة الشهادة فمن قال لا اله الا الله خالصا من قلبه كان من اهل الشفاعة ومن لم يكن من اهل التوحيد فهو ليس من اهل الرضا كما تقدم ومن كان ليس من اهل الرضا فلا حظ له في السعادة ولا سبيل له للين النجاة ولهذا قال الله سبحانه وتعالى ولا يشفعون الا لمن ارتضى ولعله لهذا السر ذكر الشيخ رحمه الله الرضا والشفاعة في موطن واحد لعله لهذا السر ذكر الشفاعة والرضا في موطن واحد لان الشفاعة لا تكون الا لاهل الرضا الذين يرظى الله سبحانه وتعالى عنهم. ليست لكل احد ولا يشفعون الا لمن ارتضى في الاية الاخرى قال وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا الا من بعد ان يأذن الله لمن يشاء ويرضى لابد من الرضا والله لا يرضى الا عن اهل التوحيد والله لا يرظى الا عن اهل التوحيد. فالشفاعة لها ارتباط بالرضا. واظح في الايات الكثيرة في كتاب الله وتعالى لابد ان يكون الله سبحانه وتعالى راضيا عن آآ المشفوع له كما انها ايضا لا تكون الا باذن من الله للشافع لا تكون الا باذن من الله للشافع فهذه امور اه امور لا تكون الشفاعة الا بها اذن من الله للشافع ورضا من الله عن المشفوع له ولا يرظى الله الا عن اهل التوحيد. هذه ثلاثة امور مترابطة متلازمة في باب الشفاعة لا لا تكون الا باذن من الله للشافع ورضا منه عن المشفوع له ولا يرظى سبحانه وتعالى الا عن اهل التوحيد نعم ومن اعظم فضائله ان جميع الاعمال والاقوال الظاهرة والباطنة متوقفة في قبولها وفي كمالها وفي ترتب الثواب عليها على التوحيد فكلما قوي التوحيد والاخلاص لله كملت هذه الامور وتمت. نعم هذه ايضا من فضائل التوحيد العظيمة ان جميع الاعمال والاقوال الظاهرة والباطنة متوقفة في قبولها على التوحيد بمعنى ان وجد التوحيد قبلت وان لم يوجد ردت وان كثرت وتعددت قال الله سبحانه وتعالى وما منعهم ان تقبل منهم نفقاتهم الا انهم كفروا بالله وبرسوله فعدم وجود التوحيد وانتفاؤه موجب لرد العمل وعدم قبوله ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لئن اشركت لاحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين. وقال الله سبحانه وتعالى ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله وهو في الاخرة من الخاسرين الاعمال بدون التوحيد حابطة وباطلة ومردودة على صاحبها وغير مقبولة منه فلا تكون مقبولة الا بالتوحيد فاذا التوحيد اساس تتوقف جميع الاعمال على تتوقف جميع الاعمال في قبولها على وجوده فاذا وجد قبلت واذا انت فردت وان كثرت وتنوعت وتعددت ثم كما اشار رحمه الله تعالى كلما قوي التوحيد والاخلاص لله كملت هذه الامور وتمت وهذا ايضا فيه ان آآ شأن التوحيد في قلوب اهله متفاوت ليسوا فيه على درجة واحدة بل هم متفاوتون قوة وضعفا زيادة ونقصا. نعم ومن فضائله انه يسهل على العبد فعل الخير وترك المنكرات ويسليه عن المصيبات فالمخلص لله في ايمانه وتوحيده تخف عليه الطاعات لما يرجو من ثواب ربه ورضوانه ويهون عليه ترك ما تهواه النفس من المعاصي لما يخشى من سخطه وعقابه. هذه ايضا فضيلة جليلة وعظيمة للتوحيد ان التوحيد يسهل على العبد فعل الخيرات وترك المنكرات ويصليه عن المصيبات هذه ثمرة من من ثمار التوحيد ولهذا كلما كان المرء كلما كان المرء آآ مجددا لهذا التوحيد في قلبه كلما كان لذلك الاثر العظيم على سلوكه واعماله والتوحيد يحتاج الى تجديد دائم ومستمر في القلب والذي يعينك على ذلك على تجديد التوحيد كثرة الذكر لله سبحانه وتعالى لان الاذكار المشروعة وخاصة الكلمات الاربع التي هي احب الكلام الى الله سبحانه وتعالى هذه كلها تجديد التوحيد والتعظيم والتسبيح لله سبحانه وتعالى وهذا مقام يحتاج الى الى تجديد مستمر الى تجديد مستمر لما قال رجل للنبي عليه الصلاة والسلام ان شعائر الاسلام ثقلت علي ثقلت عليه وطلب من النبي عليه الصلاة والسلام ان يدله على امر جامع فقال له عليه الصلاة والسلام لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله اخذ اهل العلم من هذا الحديث فائدة عظيمة ان ذكر الله يلين الطاعة ويسهلها يعين العبد على الفكاك من الذنوب والخلاص منها ولهذا والسر في هذا ان الاذكار فيها تجديد للايمان وتجديد للتوحيد ليست كلاما مجردا او قولا مجردا يردد بلا معنى ولا مقصد بل الاذكار الشرعية تجدد الايمان وتجدد التوحيد في قلب المؤمن فمن ثمار التوحيد العظيمة انه يسهل على العبد فعل الخير وترك المنكرات ويسليه عن المصيبات قال فالمخلص لله في ايمانه وتوحيده تخف عليه الطاعات لما يرجو من من ثواب ربه ورضوانه ويهون عليه ترك ما تهوى النفس من المعاصي لما يخشى من سخطه وعقابه فيكون توحيده سائقا له وقائدا الخيرات والفضائل وموجبات آآ الرفعة ونيل الرضوان نعم ومنها ان التوحيد اذا كمل في القلب حبب الله لصاحبه الايمان وزينه في قلبه. وكره اليه الكفر والفسوق والعصيان وجعله من الراشدين نعم هذه هذه الفائدة ايضا فائدة عظيمة وثمرة جليلة من ثمار التوحيد ان التوحيد اذا كمل في القلب حبب الله لصاحبه الايمان وزينه في قلبه وكره اليه الكفر والفسوق والعصيان وجعله من الراشدين وقد استمعنا اليوم في صلاة الفجر الى قول الله سبحانه وتعالى ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان اولئك هم الراشدون فظلا من الله ونعمة والله عليم حكيم وبهذا يعلم ان اهل التوحيد بما اكرمهم الله سبحانه وتعالى به من توحيد واخلاص لله يغدق الله عليهم من انواع فضائله وصنوف مننه كراماته وعطاياه فيشرح صدورهم وييسر امورهم ويفرج كرباتهم ويقضي حاجاتهم ويزين سبحانه وتعالى قلوبهم بالايمان وظيائه ونوره. ويكره الى قلوبهم الكفر والفسوق والعصيان ومن كانوا بهذه الصفة هم الراشدون والرشاد يرادوا به العلم بالحق والعمل به الرشاد يراد به العلم بالحق والعمل به واذا قرن بالرشاد الهدى فيراد الرشاد العمل بالحق ويراد بالهدى العلم بالحق نعم ومنها انه يخفف على العبد المكاره ويهون عليه الالام فبحسب تكميل العبد للتوحيد والايمان يتلقى المكاره والالام بقلب منشرح ونفس مطمئنة وتسليم ورضا باقدام الله المؤلمة. هذه اه ميزة عظيمة وهي في الوقت نفسه ثمرة جليلة من ثمار التوحيد انه يخفف على العبد المكاره ويهون عليه الالام ويسليه في المصائب وبعض المصائب شديدة اه تتفطر منها القلوب تشتد على ان النفوس لكن اذا كان المرء موحدا هداه الله سبحانه وتعالى بتوحيده وايمانه هداه الله سبحانه وتعالى بتوحيده وايمانه ان الذين امنوا وعملوا قال الله سبحانه وتعالى يهديهم بايمانهم. يهديهم بايمانهم فالايمان والتوحيد له هدايات هدايات عظيمة ينالها المؤمن اه ومن يؤمن بالله يهدي قلبه ومن يؤمن بالله يهدي قلبه ما اصاب من مصيبة الا باذن الله ومن يؤمن بالله يهدي قلبه قال اه علقمة النخعي هو المؤمن تصيبه المصيبة في علم انها من عند الله فيرضى ويسلم فهذه ثمرة من ثمار التوحيد الايمان آآ انه آآ اه هاد للعبد هدايات عظيمة يسلو فيها في شدائده وكرباته ومصائبه بما اتاه الله سبحانه وتعالى من توحيد وايمان واخلاص لله سبحانه وتعالى. نعم ومن اعظم فضائله انه يحرر العبد من رق المخلوقين والتألق بهم وخوفهم ورجائهم والعمل لاجلهم وهذا هو العز الحقيقي وشرف العالي ويكون مع ذلك متألها متعبدا لله لا يرجو سواه ولا يخشى الا اياه ولا ينيب الا اليه. وبذلك يتم فلاحه ويتحقق نجاحه. التوحيد من ثماره العظيمة انه عز حقيقي للمرء وشرف عال له في آآ في دنياه واخراه وراحة للقلب وطمأنينة للنفس فهذه من ثمار التوحيد العظيمة بخلاف المشرك فان قلبه مشتت وفؤاده ممزق تعلقاته مضطربة في شدائده وكرباته وتأمل هذا فيما قاله آآ يوسف عليه السلام لصاحبي السجن يا صاحبي السجن اأرباب متفرقون خير ام الله الواحد القهار تنظر الفرق بين الموحد والمتشتت الموحد لا لجوءه اه خضوعه وذله للواحد القهار سبحانه وتعالى الذي بيده آآ ازمة الامور وبيده تفريج الكربات وتيسير الامور امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض االه مع الله المتشتت هو المشرك. ارباب متفرقون ارباب متفرق وكلها لا تغني شيئا لا تملك لنفسها دفعا ولا نفعا ولا عطاء ولا منعا ولا حياة ولا موتا ولا نشورا فضل فضلا من ان تملك شيئا من ذلك لداعيها والملتجئ اليها فهذا تشتت وتمزق وتفرق وضياع فالحاصل ان اه التوحيد فيه العز الحقيقي والشرف العالي والراحة التامة في آآ الدنيا والاخرة ولهذا الموحد فقط هو الذي يكون مرتاح القلب الموحد فقط هو الذي يكون مرتاح القلب مطمئن النفس في كل احواله في شدته ورخائه في عسره ويسره في صحته ومرضه في غناه وفقره في احواله وقد قال عليه الصلاة والسلام في بيان هذا الامر عجبا لامر المؤمن ان امره كله خير ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له ولا يكون ذلك الا للمؤمن نعم ومن فضائله التي لا يلحقه فيها شيء ان التوحيد اذا تم وكمل في القلب وتحقق تحققا كاملا بالاخلاص التام فانه يصير القليل من عمله كثيرا وتضاعف اعماله واقواله بغير حصر ولا حساب ورجحت كلمة الاخلاص في ميزان العبد بحيث لا تقابلها السماوات والارض وعمارها من جميع خلق الله كما في حديث ابي سعيد المذكور في الترجمة وفي حديث البطاقة التي فيها لا اله الا الله التي وزنت تسعة وتسعين سجلا من الذنوب. كل سجل يبلغ مد البصر وذلك لكمال اخلاص قائلها. وكم ممن يقولها ولا تبلغوا هذا المبلغ لانه لم يكن في قلبه من التوحيد والاخلاص الكامل مثل ولا قريبا مما قام بقلب هذا العبد نعم آآ هذه ايظا آآ فظيلة اه عظيمة من اه من فضائل اه التوحيد الجليلة وثماره العظيمة ان التوحيد اذا تم وكمل في القلب وتحقق تحققا كاملا بالاخلاص التام فانه يصير القليل من عمله كثيرا وتضاعف اعماله واقواله بغير حصر ولا ولا حساب وهذا هذه بركة هذه بركة عظيمة واسعة بل هي اعظم البركات واجلها جعلها الله سبحانه وتعالى في التوحيد التوحيد بركته عظيمة جدا على صاحبه في دنياه واخراه فمن البركة التي جعلها الله سبحانه وتعالى في التوحيد من البركة التي جعلها الله في التوحيد اذا تم في القلب وكمل ان الله عز وجل يضاعف به الاجر والثواب على العمل القليل مضاعفة لا لا يقدر قدرها ولا تعرف سعتها وفضل الله سبحانه وتعالى واسع جل جل في علاه وتكفر الذنوب تكفيرا عظيما جدا وهذا فيه احاديث منها اه حديث انس وفيه وهو حديث قدسي عن النبي صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى قال يا ابن ادم لو اتيتني بقراب الارض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لاتيتك بقرابها مغفرة. انظر هذا الغفران للموحد انظر هذا الغفران الموحد المخلص الذي عمر قلبه آآ التوحيد والاخلاص لله سبحانه وتعالى وفي الحديث الذي اشار اليه الا المصنف رحمه الله تعالى ان موسى سأل الله سبحانه وتعالى اه ان يخصه بشيء فقال له يا موسى قل لا اله الا الله قال يا رب كل عبادك يقول لا اله الا الله قال الله عز وجل لو ان السماوات السبع والاراظون السبع جعلنا في كفة ولا اله الا الله في كفة لمالت بهن لا اله الا الله تنظر يعني هذا الثقل العظيم التي للا اله الا الله في الميزان اذا كانت من قلب مخلص عمر آآ التوحيد الذي هو مدلول هذه الكلمة العظيمة وهذا يفسر لك اه النجاة العظيمة التي نالها صاحب البطاقة مع انا عرفنا قبل قليل ان عددا من اهل لا اله الا الله يدخلون النار بسبب الذنوب بسبب اه الذنوب والمعاصي يدخلون لكنهم لا يخلدون فيها وانما يخلد فيها المشرك الكافر بالله سبحانه وتعالى لكن انظر البركة العظيمة في لا اله الا الله في ذلك الرجل الذي يعرف بصاحب البطاقة في الحديث المشهور بحديث البطاقة حديث عبدالله بن عمرو بن العاص ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يصاح برجل من امتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة وينشر له تسعة وتسعون سجلا كل سجل مد البصر هذه كلها ذنوب نسأل الله العافية والسلامة فيقال اتنكر من ذلك شيء؟ فيقول لا يا رب ثم يخرج له بطاقة فيها لا اله الا الله قال فيقول الرجل وما هذه البطاقة مع هذه السجلات فيقال انك لا تظلم فتوضع السجلات في كفة ولا اله الا الله في كفة قال عليه الصلاة والسلام فمالت او ثقلت بهن لا اله الا الله فلها ثقل عظيم في الميزان والثقل الذي للا اله الا الله بحسب ما قام في القلب بحسب ما قال ما قام في قلب قائلها من التوحيد ولهذا الشيخ رحمة الله عليه يقول ان التوحيد اذا تم وكمل في القلب وتحقق وتحقق تحققا كاملا بالاخلاص التام فانه يصير القليل من عمله كثيرا وتضاعف اعماله واقواله بغير حصر ولا حساب ورجحت كلمة الاخلاص في ميزان العبد بحيث لا تقابلها اه السماوات السبع وعمارها من جميع خلق الله سبحانه وتعالى كما في حديث ابي سعيد المذكور في الترجمة اه في القصة التي اشرت اليها في خطاب موسى عليه السلام لله جل وعلا ان يخصه بشيء قال وفي حديث البطاقة التي فيها لا اله الا الله التي وزنت تسعة وتسعين سجلا من الذنوب كل سجل يبلغ مد البصر قال وذلك لكمال اخلاص قائلهم لما قالها عن اخلاص نفعت هذا الا النفع انظر هذا التنبيه المهم يقول رحمه الله وكم ممن يقولها ولا تبلغ هذا المبلغ وكم ممن يقولها ولا تبلغ هذا المبلغ لانه لم يكن في قلبه من التوحيد والاخلاص الكامل مثل ولا قريب مما قام بقلب هذا العبد اي صاحب البطاقة. نعم ومن فضائل التوحيد ان الله تكفل لاهله بالفتح والنصر في الدنيا والعز والشرف وحصول الهداية والتيسير لليسرى واصلاح الاحوال والتسديد في الاقوال والافعال. وهذه ايضا من اه فضائل التوحيد وثماره العظيمة ان الله فلا لاهل ذي الفتح والنصر في الدنيا والعز والشرف وحصول الهداية والتيسير لليسرى واصلاح الاحوال والتسديد في الاقوال والافعال فهذه آآ من ثمار التوحيد اه قال الله سبحانه وتعالى وعد وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا. اي هذا كله بالتوحيد هذه الثمار والاثار كلها بسبب اه التوحيد يعبدونني لا يشركون بي شيئا هذا هو التوحيد فالتوحيد فيها التمكين وفيه الامن وفيه العز آآ الرفعة والفلاح في الدنيا والاخرة نعم ومنها ان الله يدافع عن الموحدين اهل الايمان شرور الدنيا والاخرة ويمن عليهم بالحياة الطيبة والطمأنينة اليه والطمأنينة بذكره وشواهد هذه الجمل في الكتاب والسنة كثيرة معروفة والله اعلم. من ثمار التوحيد العظيمة ان الله يدافع عن الموحدين اهل الايمان سرور الدنيا والاخرة تكفل سبحانه وتعالى بالدفاع عنهم قال الله سبحانه وتعالى ان الله يدافع عن الذين امنوا وقال جل وعلا انا لننصر رسلنا والذين امنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد وقال جل وعلا وكذلك ننجي المؤمنين والايات في هذا المعنى كثيرة جدا فالله عز وجل تكفل بالدفاع عن عبده المؤمن ومن يتوكل على الله فهو حسبه. اليس الله بكاف عبده فتكفل الله سبحانه وتعالى بذلك وايضا من الثمار ان الله يمن عليهم اي اهل التوحيد بالحياة الطيبة والطمأنينة اليه والطمأنينة بذكره. مثل ما قال الله سبحانه وتعالى من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرا باحسن ما كانوا يعملون وقال جل وعلا الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب الحاصل ان هذه آآ فضائل عظيمة جدا وثمار اه مباركة آآ للتوحيد عددها رحمه الله بهذه الطريقة النافعة اه التي اه تعين العبد على العناية بالتوحيد لان معرفة هذه الفضائل واعادة النظر فيها والتأمل يزيد من عناية المرء بتوحيده واهتمامه به حتى ينال هذه الخيرات البركات والثمار والاثار العظيمة التي اه جعلها الله سبحانه وتعالى لاهل التوحيد نسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا وبانه الله الذي لا اله الا هو ان يوفقنا اجمعين لكل خير وان يشرح صدورنا للخير وان ييسر امورنا وان يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته وان يوفقنا اجمعين لتحقيق التوحيد وتكميله وان يعيذنا من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا. اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا ابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا. وانصرنا على من عادانا ولا لا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خير