الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه وبعد اللهم انا نسألك علما نافعا وعملا صالحا وان تفتح علينا وترحمنا اللهم اغفر لشيخنا ولنا وللمسلمين قال العلامة السعدي رحمه الله تعالى في كتابه القول السديد في مقاصد التوحيد في باب من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب قال وهذا الباب تكميل للباب الذي قبله وتابع له فان تحقيق التوحيد تهذيبه وتصفيته من الشرك الاكبر والاصغر ومن البدع القولية الاعتقادية والبدع الفعلية العملية ومن المعاصي وذلك بكمال الاخلاص لله في الاقوال والافعال والارادات وبالسلامة من الشرك الاكبر المناقض لاصل التوحيد. ومن الشرك الاصغر المنافي لكماله وبالسلامة من البدع والمعاصي التي تكدر التوحيد وتمنع كماله وتعوقه عن حصول اثاره الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذا باب عظيم للغاية باب من حقق التوحيد دخل الجنة بلا حساب ولا عذاب وهذا الدخول للجنة بلا حساب ولا عذاب مطلب من اجل المطالب واعظمها ومبتغى من اجل المبتغيات وارفعها وكل مسلم يرجو ذلك لنفسه ويطمع ان يكون من الداخلين الجنة بلا حساب ولا عذاب. نسأل الله الكريم من فضله وهذا المطلب الجليل لابد من اجل نيله وتحصيله من ان يحقق التوحيد باب من حقق التوحيد دخل الجنة بدون حساب ولا عذاب وتحقيق التوحيد يكون بتصفيته وتنقيته من شوائب الشرك والبدع والمعاصي وهذه الثلاث تسمى معوقات تعوق عن هذا التحقيق لابد من تخطيها وتجاوزها ليسلم للمرء توحيده وليتم دينه وليكون باذن الله سبحانه وتعالى يوم القيامة من الداخلين الجنة بدون حساب ولا عذاب لابد من تخطي هذه المعوقات الثلاث الشرك والبدع والمعاصي اما الشرك فتخطي هذا العائق باخلاص التوحيد لله سبحانه وتعالى وان يفرج جل وعلا بالعبادة وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين وعائق البدعة يكون او تكون السلامة من هذا العائق بتجريد المتابعة للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام وبترسم خطاه وسلوك نهجه القويم وحسن التأسي به لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا وعائق المعاصي تكون السلامة منه بمجاهدة النفس على عدم الوقوع فيها او بمجاهدتها على سرعة التوبة منها اذا بلئ اذا بلي العبد بشيء من المعاصي فيسارع الى التوبة النصوح ويحذر اشد الحذر من ان ان يصر على المعصية وان يبقى مداوما عليها الى ان تقبض روحه وهو على هذه الحال مصرا على المعصية فيلقى الله بها مصرا عليها فاذا هذه الامور الثلاث هي معوقات تعوق العبد عن تحقيق التوحيد الذي هو تتميمه وتكميله فاذا تحققت له السلامة منها فاز بهذا الفوز المبين والثواب العظيم الا وهو الدخول للجنة بلا حساب ولا عذاب والخص ما سبق عائق الشرك السلامة منه باخلاص الدين لله وعائق البدعة السلامة منه بتجريد المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وعائق المعاصي السلامة منه مجاهدة النفس على البعد عن الذنوب وبالتوبة آآ النصوح من الذنوب اذا وقع العبد في شيء منها فاذا كان العبد على هذه الصفة وداوم على هذه الحال نسأل الله التوفيق لنا اجمعين اذا داوم على هذه الحال لقي الله عز وجل بتوحيد مصفى وهذا التوحيد المصفى هو هو التحقيق المطلوب التوحيد وهو الذي ينال به آآ ينال به هذا الدخول للجنة بدون حساب ولا عذاب اشار السارح رحمه الله تعالى الى ان هذا الباب باب من حقق التوحيد دخل الجنة بلا حساب ولا عذاب متمم للباب الذي قبله ومكمل له والباب الذي قبله كما علمنا بفظائل التوحيد وما يكفر من الذنوب ومر سرد نافع ومفيد للغاية لفضائل التوحيد فيأتي هذا الباب متمم للذي قبله ببيان هذه الفظيلة العظيمة للتوحيد جليلة القدر وهي ان من حقق التوحيد دخل الجنة بلا حساب ولا عذاب دخل الجنة بلا حساب ولا عذاب فهذه من فضائل التوحيد من فضائل التوحيد ولهذا قال السارح هنا عن هذا الباب انه مكمل للذي قبله وتابع له لانه مشتمل على هذه الفظيلة العظيمة من فظائل التوحيد قال رحمه الله تحقيق التوحيد تهذيبه وتصفيته من الشرك الاكبر والاصغر ومن البدع القولية والاعتقاد الاعتقادية من البدع القولية والاعتقادية والبدع ومن البدع القولية الاعتقادية والبدع الفعلية العملية ومن المعاصي اذا هذه ثلاث امور هذه ثلاث امور ابن القيم رحمه الله تعالى ذكر هذه الثلاث في فصل نافع جدا آآ في كتابه الفوائد سماها المعوقات. سماها المعوقات ويعني بالمعوقات اي المعوقات مثل العبد عن تحصيل النجاة المعوقات للعبد عن تحصيل النجاة والسلامة يوم القيامة يوم يلقى الله سبحانه وتعالى تحقيق التوحيد يكون بتهذيب التوحيد وتنقيته تصفيته من اه هذه الشوائب الثلاثة الاول من هذه الشوائب الشرك بنوعيه الاكبر والاصغر والشرك كما سيأتي ينقسم آآ الى قسمين اكبر هو اصغر والاكبر هو ما كان من تسوية لغير الله بالله في شيء من حقوق الله او خصائصه سبحانه وتعالى هذا هو الشرك الاكبر الشرك الاكبر هو التسوية تسوية غير الله بالله في شيء من حقوق الله او خصائصه جل في علاه ولهذا اذا دخل الكفار المشركون النار يوم القيامة يندمون ندامة عظيمة لا تفيدهم. وهم في النار يقولون تالله ان كنا لفي ضلال مبين اذ نعم نسويكم برب العالمين اذ نسويكم برب العالمين فهذا هو الشرك الشرك هو تسوية غير الله بالله سبحانه في شيء من حقوق الله او خصائصه جل في علاه والشرك الاصغر ما اطلق عليه في النصوص بانه شرك ولا يبلغ هذا الحد. حد الشرك الاكبر. والشرك الاكبر ناقل من الملة محبط لا العمل ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لئن اشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين يجتهد العبد غاية الاجتهاد على السلامة من الشرك بنوعيه ومن الشرك ما هو خفي خفاء عظيما حتى ان النبي عليه الصلاة والسلام ذكر من خفائه انه اخفى من دبيب النمل اخفى من دبيب النمل ارأيتم الشخص الجالس اذا مرت النملة او الثنتين او الثلاثة او الجماعة من النمل من جنبه وهو جالس ايشعر بدبيب هذا النمل؟ قال اخفى منه اخفى من دبيب النمل وارشد عليه الصلاة والسلام الناصح لامته ارشد الى دعوة عظيمة جدا احفظوها وحافظوا عليها ارشد عليه الصلاة والسلام الى دعوة عظيمة واخبر ان من عني بهذه الدعوة سلم من الشرك باذن الله سبحانه وتعالى لحسن التجاءه الى الله وطلب العود منه جل في علاه وهذه الدعوة ان تقول اللهم اني اعوذ بك ان اشرك بك وانا اعلم. واستغفرك لما لا اعلم استغفرك لما لا اعلم يدخل تحته هذا الخفي الذي يتسلل الى القلوب والى اه النفوس من حيث لا يشعر العبد واذا نفسه قد دخل فيها شيء من من هذا الشرك فيبقى هذا الدعاء على لسان المرء يعتني به دائما اللهم اني اعوذ بك ان اشرك بك وانا اعلم واستغفرك لما لا اعلم ثم ذكر رحمه الله تعالى العائق الثاني وهو عائق البدع والبدع اشار رحمه الله الى انها على قسمين ايضا بدع اعتقادية وبدع عملية بدع اعتقادية تتعلق بالاعتقاد واصل اه الديانة وبدع تتعلق العمل ويمكن ايضا ان يقال ان البدع تنقسم الى مكفرة وغير مكفرة فيجتهد العبد في البعد من البدع كلها ما كان منها متعلقا بالاعتقاد او ما كان منها متعلقا العمل والبدع ايا كانت مردودة على العامل غير مقبولة منه كما قال عليه الصلاة والسلام من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد اي مردود على صاحبه غير مقبول منه وقال في الحديث الاخر وكل بدعة ضلالة فالبدع كلها ظلال كلها مردودة على المرء وغير مقبولة منه وليس الامر مقتصرا على رد العمل بل انه يأثم بالبدع ويعرض نفسه ويعرض نفسه للعقوبة يعرض نفسه لعقوبة الله سبحانه وتعالى فالله لا يعبد الا بما شرع لا بالاهواء والضلالات والبدع ثم ذكر رحمه الله تعالى الامر الثالث او المعوق الثالث قال ومن المعاصي ومن المعاصي المعاصي كثيرة وعديدة ومتنوعة فيجتهد العبد اه بان فيعنى العبد بمجاهدة نفسه على البعد عن المعاصي على البعد عن المعاصي وعدم الوقوع فيها واذا بولي بشيء منها بادر الى التوبة النصوح ويحرص اشد الحرص على الا يصر على المعصية. الاصرار على المعصية امر خطير جدا وافة عظيمة فيجتهد على الا يكون كذلك الا يكون مصرا على المعصية بل يبقى دائما في جهاد مع النفس على السلامة من المعاصي والذنوب. والله تبارك وتعالى يقول والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين قال وذلك بكمال الاخلاص لله سبحانه وتعالى في الاقوال والافعال والايرادات وبالسلامة من الشرك الاكبر المناقض لاصل التوحيد ومن الشرك الاصغر المنافي لكماله هذا يتعلق بالمعوق الاول اعاد رحمه الله تعالى البيان بعبارة اخرى وهذا التنويع في البيان اهتماما بالموضوع تأكيدا على عظيم اهميته وحاجة العبد لهذه السلامة ففيما يتعلق بالامر الاول قال وذلك بكمال الاخلاص لله في الاقوال والافعال والايرادات وبالسلامة من الشرك الاكبر المناقض لاصل التوحيد ومن الشرك من الشرك الاكبر المناقض لاصل التوحيد ومن الشرك الاصغر المنافي لكماله وهنا ايضا ينبغي ان يعرف في فيما يتعلق بالكمال ان الكمال كما ان كمال مستحب وكمال واجب والمعني هنا الكمال الواجب الكمال الواجب لان فالكمال المستحب لا يتعلق فيه ثواب لا لا يتعلق فيه عقاب فان وجد وجد الثواب عليه وان لم يوجد لم يوجد العقاب لكن الكمال الواجب ان لم يوجد عوقب العبد ان لم يوجد عوقب العبد على التفريط فيه قال وبالسلامة من البدع والمعاصي وبالسلامة من البدع والمعاصي التي تكدر التوحيد وتمنع كماله وتعوقه عن حصول اثارهم وانظر الى العبارة التي هنا تذكرك عبارة ابن القيم ابن القيم سماها معوقات والشيخ يقول هنا تعوقه فهذه كلها هذه الثلاث كلها معوقات اه وبعضها اشد من بعض تعوق العبد عن الظفر بهذا الثواب العظيم الذي هو دخول الجنة بلا حساب ولا عذاب نعم قال فمن حقق توحيده بان امتلأ قلبه من الايمان والتوحيد والاخلاص وصدقته الاعمال بان انقادت لاوامر الله طائعة منيبة مخبتة الى الله ولم يجرح ذلك بالاصرار على شيء من المعاصي فهذا الذي يدخل الجنة بغير حساب ويكون من السابقين الى دخولها والى تبوء المنازل منها. هذا الان ايضا تنويع ثالث في العبارة بالتأكيد على المعنى السابق الذي قرره اهتماما بهذا المقام العظيم والمطلب الجليل فيقول رحمه الله فمن حقق توحيده ثم اعاد ما سبق باسلوب اخر قال فمن حقق توحيده بان امتلأ قلبه من الايمان والتوحيد والاخلاص بان امتلأ قلبه من من الايمان والتوحيد والاخلاص وهذا الامتلاء امتلاء القلب بالايمان التوحيد والاخلاص امر عظيم جدا ولا ينال اه من فراغ وانما ينال من مجاهدة مجاهدة للنفس حتى يعمر هذا القلب بالتوحيد ولهذا القلب القلب الذي فيه الايمان والتوحيد. تأتيه في هذه الحياة اشياء كثيرة تظعف هذا الايمان تظعف هذا الايمان وتظعف بهجته ووظياءه وجماله في قلب العبد فيحتاج العبد دائما وباستمرار الى ان يجدد هذا التوحيد الذي في قلبه وبين اه التوحيد والثوب الابيظ الجميل الذي يلبسه المرء وجه شبه من جهة ان الثوب الابيظ اذا اذا لم يتعهده صاحبه ان ان النظافة والعناية والا فانه يخلق و يصبح حتى آآ غير صالح لان يستعمل والى هذا المعنى الذي اشير اليه يقول عليه الصلاة والسلام كما في الحديث الصحيح ان الايمان ليخلق في جوف احدكم كما يخلق الثوب ان الايمان ليخلق في جوف احدكم كما يخلق الثوب. فاسألوا الله ان يجدد الايمان في قلوبكم فاسألوا الله ان يجدد الايمان في قلوبكم. اذا الايمان يحتاج الى دائما اه تجديد وتجديد الايمان وتجديد التوحيد في القلب يكون بالدعاء مثل ما ارشدنا عليه الصلاة والسلام اسألوا الله ان يجدد الامام في قلوبكم والدعوات في هذا الباب كثيرة الدعوات في هذا الباب كثيرة دعاء الله عز وجل بالهداية تزكية القلب ثبات القلب بصلاح القلب الى غير ذلك الدعوات في هذا كثيرة مأثورة عن نبينا عليه الصلاة والسلام فيعتني المرء عناية عظيمة جدا آآ هذه الدعوات العظيمة يكثر من دعاء الله سبحانه وتعالى بها ثم يأخذ بالاسباب الاسباب التي يحصل بها تجدد الايمان في القلب ولا انفع في هذا الباب من القرآن فالقرآن هو انفع شيء لهذا التجديد اعني قراءة كتاب الله عز وجل بالتدبر كما قال الله عز وجل كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر اولو الالباب فهذا هذه القراءة للقرآن التدبر والتأمل في هداية هداية هدايات القرآن هي انفع شيء القلوب لتجديد الايمان فيها قال الله تعالى واذا ما انزلت سورة فمنهم من يقول ايكم زادته هذه ايمانا فاما الذين امنوا فزادتهم ايمانا وهم يستبشرون وقال جل وعلا انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون اولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم يقول رحمه الله فمن حقق توحيده بان امتلأ قلبه من الايمان والتوحيد والاخلاص وصدقته الاعمال وصدقته الاعمال بان انقادت لاوامر اه لاوامر الله طائعة منيبة مخبتة الى الله سبحانه وتعالى صدقته الاعمال وهذا فيه التنبيه الى ان الايمان ليس شيء فقط في القلب بل آآ التوحيد والايمان في القلب ويصدق هذا العمل ويصدق هذا العمل بان تكون الجوارح منقادة كما هو واضح في حديث النبي عليه الصلاة والسلام القلب له تأثير على الجوارح صلاحا او فسادا بحسب حاله الا ان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسد واذا فسد اذا واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب فالقلب اه مؤثر في الجوارح كلها والجوارح كلها تبع لمرادات القلب تبع لمرادات القلب لا يمكن ان تتخلف عنه فاذا عمارة القلب بالايمان لا بد ان يظهر اثر ذلك على الجوارح بان تصدق الاعمال ما في القلب من اه من من الايمان وصدقته الاعمال بان ان قادت لاوامر الله يعني انقادت جوارح العبد اوامر لا طائعة منيبة مخبتة الى الله سبحانه وتعالى ولم يجرح ذلك بالاصرار على شيء من المعاصي لم يجرح ذلك بالاصرار على شيء من المعاصي اه الوقوع في في المعصية هذا مع المجاهدة قد تنفلت النفس مع المجاهدة قد تنفلت النفس وقد قال عليه الصلاة والسلام كل بني ادم خطاء كل بني ادم خطاء فالنفس قد قد تنفلت قد يحصل منها يا انفلات من من صاحبها وان حرص على زمها واطرها على الحق لكن قد تنفلت لا يجرح ذلك بالاصرار على شيء من المعاصي ان انفلتت نفسه ووقع في شيء من المعاصي يردها الى الحق بالتوبة النصوح والانابة الى الله عز وجل والاوبة والرجوع الى صراط الله سبحانه وتعالى المستقيم. قال فهذا الذي يدخل الجنة بغير حساب ويكون من السابقين الى دخولها والى تبوء والى تبوء المنازل منها والى تبوء المنازل منها قال يكون من السابقين لان اقسام الامة اه امة الاسلام في آآ نيل الثواب يوم لقاء الله سبحانه وتعالى في الجملة ينقسمون الى ثلاثة اقسام ذكرها الله سبحانه وتعالى في الاية الكريمة وهي قوله جل وعلا ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله ذلك هو الفضل الكبير فهذه اقسام ثلاثة فالسابق بالخيرات هو الذي فعل الواجبات وترك المحرمات وزاد على ذلك فعل الرغائب والمستحبات فعلت بذلك درجاته فهذا يدخل الجنة يوم القيامة بدون حساب ولا عذاب ثم دونه المقتصد والمقتصد هو الذي فعل الواجب وترك المحرم فعلى الواجب وترك المحرم لكن ما عنده نشاط مثل الاول في التنافس في الرغائب السنن والمستحبات لكن الواجبات معتني بها والمحرمات مجتنب لها فالسؤال هنا هل هذا الثاني الذي هو المقتصد يدخل الجنة بدون حساب ولا عذاب او لا نعم هذا يدخل الجنة بدون حساب ولا عذاب هذا يدخل الجنة بدون حساب ولا عذاب لكن الدرجات في الجنة متفاوتة. وفرق كبير بين السابق بالخيرات وبين المقتصد لكن المقتصد الذي فعل الذي اوجب الله عليه وترك ما نهى الله عنه هذا ايضا يدخل بدون حساب ولا عذاب. لماذا لانه لم لم يحصل منه ما يقتضي العقاب فعل الواجب وترك المحرم والسنن والمستحبات هذه لا يتعلق فيها لا يتعلق فيها عقاب لكن يتعلق فيها الثواب بمعنى كل ما استكثر منها زادت درجاته علت منازله لكن من جاء بالواجب وترك المحرم دخل الجنة مثل الصحابي الذي قال والله لا ازيد على هذا ولا انقص يقصد الواجبات الفريضة التي افترظها الله على عباده قال ارأيت اذا صليت المكتوبات اذا اذا صليت الصلاة المكتوبة واديت الزكاة المفروضة واحللت الحلال وحرمت الحرام اادخل الجنة قال نعم. قال والله لا ازيد على ذلك ولا انقص قال لا ازيد على ذلك ولا انقص فهذا يدخل الجنة يدخل بدون حساب ولا عذاب لانه ادى الواجب وترك المحرم لكن المنزلة متفاوتة بينه وبين السابق بالخيرات. وجاءت ايات كثيرة في القرآن ففصلت في الثواب في سورة الرحمن وفي سورة ايضا الواقعة وفي سور عديدة في اه القرآن ثم يأتي من دون هؤلاء الظالم لنفسه الظالم لنفسه الذي ظلمها بالمعاصي والذنوب الذي ظلم نفسه بالمعاصي والذنوب هذا اه عرظ نفسه بهذه المعاصي التي هي دون الكفر والشرك بالله عرظ نفسه للعقوبة يوم القيامة واذا عوقب على على ذنوبه يوم القيامة ودخل النار فانه لا يخلد فيها. لانه لا يخلد في النار الا الا المشرك لا يخلد في النار الا المشرك ولهذا فان الظالم نفسي يتناوله ما جاء في الاية التي تلي هذه الاية قال جنات عدن يدخلونها ان يدخلها السابق والمقتصد والظالم نفسه الثلاثة كلهم لكن السابق والمقتصد دخولا اوليا بدون حساب ولا عذاب. واما الظالم فانه قد يصيبه قبل الدخول ما يصيبه من عذاب بسبب ذنوب وموبقات اوجبته آآ اوجبت العقوبة اوجبت العقوبة نعم ومن اخص ما يدل على تحقيقه تمال القنوت لله وقوة التوكل على الله بحيث لا يلتفت القلب الى المخلوقين في شيء في شأن من شؤونه بحيث لا يلتفت القلب الى المخلوقين في شأن من شؤونه ولا يستشرف اليهم بقلبه ولا يسألهم بلسان مقاله او حاله بل يكون ظاهره وباطنه واقواله وافعاله وحبه وبغضه وجميع احواله كلها مقصودا بها وجه الله متبعا فيها رسول الله والناس في هذا المقام العظيم درجات ولكل درجات مما عملوا. نعم هذه رتبة عالية جدا في هذا الباب باب تحقيق التوحيد وهو رتب ومنازل والامر كما جاء في الاية التي ختم بها رحمه الله ولكل درجات مما عملوا في رتب ومنازل من اخص ما يدخل في هذا الباب باب التحقيق للتوحيد كمال القنوت لله وقوة التوكل على الله كمال القنوت لله امن هو قانت لله فتمام اه كمال القنوت لله سبحانه وتعالى وكمال التوكل على الله بتفويض الامر واعتماد اعتماد القلب التام على الله سبحانه وتعالى وتحقيق الافتقار اليه جل في علاه فلا يلتفت القلب الى المخلوقين ولا يوجد في القلب تعلق بالمخلوقين وتشوف استشراف اليهم بقلوبهم لان قلبه مفوض مفوض قلبه مفوض امره الى الله آآ ملتجئ في حاجاته الى الى الله محقق التوكل على على الله سبحانه وتعالى لا يسألهم بلسان مقاله او او حالهم بل يكون ظاهره وباطنه واقواله وافعاله وحبه وبغضه وجميع احواله كلها مقصود بها وجه الله متبع في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي الحديث من احب لله وابغض لله واعطى لله ومنع لله فقد استكمل الايمان. نعم وليس تحقيق التوحيد بالتمني ولا بالدعاوى الخالية من الحقائق ولا بالحول العاطلة وانما ذلك بما وقر في القلوب من عقائد الايمان وحقائق الاحسان وصدقته الاخلاق الجميلة والاعمال الصالحة الجليلة فمن حقق التوحيد على هذا الوجه حصلت له جميع الفضائل المشار اليها في في الباب السابق باكملها والله اعلم قال رحمه الله وليس تحقيق التوحيد بالتمني ولا بالدعاوى الخالية من الحقائق ولا الحلي العاطلة ليس ليس تحقيق التوحيد بهذا فاذا تحقيق التوحيد ليس اه مجرد اماني ترتجى او دعاوى تدعى او اقوال مجردة تقال لكن تحقيق التوحيد يرجع الى امرين سبق الاشارة اليهما اه عمارة القلب بالايمان تصديق ذلك بالاعمال. تصديق ذلك بالاعمال ولهذا جاء في الاثر العظيم عن الحسن البصري رحمه الله تعالى انه قال ليس الايمان بالتمني ولا بالتحلي ولكن الايمان ما وقر في القلب وصدقته الاعمال. وهذا كلام عظيم جدا ليس الايمان بالتمني ليس الايمان بالتمني مثل ما قال الله ليس بامانيكم ولا اماني اهل الكتاب ليس الامام مجرد اماني الاماني ان لا المجردة لا تفيد صاحبها شيئا ولا تجزي شيئا فليس الايمان التمني ولا بالتحلي التحلي آآ معناه مثل ما اشار الحلي العاطلة تحلي يعني التحلي بالدعاوى تحلي بالدعاوى يدعي اه لنفسه من الايمان واوصاف الايمان واعمال الايمان ما ليس فيه وهذا كثير في الناس حتى ان اعظم ما يكون آآ في باب الايمان وهو ما يتعلق بالقلب من الناس من يتجرأ على مدح قلبه والثناء على طهارة قلبه ونزاهته وسلامته وما الى ذلك اه يتجرأ في هذا الباب جرأة عظيمة. والله يقول فلا تزكوا انفسكم هو اعلم من اتقى قل انا قلبي طاهر انا سريرتي نقية انا كثير هذا في في السنة الناس فليس الايمان بهذه الدعوة لابد ان يكون هناك حقيقة في القلب الله هو الذي يطلع على القلوب الله هو الذي يطلع على القلوب يعلم بخفايا الصدور وسرائر العباد فليس الايمان بالتحلي يعني الدعاوى الدعاوى المجردة ليس الايمان تمني ولا تحلي الايمان ما وقر في القلب يعني حقيقة تكون مستقرة في القلب متمكنة تصدق ذلك الاعمال معنى تصدق ذلك الاعمال اي تبرهن على صدق ذلك الاعمال يبرهن على صدق ذلك الاعمال انت انظر في في في توضيح هذا المعنى قول الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة وقالوا لن يدخل الجنة الا من كان هودا او نصارى ماذا قال الله نعم تلك امانيهم هذه ما تنفع تلك امانيهم قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين ولاة برهانكم ان كنتم صادقين. هاتوا الدليل. هاتوا البرهان على آآ آآ هذه الدعوة والبرهان هو صدق اللجوء الى الله سبحانه وتعالى اذا قيل ما البرهان هاتوا برهانكم ما البرهان؟ جاء الجواب في الاية التي بعدها بلى من اسلم وجهه لله وهو محسن فله اجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون. هذا هو البرهان بلى من اسلم وجهه لله وهو محسن جمع بين الاخلاص والاتباع جمع بين الاخلاص والاتباع فهذا هو البرهان البرهان على صدق الايمان ان يكون العبد اه مخلصا دينه لله يبتغي باعماله وجه الله لا رياء ولا سمعة ولا غير ذلك وتصدق ايضا ذلك الاعمال التي هي على وفق السنة وهدي الرسول اه الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه قال رحمه الله تعالى وانما ذلك بما وقر في القلوب من عقائد الايمان وحقائق الاحسان وصدقته الاخلاق الجميلة والاعمال الصالحة الجليلة هذه زبدة نفيسة جدا وهي خلاصة هذا الموضوع وانما ذلك بما وقر في القلوب من عقائد الايمان وحقائق الاحسان وصدقته الاخلاق الجميلة والاعمال الصالحة الجليلة وهذا هو نفس كلام الحسن اه اه البصري لكن بعبارة اه اه اوسع وابسط قال الحسن ليس الامام بالتمني ولا بالتحلي ولكن الامام ما وقر في القلب وصدقته الاعمال قال الشيخ رحمه الله فمن حقق التوحيد على هذا الوجه حصلت له جميع الفضائل المشار اليها في الباب السابق باكملها والشيخ عدد في في الباب السابق فضائل كثيرة جدا ده فجميع هذه الفضائل بتمامها وكمالها يفوز بها من اه اكرمه الله سبحانه وتعالى بتحقيق التوحيد اه نتوجه الى الله سبحانه وتعالى ونسأله جل في علاه باسمائه الحسنى وصفاته العليا وبانه الله الذي لا اله الا هو الذي وسع كل شيء رحمة وعلما نسأله جل في علاه الذي يسر لنا هذا المجلس وهذه المذاكرة لهذا الباب العظيم ان يشرح صدورنا للعمل وان يعيننا على تحقيق التوحيد وان يوفقنا لذلك وان يجعلنا من اهل تحقيقه الذين يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب وفضل الله واسع نسأل الله عز وجل من فضله العظيم وان لا يكيلنا الى انفسنا طرفة عين. اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر اللهم انا نسألك رضوانك والجنة اللهم انا نسألك الجنة وما قرب اليها من قول او عمل ونعوذ ونعوذ بك من النار وما قرب اليها من قول او عمل ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. ربنا انا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا