الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اما بعد فاللهم انا نسألك علما نافعا وعملا صالحا وان تفتح علينا وترحمنا اللهم اغفر لشيخنا ولنا وللمسلمين قال العلامة السعدي رحمه الله تعالى في كتابه القول السديد في مقاصد التوحيد بباب الخوف من الشرك الشرك في توحيد الالهية والعبادة ينافي التوحيد كل المنافاة وهو نوعان شرك اكبر جلي وشرك اصغر خفي فاما الشرك الاكبر فهو ان يجعل لله ندا يدعوه كما يدعو الله او يخافه او يرجوه او يحبه كحب الله او يصرف له نوعا من انواع العبادة فهذا الشرك لا يبقى مع صاحبه من التوحيد شيء وهذا المشرك الذي حرم الله عليه الجنة ومأواه النار ولا فرق في هذا بين ان يسمي تلك العبادة التي صرفها لغير الله عبادة او يسميها توسلا او يسميها بغير ذلك من الاسماء فكل ذلك شرك اكبر لان العبرة بحقائق الاشياء ومعانيها دون الفاظها وعباراتها واما الشرك الاصغر فهو جميع الاقوال والافعال التي يتوسل بها الى الشرك الى الشرك كالغلو في المخلوق الذي لا يبلغ رتبة العبادة كالحلف بغير الله ويسير الرياء ونحو ذلك الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذه الترجمة باب الخوف من الشرك ترجمة عظيمة جدا ومهمة للغاية وكل مسلم يحتاج الى ان يقف على ما ذكر في هذه الترجمة من معان عظيمة توقظ القلب ايقاظة يكون بها شديد الخوف على نفسه من الشرك فالخوف من الشرك مطلب عظيم لان من خاف شيئا واشتد خوفه منه اشتد هربه من واشتد حرصه على توقيه ولهذا كان المسلم بحاجة الى ان يوقف على النصوص والادلة التي تؤكد على خطورة الشرك وسوء عاقبته وعظيم مغبته على صاحبه في دنياه واخراه فهذه الترجمة معقودة لاجل هذا الامر من اجل ان يكون في القلب خوف عظيم من الشرك بالله يحمل المرء على اتقاء الشرك والبعد عنه والحذر الشديد من الوقوع فيه واذا كان المسلم مطلوب منه ان يكون دائما وابدا على خوف من الذنوب كلها من ان يقع فيها وبخاصة كبائر الذنوب وعظائم الموبقات المهلكات فكيف الشأن اذا باوبق الموبقات واشد المهلكات واعظم المعاصي والذنوب والخطيئات الذنب الذي لا يغفره الله سبحانه وتعالى لمن مات عليه لان من مات على الشرك فليس له مطمع اطلاقا في رحمة الله سبحانه وتعالى بل ليس له يوم القيامة الا النار خالدا مخلدا فيها فالحاصل ان هذه ترجمة عظيمة ومهمة الغاية في التحذير من الشرك والتخويف منه وبيان خطورته والمقصد من ذلك ان يكون المرء على حذر من هذا الذنب العظيم الجرم الخطير ذكر الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تحت هذه الترجمة في تعليقه وبيانه لمقاصد كتاب التوحيد ان الشرك في توحيد الالهية والعبادة ينافي التوحيد كل المنافاة ينافي التوحيد كل المنافاة وهو نوعان شرك اكبر جلي وشرك اصغر خفي ثم ذكر تعريفا مختصرا لكل من النوعين قال فاما الشرك الاكبر فهو ان يجعل لله ندا يدعوه كما يدعو الله او يخافه او يرجوه او يحبه كحب الله او يصرف له نوعا من انواع العبادة فهذا الشرك لا يبقى مع صاحبه من التوحيد شيء وهذا المشرك الذي حرم الله عليه الجنة ومأواه النار انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار هذا الشرك الاكبر وحقيقته تسوية غير الله بالله في شيء من حقوق الله او خصائصه سبحانه وتعالى ولهذا فان الكفار يوم القيامة يقولون مظهرين ندامتهم على هذا الشرك اذا دخلوا النار تالله ان كنا لفي ضلال مبين اذ نسويكم برب العالمين فهذا هو الشرك الشرك تسوية غير الله بالله وعدل غيره به ثم الذين كفروا بربهم يعدلون اي يعدلون غيره به يجعلون غيره من المخلوقات التي لا تملك لنفسها نفعا ولا دفعا ولا عطاء ولا منعا يجعلونه عدلا لرب العالمين وخالق الخلق اجمعين يصرفون له من الحقوق ما ليس الا لله جل في علاه نبه هنا الشيخ رحمه الله ان الشرك لا فرق في هذا الباب بين ان ان يسمي تلك العبادة التي صرفها لغير الله عبادة او يسميها توسلا او يسميها شفاعة او يسميها تبركا او غير ذلك من الاسماء الشرك هو الشرك فالاسماء لا تغير الحقائق يعني مثلا من سمى الربا فوائد هل تتغير حقيقة الربا بتغيير مسماه من سمى الرشوة التي لعن النبي صلى الله عليه وسلم فاعلة. من سماها اكرامية هل تتغير حقيقتها بذلك ولهذا العلماء يذكرون في هذا الباب قاعدة وهي العبرة بحقائق الاشياء ومعانيها دون الفاظها وعباراتها. العبرة بالحقيقة فالشرك هو الشرك حتى وان سماه المرء مثلا توسلا او سماه شفاعة او سماه تبركا فحقيقة الشرك تبقى هي حقيقته وان غير فاعله مسماه والقصد من هذا التنبيه ان بعض ائمة الضلال ودعاة الباطل الذين خافهم النبي صلى الله عليه وسلم على امته غرروا بالعوام والجهال فاوقعوهم في صور من الشرك اوهموهم انها مثلا توسل او ان شفاعة او تبرك او اشياء من هذا القبيل حقيقة الشرك لا تتغير ان ان غير فاعله اسمه فسماه ببعض هذه الاسماء فالعبرة في في الاشياء بحقائقها ومعانيها لا بالفاظها وعباراتها قال واما الشرك الاصغر وجميع الاقوال والافعال التي يتوسل بها الى الشرك ويمكن ايضا ان يعرف بانه كل عمل اطلق عليه في النصوص بانه شرك لكنه لا يبلغ حد الاكبر لا يبلغ حده الاكبر الذي هو تسوية غير الله بالله في شيء من حقوقه او خصائصه سبحانه وتعالى. فكل ما اطلق عليه في النصوص لانه شرك ولا يبلغ حد الشرك الاكبر فهو شرك اصغر فهو شرك اصغر وصف الشرك خفي وجلي هذا الوصف لا يختص الجلي منه بالاكبر والخفي منه بالاصغر بل الشرك الاكبر منه جلي وخفي والاصغر منه جلي وخفي والاصغر منه جلي وخفي والرياء يوضح ذلك الرياء من الشرك الخفي الاكبر منه وهو ينقسم الى اكبر واصغر الرياء الاكبر هو الرياء الخالص يراؤون الناس اي يظهرون الايمان ويبطنون الكفر ويسير الرياء الذي يقع في بعظ العبادات وبعض القربات مثلا يزين الرجل صلاته لما يرى من نظر رجل هذا من الشرك الاصغر نعم قال رحمه الله تعالى فاذا كان الشرك ينافي التوحيد ويوجب دخول النار والخلود فيها وحرمان الجنة اذا كان اكبر ولا تتحقق السعادة الا بالسلامة منه كان حقا على العبد ان يخاف منه اعظم خوف وان يسعى في الفرار منه ومن طرقه ووسائله واسبابه ويسأل الله العافية منه كما فعل ذلك الانبياء والاصفياء وخيار الخلق وعلى العبد ان يجتهد في تنمية الاخلاص في قلبه وتقويته وذلك بكمال التعلق بالله تألها وانابة وخوفا ورجاء وطمئن وقصدا لمرضاته وثوابه في كل ما يفعله العبد وما يتركه من الامور الظاهرة والباطنة فان الاخلاص بطبيعته يدفع الشرك الاكبر والاصغر وكل من وقع منه نوع من الشرك فلضعف اخلاصه هنا الشروع من المصنف بالتنبيه على مقصود هذه الترجمة بعد المقدمة التي قدم بها مبينا الفرق بين اه الشرك في آآ الشرك الاكبر والشرك الاصغر معرفا بكل منهما اه شرع في مقصود الترجمة قال اذا كان الشرك ينافي التوحيد اذا كان الشرك ينافي التوحيد ويوجد دخول النار والخلود فيها وحرمان الجنة اذا كان اكبر ولا تتحقق السعادة الا بالسلامة منه كان حقا على العبد ان يخاف منه اعظم خوف. هذه مسألة كبيرة جدا وعظيمة ومهمة للغاية اذا عرف المرء هذه المعاني التي يشير اليها رحمه الله تعالى وهي ان الشرك الاكبر ينافي التوحيد كل المنافاة ويوجد الحرمان من دخول الجنة فان الجنة لا يدخلها الا نفس مؤمنة ويوجب دخول النار والخلود فيها ابد الاباد ويوجب الحرمان من رحمة الله ومغفرته ورضوانه سبحانه وتعالى فاذا كان شأن الشرك بهذه الصفة وجب على كل مسلم ان يشتد خوفه منه كما فعل ذلك الانبياء والاصفياء كما فعل ذلك الانبياء والاصفياء وخيار الخلق فخيار الخلق وصفوتهم عرفوا معرفة عظيمة خطورة الشرك فخافوه وكثر دعاؤهم اه الله جل وعلا ان يعيذهم منه وان يقيهم من الوقوع فيه وان يجنبهم الشرك ووسائله وطرائقه وان يعيذهم من ذلك وايضا في هذا المقام يقول على العبد ان يجاهد نفسه دائما على تكميل الاخلاص تنميته وتقويته في قلبه وذلك بكمال التعلق بالله تألها وانابة وخوفا ورجاء وطمعا وقصدا لمرضاته وثوابه في كل ما يفعله العبد وما يتركه من الامور الظاهرة والباطنة قال والاخلاص بطبيعته يدفع الشرك الاكبر والاصغر. بمعنى ان العبد كلما كان اعظم تحقيقا للاخلاص في قلبه كان ذلك اعظم دفعا الشرك وسلامة من الوقوع فيه اشير هنا في هذا المقام الى نقاط عديدة جدا وهي مما يتمم الامر الذي هو مقصود هذه الترجمة الذي هو الخوف من الشرك فاضع سؤالا آآ في هذا الباب واجيب عليه من خلال نقاط عديدة جدا احسب انها نافعة جدا للمسلم في هذا الباب باب الخوف من الشرك السؤال ما الامور التي تعين العبد ما الامور التي تعين العبد على الخوف من الشرك لانا عرفنا من خلال هذه الترجمة ان الخوف من الشرك مطلب عظيم ومهم للغاية واذا حصل الخوف من الشرك في قلب العبد حمله على مجانبته والبعد منه والحذر من الوقوع فيه فما هي الامور التي تعين العبد على الخوف من الشرك جاء في الكتاب والسنة ادلة كثيرة جدا اذا تأملها المتأمل ونظر فيها الناظر اعانته على تحقيق هذا المطلب اعني الخوف من الشرك وحمل النفس على مجانبته البعد عنه من ذلكم ما جاء في موضعين من سورة النساء قول الله سبحانه وتعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فهذه الاية اية عظيمة جدا في هذا الباب وهي تحمل آآ قارئها ومتأملها على الخوف العظيم من الشرك لان الله عز وجل قضى في هذه الاية الا يغفر للمشرك اذا مات على شركه اذا مات على شركه فانه لا لا مطمع له في مغفرة الله. سائر الذنوب التي دون الشرك تحت المشيئة. قال ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. اما الشرك قولا واحدا اما الشرك قولا واحدا لا مغفرة له ولا مطمع له في مغفرة الله سبحانه وتعالى فهذه الاية فيها بيان بين ان من لقي الله تبارك وتعالى مشركا به جل وعلا فانه لا مطمع له اطلاقا في مغفرة الله سبحانه وتعالى بل ليس له يوم القيامة الا النار مخلدا فيها ابد الاباد كما قال الله سبحانه وتعالى والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور وهم يصطرخون فيها ربنا اخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل اولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين اي المشركين من نصير اشد اية على المشركين اهل النار كما ذكر اهل العلم ومنهم الشيخ عبد الرحمن في تفسيره قول الله سبحانه وتعالى في سورة النبأ فذوقوا فلن نزيدكم الا عذابا فالمشرك في النار يطمع ان يكون ترابا ان يقضى عليه فيموت ان يعاد مرة ثانية للحياة الدنيا ليعمل طالحا غير الذي كان يعمل فلا فلا يجد جوابا على هذه الرغبات الا فذوقوا فلن نزيدكم الا عذابا. فليس هناك تخفيف وليس هناك نجاة وليس هناك موت وليس هناك عودة مرة ثانية للحياة الدنيا لاصلاح العمل كل هذا غير موجود فذوقوا فلن نزيدكم الا عذابا هذا من الامور التي تحقق هذا المقصد الخوف من الشرك مما يجانب الخوف من الشرك الى ان نتأمل مما مما يعين على مما يعين على مجانبة الشرك والخوف منه ان نتأمل في حال الانبياء المقربين وهذا المعنى اشار اليه فالشيخ في قوله كما فعل ذلك الانبياء والاصفياء وخيار الخلق ان نتأمل في حال الانبياء المقربين وخوفهم من هذا الذنب العظيم وخوفهم من هذا الذنب العظيم وفي هذا المقام نتأمل دعوة امام الحنفاء خليل الرحمن عليه الصلاة والسلام الذي كسر اصنام المشركين بيده انظر ماذا قال في دعوته قال واجنبني واجنبني وبني ان نعبد الاصنام. ربي انهن اضللن كثيرا من الناس هذا خليل خليل الرحمن يسأل الله هذا هذا السؤال قال واجنبني وبني ان نعبد الاصنام ربي انهن اظللن كثيرا من الناس قال احد السلف وهو يقرأ هذه الاية الكريمة قال ومن يأمن البلاء بعد ابراهيم كان خليل الرحمن قال هذا في دعائه واجنبني وبني ان نعبد الاصنام يسأل الله ان يجنبه وان يجنب بنيه عبادة الاصنام قال فمن يأمن البلاء بعد ابراهيم ونتأمل ايضا في هذا المقام اه اه نتأمل في هذا المقام ما جاء من الدعاء المأثور عن نبينا عليه الصلاة والسلام ما جاء من الدعاء عن نبينا عليه الصلاة والسلام ومن ذلكم انه كان يقول كل يوم ثلاث مرات اذا اصبح وثلاث مرات اذا امسى والحديث ثابت في الادب المفرد وغيره كان عليه الصلاة والسلام يقول اللهم اني اعوذ بك من الكفر ومن الفقر واعوذ بك من عذاب القبر اللهم اني اعوذ بك من الكفر ومن الفقر واعوذ بك من عذاب القبر وكان يقول في دعائه وهو في صحيح البخاري اللهم لك اسلمت وبك امنت وعليك توكلت واليك انبت وبك خاصمت اعوذ بعزتك لا اله الا انت ان تضلني فانت الحي الذي لا يموت والجن والانس يموتون الاحاديث في هذا المعنى كثيرة وكان من اكثر دعائه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك فقيل له يا رسول الله او ان القلوب لا لتتقلب يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك قالوا او ان القلوب لتتقلب يعني الانسان المسلم الماظي على اسلامه وطاعته وعبادته هل يحصل للقلوب تقلب قال ما من قلب الا هو بين اصبعين من اصابع الرحمن يقلبه كيف يشاء فان شاء اقامه وان شاء ازاغه وفي ادعية القرآن ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب من ايضا الادلة التي وردت في هذا الباب وتعين العبد على الخوف تحقيق الخوف من الشرك ما ثبت في المسند وغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم قال للصحابة الكرام رضي الله عنهم وارضاهم ان اخوف ما اخاف عليكم الشرك الاصغر ان اخوف ما اخاف عليكم الشرك الاصغر تساءلوا عنه فقال الرياء قال العلماء اذا كان النبي عليه الصلاة والسلام خاف على الصحابة وهم من هم في الطاعة والعبادة والاخلاص وحسن التقرب الى الله سبحانه وتعالى من الشرك الاصغر فكيف الشأن بمن هو دونهم ولم يبلغ عشر معشار الصحابة عبادة وتقربا اخلاصا لله سبحانه وتعالى كذلك في في المعنى نفسه ما جاء في الادب المفرد عن نبينا صلوات الله وسلامه عليه باسناد حسن ان النبي عليه الصلاة والسلام قال وهذا مما يحمل على شدة الخوف من الشرك قال لا الشرك فيكم اخفى من دبيب النمل ان الشرك فيكم اخفى من دبيب النمل لابد ان نتصور هذا المعنى اخفى من دبيب النمل عندما يكون الواحد منا جالسا وتمر نملة واثنتين وثلاث هل يشعر بدبيبها قال اخفى منه قال اخفى من دميم النمل فاذا كان في صور الشرك اذا كان في صور الشرك ما هو اخفى من دبيب النمل فهذا يحمل المرء على شدة الخوف منه قال صلوات الله وسلامه عليه الناصح الامين لما ذكر لهم ذلك قال الا ادلكم على شيء اذا قلتموه اذهب الله عنكم قليل الشرك وكثيره قالوا بلى يا رسول الله قال تقولون اللهم اني اعوذ بك ان اشرك بك وانا اعلم واستغفرك لما لا اعلم وهذه دعوة عظيمة جدا ينبغي على المسلم ان يواظب عليها وان يكثر منها من الامور التي ايضا يستفاد منها في هذا الباب باب الخوف من الشرك التأمل في احاديث كثيرة اخبر فيها ان النبي اخبر فيها النبي عليه الصلاة والسلام ان الشرك سيوجد في امته وان فئام من امته ستقع في الشرك وهذا جاء في احاديث صحاح ثابتة عن نبينا صلوات الله وسلامه عليه اخبر ان من الامة من سيرجعون الى عبادة الاوثان. منها ما جاء في سنن ابي داوود ما جاء في سنن ابي داوود وغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى تلحق فئام من امتي بالمشركين وحتى تعبد قبائل من امة الاوثان وحتى تعبد قبائل من امتي الاوثان وجاء في الحديث الاخر عنه صلوات الله وسلامه عليه قال لا تقوم الساعة حتى تضطرب اليات آآ اليات نساء دوس عند ذي الخلصة هذا صنم من الاصنام ووثن من الاوثان التي كانت تعبد في الجاهلية ويجمع هذا وغيره قول النبي صلى الله عليه وسلم لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا شبرا ذراعا ذراعا حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه فهذه هذه الاحاديث اه كلها مما اه تهيئة مما يحمل المرء على الخوف. لان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر بالوقوع تحذيرا من ذلك اخبر ان اخبر بوقوع الشرك في فئات من الامة وان هذا امر واقع وكائن قدرا من اجل ان يجاهد المرء نفسه على الحذر من ذلك عندما قال عليه الصلاة والسلام لتتبعن سنن من كان قبلكم هل المقصود لتتبعن سنن من كان قبلكم مجرد اعطاء معلومة في هذا الباب؟ لا والله وانما حتى نحذر من اتباعهم والا نكون من اولئك الذين يتبعون سنن من كان قبلنا من اليهود والنصارى وغيرهم فنحذر من ذلك اشد الحذر ايظا من الامور العظيمة المهمة في هذا الباب التي تجلب للقلب الخوف من الشرك ان المشرك ليس بينه وبين النار ليس بينه وبين النار الا ان يموت ليس بينه وبين النار الا ان يموت فاذا مات بدأ دخوله النار قال عليه الصلاة والسلام من مات وهو يدعو من دون الله ندا دخل النار فليس هناك مسافة ولهذا القبر نفسه اما روضة من رياض الجنة او حفرة من حفر النار فليس بين المشرك وبين النار اه عذابها الا ان يموت الا ان تفارق روحه جسده فهذا من مما يجلب القلب خوفا عظيما من اه الشرك بالله سبحانه وتعالى قال العلماء رحمهم الله في هذا الحديث دلالة على ان النار قريبة من المشرك هذا الحديث فيه دلالة على ان النار قريبة من المشرك ليس بينه وبينها الا ان ان يموت الحاصل ان هذه الادلة والمعاني المشار اليها تأملها والنظر فيها يعين المسلم اعانة عظيمة على تحقيق هذا المطلب وهو الخوف من الشرك الذي يحمل آآ صاحبه على اه مجانبة الشرك والبعد عنه وهذا ايضا يدفع الى امر اخر الا وهو اذا كان في القلب خوف من الشرك فلا بد من معرفة جيدة بالشرك حتى يتقيه المرء لا يكفي مجرد الخوف منه دون معرفة به لان السلف قديما قالوا كيف يتقي من لا يدري ما يتقي كيف يتقي من لا يدري ما يتقي ولهذا المصيبة على بعض العوام دخلت عليهم بعض الصور من الشرك والسبب انهم نشأوا لا يعرفون الشرك معرفة جيدة فدخلت عليهم صور من الشرك سماها بعض دعاة الظلال باسماء شرعية فوقع بعض العوام في استغاثات شركية او ذبح لغير الله او نذرا لغير الله او دعاء للمقبورين او غير ذلك لابد من معرفة الشرك من اجل ان يتقى ولابد ايضا من معرفة الذنوب الاخرى من اجل ان تتقى ولهذا حذيفة بن اليمان كما في صحيح البخاري رضي الله عنه وارضاه قال كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت اسأله عن الشر مخافة ان يدركني انتبه لكلمته عظيمة قال كنت اسأله عن الشر مخافة ان يدركني فالانسان لما يعرف ما هو الشرك مخافة ان يدركه هذا مطلب مهم يعرف ما هو الشرك ولهذا مر معنا عند الشيخ عرف اه الشرك الاكبر ما هو؟ والشرك الاصغر ما هو تجد في كتب التوحيد تفصيل وسيأتي معنا في هذا الكتاب تفصيل واسع جدا لصور كثيرة من الشرك المقصد من هذه المعرفة بهذه الصور من الشرك بالله ان يتقي المرء هذه الاشياء وان يجانبها وان يحذر من الوقوع فيها على حد قول القائل عرفت الشر لا للشر ولكن لتوقيه ان من لم يعرف الشر من الناس يقع فيه فهذه المعرفة مطلوبة من اجل ان ان يتقى الشرك وان يحذر من الوقوع فيه الحاصل معاشر الكرام ان هذه الترجمة عظيمة جدا ومهمة للغاية المسلم بحاجة الى ان ان يتأمل في هذه المعاني التي تعينه باذن الله سبحانه وتعالى على الحذر من الشرك واتقائه ومجانبته والبعد عنه نسأل الله جل في علاه باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يحفظنا اجمعين بما يحفظ به عباده الصالحين وان يعيذنا سبحانه وتعالى من ان نشرك به ونحن نعلم ونستغفره لما لا نعلم نسأله ان يعيذنا من الشرك والكفر والنفاق وسيء الاخلاق وان يعيذنا من اه شرور انفسنا وسيئات اعمالنا وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خير