الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اما بعد فاللهم انا نسألك علما نافعا وعملا صالحا وان تفتح علينا وترحمنا اللهم اغفر لشيخنا ولنا وللمسلمين قال العلامة السعدي رحمه الله تعالى في كتابه القول السديد في مقاصد التوحيد في باب الدعوة الى شهادة ان لا اله الا الله قال وهذا الترتيب الذي صنعه المؤلف في هذه الابواب في غاية المناسبة فانه ذكر في الابواب السابقة وجوب التوحيد وفضله والحث عليه وعلى تكميله والتحقق به ظاهرا وباطنا والخوف من ضده وبذلك يكمل العبد نفسه ثم ذكر في هذا الباب تكميله لغيره بالدعوة الى شهادة ان لا اله الا الله فانه لا يتم التوحيد حتى يكمل العبد جميع مراتبه ثم يسعى في تكميل غيره وهذا هو طريق جميع الانبياء فانهم اول ما يدعون قومهم الى عبادة الله وحده لا شريك له وهي طريقة سيدهم وامامهم صلى الله عليه وسلم لانه قام بهذه الدعوة اعظم قيام ودعا الى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي احسن لم يفتر ولم يضعف حتى اقام الله به الدين وهدى به الخلق العظيم ووصل دينه ببركة دعوته الى مشارق الارض ومغاربها وكان يدعو بنفسه ويأمر رسله واتباعه ان يدعو الى الى الله والى توحيده قبل كل شيء لان جميع الاعمال متوقفة في صحتها وقبولها على التوحيد فكما ان على العبد ان يقوم بتوحيد الله فعليه ان يدعو العباد الى الله بالتي هي احسن وكل من اهتدى على يديه فله مثل اجورهم من غير ان ينقص من اجورهم شيء واذا كانت الدعوة الى الله والى شهادة ان لا اله الا الله فرضا على كل احد كان الواجب على كل احد بحسب مقدوره فعلى العالم من بيان ذلك والدعوة والارشاد والهداية اعظم مما على غيره ممن ليس بعالم وعلى القادر ببدنه ويده او ماله او جاهه وقوله اعظم مما على من ليست له تلك القدرة. قال تعالى فاتقوا الله ما استطعتم ورحم الله من اعان على الدين ولو بشطر كلمة وانما الهلاك في ترك ما يقدر عليه العبد من الدعوة الى هذا الدين الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم وبارك وانعم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد هذه الترجمة باب الدعاء الى شهادة ان لا اله الا الله عقدها المصنف رحمه الله تعالى في بيان فضل التوحيد في بيان فضل الدعوة الى التوحيد وان هذا العمل من اشرف الاعمال وانبلها ونفعه عظيم غاية النفع لان التوحيد هو الاصل الذي تقوم عليه الاعمال وينبني عليه الدين فان مثل التوحيد مع الاعمال كالاصول مع الاشجار فكما ان الاشجار لا تقوم الا على اصولها فالدين لا يقوم الا على اصوله الم تر كيف ظرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء فمن يدعو الى توحيد الله تبارك وتعالى فعمله في تصحيح الاصول واقامتها واذا صح الاصل واستقام صح ما بني عليه بينما اذا فسد الاصل فسد ايضا ما بني عليه ولهذا من اشرف الاعمال وانبلها واجلها الدعوة الى توحيد الله وغرس هذا الاعتقاد وهذا التوحيد في القلوب والعمل على تحبيبه الى الناس وتقريبهم منه وحثهم عليه وبيان فضله وعظيم مكانته والمصنف اعني مصنف كتاب التوحيد شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى احسن احسانا عظيما في هذه المقدمات التي بدأ بها كتابه العظيم كتاب التوحيد فبدا اولا بما يتعلق بوجوب التوحيد ثم ثنى بالفظائل فظائل التوحيد ثم ثلث بتحقيق التوحيد وهي الدرجة العليا ثم ذكر رابعا الخوف من ضده وهو الشرك بالله وهذه كلها في تكميل النفس في تكميل النفس وبناء وبنائها البناء الصحيح على التوحيد الراسخ والعقيدة الصحيحة التي لا يقوم الدين الا عليها فلما اسس هذا التأسيس الا العظيم النافع ثمم هذا التأسيس بالدعوة اليه بحيث يكون من وفقه الله سبحانه وتعالى الى تكميل نفسه يحرص على تكميل الاخرين ويحصل ويحرص على تعدية هذا النفع الذي وصل اليه الى الاخرين ثم انه ان فعل ذلك اعني دعوة الاخرين لها توحيد الله سبحانه وتعالى فانه يفوز اجور اجور مثل اجور من تبعه لا ينقص من اجورهم شيئا لان الدال على الخير كفاعله كما قال عليه الصلاة والسلام وقال من دعا الى هدى كان له من الاجر مثل اجور من تبعه لا ينقص ذلك من من اجورهم شيء فالحاصل ان المسلم ينبغي عليه اولا ان يعتني هو في نفسه باقامة نفسه على التوحيد معرفة بوجوبه وادراكا لفضائله وعملا على تحقيقه وتكميله ومجانبة لظده وما يناقضه ثم من بعد ذلك يعمل على دعوة الاخرين الى الى ذلك فان الدعوة الى التوحيد توحيد الله سبحانه وتعالى شرف ليس بعده شرف ورفعة وعلو لمن وفقه الله سبحانه وتعالى لذلك لان التوحيد هو لان الدعوة الى التوحيد هو زبدة دعوة المرسلين وخلاصة رسالتهم وصفوا ما يدعو الناس اليه وما من نبي بعثه الله تبارك وتعالى الا واول ما يقرع سمع اقوامه منه اعبدوا الله ما لكم من اله غيره والله تعالى يقول ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان يعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ويقول جل وعلا وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون ويقول جل وعلا واسأل من ارسلنا من قبلك من رسلنا اجعلنا من دون الرحمن الهة يعبدون ويقول جل وعلا واذكر اخا عاد اذ انذر قومه بالاحقاف وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه الا تعبدوا الا الله قل هات في هذا المعنى كثيرة جدا فالذي يدعو الى توحيد الله سبحانه وتعالى فوظيفته وظيفته مثل وظيفة الانبياء. فهذا شرف عظيم جدا شرف عظيم جدا تصحيح الاصول واصلاح العقائد التي ينبني عليها دين الله سبحانه وتعالى فالحاصل ان هذه الترجمة عقدها رحمه الله تعالى بيان هذا الامر ايضاح عظيم اهميته وبين الشارح بين هنا ان هذا الباب هو من باب تكميل الغير بعد ان كمل المرء نفسه يعمل على تكميل الغير بالدعوة الى شهادة ان لا اله الا الله قال فانه لا يتم التوحيد حتى يكمل العبد جميع مراتبه ثم يسعى في تكميل غيره ثم يسعى في تكميل غيره وهذه طريقة جميع الانبياء طريقة جميع الانبياء من يتأمل في دعوات الرسل اقوامهم قد ذكر كثيرا قد ذكر الله كثيرا من قصصهم في القرآن الكريم يجد ان التوحيد هو الاساس والركيزة ويجد انه هو زبدة دعوة المرسلين وخلاصة رسالتهم ايظا من ينظر في طريقة سيد ولد ادم وامام الاولين والاخرين محمد عليه الصلاة والسلام يجد انه قام بهذه الدعوة الى توحيد الله سبحانه وتعالى اعظم قيام ولم يحصل منه فتور ولا ضعف في ذلك حتى اقام الله به الدين وهدى به الخلق العظيم وسبحان الله يعني من من ينظر الوقت الذي بعث فيه عليه الصلاة والسلام وحال الناس وقت البعثة يجد ان الارض في ذلك الزمان خيم عليها الشرك كلها تماما طبق الارظ ولم يكن على وجه الارض من يوحد الله عز وجل ويخلص له الدين الا قلة قليلة جدا. بقايا من اهل الكتاب والا الارظ الارظ في جميع ارجائها وكل اطرافها خيم عليها الشرك تماما وطبقها كلها حتى قال عليه الصلاة والسلام ان الله نظر الى اهل الارض فمقتهم اجمعين ثمقتهم اجمعين الا بقايا من اهل الكتاب. قلة قليلة بقايا من اهل الكتاب بقوا على التوحيد والا كل كل الارض في جميع اطرافها وجميع نواحيها كلها خيم عليها الشرك قام عليه الصلاة والسلام هذه الدعوة العظيمة آآ اعظم قيام فهدى الله به قلوبا عميا وخلص بدعوته قلوبا غلفا اصلح بدعوته خلقا لا يحصيهم الا الله سبحانه وتعالى اخرج الله به الناس من الظلمات الى النور فهو عليه الصلاة والسلام قام بهذا الامر وبهذه الدعوة اعظم قيام فدعا الى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة وبالمجادلة بالتي هي احسن وبلغ البلاغ المبين ما ترك خيرا الا دل الامة عليه ولا سرا الا حذرها منه ووصل دينه ببركة دعوته الى مشارق الارض ومغاربها وكان عليه الصلاة والسلام يدعو الى هذا التوحيد بنفسه وايضا يرسل الرسل والبعوث الدعوة ويأمرهم بالبدء بالتوحيد كل من ارسله امره بان يبدأ بالتوحيد الذي هو الاساس قال عليه الصلاة والسلام يا معاذ ان لما ارسله الى اليمن قال يا معاذ انك تأتي قوما اهل كتاب فليكن اول ما تدعوهم اليه شهادة ان لا اله الا الله وهذه العناية بامر التوحيد والاصلاح له والبدء به قبل غيره في الدعوة سبب ذلك ان جميع الاعمال متوقفة في صحتها وقبولها على توحيد الله فالاعمال مهما كثرت وتنوعت لا تكون مقبولة الا الا اذا الا اذا اقيمت على اصل صحيح فكما ان البناء لا يقوم الا على اصوله فالدين لا يقوم الا على التوحيد لا يقوم الا على التوحيد ومثل من يدعو الناس الى العبادات والاخلاق مع اهمال التوحيد مثل من يبني بيتا بلا اصول كالذي يبني بيتا بلا اصول فالبيت الذي يبنى ولا توضع له اصول متينة ينهار لا لا يقوم والدين لا يقوم الا على توحيد الله سبحانه وتعالى لا بد ان يؤسس على التوحيد والعقيدة الصحيحة الراسخة في القلوب فبذلك تصح الاعمال وتقبل اما بدون ذلك لا تكون الاعمال مقبولة وان كثرت وما منعهم ان تقبل منهم نفقاتهم الا انهم كفروا بالله وبرسوله ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك فان اشركت ليحبطن عملك فالتوحيد تتوقف جميع الاعمال في صحتها وقبولها على وجوده قال رحمه الله فكما ان على العبد ان يقوم بتوحيد الله فعليه ان يدعو العباد الى الله بالتي هي احسن وكل من اهتدى على يديه فله مثل اجورهم من غير ان ينقص من اجورهم شيء قد يدعو الى توحيد الله ولا يهتدي على يديه احد او يهتدي على يديه قلة فالاجر مع ذلك ثابت في كل من دعاهم في كل من دعاهم الى توحيد الله الى غير ذلك من ابواب الايمان الاجر ثابت حتى وان لم تحصل الهداية ولهذا بعظ الانبياء يأتي يوم القيامة ومعه الرجل وبعضهم معه الرجلان وبعضهم يأتي وليس معه احد واجره ثابت عند الله ادى الدعوة وبلغ البلاغ المبين لكن ما كتب الله هداية لاحد على يديه لكن الاجر ثابت الاجر ثابت فان حصلت هداية على يديه فله اجر زائد على ذلك وهو مثل اجور من تبعه مثل اجور من تبعه اه هذا ينبغي ان يعلم حتى لا لا يصاب المرء ب مثلا يأس او قنوط يجد انه دعا لم يستجب له وانه لم يحصل نفع النفع حاصل والاجر ثابت عند الله سبحانه وتعالى اذا كان دعا بطريقة صحيحة وعلى هدي قويم وصراط مستقيم وعلى بصيرة من دين الله سبحانه وتعالى كما قال الله جل وعلا قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني قال واذا كانت الدعوة الى الله والى شهادة ان لا اله فرظا على كل احد كان الواجب على كل احد بحسب مقدوره على كل احد بحسب مقدوره آآ العالم يعني اه بعلمه وصاحب المال بماله في نشر كتب الاعتقاد وكتب التوحيد غيرها من الوسائل التي ينتشر بها التوحيد وفي زماننا هذا كثرت الوسائل وتيسرت امور ما كانت موجودة في اه اه في اي زمان مضى فالحاصل ان كلا يجتهد حسب اه حسب استطاعته فاتقوا الله ما استطعتم الذي ما عنده قدرة يدعو باهداء الكتب كتب التوحيد والحث عليها واهداء الدروس الصوتية مثلا التي في بيان التوحيد والحث عليها والترغيب فيها فكل واستطاعته اتقوا الله ما استطعتم قال الشيخ رحمه الله رحم الله من اعان على الدين ولو بسطر كلمة رحم الله من اعان على الدين ولو بشطر كلمة. يقصد الا تحقر في في باب الدعوة الى دين الله ولو الشيء القليل ولو الشيء القليل يعني لما ترى احدا نشيطا بالدعوة وتقول وفقك الله اعانك الله سددك الله انت بهذا اعنت انت بهذا اعنت على آآ على الدعوة الى الى دين الله سبحانه وتعالى ولو بشطر كلمة لا يحرم آآ الانسان لا نفسه من من الخير في هذا الباب العظيم قالوا رحم الله من اعان على الدين ولو بشطر كلمة. وانما الهلاك في ترك ما يقدر عليه العبد من الدعوة الى هذا الدين والاشد هلاكا من ذلك ان يكون الانسان والعياذ بالله في سلوكه واعماله واقواله يصد عن عن دين الله سبحانه وتعالى آآ اما اه اما بالدعوة الى الباطل او بالوقيعة في اعراظ اهل العلم الذين يدعون الى الله سبحانه وتعالى والى التوحيد على على بصيرة فهذا فهذا من الصد عن دين الله ومن الصد عن اه اه من من الصد عن الدعوة الى الله سبحانه وتعالى ومن ومن موجبات الحرمان والخسران نعم قال رحمه الله تعالى في باب تفسير التوحيد وشهادة ان لا اله الا الله هما بمعنى واحد فهو من باب عطف المترادفين وهذه المسألة اكبر المسائل واهمها كما قال المصنف رحمه الله وحقيقة تفسير التوحيد العلم والاعتراف بتفرد الرب بجميع صفات الكمال واخلاص العبادة له وذلك يرجع الى امرين نفي الالوهية كلها عن غير الله بان يعلم ويعتقد الا يستحق الالهية ولا شيئا من العبودية احد من الخلق لا نبي مرسل ولا ملك مقرب ولا غيرهما وانه ليس لاحد من الخلق في ذلك حظ ولا نصيب الامر الثاني اثبات الالوهية لله تعالى وحده لا شريك له وتفرده بمعاني الالوهية كلها وهي نعوت الكمال كلها ولا يكفي ولا يكفي هذا الاعتقاد وحده حتى يحققه العبد باخلاص كلمة الدين لله فيقوم بالاحسان والايمان فيقوم بالاسلام والايمان والاحسان وبحقوق الله وحقوق خلقه قاصدا بذلك وجه الله وطالب الرضوانه وثوابه ويعلم ان من تمام تفسيرها وتحقيقها البراءة من عبادة غير الله وان اتخاذ انداد يحبهم كحب الله او يطيعهم كطاعة الله او يعمل لهم كما يعمل لله ينافي معنى الا اله الا الله اشد المنافاة وبين المصنف رحمه الله ان من اعظم ما يبين معنى لا اله الا الله قوله صلى الله عليه وسلم من قال لا اله الا الله وكفر بما يعبد من دون دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله فلم يجعل مجرد التلفظ بها عاصما للدم والمال بل ولا معرفة معناها مع لفظها. بل ولا الاقرار بذلك. بل ولا لا يدعو الا الله وحده لا شريك له بل لا يحرم ماله ودمه حتى يضيف الى ذلك الكفر بما يعبد من دون الله فان شك او توقف لم يحرم ماله ولا دمه فتبين بذلك انه لابد من اعتقاد وجوب عبادة الله وحده لا شريك له ومن الاقرار بذلك اعتقادا ونطقا ولابد من القيام بعبودية الله وحده طاعة لله وانقيادا. ولابد من البراءة مما ينافي ذلك عقدا عقدا عقدا وقولا وفعلا ولا يتم ذلك الا بمحبة القائمين بتوحيد الله وموالاتهم ونصرتهم وبغض اهل الكفر والشرك ومعاداتهم ولا تغني في هذا المقام الالفاظ المجردة ولا الدعاوى الخالية من الحقيقة بل لا بد ان يتطابق العلم والاعتقاد والقول والعمل فان هذه الاشياء متلازمة متى تخلف واحد منها تخلفت في البقية والله اعلم هذا الباب اه باب اه عظيم جدا وهو في تفسير التوحيد وشهادة ان لا اله الا الله ومعلوم ان شهادة ان لا اله الا الله هي كلمة التوحيد والتوحيد هو مدلول لا اله الا الله لان لا اله الا الله تقوم على ركنين تقوم على ركنين النفي والاثبات لا اله هذا النفي الا الله هذا الاثبات فلا اله الا الله تقوم على ركنين هما التوحيد التوحيد نفي واثبات فليس التوحيد نفيا بلا اثبات وليس ايظا اثباتا بلا نفي بل التوحيد نفي واثبات نفي للعبودية بكل ما معانيها عن غير الله عز وجل واثبات للعبودية بكل معانيها لله وحده سبحانه وتعالى وذلك باخلاص الدين له فليست لا اله الا الله كلمة لا معنى لها او لفظة لا مدلول لها بل هي كلمة مشتملة على اعظم المعاني. واجل المقاصد وانبلي الغايات مشتملة على توحيد الله سبحانه وتعالى ولهذا لا اله الا الله لا تكونوا نافعة لقائلها الا اذا حقق ما دلت عليه من التوحيد اما من قالها بلسانه ونقضها بفعاله لا تكون نافعة له ولا منجية له يوم يلقى الله سبحانه وتعالى لان مقصود هذه الكلمة ان يوحد الله وان يفرد سبحانه وتعالى بالعبادة ولما قال عليه الصلاة والسلام للمشركين الكفار قولوا لا اله الا الله تفلحوا فهموا المراد بهذه الكلمة المقصود بها فقالوا اجعل الالهة الها واحدا ان هذا لشيء عجاب وقالوا ايضا وكما ذكر الله وانطلق الملأ منهم ان امشوا واصبروا على الهتكم ان هذا لشيء يراد عرفوا ان لا اله الا الله ابطل جميع الالهة وتلغي جميع المعبودات وتدعو الى افراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة وحده فلا يدعى الا الله ولا يسأل الا الله ولا يستغاث الا بالله ولا يتوكل الا على الله ولا يذبح الا لله ولا ينذر الا لله ولا يصرف شيء من العبادة الا له وحده جل في علاه هذا هو معنى هذه الكلمة. قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له. وبذلك امرت وانا اول المسلمين وتفسير هذه الكلمة لما عقد رحمه الله تعني شيخ الاسلام محمد وعبد الوهاب رحمه الله لما عقد هذه الترجمة تفسير لا اله الا الله قد تظن لما ترى هذا العنوان تفسير لا اله الا الله انه سيكتب كلاما من عنده يشرح به لا اله الا الله لم يكتب ولا كلمة واحدة آآ من قوله او او كلامه وانما ساق ايات ايات من القرآن تفسر لا اله الا الله تفسر لا اله الا الله فكأنه يقول لك اقرأ هذه الايات وخذ تفسير لا اله الا الله منها فهي تبين لك لا اله تبين لك معنى لا اله الا الله ونستمع الان الى الايات التي اه ساقها رحمه الله تعالى يفسر بها لا اله الا الله قال تعالى اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه ان عذاب ربك كان محظورا وقال تعالى واذ قال ابراهيم لابيه وقومه انني براء مما تعبدون الا الذي فطرني فانه سيهدين وقال تعالى اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما امروا الا ليعبدوا الها واحدا. لا اله الا هو سبحانه عما يشركون وقال تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله. والذين امنوا اشد حبا لله. هذه الاية ولها نظائر كثيرة جدا في القرآن تفسر كلمة التوحيد لا اله الا الله وتبينها وتوضح معناها وتجلي مدلولها آآ ومن ذلك قول الله سبحانه وتعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين. هذا هو معنى لا اله الا الله ومن ذلك قوله وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه هذا هو معنى لا اله الا الله ومن ذلك قول الله سبحانه وتعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. هذا ومعنى لا اله الا الله ومن ذلك قوله تعالى فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى اي بلا اله الا الله هذا هو معنى لا اله الا الله ومن ذلك قوله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا هذا هو معنى لا اله الا الله ومن ذلك ما ذكره الله عن خليله ابراهيم عليه السلام انني براء مما تعبدون الا الذي فطرني فانه سيهدين وجعلها كلمة باقية في عقبة اي كلمة التوحيد الذي ذكر مدلولها هنا فهذا هو معنى لا اله الا الله اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه. هذا ومعنى لا اله الا الله فالقرآن فيه ايات كثيرة ايات كثيرة تشرح لا اله الا الله وتفسر معناها فلما عقد المصنف رحمه الله هذه الترجمة لما عقد هذه الترجمة باب تفسير التوحيد وشهادة ان لا اله الا الله ساق ايات من كتاب الله عز وجل مفسرة لا اله الا الله ومبينة لمعناها وهذا التفسير للا اله الا الله والعلم بمعناها ومدلولها مطلب عظيم لان الامر كما قدمت لا اله الا الله لا تكون نافعة لقائلها الا اذا حققت الا اذا حقق ما دلت عليه من التوحيد وتحقيق ما دلت عليه من التوحيد فرع عن العلم بمعنى اه لا اله الا الله ومدلولها ولهذا يقول الله جل وعلا فاعلم فاعلم انه لا اله الا الله ويقول جل وعلا الا من شهد بالحق وهم يعلمون الا من شهد بالحق اي لا اله الا الله وهم يعلمون اي معنى ما شهدوا به فلا بد من العلم بمعنى هذه الكلمة وفهم ما دلت عليه لان لان لا اله الا الله لا تكون مقبولة الا بذلك. ولهذا جاء في الصحيح عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال من مات وهو ويعلم انه لا اله الا الله دخل الجنة. اشترط العلم عليه الصلاة والسلام فلا بد من العلم بمعناها وهذه الايات التي ساق رحمه الله تعالى كلها اه شارحة مفسرة آآ لمعنى لا اله الا الله ولما كان العلم بمعنى لا اله الا الله واستحضار ذلك باستمرار واستدامة على مر الايام والليالي مطلوبا من العبد جاء جاءت الاذكار الشرعية محققة هذا المطلب وينبغي ان ننتبه لهذا جيدا الاذكار التي وظفت ما في الصباح والمساء وادبار الصلوات ليست مجرد اه كلمات تقال والفاظ مجردة يؤتى بها بل هي اه جاءت تجدد التوحيد تحققه وتقويه في القلوب ولا يزال العبد مع هذه الاذكار يجدد توحيده واضرب على ذلك مثالا واحدا آآ اؤكد على الانتباه له لعظيم اهميته وهو الذكر الذي نقوله كنا نقوله كلنا ادبار الصلوات المكتوبة التهليلات التي كان يقولها رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول دبر كل صلاة كان يقول دبر كل صلاة لا اله الا الله ثلاث مرات كان يقول دبر كل صلاة لا اله الا الله ثلاث مرات المرة الاولى يقول بعدها وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير والثانية يقول بعدها ولا نعبد الا اياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون لا ولا نعبد الا اياه نعم له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن والثالثة يقول بعدها مخلصين له الدين ولو كره الكافرون هذا هذه التهليلات التي كان يواظب عليها دبر كل صلاة لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. لا حول ولا قوة الا بالله لا اله الا الله ولا نعبد الا اياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن لا اله الا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون تأمل هذه التهليلات فهي آآ تغذي هذا التوحيد وتجدده وتؤكد على معناه وتحقق مذلوله فاذا كان العبد لا يزال يكرر هذه التهليلات ويرددها هذا التردد المستمر عقب كل صلاة فهو لا يزال يجدد توحيده لا يزال يجدد توحيده ولا يزال يمتن هذا التوحيد في قلبه. اذا كان يقول مع استشعار للمعنى اما اذا كان يقول كلاما مجردا لا يعي معناه ولا يقف مع مع مدلوله فانه يكون ضعيف الاثر. ان لم يكن عديم الاثر ولهذا ينبغي ان ننتبه لذلك التهليلة الاولى يقول المسلم بعدها وحده لا شريك له وحده لا شريك له وهذا تأكيد لمعنى التوحيد واهتمام بمقامه العظيم لانك عندما تقول لا اله الا الله نفيت واثبت. اليس كذلك؟ وهذا هو التوحيد. نفيته واثبت لا اله الا الله نفيت العبودية عن كل من سوى الله واثبت العبودية بكل معانيها لله وحده فقال بعده وحده لا شريك له هذا تأكيد للاثبات والنفي فان قولك وحده هذا تأكيد للاثبات وقولك لا شريك له هذا تأكيد للنفي وهذا التأكيد فيه اهتمام بمقام التوحيد العظيم وقوله بعد ذلك له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير هذه براهين التوحيد فالذي له الملك وله الحمد الذي على كل شيء قدير هو الذي له لا التوحيد وآآ تخلص له العبادة ويفرد بالذل والخضوع وحده لا شريك له ثم التهليلة الثانية قال تقول بعدها ولا نعبد الا اياه. وهذا هو وهذا هو معنى لا اله الا الله وما امروا الا ليعبدوا الله ولا نعبد الا اياه هذا هو التوحيد الا نعبد الا الله ان نخلص ديننا لله ان نفرد الله سبحانه وتعالى بالعبادة لا اله الا الله ولا نعبد الا اياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن هذه براهين للتوحيد مثل الاول براهين وشواهد على وجوب توحيد الله وتعظيمه واخلاص الدين له وافراد وافراده سبحانه وتعالى وحده بالعبادة ثم التهليلة الثالثة تقول بعدها مخلصين له الدين ولو كره الكافرون مخلصين له الدين وهذا فيه ان لا اله الا الله هي كلمة الاخلاص وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين الا لله الدين الخالص والخالص هو الصافي النقي الذي لم يرد به الا الله فلا اله الا الله تعني اخلاص الدين كله لله وان يؤتى بالدين بالدين كله صافيا نقيا لا يراد به الا الله سبحانه وتعالى ولا يقصد به الا الله جل وعلا في جميع الاعمال وجميع العبادات يخلص دينه لله مفردا ربه سبحانه وتعالى بعبادته وذله وخضوعه ورجائه وخوفه الى غير ذلك من اه العبادات مخلصين له الدين اي نأتي بالدين بالدين كله خالصا صافيا نقيا لا نريد به الا الله ولا نبتغي به الا وجه الله سبحانه وتعالى فتلاحظ الان ان هذه هذه آآ التهليلات التي دبر كل صلاة اتبعت بتأكيد وتحقيق توضيح للتوحيد واذا كان واذا كنت تكرر تكرر هذا هذا التحقيق وهذا التوضيح هذا التأكيد على مقام التوحيد العظيم كل يوم دبر كل صلاة فان توحيدك لا يزال يتجدد ويتقوى باذن لله سبحانه وتعالى ولو قيل لنا آآ لو قيل لنا هات تفسيرا للا اله الا الله من هذه التهليلات الثلاث وهذه التهليلات علمنا اياها رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلو قيل لنا ها التفسير لمعنى لا اله الا الله مستخلصا من التهليلات الثلاث مستخلصا من التهليلات الثلاث فقلنا معنى لا اله الا الله الا نعبد الا الله هذا من الثانية وحده لا شريك له هذا من الاولى مخلصين له الدين هذا من الثالثة هذا من الثالثة لكان احسن واوعب واجود تفسير للا اله الا الله وهو متلقى من مشكاة النبوة ومن كلام الرسول عليه الصلاة والسلام ولم نأت ولم نأت فيه بحرف من انفسنا كله مأخوذ من كلام الرسول عليه الصلاة والسلام من التهليلات التي نقولها كلنا دبر كل صلاة من التهليلات التي نقولها كلنا اه دبر كل صلاة مرة ثانية آآ معنى لا اله الا الله الا نعبد الا الله هذا من الثانية التهليلة الثانية وحده لا شريك له هذا من التهليلة الاولى مخلصين له الدين هذا من ولو كره الكافرون هذا من التهليلة الثالثة وهذا اجمع واحسن تفسير لا اله الا الله وليكن هذا التفسير المبارك المستفاد من اه من هدي نبينا عليه الصلاة والسلام ومن مسكات النبوة خاتمة لهذا المجلس نسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقه وان يصلح لنا شأننا كله وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا