الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وعبده نبينا محمد وعلى اله وصحبه. اما بعد. فاللهم انا نسألك علما نافعا وعملا صالحا وان تفتح علينا وترحمنا اللهم اغفر لشيخنا ولنا وللمسلمين قال العلامة السعدي رحمه الله تعالى في كتابه القول السديد في مقاصد التوحيد في باب من تبرك بشجرة او حجر ونحوهما قال اي فان ذلك من الشرك ومن اعمال المشركين فان العلماء اتفقوا على انه لا يشرع التبرك بشيء من الاشجار والاحجار والبقع والمشاهد وغيرها فان هذا التبرك غلو فيها وذلك يتدرج بها الى دعائها وعبادتها. وهذا هو الشرك الاكبر. كما تقدم انطباق الحد عليه وهذا عام في كل شيء حتى مقام ابراهيم وحجرة النبي صلى الله عليه وسلم وصخرة بيت المقدس وغيرها من البقع الفاضلة واما استلام الحجر الاسود وتقبيله واستلام الركن اليماني من الكعبة المشرفة فهذا عبودية لله وتعظيم لله وخضوع لعظمته فهو روح التعبد فهذا تعظيم للخالق وتعبد له وذلك تعظيم للمخلوق وتأله له فالفرق بين الامرين كالفرق بين الدعاء لله الذي هو اخلاص وتوحيد. والدعاء للمخلوق الذي هو شرك وتنديد الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذه الترجمة باب من تبرك بشجر او حجر او غيرهما. اي حكم من فعل ذلك والتبرك هو طلب البركة طلبوا البركة والبركة بيد الله ومنه وحده جل في علاه ولا تنال الا بطاعته وفعل ما يحبه ويرضاه وما سوى ذلك من الاعمال. التي تفعل رجاء حصول البركة فانها لا تنال بها بركة لان البركة انما هي من الله عز وجل ولا تنال الا بطاعته اي بفعل ما شرع واذن به سبحانه وتعالى فكل من يطلب البركة باعمال ليست من الشرع ولا من دين الله سبحانه وتعالى فانه يطلبها من غير بابها. وبغير الطريق الموصل اليها فلا ينال بركة بل ينالوا ضد ذلك ولهذا فان قاعدة هذا الباب واصله المتين الذي عليه يعول ان البركة من الله وبيده جل في علاه ولا تنال الا بفعل ما شرع لا تنال الا بفعل ما شرع قال عيسى عليه السلام وجعلني مباركا وجعلني مباركا اينما كنت فالذي يبارك هو الله والبركة انما هي منه سبحانه وتعالى ولا تنال الا بفعل ما شرع واذن به من الاعمال والطاعات ومن التفت في باب البركة ونيلها الى التعلق بالبقاع التماسا للبركة من جهتها وطلبا لها من جهة البقاع فقد وقع في الشرك لان البركة بيد الله. ومن الله ولا تنال الا بفعل ما اذن الله سبحانه وتعالى به وامر. فاذا علق الانسان قلبه ببقعة يرجو بركته منها ويلتمس بركته منها ويعلق قلبه بها هذا وقع في باب من ابواب الشرك وعمل من اعمال الجاهلية وعمل من اعمال الجاهلية ولهذا عقد رحمه الله هذه الترجمة باب من تبرك بشجر او حجر او غيرهما اي فان ذلك من الشرك فان ذلك من الشرك وهذا العمل من اعمال الشرك والشرك حاشى ان يحصل به المرء بركة الشرك فساد عظيم وشر عريض فلا تنال بركة بشرك بالله سبحانه وتعالى وهذا يصور لكم الحالة البئيسة المزرية التي يقع فيها من يتعلق بالبقاع طلبا للبركة منها وظنا انه يحصل بركة من جهتها وهو في حقيقة الحال لم يحصل بركة وانما حصل شرا وفسادا ومضرة عليه في نفسه ودينه فالحاصل ان هذا هذا التبرك بالاشجار او الاحجار او او غيرها اي من البقاع قبة او صخرة او ضريح او مزار او غير ذلك فمن طلب البركة من جهة هذه الاشياء بالعكوف عندها والتمسح جدرانها والتعلق بها فانه يكون بذلك وقع في عمل هو من اعمال الشرك بالله سبحانه وتعالى قال الشيخ رحمه الله العلماء اتفقوا على انه لا يشرع التبرك بشيء من الاشجار والاحجار والبقع والمشاهد وغيرها. فان هذا برك غلو فيها فان هذا التبرك غلو فيها وذلك يتدرج بها به الى دعائها وعبادتها وهذا هو الشرك الاكبر كما تقدم انطباق الحد عليه حتى لو لم يدعو وقام عندها وهو يطلب بقلبه ويرجو بقلبه بركة يناله منها بركة ينال منها ويطمع في تحصيله منها وتعلق قلبه بنيل البركة من جهتها كما يفعله الضلال عند زيارتهم لاماكن يعتقدون فيها. ويرجون من جهتها الا البركة فانه يكون بذلك قد وقع في الشرك ومما يوضح ذلك ما جاء في حديث ابي واقد الليثي رضي الله عنه والذي ساقه المصنف رحمه الله في الترجمة قال كنا حدثا عهد بكفر فمررنا بسدرة للمشركين يقال لها ذات انواط يعلقون اسلحتهم عليها. وهذا التعليق للاسلحة على تلك الشجرة هو من اجل طلب البركة فهم يعكفون عندها ويعلقون اسلحتهم عليها يرجون من جهة تلك الشجرة بركة. والبركة انما هي من الله سبحانه وتعالى وابو واقد قدم بمقدمة يعتذر فيها عما حصل منهم قال رضي الله عنه كن حدث عهد بكفر يعني عهدنا حديث وقريب بالكفر ما تعمقنا في امور الدين واصوله وقواعده فيقول رظي الله عنه ثم مررنا بشجرة اخرى اي غير تلك الشجرة قال فمررنا بشجرة وقلنا يا رسول الله اجعل لنا ذات انواط كما لهم ذات انواط اجعل لنا ذات انواط كما لهم ذات انواط اجعل لنا شجرة نفعل عندها مثل ما يفعلون. نعلق اسلحتنا و ذات انواط كما لهم ذات انواط فقال عليه الصلاة والسلام الله اكبر انها السنن قلتم والذي نفسي بيده كما قال قوم موسى لموسى اجعل لنا الها كما لهم الهة لتركبن سنن من كان قبلكم تبين عليه الصلاة والسلام ان اتخاذ بقعة او اه حجر او شجر او نحو ذلك يرجى او يطلب من جهته بركة هو من اتخاذ الالهة والانداد. قلتم والذي نفسي بيده كما قال قوم موسى لموسى اجعل لنا الها كما لهم الهة ثم تنبهوا هنا في هذا المقام الى قول النبي عليه الصلاة والسلام محذرا امته قال لتركبن سنن من كان قبلكم وهذا مثل قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الاخر لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا شبرا ذراعا ذراعا حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه والى هذا المعنى ايضا جاءت الاشارة في القرآن في قوله فاستمتعتم بخلاقكم كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم وخضتم كالذي خاضوا وخضتم كالذي خاضوا هذا مثل ما جاء في مثله ما جاء في الحديث لتتبعن سنن من كان قبلكم لتركبن سنن من كان قبلكم هذا الذي اخبر به عليه الصلاة والسلام اخبر انه واقع كونا وقدرا قال ذلك على وجه التحذير والانذار للامة من هذا الامر الا يقع المسلم فيه بل يجاهد نفسه على البعد منه والسلامة منه واذا كان واقع كونا وقدرا معنى ذلك ان له دعاة وله انصار وله من يعملون على على نشره واشاعته في الناس وسيوجد في الامة من يتقبل ذلك ويكون من اهل هذه الاعمال التي هي من سنن من كان قبلنا اي من المشركين اهل الجاهلية والضلال والعبادات التي ما انزل الله تبارك وتعالى بها من سلطان وقوله في الترجمة من تبرك بشجر او حجر او غيرهما هذا عام في كل شيء حتى مقام ابراهيم وحجرة النبي صلى الله عليه وسلم وصخرة بيت المقدس وغيرها من البقاع الفاضلة وقد يقول قائل في هذا المقام فما الشأن اذا في تقبيل الحجر الاسود واستلام الحجر الاسود والركن اليماني وجواب ذلك في كلمة عظيمة علية الشأن لامير المؤمنين الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وارضاه قالها وهو يقبل الحجر ورفع بها صوته حتى يتعلم الناس المعتقد الصحيح ويسلموا من اسباب الانحراف ووسائله فقبل الحجر رضي الله عنه وقال اما والله اني اعلم انك حجر لا تضر ولا تنفع اما والله اني اعلم انك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا اني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك ولولا اني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك وما يروى عن علي رضي الله عنه انه قال انه يضر وينفع فهذا كذب على علي كما بين ذلك ائمة الحديث واهل الدراية الاسانيد وتمييز ما يصح منها وما لا يصح فقال عمر رضي الله عنه اما والله اني اعلم انك حجر لا تضر ولا تنفع اذا المسلم الذي يقبل الحجر الاسود يقبله وقلبه متعلق به او يفعل ذلك تعبدا وتأسيا بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قال ولولا اني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلته اي افعل ذلك تأسيا بالرسول الكريم عليه الصلاة والسلام لا عن تعلق بالحجر او اعتقاد فيه ليس هناك اعتقاد في الحجر لا تضر ولا تنفع هكذا قال رضي الله عنه وارضاه قال الشيخ واما استلام الحجر الاسود وتقبيله واستلام الركن اليماني من الكعبة المشرفة فهذه عبودية لله وتعظيم له وخضوع لعظمته هو رح التعبد ويضاف الى ما ذكروا وتأسن بالرسول الكريم عليه الصلاة والسلام كما قال عمر ولولا اني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلته فهذا تعظيم للخالق وتعبد له تعظيم للخالق وتعبدا له اما الاول الذي يفعله من يتمسح بالاحجار والاشجار والبقاع الى اخره فذاك تعبد لتلك الاحجار وتعلق بتلك الاحجار وخضوع لتلك الاحجار ولهذا يقول الشيخ فالفرق بين الامرين كالفرق بين الدعاء الذي هو اخلاص وتوحيد لله الدعاء لله الذي هو اخلاص وتوحيد لله والدعاء للمخلوق الذي هو شرك وتنديد الامر واضح الامر واضح والكلمة التي قال عمر التي قالها عمر رضي الله عنه كلمة تأصل المعتقد الصحيح والتوحيد المتين الذي عليه دين قيام دين الله سبحانه وتعالى وتبعد المرء عن التعلقات الباطلة التي ما انزل الله سبحانه وتعالى بها من سلطان. فقال هذه الكلمة على مسمع من الناس اما والله اني لاعلم كحجر لا تضر ولا تنفع ولولا اني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلته ولهذا اتفق العلماء انه لا يوجد بقعة في الدنيا اطلاقا يشرع ان تقبل الا الحجر الاسود لا يوجد بقعة في الدنيا اطلاقا يشرع ان تقبل الا الحجر الاسود وهو عبودية لله وهو عبودية لله تعبد لله ومما يلغز في به في هذا المقام لو ان شخصا نذر ان يعبد الله سبحانه وتعالى بعبادة لا يكون وقت عبادته لله بها في الدنيا اي مخلوق يفعلها لا يمكن ان يجزم بشيء من ذلك الا تقبيل الحجر الا تقبيل الحجر فهو البقعة الوحيدة في الدنيا التي يشرع تقبيله والاستلام له وللركن اليماني. حتى اطراف البيت الاخرى لا يشرع استلامها وانما الذي يستلم الركن اليماني والحجر الاسود كما فعل ذلك النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه والبركة التي ترجى في هذا العمل هي بركة ترجى من جهة العبودية لله انتبهوا هي بركة ترجى من جهة العبودية لله لا من جهة تعلق بالحجر فصل عمر رضي الله عنه في كلمته الامر اوضحه وضوحا بينا قال لا تضر ولا تنفع. فالبركة التي ترجى من جهة العبودية لله والاتباع للرسول عليه الصلاة والسلام ولهذا حقيقة البركة حقيقة البركة اخلاص للمعبود واتباع للرسول عليه الصلاة والسلام حقيقة البركة اخلاص للمعبود ومتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم. نعم قال رحمه الله تعالى في باب ما جاء في الذبح لغير الله اي انه شرك فان نصوص الكتاب والسنة صريحة في الامر بالذبح لله واخلاص ذلك لوجهه كما هي صريحة بذلك في الصلاة فقد قرن الله الذبح بالصلاة في بعدة مواضع من كتابه واذا ثبت ان الذبح لله من اجل العبادات واكبر الطاعات الذبح لغير الله شرك اكبر مخرج عن دائرة الاسلام. فان حد الشرك الاكبر وتفسيره الذي يجمع انواعه وافراده ان يصرف العبد نوعا او فردا من افراد العبادة لغير الله فكل اعتقاد او قول او عمل ثبت انه مأمور به من الشارع فصرفه لله وحده توحيد وايمان واخلاص. وصرفوا لغيره شرك وكفر فعليك بهذا الضابط للشرك الاكبر الذي لا يشد عنه شيء كما ان حد الشرك الاصغر هو كل وسيلة وذريئة يتطرق منها الى الشرك الاكبر. من الارادات والاقوال والافعال لم تبلغ رتبة العبادة فعليك بهذين الضابطين للشرك الاكبر والاصغر فانه مما يعينك على فهم الابواب السابقة واللاحقة من هذا الكتاب. وبه يحصل لك الفرقان بين الامور التي يكثر اشتباهها. والله المستعان هذه الترجمة باب ما جاء في الذبح لغير الله اي انه شرك ومن اعمال المشركين لان الذبح اه لان الذبح قربة وهي من افضل القربات المالية كما ان الصلاة افظل القربات البدنية ولهذا مثل ما اشار آآ الشيخ رحمه الله اه يقرن بين هاتين العبادتين في مواطن من القرآن كقول الله سبحانه وتعالى قل ان صلاتي ونسكين ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له الصلاة ونسكي قرن النسك الذي هو الذبح بالصلاة ومثله قول الله سبحانه وتعالى فصل لربك وانحر اي لربك وحده فالصلاة عبادة بدنية وهي افضل العبادات البدنية والذبح عبادة مالية وهي افضل العبادات المالية. وكثيرا ما يقرن بين هاتين العبادتين اذا علم ان الذبح عبادة فصرف هذا لغير الله صرف هذا لغير الله شرك والشرك الذي يقع في الذبح يقع من جهتين من جهة الاستعانة من جهة قصد التقرب من جهة الاستعانة ومن جهة قصد التقرب والتعبد اما الاولى وهي الاستعانة اما الاولى وهي الاستعانة فان من ذبح باسم غير الله والباب في بسم الله للاستعانة فمن ذبح باسم غير الله فان هذا شرك منه في باب الاستعانة لان الاستعانة انما تكون بالله وحده اياك نعبد واياك نستعين ومن ذبح وقصد بذبيحته تقربا لغير الله من شجر او مقبور او غير ذلك فانه وقع في الشرك من جهة التعبد والتقرب فالشرك الذي يقع في الذبح يقع من هاتين الجهتين يقع من هاتين الجهتين وقد يقع في بعض الناس من الجهتين معا فيذبح مستعينا بغير الله متقربا به لغير الله الصور الممكنة في هذا الباب الممكنة وقوعا في هذا الباب اربع ان يذبح مستعينا بغير الله متقربا به لغير الله وهذا شرك في الامرين او يذبح مستعينا بغير الله متقربا بها لله وهذه الثانية والثالثة ان يذبح لله مستعينا وقت ذبحها بغير الله يسمي غير الله عند ذبحها ولا تأكل مما لم يذكر اسم الله عليه والرابعة ان يذبح لله متقربا ومستعينا بالله سبحانه وتعالى وهذا هو التوحيد يذبح لله سبحانه وتعالى متقربا ويستعين بالله سبحانه وتعالى وهذا هو التوحيد. توحيد الاستعانة وتوحيد العبادة. اياك نعبد واياك نستعين قال الشيخ رحمه الله واذا ثبت ان الذبح لله من اجل العبادات واكبر الطاعات فالذبح لغير الله شرك اكبر مخرج عن دائرة الاسلام فان حد الشرك الاكبر هو تفسيره الذي يجمع انواعه وافراده ان ان يصرف العبد نوعا او فردا من افراد العبادة لغير الله وذلك لان العبادة حق لله العبادة حق لله ومنها الذبح فمن صرف شيئا منها لغير الله سبحانه وتعالى فقد اشرك وتأمل هذا المعنى في الاية الكريمة قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين هذا هو التوحيد لا شريك له وبذلك امرت فمن جعل ذبحه لغير الله سبحانه وتعالى فانه بهذا العمل يكون قد وقع في الشرك لانه صرف اه شيئا من العبادة لغير الله سبحانه وتعالى وقد صح في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم لعن من ذبح لغير الله لعن من ذبح لغير الله قال الشيخ رحمه الله فكل اعتقاد او قولا او عمل ثبت انه مأمور به من الشرع مأمور به من الشرع فصرفه لله وحده توحيد وايمان واخلاص وصرفه لغيره شرك وكفر وهذه قاعدة وضابط في الباب ولهذا قال الشيخ فعليك بهذا الضابط للشرك الاكبر الذي لا يشد عنه شيء عليك بهذا الضابط للشرك الاكبر الذي لا يشد عنه شيء فمن صرف شيئا من اه الاعتقادات او الاقوال او الاعمال التي هي لله سبحانه وتعالى وجاء الامر بها في كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام من صرفها لغير الله فقد وقع في الشرك الاكبر ثم ذكر حد الشرك الاصغر قال كل وسيلة وذريعة يتطرق منها الى الشرك الاكبر من الارادات والاقوال والافعال التي لم تبلغ رتبة العبادة وسيأتي امثلة كثيرة في ابواب عديدة على ذلك عند المصنف رحمه الله تعالى قال فعليك بهذين الظابطين للشرك الاكبر والاصغر فانه مما يعينك على فهم الابواب السابقة واللاحقة من هذا الكتاب وبه يحصل لك الفرقان بين الامور التي يكثر اشتباهها والله المستعان. نعم باب لا يذبح بمكان يذبح فيه لغير الله قال رحمه الله تعالى ما احسن اتباع هذا الباب بالباب الذي قبله الذي قبله من المقاصد وهذا من الوسائل ذاك من الشرك الاكبر وهذا من وسائل الشرك القريبة فان المكان الذي يذبح فيه المشركون لالهتهم تقربا اليهم وشركا بالله قد صار مشعرا من مشاعر الشرك فاذا ذبح فيه المسلم ذبيحة ولو قصدها لله فقد تشبه بالمشركين وشاركهم في مشعرهم والموافقة الظاهرة تدعو الى الموافقة الباطنة والميل اليهم ومن هذا السبب نهى الشارع عن مشابهة الكفار في شعارهم واعيادهم وهيئاتهم ولباسهم وجميع ما يختص بهم ابعادا للمسلمين عن الموافقة لهم في الظاهر التي هي وسيلة قريبة للميل والركون اليهم حتى انه نهى عن الصلاة النافلة في اوقات النهي التي يسجد المشركون فيها لغير الله خوفا من التشبه المحذور اه هذه الترجمة باب لا يذبح لله بمكان يذبح فيه لغير الله لا يذبح لله اي على وجه الاخلاص لله عز وجل وقصده وحده سبحانه وتعالى بالعمل فهذا لا يفعل في مكان يذبح فيه لغير الله لماذا؟ لان هذا من الوسائل التي تفظي الى الشرك والشريعة جاءت حماية التوحيد وصيانة جنابه من كل بالنهي عن كل امر يفضي الى الشرك بالله ويؤدي اليه ومن ذلكم الذبح لله عز وجل في مكان يذبح فيه لغير الله وقد اورد المصنف اعني شيخ الاسلام محمد عبد الوهاب رحمه الله اه تحت هذا هذه الترجمة حديث الرجل الذي نذر ان يذبحا ببوانة. نعم عن ثابت ابن الضحاك رضي الله عنه قال نذر رجل ان ينحر ابلا ببوانة فسأل النبي صلى الله فسأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال هل كان فيها وثن من اوثان الجاهلية يعبد؟ قالوا لا قال فهل كان فيها عيد من اعيادهم؟ قالوا لا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اوف بنذرك. فانه لا وفاء لنذر في معصية الله ولا فيما لا يملك ابن ادم. رواه ابو داوود واسناده على شرطهما. هذا رجل نذر ان يذبح ابلا وعين مكانا يذبح فيها تلك الابل وقصد بذبح هذه الابل التقرب الى الله سبحانه وتعالى لكنه عين مكانا عين مكانا يذبح فيه تلك الابل ببوانة فسأل النبي عليه الصلاة والسلام هل فيها يعني هل في هذا المكان وثن من اوثان الجاهلية؟ قالوا لا قال هل في عيد من اعيادهم قالوا لا. قال فاوفي بنذره قال اهل العلم جواب النبي عليه الصلاة والسلام له بالاذن بالوفاء. بعد الاستفصال دليل على ان الامر لو كان على خلاف ذلك فيها وثن من اوثاني الجاهلية او عيد من اعيادهم لم يأذن له والا لم يكن للاستفصال ماذا معنى والا لم يكن للاستفصال معنا اذا كان الحكم واحد لم يكن للاستفصال معنى فلما استفصل النبي قبل ان يجيب هل فيها وثن من اوثان الجاهلية؟ قالوا لا. قال هل فيها من عيد من اعياد الجالية؟ قال لا. قال اذا اوفي بنذرين فيؤخذ من هذا الاستفصال ان المكان الذي فيه وثن من اوثان الجاهلية او عيد من اعيادهم لا يفعل فيه الامر حتى لو كان الفاعل يريد بذلك التقرب الى الله سبحانه وتعالى لماذا لان هذا فيه صورة مشاركة في الظاهر صورة مشاركة في الظاهر ل عمل الجاهلية واعمال الجاهلية وصورة المشاركة التي في الظاهر تورث مع الوقت تأثرا في الباطن تؤثر تورث مع الوقت تأثرا في الباطن ولهذا الشريعة جاءت بالمنع من اشياء كثيرة كل ذلك صيانة للقلوب وحفظا لها قال الشيخ رحمه الله فان المكان الذي يذبح فيه المشركون لالهة تقربا اليها وشركا بالله قد صار مشعرا من مشاعر الشرك فاذا ذبح فيه المسلم ذبيحة ولو قصدها لله فقد تشبه بالمشركين فقد تشبه بالمشركين وشاركهم في مشعرهم والموافقة الظاهرة تدعو الى الموافقة الباطنة والميل اليهم ولهذا جاء النهي عنه لانه وسيلة لانه وسيلة والفرق بين هذه الترجمة والتي قبلها باب لا آآ باب ما جاء في الذبح لغير الله ان الترجمة الاولى من المقاصد. والثانية من الوسائل الترجمة الاولى من المقاصد والثانية من الوسائل قوله لا يذبح لله بمكان يذبح فيه لغير الله هذا من وسائل الشرك والنبي عليه الصلاة والسلام كما انه جاء عنه النهي عن الشرك جاء عنه كذلك النهي عن كل وسيلة تفظي الى الشرك وتؤدي اليه. حماية لحمى التوحيد وصيانة لجنابه العظيم ومقامه الرفيع قال رحمه الله ومن هذا السبب ومن هذا السبب نهى الشارع عن مشابهة الكفار في شعائرهم واعيادهم وهيئاتهم ولباسهم وجميع ما يختص بهم او يختص بهم لماذا؟ قال ابعادا للمسلمين عن الموافقة لهم في الظاهر التي هي وسيلة قريبة للميل والركون اليهم وهذا كله من اه الحماية لحمى التوحيد وجنابه الرفيع قال حتى انه نهى صلى الله عليه وسلم عن الصلاة النافلة في اوقات النهي التي يسجد المشركون فيها لغير الله خوفا من هذا التشبه المحظور من هذا التشبه المحذور هناك وقت للنهي مغلظ فان الشمس تطلع بين قرني شيطان ونهي نهيا مغلظا عن الصلاة في ذلك الوقت آآ لما في هذا الامر من هذا المعنى المشار اليه في هذه الترجمة والذي هو سد الوسائل واغلاق الاسباب والمنافذ التي تفظي بالعبد الى اه الشرك بالله سبحانه وتعالى ولهذا مقام التوحيد مقام رفيع جدا بل هو اعظم الامور واثمن ما يملك المسلم في هذه الحياة فيجب على المسلم ان ان يبعد توحيده عن كل امر يؤثر فيه ويخل به فيحذر من كل وسيلة وسبيل وطريق يفضي بالانسان الى الاخلال بتوحيده والوقوع في الشرك وهذه الوسائل والاسباب والدرايع التي تفظي الى الشرك القولية منها والفعلية سيأتي فيها تراجم عديدة عند المصنف رحمه الله تعالى وهو من جميل اه نصحه وحسن بيانه رحمه الله تعالى وجزاه خيرا الجزاء ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان ينفعنا اجمعين وان يوفقنا لكل خير وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خير