الحمد لله حق حمده والصلاة والسلام على رسوله وعبده نبينا محمد وعلى اله وصحبه اما بعد فاللهم انا نسألك علما نافعا وعملا صالحا وان تفتح علينا وترحمنا اللهم اغفر لشيخنا ولنا وللمسلمين قال العلامة السعدي رحمه الله تعالى في كتابه القول السديد في مقاصد التوحيد قال باب من الشرك النذر لغير الله باب من الشرك الاستعاذة بغير الله باب من الشرك ان يستغيث بغير الله او يدعو غيره قال متى فهمتها؟ متى فهمت الظابط السابق في حد الشرك الاكبر وهو ان من صرف شيئا من العبادة لغير الله فهو مشرك فهمت هذه الابواب الثلاثة التي والى المصنف بيانها فان النذر عبادة مدح الله الموفين به وامر النبي صلى الله عليه وسلم بالوفاء بنذر الطاعة وكل امر مدحه الشارع او اثنى على من قام به او امر به فهو عبادة فان العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاعمال والاقوال الظاهرة والباطنة والنذر من ذلك الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذه الابواب الثلاثة باب من الشرك النذر لغير الله باب من الشرك الاستعاذة بغير الله باب من الشرك ان يستغيث بغير الله او يدعو غيره جميعها تتعلق انواع من الشرك يفصلها رحمه الله تعالى تحذيرا منها وحدوا الشرك الاكبر كما تقدم ان يسوى بالله غير الله في شيء من حقوق الله وهذه كلها حقوق لله النذر والاستعاذة والاستغاثة والدعاء هذه حقوق لله سبحانه وتعالى على عباده لا يجوز ان يجعل مع الله سبحانه وتعالى في اه شريك منها لا في قليل ولا كثير لانها حق خالص لله جل وعلا كما في الحديث حديث معاذ قال له النبي صلى الله عليه وسلم وحق الله على العباد ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا فهذه حقوق لله عز وجل عبوديات لا يجعل مع الله فيها شريك فاذا اتخذ مع الله الشريك في هذه العبادات او في شيء منها فهذا هو الشرك الاكبر المحبط للعمل المبطل للعبادة قد قال الله سبحانه وتعالى ولقد اوحي اليك ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لئن اشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين ومن هذه العبوديات النذر فلا ينذر الا لله كما انه لا يدعى الا الله ولا يصلى الا لله فكذلك لا ينذر الا لله لان النذر عبادة. والعبادة حق لله سبحانه وتعالى وحده ودليل ان النذر عبادة ما اشار اليه الشيخ رحمه الله تعالى بقوله فان النذر عبادة مدح الله الموفين به مدح الله الموفين به في قوله جل وعلا يوفون بالنذر هذا مدح للموفين بالنذر فمدح الله للعمل دليل على حبه سبحانه وتعالى للعمل فدخل حين اذ في باب القرب والعبادة والتعبد لله سبحانه وتعالى قال عز وجل وما انفقتم من نفقة او نذرتم من نذر فان الله يعلمه فالنفقة عبادة والنذر عبادة والعبادة حق لله سبحانه وتعالى قال وامر صلى الله عليه وسلم بالوفاء بنذر الطاعة كما صح في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم انه قال من نذر ان يطيع الله فليطعه قوله فليطعه امر بالوفاء امر الوفاء بالنذر اذا كان نذر طاعة اما نذر المعصية فلا يجوز الوفاء به. ومن نذر ان يعصي الله فلا يعصه النذور التي هي معاصي واثام لا يجوز الوفاء بها لكن نذر الطاعة اذا نذر المرء طاعة من الطاعات عبادة من العبادات نذر ان يصوم او ان يصلي او ان يتصدق او غير ذلك فانه يلزمه الوفاء فالنبي عليه الصلاة والسلام امر بالوفاء بنذر طاعة نذر الطاعة ثم ذكر الشيخ رحمه الله تعالى قاعدة نافعة جدا يعرف بها العمل هل هو من العبادة او ليس من العبادة قال وكل امر مدحه الشارع او اثنى على من قام به مدحه اي مدح العمل نفسه او اثنى على من قام به اي اثنى على العاملين للعمل مثل يوفون بالنذر هذا ثناء على العاملين او مدح العمل نفسه بالثناء على العمل ومحبة الله سبحانه وتعالى له او امر به او امر به فهو عبادة فان العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاعمال والاقوال الظاهرة والباطنة واذا تأملت في النذر فانه من ذلك اذا تأملت في النذر فانه من ذلك من الا الاعمال التي يحبها الله سبحانه وتعالى لانه اثنى جل وعلا على الموفين به وهذا الثناء يدل على حبه لهذا العمل وقرن وفاءهم بالنذر مع الخوف من اه لقاء الله والوقوف بين يديه جل في علاه في يوم كان شره مستطيرا فالحاصل ان النذر عبادة ومن نذر لغير الله لشجرة او قبة او او ضريح او غير ذلك فقد وقع في الشرك الاكبر المنافي للايمان من اصله لان النذر عبادة ولا ينذر الا لله كما انه لا يصلى الا لله ولا يذبح الا لله قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له قال وكذلك امر الله بالاستعاذة به وحده من الشرور كلها وبالاستغاثة به في كل شدة ومشقة فهذه اخلاصها لله ايمان وتوحيد. وصرفها لغير الله شرك وتمديد. هذا الباب الثاني من من ابواب الثلاثة باب من الشرك الاستعاذة بغير الله والاستعاذة هي طلب العود والسين للطلب والاستعاذة التي هي طلب العود هي دعاء هي دعاء فيه لجوء واعتصام طلب تخليص من شدة او من شر او من مخوف فالاستعاذة دعاء وطلب والدعاء لب العبادة وهو العبادة كما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فلا يدعى الا الله الاستعاذة التي هي طلب العوذ هي في حقيقة امرها دعاء دعاء والدعاء سواء كان استعاذة او استغاثة او غير ذا او او غير ذلك فلا يصرف الا لله سبحانه وتعالى لا يلتجأ الا الى الله امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء. ويجعلكم خلفاء الارض االه مع الله قليلا ما تذكرون قال وكذلك آآ امر الله بالاستعاذة به وحده من الشرور كلها. امر الله بالاستعاذة به وحده من الشرور كلها نصوص نصوص الاستعاذة في القرآن وانه وانها انما تطلب من الله سبحانه وتعالى كثيرة وانه انما يرجى فيها الا الى الله وحده كثيرة بكتاب الله عز وجل وقل ربي اعوذ بك من همزات الشياطين قل اعوذ برب الناس قل اعوذ برب الفلق واما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله فالايات في هذا المعنى كثيرة بكتاب الله جل وعلا يأمر الله سبحانه وتعالى فيها بالاستعاذة به وحده وكما قدمت الاستعاذة دعاء والدعاء عبادة والعبادة حق لله وحده فمن استعاذ بغير الله فقد اشرك من استعاذ بغير الله فقد اشرك قال الشيخ رحمه الله اه فهذه اخلاصها لله ايمان وتوحيد وصرفها لغير الله شرك وتنديد ومثل ذلك الاستغاثة ومثل ذلك الاستغاثة والاستغاثة هي طلب الغوث وفي الباب الثالث من هذه الابواب الثلاثة قال باب من الشرك ان يستغيث بغير الله او يدعو غيره والعطف هنا من عطف العام على الخاص لان الاستغاثة دعاء دعاء خاص نوع من الدعاء الذي هو طلب الغوث في وانما يكون طلب الغوث في الشدائد والكرب او يدعو غيره هذا عام يتناول الاستغاثة والاستعاذة وانواع الدعاء الاخرى نعم والفرق بين الدعاء والاستغاثة ان الدعاء عام في كل الاحوال والاستغاثة هي الدعاء لله في حال الشدائد وكل ذلك يتعين اخلاصه لله وحده. نعم الفرق بين الدعاء والاستغاثة ان الدعاء عام في كل الاحوال الدعاء عام في كل الاحوال والاستغاثة في الشدائد الاستغاثة التي هي طلب الغوث انما تكون في الشدائد وقد قال الله سبحانه وتعالى امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض االه مع الله قال عز وجل فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين. الدعاء هنا استغاثة لانه في شدة ومعاينة للموت وتعرض للخطر الشديد فاذا ركبوا في الفلد دعوا الله مخلصين له الدين. فلما نجاهم الى البر اذا هم يشركون وقد كان من حال اه وقد كان من حال اهل الشرك انهم يشركون في الرخاء ويخلصون في الشدة يشركون في الرخاء ويخلصون في الشدة حتى ان من من عجيب امرهم انهم في الشدائد اذا عاينوا الموت يقول بعضهم لبعض بالحرف الواحد اخلصوا لا ينجيكم الا الاخلاص وقد نقل ذلك عنهم عكرمة بن ابي جهل في قصة اسلامه العجيبة فكانوا يقول كانوا يقولون لما عاينوا الموت اخلصوا فلا ينجيكم الا الاخلاص وكان وقتها مشركا فارا منا لان النبي عليه الصلاة والسلام اهدر دمه فلما سمعهم يقولون ذلك قال لان كان الا ينجينا بالشدة الا الاخلاص فلا ينجينا في كل وقت الا الاخلاص لله علي ان نجاني الله من هذه لاذهبن الى محمد ولاضعن يدي في يده. ولاجدنه عفوا كريما وفعلا نجاه الله وجاء الى محمد عليه الصلاة والسلام يتسلل يختفي عن الاعين لان من رآه قتله لان النبي عليه الصلاة والسلام اهدر دمه حتى وصل الى النبي عليه الصلاة والسلام وبايعه فسمعهم يقولون هذا يقولون اخلصوا لا ينجيكم الا الاخلاص وهذا وهذا المعنى ذكره الله عنه في القرآن فاذا ركبوا في الفلك ماذا دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم الى البر اذا هم يشركون الاية الاخرى قال سبحانه وتعالى ربكم الذي يجزي لكم الفلك في البحر لتبتغوا من فضله انه كان بكم رحيما واذا مسكم الضر في البحر ظل من تدعون الا اياه في الشدة لا تعرفون الا الله كل ما في عقولكم واذهانكم من مدعوين ومن تلتجئون اليهم كلهم يذهبون من عقولكم لا يبقى في عقولكم واحدا منهم ولا يبقى في عقولكم الا اللجوء الى الى الله والاخلاص لله سبحانه وتعالى ظل من تدعون الا اياه فلما نجاكم الى البر عرضتم اي عن التوحيد والاخلاص لله ورجعتم الى الشرك الكفر والتنديد طيب الان لما وصلتم الى البر وعدتم الى اه الشرك بالله عز وجل افأمنتم ان يخسف بكم جانب البر افأمنتم ان يخسف بكم جانب البر؟ هذه واحدة الثانية ايظا في البر او يرسل عليكم حاصبا اي ريح شديدة تحمل الحصباء فيهلككم انتم حتى في البر امركم على خطر من عقوبة الله سبحانه وتعالى والعقوبات انواع منها خسف او حصبا وبهذا وهذا اهلك الله سبحانه وتعالى اقواما فمنهم من ارسلنا عليه حاصبا ومنهم من خسفنا به الارض ومنهم من آآ اغرقنا فانواع انواع العقوبات انواع العقوبات انواع فلا يأمن المرء ان ان يصاب بشيء منها ثم ثالثة ايضا هل تأمنون ان يعيدكم الله عز وجل الى البحر مرة ثانية لمصلحة اخرى وحاجة اخرى؟ ثم تعود عليكم تلك الشدة ام امنتم ان يعيدكم اي الله فيه اي في البحر اما منكم ان يعيدكم فيه تارة اخرى فيرسل عليكم قاصفا من الريح فيغرقكم بما كفرتم ثم لا تجدوا لكم علينا به لتبيع فانتم لستم في امان الله في رخاء ولا في شدة لكن هذا فساد العقول وضياع اه وظياع وظياعها فكان من حال المشركين انهم يا يخلصون في الشدائد مخلصون في الشدائد والكرب ويشركون في في حال رخائهم يشركون في حال رخاء والدعاء الدعاء سواء كان في شدة او في رخاء في عسر او يسر حق لله وحده لا يدعى الا الله سبحانه وتعالى ومن يدعى غير الله من يدعى غير الله سبحانه وتعالى ايا كان لا يملك شيئا لمن لمن دعاه بل لا يملك لنفسه لا يملك لنفسه نفعا ولا دفعا ولا عطاء ولا منعا ولا حياة ولا موتا ولا نشورا فضلا انى يملك شيئا من ذلك لغيره فضلا من ان يملك شيئا من ذلك لغيره قال الله تعالى قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويل قال الله تعالى والذين تدعون من دوني ما يملكون من قطمير ان تدعوهم لا يسمعوا دعائكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير ويقول جل وعلا ومن اضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون واذا حشر الناس كانوا لهم اعداء وكانوا بعبادتهم كافرين ويقول جل وعلا قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له حتى اذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير قال بعض السلف هذه الاية قطعت شجرة الشرك من من عروقها واجتثتها من اصولها لم لانها لم تبقي لمشرك متعلق كل شيء يفكر المشرك انه يتعلق به فيتخذ هذه اندادا وشركا قطعت هذه الاية ذلك التعلق واجتثته من اصله والاحتمالات التي تتوقع في هذا الباب وبها يكون التعلق بهؤلاء المتخذين اربع احتمالات كلها ابطلت بالاية ترتيبا آآ اه ابطلت بالاية اه ابطالا مرتبا الامر الاول يصح ان ان ان يدعى المتخذ ندا مع الله ان كان يملك في هذا الكون ولو شيئا قليلا ملكا استقلاليا فهذا الاحتمال الاول ابطله الله سبحانه وتعالى بقوله جل وعلا لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض فاذا بطل هذا الاحتمال وهو ان انهم لا يملكون شيئا ولا قدرا يا يسيرا فهناك احتمال ثاني اقل منه ان وجد استحق ان يدعى وهو ان يكون عنده مشاركة للمالك ان لم يكن عنده ملك استقلالي ولو قدر يسير ان يكون عنده مشاركة للمالك في شيء من الملك ولو قدرا يسيرا فابطل الله هذا الاحتمال الثاني بقوله وما لهم اي المدعوين من دون الله فيهما اي السماوات والارض من شرك ما لهم فيهما من اي مشاركة لا في قليل ولا كثير اذا لا مالك ولا شريكا للمالك هذان احتمالان ابطلا في الاية بقي احتمال ثالث ان وجد استحق من وجد فيه ان ان يدعى فابطله الله سبحانه وتعالى وهو ان لم يكن مالكا ولا شريكا للمالك يكون معين للمالك يكون معينا للمالك فمن هذا الوجه يستحق ان يدعى قال الله عز وجل في ابطال هذا الاحتمال الثالث وماله اي الله. منهم اي المتخذين اندادا معه من ظهير وما له منهم من من ظهير اي من معين فابطل الله عز وجل هذا الامر الثالث اذا لا مالك ولا شريكا للمالك ولا معينا للمالك بقي احتمال رابع ان ان وجد استحق من وجد في ذلك ان ان يدعى وهو ان يكون يملك الشفاعة ابتداء عند المالك بدون اذن المالك يشفع هكذا لمن شاء دون ان يأذن له المالك بها فابطل الله عز وجل ذلك وما له منهم من ظهير ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له ما تكون الا باذن الله سبحانه وتعالى وسيأتي باب عظيم جدا عند المصنف في في الشفاعة وتحرير القول فيها وبيان الحق والشفاعة الشفاعة تقوم على ثلاثة فصول عظيمة ابن الله للشافع رضاه عن المشفوع له لا يرضى الا عن اهل التوحيد. هذه هي خلاصتها اذن الله للشافع ورضاه عن المشفوع له ولا يرظى الا عن اهل التوحيد على كل هذه الاية مثل ما الاية التي في او في سورة سبأ مثل ما وصف بعض اه اهل العلم اجتثت آآ شجرة الشرك من اصولها وعروقها ثم قال حتى اذا فزع عن قلوبهم وهم الملائكة قالوا ماذا قال ربكم؟ قالوا الحق وهو العلي الكبير. وهذه وهذه الاية تعتبر برهان عظيم جدا من براهين التوحيد. ولهذا افردها المصنف رحمه الله في باب مستقل باب حتى اذا فزع القلوب باب قول الله تعالى حتى اذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا؟ قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير فافردها المصنف رحمه الله تعالى باب مستقل من ضمن الابواب التي اخذ يسوقها رحمه الله تعالى في ذكر ابراهيم اه التوحيد ودلائله نعم قال فكل ذلك يتعين اخلاصه لله وحده وهو المجيب لدعاء الداعين المفرج لكربات المكروبين ومن دعا غيره من نبي او ملك او ولي او غيرهم او استغاث بغير الله فيما لا يقدر عليه الا الله فهو مشرك كافر وكما انه خرج من الدين فقد تجرد ايضا من العقل فان احدا من الخلق ليس عنده من النفع والدفع مثقال ذرة لا عن نفسه ولا عن غيره بل الكل فقراء الى الله في كل شؤونهم نعم يقول رحمه الله تعالى وفي حاصل القول في في في هذا الباب ان اه الدعاء بانواعه استعاذة واستغاثة غير ذلك اه حق لله سبحانه وتعالى وقد قال عليه الصلاة والسلام الدعاء هو العبادة ثم تلا قول الله عز وجل وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي فسمى الدعاء عبادة والنبي صلى الله عليه وسلم قال الدعاء هو العبادة وقرأ الاية والاية نص على ان الدعاء عبادة والله يقول وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين الدعاء من جملة العبادة التي يجب اخلاصها لله سبحانه وتعالى فيقول الشيخ رحمه الله وهو وحده المجيب لدعاء الداعين المفرج لكربات المكروبين كما قال تعالى امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض اءله مع الله قليلا ما تذكرون ومن دعا غيره من دعا غيره من دعا غير الله من نبي او ملك او ولي او غيرهم او استغاث بغير الله فيما لا يقدر عليه الا الله فهو مشرك كافر. لانه صرف اه حق الله الخالص لغيره سبحانه وتعالى. وهذا هو حقيقة الشرك قد قال عليه الصلاة والسلام من مات وهو يدعو من دون الله ندا دخل النار من مات وهو يدعو من دون الله ندا دخل النار وهذه الاية سبحان الله هذا الحديث سبحان الله دليل على ان المسافة بين المشرك وبين النار المسافة بين المشرك وبين النار ليست بعيدة قريبة جدا فليس بين المشرك وبين النار الا ان يموت ليس بينه وبين النار الا ان يموت من مات وهو يدعو من دون الله ندا دخل النار اي على اثر موته فالمسافة ليست بعيدة بين المشرك وبين النار وهذا من الوجوه التي تتعلق ترجمة مرت معنا باب الخوف من الشرك وجوب الحذر منه فمن يشرك ليس بينه وبين العقوبة على الشرك بالنار الا ان يموت الا ان تفارق الا ان تفارق روحه جسده كما ان المسافة بين المؤمن والجنة قريبة جدا ليس بينه وبين الجنة الا ان يموت ليس بينه وبين الجنة الا ان يموت في الجنة قريبة من آآ المؤمن ومن مات اه قامت قيامته والقبر اول منازل الاخرة ولهذا القبر اما روضة من رياض الجنة او حفرة من حفر ان قال الشيخ او استغاث بغير الله فيما لا يقدر عليه الا الله اذا خرج بهذا القيد ما جاء في مثل قوله سبحانه وتعالى فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكسه موسى فقضى عليه فهنا قال استغاثه نوع الاستغاثة هنا ما هو استغاثة في شخص امامه وهو في شدة وامام عدو وامامه شخص قال اغثني خلصني ساعدني او ان شخصا فلا يحسن السباحة وسقط في ماء وبدأ يغرق ينادي من حوله يقول اغيثوني ساعدوني قلصوني هذا ليس من الشرك ان الاستغاثة بمخلوق في امر يقدر عليه فهذا لا يدخل في هذا الباب هذا لا يدخل في هذا الباب ولهذا قال او استغاث بغير الله فيما لا يقدر عليه الا الله بما لا يقدر عليه الا الله فهو مشرك كافر وكما انه خرج من الدين بهذا الشرك فقد تجرد ايضا من العقل خرج من الدين وخرج من العقل لان الشرك فساد في العقل فساد في العقل فان احدا من الخلق ليس عنده من النفع والدفع مثقال ذرة لا عن نفسه ولا عن غيره بل الكل فقراء الى الله في كل شؤونهم الكل فقراء الى الله في كل شؤونهم وهذا هذا ايضا من براهين التوحيد انظر تقرير التوحيد في في الايات في سورة فاطر قال الله سبحانه وتعالى والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير ان تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل وما وما ولا ينبئك مثل خبير. ماذا قال بعدها يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله هذا برهان للتوحيد هذا برهان من براهين التوحيد يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد فالله عز وجل غناه عن خلقه غنا ذاتي من كل وجه وفقر العباد الى الله فقر ذاتي من كل وجه لا غنى لهم عنه طرفة عين فهم فقراء الى الله وهذا الفقر الذي فيهم لله من كل وجه وانهم لا غنى لهم عنه سبحانه وتعالى طرفة عين هذا من براهين التوحيد ومن دلائل بطلان الشرك وفساد اه وفسادهم ولهذا الشرك كما انه خروج من الدين فهو خروج من العقل فخروج من العقل وهو ايظا خروج من الخلق خروج من الخلق والاخلاق فالمشرك فاسد الخلق المشرك فاسد الخلق اشد ما باشد ما يمكن ان يكون في هذا الباب حتى وان حسنت معاملته الظاهرة مع بعض الناس في تعاملاته لمصالح مقاصد دنيوية هو فاسد الخلق لان انظروا فساد الخلق وصناعته لان نعم الله سبحانه وتعالى عليه متوالية ومننه متتالية اوجده من العدم وامده بانواع النعم واعطاه القوى والحواس والسمع والبصر وسخر له ما سخر من ارزاق وتفضل عليه بالصحة والعافية والمال والتجارة الى غير ذلك مما عنده ثم يصرف ذلة لغير المنعم هل يوجد بالخلق فساد افسد من هذا ثم يصف ذله لغير المنعم نعم الله تتالى عليه وتتوالى ثم اذا عرظت له حاجة اتجه الى حجر من الاحجار اي اي فساد في الخلق اشد من هذا واشنع من هذا ولهذا الكافر والمشرك فيه فساد خلق هو اشد ما يكون في فساد الاخلاق والناس يعلمون الناس يعلمون في باب فساد الخلق ان الشخص ان صنع له اخر جميلا فكافأ فكافأ جميله بلؤم في تعامله مع من احسن اليه يقولون هذا فاسد الخلق يقول هذا فاسد الخلق فلان احسن اليه بكذا من من امور الدنيا ثم عامله بلؤم هذا يكون هذا فاسد الخلق اشد منه فسادا بمراحل ومسافات بعيدة جدا هذا الذي يشرك بالله ويصرف ذله وخضوعه لغير الله ويسوي ترابا من التراب وحجرا من الاحجار برب العالمين وخالق الخلق اجمعين ويصرف ذله وخضوعه وانكساره لغير الله سبحانه وتعالى فالشرك خروج من الدين وخروج مثل ما قال الشيخ من العقل وخروج من الخلق وخروج من الخلق لانه مثل ما ذكرت ليس في فساد الخلق اشد من من هذا الفساد الذي هو التعلق بغير الله او صرف العبادة لغير الله سبحانه وتعالى يصرفها لمخلوق مثله ان الذين تدعون من دون الله عباد امثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم. هم عباد امثالكم هم لا يملكون لا يملكون لانفسهم شيئا فظلا ان ان يملكوا شيئا من ذلك لغيرهم نعم باب قول الله تعالى ايشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون قال رحمه الله تعالى هذا شروع في براهين التوحيد وادلته فالتوحيد له من البراهين النقلية والعقلية ما ليس لغيره فتقدم ان التوحيدين توحيد الربوبية وتوحيد الاسماء والصفات من اكبر براهينه واضخمها فالمتفرد بالخلق والتدبير والمتوحد في الكمال المطلق من جميع الوجوه هو الذي لا يستحق العبادة سواه. نعم يعني بهذا هذا الباب باب قول الله تعالى ايشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون مثل ما قال رحمه الله شروع في براهين التوحيد وادلته ومثله الباب الذي بعده باب قول الله تعالى حتى اذا وزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم؟ هذا ايضا من براهين اه التوحيد وادلته وهذان البابان موضوعهما واحد في ذكر البراهين والدلائل واقامة الحجة بهذا الباب العظيم الذي هو اعظم الابواب توحيد الله عز وجل وابطال الشرك ويؤجل الحديث عن هذين البابين الى لقائنا القادم باذن الله سبحانه وتعالى نسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا وبانه الله الذي لا اله الا هو ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا. وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا