الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد اللهم اغفر لشيخنا ولنا وللمسلمين. قال العلامة السعدي رحمه الله تعالى في كتابه القول السديد في مقاصد التوحيد في باب قول الله تعالى فيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون قال هذا شروع في براهين التوحيد وادلته فالتوحيد له من البراهين النقلية والعقلية ما ليس لغيره فتقدم ان التوحيدين توحيد الربوبية وتوحيد الاسماء والصفات من اكبر براهينه واضخمها فالمتفرد بالخلق والتدبير والمتوحد في الكمال المطلق من جميع الوجوه هو الذي لا يستحق العبادة سواه وكذلك من براهين التوحيد معرفة اوصاف المخلوقين ومن عبد مع الله فان جميع ما يعبد من دون الله من ملك وبشر ومن شجر وحجر وغيرها كلهم فقراء الى الله عاجزون. ليس بيدهم من النفع مثقال ذرة ولا يخلقون شيئا وهم يخلقون ولا يملكون ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا والله تعالى هو الخالق لكل مخلوق وهو الرازق لكل مرزوق. المدبر للامور كلها. الضار النافع المعطي المانع الذي بيده ملكوت كل شيء. واليه يرجع كل شيء. وله يقصد ويصمد ويخضع كل شيء فاي برهان اعظم من هذا البرهان الذي اعاده الله وابداه في مواضع كثيرة من كتابه وعلى لسان رسوله فهو دليل عقلي فطري كما انه دليل سمعي نقلي على وجوب توحيد الله وانه الحق ودليل كذلك على بطلان الشرك واذا كان اشرف الخلق على الاطلاق لا يملك نفع اقرب الخلق اليه وامسهم به رحما فكيف بغيره تتبا لمن اشرك بالله وساوى به احدا من المخلوقين لقد سلب عقله بعد ما سلب دينه فنعوت الباري تعالى وصفات عظمته وتوحده في الكمال المطلق اكبر برهان على انه لا يستحق العبادة الا هو وكذلك صفات المخلوقات كلها وما هي عليه من النقص والحاجة والفقر الى ربها في كل شؤونها وانه ليس لها من الكمال المطلق الا ما اعطاها ربها من اعظم البراهين على بطلان الهية شيء منها فمن عرف الله وعرف الخلق اضطرته هذه المعرفة الى عبادة الله وحده واخلاص الدين له والثناء عليه وحمده وشكره بلسانه وقلبه واركانه وانصرف تعلقه بالمخلوقين خوفا ورجاء وطمعا والله اعلم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم يا ربنا فقهنا في الدين وعلمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام اما بعد هذه الترجمة باب قول الله تعالى ايشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون عقدها المصنف رحمه الله تعالى اقامة للبرهان على وجوب توحيد الله عز وجل واخلاص الدين له وابطالا للشرك وان من يتخذ مع الله تبارك وتعالى الشركاء انما اتخذ شركاء مع الله مخلوقين لا يملكون لانفسهم نفعا ولا عطاء ولا منعا وهم عاجزون فقراء لا يملكون شيئا وهم مخلوقون مربوبون مدبرون والامر كله بيد الخالق الجليل والرب العظيم سبحانه وتعالى والاستفهام في قوله ايشركون استفهام انكار فيه ابطال هذه الحال المزرية حال المشرك بالله سبحانه وتعالى لان المشرك اتخذ مع الله تبارك وتعالى شريكا ما لا يخلق شيئا ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون اي مخلوقون مربوبون ولا يخلق شيئا لا يملك خلق اي شيء ولو كان من اقل الاشياء واحقر الاشياء كما قال الله سبحانه وتعالى يا ايها الناس ضرب مثل فاستمعوا له ان الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وان وان يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب فهذه الاشياء المتخذة من دون الله تدعى وترجى وتسأل ويصرف لها انواع من العبادة حقيقتها كما ذكر الله عز وجل لا تخلق شيئا وشيئا جاءت في هذا السياق نكرة في سياق النفي فتفيد العموم اي شيء كان ولو قليلا مثل ما في الاية التي تقدمت ولو ذبابا ما يخلقون شيئا فهم عاجزون ولا يملكون شيئا ايظا فهم فقراء يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد وهذا كما نشرت سابقا جاء في سياق براهين التوحيد ودلائله فهم فقراء لا لا يملكون شيئا عاجزون ومخلوقون وليس فيهم اي صفة يستحقون بها شيء من اه العبادة وهذا البرهان الذي ذكر في هذه الترجمة برهان واضح جدا في ابطال الشرك. بل هو من اوضح ما ما يكون فمما يبطل به الشرك اخذا من هذه الاية اظهار عجز عجز الالهة المتخذة من دون الله عجز الالهة المتخذة من دون الله سبحانه وتعالى وان جميع ما يتخذ ندا مع الله فهو مخلوق لا يملك شيئا عاجز لا يقدر على على شيء فقير لا يملك شيئا لا لا يملك لنفسه دفعا ولا نصرا فضلا من ان يملك لغيره شيء من ذلك فهذا برهان عظيم جدا في ابطال الشرك والتعلق بغير الله سبحانه وتعالى قال المصنف رحمه الله هذا شروع في براهين التوحيد وادلته فالتوحيد له من البراهين النقلية والعقلية ما ليس لغيره اي ان براهينه كثيرة جدا وعديدة ومن حكمة الله سبحانه وتعالى ان الامر كلما كانت حاجة الناس اليه اكثر كانت وسائله وطرائق تحصيله ونيله اكثر اعتبر في هذا الباب بامور ثلاثة الهواء والماء والطعام اعتبر في هذا الباب في امور ثلاثة الهوى والماء والطعام اي هذه الثلاثة اي هذه الثلاثة الحاجة اليه اشد الهواء ولهذا تجد الهواء الذي لو انحبس قليلا عن الانسان مات تجده معه في كل ما فكان يتنقل الهواء معه ثم تأتي من بعد الحاجة الى الهواء الحاجة الى الماء فتجد توفر الماء اكثر من توفر الطعام فكلما كانت الحاجة للشيء اكثر كانت الوسائل وسائل تحصيله اكثر من غيره وحاجة العبد الى التوحيد اعظم من حاجته الى الهوى والماء والطعام وحاجة العبد الى التوحيد اعظم من حاجته الى الهواء والماء والطعام هذه الاشياء انحبست عن المرء عن الماء والهواء والطعام ان حبست عن المرء مات مات لكن ان حبس عن التوحيد ولم يدخل قلبه التوحيد فانه يموت موتا اعظم من الموت الاول واشد وموت القلب وموت القلب يترتب عليه خسران الدنيا والاخرة الخسران المبين بخلاف الموت الاول قد يكون على خير وعلى فلاح ودرجات عالية لكن موت القلب يترتب عليه الفساد العظيم والعقوبة العظيمة والحسرة والخسران المبين قال الله تعالى او من كان ميتا فاحييناه اي بالتوحيد لا يحيى لا يحيى القلب الا بالتوحيد يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم ما يحيا المرء الا بالاستجابة داعي الى داعي الله الى رسل الله واعظم شيء جاء به رسل الله توحيد الله سبحانه وتعالى اعبدوا الله ما لكم من اله غيره قال رحمه الله تعالى فتقدم ان التوحيدين توحيد الربوبية وتوحيد الاسماء والصفات من اكبر براهينه واضخمها من اكبر براهينه اي توحيد العبادة والمقصود بالترجمة توحيد العبادة اكبر براهين توحيد العبادة اضخمها واعظمها توحيد الربوبية وتوحيد الاسماء والصفات ولهذا تقرأ في القرآن وانا ربكم هذا برهان وانا ربكم فاعبدون اي افردوني بالعبادة اخليصوا الدين لي فكما انه تفرد وحده بالربوبية لا شريك له فليفرد وحده بالعبادة مثل قول الله سبحانه وتعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء وانزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون البرهان عندكم واظح لا تجعلوا لله شركا في العبادة وانتم تعلمون انه لا خالق لكم غير الله. ولا رب لكم غير الله فتفرده بالربوبية برهان على وجوب توحيده واخلاصه الدين له وتوحيد الاسماء والصفات ايضا من براهين توحيد العبادة اقرأ في هذا اية الكرسي صدرت صدرت بكلمة التوحيد لا اله لا اله الا الله الله لا اله الا هو ثم ادفعت بالبراهين فذكر في اية الكرسي خمسة اسماء حسنى واكثر من عشرين صفة لله وهذه كلها سيقت اه صيغة مساق البراهين توحيد الله ووجوب افراده بالعبادة وهذه البراهين التي اجتمعت في اية الكرسي لم تجتمع في اية واحدة الا هي جاءت في ايات كثيرة متفرقة لكن ما لم تجتمع الا في هذه الاية التي هي اعظم اية في كتاب الله سبحانه وتعالى ومن الادلة في الباب اعني الادلة على ان اسماء الله وصفاته براهين على توحيده قول الله عز وجل في اواخر سورة الحشر هو الله الذي لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم هو الله الذي لا اله الا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر. سبحان الله عما يشركون هذه كلها الاسماء براهين على وجوب توحيده. كيف يشركون ويتخذون معه الانداد والشركاء وهو المتفرد بالاسماء الحسنى والصفات العلا والعظمة والجلال سبحانه وتعالى هو الله الخالق البارئ المصور له الاسماء الحسنى. يسبح له ما في السماوات والارض هو العزيز الحكيم. هذه كلها هذه الاسماء الحسنى اه كلها الدالة على عظمة الله وجلاله وكماله كلها براهين على وعلى وجوب توحيده واخلاص الدين له جل في علاه قل ادعو الله او ادعوا الرحمن ايا ما تدعوا فله الاسماء الحسنى هذه الاسماء الحسنى كلها براهين على وجوب توحيده اخلاص الدين له جل في علاه وان يفرد وحده جل وعلا بالعبادة فيقول الشيخ تقدم ان التوحيدين توحيد الربوبية وتوحيد الاسماء والصفات من اكبر براهين براهينه واضخمها ثم وضح ذلك قال فالمتفرد بالخلق والتدبير هذا الربوبية والمتوحد في الكمال المطلق من جميع الوجوه هذا الاسماء والصفات هو الذي لا يستحق العبادة سواه هو الذي لا يستحق العبادة سواه قال رحمه الله وكذلك من براهين التوحيد معرفة اوصاف المخلوقين ومن عبد مع الله فان جميع ما يعبد من دون الله ملك وبشر ومن شجر وحجر وغيرها كلهم فقراء الى الله كلهم فقراء الى الله عاجزون ليس بيدهم من النفع مثقال ذرة ولا يخلقون شيئا وهم يخلقون ولا يملكون ظرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا فمعرفة نقص المعبودات المتخذة وعجزها وظعفها وانها لا تملك شيئا لا تملك شيئا لا لا يملكون من قطمير اقل الاشياء لا يملكون دفعا ولا نصرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا فمعرفة هذه الاشياء المتخذة بهذه الاوصاف دليل على بطلان اتخاذها انداد من دون الله ان الذين تدعون من دون الله عباد امثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم فادعوهم فليستجيبوا لكم ان كنتم صادقين فهم لا يملكون شيئا وهم عباد امثالكم امثال من من عبدهم فالحاصل ان اه من من براهين التوحيد معرفة عجز عجز الاشياء المتخذة انداد مع الله سبحانه وتعالى وانها لا تملك لا تملك شيئا لا لنفسها ولا لغيرها قال والله تعالى هو الخالق لكل مخلوق وهو الرازق لكل مرزوق المدبر للامور كلها الضار النافع المعطي المانع الذي بيده ملكوت كل شيء واليه يرجع كل شيء وله يقصد ويصمد ويخضع كل شيء فاي برهان اعظم من هذا البرهان الذي اعاده الله وابداه في مواطن كثيرة من كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم وهذا الذي اشار اليه رحمه الله تعالى كثير جدا في آآ القرآن وهو برهان جلي بين على وجوب توحيد الله وبطلان الشرك ثم قال واذا كان اشرف الخلق على الاطلاق لا يملك نفع اقرب الخلق اليه لا يملك نفعا اقرب الخلق اليه وامسهم به رحما فكيف بغيره ونقف هنا نقرأ قليلا آآ الاحاديث التي ساقها المصنف اه شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى تحت هذه الترجمة قال وفي الصحيح عن انس رضي الله عنه قال شج النبي صلى الله عليه وسلم يوم احد وكسرت رباعيته فقال كيف يفلح قوم شجوا نبيهم؟ فنزلت ليس لك من الامر شيء وفيه عن ابن عمر رضي الله عنهما انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الاخيرة من الفجر اللهم العن فلانا وفلانا بعدما يقول سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد فانزل الله ليس لك من الامر شيء. وفي رواية يدعو على صفوان ابن امية وسهيل ابن عمرو والحارث ابن هشام. فنزلت ليس لك من الامر شيء وفيه عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انزل عليه وانذر عشيرتك الاقربين. فقال يا معشر قريش او كلمة نحوها اشتروا انفسكم لا اغني عنكم من الله شيئا. يا عباس بن عبدالمطلب لا اغني عنك من الله شيئا. يا صفية عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا اغني عنك من الله شيئا. ويا فاطمة بنت محمد سليني من مالي ما شئت لا عنك من الله شيئا نعم هذا الحديث الاخير آآ الذي فيه يقول عليه الصلاة والسلام لقرابته تعميما وتخصيصا حتى خصص بالاسماء فاطمة وعمه فيناديهم باسمائهم لا اغني عنكم من الله شيئا هذا من براهين التوحيد لا اغني عنكم من الله شيئا هذا من براهين التوحيد وان الامر كله لله وبيده سبحانه وتعالى الى هذا المعنى يشير الشيخ بقوله واذا كان اشرف الخلق على الاطلاق لا يملك نفع اقرب الخلق اليه وامسهم به رحما فكيف بغيره وهذا واضح في خطابه لقرابته هذا الخطاب الواضح البين يقول لهم تعميما وتخصيصا لا اغني عنكم من الله شيئا لا اغني عنكم من الله شيئا اي على كل واحد منكم ان يخلص نفسه بالتوحيد والعمل والعبادة والتقرب الى الى الله سبحانه وتعالى ففي كل ذلك يقول عليه الصلاة والسلام لا اغني عنكم من الله شيئا وفي الحديثين الاول والثاني وقد نزل على النبي صلى الله عليه وسلم ليس لك من الامر شيء سبحان الله كان يدعو على نفر من اه المشركين كان يدعو عليهم بالهلاك صلوات الله وسلامه عليه فانزل الله ليس لك من الامر شيء ويتوب عليهم او يعذبهم وبعض هؤلاء الذين كان يدعو عليهم عليه الصلاة والسلام لاشتداد اذاهم من الله عليهم بالهداية من الله سبحانه وتعالى عليهم بالهداية وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو عليهم والصحابة من ورائه يؤمنون على دعائه وينزل ليس لك من الامر شيء. ويهديهم رب العالمين هدم براهين التوحيد هذا من براهين التوحيد ومن اعظم دلائله وان القلب لا يعلق الا بالله. والنبي عليه الصلاة والسلام انما بعث لذلك فكيف يصح من عاقل ان يتخذ ان يتخذه ندا مع الله او يتخذ غيره ندا مع الله ومحمد عليه الصلاة والسلام هو اشرف خلق الله ارفعهم شأنا واعلاهم جاها اه اعلاهم مقاما ومكانة وينزل الله عليه ليس لك من الامر شيء ليس لك من الامر شيء الامر كله لله وبيده سبحانه وتعالى فيقول الشيخ رحمه الله فتبا لمن اشرك بالله وساوى به احدا من المخلوقين لقد سلب عقل اه سلب عقله بعدما سلب دينه ثم اعاد رحمه الله يؤكد على المعاني السابقة فنعوت الباري وصفات عظمته وتوحده في الكمال المطلق اكبر برهان على انه لا يستحق العبادة الا هو سبحانه وتعالى. الحاصل ان هذه اه الترجمة عقدها الامام المصنف شيخ الاسلام محمد عبد الوهاب رحمه الله اقامة الحجة والبرهان على وجوب توحيد الله واخلاص الدين له وبطلان الشرك والتعلق بغير الله جل وعلا. نعم باب قول الله تعالى حتى اذا فزع عن قلوبهم قال رحمه الله تعالى هذا ايضا برهان عظيم اخر على وجوب التوحيد وبطلان الشرك وهو ذكر النصوص الدالة على كبرياء الرب وعظمته التي تتضاءل وتضمحل عندها عظمة المخلوقات العظيمة وتخضع له الملائكة والعالم العلوي والسفلي ولا تثبت افئدتهم عندما يسمعون كلامه او تتبدى لهم بعض عظمته ومجده فالمخلوقات باسرها خاضعة لجلاله. معترفة بعظمته ومجده. خاضعة له. خائفة منه. فمن كان هذا شأنه فهو الرب الذي لا يستحق العبادة او الحمد والثناء والشكر والتعظيم والتأله الا هو ومن سواه ليس له من هذا الحق شيء وكما ان الكمال المطلق والكبرياء والعظمة ونعوت الجلال والجمال المطلق كلها كلها لله لا يمكن ان يتصف بها غيره. فكذلك العبودية الظاهرة والباطنة كلها حقه تعالى الخاص. الذي لا يشاركه فيها مشارك بوجه نعم تقرأ الاحاديث قال وفي الصحيح عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا قضى الله الامر في السماء ضربت الملائكة باجنحتها خضعانا لقوله كانه سلسلة على صفوان ينفذهم حتى اذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم؟ قالوا الحق وهو العلي الكبير فيسمعها مصترق السمع ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض وصفه سفيان بكفه فحرفها وبدد بين اصابعه فيسمع الكلمة فيلقيها الى من تحته ثم يلقيها الاخر الى من تحته حتى يلقيها على لسان الساحر او الكاهن ربما ادركه الشهاب قبل ان يلقيها. وربما القاها قبل ان يدركه في كذب معها مئة كذبة فيقال اليس قد قال لنا يوم كذا وكذا كذا وكذا؟ فيصدق بتلك الكلمة التي سمعت من السماء وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا اراد الله تعالى ان يوحي بالامر تكلم بالوحي اخذت السماوات منه رجفة او قال رعدة شديدة خوفا من الله عز وجل. فاذا سمع ذلك اهل السماوات صعقوا وخروا لله سجدا فيكون اول من يرفع رأسه جبريل فيكلمه الله من وحيه بما اراد. ثم يمر جبريل على الملائكة كلما مر بسماء ان سأله ملائكتها ماذا قال ربنا يا جبريل؟ فيقول جبريل قال الحق وهو العلي الكبير. فيقولون كل بهم مثل ما قال جبريل فينتهي جبريل بالوحي الى حيث امره الله عز وجل قال رحمه الله تعالى باب قول الله تعالى حتى اذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم؟ قالوا الحق وهو العلي الكبير هذه الترجمة عقدت كالتي قبلها برهان آآ اقامة للبرهان على وجوب توحيد الله وافراده بالعبادة وبطلان الشرك في الترجمة الاولى ذكر مثالا على اقامة الحجة في هذا الباب ذكر مثالا على ذلك اشرف الخلق اعظمهم جاها عند الله واعلاهم مكانة ومنزلة عند الله تبارك وتعالى نبينا محمد صلوات الله وسلامه عليه وان الله انزل عليه ليس لك من الامر شيء اي الامر كله لله وبيد الله هو الخالق هو المدبر هو المعطي هو المانع هو الهادي هو المضل. الامر امره والخلق خلقه اورد الحديث لا اغني عنكم من الله شيئا لا اغني عنكم من الله شيئا فهذا فيما يتعلق باشرف الخلق في الترجمة السابقة وفي هذه الترجمة ذكر ما يتعلق باعظم المخلوقات اعظم المخلوقات عظما في الخلق وكبرا في الاجسام وضخامة تذكر هنا في هذا المقام لما رأى النبي عليه الصلاة والسلام جبريل وله ست مئة جناح وقد سد الافق من عظم خلقه من عظم خلقه وملك الجبال عرظ على النبي صلى الله عليه وسلم ان يطبق على المشركين الاخشبين جبلين عظيمين يحملهما ويطبقهما على هذا يدل على عظم في خلق الملائكة وكبر في اجسامهم وقوة عظيمة جدا فهذه الترجمة تبين حال الملائكة مع هذه القوة مع هذه القوة والضخامة في الاجسام اذا تكلم الله بالوحي صعقوا جبريل وعموم الملائكة يصعقون عندما يتكلم الله بالوحي وقول الله عز وجل هنا حتى اذا فزع عن قلوبهم الى اخره ذكر في سياق اقامة الحجة على آآ وجوب توحيده وبطلان الشرك لتعرف ذلك اقرأ ما قبلها من ايات اقرأ ما قبلها من ايات قال الله تعالى قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارظ وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له. حتى اذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير فجاء هذا الذكر لحال الملائكة جاء هذا الذكر لحال الملائكة في سياق اقامة الحجة على توحيدا لا على وجوب توحيد الله وذكرت لكم كلام العلماء رحمهم الله ان هذه الايات قطعت شجرة الشرك من من عروقها واجتثتها من اصولها ولم تبق لمشرك متعلق وجاء هذا الابطال مرتبا لا يملك ولا شريكا للمالك ولا معينا للمالك ولا يملك عند المالك اه شفاعة ابتدائية ثم تعالوا وانظروا في اعظم المخلوقات واكبرها كيف شأنها مع الرب العظيم سبحانه وتعالى فكيف يتخذ اه مخلوق ند مع الله الملائكة التي اتاها الله من القوة وضخامة الاجسام والقدرة وما الى ذلك هذه حالها عندما يتكلم الله بالوحي فاذا تكلم الله سبحانه وتعالى اه الوحي اذا تكلم الله سبحانه وتعالى بالوحي اصابت السماوات رعدة او رجفة فزعا وخوفا ثم الملائكة تصعق حتى اذا زال هذا الصعق وفزع عن قلوبهم وقاموا قالوا ماذا قال ربكم قالوا ماذا؟ قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير وتأمل ختم هذا هذه البراهين. هذه كلها براهين حتى قوله حتى اذا فزع هذا كله براهين ختم هذه البراهين بقوله وهو العلي الكبير هذا ايضا برهان على وجوب توحيده العلي الذي له العلو المطلق ذاتا وقدرا وقهرا سبحانه وتعالى العلي ذاتا فهو فوق عرشه المجيد مستو عليه استواء يليق بجلاله وكماله وعظمته سبحانه وتعالى وعلي قدرا ما قدروا الله حق قدره وعلي قهرا وهو القاهر فوق عبادة وهم تحت قهره وطوع تدبيره وتسخيره سبحانه وتعالى فالعلي قدرا وقهرا آآ وذاتا هو الذي يستحق ان ان يفرد بالعبادة ولهذا اية الكرسي ختمت بهذا الاسم وهو العلي العظيم برهانا على توحيد الله سبحانه وتعالى والكبير هذا ايضا من براهين التوحيد الكبير اي الذي لا اكبر منه ولهذا فان من احب الكلام الى الله عز وجل اربع كلمات منها كلمة الله اكبر اي الذي لاكبر منه وهذه عندما يقولها المرء عندما يقولها المرء مستحضرا ما دلت عليه من من معنى يقوم في قلبه من تعظيم هذا الرب سبحانه وتعالى واستشعار عظمته وكبريائه ما يملأ قلبه الله اكبر اي الذي لا اكبر منه ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام لعدي ما يفرك ما يفرك ما الذي يجعلك تفر من هذا الدين لا تقبل عليه ايفرك ان يقال لا اله الا الله وهل من اله غير الله يا عدي ما يفرك ايفرك ان يقال الله اكبر وهل شيء اكبر من الله الاسلام هذا هو لا اله الا الله والله اكبر الاسلام هذا هو توحيد الله وتعظيمه اجلاله والذل له والخضوع له سبحانه وتعالى فالحاصل ان اه هذه الترجمة حتى اذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم؟ قالوا الحق وهو العلي الكبير من اعظم البراهين على اه وجوب توحيد الله سبحانه وتعالى لانك اذا نظرت الى المخلوقات هذه الملائكة هي هي اعظم المخلوقات من حيث عظم الخلق وكبر الاجسام وظخامتها والقوة والقدرة التي اه اه اتاها الله سبحانه وتعالى الملائكة ومع هذا فهذه حالها مع الله سبحانه وتعالى قال الشيخ هذا برهان عظيم اخر على وجوب توحيد الله وبقلان الشرك وهو ذكر النصوص الدالة على كبرياء الرب وعظمته التي تتضاءل وتضمحل عندها عظمة المخلوقات يعني خذ على ان خذ مثالا على ذلك آآ هذه الملائكة وعظم خلقها وكبر اجسامها وما اتاها الله من قوة فتتظاءل مع كبرياء الرب وعظمته سبحانه وتعالى اه اه تتضاءل وتضمحل عندها عظمة المخلوقات العظيمة لما يتكلم بالوحي هذه المخلوقات العظيمة كلها ماذا تخر الصاعقة تخر الصعقة تتضائل امام عظمة الرب سبحانه وتعالى وكبريائه وتخضع له الملائكة والعالم العلوي والسفلي ولا تثبت افئدتهم عندما يسمعون كلام الله لا تثبت افئدتهم اي الملائكة عند سماع كلام الله بل عندما يتكلم تخر الملائكة صاعقة هذا من من البراهين العظيمة على وجوب توحيد الله سبحانه وتعالى فان هذه المخلوقات خاضعة لجلال الله معترفة عظمته ومجده قاظعة له خائفة من فمن كان شأنه هذا عندما تتأمل في هذه الاية مدلولها والاحاديث المفسرة لها التي ساقها ان المصنف رحمه الله تعالى تهديك الى هذا المعنى العظيم وهو عظم اه عظمة الرب وجلاله وكبريائه وتفرده سبحانه وتعالى الكمال وانه وحده جل وعلا المستحق لان يؤله وان يعبد وان يفرد العبادة وحده لا شريك له فمن كان هذا شأنه وهو الرب الذي لا يستحق العبادة والحمد والثناء والشكر والتعظيم والتأله الا هو ومن سواه ليس له من هذا الحق شيء فكما ان الكمال المطلق والكبرياء والعظمة ونعوت الجلال والجمال المطلقة كلها لله لا يمكن ان يتصف بها غيره فكذلك العبودية الظاهرة والباطنة كلها حق لله تعالى حق حقه الخاص الذي لا يشاركه فيه مشارك بوجه من الوجوه الحاصل هاتان ترجمتان عظيمة متتاليتان في هذا الكتاب الا الاولى ايشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون والثانية حتى اذا فزع عن قلوبهم في الاولى ذكر المثال ما يتعلق بافضل عباد الله واكملهم عند الله سيد الاولين والاخرين صلوات الله وسلامه عليه وذكر قول الله له ليس لك من الامر شيء وذكر قوله هو عليه الصلاة والسلام لقرابته لاغني عنكم من الله شيئا فهذا من ابين البراهين على وجوب التوحيد والترجمة الثانية ذكر فيه حال الملائكة مع عظم خلقها وكبر اجسامها ما اتاها الله من قوة وقدرة عظيمة اذا تكلم الله بالوحي خرت صعقة فهذا ايضا برهان اخر عظيم اه على وجوب توحيد الله واخلاص الدين له بوجوب افراده وحده سبحانه وتعالى بالعبادة اسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا وبانه الله الذي لا اله الا هو ان ينفعنا اجمعين وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان يصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خير