الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد اللهم اغفر لشيخنا ولنا وللمسلمين قال العلامة السعدي رحمه الله تعالى في كتابه القول السديد في مقاصد التوحيد في باب الشفاعة قال انما ذكر المصنف الشفاعة في تضاعيف هذه الابواب لان المشركين يبررون شركهم ودعائهم للملائكة والانبياء والاولياء بقولهم نحن ندعوهم مع علمنا انهم مخلوقون مملوكون ولكن حيث ان لهم عند الله جاها عظيما ومقامات عالية ندعوهم ليقربونا الى الله زلفى وليشفعوا لنا عنده كما يتقرب الى الوجهاء عند الملوك والسلاطين ليجعلوهم وسائط لقضاء حاجاتهم وادراك مآربهم وهذا من ابطل الباطل وهو تشبيه الله العظيم وهو تشبيه الله العظيم ملك الملوك الذي يخافه كل احد وتخضع له المخلوقات باسرها بالملوك الفقراء المحتاجين للوجهاء والوزراء في تكميل ملكهم ونفوذ قوتهم فابطل الله هذا الزعم وبين ان الشفاعة كلها له كما ان الملك كله له وانه لا يشفع عنده احد الا باذنه. ولا يأذن الا لمن رضي قوله وعمله. ولا يرظى الا توحيده واخلاص الامل له تبين ان المشرك ليس له حظ ولا نصيب من هذه الشفاعة وبين ان الشفاعة المثبتة التي تقع باذنه انما هي الشفاعة لاهل الاخلاص خاصة وانها كلها منه رحمة منه وكرامة للشافع ورحمة منه وعفوا عن المشفوع له وانه هو المحمود عليها في الحقيقة وهو الذي اذن لمحمد صلى الله عليه وسلم فيها واناله المقام المحمود فهذا فهذا ما دل عليه الكتاب والسنة في تفصيل القول في الشفاعة وقد ذكر المصنف رحمه الله كلام الشيخ تقي الدين في هذا الموضع وهو كاف شاف فالمقصود في هذا الباب ذكر النصوص الدالة على ابطال كل وسيلة وسبب يتعلق به المشركون بالهتهم وانه ليس لها من الملك شيء لا استقلالا ولا مشاركة ولا معاونة ولا مظاهرة ولا من الشفاعة شيء وانما ذلك فكله لله وحده فتعين ان يكون المعبود وحده الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم فقهنا في الدين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد هذا الباب باب الشفاعة باب عظيم جدا في ابطال تعلقات المشركين المتخذين الانداد من دون الله سبحانه وتعالى يدعونهم يستغيثون بهم ويسألونهم ويزعمون انهم انما يفعلون ذلك من اجل مكانة وجاهي هؤلاء المتخذين عند الله سبحانه وتعالى فاتخذوهم ليقربوهم الى الله زلفى وهذا اصل فاسد اتكأ عليه اهل الشرك في قديم الزمان وحديثه تتعلق قلوبهم بذوات واشخاص يرجونهم ويعلقون بهم امالهم ويدعونهم ويستغيثون بهم ثم يزعمون ان هذا العمل الذي فعلوه انما هو شفاعة اتخذوا هؤلاء شفعاء قال الله سبحانه وتعالى ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله تأمل اول الاية قال ويعبدون من دون الله ان يتخذون انداد وشركاء مع الله يصرفون لهم حق حق الله يصرفون لهم حق الله سبحانه وتعالى من دعاء واستغاثة ورجاء وطمع وغير ذلك واذا قيل لهم في هذا العمل قالوا هؤلاء شفعاؤنا عند الله اي لمكانتهم ومنزلتهم اتخذناهم شفعاء ووسائط مثل ما مثل ما في الاية الاخرى قالوا ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى ومثلها قوله تعالى فلولا نصرهم الذين اتخذوا من دون الله قربانا الهة اي تقربهم الى الى الله وتكون واسطة بينهم وبين الله لمكانتها عند الله سبحانه وتعالى هذا الامر كما اشرت هو متكأ لكثير من المشركين في قديم الزمان وحديثه يتخذون الانداد والوسائط والمعبودات من دون الله سبحانه وتعالى ثم يزعمون ان هذه الاشياء المتخذة انما اتخذوها شفعاء تشفع لهم عند الله عز وجل فهذا الباب باب الشفاعة في تأصيل هذه المسألة العظيمة وبيان الفرق بين الشفاعة المثبتة والشفاهة المنفية لان من يقرأ كتاب الله سبحانه وتعالى يجد اه في مواطن اثبات للشفاعة وفي مواطن نفي لها والقاعدة عند العلماء رحمهم الله تعالى ان الشيء اذا اثبت ونفي في القرآن فالمثبت غير المنفي المثبت شيء والمنفي شيء اخر ولهذا لابد من معرفة الفرقان بينما اثبت ونفي في كتاب الله عز وجل ومن لم يعرف الفرق بين الامرين جعل البابين بابا واحدا والامرين امرا واحدا وهذا من موجبات الضلال الانحراف وسوء الفهم ايضا كلام الله سبحانه وتعالى قال باب الشفاعة باب الشفاعة يجب ان يعلم في هذا المقام ان الشفاعة ملك لله عز وجل الشفاعة ملك لله سبحانه وتعالى فالله عز وجل ما لك الملك وبيده الملك والامر كله له ومنه سبحانه وتعالى فالشفاعة ملك لله وهذا اصل عظيم جدا يجب ان يعرف في هذا الباب الشفاعة ملك لله ومعرفة هذا الاصل هو انفع ما يكون في ابطال التعلقات الفاسدة التي فعلت تحت هذا الاسم الشفاعة ولهذا تأمل قول الله سبحانه وتعالى ام اتخذوا من دون الله شفعاء ام اتخذوا من دون الله شفعاء قل او لو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون. قل لله الشفاعة جميعا. اي ملك لله له ما في السماوات وما في الارض فالشفاعة ملك لله مثل ما ان السماوات فالارض ملك لله يدبر ما يشاء ويفعل ما يريد ويحكم بما يشاء ويقضي بما يشاء لا راد لحكمه ولا معقب لامره سبحانه وتعالى فالشفاعة ملك لله وبيده جل وعلا قل لله قل لله الشفاعة جميعا لله اي ملكا فهي ملك له سبحانه وتعالى وهذا الاصل الا الذي هو الايمان بان الشفاعة ملك لله سبحانه وتعالى نافع جدا كما اشرت في ابطال التعلقات الباطنة لان لانه جاء في القرآن في هذا السياق ام اتخذوا من دون الله شفعاء قل او لو كانوا لا يملكون شيء ولا يعقلون يبطل هذا الاتخاذ لهؤلاء الشفعاء بقوله قل اي في ابطال هذه التعلقات الباطلة لله الشفاعة جميعا ملك لله سبحانه وتعالى واذا علم هذا الاصل اعني ان الشفاعة ملك لله سبحانه وتعالى فانها حينئذ لا تطلب الا من الله ولا تنال الا بطاعته لا تطلب الا من الله سبحانه وتعالى ولا تنال الا بطاعته جل وعلا وينبني على هذا ان الشفاعة ملك له سبحانه وتعالى ينبني عليه ثلاثة فصول مهمة في هذا الباب وهي ان الشفاعة لا يمكن ان ان تكون او توجد الا بهذه الفصول الثلاثة او الامور الثلاثة بدونها لا يمكن ان توجد الشفاعة وعلى هذا دل الدليل في كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه الاول اذن الله للشافع لا يمكن ان تكون شفاعة عند الله سبحانه وتعالى الا باذن منه للشافع وما يتوهمه اهل الشرك في الشفعاء الذين اتخذوهم اندادا مع الله سبحانه وتعالى انهم يشفعون عند الله عز وجل ابتداء هذا باطل ومنفي في كتاب الله عز وجل وتحمل عليه الايات النافية للشفاعة وهي كثيرة في كتاب الله عز وجل يا ايها الذين امنوا انفقوا مما رزقناكم من قبل ان يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون. ثم جاءت اية الكرسي فهذا نفي للشفاعة هذا نفي للشفاعة وذكر به ان تبسل نفس بما كسبت ليس ليس لهم من دون الله ولي ولا شفيع. هذا نفي وانذر به الذين يخافون ان يحشروا الى ربهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع. هذا نفي. الايات في هذا المعنى كثيرة في كتاب الله سبحانه وتعالى فهذه الشفاعة المنفية هي الشفاعة التي يعتقدها المشركون في الانداد المتخذين والشركاء المزعومين الذين اتجه اليهم اولئك المشركون بالدعاء والسؤال والاستغاثة والطلب الى غير ذلك ويسمون هذا شفاعة فهذا باطل هذا باطل ابطله الله عز وجل في هذه الايات ونظائرها كثيرة وهي كثيرة في كتاب الله عز وجل فهذا الاول والثاني رظا الله عن المشفوع له فالشفعاء مهما علا قدرهم وجاههم ومكانتهم لا تكون منهم شفاعة الا عن من رضي الله قوله وعمله عن من رضي فالله سبحانه وتعالى قوله وعمله ولا يشفعون الا لمن ارتضى ولا يشفعون الا لمن ارتضى وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا الا من بعد ان يأذن الله اي للشافع ويرضى اي عن المشفوع له لابد من هذا ان يكون هناك رضا عن المشفوع له ولو وجدت شفاعة لو وجدت شفاعة عن غير لو وجدت شفاعة عن لو وجدت شفاعة لمن لم يرظى الله عمله فانها لا تقبل فانها لا تقبل مهما علا جاه ومكانة الشافع اذ لابد من رضا من الله سبحانه وتعالى عن المشفوع له ومن اعظم ما يعتبر به في هذا الباب الحديث الذي في الصحيح هو حديث عظيم جدا قال فيه عليه الصلاة والسلام يلقى ابراهيم الخليل اباه يوم القيامة فيقول له الم اقل لك لا تعصني الم اقل لك لا تعصني فيقول الان لا اعصيك الم اقل لك لا تعصني؟ فيقول الان لا اعصيك الان لا اعصيك في ذلك اليوم يوم الحساب والجزاء هل تجدي قال الان لا اعصيك فيقول ابراهيم الخليل عليه السلام متوجها الى الله وابراهيم جاهه عند الله من ارفع جاه ومكانته عند الله من ارفع المكانة وهو خليل الرحمن لم يتخذ الله جل وعلا من عباده خليلا الا هو ومحمد عليه والصلاة والسلام كما قال ان الله اتخذني خليلا كما اتخذ ابراهيم خليلا فيتوجه إبراهيم إلى الله عز وجل ويقول يا رب الم تعدني الا تخزني يوم الدين واي خزي اخزى من ابي الابعد واي خزي اخزى من ابي الابعد فيقول الله عز وجل اني حرمت الجنة على الكافرين هذا ابراهيم خليل الرحمن ولوالده يطلب قال اني حرمت الجنة على الكافرين لابد من رضا لابد من رضا عن المشفوع له فيقال لابراهيم انظر فينظر واذا به والده تحول على صورة ذكر الضباع ثم اخذ بقوائمه والقي في النار ثم اخذ بقوائمه والقي في النار فمقام الشفاعة لابد فيه رضا عن المشفوع له ولهذا سيأتي معنا في الحديث لما سأل ابو هريرة رضي الله عنه النبي عليه الصلاة والسلام ذلك السؤال العظيم سؤال عظيم جدا قال اي الناس اسعد بشفاعتك يوم القيامة قال من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه لابد من اخلاص لله عز وجل. وهذا هو الامر الثالث في فصول هذا الباب وهو ان الله لا يرظى الا عن اهل التوحيد لا يرظى الا عن اهل التوحيد فمن لم يأت بالتوحيد يوم القيامة من لم يأت بالاخلاص يوم القيامة اطلاقا لا مطمع له في رحمة الله ومغفرته لان الله عز وجل فصل هذا الامر قال ان الله لا يغفر ان يشرك به. ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء والمراد بقوله لا يغفر ان يشرك به اي في حق من لقيه مشركا فمن لقي الله مشركا فهذا اطلاقا لا مطمع له في اه مغفرة الله سبحانه وتعالى ورحمته جل في علاه نبه السارح هنا على وجه ايراد هذا الباب ضمن هذه الابواب في في تقرير التوحيد باب الشفاعة قال انما ذكر المصنف الشفاعة في تضاعيف هذه الابواب يعني في اثنائها لان المشركين يبررون شركهم ودعاءهم للملائكة والانبياء والاولياء بقولهم نحن ندعوهم مع علمنا انهم مخلوقون مملوكون ولكن حيث ان لهم عند الله جاها عظيما ومقامات عالية ندعوهم ليقربونا الى الله زلفى وليشفعوا لنا عنده وليشفعوا لنا عنده وهذا الذي ذكر رحمه الله جاء التصريح به وانه من فعالهم في الاية الكريمة آآ قول الله سبحانه وتعالى اه في سورة يونس ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم. ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل اتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الارض فهؤلاء اتخذوا هذه المعبودات الانداد من دون الله سبحانه وتعالى بزعم انها تقربهم الى الله وانها تشفع لهم عند الله وانها تشفع لهم عند الله عز وجل ووقعوا في تشبيه فاسد من افسد التشبيه واشنعه اشار اليه الشيخ بقوله كما كما يتقرب الى الوجهاء عند الملوك والسلاطين الان آآ من لهم جاه عند الملوك في الدنيا وعند السلاطين بعض الناس يتقرب اليهم ويتودد اليهم ويتحبب اليهم من اجل ماذا ويتذلل اليهم الى اخره من اجل ماذا من اجل مكانتهم عند السلاطين حتى يصل الى حاجته عند السلطان من خلاله فيتقرب اليه ويتودد اليه الى اخره من اجل حاجتي عنده فهم قاسوا الله عز وجل افسد القياس قاسوا من ابوابه مفتوحة وخزائنه ملأى ويقول لعباده اجمعين ادعوني استجب لكم واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان وهذه الاية واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان لو تقرأ في مواطن عديدة في سورة البقرة يسألونك هنا يقول اذا سألك في سورة البقرة مواطن كثيرة يسألونك مثلا يسألونك عن الاهلة قل هي مواقيت للناس يسألونك عن المحيض قل هو اذى يسألونك عن اليتامى قل اصلاح لهم خير في مواطن كثيرة يأتي يسألونك ثم تأتي كلمة قل لانه بيان لحكم لانه بيان لحكم لا بد فيه من واسطة ولهذا الرسل وسائط بين الله وبين خلقه في ابلاغ دينه لكن لما جاء الان مقام الدعاء الذي هو توجه من المخلوق الى الخالق ارتفعت قل اذا سألك عبادي عني لم يقل كما في الايات الاخرى فقل اني قريب ارتفعت قل اذا سألك عبادي عني فاني قريب ارتفاع قل هنا مع اثباتها في تلك المواطن كلها مشعر بان هذا الباب باب الدعاء باب توجه الى الله مباشرة اما الشرع لا بد من واسطة الشرع لا بد من واسطة آآ يعرف بها شرع الله عز وجل وهم انبياء الله ورسله. اما الدعاء فالتوجه مباشرة الى الله. اذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون صحة المعتقد وصلاح العمل صحة المعتقد وليؤمنوا بي وصلاح العمل فليستجيبوا لي وبهما قبول الدعاء وتحقيق اه الرجاء وقبول السؤل والحاجة وفئات اخرى قال الله سبحانه وتعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم. ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخلين سمى الدعاء عبادة سمى الدعاء عبادة وان الاستكبار عنه استكبار عن عبادة الله قد قال عليه الصلاة والسلام الدعاء هو العبادة وتلا هذه الاية الكريمة فالحاصل ان المشركين جعلوا هؤلاء الوسطاء بينهم وبين الله قياسا لله على ملوك الدنيا تعالى الله عما يقولون وسبحان الله عما يصفون قال الشيخ وهذا من ابطل الباطل وهو تشبيه لله العظيم ملك الملوك الذي يخافه كل احد وتخضع له المخلوقات باسرها بالملوك. الفقراء المحتاجين للوجهاء والوزراء في تكميل ملكهم ونفوذ قوتهم فابطل الله هذا الزعم وبين ان الشفاعة كلها اه ان الشفاعة كلها له كما ان الملك كله له هذا اخذه من الاية التي اشرت اليها واوردها المصنف في كتاب التوحيد وهي قوله تعالى ام اتخذوا من دون الله شفعاء قل اولو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون قل لله الشفاعة جميعا له ملك السماوات والارض ثم اليه آآ ترجعون فالشفاعة ملك لله عز وجل مثل ما ان السماوات والارض ملك لله سبحانه وتعالى قال وانه لا يشفع عنده احد الا باذنه ولا يأذن الا لمن رضي قوله وعمله ولا يرظى الا الا توحيده. هذه الفصول الثلاثة التي اشرت اليها وهي اصول عظيمة جدا في باب الشفاعة الاول لا يألى لا يشفع عنده احد الا باذنه والثاني لا يأذن الا لمن رضي قوله وعمله والثالثة لا يرظى الا توحيده واخلاص العمل له فيتبين من هذا يتبين من من هذا من هذه الاصول العظيمة في هذا الباب ان المشرك ليس له حظ ولا نصيب في الشفاعة ليس له حظ ولا نصيب في الشفاعة وبين ان الشفاعة المثبتة التي تقع باذنه انما هي الشفاعة لاهل الاخلاص خاصة وانها انما تقع لاهل الاخلاص خاصة وهذا واظح ومصرح ومصرح به في الحديث حديث ابي هريرة اشرت اليه قال يا رسول الله من اسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه قال وانها اي الشفاعة كلها منه لانها ملكه ومنه سبحانه وتعالى وانها كلها منه رحمة منه وكرامة للشافع ورحمة منه وعفو عن المشفوع له فهي فضل من الله على الشافع وفظل على المشفوع له اما الشافع فاظهارا لمكانته ومنزلته واما المشفوع له فعفوا عنه وصفحه فهي كلها منه سبحانه وتعالى وهو المالك لها وانه المحمود على الحقيقة وهو الذي اذن لمحمد صلى الله عليه وسلم فيها واناله المقام المحمود عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا فهذا ما دل عليه الكتاب والسنة في تفصيل القول في الشفاعة اشار الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله الى نقل عظيم جدا شافي ووافي في هذا الباب نقله المصنف شيخ الاسلام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله في كتاب التوحيد عن الامام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ووصفه بانه كاف شافي فنستمع اليه قال ابو العباس رحمه الله تعالى نفى الله عما سواه كل ما يتعلق به المشركون فنفى ان يكون لغيره ملك او قسط منه او يكون عونا لله ولم يبق الا الشفاعة فبين انها لا تنفع الا لمن اذن له الرب. كما قال ولا يشفعون الا لمن ارتضى فهذه الشفاعة التي يظنها المشركون هي منتفية يوم القيامة كما نفاها القرآن واخبر النبي صلى الله عليه وسلم انه يأتي فيسجد لربه ويحمده لا يبدأ بالشفاعة اولا ثم يقال له ارفع رأسك وقل يسمع وسل تعطى واشفع تشفع وقال ابو هريرة له صلى الله عليه وسلم من اسعد الناس بشفاعتك؟ قال من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه فتلك الشفاعة لاهل الاخلاص باذن الله. ولا تكونوا لمن اشرك بالله وحقيقته ان الله سبحانه هو الذي يتفضل على اهل اخلاص فيغفر لهم بواسطة دعاء من اذن له ان يشفع ليكرمه وينال المقام المحمود فالشفاعة التي نفاها القرآن ما كان فيها شرك. ولهذا اثبت الشفاعة باذنه في مواضع وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم انها لا تكون الا لاهل التوحيد والاخلاص انتهى كلامه. نعم هذا كلام متين وواضح وبين في هذا الباب وهو كما وصف الشيخ رحمه الله كاف شاف فالشفاعة المنفية في القرآن ما كان فيها شرك ما كان فيها شرك والشفاعة المثبتة في القرآن هي التي باذن الله للشافع ورضاه سبحانه وتعالى عن المشفوع له وهي فظل من الله على الشافع والمشهي له فضل على الشافع اظهارا لمكانته وقدره وجاهه عند الله وفضل من الله على المشفوع له صفحا و عفوا ومغفرة فالمحمود اولا واخرا هو الله عز وجل والمتفضل بذلك اولا واخرا هو الله عز وجل فلا تطلب الا منه ولا تنال الا برضاه لا تطلب الا منه. من ارادها لنفسي فليطلبها من الله لا يخاطب الشفعاء يخضع لهم ويذل الخضوع الذي لله والذل الذي لله والدعاء الذي لله لا يفعل ذلك وانما يطلبها من الله فاذا ارادها يطلبها من مالكها قل لله الشفاعة جميعا يقول في دعاء اللهم شفع في انبيائك واوليائك اللهم اجعلني ممن يشفع لهم نبيك عليه الصلاة والسلام يطلبها من الله لا يتوجه الى الذين لهم المكانة او الجاه فيسألهم ويدعوهم يخضع لهم ويذل هذا الدعاء والخضوع والذل هذا عبادة لا تصرف الا لله والذين يفعلون ذلك يقول انا اريد شفاعته. وهو يعبده. يعبده يدعوه. وهذا الذي يفعله هو من اعظم موجبات رد الشفاعة وعدم حصولها فهو يفعل امرا يبعد به نفسه عن نيلها يبعد به نفسه عن نيلها. فمن ارادها يطلبها من الله. اللهم يدعو الله. يسأل الله يتوجه الى الله سبحانه وتعالى. اللهم انبيائك اللهم اجعلهم يشفعون لي لا يتوجه الى الانبياء او الاولياء ويخاطب المقبورين اشفعوا لي ويبكي ويخضع لهم ويدعوهم هذا دعاء هذا عبادة هذا عبادة واتخاذ انداد مع الله سبحانه وتعالى فاذا اراد ان يطلبها من الله ويدعو الله عز وجل ويخلص في دعائه لله عز وجل والامر الثاني ان يصلح عمله ان يصلح عمله وعقيدته ايمانه لان الله لا يرضى آآ سبحانه وتعالى الا عن اهل التوحيد اعد قليلا كلام شيخ الاسلام في اوله قال نفى الله عما سواه كل ما يتعلق به المشركون. نفى الله عز وجل اه عمن عمن سواه كل ما يتعلق به المشركون يشير هنا اه الى الاية التي سبق الاشارة اليها والتي وصفها بعض اهل العلم انها تقطع شجرة الشرك من اصولها وتجتثها من عروقها وهي قول الله سبحانه وتعالى في في سورة سبأ قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له. اكمل فنفى ان يكون لغيره ملك او قسط منه هذا الاول نفى ان يكون لغيره ملك او قسط منه اي قسط من الملك وذلك بقوله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض هذا الامر الاول في ابطال ما يتعلق به من يدعو غير الله ويلتجئ الى غيره. والثاني او يكون عونا لله او قسط من هذه الشراكة او قسط من هذه الشراكة وهو الثاني والثالث آآ ان يكون عونا لله فالله في الاية قال لا يملكون مثقال ذرة في السماوات والارض هذا الاول وما لهم فيهما من شرك هذا الثاني وما لهم فيهما من شرك وماله منهم من ظهير هذا الثالث بقي الامر الرابع وهو الشفاعة الابتدائية فابطلها الله عز وجل وهي التي يتعلق بها المشركون قال ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له ختم الشيخ عبد الرحمن تعليقه وبيانه لمقصد هذا الباب بقوله فالمقصود في هذا الباب ذكر النصوص الدالة على ابطال كل وسيلة والسبب يتعلق به المشركون بالهتهم وانه ليس لها من الملك شيء لا استقلالا هذا في قوله لا يملكون مثقال ذرة ولا مشاركة هذا في قوله وما لهم فيهما من شر ولا معاونة ومظاهرة وماله منهم من ظهير ولا من الشفاعة شيء ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له فجاء بالامور الاربعة التي في الاية وانما ذلك كله لله وحده فتعين ان يكون المعبود وحده سبحانه وتعالى. نعم باب قول الله تعالى انك لا تهدي من احببت قال رحمه الله تعالى وهذا الباب ايضا نظير الباب الذي قبله وذلك انه اذا كان صلى الله عليه وسلم افظل الخلق على الاطلاق واعظمهم عند الله جاها واقربهم اليه وسيلة لا يقدر على هداية من احب هداية التوفيق وانما الهداية كلها بيد الله فهو الذي تفرد بهداية القلوب كما تفرد بخلق المخلوقات. فتبين انه الاله الحق واما قوله تعالى وانك لتهدي الى صراط مستقيم. فالمراد بالهداية هنا هداية البيان. وهو صلى الله عليه وسلم المبلغ عن الله وحيه الذي اهتدى به الخلق. هذا الباب باب قوله قول الله سبحانه وتعالى لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء هو متمم للباب الذي قبله فالنبي عليه الصلاة والسلام جاهه عند الله افضل جاه ومكانته افضل مكانة وهو سيد الاولين والاخرين وخيرهم وافضلهم وامامهم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وعلى جميع النبيين فهذا النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان هو افضل الخلق على الاطلاق واعظمهم عند الله جاها واقربهم اليه وسيلة لا يقدر على هداية من احب هداية التوفيق وهذا يعرف معرفة سبب نزول الاية سبب نزول الاية فانها قد نزلت عليه صلوات الله وسلامه عليه على اثر وفاة عمه على على اثر وفاة عمه ابي طالب وابو طالب عم النبي عليه الصلاة والسلام كان يحوط النبي عليه الصلاة والسلام وينصره ويذب عنه ويدافع وله جهود كبيرة جدا في هذا الباب وكان نبينا عليه الصلاة والسلام حريصا اشد الحرص على هدايته وتكررت منه المحاولة والدعوة والحرص والرغبة تكرر منه ذلك عليه الصلاة والسلام حتى اللحظات الاخيرة لحظات الموت موت ابي طالب جاء النبي عليه الصلاة والسلام عنده يطلب منه ان يقول لا اله الا الله حتى يكون قاتمة له اه على التوحيد لله عز وجل يروي قصة هذه القصة المسيب والد سعيد بن المسيب وهو الصحابي والاقرب انه كان حاضرا للقصة فكان عند النبي عليه الصلاة والسلام عبد الله بن ابي امية وابو جهل كان عند ابي طالب اه عبدالله ابن ابي امية وابو جهل جالساني عنده فجاء النبي عليه الصلاة والسلام وقال يا عم ليست هذه المحاولة الاولى قبلها محاولات ومحاولات معه ولكن هذه المحاولة في لحظات الاخيرة لما حظرت ابا طالب الوفاة فجاء وجلس عنده وقال يا عم قل لا اله الا الله كلمة احاج لك بها عند الله كلمة احاج لك بها عند الله فهذان الاثنان عبد الله بن ابي امية وابو جهل عند رأسه يقولان بل على ملة عبد المطلب قل على ملة عبد المطلب ملة عبد المطلب هذه سبحان الله العظيم عقدة في نفوس اهل الضلال من قديم الزمان وحديثه اذا نشأ على عقيدة ولد فيها ونسى عليها اباؤه واجداده يجد صعوبة جدا ان ينفك حتى انه كثير منهم يتبين له الحق لكن نفسه يصعب عليها ان تنفك عن شيء ولد عليه الاباء والاجداد والعشيرة والقبيلة كيف يخرج من ذلك انا وجدنا اباءنا على امة وانا على اثارهم مهتدون هذا هذا هذه عقدة في نفوس اهل الضلال في قديم الزمان حديث يصعب عنه ان ينفك عنها الا اذا فتح الله على قلبه وهداه سبحانه وتعالى فكانوا يتكئون على هذه ويذكرانه بها ملة عبد المطلب فيعيد عليه الصلاة والسلام من حاله. يا عم قل لا اله الا الله كلمة احاج لك بها عند الله فيقولان بل على ملة عدل والطالب يعيدان عليه كلما عاد اعاد ثم مات وخرجت روحه وهو يقول هو على ملة عبد المطلب والنبي عليه الصلاة والسلام نعرف مكانته وفضله ومنزلته وحرصه الشديد على عمه وما بذل عمه وقدم في نصرة النبي عليه الصلاة والسلام وعند رأسه يحاول هذه المحاولة لكن لا يملك هداية التوفيق ما يملك هداية التوفيق هذي بيد الله سبحانه وتعالى فخرجت روحه وهو يقول هو على ملة عبد المطلب فحزن عليه الصلاة والسلام فانزل الله هذه الاية يصلي فيها نبيه عليه الصلاة والسلام انك لا تهدي من احببت من احببت هدايته وحرصت على هدايته ورغبت في هدايته لا يمكن ان اه ان تهديه آآ لان الهداية بيد الله المقصد تهديء اي هداية التوفيق انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء مثلها قوله عز وجل وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمن حتى لو حرصت على هدايته لان الهداية بيد الله عز وجل وكان يتألم ويحزن على على بعض الناس حتى انزل الله عليه قوله سبحانه وتعالى افمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فان الله يظل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات الامر لله وبيد الله هذا كله تسلية النبي عليه الصلاة والسلام تألم وحزن فانزل الله يصلي نبيه عليه الصلاة والسلام انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء ثم يعني هذا هذا لا بد هذا لا بد ان يفهم هذا توحيد ثم مع ذلك تجد في الناس الان من يتوجه مثلا الى قبره عليه الصلاة والسلام ويسأله الجنة ويسأله الهداية ويسأله آآ المغفرة تراه اشياء من هذا القبيل او الى غيره عليه الصلاة والسلام يسألونه ويسألون غيره ما لا يملكه الا الله سبحانه وتعالى فهذه القصة هي عبرة في تقرير التوحيد والاخلاص وان اللجوء الى الله. قال الله لنبيه انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء ولكن الله يهدي نزلت هذه الاية تسلية له ماذا قال النبي عليه الصلاة والسلام بعد هذا انك لا تهدي ما سلاه الله بهذا ماذا قال بعدها قال لاستغفرن لك ما لو انهى عن ذلك لاستغفرن لك ما لم انه عن ذلك فانزل الله سبحانه وتعالى عليه ما كان للنبي والذين امنوا ان يستغفروا للمشركين ولو كانوا اولي قربى من بعد ما تبين لهم انهم اصحاب الجحيم فتوقف عليه الصلاة والسلام فهذه هذا لما يتأمل في المرء وينظر يفيده التوحيد يفيده التوحيد يفيده التعلق بالله اذا اردت الهداية اطلبها من الله اذا اردت الجنة اطلبها من الله اذا اردت سعادة الدنيا والاخرة وخير الدنيا والاخرة اطلبها من الله توجه السؤال الرغبة الدعاء الالحاح اللجوء هذا كله الى الله. لا يتوجه الى احد كائنا من كان حتى ان اعتقدت فيه جاها ومكانة وفظلا ومنزلة الى غير ذلك التوجه الى الله والذل لله والخضوع لله والدعاء لله هذا كله لله عز وجل لا يصرف شيء من ذلك لغيره سبحانه وتعالى هذه هذه الترجمة فيها ان الامر لله من قبل ومن بعد وان الهداية بيده سبحانه وتعالى انك لا تهدي من احببت هل هذه تعارظ قول الله سبحانه وتعالى جل في علاه وانك لتهدي الى صراط مستقيم في اواخر سورة الشورى وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وانك لتهدي الى صراط مستقيم هنا يقول وانك لتهدي يثبت له الهداية وفي الاولى انك لا تهدي اية فيها اثبات هداية واخرى فيها نفي للهداية وهذا كما مر معنا قريبا القاعدة عند العلماء في هذا الباب ان الشيء اذا اثبت ونفي فالمثبت غير المنفي. وما رميت اذ رميت لاحظ بموطن واحد اثباتنا فيه وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى اثبت رميا ونفى رميا فهل المثبت هو المنفي هل المثبت الرمي المثبت هو الرمي المنفي وما رميت اذ رميت وما رميت اي اخذك الحصى ورميه اقرأ وما رميت اذ رميت الثانية هذي اذ رميت اي اخذك للحصى ورميها في وجوه الاعداء والمنفي الاولى وما رميت اي اصبت وجوههم ووقعت النكاية هذا من الله التسديد من الله. والفعل فعل الرمي منها عليه الصلاة والسلام. فاذا المثبت شيء والمنفي شيء الرمي المثبت الذي المباشرة والمنفي التسديد والاصابة هذا من الله سبحانه وتعالى. هنا الهداية مثبتة وهداية منفية الهداية المثبتة في قوله وانك لتهدي الى صراط مستقيم هذه هداية الدلالة والارشاد بداية الدلالة والارشاد وهذه وقعت من النبي صلى الله عليه وسلم على اتم ما يكون. بلغ البلاغ المبين وهدى عليه الصلاة والسلام تعليما وتوجيها ووعظا ونصحا وبيانا صلوات الله وسلامه عليه والمنفية في قوله انك لا تهدي من احببت هذه هداية التوفيق هذي هداية التوفيق فالتوفيق بيد الله التوفيق بيد الله ولهذا قال شعيب عليه السلام وما توفيقي قال ان اريد الا الاصلاح ما استطعت وما توفيقي الا بالله عليه توكلت واليه انيب سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا وبارك فيكم