الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه وبعد اللهم اغفر لشيخنا ولنا وللمسلمين قال العلامة السعدي رحمه الله تعالى في كتابه القول السديد في مقاصد التوحيد في باب ما جاء ان سبب كفر بني ادم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين قال والغلو هو مجاوزة الحد بان يجعل للصالحين من حقوق الله الخاصة به شيء فان حق الله الذي لا يشاركه فيه مشارك هو الكمال المطلق والغنى المطلق والتصرف المطلق من جميع الوجوه وانه لا يستحق العبادة والتأله احد سواه فمن غلا باحد من المخلوقين حتى جعل له نصيبا من هذه الاشياء فقد ساوى به رب العالمين وذلك اعظم الشرك ومن رفع احدا من الصالحين فوق منزلته التي انزله الله بها فقد غلى فيه وذلك وسيلة الى الشرك وترك الدين والناس في معاملة الصالحين ثلاثة اقسام اهل الجفاء الذين يهضمونهم حقوقهم ولا يقومون بحقهم من الحب والموالاة والموالاة لهم والتوقير والتبجيل واهل الغلو الذين يرفعونهم فوق منزلتهم التي انزلهم الله بها واهل الحق الذين يحبونهم ويوالونهم ويقومون بحقوقهم الحقيقية ولكنهم يبرؤون من الغلو فيها وادعاء عصمتهم والصالحون ايضا يتبرأون من ان يدعوا لانفسهم حقا من حقوق ربهم الخاصة كما قال الله عن عيسى صلى الله عليه وسلم سبحانك ما يكون لي ان اقول ما ليس لي بحق واعلم ان الحقوق ثلاثة حق خاص لله لا يشاركه فيه مشارك وهو التأله له وعبادته وحده لا شريك له. والرغبة والانابة اليه حبا وخوفا ورجاء وحق خاص للرسل وهو توقيرهم وتبجيلهم. والقيام بحقوقهم الخاصة وحق مشترك وهو الايمان بالله ورسله وطاعة الله ورسله ومحبة الله ومحبة رسله ولكن هذه لله اصل وللرسل تبعا لحق الله فاهل الحق يعرفون الفرقان بين هذه الحقوق الثلاثة فيقومون بعبودية الله واخلاص الدين له ويقومون بحق رسله واوليائه على اختلاف منازلهم ومراتبهم والله اعلم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد هذه الترجمة باب ان سبب كفر بني ادم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين عقدت هذه الترجمة تحذيرا من الغلو وبيانا لخطورته وعظيم مضرته وان من عواقب الغلو الوخيمة واثاره الخطيرة انه يفضي بصاحبه الى الشرك بالله سبحانه وتعالى وقد نهى الله جل وعلا عباده في كتابه عن الغلو ونهى عنه رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته قال الله تعالى يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم قال النبي عليه الصلاة والسلام اياكم والغلو فانما اهلك من كان قبلكم الغلو في الدين فنهى عن الغلو عليه الصلاة والسلام واخبر انه سبيل هلكة وانه يفضي بصاحبه الى الهلاك والمصنف رحمه الله بهذه الترجمة بين ان خطورة الغلو عظيمة من جهة ان سبب كفر بني ادم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين والغلو في الصالحين ان يتجاوز المرء فيهم الحد يتجاوز المرء فيهم الحد والحج يراد به القدر الذي يليق بهم فان تجاوز بهم القدر الذي يليق بهم ويتناسب مع مقامهم الى مقام ارفع ومكانة اعلى فوق مكانتهم وانزلهم منزلة فوق منزلتهم فيكون حينئذ غلا فيهم واذا غلا في الصالحين تدرج به الامر الى ان يقع في الكفر بالله سبحانه وتعالى لان سبب الكفر بالله جل وعلا هو الغلو في الصالحين اي مجاوزة الحد فيهم بانزالهم فوق منازلهم ولهذا جاءت الشريعة بالتحذير من الغلو لما يترتب عليه من اضرار خطيرة وعواقب وخيمة حتى انه يفضي بالمرء الى ترك الدين والكفر برب العالمين سبحانه وتعالى فليس بالامر الهين وكثيرا ما يؤتى الجهال في هذا الباب من جهة ظنهم ان غلوهم في الصالحين هو من تمام محبتهم للصالحين ان غلوهم في الصالحين هو من تمام محبتهم في الصالحين فيدخلون في المحبة للصالحين غلوا فيهم وتجاوزا للحد حتى يؤول بهم الامر الى مآلات خطيرة ومن الامثلة على ذلك الموضحة لهذا الامر ان اول كفر وقع في بني ادم كان من هذه الجهة من جهة الغلو في الصالحين قال الله سبحانه وتعالى وقالوا لا تذرن الهتكم ولا تذرن وداعا ولا يغوت ويعوق ونسرا جاء في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال هذه اسماء رجال رجال صالحين يغوث ويعوق وود ونسر هذه اسماء رجال صالحين خمسة رجال صالحين عرفوا في قوم بالصلاح والديانة النصيحة وبذل الخير والاحسان فماتوا في سنة واحدة وكان موتهم مؤلما للناس لمنزلتهم ومكانتهم فاتاهم الشيطان وقال ضعوا انصبة تماثيل في مجالسهم التي كانوا يجلسونها والغرض من هذه التماثيل في اول وظعها وبدء وظعها حتى تتذكر هؤلاء الصالحين ولا يغيبون عن اذهانكم ابدا. كل ما رأيتم التماثيل التي في مجالسهم تذكرتموهم فدخل عليهم من هذا الباب محبة الصالحين وبقاء ذكراهم في القلوب وان لا تذهب ذكراهم عن النفوس وان يبقوا متذكرين لهم ففعلوا ذلك فعلوا ذلك والشيطان اعاذنا الله عز وجل اجمعين وذرياتنا منه من همزه ونفخه ونفثه قد يضع خطة في الافساد تكون طويلة المدى قد يضع خطة في الافساد لا يقصد بها الجيل الذي وظع او بدأ الخطة فيه بل يستهدف فيها اجيالا قادمة وهذا امر يغفل عنه كثير من الناس في باب كيد الشيطان ولهذا تجدهم في بعظ الامور يقول لا نحن الامر واضح لنا وبين ولا يدري انه بهذا الامر الذي يقول عنه انه واضح وبين قد اسس به فسادا لذريته او ذريتي ذريته وهذا من كيد الشيطان العظيم فوظع هذه التماثيل لهم من وافهمهم انها مجرد ذكرى تذكرهم هؤلاء الصالحين فعلوا ذلك ثم لما مات هؤلاء ونسي العلم اتى من بعدهم وقال لهم ان اباءكم واجدادكم انما وضعوا هذه التماثيل من اجل ان انهم اذا استغاثوا بها اغيث وكانوا يستغيثون بها ويستنزلون بها المطر فعبدوها من دون الله فعبدوها من دون الله فهذا يفيد ان اول شرك حصل في بني ادم هو من هذه الجهة من جهة الغلو في الصالحين مجاوزة الحد فيهم ومن الغلو في الصالحين وضع الصور والتماثيل لهم حتى وان قال القائل فقط للذكرى والتذكير بهم هذا هو مدخل الشيطان في اول فساد وشرك وقع في ذرية ادم او البناء التشييد على قبورهم يوضع على قبورهم الابنية العالية الرفيعة وهاتان هما اعظم فتنتين دخل من خلالهما الشرك على بني ادم فتنة القبور وفتنة التصاوير فتنة القبور وفتنة التصاوير اتاني اعظم فتنتان وقع الشرك على بني ادم من جهتهما وجاءت الشريعة بحسم هذا الامر ولعن فاعل ذلك لعن من يتخذ التصاوير لما تفظي اليه من خطر عظيم وفساد عريظ ولاء من يتخذ قبور الانبياء والصالحين مساجد والاخبار بانهم شرار الخلق عند الله سبحانه وتعالى يوم القيامة عرف الشيخ رحمه الله الغلو بانه مجاوزة الحد بان يجعل للصالحين من حقوق الله الخاصة به شيء اي حظ ونصيب فحق الله الذي لا يشاركه فيه مشارك هو الكمال المطلق والغنى المطلق والتصرف المطلق من جميع الوجوه وانه لا يستحق العبادة والتأله احد سواه فمن غلا باحد من المخلوقين حتى جعل له نصيبا من هذه الاشياء فقد ساوى به رب العالمين او رب العالمين فلولا ان ان يقال فقد ساواه برب العالمين وذلك اعظم الشرك ومن رفع احدا من الصالحين فوق منزلته التي انزله الله بها فقد غلا فيه فقد غلا فيه وذلك وسيلة الى الشرك وترك الدين. مثل ما قال المصنف سبب كفر بني ادم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين اذا نظر الناظر في واقع الناس مع الصالحين ومعاملتهم مع الصالحين يجد ان الامر كما ذكر السارح رحمه الله تعالى ينقسم الى لان الناس في هذا ينقسمون الى ثلاثة اقسام في تعاملهم مع الصالحين قسم اهل جفاء لا يعرفون الصالحين قدرهم ولا يعرفون لهم مكانتهم فيجفون في حقهم ويسيئون اليهم وينتقصون من مقدارهم ولا ولا يقومون بحقهم من الحب والموالاة والتوقير ونحو ذلك فهذا قسم والقسم الاخر اهل الغلو والذي عقدت الترجمة للتحذير منه وهم الذين يرفعون الصالحين فوق منزلتهم التي انزلهم الله تبارك وتعالى اياها فقسم غلا وقسم جفى قسم افرط وقسم فرط قسم زاد وقسم نقص وخيار الامور اوساطها لا تفريطها ولا افراطها فالغلو مذموم والجفاء مذموم والحق قوام بين ذلك. الحق وسط بين ضلالتين وحسنة بين سيئتين وهدى بين ضلالتين وكذلك جعلناكم امة وسطا فالغلو مذموم والجفاء مذموم والمطلوب هو التوسط والاعتدال توسط بين الطرفين طرف الغلو وطرف الجفاء وما من امر من امور الدين او مسألة من مسائله الا والناس عموما فيها ينقسمون الى ثلاث اقسام قسم يغلو وقسم يجفو وقسم يتوسط في كل مسائل الدين والخير كل الخير في التوسط والاعتدال قال واهل الحق هذا هو التوسط الذين يحبونهم ويوالونهم ويقومون بحقوقهم الحقيقية ويقومون بحقوقهم الحقيقية ولكنهم يبرؤون من الغلو فيهم وادعاء عصمتهم ولهذا احد ال البيت من ابناء علي بن ابي طالب رضي الله عنه قال احبونا حب الاسلام قال احبونا حب الاسلام لان الحب اذا لم يكن حب الاسلام يعني مبنيا على الاسلام وقواعده واصوله المتينة غلا الانسان بالحب تجاوز الحد فيه الى التعظيم المذموم ولهذا قال احد السلف لعله عبد الله عبد الله بن مبارك قال وهل هلك من هلك الا من جهة التعظيم وهل هلك من هلك الا من جهة التعظيم فالتعظيم الذي هو غير مظبوط ضابط الشرع غير مهزوم بميزانه القويم يفضي بصاحبه الى الهلاك قال رحمه الله والصالحون ايضا يتبرأون يتبرأون من ان من ان يدعوا لانفسهم حقا من حقوق ربهم الخاصة تبرأون من ذلك ولا يرظون ان ينسب اليهم او يضاف اليهم او يمدح بشيء من حقوق الله عز وجل الخاصة بالله جل في علاه لا يرظون لا يرظون ذلك لانفسهم واذا وقع شيء من ذلك انكروا ذلك وتبرأوا منه ذكر رحمه الله تعالى مثالا قول عيسى عليه السلام سبحانك ما يكون لي ان اقول ما ليس لي بحق وهذا تبرأ تبرأ من عيسى من دعاوى النصارى الضالة فيه واتخاذهم له الها من دون الله سبحانه وتعالى واذ قال الله يا عيسى ابن مريم اانت قلت للناس اتخذوني وامي الهين من دون الله فيتبرأ من ذلك وينزه الله جل في علاه. ويقدسه عن مقالة اولئك الاثمة وكفرهم المبين قال سبحانك اي انزهك واجلك واقدسك يا الله سبحانك ما يكون لي ان اقول ما ليس لي بحق انتبه لهذا التوحيد هذا توحيد عظيم. انا اقول ما ليس لي بحق هذا هو التوحيد فحق الله لله حق الله سبحانه وتعالى لله لا يجعل لغيره فيه حظ وولا نصيب لا قليل ولا كثير فحق الله سبحانه وتعالى لله فمن جعل شيئا من حق الله لغير الله ولو كان قدرا قليلا او في جانب معين فقد سوى ذلك الغير بالله فوقع في الشرك والكفر بالله سبحانه وتعالى والصالحون يتبرأون من ذلك حتى في القدر اليسير الانبياء والصالحون يتبرأون من ذلك حتى ولو في القدر اليسير لما قال رجل وسيأتي في هذا ترجمة خاصة عند النبي عليه الصلاة والسلام ما شاء الله وشئت عندما قال الرجل هذه الكلمة ما شاء الله وشئت هل كان يقصد ان مشيئة النبي عليه الصلاة والسلام مساوية لمشيئة الله ما كان يقصد ذلك ولكن لسانه لم يكن دقيقا في اللفظ والتعبير فقال ما شاء الله وشئت والواو في لغة العرب تفيد مطلق التسمية فهذا خطأ خطأ ليس بالهين في اللفظ والشريعة كما انها جاءت بصيانة القلوب والعقائد جاءت ايضا بصيانة الالفاظ كثير من الناس يقع في اخطاء واذا بين له يقول انا ما اقصد هذا يقال له حتى لو لم تقصد فهذا من هي عنه وهذا باطل. لا يجوز ان تقول هذا بلسانك بعضهم يقول انا قصدي طيب نيتي طيبة حتى وان طابت النية وصح القصد لابد ان تكون الالفاظ ايضا سليمة فغضب عليه الصلاة والسلام وقال اجعلتني لله ندا في رواية عدلا قل ما شاء الله وحده ما يرظون ما يرضون بذلك وفي قصة الاسير وفي مسند الامام احمد لما قال الاسير اتوب لما قال الاسير اتوب الى الله وحده ولا اتوب الى محمد قال النبي صلى الله عليه وسلم عرف الحق لاهله عرف الحق لاهله وتوبوا الى الله جميعا ايها المؤمنون لعلكم تفلحون قال عرف الحق لاهله فحق الله لله الانبياء والصالحون لا يرظون ان يجعل لهم شيء من حق الله سبحانه وتعالى لكن الشيطان ابى الا ان يورط الناس بهذه الورطة الشنيعة ويدخلهم في هذا المأزق الشنيع من جهة ان هذه محبة الصالحين حتى اصبح الامر الى ان من ينكر ذلك يقولون هذا لا يحب الصالحين الذي ينكر غلو اهل الغلو في الصالحين يقولون هذا لا يحب الصالحين فارتبط عندهم اه ارتبط عندهم الغلو بالحب واصبح الغلو جزء من حب الصالحين عندهم ومن انكر غلوهم في الصالحين اعتبروه ماذا اعتبروه طاعنا ومسيئا في للصالحين في حبهم ومعرفة قدرهم وهذا من اه كيد الشيطان لاولئك ومكره بهم فالصالحون لهم في القلوب محبة ولهم منزلة ولهم مكانة ولهم قدر ويجب اه ادنى تعرف لهم اقدارهم بل قال عليه الصلاة والسلام ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا ويعرف لعالمنا حقا. لا بد من معرفة الحقوق ولابد من المحبة محبة الاسلام لكن لا يجوز مجاوزة الحد والغلو لانه يفضي بفاعله الى الكفر بالله سبحانه وتعالى ترك الدين قال الشيخ رحمه الله واعلم ان الحقوق ثلاثة حق خالص لله لا يشاركه فيه مشارك وهو التألم والعبادة والرغبة والانابة والحب والخوف والرجاء وحق خاص للرسل وهو توقيرهم وتبجيلهم والقيام بحقوقهم الخاصة وحق مشترك وهو الايمان بالله ورسله وطاعة الله ورسله ومحبة الله ورسله ولكن هذه لله اصلا وللرسل تبعا لحق الله هو يشير رحمه الله تعالى اه بهذا الى الاية الكريمة قول الله سبحانه وتعالى لتؤمنوا بالله ولتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة واصيلا. ذكرت الحقوق الثلاثة او باقسامها الثلاثة قال لتؤمنوا بالله ورسوله الايمان بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه اي الرسول عليه الصلاة والسلام وتسبحوا هذا لله هذا لله سبحانه وتعالى فجمعت الاية هذه هذه الحقوق الثلاثة فهناك حق لله وحق للرسول وحق مشترك المشترك وضح الشيخ رحمه الله في ضابطا مهما وهو ان هذه لله اصلا وللرسل تبعا لحق الله محبة الرسل من محبة الله وطاعة الرسل من طاعة الله من يطع الرسول فقد اطاع الله ومعصية الرسل من معصية الله لانهم لانهم مبلغون عن الله سبحانه وتعالى مبلغون عن الله وهم وسائط بين الله وبين خلقه في ابلاغ دينه فحبهم من حب الله وطاعتهم من طاعة الله سبحانه وتعالى فالاصل اه في في هذه الامور انها لله وللرسل تبعا لحق الله قال فاهل الحق يعرفون الفرقان بين هذه الحقوق الثلاثة فيقومون بعبودية الله واخلاص الدين له ويقومون بحق رسله واوليائه على اختلاف منازلهم ومراتبهم ولا يقعون في ما يقع فيه اهل الغلو من غلو وتجاوز للحد يفضي بفاعله الى الكفر بالله وترك الدين نعم باب ما جاء في التغليظ في من عبد الله عند قبر رجل صالح فكيف اذا عبده باب ما جاء ان الغلو في قبور الصالحين يصيرها اوثانا تعبد من دون الله طالما ذكر المصنف في البابين يتضح بذكره في البابين نعم. يتضح بذكر تفصيل القول فيما يفعل عند قبور الصالحين وغيرهم وذلك ان ما يفعل عندها نوعان مشروع وممنوع اما المشروع فهو ما شرعه الشارع من زيارة القبور على الوجه الشرعي من غير شد رحل يزورها المسلم متبعا للسنة فيدعو لاهلها عموما ولاقاربه ومعارفه خصوصا فيكون محسنا اليهم بالدعاء لهم وطلب العفو والمغفرة والرحمة لهم ومحسنا الى نفسه باتباع السنة وتذكر الاخرة والاعتبار بها والاتعاظ واما الممنوع فانه نوعان احدهما محرم ووسيلة للشرك كالتمسح بها والتوسل الى الله باهلها والصلاة عندها وكإسراجها والبناء عليها والغلو فيها وفي اهلها اذا لم يبلغ رتبة العبادة والنوع الثاني شرك اكبر كدعاء اهل القبور والاستغاثة بهم وطلب الحوائج الدنيوية والاخروية منهم. فهذا شرك اكبر وهو عين ما يفعله عباد الاصنام مع اصنامهم ولا فرق في هذا بين ان يعتقد الفاعل لذلك انهم مستقلون في تحصيل مطالبه ولا فرق في هذا بين ان يعتقد الفاعل لذلك انهم مستقلون في تحصيل مطالبه او متوسطون الى الله فان المشركين يقولون ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله فمن زعم انه لا يكفر من دعا اهل القبور حتى يعتقد انهم مستقلون بالنفع ودفع الظرر وان من اعتقد ان الله هو الفاعل وانهم وسائط بين الله وبين من دعاهم واستغاث بهم لم يكفر من زعم ذلك فقد كذب ما جاء به في الكتاب والسنة واجمعت عليه الامة ان من ان من دعا غير الله فهو مشرك كافر في الحالين المذكورين. سواء اعتقدهم مستقلين او متوسطين وهذا معلوم بالضرورة من دين الاسلام. فعليك بهذا التفصيل الذي يحصل به الفرقان في هذا الباب المهم. الذي حصل به من الاضطراب والفتنة ما حصل ولم ينجو من فتنته الا من عرف الحق واتبعه نعم هذان بابان آآ اوردهما شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى باب ما جاء فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح فكيف اذا عبده فكيف اذا عبده اي فكيف اذا عبد الرجل الصالح من دون الله والباب الثاني باب ما جاء ان الغلو في قبور الصالحين يصيرها اوثانا تعبد من دون الله وجمع السارح هنا بين هذين البابين لتعلق لتعلقهما بالقبور والغلو فيها وان الغلو في القبور ومجاوزة الحد يفضي بفاعل ذلك الى الشرك بالله والشريعة جاءت بالنهي عن الشرك وسد المنافذ التي تفضي اليه جاءت الشريعة بالنهي عن الشرك وسد المنافذ التي تفظي الى الشرك حماية لعقائد الناس وصيانة لاديانهم وهذا من رحمة الله وفضله ومنه على العباد والوسائل لها احكام المقاصد وكل ما يفضي الى الحرام ويؤدي اليه فهو محرم وهناك وسائل كثيرة ومنافذ تفظي الى الشرك بالله عز وجل فجاءت الشريعة بمنع بالمنع منها والنهي عنها وهذه كثيرة وجزء من هذه الوسائل والاسباب المفظية للشرك تتعلق بالقبور لانه سبحان الله دخل الشيطان على الناس في باب الشرك من جهة القبور دخول واسع جدا وعبر تاريخ الامم من قديم الزمان وهو يوقع خلقا في الاشراك بالله سبحانه وتعالى من جهة القبور والتعلق بالمقبورين ومن جهة الاصنام المتخذة للموتى من الصالحين وغيرهم والذين يفعلون ذلك وصفهم النبي عليه الصلاة والسلام بانهم شرار الخلق عند الله يوم القيامة ولعنهم عليه الصلاة والسلام ولعن فعلهم في احاديث عديدة عنه صلى الله عليه وسلم ويحذر بذلك مما صنعوا وقال عليه الصلاة والسلام قبل وفاته بايام وفي لحظات الموت في اخر عمره عليه الصلاة والسلام قال لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبورا انبيائهم مساجد قال الصحابة رضي الله عنهم يحذر مما صنعوا يحذر صلوات الله وسلامه عليه مما صنعوا جاءت نصوص عديدة تنهى جاءت نصوص عديدة تنهى ان يقصد المرء عبادة الله والتقرب الى الله فيتحرى فعلها عند قبر رجل صالح. يتحرى فعلها عند قبر رجل صالح يتحرى ذلك ويعتقد ان هذا افضل وان هذا اقرب الى الله عز وجل اذا تحراها في ذلك المكان فجاءت الشريعة بالنهي عن ذلك واذا كانت الشريعة جاءت بالنهي عن ذلك فكيف بمن يعبد نفس الرجل الصالح من دون الله؟ ويتخذه ندا مع الله سبحانه وتعالى القضية هكذا تبدأ القضية هكذا تبدأ اول ما تبدأ بتحري العبادة وتعظيم المكان والمغالاة فيه الى ان يصل الشيطان بفاعل ذلك الى عبادة هؤلاء من دون الله سبحانه وتعالى الى عبادة هؤلاء من دون الله سبحانه وتعالى فالشريعة جاءت بالنهي عن ذلك ويستفاد هذا النهي من قول النبي عليه الصلاة والسلام لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد فان قوله اتخذوا قبور انبيائهم مساجد كما انه يشمل البناء والتشييد على اه القبور وجعلها اماكن للعبادة فانه يشمل ايضا تحري العبادة عندها حتى لو لم يتخذ بنا تحري العبادة عندها فمن تحرى العبادة عند القبر فقد اتخذه مسجدا وكل مكان يقصد يعبد فكل مكان يقصد للعبادة فيه فقد اتخذ مسجدا. والنبي صلى الله عليه وسلم قال جعلت لي الارض مسجدا وطهورا. اينما ادركته كالصلاة فصل فاذا كان يتحرى الصلاة عند القبر فقد اتخذه مسجدا فيشمله هذا اللعن الذي جاء عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام جاءت نصوص في النهي عن آآ عبادة الله وتحري عبادة الله عند قبور الصالحين فكيف بمن يعبد الصالحين من دون الله جل وعلا وفي الباب الثاني قال باب ما جاء ان ان الغلو في قبور الصالحين يصيرها اوتانا تعبد من دون الله الغلو في قبور الصالحين يصيرها اوثانا تعبد من دون الله ولهذا جاء في الحديث الصحيح عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد فهذا هذا الحديث وهذا الدعاء الذي دعا به عليه الصلاة والسلام يفيد هذه الفائدة ان الغلو في قبور الصالحين يصيرها اوثانا تعبد فدعا الله سبحانه وتعالى الا يصير قبره وثنا يعبد ولهذا حمى رب العالمين جل في علاه قبر النبي عليه الصلاة والسلام فلا يصل اليه احد لا يصل اليه احد ومن يفعل افعالا منكرة وباطلة يفعلها بعيدة عن نفس القبر. يفعلها بعيدة عن نفس قبر النبي عليه الصلاة والسلام فان الله حمى قبر نبيه واحيط بسور من وراء سور وليس له منافذ ولا يصل اليه احد حماية وصيانة وهذا من اجابة الله سبحانه وتعالى لدعوة نبيه عليه الصلاة والسلام ومن يمارس ممارسات باطلة يفعلها بعيدة عن القبر اما القبر حماه الله حمى الله قبر نبيه عليه الصلاة والسلام واجاب دعوته صلى الله عليه وسلم حيث قال في دعاء اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد وهذه الدعوة اه تفيد ان من غلا في قبور الصالحين فانه بهذا الغلو يصيرها اوتانا تعبد من دون الله سبحانه وتعالى قال الشيخ عبد الرحمن رحمه الله ما ذكره المصنف في البابين يتضح بذكر تفصيل القول فيما يفعل عند قبور الصالحين وغيرهم وذلك ان ما يفعل عندها نوعان مشروع وممنوع وهذه مسألة مهمة جدا لابد ان يعرف المسلم المشروع عند زيارة القبور ليفعله وان يعرف الممنوع ايضا عند زيارة القبور ليجتنبه ومن لم يعرف هذا ولا هذا ربما مضى في حياته تاركا المشروع فاعلا ماذا الممنوع وهذا واقع كثير من الناس تجدهم عند زيارة القبور لا يفعل المشروع ولا يدري ما هو لا يدري ما هو ويفعل اشياء غير مشروعة اما بدع او شركيات وهكذا ماضي في حياته على هذه الطريقة يذهب للقبور يفعل امورا ممنوعة غير مشروعة فيكون بهذا الصنيع اساء الى نفسه اساءة عظيمة ولم ينفع المقبورين الزيارة لم ينفعهم بالزيارة بينما الزيارة الشرعية تفيد المقبور وتفيد الزائر والزيارة الممنوعة تضر الزائر ولا تفيد المقبور ولهذا لابد ان ان ان تعرف الزيارتان الشرعية وغير الشرعية الشرعية لتفعل حتى يفوز الانسان آآ خير ذلك وثوابه ويترك ويعرف الممنوعة حتى يحذرها ويجتنبها قال الشيخ اما المشروع فهو ما شرعه الشارع من زيارة القبور على الوجه الشرعي من غير شد رحل يزورها المسلم متبعا للسنة فيدعو لاهلها عموما ولاقاربه ومعارفه اي الموتى خصوصا فيكون محسنا اليهم بالدعاء لهم وطلب العفو والمغفرة والرحمة لهم ومحسنا الى نفسه باتباع السنة وتذكر الاخرة والاعتبار والاتعاظ في بداية الاسلام ودعوة النبي عليه الصلاة والسلام كان الامر فيما يتعلق بزيارة القبور ممنوع تماما كلها ممنوعة ما ما يجوز ان يذهب للقبور منهي عن ذلك هكذا كان الامر في في اول الامر في بداية الامر كان اه منهي عن زيارة القبور تماما لا يذهب الى القبور للزيارة يذهب للقبور في حالة واحدة ما هي اذا كان هناك ميت حتى يدفن في القبور. اما زيارة للقبور هذا من هي عنه ممنوع ثم جاء الاذن بعد ذلك وتحديد المقصد من الزيارة جاء الاذن مع تحديد المقصد من الزيارة والغرض قال عليه الصلاة والسلام كنت نهيتكم عن زيارة القبور كنت نهيتكم عن زيارة القبور. الا فزوروها فانها تذكركم الاخرة فهذا الغرض من الزيارة ان يذهب الى القبور ليتذكر الاخرة والقبر اول منازل الاخرة القبر اول منازل الاخرة ومن يزور القبور وينظر ويتفكر يجد ان هؤلاء المقبورين كلهم كانوا مثله يمشون على الارض ويفعلون مصالحهم وحاجاتهم واغراظهم ثم ال بهم الامر الى ذلك ثم اماته فاقبره فيتذكر انه سيصير يوما من الايام في واحد من هذه القبور ولا يدري لا يدري اه متى قد يكون من الغد قد يكون في وقت قريب جدا ما يدري فيتذكر الاخرة ويستعد احد السلف اراد ان يعظ احد المفرطين المقصرين فاخذه الى المقابر وقال له يا فلان لو كنت مكان هؤلاء ماذا تتمنى لو كنت مكان هؤلاء مدفون في واحد من هذه القبور ماذا تتمنى قال اتمنى ان يعيدني الله عز وجل للحياة الدنيا لاعمل صالحا غير الذي كنت اعمل فقال له يا فلان انت الان في الامنية انت الان في الامنية انت الان فيما تتمنى اعمل صالحا قبل ان تدرج في هذه الا الحفرة ثم تصبح امانة غير مجدية فانت الان فيما تتمناه اعمل فالقبور تذكر تذكر الاخرة اذن بزيارتها من اجل ان نتذكر الاخرة ونتعظ برؤية هذه القبور ولامر اخر ايضا وهو الدعاء لهم والصحابة رضي الله عنهم سألوا النبي عليه الصلاة والسلام عن ماذا يقولون اذا زاروا القبور فقال عليه الصلاة والسلام قولوا السلام عليكم اهل الديار السلام عليكم قالوا ماذا نقول؟ قال قولوا السلام عليكم اهل الديار من المؤمنين والمسلمين انتم السابقون ونحن ان شاء الله بكم لاحقون. نسأل الله لنا ولكم العافية. هذا دعاء عظيم جدا الان تجد اناس كثير يذهبون الى القبور ما يعرف هذا اصلا. ولا يدري انه اه هو الذي ارشد اليه امته عليه الصلاة والسلام بل بعضهم يلتفت الى بعض اذا وصلوا الى القبور قالوا يلا بسم الله نقرأ الفاتحة ويقرؤون الفاتحة من قال لك اقرأ الفاتحة هات حديثا عن النبي عليه الصلاة والسلام انه ارشد الى ذلك قد قال عليه الصلاة والسلام من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد. مردود على صاحبه غير مقبول منه فقالوا ماذا نقول؟ ارشدهم الى هذا الدعاء العظيم فلاحظت ان زيارة القبور الشرعية مثل ما قال اه الشيخ رحمه الله فيها احسان الى المقبورين من جهة الدعاء لهم تدعو الله سبحانه وتعالى لهم وفيها احسان الى نفسك باتباعك السنة فعلت الشيء الذي ارشد اليه النبي عليه الصلاة والسلام فتؤجر على الاتباع والاخرون الذين يفعلون غير المشروع انت تؤجر باذن الله على الاتباع. والاخرون الذين يفعلون غير المشروع ما الذي يحصلون بالزيارة يؤزرون على الابتداع. يؤزرون يأثمون على الابتداع فالذي يفعل المشروع يؤجر على اتباعه للسنة هو الذي يفعل الممنوع يؤزر على ابتدائه وحدثه الذي احدثه في دين الله سبحانه وتعالى ونبه الشيخ رحمه الله الى ان الزيارة لا تكون بشد رحل يعني ما يرحل الانسان من بلد الى بلد وين رايح يقول لزيارة القبر الفلاني يسافر لعموم قول النبي عليه الصلاة والسلام لا تشد الرحال الا الى ثلاثة مساجد ولهذا العلماء الناصحون دائما ينبهون الناس الذين جاءوا الى زيارة المدينة النبوية يقولون اجعل نيتك في الزيارة وشدك للرحل لزيارة المدينة زيارة المسجد النبوي هذه النية تسد الرحل لزيارة المسجد النبوي. فاذا وصلت المدينة وجئت المسجد وصليت فيه وحققت هذه الرحلة المباركة سد الرحل لزيارة المسجد النبوي فبعد ذلك يؤذن لك وانت في المدينة ان تذهب الى قبر النبي عليه الصلاة والسلام للسلام عليه وعلى صاحبيه ولقبور البقيع وقبور الشهداء كل هذه مأذون لك فيها لكن لا لا يشد الرحل من بلده النية في شد الرحل زيارة القبر قبر النبي عليه الصلاة والسلام او قبور البقيع لانه صح عنه عليه الصلاة والسلام انه قال سد الرحال الا الى ثلاثة مساجد ثم بين رحمه الله تعالى ان الممنوع على نوعين الاول محرم ووسيلة الى الشرك وهو الغلو في الغلو في القبور ايا كان نوع الغلو باسراجها البناء عندها وتحري الصلاة عندها الى غير ذلك والنوع الثاني شرك اكبر وهو دعاء المقبورين من دون الله والاستغاثة بهم وطلب الحوائج منهم فهذا شرك اكبر هذا شرك اكبر وهو عين ما يفعله عباد الاصنام لما قال الشيخ هذا شرك اكبر نبه على مسألة مهمة جدا واشتباه يقع عند بعض الجهال بسبب دعاة الضلالة وائمة الضلال وقد خاف النبي صلى الله عليه وسلم على امته منهم قال ان اخوف ما اخاف على امتي الائمة المضلين نبهونا على مسألة مهمة وعظيمة في هذا الباب قال لا فرق في هذا بين ان يعتقد الفاعل لذلك انهم مستقلون في تحصيل مطالبه او انه وسائط بينه وبين الله في تحصيلها وبعض ائمة الضلال افهموا العوام والجهال ان الشرك لا يكون الا اذا اعتقد في المدعو من دون الله انه مستقل بالنفع انه مستقل بالنفذ يملك النفع استقلالا افهموهم ذلك فما وافهموهم ان ما يفعلونه عند القبور من دعاء الاموات باعتبارهم وسائط باعتبارهم وسائط بينهم وبين الله في ايصال حوائجهم الى الله عز وجل هذا ليس من الشرك ومساكين العوام والجهال استمروا على الشرك سبب هؤلاء الائمة المضلين الذين خافهم خاف النبي صلى الله عليه وسلم على امته منهم صلوات الله وسلامه عليه فيقول الشيخ رحمه الله فمن زعم انه لا يكفر من دعا اهل القبور حتى يعتقد انهم مستقلون بالنفع ودفع الظر وان من اعتقد ان الله هو الفاعل وانه وسائط بينه وبين الله بينه بين الله وبين من دعاهم واستغاث بهم فلا يكفر وهذا يقوله بعض ائمة الضلال دعاة الباطل حتى ان بعضهم يصرح يقول اه دعاء الموتى لا يكون شركا حتى يعتقد الداعي انهم ارباب حتى يعتقد انهم ارباب اما مجرد الدعاء يقول هذا ليس شرك مجرد الدعاء والاستغاثة طلب الحوائج منهم باعتبارهم وساطة يقول هذا ليس من الشرك وهذا هو الضلال المبين وورطوا بذلك كثير من العوام اه الجهال فيقول الشيخ رحمه الله من زعم ذلك فقد كذب ما جاء به الكتاب والسنة واجمعت عليه الامة من ان من دعا غير الله فهو مشرك كافر في الحالين المذكورين. في الحالين المذكورين سواء اعتقد فيهم انهم مستقلون بالنفع او اعتقد فيهم انهم وسائط وشرك المشركين الاول فيه هذان النوعان ولهذا جاءت ايات مصرحة انهم يعبدون غير الله ويقصدون بهؤلاء انهم وسائط يقول هم لا يملكون النفع استقلالا هكذا كانوا يعتقدون انهم لا يملكون النفع استقلالا وانما يا يعبدونهم باتخاذهم وسائط بينهم وبين الله. مثل ما قال الله سبحانه وتعالى عنهم ما نعبدهم الا ليقربونا الى الى الله زلفى وقال الله سبحانه وتعالى ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله وسائط هؤلاء يقولون بيننا وبين الله يقربوننا من من الله سبحانه وتعالى فالحاصل ان آآ ان هذا شرك سواء اعتقده مستقلين او اعتقدهم متوسطين بينه ووبين الله. وهذا معلوم بالظرورة من دين الاسلام فعليك بهذا التفصيل الذي يحصل به الفرقان في هذا الباب المهم الذي حصل به من الاضطراب والفتنة ما حصل ولم ينجوا من فتنته الا من عرف الحق واتبعه نفعنا الله اجمعين بما علمنا وزادنا علما وتوفيقا واصلح لنا شأننا كله وهدانا اليه صراطا مستقيما اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين جزاكم الله خير