الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وعبده نبينا محمد وعلى اله وصحبه اما بعد فاللهم اغفر لشيخنا ولنا وللمسلمين باب السحر باب شيء من انواع السحر قال العلامة السعدي رحمه الله تعالى وجه ادخال السحر في ابواب التوحيد ان كثيرا من اقسامه لا يتأتى الا بالشرك والتوسل بالارواح الشيطانية الى مقاصد الساحر فلا يتم للعبد توحيد حتى يدع السحر كله قليله وكثيره ولهذا قرنه الشارع بالشرك فالسحر يدخل في الشرك من جهتين من جهة ما فيه من استخدام الشياطين ومن التعلق بهم وربما تقرب اليهم بما يحبون ليقوموا بخدمته ومطلوبه ومن جهة ما فيه من دعوى علم الغيب ودعوى مشاركة الله في علمه وسلوك الطرق المفضية الى ذلك وذلك من شعب الشرك والكفر وفيه ايضا من التصرفات المحرمة والافعال القبيحة كالقتل والتفريق بين المتحابين والصرف والعطف والسعي في تغيير العقول. وهذا من افظع المحرمات وذلك من الشرك ووسائله ولذلك تعين قتل الساحر لشدة مضرته وافساده ومن انواع ومن انواعه الواقعة في كثير من الناس النميمة لمشاركتها للسحر في التفريق بين الناس وتغيير قلوب المتحابين وتلقيح الشرور فالسحر انواع ودركات بعضها اقبح واسفل من بعض الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد هذه الترجمة والتي تليها جمعهما الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله في بيانه لمقاصد التوحيد في موطن واحد الاولى في بيان الاولى باب السحر والثانية باب ما جاء او شيء من انواع السحر والثانية تفصيل للاولى والسحر عزائم وعقد ونفث يترتب عليه مضار عظيمة فمنه ما يقتل ومنه ما يفرق بين الزوجين ومنه ما يوجد العداوة بين المتحابين ومضاره عظيمة وشره كبير وفي سورة الفلق ومن شر النفاثات في العقد. فهذا هو السحر. السحر اه رقى ونفث وعقد تفظي الى شرور عظيمة ومفاسد جسيمة وايراد المصنف رحمه الله تعالى لهذا الباب وما تبعه من تفصيلات له لان السحر يتنافى مع التوحيد ولا يكون السحر الا بالكفر بالله سبحانه وتعالى فاراده في كتاب التوحيد تحذيرا منه لكون السحر منافيا للتوحيد ولا يكون الساحر ساحرا الا اذا كفر بالله سبحانه وتعالى بل ان ثمة مقدمتين اثنتين لا يكون المرء ساحرا الا بهما ولا يمكن يصل الى السحر الا بهما الاولى نبذ كتاب الله عز وجل والثانية اتباع الشياطين وكلما كان نبذه لكتاب الله جل وعلا اشد واتباعه للشياطين اعظم كان سحره اقوى واشد وهذا الذي اشيروا اليه جاء ذكره في القرآن الكريم تحذيرا من السحر وبيانا لخطره العظيم ومضرته الجسيمة وانه كفر بالله سبحانه وتعالى قال الله تعالى ولما جاءهم رسول مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين اوتوا الكتاب كتاب الله ورأى ظهورهم كانهم لا يعلمون واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان فبهذا النبذ للكتاب وهذا الاتباع للشياطين يصل الانسان الى السحر ونبذ الكتاب كفر واتباع الشياطين فيما يدعون اليه من الكفر بالله عز وجل هذا كفر ولهذا فان هذا السياق الكريم دل على كفر الساحر من وجوه كثيرة اوصلها مبينة مفصلة الشيخ حافظ حكمي رحمه الله تعالى في كتابه معارج القبول الى سبعة وجوه دل عليها هذا السياق او افادها هذا السياق قال جل وعلا واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر فتبرئة سليمان عليه السلام من الكفر في هذا السياق الذي هو تعليم الشياطين السحر تعليم الشياطين السحر للناس يفيد ان اتباعهم في هذا التعليم كفر بالله فان الله عز وجل برأ نبيه سليمان من كفرهم هذا واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر والمعنى ان من يتبعهم في تعليمهم للسحر يكفر ويكون بذلك كافرا وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما انزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من احد حتى يقولا انما نحن فتنة فلا تكفر وهذا وجه اخر في الدلالة على ان السحر كفر بالله سبحانه وتعالى فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وهذا فيه ان السحر يترتب عليه مضارع عظيمة وله حقيقة وله تأثير فمنه ما يقتل ومنه ما يفرق بين المتحابين ومنه ما يمرض الى غير ذلك من الابرار ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من احد الا باذن الله وهذه فيها عظم شأن التوكل على الله سبحانه وتعالى والتحصن بالاذكار الشرعية وان ذكر الله عز وجل حصن حصين وواق متين يحفظ الله سبحانه وتعالى به عبادة. ان عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من احد الا باذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم. ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الاخرة من خلاق اي حظ ونصيب وهذا وجه اخر في الدلالة على كفر الساحر وكذلك الاية التي بعدها ولو انهم امنوا واتقوا لمثوبة من عند الله خير لو كانوا يعلمون. ايضا فيها دلالة على كفره فهذه او هذا السياق العظيم في سورة البقرة من اعظم ما يكون في بيان خطر السحر وعظيم مضرته وان المرأة لا يكون ساحرا الا بهذا الا بالكفر بالله سبحانه وتعالى والتخلي عن هذا الدين ومخاطبة الشياطين ودعائهم الاتصال بهم وهذا كله من الكفر بالله عز وجل ولهذا عقد المصنف رحمه الله تعالى وهذه الترجمة باب السحر صيانة عقائد المسلمين وابعادا لهم عن هذا الوباء الخطير والشر العظيم الذي يفسد العقائد ويخرب الايمان ويوجد المضار العظيمة والمفاسد الجسيمة ومن يأتي السحرة لحل شيء من مشكلاته او التخلص من بعض معضلاته او امراضه او اسقامه او غير ذلك فما جلب لنفسه باتيانه النفعا ولا يحصل من جهتهم خيرا لان الله سبحانه وتعالى يقول ولا يفلح الساحر حيث اتى هكذا اخبر الله جل وعلا فالساحر فاقد للفلاح اينما توجه وكيفما فعل فهو لا يفلح والفلاح بعيد عنه فكيف يطلب ممن هذا شأنه شيئا من النفع ورب العالمين سبحانه وتعالى اخبر انه لا يفلح اينما توجه وكيفما فعل فهو لا يفلح والفلاح مجانب له فكيف يطلب ممن هذه صفته وهذه حاله باخبار رب العالمين جل وعلا كيف يطلب ممن هذا شأنه نفعا او فائدة قد قال الله سبحانه وتعالى فيما مر معنا من ايات ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم فالسحر مضرة كله وفساد كله وشر كله ووبال كله ولا خير فيه والواجب على المسلم ان يكون على حذر شديد من السحر تعلما له او اتيان للسحرة مهما كانت الشدائد التي تمر به والاحوال التي تمر به مهما كان الامر ولا يوجد حالة يقال انها ظرورة من اجل ان يؤتى الساحر اطلاقا حتى ولو كان الغرض من اتيانه حل السحر وسيأتي في هذا ترجمة خاصة حتى لو كان الغرض حل السحر يحرم ان يؤتى السحرة فلا خير فيهم ولا خير في اتيانهم ولا منفعة في الذهاب اليهم ابدا ومن يذهب اليهم ظانا انه يحصل بهذا الذهاب فائدة او شفاء او نحو او نحو ذلك فحاله كحال من اراد ان يطبب زكاما فجلب جزاما ما يمكن اصلا ان ينال من جهتهم اطلاقا علاج او شفاء او نفع او فائدة ولو حصلت فائدة متوهمة يظن وقوعها فما ترتب على السحر من فساد الايمان وخراب العقيدة وضياع الدين هو الوبال العظيم والشر المستطير وهذا لا يفقهه كثير من الجهال وبعضهم قد يقول لبعض اصحابه ذهبت وحصلت كذا وان حصل فاي خير في هذا الذي حصله وقد ترتب عليه فساد دينه وخراب عقيدته وخراب ايمانه ولهذا لا يحل اتيان السحرة باي حال وباي وجه من الوجوه فهم شر كلهم وافعالهم كلها شر وفساد قال الشيخ رحمه الله تعالى ووجه ادخال السحر في ابواب التوحيد ان كثيرا من اقسامه لا يتأتى الا بالشرك والتوصل بالارواح الشيطانية الى مقاصد الساحر فلا يتم للعبد توحيد حتى يدع السحر كله قليله وكثيره ولهذا قرنه الشارع بالشرك قوله اه لا يتأتى الا بالشرك والتوصل بالارواح الشيطانية هذا دلت عليه الاية نبذ فريق من الذين اوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم واتبعوا ما تتلو الشياطين فهاتان الخطوتان التي اللتان هما نبذ الكتاب واتباع الشياطين بهما يتوصل الى السحر والخطوة الاولى كفر والثانية كفر فلا يصل الا الى السحر الا بالكفر. لا يصل اليه الا بالكفر بالله سبحانه وتعالى ولهذا لا يتم للعبد توحيده حتى يدع السحر كله قليله وكثيره قال ولهذا قرنه الشارع بالشرك بالله سبحانه وتعالى مثل حديث اجتنبوا السبع الموبقات. فذكر اولا الشرك ثم يليه مباشرة السحر قال رحمه الله تعالى فالسحر يدخل في الشرك من جهتين الاولى من جهة ما فيه من استخدام الشياطين ومن التعلق بهم وربما تقرب اليهم بما يحبون ليقوم بخدمته ليقوموا بخدمته ومطلوبه وهذا شرك وكفر لا يمكن ان يصل اليه الا بهذا بهذا المسلك وهذا دلت عليه الاية واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان قد حدثني احد الاشخاص ان جارا له كان ساحرا يقول وكنت عنده كنت ارى عنده اموال فاعجبني ان اكون ذا مال مثله فاتيته والححت عليه ان يدلني الى الطريقة التي يحصل بها هذا المال فاخبره انه يتعامل بالسحر قال فقلت له اريد ان اكون مثلك. قال تفعل كل ما امرك به تعاهدني ان تفعل كل ما امرك به قال فعاهدته قال فارشدني الى ان اذهب الى شاطئ البحر عند غروب الشمس وسقوط آآ الشمس بجهة الغروب وان اقف مستقبلا الشمس وهي تغرب بين قرني شيطان قال واعطاني اسماء اناديها واهتف بها في ذلك الموطن قال سيأتيك من البحر شيء يخاطبك فكل ما يأمرك به توافق عليه يقول فعلا ذهبت ثم فعلت ثم خرجت دابة من من البحر متجهة اليه وناداني باسمي هذه الدابة قالت قالت يا فلان قلت نعم قال الامر الاول تترك الصلاة تترك الصلاة وذاك قال تعاهدني كل ما يطلب منك لا تتردد يقول من نعمة الله سبحانه وتعالى علي اني نشأت على المحافظة عليها ولا اساوم فيها ابدا وما كنت اظن ان ان يطلب مني مثل ذلك فقلت له فورا الا الصلاة ما يمكن يقول فرجع ثم قابلني صاحبي او جاري تشدد علي القول لانهم جاءوا اليه واساءوا اليه. في التعامل لانه ارسل لهم شخصا لا يطاوع ولا يقبل فكانت هذه نجاة له وهذا يذكرنا قول الله سبحانه وتعالى ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر اذا وفق العبد لحصن المحافظة عليها والعناية بها ونشأ محافظا عليها كانت له نجاة مثل ما قال عليه الصلاة والسلام لما ذكرت عنده الصلاة قال من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة. الصلاة فيها نجاة نجاة من السرور في الدنيا ونجاة من العقوبات في الدار الاخرة وثمارها واثارها على العبد كثيرة فهذا وجه يكون به السحر كفرا وشركا بالله والوجه الاخر قال ومن جهة ما فيه من دعوى علم الغيب ما فيه من دعوى علم الغيب والله سبحانه وتعالى يقول قل لا يعلم من في السماوات والارض الغيب الا الله فعلم الغيب لله عز وجل والسحر فيه دعوة من الساحر علم الغيب يدعي ذلك ويدعي العلم بما في الصدور ويدعي دعاوى من هذا القبيل كثيرة فهو من هذا الجهة ايضا كفر من جهة ما فيه من دعوى علم الغيب ودعوة مشاركة الله في علمه وسلوك الطرق المفضية الى ذلك. وذلك من شعب الشرك والكفر قال وفيه ايضا من التصرفات المحرمة والافعال القبيحة كالقتل والتفريق بين المتحابين والصرف والعطف الصرف اي صرف القلوب المتحابة المتآلفة عن هذا التحاب والتآلف الى التباغض والتعادي والعطف عطف القلوب المتباغضة يوجد بينها رابطة بالسحر ليس بالالفة الايمانية والمحبة والتآخي فهي رابطة لا خير فيها وصلة متقطعة ومنقطعة لا خير فيها بل مآلها سريعا الى العداوة والبغضاء كالقتل والتفريق بين المتحابين والصرف والعطف والسعي في تغيير العقول وهذا من افظع المحرمات وذلك من الشرك ووسائله ولذلك تعين قتل الساحر لشدة مضرته وافساده وهذا حد الساحر الساحر في المكان الذي هو موجود فيه يعد افة عظيمة ومضرة جسيمة على البلد الذي هو فيه. والموطن الذي هو فيه وحده ضربة بالسيف القتل وهذا القتل ليس لاحاد الناس وافرادهم وعمومهم وانما لولاة الامر ومن بيدهم الحكم والسلطة وليس لاحاد الناس وقتل الساحر قتل الساحر قضاء على الشر الذي يترتب على بقائه ووجوده حتى ان من اهل العلم من يقول لا توبة له والمقصود لا توبة له ليس بينه وبين الله من تاب صادقا بينه وبين الله قبل توبته ايا كان ذنبه لكن المقصود بينه وبين الناس اذا ظبط وقال انا تائب لا توبة له ان كان صادقا في توبته بينه وبين الله فالله يقبل توبته لكن يخلص المجتمع منه ومن شره وفساده العظيم قال ولذلك تعين قتل الساحر لشدة مضرته وافساده المؤلف شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله اورد في الترجمة ما يدل على ذلك قال ومن انواعه الواقعة في كثير من الناس النميمة ومن انواعه الواقعة في كثير من الناس النميمة لمشاركتها للسحر كالتفريق بين الناس وتغيير قلوب المتحابين المتحابين وتلقيح الشر اي في النفوس وهذا مبني على حديث اورده شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في كتابه التوحيد ان النبي وصلى الله عليه وسلم قال الا انبئكم ملعظه قالوا بلى قال النميمة القالة بين الناس النميمة القانة بين الناس وقريش كانت تسمي السحر العظة نسمي السحر العظم قال الا انبئكم ملعظه يعني ما السحر قالوا بلى قال النميمة بل قال بين الناس فسماها سحرا لا انها مطابقة السحر في طريقته ولكنها مطابقة للسحر في مضرته وما يترتب عليه فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه النميمة توجد هذه التفرقة وتبذر الشرور والعداوات في النفوس والتباغظ بين الاخوان ولهذا قال احد السلف يحيى ابن ابي كثير اليمامي الا يفسد النمام في ساعة ما لا يفسده الساحر في شهر او كلاما قريبا من هذا المعنى فالنمام يترتب على صنيعه وفعله فساد من حيث التفرقة بين المتحابين مثل الساحر او اشد منها ولهذا قال عليه الصلاة والسلام الا الا اخبركم العظم؟ قالوا بلى قال النميمة القال بين الناس والنميمة محرمة والنمام عقوبته عند الله عظيمة حتى قال النبي عليه الصلاة والسلام لا يدخل الجنة قتات والقتات هو النمام الذي ينقل القالة والكلام بين الناس على وجه الافساد بينهم. نعم باب ما جاء في الكهان ونحوهم قال رحمه الله تعالى اي من كل من يدعي علم الغيب باي طريق من الطرق وذلك ان الله تعالى هو المنفرد بعلم الغيب فمن ادعى مشاركة الله في شيء من ذلك بكهانة او عرافة او غيرها او صدق من ادعى ذلك فقد جعل لله شريكا فيما هو من خصائصه وقد كذب الله ورسوله وكثير من الكهانة المتألقة بالشياطين لا تخلو من الشرك والتقرب الى الوسائط التي تستعين بها على دعوى العلوم الغيبية فهو شرك من جهة دعوى مشاركة الله في علمه الذي اختص به ومن جهة التقرب الى غير الله وفيه ابعاد الشارع للخلق عن الخرافات المفسدة للاديان والعقول هذه الترجمة باب ما جاء في فالكهانة ونحوها وجه دخولها في كتاب التوحيد لان الكهانة تتنافى مع التوحيد واذا كان النبي عليه الصلاة والسلام قد قال في الحديث الصحيح من اتى كاهنا او عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم. هذا هذا من يأتي الكاهن فكيف بالكاهن نفسه الذي يدعي علم الغيب وقوله باب ما جاء في الكهانة او كهان ونحوهم اي كل من يدعي علم الغيب ويدخل تحت هذا الرمال يدخل تحت ذلك المنجم اهل التنجيم ويدخل في ذلك ما يسمى بقراءة الكف وقراءة الفنجال اما معرفة الحظ والنصيب كل هذه داخلة كل هذه داخلة في هذا الباب فالكهانة التي هي ادعاء معرفة الغيب ومعرفة الامور الغائبة هذه منافية للايمان ومفظية منافية للايمان وموقعة فاعل ذلك بالكفر او في الكفر بالله سبحانه وتعالى قال اي من كل من يدعي علم الغيب باي طريق من الطرق لان هؤلاء الذين يدعون علم الغيب منهم من يستعمل الخط في الارض ومنهم من يستعمل الطرق في الحصى ومنهم ما يستعمل النظر في النجوم الى غير ذلك فاي طريقة سلكت في الدعاء علم الغيب فهي داخلة في هذه الترجمة او فيما آآ ذكر في هذه الترجمة وذلك ان الله تعالى هو المنفرد بعلم الغيب كما قال الله عز وجل قل لا يعلم من في السماوات والارض الغيب الا الله فمن ادعى مشاركة الله في شيء من ذلك بكهانة او عرافة او غيرها او صدق من ادعى ذلك فقد جعل لله شريكا فيما هو من خصائصه وقد كذب الله ورسوله اي فيما ذكره الله عز وجل وفيما ذكره رسوله صلى الله عليه وسلم من ان علم الغيب خاص بالله جل وعلا قال وكثير من الكيان المتعلقة بالشياطين لا تخلو من الشرك والتقرب الى الوسائط التي تستعين بها على دعوى العلوم الغيبية فهو شرك من جهة دعوة مشاركة الله في علمه الذي اختص به ومن جهة التقرب الى غير الله وفيه ابعاد الشارع للخلق من الخرافات المفسدة للاديان والعقول وهذه الترجمة كالتي قبلها اوردها رحمه الله تعالى صيانة لعقائد الناس وحفظا لاديانهم من الخرافات والاباطيل التي تفسد العقائد وتخرب الاديان. نعم باب النشرة قال رحمه الله تعالى وهو حل السحر عن المسحور ذكر فيه المصنف كلام ابن القيم في التفصيل بين الجائز منه والممنوع وفيه كفاية. نعم قال ابن القيم رحمه الله النشرة حل السحر عن المسحور وهي نوعان احداهما قلم بسحر مثله وهو الذي من عمل الشيطان وعليه يحمل قول الحسن فيتقرب الناشر والمنتشر الى الشيطان بما يحب. فيبطل عمله عن المسحور والثاني النشرة بالرقية والتعوذات والادوية والدعوات المباحة فهذا جائز هذه الترجمة عقدها رحمه الله تعالى لبيان ما يتعلق بالنصرة والنصرة هي حل السحر عن المسحور والنصرة هي حل السحر عن المسحور هذه هي النصرة وهي نوعان حل له بسحر مثله وهذه حكمها حرام لا تحل ولا تجوز لانه وان حصل له حل للسحر سيحصل له مع حله للسحر ماذا فساد دينه عقيدته فاي خير حصل فحلوا السحر عن المسحور بسحر مثله هذا محرم هذا محرم قد جاء في الحديث وقد اورده المصنف رحمه الله ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن النشرة قال هي من عمل الشيطان سئل عن النشرة قال هي من عمل الشيطان النصرة الهنا للعهد اي النصرة التي هي حل السحر عن المسحور المعهودة التي هي حل له بسحر مثله. سئل عن هذا فقال هذا من عمل الشيطان كيف لا يحل ولا يجوز بل هو محرم ولهذا لا يجوز اتيان الساحر اطلاقا حتى لو كان القصد من اتيانه حل سحر فهذا حرام ولا يجوز النوع الثاني من حل السحر عن المسحور حله بالرقى الشرعية والتعوذات وقراءة القرآن وذكر الله سبحانه وتعالى وايضا استعمال الادوية المباحة اذا كان مثلا سحر سحر يتعلق اذا كان السحر يتعلق ببدنه وجلب امراضا لبدنه يأخذ من الادوية المباحة والعلاجات المباحة التي تتعلق بذلك المرض الذي هو اثر من اثار السحر فهذا كله مباح هذا كله مباح وجائز منفعته للعبد عظيمة اذا اشتغل ان بلي بشيء من السحر بالرقى والتعوذات واللجوء الى الله عز وجل فحينئذ ينطبق عليها المقالة المعروفة رب ضارة نافعة فهو ينتفع من هذه الجهة من جهة قربه من الله وذكره لله ومناجاته لله ودعائه لله وتضرعه بين يدي الله عز وجل والحاحه على الله عز وجل هذه كلها خيرات بخلاف الذي يذهب الى الساحر فانها سرور ومفاسد ومضرات متنوعات فيقول الشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله تعالى قال ذكر المصنف كلام ابن القيم في التفصيل بين الجائز منه والممنوع وفيه كفاية ونكتفي بهذا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه وجزاكم الله خيرا وبارك فيكم