الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فاللهم اغفر لشيخنا ولنا وللمسلمين باب الطيرة قال العلامة السعدي رحمه الله تعالى وهو التشاؤم بالطيور والاسماء والالفاظ والبقاع وغيرها فنهى الشارع عن التطير وذم المتطيرين وكان يحب الفأل ويكره الطيرة وذم وذم المتطيرين وكان يحب الفأل ويكره الطيرة والفرق بينهما ان الفأل الحسن لا يدخل بعقيدة الانسان ولا بعقله وليس فيه تعليق القلب بغير الله بل فيه من المصلحة النشاط والسرور وتقوية النفوس على المطالب النافعة وصفة ذلك ان يعزم العبد على سفر او زواج او عقد من العقود او على حالة من الاحوال المهمة ثم يرى في تلك الحال ما يسره او يسمع كلاما يسره مثل يا راشد او سالم او غانم فيتفائل ويزداد طمعه في تيسير ذلك الامر الذي عزم عليه فهذا كله خير واثاره خير وليس فيه من المحاذير شيء واما الطيرة فانه اذا عزم على فعل شيء من ذلك من الامور النافعة في الدين او الدنيا فيرى او يسمع ما يكره اثر في قلبه احد امرين احدهما اعظم من الاخر احدهما ان يستجيب لذلك الداعي فيترك ما كان عازما على فعله او بالعكس فيتطير بذلك وينقص عن الامر الذي كان عازما عليه فهذا كما ترى قد علق قلبه بذلك المكروه غاية التعليق وعمل عليه وتصرف ذلك المكروه في ارادته وعزمه وعمله فلا شك انه على هذا الوجه اثر على ايمانه واخل بتوحيده وتوكله ثم بعد هذا لا تسأل عما عما سيحدثه له هذا الامر من ضعف القلب ووهنه وخوفه من المخلوقين وتعلقه بالاسباب وبامور ليست اسبابا. وانقطاع قلبه من تعلقه بالله وهذا من ضعف التوحيد والتوكل ومن طرق الشرك ووسائله ومن الخرافات المفسدة للعقل الامر الثاني الا يستجيب لذلك الداعي ولكنه يؤثر في قلبه حزنا وهما وغما فهذا وان كان دون الاول لكنه شر وضرر على العبد وضعف لقلبه وموهن لتوكله وربما اصابه مكروه فظن انه من ذلك الامر فقوي تطيره. وربما تدرج به الى الامر الاول فهذا التفصيل يبين لك وجه كراهة الشارع للطيرة وذمها ووجه منافاتها للتوحيد والتوكل. وينبغي لمن وجد شيئا من ذلك وخاف ان تغلبه الدواعي الطبيعية ان يجاهد نفسه على دفعها ويستعين بالله على ذلك ولا يركن اليها بوجه ليندفع الشر عنه الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم فقهنا في الدين وعلمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا الهنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فهذه الترجمة باب الطيرة عقدها المصنف شيخ الاسلام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تحذيرا من الطيرة ونهيا عنها وبيانا لخطرها ومضرتها على عقيدة المرء وايمانه وبيانا لمنفاتها للتوحيد الواجب وحسن التعلق بالله عز وجل والثقة به وحسن التوكل عليه جل في علاه وتفويض الامور اليه وهي من اعمال الجاهلية ومخلفاتهم فجاء الاسلام بالنهي عن ذلك لما فيه من المفسدة العظيمة والشر العظيم والبلاء الكبير حفظا الناس من الباطل والخرافة والوهم والضلال وكان اهل الجاهلية يتطيرون والتطير هو التشاؤم والتشاؤم هو انقباظ النفس وامتناعها بسبب هذا الانقباظ عن الاقدام الى ما هي مقدمة عليه من مصلحة او غاية من الغايات فكانوا في الجاهلية يتشائمون بالطير يتشائمون بالطير باصواتها واسمائها وحركاتها اذا طارت الى جهة معينة اذا اراد احدهم سفرا او زواجا او غير ذلك زجر الطير حركها من مكانها فاذا طارت الى جهة معينة تشاءم وامتنع او اذا كان مقدما على مصلحة من مصالحه فسمع صوت بعض الطير تشاءم وانقبظ ولم يقدم او رأى بعض الانواع من الطير تشاءم وامتنع وهذا من الجاهلية من الجاهلية التي جاء الاسلام بصيانة الناس وحفظهم منها وشرها وخطرها قال باب الطيرة اي ما جاء من النهي عنها قد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح لا عدوى ولا طيرة لا عدوى ولا طيرة ولكن يعجبني الفأل قالوا وما الفأل يا رسول الله؟ قال الكلمة الطيبة قوله عليه الصلاة والسلام لا طيرة هذا نفي هذا نفي ومعنى هذا النفي ان المتطير تطيره وهم لانه امتنع عن مصالحه على غير مستند وعلى غير اساس فلا طيرة لا طيرة وكل تطير كل تطير قائم على وهم وعلى تعلق فاسد وباطل ويترتب على هذا التطير فساد المعتقد لانه تعلق بباطل وتعلق وهم وظلال والا اي شيء في هذه الطير يؤثر في مصلحته ومقصوده ومبتغاه قال عكرمة كنا جلوسا عند ابن عباس رضي الله عنهما فصاح طير فقال احد الحاضرين خير خير فقال ابن عباس رضي الله عنهما منكرا واي خير عند هذا؟ يعني هذه الاشياء ما لها علاقة لا في خير ولا في شر. هذا صوت الطيب لا علاقة له بحصول خير او او اندفاع شر جاء الاسلام المنع من ذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا طيرة هذا نفي وهو يتضمن النهي عنها والتحذير منها وقال عليه الصلاة والسلام في سياق نهيه عن الطيرة ويعجبني الفأل قالوا وما الفأل يا رسول الله؟ قال الكلمة الطيبة ولهذا ينبغي ان يدرك الفرق بين الفأل وبين الطيرة وسيأتي توضيح ذلك فيما بينه الشيخ عبد الرحمن رحمه الله تعالى التطير كما قدمت هو التشاؤم تطير هو التشاؤم والتشاؤم لا يقتصر على الطيب بل قد يكون اسماء الاشخاص او ببعض البقاع او الامكنة او بعض الصور المعينة او نحو ذلك كل تشاؤم جاءت بالشريعة جاءت الشريعة بالنهي عنه والمنع منه وضح الشيخ الفرق بين الفأل والتطير قال الفأل الحسن الذي هو الكلمة الطيبة لا يخل بعقيدة الانسان ولا بعقله بخلاف الطيرة تخل بالعقيدة وتخل بالعقل وتقطع المرء وتعوقه عن مصالحه وليس فيه اي الفأل تعليق القلب بغير الله بل فيه من المصلحة والنشاط والسرور وتقوية النفوس على المطالب النافعة صفة الفأل ان يكون المرء ماضيا في مصلحة من مصالحه فيسمع مثلا شخصا ينادي اخر يا غانم او يا رابح او يا فائز فيسمع هذه الكلمة ويسر بذلك وينشط في مبتغاه ومصلحته فهذا الذي سمعه لم يعتمد عليه في المصلحة التي هو قاصدها اصلا ولم يعطله عن مصلحة ولم يثني عنها بل ادخل عليه سرورا وفرحا ونشاطا في في عمله فلهذا كان يعجب النبي عليه الصلاة والسلام كان يعجب النبي عليه الصلاة والسلام اخبر عن ذلك قال ويعجبني الفأل فسألوه عنه قال الكلمة الطيبة فالكلمة الطيبة فيها من المصلحة والنشاط والسرور وتقوية النفوس على المطالب النافعة وهذا خير كله بينما الطيرة فالامر فيها مختلف اذا عزم على امر من الامور او فعل شيء ما الاشياء فسمع صوتا او رأى طيرا او نحو ذلك فانقبض وانكمشت نفسه دخله خوف في قلبه وعدم ارتياح وقال هذا الذي انا مقدم عليه غير ناجح ولا ولا في مصلحة وهذا الذي رأيته امارة على ذلك وعلامة على ذلك فترى ان الطيرة تعطل المرء وتعوقه عن مصالحه وغاياته ومقاصده وتؤثر على عقيدته و ايمانه ولابد ان تحدث احد اثرين عند من يوجد من التطير لا بد ان توجد احد اثرين الاول ان يستجيب لذلك الداعي ان يستجيب لذلك الداعي ومعنى الاستجابة للداعي ان يمتنع ان كان يريد زواجا يلغي الزواج ان كان يريد سفرا يوقف السفر ان كان يريد بيعا او تجارة يوقف تجارته ويعطلها فيستجيب لذلك الداعي ويترك ما كان عازما عليه وقاصدا له من اه مصالحهم فهذا علق علق قلبه هذا علق قلبه هذا الشيء وهو كما قدمت وهم ويمضي تحت هذا الوهم معطلا مصالحهم معطلا مصالحه متعثرا في سيره في حاجاته ومبتغياته فصار هذا التطير معوقا عن الخير ومعطلا للمرأة المتطير عن الخير وهو من ضعف التوحيد والتوكل والايمان بالله سبحانه وتعالى ومن طرق الشرك ووسائله الامر الثاني قد لا يستجيب لذلك الداعي قد لا يستجيب لذلك الداعي لكن تطيره احدث في قلبه ماذا احدث في قلبه شيء فصار ماضيا في المصلحة التي هو ماض فيها والنفس قلقة ومتخوفة وعند حدوث ادنى شيء من الامور المقدرة عليه في ذلك الامر يربطه مباشرة بماذا بالطير الذي سمع صوته او بالشيء الذي تشاءم منه وهذه جاهلية وخرافة يربى بالمسلم يربى المسلم بنفسه عنها فهذا الاثر الثاني لكن المسلم لا يلتفت الى شيء من ذلك ويمضي متوكلا على الله فان ظفر بمقاصده ومصالحه ومبتغياته حمد الله على التوفيق والتيسير وان كان الامر على خلاف ذلك تعطلت مصلحته او حصل له خلاف ذلك لا يعلقها بخرافة ولا وهم. ولكن يقول قدر الله وما شاء فعل نعم باب ما جاء في التنجيم قال رحمه الله تعالى التنجيم نوعان نوع يسمى علم التأثير وهو الاستدلال بالاحوال الفلكية على الحوادث الكونية فهذا باطل ودعوة لمشاركة الله في علم الغيب الذي انفرد به او تصديق لمن ادعى ذلك. وهذا ينافي التوحيد لما فيه من هذه الدعوة الباطلة ولما فيه من تعلق القلب بغير الله ولما فيه من فساد العقل لان سلوك الطرق الباطلة وتصديقها من مفسدات العقول والاديان النوع الثاني علم التسيير وهو الاستدلال بالشمس والقمر والكواكب على القبلة والاوقات والجهات فهذا النوع لا بأس به بل كثير منه نافع قد حث عليه الشارع اذا كان وسيلة الى معرفة اوقات العبادات او الى الاهتداء به في الجهات فيجب التفريق بينما نهى عنه الشارع وحرمه وبينما اباحه او استحبه او اوجبه فالاول هو المنافي للتوحيد دون الثاني قال رحمه الله تعالى باب ما جاء في التنجيم التنجيم علم له ارتباط بالنجوم والنظر اليها وحركاتها وسيرها واماكنها ومواطنها وهو على قسمين قسم يسمى علم التأثير والاخر يسمى علم التسيير الاول هذا الذي له مضرة على العقل والدين وهو الذي قال فيه النبي عليه الصلاة والسلام من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد زاد ما زاد كل ما ازداد من هذا الاقتباس زاد دخوله في السحر والكهانة علم التأثير والاستدلال بالاحوال الفلكية على الحوادث الكونية سلال بن الاحوال الفلكية على الحوادث الكونية فهذا باطل ودعوة لمشاركة الله في علم الغيب في علم الغيب ولهذا من يدعون هذا العلم يأتيهم الناس ثم يبني على النظر في النجوم ومواطنها وحركتها الى اخر ذلك ويقول لمن اتاه مستشيرا له مثلا في تجارة يقول تجارتك هذه خاسرة او زواجك هذا فاسد او ستصاب ان دخلت في هذا المشروع بكذا وكذا وكذا فيستدلون بالاحوال الفلكية على الحوادث الارظية وحاصل هذا الاستدلال دعوى علم الغيب دعوى علم الغيب والله سبحانه وتعالى يقول قل لا يعلم من في السماوات والارض الغيب الا الله وهذه الاية ونظائرها يستدل بها اهل العلم على كفر من يدعي هذا الذي اختص الله سبحانه وتعالى بعلمه فهذا باطل ودعوة لمشاركة الله في علم الغيب الذي انفرد به او تصديق لمن ادعى ذلك او تصديق لمن ادعى ذلك يعني من صدق المنجم وهذا ينافي التوحيد ينافي التوحيد من جهات الاول لما فيه من هذه الدعوة الباطلة دعوى علم الغيب والثاني لما فيه من تعلق القلب بغير الله تعلق القلب بغير الله لان آآ عند هذا التعلق التنجيم والمنجمين ما يقولون عندما يوجد في قلب الانسان تعلق بهذا الذي يقولونه عطل التوكل على الله عطل التوكل على الله سبحانه وتعالى والثقة به سبحانه وتعالى وتفويض الامر اليه والامر الثالث لما فيه من فساد العقل وهذا ينتبه له في هذا المقام لان فهذه الاشياء كلها خرافة مفسدة للعقول مفسدة للعقول وصاحب العقل السوي المستقيم لا يمكن ان يقبل ذلك لا يمكن ان يقبل ذلك ولا يمكن ان يرتضيه لان السلوك الطرق الباطلة وتصديقها من مفسدات العقول والاديان النوع الثاني علم التسيير وهو الاستدلال بالشمس والقمر والكواكب على القبلة والاوقات والجهاد فهذا لا بأس به وقد قال الله سبحانه وتعالى وعلامات وبالنجم هم يهتدون وبالنجم هم يهتدون طلقتادة خلقت النجوم لثلاث زينة السماء ورجوم للشياطين وعلامات يهتدى بها. وعلامات يهتدى بها وهذا العلم صحيح ونافع تجد من عنده خبرة ومعرفة الا النجوم واماكنها في الليل يهتدي الى جهة القبلة ينظر الى مواطن النجوم واماكنها في السماء ثم يقول لمن معه القبلة هكذا او يقول لرفقتي الطريق من هنا ينظر الى النجوم يهتدي الى الطريق بمعرفته بمواطن النجوم واماكنها فيميز بين الجهات فهذا العلم لا بأس به وفي مصالح ومنافع والله جل وعلا ذكره في القرآن وعلامات وبالنجم هم يهتدون قال الشيخ رحمه الله فيجب التفريق بين ما نهى عنه الشارع وما حرمه نعم ما حاء بينما نهى عنه الشارع وحرمه وبين ما اباحه. نعم باب ما جاء في الاستسقاء بالانواء قال رحمه الله تعالى لما كان من التوحيد الاعتراف لله بتفرده بالنعم ودفع النقم واظافتها اليه قولا واعترافا واستعانة بها على طاعته كان قول القائل مطرنا بنوء كذا وكذا ينافي هذا المقصود اشد المنافاة لاضافة المطر الى النوء والواجب اضافة المطر وغيره الى من النعم الى الله. والواجب اضافة المطر وغيره من النعم الى الله فانه الذي تفضل بها على عباده ثم الانواع ليست من الاسباب لنزول المطر بوجه من الوجوه وانما السبب عناية المولى ورحمته وحاجات العباد وسؤالهم لربهم بلسان الحال ولسان المقال فينزل عليهم الغيث بحكمته ورحمته بالوقت المناسب لحاجتهم وضرورتهم فلا يتم توحيد العبد حتى يعترف بنعم الله الظاهرة والباطنة عليه. وعلى جميع الخلق ويضيفها اليه ويستعين بها على عبادته وذكره وشكره وهذا الموضع من محققات التوحيد وبه يعرف كامل الايمان وناقصه قال رحمه الله تعالى باب الاستسقاء بالانواع وهذا ايضا من الامور التي كان عليها اهل الجاهلية وهو ظرب من دروب الجاهلية التي جاء الاسلام بالنهي عنها والتحذير منها والاستسقاء بالانواع ان يضيف الانسان نزول المطر وحصول الغيث الى الانواع فاذا نزل المطر لا يقول القائل من هؤلاء مقرن بفظل الله ورحمته سقينا بفضل الله ويحمد الله على النعمة بل ينسب هذا المطر الى انه بل ينسب هذا المطر الى النوم فيقول مطرنا بنوء كذا مطرنا بنوء كذا فيصيب الا نعم ينسب المطر الى النوم. لا ينسبه الى المنعم والمتفضل ولهذا يؤثر عن ابي هريرة رضي الله عنه وارضاه انه قال وقصده بقوله الرد على هذا الاعتقاد الفاسد الباطل قال مرة على اثر نزول المطر قال مطرنا بنوء الفتح قال مطرنا بنوء الفتح يقصد قول الله تعالى ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم المطر هو من نعم الله ومما يفتح الله سبحانه وتعالى به ويتفضل به جل وعلا على عباده ويتفظل به سبحانه وتعالى على عباده فالاستسقاء بالانواع هو نسبة المطر اليها والله يقول يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها نعمة الله المطر نعمة متفضل بها هو جل وعلا ينكرونها باضافتها الى غيره يقولون مقرن بنوء كذا وكذا ولهذا جاء في الحديث حديث خالد بن زيد ان قال صلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح وعلى اثر سماء من الليل والحديث عن الشيء بالمناسبة مناسب جدا وهو من هديه عليه الصلاة والسلام. قال على اثر سماء من الليل ثم قال عليه الصلاة والسلام اتدرون ماذا؟ قال ربكم قالوا الله ورسوله اعلم قال قال اصبح من عبادي مؤمن بي وكافر على اثر سماء من الليل قال اصبح من عبادي مؤمن بي وكافر فمن قال مطرنا بفظل الله ورحمته فهذا مؤمن بي كافر بالكوكب ومن قال مطرنا بنوء كذا وكذا فهذا كافر بي مؤمن بالكوكب الاول توحيد والثاني شركاء وجاهلية وضلال عندما يقول القائل مطرنا بنوء كذا وكذا قال الشيخ رحمه الله تعالى لما كان من التوحيد الاعتراف لله بتفرده بالنعم ودفع النقم مثل الاية التي اشرت ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده آآ واظافتها اليه قولا واعترافا واستعانة بها على الطاعة وهذا من شكر شكر الله على النعمة ان ليعترف بقلبه ويقول بلسانه حمدا وشكرا وثناء ويستعملها في طاعة الله وهذه اركان الشكر كان قول القائل مطرنا بنوء كذا وكذا ينافي هذا المقصود اشد المنافاة لاضافة المطر الى النوء والواجب اضافة المطر وغيره من النعم الى الله فانه الذي تفضل به على عباده. فانه تفضل به على عباده والنو لا علاقة له المطر المطر نزوله تصريف الله وتسخيره وتفضله سبحانه وتعالى على عباده اقف قليلا اسأل ثم اعود من من الاخوة الكرام يكمل لنا اه او يأتي لنا بالاية التي تلي الاية التي وقف عليها الامام اليوم بعد في اليوم في صلاة الفجر من يكمل الذي يجيب يرفع يده واسمع منه الاية كاملة تفضل يا اخي نعم على كل احسنت جئت بالاية في سورة النور وفيها وهذا الذي اردت الاشارة اليه قول الله عز وجل فيصيب به من يشاء ويصرفه عمن يشاء فيصيب به من يشهد توحيد وايمان ويلغي هذا الاعتقاد الجاهلي الباطل فيصيب به من يشاء ويصرفه عمن يشاء يكاد سنا برقه يذهب بالابصار يقلب الله الليل والنهار ان في ذلك لعبرة لاولي الابصار. فهذا هذا الغيث ونزوله تصريف الله وتدبيره يصيب به من يشاء ولهذا احيانا ترى آآ السماء تنعقد بالغيوم وتتلبد ويظن الظان انه ستنزل امطار غزيرة ثم يفاجأ الناس ان هذا الغيم كله انقشع ولم ينزل منه قطرة واحدة وهم رأوا السحاب انعقد تماما واشد من ذلك احيانا ينعقد السحاب ويكون ليس مطرا وانما عقوبة فلما رأوه عارضا مستقبل اودية ان قالوا هذا عارض ممطرنا بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب اليم تدمر كل شيء بامر ربها فاصبحوا لا والا مساكنهم هذه عقيدة عقيدة تترسخ للمسلم من هذه الايات وهي كثيرة جدا في كتاب الله عز وجل وينزل الغيث بالقرآن وينزل الغيث تتكرر في ايات كثيرة في سور كثيرة بل انه اه يمر اه سور كثيرة متتالية في كل سورة تجد يأتي هذا التقرير وينزل الغيث وهذا هذا التكرار كله يلغي ويبطل تلك العقائد التي كان عليها اهل الجاهلية والضلال الذي كان عليه اهل الجاهلية والخرافة التي كان عليه اهل الجاهلية بنسبة الغيث الى الى النوم او الى النجوم او نحو ذلك فالحاصل ان المسلم يقول عند نزول مطر معترفا لله بالنعمة مضيفا الى النعمة الى مسديها يقول مطرنا بفظل الله ورحمته يقول الشيخ ليست الانواع ليست من الاسباب لنزول المطر. بوجه من الوجوه ليست من الاسباب لنزول المطر بوجه من الوجوه وانما السبب عناية المولى ورحمته سبحانه وتعالى انظر الى اثار رحمة الله وحاجة العباد وسؤالهم لربهم ولهذا شرع للناس عند الجذب وقحط الديار ان يستسقوا ويستغيثوا بالله ويسألوه تبارك وتعالى اه ان ينزل الغيث وان ينشر رحمته وسؤالهم لربهم بلسان الحال ولسان المقال فينزل عليهم الغيث بحكمته ورحمته بالوقت المناسب لحاجتهم وضرورتهم قال فلا يتم توحيد العبد حتى يعترف بنعمة الله بنعم الله الظاهرة والباطنة عليه وعلى جميع الخلق ويضيفها اليه ويستعين بها على عبادته وذكره وشكره وهذا الموضع من محققات التوحيد وبه يعرف كمال الايمان ونقصه نسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا وبانه الله الذي لا اله الا هو ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو الرجاء وحسبنا ونعم الوكيل. انبه الى ان الدرس هذا بعد الفجر يتوقف اعتبارا من اليوم واكمال المتبقي من الكتاب يكون بعد الفجر باذن الله في منتصف ذي القعدة يكون بعد الفجر باذن الله سبحانه وتعالى في منتصف ذي القعدة تقريبا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد اله وصحبه. جزاكم الله خيرا