الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فاللهم اغفر لشيخنا ولنا وللمسلمين قال العلامة السعدي رحمه الله تعالى في كتابه القول السديد في مقاصد التوحيد بباب قول الله تعالى انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه قال هذا الباب عقده المصنف رحمه الله لوجوب تعلق الخوف والخشية بالله وحده والنهي عن تعلقه بالمخلوقين وبيان انه لا يتم التوحيد الا بذلك ولابد في هذا الموضع من تفصيل يتضح به الامر ويزول الاشتباه اعلم ان الخوف والخشية تارة يقع عبادة وتارة يقع طبيعة وعادة وذلك بحسب اسبابه ومتعلقاته فان كان الخوف والخشية خوف تأله وتعبد وتقرب بذلك الخوف الى من يخافه وكان يدعو الى طاعة باطنة وخوف سري يزجر عن معصية من يخافه كان تألقه بالله من اعظم واجبات الايمان وتألقه بغير الله من الشرك الاكبر الذي لا يغفره الله لانه اشرك في هذه العبادة التي هي من اعظم واجبات القلب غير الله مع الله وربما زاد خوفه من غير الله على خوفه الله وايضا فمن خشي الله وحده على هذا الوجه فهو مخلص موحد ومن خشي غيره فقد جعل لله ندا في الخشية كمن جعل لله ندا في المحبة وذلك كمن يخشى من صاحب القبر ان يوقع به مكروها او يغضب عليه فيسلبه نعمة او نحو ذلك مما هو واقع من عباد القبور وان كان الخوف طبيعيا كمن يخشى من عدو او سبع او حية او نحو ذلك مما يخشى ضرره الظاهري مما يخشى ضرره الظاهري فهذا النوع ليس عبادة وقد يوجد في كثير من وقد يوجد من كثير من المؤمنين. ولا ينافي الايمان وهذا اذا كان خوفا محققا قد انعقدت اسبابه فليس بمذموم وان كان هذا خوفا وهميا كالخوف الذي ليس له سبب اصلا او له سبب ضعيف فهذا مذموم يدخل صاحبه في وصف جبناء وقد تعود صلى الله عليه وسلم من الجبن وهو من الاخلاق الرذيلة. ولهذا كان الايمان التام والتوكل والشجاعة تدفع هذا النوع حتى ان خواص المؤمنين واقويائهم تنقلب المخاوف في حقهم امنا وطمأنينة لقوة ايمانهم وشجاعتهم الشجاعة القلبية وكمال توكلهم ولهذا اتبعه بهذا الباب قول الله تعالى وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم يا ربنا فقهنا في الدين وعلمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فهذه الترجمة باب قول الله تعالى انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين عقدها المصنف رحمه الله تعالى لبيان هذه العبودية عبودية الخوف وهي من العبوديات العظيمة عبوديات القلب لله سبحانه وتعالى والخوف خوف القلب من الله عز وجل موجبه حسن المعرفة بالله وعظمته وجلاله وقوته وكمال اقتداره وشدة عقابه ولهذا فان هذه المعرفة بالله عز وجل كلما قويت قوي في القلب التعظيم لله والخوف من الله والخشية منه جل في علاه كما قال الله سبحانه وتعالى انما يخشى الله من عباده العلماء فكلما قوي العلم بالله عز وجل قويت الخشية ولهذا قال بعض السلف رأس العلم خشية الله لان لان هذا ثمرة العلم كلما قوي وصح في القلب قوي خوف العبد من الله عز وجل ولهذا ايضا قيل قديما قاله بعض السلف من كان بالله اعرف كان منه اخوف من كان بالله اعرف كان منه اخوف ولهذا فان الخوف عبودية عظيمة من عبوديات القلب وهي ثمرة من ثمار المعرفة بالله عز وجل لان المعرفة بالله وبعظمته عقابه وقوته وكمال قدرته ونحو ذلك من اسمائه وصفاته جل وعلا يثمر خوف العبد من الله عز وجل ثم هذا الخوف اذا قام في قلب العبد اثمر قربا من الله لان ثمة لطيفة هنا ينبغي ان ننتبه لها الا وهي ان كل شيء يخافه الانسان يفر منه الا الله جل وعلا فان الخائف منه يفر اليه الخائف من يفر اليه. كما قال الله سبحانه وتعالى ففروا الى الله ففروا الى الله فلا مفر من الله الا اليه ولا ملجأ منه الا اليه كلا لا وزر الى ربك يومئذ مستقر ولهذا فان ان المؤمن عندما يحقق هذه العبودية العظيمة لله عز وجل عبودية الخوف خوف القلب منه جل في علاه يؤثر في قلبه قربا وتقربا بعدا عن ما يسخط الله جل وعلا ولهذا يوصف الخوف من الله عز وجل بانه زاجر يوصف الخوف من الله عز وجل بانه زاجر ورادع فان اعظم رادع عن المعاصي والذنوب هو الخوف من الله والخوف من الله عز وجل هو كما تقدم ثمرة العلم والمعرفة به ولهذا تجد في ايات كثيرة تختم بان الله خبير بما تعملون بما تعملون خبير بصير بما تعملون بما تعملون بصير ان الله بصير بالعباد الى غير ذلك ايات كثيرة جدا وهذا اعظم زاجر ان يستحضر العبد رؤية الله له واطلاعه عليه وعلمه به وانه لا تخفى عليه منه من العبد خافيا وان عقاب الله شديد وان الله عز وجل بالمرصاد فينكف اذا خلوت الدهر يوما فلا تقل خلوت ولكن قل علي رقيب فالحاصل ان هذه عبودية عظيمة جدا وآآ يجب ان تخلص لله كشأن كل عبودية يجب ان تخلص لله سبحانه وتعالى كشأن كل عبودية مثل ما اشار السارح هنا رحمه الله تعالى فمن خشي الله وحده على هذا الوجه فهو مخلص موحد ومن خشي غيره فقد جعل لله ندا في الخشية كمن جعل له ندا في المحبة مثل ما ان المحبة وغيرها من عبوديات القلب يجب ان تخلص لله عز وجل فكذلك الخوف يجب ان ان يخلص لله جل وعلا وهذا واضح في الاية التي ترجم بها المصنف انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه. اي يخوفكم باولياءه اي يخوفكم باوليائه. فلا تخافوهم. وخافوني ان كنتم مؤمنين ان كنتم مؤمنين. فان من من ايمان العبد بالله عز وجل ان يعظم خوفه من الله. وان يخلص الله عز وجل وحده الخوف والمقصود بالخوف هنا الذي يجب ان يخلص لله عز وجل خوف التعبد خوف التعبد التأله خوف السر الخوف الباطن هذا الخوف الذي يثمر ذلا خظوعا تقربا لجوءا انكسارا هذا عبودية خوف عبودية لا يكون الا لله سبحانه وتعالى قال رحمه الله فان كان الخوف والخشية خوف تأله وتعبد وتقرب بذلك الخوف الى من يخافه وكان يدعو الى طاعة باطنة وخوف سري يزجر عن معصية من يخاف كان تعلقه بالله من اعظم الواجبات واجبات الايمان وتعلقه بغيره من الشرك الاكبر فاذا هذا الخوف الذي هو خوف السر خوف التأله التعبد والتقرب هذا حق لله مثل المحبة انما يعمر مساجد الله من امن بالله واليوم الاخر واقام الصلاة واتى الزكاة ولم يخشى الا الله ولم يخشى الا الله فهذا حق لله حق لله عز وجل يجب ان يخلص لله سبحانه وتعالى ان يفرد به جل في علاه هذا النوع من الخوف او هذا الخوف الموصوف هنا الذي هو خوف التألم والتعبد صرفه لله وحده هو التوحيد وصرفه لغيره هو الشرك والتنديد هو الشرك والتنديد فعندما يصرف ل الالهة المتخذة من دون الله سبحانه وتعالى فانه يولد في هؤلاء المتخذين ليه الالهة تقربا تقربا للالهة المتخذة لما قام في القوم من لما قام في في القلب قلوب هؤلاء من خوف سر من هذه الالهة ولهذا يعتقدون في في فيها هذه العقائد التي هي من آآ اثار خوفهم منها اثار خوفهم منها وتعلق قلوبهم بها وهذا كثير عند عباد الاصنام والاوثان وايضا عباد القبور عباد القبور الذين اتخذوا المقبورين الهة اتخذوا المقبورين الهة يصرفون لهم من اه الحقوق والاعمال ما ليس الا لله. سبحانه وتعالى فالحاصل ان عبادة الخوف هذه عبادة عظيمة من عبوديات القلب ويجب ان ان يعمر القلب بالخوف من الله سبحانه وتعالى حتى يثمر في القلب انكفافا عن كل ما يسخط الله واقبالا على كل ما يحب من صالح العمل وسديد القول هناك ما يسمى بالخوف الطبيعي. الخوف الطبيعي هذا لا علاقة له بخوف التعبد والتقرب لا علاقة له بخوف التعبد والتقرب هذا الخوف الطبيعي لا علاقة له اطلاقا وخاصة عندما يكون هذا الخوف الطبيعي آآ امر انعقدت اسباب الخوف منه او وجدت اسباب الخوف منه يعني لا مثلا لو اشتعلت نار وبدأت تلحق بالناس اضرارا فلحق الناس خوفا من تلك النار او هجم على الناس سبع مفترس فلحقهم خوف من ذلك السبع او هجم عليهم عدو فلحقهم خوف من ذلك العدو هذا امر خوف طبيعي. ليس على ليس له علاقة موضوعنا خوف التعبد وفي الحديث قال جاء في الحديث قال كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا خاف قوما اذا خاف قوما قال اللهم انا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم اذا خاف قوما يعني هذا الخوف الطبيعي قال اللهم انا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم وفي القرآن فاوجس في نفسه ماذا خيفة موسى وقال في اخاف ان يقتلون هذا خوف طبيعي هذا خوف طبيعي ليس له علاقة المسألة ولهذا ينبغي ان يحرر الظابط في الخوف الذي اه هو خوف تعبد وتقرب لله بان اه الخوف الذي هو من عبودية القلب لله عز وجل هو خوف التأله والتقرب خوف السر هذا يجب اخلاصه لله وان ان يفرد به وحده جل في علاه وهو ثمرة المعرفة بالله سبحانه وتعالى عظمته سبحانه وتعالى وهنا ايضا لطيفة في في هذا الباب باب الخوف خوف المؤمن عندما يعظم من الله عز وجل ثمرة لحسن معرفته بالله يثمر في باب الخوف الطبيعي ماذا يثمر في باب الخوف الطبيعي انه ان خاف شيئا ما الاشياء التي يخاف منها طبيعة يفر عند خوفه منها الى من الى الله يفر عند خوفه منها الى الله وقلنا خوف العبد من الله يثمر فراره اليه سبحانه وتعالى. الخوف الطبيعي اذا وجد في العبد من الاشياء المخوفة يثمر في العبد خوفا من الله ولهذا المسلم في حالة خوفه من هذه الاشياء اللهم سلم اللهم اني اسألك العافية اذا خاف قوما قال اللهم انا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم يلجأ الى الله لعلمه بان المفر اليه والنجاة بيده وولهذا عقد المصنف رحمه الله عقب هذا الباب باب التوكل باب التوكل على الله وهذا من جمال الترتيب وحسنه في التبويه عقد باب التوكل على الله سبحانه وتعالى. فالعبد آآ لعظم توكله على الله عز وجل اذا خاف شيئا من الذي اه الاشياء التي آآ هي يخاف منها طبيعة يتوكل على على ربه يتوكل على ربه سبحانه وتعالى ويفزع اليه ويفر اليه ويطلب النجاة منه فلا نجاة الا اه الا فلا نجاة ولا سلامة ولا فوز الا من الله وبيده سبحانه وتعالى ومن عظم توكله على الله وصدق في اللجوء الى الله لو كادته السماوات والارض ومن فيهن لجعل الله سبحانه وتعالى له مخرجا ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه اي كافيه فيما يتعلق بالخوف الطبيعي هو كمن يخشى عدوا او سبعا او حية او نارا متقدة او غير ذلك مما يخشى ضرره الظاهري فهذا النوع مثل ما يقول الشيخ رحمه الله ليس عبادة هذا ليس عبادة ليس من الخوف المتقدم الذي هو خوف التعبد والتأله وقد يوجد من كثير من المؤمنين ولا ينافي الايمان ووجد في الانبياء مثل ما اشرت بعض النصوص في في هذا فهذا خوف طبيعي هذا خوف آآ طبيعي لا ينافي الايمان لكن ثمة ايضا ضابط مهم في هذا الباب يجب التنبؤ له. يقول وهذا اذا كان خوفا محققا وهذا اذا كان خوفا محققا قد انعقدت اسباب الخوف فليس بمذموم انعقدت اسباب الخوف فليس بمذموم بمعنى ان ان اذا وجد اذا وجد في الانسان خوف من الشأن ليست مما هي مخوفة بالطبيعة طبيعة الانسان فهذا يؤذن هل يستوي منا انهجم عليه سبع مفترس وخاف ولحق بخوف شديد او شخص تأتي نملة مقبلة عليه ثم يرتعد يخاف يوجد يوجد من يخاف من نملة او حشرة صغيرة ويرتعد يرتعد مثل ما يرتعد من آآ يخاف سبعا مفترسا هذا خوف مذموم هذا خوف مذموم لانه خارج عن الطبيعة خارج عن الطبيعة لان الخوف الذي من طبيعة الانسان ان ان يخاف عند وجوده هو الخوف المحقق الذي انعقدت اسباب الخوف فهذا ليس بمذموم بعض الناس يعيش في هذا الباب باب الخوف يعيش مع الوهم ويخاف استنادا الى الوهم وهذا ايضا يذم هذا يذم تجده يخاف من اوهام وتخيلات لا وجود لها في انواع الواقع هذا مذموم يجلس في مكان ويبدأ يتوهم ويتخيل اشياء ثم يرتعد وآآ يخاف قلبه هذا مذموم لانه خارج عن الخوف الطبيعي الذي اه يحصل للانسان بطبيعته خوف منه ولهذا كما قال الشيخ يعني من خشي عدوا او سبعا او حية او نارا مثلا متقدة او غير ذلك من الاشياء الظاهرة التي اعتاد الناس يخافون الخوف منها. اما خوف من اشياء ليس من طبيعة الانسان ان ان ان يخاف منها فهذا مذموم قال واذا وهذا ان كان خوفا محققا قد انعقدت اسباب الخوف فليس بمذموم وان كان خوفا وهميا كالخوف الذي ليس له سبب اصلا او له سبب ضعيف انتبه ذكر مسألتين كثير ما يقع هذا ولابد ان ان نتنبه له يعني بعض الناس يخاف من لا شيء بعض الناس يخاف من لا شيء اطلاقا لا يوجد حتى بعضهم يقول لصاحب بنت تخاف من ماذا؟ ما يوجد شيء اصلا وتجده يرعد خايف من لا شيء اصلا وانما من وهم واخر ينعقد من ينعقد في او يقع في قلبه خوف من سبب ضعيف جدا اصلا لا يخاف منه مثل ما ذكرت نملة او عشرة صغيرة او فهذا يذم هذا يذم لانه ليس مما ليس مما يخاف منه ان شئتم وتوسع في العبارة قليلا لمزيد التوضيح احيانا مثل ما اشرت الخوف من حشرة بعض الكبار يخاف من حشرة صغيرة تجد بعض الصغار للاطفال يعرفون انه يخاف من يأخذونها ويأتون بها اليه يأخذونها بيدهم ويأتون بها اليه حتى يرعد و ويتمتعون برؤيته وهو يرعد من شيء لا يخاف منه اصلا. هذا مثل ما قال الشيخ اه الخوف الذي له سبب ضعيف فاذا هناك خوف من شي لو سبب ظعيف وخوف من لا شيء فهذا مذموم يدخل صاحبه في وصف الجبناء يدخل في صاحبه صاحبه في وصف الجبناء وفي السنة اللهم اني اعوذ بك من الجبن اللهم اني اعوذ بك من الجبن والبخل جمع بينهما مثل ما جمع بين التعوذ من الهم والحزن تعوا جمع بين التعود من بين التعود من العجز والكسل وهناك لطيفة في الجمع بين بين هذه الاشياء ذكرها ابن القيم رحمه الله تعالى الجبن يتعوذ بالله منه يتعوذ بالله منه. ما هو هذا الجبن الذي يتعوذ بالله منه؟ الخوف من لا شيء والخوف من الذي آآ الشيء الذي سببه ضعيف جدا سببه ضعيف جدا فهذا مثل ما يقول الشيخ يدخل صاحبه في وصف الجبناء وقد تعوذ صلى الله عليه وسلم من الجبن فهو من الاخلاق الرذيلة والاخلاق الرذيلة وايضا في التعوذ اللهم اني اه اللهم اهدنا لاحسن الاخلاق لا يهدي لاحسنها الا انت واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها الا من سيء الاخلاق الجبن والشجاعة في محلها هذي من من من حسن من حسن الخلق وحسن الصفات وجمالها في العبد قال فهو من اخلاق الرذيلة ولهذا كان الايمان التام والتوكل والشجاعة تدفع هذا النوع ذكر الداء وذكر الدواء يعني اذا كان الانسان فيه هذا الخوف من لا شيء او من شيء ضعيف ما الذي يذهبه عنه؟ قال الايمان والتوكل والشجاعة الايمان التام والتوكل والشجاعة تدفع هذا النوع حتى ان خواص المؤمنين واقويائهم تنقلب المخاوف في حقهم امنا انينا امنا الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء فتنقلب المخاوف الى امن وطمأنينة لقوة ايمانهم وشجاعتهم الشجاعة القلبية وكمال توكلهم ولهذا عقد المصنف بعد هذا الباب باب التوكل. وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين. وهذا من حسن الترتيب في التبويب. نعم نعم قال رحمه الله تعالى في باب قول الله تعالى وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين قال رحمه الله التوكل على الله من اعظم واجبات التوحيد والايمان. وبحسب قوة توكل العبد على الله يقوى ايمانه. ويتم وتوحيده والعبد مضطر الى التوكل على الله والاستعانة به في كل ما يريد فعله او تركه من امور دينه او دنياه وحقيقة التوكل على الله ان يعلم العبد ان الامر كله لله وانه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وانه هو الضار المعطي المانع وانه لا حول ولا قوة الا بالله. فبعد هذا العلم يعتمد بقلبه على ربه في جلب مصالح دينه دنياه وفي دفع المضار ويثق غاية الوثوق بربه في حصول مطلوبه وهو مع هذا باذل جهده في فعل الاسباب النافعة. فمتى استدام العبد فمتى استدام العبد هذا العلم؟ وهذا الاعتماد والثقة فهو المتوكل على الله حقيقة وليبشر بكفاية الله له ووعده للمتوكلين. ومتى علق ذلك بغير الله فهو شرك. ومن توكل على غير الله وتعلق به وكل اليه وخاب امله آآ قال باب قول الله تعالى وعلى الله فتوكلوا. ان كنتم مؤمنين ان كنتم مؤمنين وفلانة اخرى وقال قال موسى يا قومي ان كنتم امنتم بالله فعليه توكلوا ان كنتم مسلمين فاه الايمان الصحيح بالله وقد اقداره سبحانه وتعالى وكمال تدبيره وانما شاء كان وما لم يشأ لم يكن يثمر توكلا في العبد على الله وحده ولهذا فان التوكل ثمرة صحة الايمان بالله وصحة الايمان بالقدر توكل ثمرة صحة الايمان بالله وصحة الايمان بالقدر اقدار الله سبحانه وتعالى ولهذا قال حقيقة التوكل على الله ان يعلم العبد ان الامر كله بيد الله وان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. وانه هو النافع الضار المعطي المانع القابض الباسط المحيي المميت المعز المذل وانه لا حول ولا قوة الا بالله فبعد هذا العلم يأتي التوكل فاذا التوكل هو ثمرة صحة المعرفة بالله وصحة الايمان باقدار الله باقدار الله سبحانه وتعالى والتوكل عبودية من عبوديات القلب يصحب المسلم في كل اعماله وجميع اموره بل فيما يأتي ويذر العبد المؤمن لا غنى له عن التوكل في كل امر من اموره وفي جميع مصالحه الدينية والدنيوية وفي الدعاء المأثور رحمتك ارجو فلا تكلني الى نفسي طرفة عين هذا تفويض كامل هذا تفويض كامل لله سبحانه وتعالى من اهم ما يكون ان ان يحيا العبد حياته كلها متوكلا على الله ان يحيا حياته كلها متوكلا على الله في جميع مصالحه الدينية والدنيوية في صلاتك وصيامك وحجك واعتمارك عموم طاعاتك توكل على الله وفي اه تجارتك وبيعك واسفارك وشرائك الى غير ذلك توكل على الله ولهذا شرع لنا في كل مرة نخرج فيها من البيت لاي مصلحة دينية او دنيوية ان نقول بسم الله توكلنا على الله بسم الله توكلت على الله يخرج بالتوكل بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة الا بالله يخرج متوكلا على الله وشرع لك ايضا ان تبدأ كل يوم من ايامك بالتوكل مثل ما جاء في السنن ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لابنة فاطمة الا تسمعين ما احدثك وصية من آآ النبي عليه الصلاة والسلام لابنته فاطمة ان تقولي اذا اصبحت واذا امسيت آآ يا حي يا قيوم برحمتك استغيث اصلح لي شأني كله ولا تكلني الى نفسي طرفة عين هذا يعد بدءا لليوم بالتوكل. والتفويظ تفويض الامر الى اه الله سبحانه وتعالى وان يبرأ العبد من حول نفسه وقوتها وان يعتمد في كل شؤونه واموره على الله ولينتبه في هذا المقام ان التوكل على الله في الامور كلها لا يعني كما يفعله او يقع من بعض الجهلة لا يعني تعطيل الاسباب فتعطيل الاسباب باسم التوكل هذا يسمى تواكل وليس من التوكل في شيء فان حقيقة التوكل ان تبذل السبب ليس معتمدا على السبب نفسه وانما معتمدا على المسبب الذي بيده ازمة الامور مثل ما قال عليه الصلاة والسلام في وصيته العظيمة الجامعة احرص على ما ينفعك يعني ابذل الاسباب في كل ما ينفعك استعن بالله فاعبدوا وتوكل عليه. اياك نعبد واياك نستعين والناس في هذا المقام اقسام ثلاثة الاول خير الناس وهم من بذلوا الاسباب متوكلين في وجودها وسلامتها وتحققها على الله وحده سبحانه وتعالى وقسم بذلوا السبب واعتمدوا عليه بذلوا السبب وعطلوا التوكل بذل الاسباب وعطلوا التوكل قسم ثالث آآ وجد فيهم التوكل لكن مع تعطيل الاسباب مع تعطيل الاسباب والحق قوام بين الغلو والجفاء والافراط والتفريط وسط بين ضلالتين ضلالة من عطل السبب وضلالة من عطل التوكل هذا خطأ وهذا خطأ الحق ومن بين ذلك ان تبذل السبب ولا تعتمد على السبب الذي بذلته وانما فوظ امرك الى الله وتوكل عليه وحده جل في علاه نفعنا الله اجمعين بما علمنا وزادنا علما وتوفيقا واصلح لنا شأننا كله وهدانا اليه صراطا فقيما سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا وبارك فيكم