الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وعبده نبينا محمد وعلى اله وصحبه اما بعد فاللهم انا نسألك علما نافعا وعملا صالحا وان تفتح علينا وترحمنا اللهم اغفر لشيخنا ولنا وللمسلمين قال العلامة السعدي رحمه الله تعالى في كتابه القول السديد في مقاصد التوحيد في باب قول الله تعالى افأمنوا مكر الله قال مقصود الترجمة انه يجب على العبد ان يكون خائفا من الله راجيا له راغبا راهبا ان نظر الى ذنوبه وعدل الله وشدة عقابه خشي ربه وخافه وان نظر الى فضله العامي والخاص وعفوه الشامل رجا وطمع ان وفق لطاعة رجا من ربه تمام النعمة بقبولها وخاف من ردها بتقصيره في حقها وان ابتلي بمعصية رجا من ربه قبول توبته ومحوها وخشي بسبب ضعف التوبة والالتفات للذنب ان يعاقب عليها وعند النعم واليسار يرجو الله دوامها والزيادة منها والتوفيق لشكرها ويخشى باخلالها ويخشى باخلاله بالشكر من سلبها وعند المكاره والمصائب يرجو الله دفعها وينتظر الفرج بحلها ويرجو ايضا ان يثيبه الله عليها حين يقوم بوظيفة الصبر ويخشى من اجتماع المصيبتين. فوات الاجر المحبوب وحصول الامر المكروه اذا لم يوفق للقيام بالصبر الواجب فالمؤمن الموحد في كل احواله ملازم للخوف والرجاء وهذا هو الواجب وهو النافع وبه تحصل السعادة الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا الهنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فهذه الترجمة مبنية على ايتين من كتاب الله عز وجل الاولى قول الله جل وعلا افامنوا مكر الله والثانية قول الله سبحانه وتعالى قال ومن يقنط من رحمة ربه الا الضالون الترجمة مبنية على ايتين على هاتين الايتين واراد المصنف رحمه الله تعالى بترجمته هذه بالايتين ان ينبه على عملين متلازمين من اعمال القلوب عظيمين للغاية لا بد منهما في كل عبادة ولابد من توافرهما في كل طاعة الا وهما الرجاء والخوف رجاء رحمة الله وخوف عقابه اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه هذان العملان من اعمال القلوب الرجاء والخوف لابد منه ما في كل عبادة وكل قربة يتقرب بها المسلم الى الله بل ان العبادات كلها لا بد ان تقام على اركان ثلاثة يسميها العلماء اركان التعبد القلبية اركان التعبد القلبية وهذه الاركان الثلاثة للتعبد لابد ان تكون متوافرة في كل طاعة في صلاتك في صيامك في حجك في عمرتك في كل طاعة تتقرب بها الى ربك جل وعلا تجعل طاعتك قائمة على هذه الاركان الثلاثة وهي الحب قد تقدم في ترجمة خاصة والرجاء والخوف وقد جمع في هذه الترجمة فالعابد يعبد ربه حبا لله ورجاء برحمة الله وخوفا من عذاب الله ويسمي شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى هذه الثلاث محركات القلوب وانتبه لكلامه فان فيه نفعا عظيما يسميها محركات القلوب القلوب تحتاج الى ما يحركها واذا تحركت القلوب فان الابدان تبع اذا تحركت القلوب فان الابدان تبع كما قال عليه الصلاة والسلام الا ان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب فالقلب اذا لم يحرك بمحركات القلوب يبقى خاملا يبقى ميالا الدعاة والخمول والهوى والباطل فيحتاج الى محركات تقوي من عزمه في الخير وارادته للصلاح وثباته على الاستقامة ومداومته على الطاعة يحتاج الى ذلك حاجة ماسة وهذه الثلاث محركات للقلوب اذا استمع الان الى كلام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى يقول رحمه الله اعلم ان محركات القلوب الى الله ثلاثة اكتبوا كلامه اعلم ان محركات القلوب الى الله ثلاثة المحبة والخوف والرجاء واقواها المحبة اعيده يقول اعلم ان محركات القلوب الى الله ثلاثة المحبة والخوف والرجاء واقواها المحبة ثم قال فالمحبة تلقي العبد في السير الى محبوبه تلقي العبد في السير الى محبوبه المحبة تضعه في طريق السير لانه اذا قام في القلب حب المحبوب تحرك في طلب رضاه والسعي في طاعته وما يقرب اليهم فالمحبة تلقي العبد في السير الى محبوبه والخوف يمنعه ان يخرج عن طريق المحبوب والخوف يمنعه ان يخرج عن طريق المحبوب فاذا قام في القلب خوف والطريق الى المحبوب طريق مستقيم وان هذا صراطي مستقيما فالخوف يمنعه ان يخرج ويخافون عذابه يمنعه ان يخرج. كلما حدثت نفسه بشيء من الخروج عن الطريق شاء الخوف منعه الخوف اذا رادع ومانع وزاجر قال والرجاء يقوده والرجاء يقوده الرجاء قائد يقود الانسان الى الخيرات والطاعات فالرجاء من الامام يقود والخوف من الخلف يزج ويمنع ولهذا يقولون الرجاء قائد والخوف زاجر او سائق الرجاء قائد والخوف سائق كل ما توانت النفس او مالت الى ان تخرج جاء الخوف وساقها والقوت والرجاء في الامام يقود الى الفضائل والخيرات يقول ابن تيمية فهذا اصل عظيم يجب على كل عبد ان ينتبه له فانه لا تحصل العبودية بدونه فانه لا تحصل العبودية بدونه وهذا كما قلت كلام عظيم ومتين جدا ويحسن ان ينشر كثيرا بين الناس فانه موقظ للقلوب ونافع العباد وهادئ الى الصراط الصراط اللاهي المستقيم قال الشيخ ابن سعدي رحمه الله مقصود هذه الترجمة ترجمة كما قدمت بايتين افامن مكر الله ومن يقنط من من رحمة ربه في ذم الترجمة في ذم الامن من مكر الله في ذم القنوط من رحمة الله في ذم الامن مكر الله وذم القنوط من رحمة الله اذا وجد في القلب رجاء قوي هل يحصل قنوط من رحمة الله اذا وجد رجاء قوي هل يحصل قنوط من الرحمة واذا وجد في القلب خوف قوي من عقوبة الله هل هل يحصل امن في القلب من مكر الله اذا لا يستقيم سلامة العبد من الامن مكر الله وسلامة من القنوط من رحمة الله وهما من كبائر الذنوب الامن مكر الله والقنوط من رحمته هما من كبائر الذنوب وعظائم الاثام لان من الكبائر كبائر الذنوب ما يقوم بالقلب يرتكبه القلب وهو من كبائر الذنوب وعظائم الاثام ليست الكبائر فقط في البدن فالامن من مكر الله كبيرة والقنوط من رحمة الله ايضا كبيرة وزوال هذين الامرين او سلامة العبد منهما بالرجاء والخوف ولابد ان يأتي بالرجاء والخوف متساويين لابد ان يأتي بهما متساويين لا يغلب احدهما الاخر او لا يجعل احدهما يطغى على الاخر فان قوي عنده الرجاء ان قوي عنده الرجاء بلا خوف امن من مكر الله وان قوي عنده الخوف بلا رجاء قنط من رحمة الله ولا يسلم من هذا وهذا الا بالاتيان بهما متساويين ولهذا بعض العلماء يشبه الرجاء والخوف بجناحي الطائر لا يستتم استقامة الطيران الا استوائهما في الحركة وسلامتهما وعدم وجود ضعف في احدهما لو ان لو ان آآ احد جناحي الطائر ظعيف والاخر قوي اذا كان يريد ان يذهب هنا في طريق الاستقامة تجده اذا قارئ يتجه الى هذه الجهة ومثله الذي عنده رجاء بلا خوف او خوف بلا رجاء اذا مشى في طريق الاستقامة ينحرف هنا او هناك فلا يستقيم السير الا بهما متساويين فهما كالجناحين للطائر الشيخ ابن سعدي رحمه الله جاء هنا في في كلامه على هذه الترجمة بكلام متين جدا عظيم نابع عن علم جم وفقه يقول مقصود هذه الترجمة انه يجب على العبد ان يكون خائفا من الله راجيا لله هذا المقصود قوله ان يكون خائفا من الله هذا مأخوذ من افأمنوا مكر الله هذي فيها الخوف وقوله راجيا لله هذا مأخوذ ومن يقنط من رحمة ربه هذي فيها الرجاء الاولى فيها الخوف والثانية فيها الرجاء مقصود الترجمة انه يجب على العبد ان يكون خائفا من الله راجيا لله راغبا راهبا يعني جامعا لنفسه في تعبده واحواله بين الرغبة والرهبة يدعوننا نعم رغبا ورهبا هذا وصف الله للانبياء عليهم صلوات الله وسلامه يدعوننا رغبا ورهبا المطلوب من العبد ان يجمع بين الرغبة والرهبة بين الخوف والرجاء نبه عبادي اني انا الغفور الرحيم. هذا ايش ها رجاء وان عذابي هو العذاب الاليم هذا خوف لابد منهما معا. ولهذا تجد القرآن كله قائم على الرجاء والخوف يذكر لك الجنة ثم يذكر النار يذكر لك الثواب ثم يذكر العقاب يذكر الرحمة ثم يذكر الغضب والسخط فلا بد ان ان يجمع حتى السنة احاديث النبي صلى الله عليه وسلم قائمة على هذا المنذري رحمه الله له كتاب في مجلدات سماه الترغيب والترهيب السنة قائمة على هذا على الترغيب في الفضائل والترهيب من المعاصي والرذائل يقول لابد ان يكون خائفا من الله راجيا كأن سائلا وسأل ما الذي يحرك بقلب الخوف وما الذي يحرك في قلب الرجاء يقول ان نظر الى ذنوبه وعدل الله وشدة عقابه خشي ربه وخاف قسي ربه وخافه هذا نظر وان نظر الى فظله العام والخاص وعفو الشامل رجا وطمع فاذا ثمة ما يحرك الخوف وهو مطلوب وثمة ايضا ما يحرك الرجاء وهو مطلوب. ويحتاج وعلى هذا فالعبد يحتاج الى هذين النظرين تحتاج الى هذين النظرين لا يقصر نظره على جانب لا يقصر نظره على جانب ان قصر نظره على جانب الخوف انحرف ان قصر نظره على جانب الرجاء انحرف بل نشأ في الامة طائفتين من اضل الطوائف واشد اشدها انحرافا عن دين الله وهم الخوارج والمرجئة هؤلاء انحراف من باب تغليب الخوف واولئك انحراف من باب تغليب الرجاء اولئك يعملون نصوص الخوف ويهملون نصوص الرجاء والاخرون على عكسهم يعملون نصوص الرجاء ويهملون نصوص الخوف والحق قوام بين ذلك قال ان وفق لطاعة ان وفق لطاعة رجا من ربه تمام النعمة بقبولها وخاف من ردها بتقصيره في حقه انتبه لهذا في كل طاعة ترجو وتخاف في كل طاعة في صلاتك صيامك حجك الى غير ذلك في كل طاعة ترجو وتخاف ان وفق لطاعة رجا من ربه تمام النعمة بقبولها يرجو ان يرجو ان الله يتقبل منه ويطمع في ذلك وايضا في الوقت نفسه يخاف ان ترد يخاف ان ترد ولا يزكي اطلاقا يوما من الايام عمله عمله ويجزم بانه قبل فلا تزكوا انفسكم هو اعلم ممن اتقى وان ابتلي بمعصية انظر الان عرفنا الطاعة تحتاج فيها الى رجاء وخوف ايضا المعصية اذا ابتلي بمعصية رجا من ربه قبول توبته ومحوها وخشي بسبب ضعف التوبة والالتفات للذنب ان يعاقبه عليها ان يعاقبه عليها حتى في توبته الانسان لا يجزم ان توبته تامة ومتقبلة فينظر نظري ينظر الى رحمة الله وفضله ومنه ويطمع ان تكون مقبولة وينظر الى ضعفه هو وتقصيره وقصوره في التوبة وظعف نفسه بالتفاتها الى الذنب يجد فيها شيء من الحديث عن الذنب والرغبة فيه مع توبته منه فيخاف الا الا تكون بذلك مقبولة وعند النعم والمسار عند النعم والمسار عندما ينعم الله عليه بصحة او بمال او او الى اخره يرجو الله دوامها والزيادة منها والتوفيق لشكرها ويخشى باخلاله بالشكر من سلبها في جمع بينهما وعند المكاره والمصائب يرجو الله دفعها وينتظر الفرج بحلها ويرجو ايضا ان يثيبه الله عليها حين يقوم بوظيفة الصبر هذا رجاء الجانب الاخر قال ويخشى من اجتماع المصيبتين من الاجتماع المصيبتين مصيبة حصول المصيبة نفسها ومصيبة عدم حصول الاجر عليها بعدم صبره ويخشى من اجتماع المصيبتين فوات الاجر المحبوب وحصول الامر المكروه تصول امر المكروه وقع لكنه لما لم يصبر فوت على آآ على نفسه اه الاجر والثواب فجمع لنفسه بين مصيبتين بينما لو صبر لسلا بان بان كان في نفسه طمع ان يؤجر على هذا الذي اصابه وهذا اعظم ما يصلي المصابين رجاء الثواب الذي آآ اعده الله سبحانه وتعالى للصابرين وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون قال ملخصا فالمؤمن الموحد في كل احواله ملازم للخوف والرجاء وهذا هو الواجب وهو النافع وبه تحصل السعادة. هذه فائدة نفيسة جدا. الرجاء والخوف تحتاج اليهما في باب الطاعات والعبادات تحتاج اليهما في في حال الوقوع في المعاصي والخطيئات تحتاج اليهما في حال المسار والامور المفرحة تاج اليهما في حال نزول المصائب وحلول البليات. نعم قال رحمه الله تعالى ويخشى على العبد من خلقين رذيلين احدهما ان يستولي عليه الخوف حتى يقنط من رحمة الله وروحه الثاني ان يتجارى به الرجاء حتى يأمن مكر الله وعقوبته فمتى بلغت به الحال الى هذا فقد ضيع واجب الخوف والرجاء الذين هما من اكبر اصول التوحيد وواجبات الايمان. العلماء رحمهم الله كما قدمت تنبهون في هذا الباب على ان الرجاء والخوف يؤتى بهما متساويين لا يجعل احدهما يطغى على الاخر لانه ان غلب الرجاء على الخوف ان غلب الرجاء على الخوف امن غلب الخوف على الرجاء قنط ولا يسلم من افتي الامن من مكر الله والقنوط من رحمته الا بالاتيان بهما متساويين والى هذا ينبه الشيخ هنا يقول ويخشى على يخشى على العبد من خلقين رديلين احدهما ان يستولي عليه الخوف حتى يقنط من رحمة الله وروحه لانه ان غلب الخوف قنط من غلب الخوف ولم يقم في قلبه رجاء قنط من من رحمة الله سبحانه وتعالى فاذا هو بحاجة في هذه الحال الى ان يحرك في قلبه رجاء يدفع القنوط يدفع القنوط الثاني اي الخلق الرذيل الثاني ان يتجارى به الرجاء حتى يأمن من مكر الله لان اذا وجد الرجاء بلا خوف اذا وجد الرجاء بلا خوف امن من مكر الله وعقوبته وقد قدمت ان الامن من مكر الله والقنوط من رحمة الله كلاهما من الكبائر. من كبائر الذنوب ولا سلامة منهما الا بالجمع بين الرجاء والخوف فمتى بلغت به الحال الى هذا فقد ضيع واجب الخوف والرجاء الذين هما من اكبر اصول التوحيد وواجبات الايمان نعم وللقنوط من رحمة الله واليأس من روحه سببان محذوران احدهما ان يسرف العبد على نفسه ويتجرأ على المحارم ويصر عليها ويصمم على الاقامة على المعصية. ويقطع طمعه من من رحمة الله لاجل انه مقيم على الاسباب التي تمنع الرحمة فلا يزال كذلك حتى يصير له هذا وصفا وخلقا لازما وهذا غاية ما يريده الشيطان من العبد. ومتى وصل الى هذا الحد لم يرجى له خير الا بتوبة نصوح واقلاع قوي الثاني ان يقوى خوف العبد ان يقوى ان يقوى خوف العبد بما جنت يداه من الجرائم. ويضعف علمه بما لله من واسع الرحمة والمغفرة ويظن بجهله ان الله لا يغفر له ولا يرحمه. ولو تاب واناب. وتضعف ارادته فييأس من الرحمة. وهذا من المحاذير الضارة الناشئة من ضعف علم العبد بربه وما له من الحقوق. ومن ضعف النفس وعجزها ومهانتها فلو عرف هذا ربه ولم يخلد الى الكسل لعلم ان ادنى سعي يوصله الى ربه والى رحمته وجوده وكرمه وللامن من مكر الله رحمه الله وللقنوط من رحمة الله واليأس من روحه سببان محظوران يعني هذان السببان يفظيان العبد الى هذا القنوط فوجب الحذر منهما الاول ان يسرف العبد على نفسه ويتجرأ على المحارم فيصر عليها ويصمم على الاقامة على المعصية ويقطع طمعه اي بسبب اقامته ومداومته على المعصية يقع ومعه من رحمة الله بمعنى ان المعاصي تستولي عليه وتستهلك وقته فان حدثته نفسه بتوبة او نحو ذلك قال لها مثلك لا مطمع لها في الرحمة انت غارقة في الذنوب المعاصي فليس لك مطمع ولا سبيل الى الرحمة فيستولي عليه حينئذ القنوط من رحمة الله هذه فائدة كثرة الذنوب والاسراف على النفس بالمعاصي يفضي بالمرء الى القنوط يفتي بالمرء الى القنوط وكثرة الذنوب وتجمعها عليه وامتدادها في تاريخ زمنه وحياته تجعله كل ما حدثته نفسه للانابة والتوبة او دعي الى الانابة والتوبة قالت نفس انت غارق مثلك لا توبة له مثلك لا سبيل لاهل التوبة. انت عندك كذا من الجرائم وعندك كذا من المعاصي وعندك كذا من الاثام لاجل انه مقيم على الاسباب التي تمنع الرحمة. فلا يزال كذلك حتى يصير له هذا وصفا وخلقا لازما وهذا غاية ما يريده الشيطان من العبد ومتى وصل الى هذا الحد لم يرجى له خير الا بتوبة نصوح واقلاع قوي هذا يكون للعبد بتوفيق من الله عز وجل يعني بعض العصاة الذين تمادوا في العصيان والاجرام يكرمهم الله عز وجل توبة قوية ويهيئ لهم من الاسباب اسباب تقوية الرجاء والطمع في رحمة الله فيحصل منهم توبة قوية يقلعون بها عن كل الجرائم ولهذا سبحان الله العظيم والفضل لله والمنة له جل وعلا وحده بعض الناس يكون يعني غاية في العتوة والاجرام المعاصي والذنوب بين عشية وضحاها يتحول الى رجل من خير عباد الله واصلحهم واكثرها من استقامة ومحافظة على طاعة الله وهذا الشواهد في واقع الناس يرونه هذا الشواهد هو في واقع الناس يرونه. والتوبة هي منة منة الهية وتوفيق رباني يهدي من يشاء الى صراط مستقيم الثاني ان يقوي ان يقوى خوف العبد بما جنت يداه من الجرائم ويضعف علمه بما له من واسع الرحمة والمغفرة ويظن بجهله ان الله لا يغفر له ولا يرحمه ولو تاب واناب يعني عنده جرائم كثيرة فيقوى الخوف خوف العبد بما جنت يداه يقول الجرائم كثيرة والذنوب عديدة ويضعف علمه بمال الله من واسع الرحمة بما لله عز وجل من واسع الرحمة يضعف علمه بذلك فحين اذ يستولي عليه القنوط من رحمة الله واليأس من روحه ويظن بجهله ان الله لا يغفر له ولا يرحمه ولو تاب وانام وتضعف ارادته فييأس من الرحمة وهذا من المحاذير الضارة الناشئ من ضعف علم العبد بربه وماله من الحقوق ومن ضعف النفس وعجزها ومهانتها فلو عرف هذا ربه ولم يخلد الى الكسل لعلم ان ادنى سعي ليوصله الى ربه ادنى سعي لو تحرك قليلا الحركة القليلة تجر الى اخرى الى ثالثة الى ان يفتح الله سبحانه وتعالى عليه بالخير العظيم نعم وللامن من مكر الله ايضا سببان مهلكان احدهما اعراض العبد عن الدين وغفلته عن معرفة ربه وما له من الحقوق وتهاونه بذلك فلا يزال معرضا غافلا مقصرا عن الواجبات منهمكا في المحرمات حتى يظمحل خوف الله من قلبه. ولا يبقى في قلبه من الايمان شيء لان الايمان يحمل على خوف الله وخوف عقابه الدنيوي والاخروي السبب الثاني ان يكون العبد عابدا جاهلا معجبا بنفسه مغرورا بعمله. فلا يزال به جهله حتى يدل بعمله ويزول الخوف عنه وان له عند الله ويرى ان له عند الله المقامات العالية فيصير امنا من مكر الله متكلا على نفسه الظعيفة المهينة ومن هنا يخذل بينه وبين التوفيق اذ هو الذي جنى على نفسه. فبهذا التفصيل تعرف منافاة هذه الامور للتوحيد نعم هذان السببان اه مهلكا كما وصفهما رحمه الله وهما متعلقان الجانب الاخر الذي هو جانب الامن من اه مكر الله فيقول رحمه الله للامن من مكر الله ايضا سببان مهلكا الاول اعراض العبد عن الدين اعراظ العبد عن الدين فنفسه ليست مقبلة اصلا على الدين والعبادة بل منهمكة في المعاصي والذنوب اعراض العبد عن الدين وغفلته عن معرفة ربه وماله من الحقوق وتهاونوا بذلك فلا يزال معرضا غافلا مقصرا عن الواجبات منهمكا في المحرمات حتى يضمحل خوف الله من قلبه حتى ان يعني بعض الصالحين عندما يرى بعض المبتلين بعض المعاصي واغراقهم فيها يتعجب يقول الا يخافون من الله ما في قلوبهم خوف من الله دائما يأتي هذا السؤال وذاك الذي اه في في معاصيه لا لا يتحرك اصلا في قلبه خوف اصلا لا يتحرك في قلبه خوف لان هناك اشياء طغت طغت عليه واستولت على قلبه فلا يصبح آآ في في قلبه خوف ويعمل اه امور وعظائم وجرائم وكذا ولا يفكر في خوف ولا عقاب ولا جنة ولا نار ولا كل هذي اصلا ليست حاضرة في في في دهنه بل ربما يا يعمل يعني جريمة من الجرائم العظيمة جدا وبعد الجريمة مباشرة يضحك يظحك بملء فيه ما يشعر بقلبه تلمد فالصالحون قد الصالحون قد يرون مثل هذا يقول هذا ما عنده خوف من الله دائما يأتي هذا السؤال فالسبب هنا مثل ما اشار الشيخ اعراض العبد عن الدين وغفلته عن معرفة ربه وماله من الحقوق وتهاونوا بذلك فلا يزال معرضا مقصرا عن واجبات منهمكا في المحرمات حتى يظمحل خوف الله من قلبه ما معنى يضمحل ينتهي حتى يظمح ما يبقى شي من الخوف في قلبه ولا يبقى في قلبه من الايمان شيء لان الايمان يحمل على خوف الله وخوف عقابه الدنيوي والاخروي هذا هذا سبب. السبب الثاني قد يلحق بعض العباد نسأل الله العافية والسلامة قد يلحق بعظ العباد فيقعون في الامن. هناك عصاة ومجرمون وهنا عباد وايظا يلحقهم هذا الامر الذي هو الامن من مكر الله ان يكون العابد جاهلا ان يكون العبد جاهلا معجبا بنفسه مغرور بعمله والعجب والغرور مهلكان لصاحبهما اشد الهلكة فيكون معجبا بنفسه مغرور بعمله فلا يزال به جهله حتى يدل بعمله يعني على ربه انا الذي كذا وانا الذي كذا وانا الذي كذا وفعلت كذا ومثل ما في الاية يمنون يمنون عليك ان اسلموا قل لا تمنوا علي اسلامكم بل الله يمن عليكم ان هداكم للايمان ويزول الخوف عنه حتى يدل بعمله ويزول الخوف عنه ويرى ان له عند الله المقامات العالية ويرى ان له عند الله المقامات العالية فيصير امنا من مكر الله متكلا على نفسه الضعيفة المهينة ومن هنا يخذل ويحال بينه وبين التوفيق اذ هو الذي جنى على نفسه وحال هذا بخلاف العباد الكمل العباد الكمل وصفهم الله عز وجل كما في سورة المؤمنون بقوله والذين يؤتون ما اتوا ان يقدمون ما يقدمون من طاعات وعبادات وقرب والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون جاء في المسند للامام احمد ان ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن معنى هذه الاية قالت يا رسول الله اهو الرجل يزني ويسرق يزني ويسرق ويقتل ويخاف ان يعذب قال لا يا ابنة الصديق ولكنه الرجل يصلي ويصوم ويتصدق ويخاف الا يقبل ويخاف الا يقبل ولهذا العباد الكمل في عبادتهم لله يقدمون الطاعات ولا يجزم اي منهم بانها قبلت بل يرجو ان تقبل واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل ربنا تقبل منا. نقل ابن كثير رحمه الله عن ابن الورد انه قرأ هذه الاية وبكى قال خليل الرحمن ويبني بيت الرحمن وبامر الرحمن ويخاف ان لا يقبل ربنا تقبل منا ربنا تقبل منا ومن السنن الماضية من لدن زمن الصحابة الى يومنا اذا انتقى الناس يوم العيد عيد الفطر وعيد الاظحى يقول بعضهم لبعض تقبل الله منا ومنكم كل يدعو له ولاخوانه بالقبول. ما منهم من يجزم ما منهم من يجزم لكن اذا كان العابد جاهلا معجبا بنفسه مغترا بعمله فلا يزال به جهله حتى يدل بعمله يدل بعمله واذا كان هذا العابد اذا كان هذا العابد معطبا بالاهواء والبدع بدعة المتصوفة وغيرهم فلا تسأل عنا حاله حينئذ في هذه الهلكة فيجزم لنفسه بالجنة يقينا ويجزم بها ايضا اتباعه ومن يمارسون معه ما يحب من ظلالات وهذا اشد ما يكون والعياذ بالله في الهلاك الشيخ رحمه الله لما فصل هذا التفصيل الجميل النافع وانبه هنا انك لا تكاد تجد هذه الخلاصة في هذا الباب وبهذا التركيز في موطن ربما لا تجدها بهذا التركيز في موطن اخر فتأمل هذا الكلام فانه غاية في التحقيق والنفع قال فبهذا التفصيل تعرف منافاة هذه الامور آآ للتوحيد اسأل الله ان ينفعنا اجمعين سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا وبارك فيكم