الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فاللهم انا نسألك علما نافعا وعملا صالحا وان تفتح علينا وترحمنا. اللهم اغفر لشيخنا ولنا وللمسلمين قال الامام العلامة السعدي رحمه الله تعالى في كتابه القول السديد في بيان مقاصد التوحيد باب من الايمان بالله الصبر على اقدار الله اما الصبر على طاعة الله والصبر على معصيته فهو ظاهر لكل احد انهما من الايمان بل هما اساسه وفرعه فان الايمان كله صبر على ما يحبه الله ويرضاه ويقرب اليه. وصبر عن محارم الله فان الدين يدور على ثلاثة اصول تصديق خبر الله ورسوله وامتثال امر الله ورسوله واجتناب نهيهما. فالصبر على اقدار الله المؤلمة داخل في هذه العموم ولكن خص بالذكر لشدة الحاجة الى معرفته والعمل به فان العبد متى علم ان المصيبة باذن الله وان الله اتم الحكمة في تقديرها لله وان لله اتم الحكمة في تقديرها وله النعمة السابقة في تقديرها على العبد رضي بقضاء الله وسلم امره وصبر على المكاره تقربا الى الله ورجاء لثوابه وخوفا من عقابه. واغتناما لافضل الاخلاق فاطمئن وقوي ايمانه وتوحيده. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين هذه الترجمة باب من الايمان بالله الصبر على اقدار الله عقدها رحمه الله تعالى ببيان مكانة الصبر وعظيم شأنه ولا سيما عند وقوع المصائب المؤلمة والمرء في هذه الحياة عرضة المصائب والدنيا دار ابتلاء ونبلوكم بالشر والخير فتنة والينا ترجعون قد جاء في الحديث عن نبينا صلى الله عليه وسلم انه قال عجبا لامر المؤمن ان امره كله خير ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له وان اصابته ضراء صبرا. فكان خيرا له وذلك لا يكون الا للمؤمن الحاصل المؤمن في هذه الحياة عرظة للابتلاء وما ملئ بيت فرحة الا وملئ فرحة ولابد من المصائب فجاء الايمان مروضا القلوب مصليا للنفوس بما يحقق للمرء في مصابه اجرا عظيما وثوابا جزيلا لصبره واحتسابه ورجائه موعود الله سبحانه وتعالى بل ان لاهل الايمان منازل علية في الجنة انما ينالونها بصبرهم على اللأواء. والمصائب والشدائد والكرب وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى على عبده المؤمن ما تصيبه شوكة ولا اذى ولا شيئا يسيرا الا كتب الله سبحانه وتعالى او الا كفر الله بها من خطاياه ولهذا من الايمان بالله الصبر على اقدار الله من الايمان بالله الصبر على اقدار الله امران مترتب احدهما على الاخر ومنبني عليه فانه ان صح الايمان استقامت النفس على الصبر عند الشدائد كما قال الله عز وجل في ذكر هذين الامرين مترتب احدهما على الاخر منبني عليه ما اصاب من مصيبة الا باذن الله. ومن يؤمن بالله يهدي قلبه قال علقمة النخعي رحمه الله تعالى هو المؤمن تصيبه المصيبة هو المؤمن تصيبه المصيبة في علم انها من عند الله فيرضى ويسلم فاعلم انها من عند الله فمن الايمان بالله ان يصبر المرء على ما يصيبه من شدة ما يصيبه من بلاء ما يصيبه من كرب ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات. وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون ولهذا مقام الصبر مقام بشارة. مقام رفيع جدا مقام عظيم من مقامات الدين ذكر في القرآن في مواطن كثيرة جدا حتى قال الامام احمد رحمه الله ذكر الصبر في القرآن في اكثر من تسعين موضعا وهذا يدل على عظم شأن هذه العبودية عبودية الصبر ذكرها الله عز وجل في القرآن امرا به وثناء على اله ووصفا انبيائه ورسله واصفيائه الصبر ذكره جل وعلا في مواطن عظيمة وذكر ما يترتب على الصبر من الاجور والثواب العظيم الذي اعده الله سبحانه وتعالى عباده الصابرين الصبر كما ذكر اهل العلم ثلاثة انواع صبر على الطاعة وصبر عن المعصية وصبر على اقدار الله المؤلمة الصبر في حقيقته هو حبس النفس. ومنعها حبس النفس ومنعها اما في الطاعات فانه يحبس نفسه عليها. فعلا لها وقياما بها ومن لا صبر عنده لا قدرة عنده على القيام بالطاعات لان الطاعات تحتاج الى صبر واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعدو عيناك عنهم مقام الطاعة يحتاج صبر. يحتاج ان يصبر نفسه بحبسها على الطاعة والقيام بها ومقام المعصية ايضا يحتاج الى الصبر ليكف نفسه عن المعصية ولهذا من لا صبر عنده لا يستطيع ان يقاوم من لا صبر عنده لا يستطيع ان يقاوم المعصية فالمعاصي تحتاج الى صبر صبر عنها بمجاهدة النفس على البعد منها والسلامة من الوقوع فيها والاقدار المؤلمة تحتاج ايضا الى صبر وذلك بحبس النفس عند المصيبة من الجزاء والتسخط ولطم الخدود وشق الجيوب والدعاء بدعاء الجاهلية او بدعوى الجاهلية كما جاء في الحديث ليس منا يقول عليه الصلاة والسلام ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية وهذا يفعله الظلال والجهلة اذا جاءه مصاب مزق ثيابه لطم خدوده شد شعره واشاء من هذا القبيل واخذ يصيح ويتسخط هذا كله من الجاهلية الجهلاء والضلالة العمياء فالايمان يحجز المؤمن عن ذلك كله الايمان يحجز ذلك يحجز المؤمن عن ذلك كله. مثل ما في الاية. ومن يؤمن بالله يهدي قلبه اربطه باول الاية ما اصاب من مصيبة الا باذن الله. ومن يؤمن بالله يهدي قلبه. يهدي قلبه للصبر للاحتساب لطلب الثواب يهدي قلبه ان يعلم ان ما اصابه ان ما اصابه لم يكن ليخطئه وما اخطأه لم يكن ليصيبه يعلم ان هذه المصايب مقدرة ان هذه المصائب مقدرة ومكتوبة ولهذا اذا اصيب بالمصيبة بادر الى الاسترجاع كما امر بذلك في القرآن قالوا انا لله وانا اليه راجعون وهذه الكلمة هي احسن ما يقال عند المصيبة. وينبغي للعبد ان يبادر اليها ان يحمد الله ويسترجع يحمد الله ويسترجع يسترجع يقول انا لله وانا اليه راجعون وهذه الكلمة كما ذكر العلماء فيها تسلية للمصاب واناس لقلبه والمعنى انا لله اي انا لله عبد تحت ملكه وتصريفه وتدبيره يقضي بما يشاء يحكم بما يريد لا معقب لحكمه لا راد لقضائه انا نحن عبيد لله في مملكته طوع تدبيره وتسخيره قضاؤه فينا نافذ وامره ماظ ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ولا حول ولا قوة الا بالله انا لله عبيد لله في ملكه وتدبيره سبحانه وتعالى وانا اليه راجعون. كلنا سنلقى الله وسنقف بين يدي الله عز وجل. وهذا الذي اصابنا ابتلاء لينظر كيف نعمل فهل سنرجع اليه ويحاسبنا فيستغل فرصة المصاب ليفوز بثواب الصابرين عندما يلقى عندما يلقى الله سبحانه وتعالى فاذا حمد الله واسترجع عند المصيبة اذا حمد الله واسترجع عند المصيبة فاز بالثواب العظيم جاء في الحديث اذا قبضت الملائكة روح ولد العبد المؤمن قال الله لملائكته قبضتم روح ولد عبدي فتقول الملائكة نعم فيقول قبضتم فلذة كبده او ثمرة فؤادي فتقول الملائكة نعم فيقول ماذا قال عبدي فيقولون حمدك واسترجع قال الحمد لله انا لله وانا اليه راجعون. حمدك واسترجع قال فيقول الله ابنوا لعبدي بيتا في الجنة. وسموه بيت الحمد ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد. هذا حديث صحيح فيبنى له بيت على اثر هذا المصاب الذي صبر عنده واحتسب واسترجع وحمد الله سبحانه وتعالى فمقام الصبر مقام عظيم جدا من مقامات الرفيعة وينبغي ان يعلم في هذا الباب ولابد من استحضاره ان الصبر كما اخبر نبينا عليه الصلاة والسلام عند الصدمة الاولى هذا مقام الصبر اما بعد الصدمة الاولى سيحصل سلو لكن مثل ما وصفه العلماء مثل سلو البهائم مثل سلو البهائم البهيمة تتألم عندما تفقد مثلا ولدها عند كذا لكن يوم يومين تنشغل بالعلف وتنشغل وتنسى كل شيء فمن لم يصبر عند الصدمة الاولى في الايام الاتية بينسى ينشغل بدنياه وينسى مصابه ويسلو سلو البهائم فالمحك بباب الصبر هو عند الصدمة عند الصدمة الاولى يتلقاها بالصبر لا جزع ولا تسخط ولا لطم للخدود ولا شق للجيوب ولا دعاء بدعوى الجاهلية اولئك الذين يلطمون الخدود ويشقون الجيوب ويدعون بدعاء الجاهلية يفعلون ذلك وقت الصدمة ثم بعدها بايام يضحكون ويبيعون ويشترون وينشغلون بمصالحهم وينسون هذا الذي كانوا يفعلون تلك الفعلات عندهم فالصبر عند الصدمة الاولى الصبر عند الصدمة الاولى وهي المحك هي موطن الامتحان للتمييز بين الصابر والجازع الصابر عندما يصاب يعلم ان ما اصابه آآ باذن الله ولم يكن ليخطئه فيتلقى ذلك اه الصبر تلقى ذلك بالصبر فيفوز حينئذ بثواب الصابرين. نعم قال رحمه الله تعالى باب ما جاء في الرياء ثم قال باب من الشرك ارادة الانسان بعمله الدنيا قال اعلم ان الاخلاص اساس الدين وروح التوحيد والعبادة وهو ان يقصد العبد بعمله كله وجه الله وثوابه وفضله ويقوم باصول الايمان الستة وشرائع الاسلام الخمس وحقائق الايمان التي هي الاحسان. وبحقوق الله وحقوق عباده عباده مكملا لها قاصدا بها وجه الله والدار الاخرة. لا يريد بذلك رياء ولا سمعة ولا رياسة ولا دنيا وبذلك يتم ايمانه وتوحيده ومن اعظم ما ينافي هذا مراة الناس والعمل لاجل مدحهم وتعظيمهم او العمل لاجل الدنيا فهذا يقدح في الاخلاص والتوحيد واعلم ان الرياء فيه تفصيل فان كان الحامل للعبد على العمل قصد مراعاة الناس واستمر على هذا القصد الفاسد فعمله حابط وهو شرك اصغر ويخشى ان يتذرع به الى الشرك الاكبر وان كان الحامل للعبد على العمل ارادة وجه الله مع ارادة مراة الناس. ولم يقلع عن الرياء بعمله. فظاهر النصوص ايظا بطلان هذا العمل وان كان الحامل للعبد على العمل وجه الله وحده ولكن عرظ له الرياء في اثناء عمله فان وخلص اخلاصه لله لم يضره وان ساكنه واطمأن اليه نقص العمل وحصل لصاحبه من ضعف الايمان والاخلاص بحسب ما قام في قلبه من الرياء وتقاوم العمل لله وما خالطه من شائبة الرياء والرياء افة عظيمة ويحتاج الى علاج شديد وتمرين النفس على الاخلاص ومجاهدتها في مدافعة خواطر الرياء والاغراض الضارة والاستعانة بالله على دفعها. لعل الله يخلص ايمان العبد ويحقق توحيده. نعم اه هنا المصنف رحمه الله تعالى جمع بين ترجمتين في بيان المقاصد ترجمتان كلاهما لها تعلق في باب الاخلاص ولهذا جمع بينهما الاولى باب ما جاء في الرياء والثانية باب من الشرك ارادة الانسان بعمله الدنيا والحديث هنا عن الاخلاص بالتحذير من خوارم الاخلاص ومفسداتهم وخوارم النية ومفسداتها وجماع هذا الامر ما جاء في الحديث الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى وهذا فيه ان الاعمال معتبرة بنياتها بحسب النية انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى ما نوى ان كان نوى وجه الله والدار الاخرة فله ما نوى وان كان نوى الرياء والسمعة والشهرة وو الى اخره فله ما نوى قد قد يتساوى شخصان في عمل واحد من حيث صفة العمل ويكون احدهما عمله مقبول لصلاح نيته والاخر عمله مردود لفساد نيته وعملهما واحد وعملهما واحد متساوي في صفته فيكون احدهما عمله مقبولا والاخر عمله مردود. غير مقبول ذاك لصلاح نيته وهذا لفسادها ولهذا مقام الاخلاص من مقامات الدين العظيمة جدا بل هو اساس واصل تبنى عليه الاعمال قل انما انا بشر ان قل انما انا بشر مثلكم يوحى الي انما الهكم اله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا اي لتكن اعماله الصالحة كلها سليمة من الاشراك واتخاذ الشركاء مع الله سبحانه وتعالى وفي الحديث القدسي يقول الله جل وعلا انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركه من عمل عملا اشرك معي في غيري تركته وشركه وفيما استمعنا اليه اليوم من تلاوة من سورة الاسراء في صلاة الفجر ايتان عظيمتان في هذا الباب من يذكرهما؟ نعم احسنت من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد. ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فاولئك كان سعيهم مشكورا مثلها آآ قول الله سبحانه وتعالى من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفي اليهم اعمالهم فيها وهم فيها لا يبخصون اولئك الذين ليس لهم في الاخرة الا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطن ما كانوا يعملون ومثلها ايضا آآ قول الله سبحانه وتعالى من كان يريد حرف الاخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرف الدنيا نؤتيه منها وماله في الاخرة من نصيب ثلاث ايات تتعلق الاخلاص والسلامة من خوارمه كلها مبدوءة بمن كان كلها مبدوءة بمن كان فالحاصل ان مقام مقام الاخلاص مقام عظيم من مقامات الدين لان الاعمال كلها تتوقف في قبوله في قبولها على وجوده. واي عمل لا يقوم على الاخلاص مردود على صاحبه غير مقبول منه كما هو كما هو في الحديث الذي مر انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركه يقول الشيخ اعلم ان الاخلاص لله اساس الدين وروح التوحيد والعبادة وهو ان يقصد العبد بعمله كله وجه الله وثوابه وفضله فيقوم باصول الايمان الستة وشرع الاسلام الخمسة وحقائق الايمان التي هي الاحسان وبحقوق الله وحقوق عباده مكملا لها قاصدا بها وجه الله والدار الاخرة. حتى حقوق العباد لابد فيها من اخلاص حتى تدخل في صالح العمل والا اذا كان يقوم بالحقوق العباد وبالاخلاق والكرم الى اخره للشهرة للسمعة للذكر للصيت الى اخره لا تدخل في صالح عمله انما نطعمكم نعم لوجه الله انما نطعمكم لوجه الله. الاعمال التي تتعلق بحقوق العباد اكرامهم الاحسان اليهم هذه لابد ان تكون قائمة على الاخلاص الكرم ببذل السخاء والانفاق والجود واطعام المساكين. اذا لم يقم على الاخلاص لم يقبله الله اذا كان يفعله المرء للشهرة ما يقبله. الناس اذا ارادوا يتحدثون في زماننا وقبل زماننا عن الكرم يضربون بمن حاتم الطائي جاء في الحديث وهو حديث ثابت ان عدي ابن حاتم الطائي سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الكرم الذي كان يقوم به والده ويضرب به المثل كان يقول كان والدي يفعل كذا ويفعل كذا ويفعل كذا فهلا هل يلقى على ذلك ثوابا فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم لا نضرب مثل كل ما اراد الناس يمدحون شخص بالكون قالوا حاتم الطائي حاتم الطائي كرم حاتم حاتمي يقولون ما شاء الله حاتمي سأل ابنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم قال هل يا ينفعه هكذا قال هل ينفعه عدد اعماله قال هل ينفعه ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لا ذاك رجل اراد شيئا فناله ذاك رجل اراد شيئا فناله. اراد شيء في الدنيا حصله حصل ناله قال العلماء ارادوا الشهرة قال العلماء اراد الشرهة ذاك رجل اراد شيئا فناله لكن هل من اراد باعماله الشهرة والسمعة يجدها في صالح عمله يوم القيامة لا لا يجد في صالح عمله الا ما قصد به وجه الله ما اراد به التقرب الى الله سبحانه وتعالى مخلصا له في تقربه وارادته به سبحانه وتعالى ووجه العمل. فحتى حقوق العباد من كرم احسان بر والدين صلة ارحام الى الى اخره. كل هذه لابد ان يقصد بها وجه الله يقصد بها التقرب الى الله سبحانه وتعالى لا يريد بذلك رياء ولا سمعة ولا رئاسة ولا دنيا. وبذلك يتم ايمانه وتوحيده قال ومن اعظم ما ينافي هذا يعني ينافي الاخلاص الرياء مراعاة الناس مرآة الناس مراعاة الناس اه يظهر العمل يزين العمل مثل ما جاء في الحديث الا قالها الا اخبركم بالشرك الخفي او اخوف ما اخاف عليكم من الشرك الخفي فسألوا عن قال الرياء يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته فيزين صلاته لما يرى من نظر الرجل لما يرى من نظر الرجل واذكر سمعت قديما قديما يعني في صغري قصة تذكر على وجه الطرفة يعني ثم وجدتها في بعض الكتب القديمة ان رجلا يصلي ان رجلا يصلي مر به اناس معظمون عنده فاخذ يحسن صلاته ويزينها فمروا من عنده ومدحوا صلاته تعجل في صلاته لحقهم وقالوا اليوم صايم لحقهم قال واليوم صايم فبعض الناس معطى بهذا نسأل الله العافية والمعافاة الدائمة لنا ولكم والمسلمين الرياء هذا بلوى بلوة شديدة يعني قد يأتي الانسان من بيته للمسجد ما اراد الا الصلاة ما اراد الا الصلاة فيرى رجل مثل ما قال يصلي فيزين صلاته لما رأى من نظر الرجل النظر هذا اذا فجاء الى الشخص يصبح في مزاحمة نفسه تتزاحم مع البقاع الاخلاص او التزيين في الصلاة من اجل يعني بعض الناس اذا لاحظ ان احد النياب ينظر اليه بدأ يحرص على السنن ويطبقها تامة لما يرى من نظر رجب. بدون هذا النظر ما ما تتحرك فيه همة عملها فيكون هذا التزيين ما ما المراد بالتزيين تزيين الصلاة بالسنن المأثورة السنن المشروعة فيكون مثلا مهمل لها فاذا وجد انه احد ينظر اليه اتى بالسنن ليس لله وانما لهذا الذي ينظر اليه وانما لهذا الذي ينظر اليه بدون نظر هذا اليه ما يفعلها. اذا فعلها له ما فعلها لله فعلها له ما فعلها لله. مثلا يرفع يديه بالتكبير وضع البدع على الصدر التورك الى اخره. يكون مثلا مهمل ذهب فيمر به شخص او يكون جالس قريب منه شخص معظم عنده يطبقها كاملة يطبقها كامل احرص عليها كاملة بدون نظر هذا الشخص اليه لا يفعلها اذا فعلها لاجل هذا الرياء هذا الرياء فالرياء خطير جدا والله عز وجل لا يقبل من العمل الا الخالص الذي اه ابتغي به وجهه. اسأل الله ان يجعل اعمالنا خالصة لوجهه سبحانه وتعالى وان يعيذنا من الرياء ومن جميع مبطلات اه العمل وخوارم النية الرياء هل هو على درجة واحدة الرياء هل هو على درجة واحدة على مستوى واحد الرياء دركات منه الرياء الخامس الذي ذكره الله سبحانه وتعالى صفة للمنافقين يراؤون الناس. الرياء الخالص اصلا ما عنده ايمان. اصلا ما عنده ايمان وما يأتي به من اعمال الايمان يأتي بها من اجل الناس اما ايمان اصلا ما عنده فاقد له في عمل اعمال اهل الايمان يظهرها رياء هذا يسمى الرياء الخالص يراؤون الناس يراؤون الناس. هذا الرياء الخالص والرياء الخالص كفر اكبر ناقل من الملة الريال خالص كفر اكبر ناقل من الملة الذي هو رياء المنافقين ثم ما دون ذلك هذا فيه تفصيل في حاله مع العمل ذكر فيه الشيخ رحمه الله كلاما جميلا نعيد سماعه قال رحمه الله تعالى واعلم ان الرياء فيه تفصيل فان كان الحامل للعبد على العمل قصد مراعاة الناس واستمر على هذا القصد الفاسد فعمله محابط وهو شرك اصغر ويخشى ان يتذرأ به الى الشرك الاكبر. فهذه حالة يعني اذا كان الحامل للعبد على العمل قصد المراة اصلا ما قام بالعمل ابتداء الا قصد المرآة واستمر هذا القصد الى ان اتم العمل فعمله حابط امله بهذه الصفة حابط وهو من الشرك الاصغر ويخشى ان يتذرى به ان يصل به الى الشرك الاكبر الذي هو الشرك الخالص شرك المنافقين. نعم وان كان الحامل للعبد على العمل ارادة وجه الله مع ارادة مراة الناس. ولم يقلع عن الرياء بعمله. فظاهر النصوص ايضا بطلان هذا العمل. يعني توضيح للاول التوضيح الاول الان هو يتحدث عن اعمال معينة من اعمال العبد يعني مثلا شخص اخرج صدقة واعطاها المحتاج. وهو اصلا من حين اخرجها الى ان وضعها في يد المحتاج. يقصد بها الرياء فهذا العمل من حين نشأ الى حين انتهى وتم ويقصد به الرياء هذا العمل غير مقبول فاسده من الشرك الاصغر وهو من الشرك الاصغر ومرائته هذه ابطلت عمله لو انفق في تلك اللحظة ملايين الريالات كلها غير مقبولة ولا يجدها في في صالح عمله. ولا يجدها اذا كان من حين اخرجها الى ان وصلت الى وهو لا يريد بها الا ثناء او سمعة او رياء الى اخره الحالة الثانية وان كان العمل وان كان الحامل للعبد على العمل ارادة وجه الله مع ارادة مرآة الناس ولم يقلع عن الرياء بعمله فظاهر النصوص ايضا بطلان هذا العمل. هذا ايضا حالة ثانية يكون الممتزج عنده ارادة لله بالعمل وخالطها لها وخالط هذه النية رياء يعني عنده النية التي هي ارادة الله بالعمل وعنده ايضا رياء امتزجت هذه فايضا يقول هذا الظاهر النصوص انه باطل ان عمله باطل لان الله لا يقبل الا الخالص والخالص هو الصافي النقي الذي لم يجعل لاحد مع الله فيه شيء. فظاهر النصوص ان هذا ايضا باطل. نعم وان كان الحامل للعبد على العمل وجه الله وحده. ولكن عرظ له الرياء في اثناء عمله. فان دفعه وخلص اخلاصه لله لم يضره وان ساكنه واطمأن اليه نقص العمل وحصل لصاحبه من ضعف الايمان والاخلاص بحسب ما قام في من الرياء وتقاوم العمل لله وما خالطه من شائبة الرياء. نعم هذه الحالة الثالثة اذا كان الحامل للعبد على العمل وجه الله لكن عرظ الرياء فاذا عرب الرياء لا يخلو من حالتين اما ان يقاومه فيسلم له اخلاصه فلا ينظر للعمل واما ان يستمر معه هذا الرياء يضر العمل الذي اه وجد فيه الرياء فينقص من عمله بحسب امرأته وينقص من ثواب عمله بحسب مراعاته ثم بين رحمه الله ان الرياء افة عظيمة ويحتاج الى علاج شديد وتمرين للنفس. حتى قال للاوزاعي رحمه الله ما عالج شيء اشد علي من نيتي ما عالجت شيئا اشد علي من نيتي. الشيخ يقول الرياء فعظيمة ويحتاج الى علاج شديد وتمرين النفس على الاخلاص ومجاهدتها في مدافعة خواطر الرياء والاغراظ الظارة والاستعانة بالله على دفعها لعل الله يخلصها من ذلك هنا ذكر لك اه امورا اه امورا تعينك على السلامة من الاخلاص انتبه لها يعينك على السلامة للاخلاص عدها فيما ذكر الشيخ. اولا انت تستحضر انها افة يعني شديدة ضارة تبطل العمل وتحبطه والامر الثاني ان السلامة منه يحتاج الى تمرين ومعالجة مستمرة ومجاهدة. والذين جاهدوا فينا لنهدينهم لنا وان الله لمع المحسنين والامر الاخير الاستعانة بالله واللجوء الصادق الى الله سبحانه وتعالى ان يعيذك من آآ الرياء والنفاق سيء الاخلاق. نعم قال واما العمل لاجل الدنيا وتحصيل اغراضها فان كانت ارادة العبد كلها لهذا القصد ولم يكن له ارادة لوجه الله والدار الاخرة فهذا ليس له في الاخرة من نصيب وهذا العمل على هذا الوصف لا يصدر من مؤمن. فان المؤمن ولو كان ضعيف الايمان لابد ان يريد الله والدار الاخرة واما من عمل العمل لوجه الله ولاجل الدنيا والقصدان مستويان او متقاربان فهذا وان كان مؤمنا فانه ناقص الايمان والتوحيد اخلاص وعمله ناقص لفقده كمال الاخلاص واما من عمل لله وحده واخلص في عمله اخلاصا تاما ولكنه يأخذ على عمله جعلا ومعلوما يستعين به على العمل دين كالجعالات التي تجعل على اعمال الخير وكالمجاهد الذي يترتب على جهاده غنيمة او رزق وكالاوقاف التي تجعل على المساجد والمدارس والوظائف الدينية لمن يقوم بالامر فهذا لا يظر اخذه في ايمان العبد وتوحيده لكونه لم يرد بعمله الدنيا وانما اراد الدين وقصد ان يكون ما حصل له معينا له على قيام الدين ولهذا جعل الله في الاموال الشرعية كالزكوات واموال الفي وغيرها جزءا كبيرا لمن يقوم بالوظائف الدينية والدنيوية النافعة كما قد عرف تفاصيل ذلك فهذا التفصيل يبين لك حكم هذه المسألة كبيرة الشأن ويوجب لك ان تنزل الامور منازلها والله اعلم هذا يتعلق بالترجمة الثانية التي هي من الشرك ارادة الانسان بعمله الدنيا فيذكر رحمه الله ان العمل لاجل الدنيا وتحصيل اعراضها واغراظها ايضا على درجات على درجات فان كانت ارادة العبد كلها لهذا المقصد ارادة العبد كلها لهذا المقصد بالدنيا ليس لوجه الله ولا للدار الاخرة مثل ما في الاية من كان يريد العاجلة عجلنا له في ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلها مذموما مدحورة مثل الاية الاخرى من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفي اليهم اعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون فهذا ليس له في الاخرة من نصيب هذا ليس له في الاخرة من نصيب. ايضا مثل ما في الاية الثالثة من كان يريد حرف الاخرة نزد له في حرفا. ومن كان يريد حرف الدنيا نؤتيه منها وماله في الاخرة من نصيب وهذا العمل على هذا الوصف لا يصدر من مؤمن هذا العمل على هذا الوصف يعني لا يريد الا الدنيا اطلاقا ليس في فيه همة للاخرة وطلب الاخرة وثواب الاخرة يقول هذا لا يصدر من مؤمن فان المؤمن ولو كان ضعيفا الايمان لابد ان يريد الله والدار الاخرة واما من عمل العمل لوجه الله ولاجل الدنيا يعني جمع في العمل بين القصدين قصد الله قصد الدنيا والقصدان متساويان او متقاربان فهذا وان كان مؤمنا فان ناقص الايمان والتوحيد وعمله ناقص لفقده كمال الاخلاص والحالة الثالثة من عمل لله وحده واخلص لكنه يقبل الاشياء التي تخصص لهذه بل الاعمال ما قصدها ابتداء لكن يقبلها يقضي بها حاجاته ويستعملها في اعانته على امور مصالحه مثل ما يخصص لائمة المساجد او للمؤذنين او لغيرهم من القائمين بالوظائف الدينية من الجوعانات او نحو ذلك فهذا لا يضره مثل ما قال الشيخ هذا لا يضر لانه ما قصدها اصلا ما قصدها اصلا وانما قصده قصده اساسا وابتداء هو ان ان ان يؤدي هذه الوظيفة ويسد هذه الثغرة ويقوم بهذا الواجب وهذا الذي يخصص لهذا الشيء يأخذه لقضاء مصالحه و سد حاجاته وايضا يعينه على القيام بهذه الوظيفة لكن ان كان قصده اصالة المال مثل آآ ما جاء في الخبر الامام احمد سئل عن رجل سئل عن رجل فقالوا تصلي بنا تصلي بنا صلاة التراويح قال لا اصلي لا اصلي بكم صلاة التراويح الا بكذا وكذا لاصلي بكم صلاة التراويح الا بكذا وكذا فقال الامام احمد نعوذ بالله من يصلي وراء هذا اعوذ بالله من يصلي وراء هذا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا وبارك فيكم