بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا ولنا وللمسلمين والمسلمات يقول الشيخ السعدي رحمه الله في كتابه قول السديد في باب من اطاع العلماء والامراء في تحريم ما احل الله او تحليل ما حرمه الله فقد اتخذهم اربابا باب قول الله تعالى الم تر الى الذين يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك ووجه ما ذكره المصنف ظاهر فان الرب والاله هو الذي له الحكم القدري والحكم الشرعي والحكم الجزائي وهو الذي يؤله ويعبد وحده لا شريك له ويطاع طاعة مطلقة فلا يعصى بحيث تكون الطاعات كلها تبعا لطاعته فاذا اتخذ العبد العلماء والامراء على هذا الوجه وجاءلطاعتهم هي الاصل وطاعة الله ورسوله تبعا لها فقد اتخذهم اربابا من دون الله يتألههم ويحاكم اليهم ويقدم حكمهم على حكم الله ورسوله وهذا هو الكفر وهذا هو الكفر بعينه فان الحكم كله لله كما ان العبادة كلها لله والواجب على كل احد الا يتخذ غير الله حكما وان يرد ما تنازع فيه الناس الى الله ورسوله وبذلك يكون وبذلك يكون دين العبد دين العبد كله لله وتوحيده خالصا لوجه الله وكل من وكل من حاكم الى غير حكم الله ورسوله فقد حاكم الى الطاغوت. وان زعم انه مؤمن هو كاذب فالايمان لا يصح ولا يتم الا بتحكيم الله ورسوله في اصول الدين وفروعه وفي كل الحقوق كما ذكره المصنف في الباب الاخر فمن حاكم الى غير الله ورسوله فقد اتخذ ذلك ربا وقد حاكم الى الطاغوت الحمد لله رب العالمين اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام اما بعد في المصنف رحمه الله هنا جمع بين ترجمتين الاولى قوله باب من اطاع العلماء والامرا في تحريم ما احل الله او تحليل ما حرمه فقد اتخذهم اربابا والثانية قول الله سبحانه وتعالى الم تر ان الذين يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك وما انزل من قبلك يريدون ان ان يتحاكموا الى الطاغوت وقد امروا ان يكفروا به وفي الترجمتين كما نبه رحمه الله تعالى بيان ان الحكم لله كما قال جل وعلا ان الحكم الا لله واحكام الله سبحانه وتعالى ثلاثة حكم قدري كوني وحكم شرعي ديني وحكم جزائي وهذه الاحكام الثلاثة كلها لله الحكم القدري لله لا شريك له يقضي بما يشاء ويحكم بما يريد لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه ما قضاه وقدره وقع طبقا لما قدر في الوقت الذي قدر على الوصف الذي قدر فالحكم القدري لله جل وعلا لا شريك له ولا يضاف شيء من ذلك الى غيره وكذلك الحكم الشرعي ان الحكم الا لله امر الا تعبدوا الا اياه ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله فالحكم الشرعي الديني كله لله كله لله فالدين ما شرع الدين ما شرع ما رضي وما امر به سبحانه وتعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا والحكم الجزائي الذي هو الثواب والعقاب مجازاة المحسن باحسان والمسيء باساءته كما قال الله عز وجل ليجزي الذين اساءوا بما عملوا ويجزي الذين احسنوا بالحسنى فهذا كله لله لا يجعل غيره سبحانه وتعالى حظ ونصيب منه فكما انه يفرد بالعبودية فلا يعبد الا الله كذلك الحكم كذلك الحكم فالتحاكم اليه والى شرعه والى دينه وكتابه وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام ولا يقدم على قوله وقول رسوله المبلغ عنه قول احد كائنا من كان ولهذا قال باب من اطاع العلماء والامراء في تحريم ما احل الله او تحليل ما حرمه او تحليل ما حرمه فقد اتخذهم اربابا وفي الاية قصة معروفة لما نزلت قال عدي آآ رظي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم ما كنا كان نصرانيا قبل ذلك قال ما كنا نعبدهم ما كنا نعبدهم الاعتبار ان مفهوم العبادة الصلاة والسجود والركوع ما الى ذلك قال عليه الصلاة والسلام اليس يحلون الحرام فتحلونه ويحرمون الحلال فتحرمونه؟ قال بلى. قال تلك عبادتهم قال تلك عبادتهم فمثل ان الله عز وجل يعبد بالصلاة وعموم الطاعات فانه يعبد بالتحاكم اليه وتعظيم شرعه ومن القصص العظيمة في هذا الباب النافعة قد اوردها المصنف في اه كتاب التوحيد تحت هذه الترجمة ان ان ابن عباس رضي الله عنهما قال يوسف ان تنزل عليكم حجارة من السماء اقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقولون قال ابو بكر وعمر وتقولون قال ابو بكر وعمر لان ابا بكر وعمر يأمران بالافراد بالحج ولهما قصد في ذلك الا يعطل البيت فيكون في منتصف العام يأتي الناس اليه عمارا وفي وقت الحج يأتون اليه حجاجا تكون العمرة في وقت والحج في فكان يأمران بذلك وابن عباس رضي الله عنهما يرى وجوب التمتع هذا مذهبه رضي الله عنه وارضاه فقيل له لما ذكر ذلك قيل له قول ابي بكر وعمر فقال يوشك ان تنزل عليكم حجارة من السماء اقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقولون قال ابو بكر وعمر وعدد من اهل العلم يرى ان الوجوب الذي بنى عليها ابن عباس قوله في وجوب اه التمتع انما هو خاص بالصحابة الذين حجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم حيث امرهم امر من لم يسق الهدي ان يتحلل بعمرة امرهم بذلك عليه الصلاة والسلام اما عموم الناس عموم الامة بعد ذلك فلأنساك الثلاثة كلها مشروعة والبحث فيها في الافضل على خلاف بين اهل العلم اهو الافراد او التمتع او القران مثل هذا ايضا قول الامام احمد رحمه الله تعالى عجبت لقوم عرفوا الاسناد وصحته يذهبون الى قول سفيان الثوري في مسألة ايضا فاذا كان قيل مثل هذا الكلام في حق هؤلاء الائمة الكبار الاجلاء فكيف بمن يأخذ اه اقوال العلماء دونهم بكثير ويهجر باخذه لقولهم النصوص البينة الواضحة من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم تعصبا لمتبوعه تعصبا لمتبوعه وقد قال الامام الشافعي رحمه الله من استبانت له سنة رسول الله وصلى الله عليه وسلم فليس له ان يدعها لقول احد كائنا من كان. نعم قال رحمه الله في باب من جحد شيئا من الاسماء والصفات اصل الايمان وقاعدته التي ينبني عليها هو الايمان بالله وباسمائه وصفاته وكلما قوي علم العبد بذلك وايمانه به وتعبد لله بذلك قوي توحيده فاذا علم ان الله متوحد بصفات الكمال متفرد بالعظمة والجلال والجمال ليس له في كماله مثيل اوجب له ذلك ان يعرف ويتحقق انه هو الاله الحق وان الهية ما سواه باطلة. فمن جاحد شيئا من اسماء الله وصفاته فقد اتى بما يناقض التوحيد وينافيه وذلك من شعب الكفر قال باب من جحد شيئا من الاسماء والصفات اي فقد كفر الايمان باسماء الله وصفاته من اركان الايمان بالله من اركان الايمان بالله لان الايمان بالله وهو اعظم اصول الايمان يقوم على اركان ثلاثة الايمان بالله في ربوبيته والايمان بالله في الوهيته والايمان بالله في اسماءه وصفاته فالايمان باسماء الله سبحانه وتعالى وصفاته هذا من اركان الايمان بالله والايمان بالله هو اعظم اصول الايمان. وكل اصول الايمان تبع لهذا الاصل العظيم قال الله تعالى كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير والايمان باسماء الله وصفاته قاعدة من قواعد الدين واصل من اصوله التي يقوم عليها الدين لان الدين تعبد لله وحسن التقرب اليه والخوف منه والتعظيم له سبحانه وتعالى مبني على حسن المعرفة به ولهذا كلما ازدادت هذه المعرفة بالله معرفة باسمائه وصفاته وعظمته وجلاله زاد تقرب العبد كما قيل قديما من كان بالله اعرف كان منه اخوف ولعبادته اطلب وعن معصيته ابعد فالمعرفة الصحيحة بالله واسمائه وصفاته تثمر حسن التعبد وحسن التقرب لله سبحانه وتعالى قال الشارح رحمه الله اصل الايمان وقاعدته التي ينبني عليها هو الايمان بالله وباسمائه وصفاته وكلما قوي علم العبد بذلك وايمانه به وتعبده لله بذلك قوي توحيده قويا توحيده ايضا قوي في طاعته وتقربه لله وفوقه في بعده عن الملاهي والذنوب وما يسخط الله سبحانه وتعالى وفي القرآن وسنة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ذكر لاسماء الله وصفاته بالكثرة وهي اسماء وصفات دالة على عظمة الرب وجلاله وجماله وكبريائه سبحانه وتعالى فالعبد مطلوب منه تجاه هذه الاسماء الواردة في الكتاب والسنة ان يؤمن بها ان يؤمن بها كلها ولا يعطل شيئا منها لا يجحد شيئا منها ولا ايظا يحرف لا في الفاظها ولا في معانيها ولا يشبه الله عز وجل في شيء من صفاته من صفات المخلوقين فان التشبيه كفر كفر بالله ولا ايظا يكيف شيء من صفات الله يقدر له كيفية في ذهنه فان العقول اعجز عنا ان تبلغ اعجز من ان تبلغ ذلك فيؤمن بها بلا تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل يؤمن بها ايمانا صحيحا تاما في على ضوء ما جاء في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم والقاعدة في هذا الباب كما قال الامام احمد رحمه الله نصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لا نتجاوز القرآن والحديث ولهذا فان اسماء الله وصفاته توقيفية لا يثبت شيء منها الا في ضوء الكتاب والسنة في ضوء الكتاب والسنة يقال في باب الاسماء والصفات نؤمن بكذا لقول الله تعالى كذا ونؤمن بكذا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا ولا يتجاوز كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام وهذه الترجمة في بيان خطورة جحد شيء من اسماء الله وصفاته الثابتة في الكتاب والسنة وان هذا الجهد لها ظرب من دروب الكفر وباب من ابوابه قال الله عز وجل وهم يكفرون بالرحمن قال الله عز وجل وهم يكفرون بالرحمن نزلت لما كتب عليه الصلاة والسلام في الكتاب بسم الله الرحمن الرحيم قالوا وما الرحيم قالوا وما الرحمن جهدا فسمى الله عز وجل جحدهم لهذا الاسم من اسمائي كفرا قال وهم يكفرون بالرحمن فدلت الاية على ان جحد شيء من اسماء الله او جحد شيء من صفاته سبحانه وتعالى كفر اسماء الله وصفاته لا تجحد ولا يكذب بها ولا تنكر بل يؤمن بها كما وردت كما وردت في كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ولهذا قال فمن جحد شيئا من اسماء الله وصفاته فقد اتى بما يناقض التوحيد وينافيه وذلك من شعب الكفر. نعم قال رحمه الله في باب قول الله تعالى يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها الواجب على الخلق اظافة النعم الى الله قولا واعترافا كما تقدم وبذلك يتم التوحيد فمن انكر نعم الله بقلبه ولسانه فذلك كافر ليس معه من الدين شيء ومن اقر بقلبه ان النعم كلها من الله وحده وهو بلسانه تارة يغيث تارة يضيفها الى الله وتارة يضيفها الى نفسه وامله والى سعي غيره كما فهو جار على السنة كثير من الناس فهذا يجب على العبد ان يتوب منه. والا يضيف النعم الا الى موليها. وان يجاهد نفسه على ذلك. ولا ايتحقق الايمان والتوحيد الا باظافة النعم الى الله قولا واعترافا. فان الشكر الذي هو رأس الايمان مبني على ثلاث اركان اعتراف القلب اعتراف القلب بنعم الله كلها عليه وعلى غيره. والتحدث بها ثناء على الله بها والاستعانة بها على طاعة المنعم وعبادته والله اعلم قول الله عز قال باب قول الله عز وجل يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها ينكرونها اي باظافتها الى غيره باظافتها الى غيره اما الى انفسهم او الى غيرهم من الخلق او الى غيرهم من الخلق قد قال الله عز وجل عن من كان هذا وصفهم يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها. يعرفون نعمة الله انها منه انها منة وانه هو المنعم وينكرونها بان يضيفونها الى غيره سبحانه وتعالى. وهذا ذكر العلماء له صور مثلا فشخص اتاه الله مالا وغنا وسعة في الرزق فيسأل عن هذا المال وهذا الثراء فيقول ورثته كابرا عن كابر او يقول هذا هذا انا حقي به هذا انا حقيق به او هذا بجدارة وحذق ونحو ذلك من الكلمات ونحو ذلك من الكلمات. لا يقول هذا فضل الله علي وهذه منة الله يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها وانكار النعمة انكار النعمة على درجتين مثل ما ذكر الشارع من كان ينكر نعمة الله عز وجل بقلبه ولسانه حتى بقلبه يجحد نعمة الله سبحانه وتعالى فهذا الكفر الاكبر اما اذا كان الجاحد باللسان يعني في قرارة نفسه يعرف في قرارات نفسي اعرف انها هي نعمة الله عليه لكن اذا تحدث لا يظيف النعمة الى الله لا يقول هذا فضل الله علي هذه نعمة الله علي هذي من منة من منة الله علي الله هو المتفضل لا يقول ذلك وانما يا يضيف النعمة الى الى نفسه الى جدارته الى انه بذلك مثل قول فرعون اه مثل قول قارون اوتيته على علم قال اؤتيته على علم اي على علم بالتجارة العلم بالتجارة وفنونها فهذا كله من هذا الظرب يعرفون نعمة الله يعرفون نعمة الله ثم ينكرون فمثل ما قال المصنف لا يتحقق الايمان والتوحيد الا باضافة النعم الى الله قولا واعترافا قولا اي باللسان واعترافا اي بالجنان القلب يعترف بقلبه ان هذه نعمة الله وهذا فضل الله وايضا بلسانه يتحدث تحدث حمدا وشكرا وثناء على الله قال فان الشكر الذي هو رأس الايمان مبني على ثلاثة اركان وهذا كلام مهم جدا الشكر الذي هو رأس الايمان مبني على ثلاثة اركان الاول اعتراف القلب بنعم بنعم الله كلها عليه وعلى غيره تراه في القلب وهذا وهذا ركن من اركان الشكر ان يكون القلب معترفا بالنعمة وانها فضل الله وانها فضل الله ومنه جل في علاه. الثانية التحدث بها والثناء على الله بها واما بنعمة ربك فحدث يحدث بالنعمة ثناء على الله ليس تعظيما لنفسه هو ليس تعظيما لنفسه لا يتحدث بالنعمة تعظيما لنفسي عندي كذا وعندي كذا وانا استحق وانا عندي خبرة وانا عندي كذا وانا عندي لا يتحدث بالنعمة تعظيما للمنعم تعظيما للمنعم وثناء على المتفضل سبحانه وتعالى فيكون تحدثه بالنعمة كثرة في سكر المنعم وحمده والثناء عليه سبحانه وتعالى والثالث من اركان الشكر الاستعانة بها على طاعة المنعم وعبادته وهذا من السوء قال الله تعالى اعملوا ال داوود شكرا فالعمل بطاعة الله وتسخير النعم لان تستعمل في طاعة المنعم سبحانه وتعالى هذا جزء بل ركن من اركان الشكر للمنعم جل وعلا نعم قال رحمه الله في باب قول الله تعالى فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون الترجمة السابقة على قوله تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يقصد بها الشرك الاكبر بان يجعل لله ندا في العبادة والحب والخوف والرجاء وغيرها من العبادات وهذه الترجمة المراد بها المراد بها الشرك الاصغر كالشرك في الالفاظ كالحلف بغير الله. وكالتشريك بين الله وبين خلقه في الالفاظ فلولا الله وفلان وهذا بالله وبك وكاظافة الاشياء ووقوعها لغير الله فلولا الحارس لاتانا اللصوص ولولا الدواء الفلاني لهلكت ولولا حذق فلان في المكسب الفلاني لما حصل فكل هذا ينافي التوحيد والواجب ان تظاف الامور ان تظاف الامور ووقوعها ونفع الاسباب الى ارادة الله والى الله ابتداء ويذكر مع ذلك مرتبة السبب ونفعه فيقول لولا الله ثم كذا ليعلم ان الاسباب بقضاء الله وقدره فلا يتم توحيد العبد حتى لا يجعل لله ندا في قلبه وقوله وفعله شف اقرأ في الاصل اه آآ اثر ابن عباس قال رحمه الله قال ابن عباس في الاية الانداد هو الشرك اخفى من دبيب النمل على صفاة سوداء في ظلمة الليل وهو ان تقول والله وحياتك يا فلان وحياتي وتقول لولا كليبة هذا لاتانا اللصوص ولولا البط في الدار لاتى النصوص وقول الرجل لصاحبه ما شاء الله وشئت وقول الرجل لو قال الله وفلان لا تجعل فيها فلانا هذا كله به شرك رواه ابن ابي حاتم قال باب قول الله تعالى فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. سبق ان مر معنا ترجمة كما اشار الشارح وهي قول الله تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا الترجمتان كلاهما في اتخاذ الانداد فما الفرق بين الاولى والثانية ما الفرق بين الاولى والثانية قال الاولى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله تلك آآ افردها لبيان التنديد الذي هو الشرك الاكبر تنديد الذي هو الشرك الاكبر الناقل من الملة واما هذه الترجمة فلا تجعل لله اندادا وانتم تعلمون افردها لبيان التنديد الذي هو من الشرك الاصغر الذي ليس بناقل من الملة وهو شرك الالفاظ شرك الالفاظ والشريعة كما انها جاءت بصيانة القلوب عن الفساد العقدي فانها كذلك جاءت بصيانة الالسن جاءت بصيانة الالسن ومن الاشياء الموجودة بين الناس ان يأتي على السنة بعضهم الفاظ منكرة مخالفة للتوحيد او مخالفة العقيدة فاذا بين له يقول ما اقصد ذلك لم اقصد ذلك فيقال له الشريعة كما انها جاءت باصلاح المقاصد ايضا جاءت باصلاح نعم الالفاظ كما جاءت باصلاح المقاصد جاءت ايضا باصلاح الالفاظ وصلاح القصد ليس مسوغا ان يقول الانسان بلسانه ما شاء من الالفاظ الخاطئة وهذا من الاخطاء الشائعة يعني يتهاون بعض الناس بالفاظه الخاطئة يقول انا ما قصدت هذا حتى وان لم تقصد يجب ان ان حتى وان لم يقصد يجب ان يصون لفظه عن عن الامر المخالف وهذا النوع يسميه العلماء شرك الالفاظ يسميه العلماء شرك الالفاظ يعني الفاظ شركية لا يقصد صاحبها الحقيقة حقيقة ما تلفظ به وانما تجري على عاللسان فهذا يسمى شرك الالفاظ اورد هذه الاية لبيان ذلك فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون ابن عباس رضي الله عنهما فسر الاية مع انها في الشرك الاكبر فسرها رضي الله عنه بالالفاظ الشركية مثل ما قرأنا في الاثر قبل قليل فسرها بالالفاظ الشركية لعموم اللفظ لان لان هذا من اتخاذ الانداد ولهذا الرجل الذي سمعه النبي صلى الله عليه وسلم يقول ما شاء الله وشئت ما شاء الله وشئت هل قصد ذلك الرجل ان مشيئة النبي صلى الله عليه وسلم مماثلة ومساوية لمشيئة الله ما قصد ذلك ولكن لفظ جاع لسانه فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقال اجعلتني لله ندا بل ما شاء الله وحده مع انه ما قصد ما قصد ذلك فصيانة اللفظ لا بد منه فاذا يدخل تحت العموم للاية فلا تجعل لله اندادا يدخل تحت عموم الاية الالفاظ الشركية. ولهذا ابن عباس ظرب امثلة على ذلك يعني مثل قول بعضهم لولا البط في الدار لاتنا النصوص لولا البق في النار لاتان النصوص الان يقول لك مثلا لولا جرس الانذار او لولا كاميرات المراقبة كان سرقنا من زمان لولا كاميرات المراقبة كان من زمان لكن عندنا كاميرات مراقبة فيضيفون السلامة من آآ هذه الاشياء الى هذه الالات ما يقولوا له فضل الله علينا لولا نعم نعم اعمل اسباب اتخذ الاسباب لا حرج في ذلك لكن النعمة اضفها الى الله النعمة اضفها الى الله عز وجل وكل ما استجدت نعمة جدد الحمد للمنعم. وجدد اضافة النعمة اليه سبحانه وتعالى ومنا ما يدخل في ذلك الحلف بغير الله وحياتي وحياة فلان ونحو ذلك هذا كله من الشرك من حلف يقول عليه الصلاة والسلام بغير الله فقد كفر او اشرك وقال من كان حالفا فليحلف بالله النبي صلى الله عليه وسلم سمى الحلف بغير الله شركا فهو داخل في عموم الاية وان كان لا يبلغ الشرك الاكبر الناقل من الملة لكنه من شرك الالفاظ المنافية لكمال التوحيد المنافية لكمال التوحيد ومثل ذلك ايضا آآ قول آآ ما شاء الله وشئت مثل قول لولا قبطان السفينة لغرقنا او مهارة قائد السيارة لهلكنا او نحو ذلك كل هذا لا يقال وانما يقال لولا فضل الله علينا منة الله علينا فيظيف النعمة الى المنعم ويحمد الله سبحانه وتعالى على فضله منه وجوده سبحانه وتعالى قال يقصد بها اي الترجمة الاولى الشرك الاكبر بان يجعل له ندا في العبادة والحب والخوف والرجاء وغيرها من العبادات وهذه الترجمة المراد بها الشرك الاصغر كالشرك في الالفاظ كالحلف بغير الله وكالتشريك بين الله وبين خلقه في الالفاظ كلولا الله وفلان وهذا بالله وفلان ومثل ايضا ما شاء الله وشئت وكاظافة الاشياء ووقوعها لغير الله كلونا الحارس لاتاني اللصوص ولولا الدواء الفلاني لهلك ولو لاحظت فلان في المكسب الفلاني لما حصل فكل هذا ينافي التوحيد ينافي التوحيد الواجب والواجب ان تظاف الامور ووقوعها ونفع الاسباب الى ارادة الله والى الله ابتداء فيقال هذا فضل الله هذه منة الله سبحانه وتعالى ويذكر مع ذلك مرتبة السبب ونفعه فيقول لولا الله ثم كذا هذا لا حرج فيه يعني يذكر السبب في مرتبة نازلة يذكر السبب في في مرتبة نازلة ليعلم ان الاسباب مربوطة بقضاء الله مربوطة بقضاء الله مثلا لو قال القائل لولا آآ فضل الله علينا لهلكنا يسر لنا آآ هكذا وكذا فنجونا يذكر السبب يعني مثل ما قال المصنف رحمه الله يذكر مع ذلك مرتبة السبب ونفعه دون مرتبة اللهو ان الامر لله وحده مضافا اليه سبحانه وتعالى قال فلا يتم توحيد العبد حتى لا يجعل لله ندا في قلبه وقوله وفعله ونسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين وان يوفقنا لكل خير انه تبارك وتعالى سميع قريب مجيب سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين