الحمد لله حق حمده والصلاة والسلام على رسوله وعبده نبينا محمد وعلى اله وصحبه وبعد فاللهم اغفر لشيخنا ولنا وللمسلمين قال العلامة السعدي رحمه الله تعالى بكتابه القول السديد في بيان مقاصد التوحيد باب من هزل بشيء فيه ذكر الله او القرآن او الرسول اي فان هذا مناف للايمان بالكلية ومخرج من الدين لان اصل الدين الايمان بالله وكتبه ورسله ومن الايمان تعظيم ذلك. ومن المعلوم ان الاستهزاء والهزل بشيء من هذه اشد من الكفر المجرد لان هذا كفر وزيادة احتقار وازدراء فان الكفار نوعان معرضون ومعارضون فالمعارض المحارب لله ورسوله القادح بالله وبدينه ورسوله اغلظوا كفرا واعظم فسادا. والهازل بشيء منها هذا النوع الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام قال رحمه الله تعالى باب من هزل بشيء فيه ذكر الله او القرآن او الرسول اي فقد كفر فان هذا الهزل كفر اكبر ناقل من الملة لا يكون من مؤمن معظم لله معظم لوحيه وتنزيله ودينه جل في علاه معظما لرسله المبلغين عنه دينه وشرعه فاذا وجد هزل واستهزاء وسخرية بالله او القرآن او الرسول فهذا كفر حتى لو قال من فعل ذلك انه ليس جادا فيما قال وانما قاله لعبا وهزلا فان هذا ليس بعذر واعتذار لا ينفع صاحبه فمجرد وجود الهزل والسخرية بالله او اسمائه او صفاته او عظمته او بدينه او بكتابه القرآن العظيم ابو الرسول عليه الصلاة والسلام وسنته فهذا كفر قد دل على ذلك القرآن كما في الاية التي جاءت في سورة التوبة التي تعرف بالفاضحة لان هذه السورة العظيمة فظحت اهل النفاق بذكر صفاتهم واعمالهم ومخازيهم وعندما ذكرت اوصاف اهل النفاق وعلاماتهم لم تذكر باسماء فاعليها وانما ذكرت باوصافهم الذين والذين والذين تجدهم متكررة في السورة او ومنهم ومنهم ومن وتذكر اوصاف لهم لتبقى هذه الاوصاف علامات على نفاق الشخص في اي زمان كان وفي اي وقت كان فهذه علامات ذكرها الله سبحانه وتعالى لاهل النفاق. في هذه السورة الفاضحة للمنافقين وكانوا يخشون انا تنزل سورة تكشف وتنبأ بمخازيهم وفضائحهم وفي هذه السورة قال عز وجل ولئن سألتهم ليقولن انما كنا نخوض ونلعب. قل ابالله واياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذرون قد كفرتم بعد ايمانكم لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم هذا الكفر الذي حصل لهؤلاء بعد الايمان بعد ان كانوا مؤمنين سببه الهزل في قصة معروفة صحيحة ثبتت بها السنة في الاحاديث الصحيحة عن غير واحد من الصحابة ان رجلا قال في غزوة تبوك ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء. ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء يقصد النبي صلى الله عليه وسلم والاجلة من قراء الصحابة وافاضلهم وخيارهم قال ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء ارغب بطونا ولا اكذب السنا ولا اجبن عند اللقاء فقال عوف بن مالك كذبت ولكنك منافق لاخبرن عنك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ذهب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخبره فوجد ان الوحي سبقه وجد ان الوحي سبقه نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم ولئن سألتهم ليخوضن ليقولن انما كنا نخوض ونلعب قل ابالله واياته ورسوله تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم فجاء ذلك الرجل الذي قال تلك الكلمة جاء الى النبي عليه الصلاة والسلام وكان على دابته عليه الصلاة والسلام نعم فامسك بنسع الناقة وخطامها وقال يا رسول الله انما كنا نخوض ونلعب كنا نقول ذلك لقطع عناء الطريق طريق طويل وفكنا فقط نتسلى حتى نقطع السفر وعناء الطريق ما كنا نقصد ذلك فما كان النبي صلى الله عليه وسلم يلتفت اليه وما كان عليه الصلاة والسلام يزيده قل ابالله واياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا. عذر غير مقبول لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم فهذا كفر وهذا الكفر القبيح المشين ليس بعذر لصاحبه ان يقول كنا نلعب كنا نمضي الوقت نقطع عناء السفر وتعب السفر هذا ليس بعذر اطلاقا واذا كان الاستهزاء بمثل هذا الكلام الذي صدر من هؤلاء الكفر بعد الايمان واعتذار صاحبه بانه كان يلعب وليس بجاد فكيف الامر والعياذ بالله بمن يسبون الدين بالفاظ اللعن او يسبون والعياذ بالله رب العالمين تعالى الله عما يقولون سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين لا شك ان هذا كفر اكبر ناقل من ملة وقائل ذلك لا يقبل منه صلاة او صيام او عمل فالحاصل ان الهزل بشيء فيه ذكر الله او القرآن او الرسول هذا كفر مناف للايمان. بالكلية كما قال السارحون اي فان هذا مناف للايمان بالكلية ومخرج من الدين لان اصل الدين اي الذي عليه يقوم الايمان بالله وكتابه ورسله الايمان بالله وكتابه ورسله ومن الايمان تعظيم ذلك ومن الايمان تعظيم ذلك فاين هذا التعظيم من قلب من يهزأ او يسخر او يتهكم بشيء فيه ذكر الله او القرآن او الرسول هذا لا يصدر ممن قام في قلبه تعظيم لله او لكتابه او لرسوله صلى الله عليه وسلم قال ومن المعلوم ان الاستهزاء والهزل بشيء من هذه اشد من الكفر المجرد اشد من الكفر المجرد قال لان هذا كفر وزيادة لان هذا كفر وزيادة احتقار وازدراء نعم قال رحمه الله تعالى باب ما جاء في قول الله تعالى ولئن اذاقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته مقصود مقصود هذه الترجمة ان كل من زعم ان ما اوتيه من النعم والرزق فهو بكده وحذقه وفطنته او ان انه مستحق لذلك لما يظن له على الله من الحق فان هذا مناف للتوحيد لان المؤمن حقا من يعترف بنعم الله الظاهرة والباطنة ويثني على الله بها ويضيفها الى فظله واحسانه ويستعين بها على طاعته ولا يرى له حقا على الله وانما الحق كله لله وانه عبد محض من جميع الوجوه وبهذا يتحقق الايمان والتوحيد وبظده يتحقق كفران النعم والعجب بالنفس والاجلال الذي هو من اعظم العيوب قال رحمه الله تعالى باب قول الله تعالى ولئن اذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته ليقولن هذا لي وما اظن الساعة قائمة ولان رجعت الى ربي ان لي عنده للحسنى فلننبئن الذين كفروا ولنذيقنهم من عذاب غليظ فهذه الاية فيها شيء من اوصاف اهل الكفر وذكر امر يتنافى مع التوحيد. يجب الحذر منه الا وهو ان من انعم الله سبحانه وتعالى عليه بنعمة صحة في بدنه وفرة في ماله كثرة في ولده الى غير ذلك من الاوصاف عليه ان يضيف هذه النعم الى موليها ومسديها والمتفضل بها وهو الله رب العالمين جل في علاه ولا يقول هذا لي بمعنى انا حقيق بهم. انا جدير بذلك انا اهل لذلك وانما يقول هذا فضل الله وهذا منه جل في علاه لا يقول هذا لي ولا يقول ايضا مثل ما قال قارون قال قال انما اوتيته على علم اي خبرة بوجوه المكاسب ودربة ودراية وحذق وفطنة فلا يقول ذلك وانما يقول هذا فظل الله هذا فضل الله علي اورد المصنف اعني شيخ الاسلام محمد عبد الوهاب رحمه الله تعالى هنا قصة الثلاثة الاعمى والابرص والاقرع وكانوا فقراء وقد ابتلاهم الله عز وجل ابتلاء عظيما فنجا في هذا الابتلاء الاعمى وهلك الاخران نعم وعن ابي هريرة رضي الله عنه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان ثلاثة من بني اسرائيل ابرص واقرع واعمى. فاراد الله ان يبتليهم فبعث اليهم ملكا. فاتى الابرص فقال اي شيء احب اليك قال لون حسن وجلد حسن ويذهب عني الذي قد قذرني الناس به. قال فمسحه فذهب عنه قذره واعطي لونا حسنا وجلدا حسنا. قال فاي المال احب اليك؟ قال الابل او قال البقر شك اسحاق. فاعطي عشراء فقال بارك الله لك فيها قال فاتى الاقرع فقال اي شيء احب اليك؟ قال شعر حسن ويذهب عني هذا الذي قد قذرني الناس به. فمسحه فذهب عنه واعطي شعرا حسنا قال فاي المال احب اليك؟ قال البقر او الابل. فاعطي بقرة حاملا. قال بارك الله لك فيها. قال فاتى الاعمى فقال اي شيء احب اليك؟ قال ان يرد الله الي بصري فابصر به الناس. قال فمسحه فرد الله واليه بصره قال فاي المال احب اليك؟ قال الغنم فاعطي شاة والدا فانتج هذان وولد هذا فكان لهذا واد من الابل ولهذا واد من البقر ولهذا واد من الغنم. قال ثم انه اتى الابرص في صورته وهيئته فقال رجل مسكين قد انقطعت بي الحبال في سفري فلا بلاغ لي اليوم الا بالله ثم بك. اسألك بالذي اعطاك كاللون الحسن والجلد الحسن والمال بعيرا اتبلغ به في سفري فقال الحقوق كثيرة. فقال فقال له كاني اعرفك. الم تكن ابرص يقذرك الناس فقيرا فاعطاك الله عز وجل المال فقال انما ورثت هذا المال كابرا عن كابر. فقال ان كنت كاذبا صيرك الله الى ما كنت. قال ثم انه اتى الاقرأ في صورته. فقال له مثل ما قال لي هذا ورد عليه مثلما رد على هذا فقال ان كنت كاذبا فصيرك الله الى ما كنت. قال واتى الاعمى في صورته فقال رجل مسكين وابن سبيل قد انقطعت بي الحبال في سفري. فلا بلاغ لي اليوم الا بالله ثم بك. اسألك بالذي رد عليك بصرك شاة اتبلغ بها في سفري. فقال قد كنت اعمى فرد الله الي بصري فخذ ما شئت. ودع ما شئت فوالله الى اجهدك اليوم شيئا اخذته لله فقال امسك ما لك فانما ابتليتم فقد رضي عنك وسخط على صاحبيك. نعم. قال امسك ما لك فان ابتليتم هذا ابتلاء حصل لهؤلاء الثلاثة الاقرع والابرص والاعمى ابتلاء من نوع واحد لكن الاعمى وفقه الله عز وجل فقال كنت اعمى فرد الله الي بصري كنت فقيرا فاغناني الله فجمع بين امرين الاعتراف لله سبحانه وتعالى بالنعمة والفضل والمنة والامر الثاني اداء حق المال والوقاية من شح النفس فجمع بين هذين الامرين والاخران جمعا بين سيئتين جحد النعمة وعدم اذى حق المال فلما سألهم سألهما الملك كل منهما قال ورثته كابرا عن كابر ثم ابى ان يعطيه شيئا ولا قليلا فلم يؤدي حق المال ولم يعترف لله سبحانه وتعالى بالنعمة فقال لهم لهما الملك لكل واحد منهما ان كنت كاذبا صيرك الله الى ما كنت ان كنت كاذبا صيرك الله الى ما كنت فالشاب من هذا الحديث وقول هذين الرجلين الاقرع والابرص آآ هذا ورثته كابرا عن كابر هذا ورثته كابرا عن كابر مثله قول القائل هذا لي مثل ما في الاية ومثله قول قارون انما اوتيته على علم او ان يقول اوتيته على شرف او انا حقي به او جدير به او ما كان في معنى هذه اه الالفاظ من عبارات هذه الالفاظ هذه الالفاظ تنافي التوحيد لان التوحيد مبني على التعظيم لله. والاعتراف بمنه والاقرار بفضله وان الفضل بيد الله عز وجل يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم قال مقصود هذه الترجمة ان كل من زعم ان ما اوتيه من النعم والرزق فهو بكده وحزبه وفطنته او انه مستحق لذلك لما يظن له على الله من حق فان هذا مناف للتوحيد لان المؤمن لان المؤمن حقا من يعترف بنعم الله الظاهرة والباطنة ويثني على الله بها ويضيفها الى فضله واحسانه ويستعين بها على طاعته ولا يرى له حقا على الله هذي لابد ان ننتبه لها هذا كلام عظيم جدا يبين فيه حقيقة المؤمن في شكره لله وحقيقة الشكر للمنعم فان الشكر للمنعم سبحانه وتعالى يقوم على اركان ذكرها الشيخ الاول ان يعترف بالنعمة الظاهرة والباطنة يعترف اي بقلبه اقرارا بقلبه ان النعمة من الله وان الفضل فضله سبحانه وتعالى وان كل ما به فمن الله فضلا ومنا وانعاما وما بكم من نعمة فمن الله والثاني ان يثني على الله بها حمدا وشكرا وثناء عليه سبحانه وتعالى والثالث يضيفها الى فظله واحسانه قال هذا من فضل ربي. يضيفها الى الى الله عز وجل والرابع يستعين بها على الطاعة مثل ما في الاية اعملوا ال داوود شكرا اي يستعملها في طاعة الله سبحانه وتعالى والخامس لا يرى له حقا على الله. لا يرى له حقا على الله وانما الحق كله لله وانه عبد محض من جميع الوجوه فبهذا يتحقق الايمان والتوحيد وبظده يتحقق كفران النعم والعجب بالنفس والادلاء الذي هو من اعظم العيوب. نعم قال رحمه الله تعالى باب قول الله تعالى فلما اتاهما صالحا جعل له شركاء فيما اتاهما مقصود الترجمة ان من انعم الله عليهم بالاولاد وكمل الله بهم النعمة بهم بان جعلهم صالحين في ابدانهم وتمام ذلك ان يصلحوا في دينهم فعليه من يشكر الله على انعامه والا يعبدوا اولادهم لغير الله او يضيفوا النعم لغير الله. فان ذلك كفران للنعم نعم مناف للتوحيد ثم اورد رحمه الله اه هذه الترجمة باب قول الله تعالى فلما اتاهما صالحا جعل له شركاء فيما اتاهما صالحا اي ولدا سليما صحيحا معافى ليس فيه عيب او نقص او شيء جعل له شركاء فيما اتاهما اي بان عبدا هذا الاسم او هذا الولد ان عبد هذا الولد لغير الله طاعة للشيطان عبداه لغير الله طاعة للشيطان هذا معنى قوله فلما اتاهما صالحا يعني ولدا صالحا طيبا معافى سليما جعل له المقصود جعل اي الابوان اللذان اوتي هذا الولد جعلا له شركاء فيما اتاهما جعل له اي لله شركاء فيما اتاهما اي في الولد الذي اتاهما بان عبداه لغير الله بان عبداه لغير الله هذا مثل ما قال المصنف هذا فيه كفران لنعمة الله عز وجل وهو مناف للتوحيد غفران لنعمة الله اه وهو مناف للتوحيد وبداية الاية هو قول الله عز وجل هو الذي خلقكم من نفس واحدة من ادم هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها من حواء ليسكن اليها اي لتكون سكنا له يطمئن تطمئن نفسه ويأنس بها ويرتاح لها وترتاح له قال فلما تغشاها حملت حملا خفيفا فمرت به فلما اثقل الدعو الله لان اتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين فلما اتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما اتاهما فتعالى الله عما يشركون هذا هذا السياق هذا السياق فيه كما ذكر اهل العلم استطراد بالانتقال من الاصل الى الفرع الانتقال من الاصل الى الفرع تأمل مثلا قول الله سبحانه وتعالى ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين. من هذا الذي خلق من السلالة من طين نعم الذي خلق من السلالة من طين ادم الذي هو الاصل الذرية اصل الذرية ثم جعلناه ثم جعلناه نطفة في قرار مكين. ادم ثم جعلناه نطفة في قرار مكين هذا ادم هذا انتقال الان هذا انتقال سمى السطوات انتقال من الاصل الى الفرع ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين هذا هذا انتقال يسمى استطراد انتقال من اصل الى الفرع انتقال من الاصل الى الفرع اولا قوله ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة. الانسان الاول ادم والانسان الثاني التي تليها الذرية الذرية وهذا مفهوم من السياق فالاية التي معنا هنا في هذه الترجمة هي من من هذا القبيل فيها هذا الاستطراد اول الاية الحديث فيها عن ادم وحواء هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن اليها. هذا حديث عن ادم وحواء فلما تغشاها فلما تغشاها حملت حملا خفيفا الى اخره هذا انتقل الى الذرية انتقل الحديث الى الذرية استطرد ان ان انتقل الحديث عن الاصل الذي ادم وحواء الى الحديث عن الذرية ومن وقع منهم في هذا الشرك والطاعة للشيطان وممن له توضيح لهذا الامام ابن القيم رحمه الله في مواطن من كتبه منها كتابه التبيان في اقسام القرآن قال رحمه الله تعالى مقصود الترجمة ان من انعم الله عليه بالاولاد وكمل الله لهم النعمة بهم بان جعلهم صالحين في ابدانهم من جعلهم صالحين في ابدانهم وتمام ذلك ان يصلحوا في دينهم فعليهم ان يشكروا الله على انعامه ان يشكر الله على انعامه والا يعبدوا اولادهم لغير الله والا يعبدوا اولادهم لغير الله او يضيفوا النعم لغير الله فان ذلك كفران للنعم مناف للتوحيد الاولاد وجودهم نعمة وصلاحهم من اكبر النعم. صلاحهم واستقامتهم على طاعة الله. هذه من اكبر النعم فعلى من انعم الله عليه بالولد ان يحمد المنعم وان يعرف ان هذا فضل الله واذا انعم الله عليه بصلاح الولد ايضا يعرف ان هذا فظل الله عليه وهو الذي اتى بهم وهو الذي اصلحهم سبحانه وتعالى ولهذا الامام مالك رحمه الله له في هذا الباب كلمة حقيقة ثمينة جدا وعظيمة يقول رحمه الله الادب الادب ادب الله وليس ادب الاباء والامهات الادب ادب الله وليس ادب الاباء والامهات وهذا كلام عظيم جدا ومتين اذا اصلح الله لي العبد ولده لا يقول لا هذا تعبي وهذا تربيتي وهذي متابعتي وهذا جهدي وكنت كذا وكنت كذا وما تركت كذا الى اخره يقول هذا فظل الله لان كم من اناس تعبوا على اولادهم وشقوا ورائهم وبذلوا جهودا كبيرة ذهبوا في ظياع ليس في هذا الباب اعجب من ولد نوح ما ترك جهدا مناسبا الا وبذله في صلح ولده الى اخر لحظة حتى غرق وهلك مع الهالكين الا اذا انعم الله على الرجل بصلاح الولد استقامتهم صحة ابدانهم حسن اه تعاملهم جمال اخلاقهم الى غير ذلك لا اقول هذا تعبي وهذي تربيتي وهذا جهودي وانا فعلت وفعلت وانما يقول هذا فضل الله يقول الامام مالك الادب ادب الله وليس ادب الاباء والامهات هذه الكلمة التي قال مالك رحمه الله تعالى تفيد من جهتين الجهة الاولى ان العبد اذا اكرمه الله بصلاح الولد اذا اكرمه الله بصلاح الولد واستقامة الولد لا يضيف هذا الى نفسه بل يحمد ربه ويثني عليه. ويسأله المزيد من فضله. واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد ويفيد من جهة اخرى ان ابتلي الانسان اه اه انحراف او عدم استقامة في ولده بعد ان بذل جهود معهم وتعب في اصلاحهم وانحرفوا وقد بذل جهدا معهم في اصلاحهم واستقامتهم فليتذكر ان الادب ادب الله فهذا يسليه انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء. هذا قاله الله لنبيه تسلية له على اثر حرصه الشديد المتتابع على هداية عمه وقال الله سبحانه وتعالى لنبيه ان تحرص على هداهم فان الله لا يهدي من يضل ان تحرص على هداه فان الله لا يهدي من يضل وقال جل وعلا وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين فاذا بذل مع ولده الجهد وتابع الى اخره ثم حصل لهم انحراف يا يستمر في بذله الجهد والنصح والدعاء لهم لكن يسليه ان الامر لله وبيد الله سبحانه وتعالى من قبل ومن بعد والهادي هو الله عز وجل فيواصل جهده ويواصل دعاءه ولا ييأس من فضل الله ورحمته فالادب ادب الله وليس ادب الاباء والامهات اه قبل ان اختم انبه ان غدا السبت فقط الذي هو درس الفجر ايضا فقط لا يوجد درس سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا