الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فاللهم اغفر لشيخنا ولنا وللمسلمين قال العلامة السعدي رحمة الله عليه في كتابه القول السديد في مقاصد التوحيد باب قول الله تعالى ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في اسمائه اصل التوحيد اثبات ما اثبته الله لنفسه واثبته له رسوله من الاسماء الحسنى ومعرفة ما احتوت عليه من المعاني الجليلة والمعارف الجميلة والتعبد لله بها ودعاؤه بها فكل مطلب يطلبه العبد من ربه من امور دينه ودنياه فليتوسل اليه باسم مناسب له من اسماء الله الحسنى فمن دعاه لحصول رزق فليسأله باسمه الرزاق ولحصول رحمة ومغفرة فباسمه الرحيم الرحمن البر الكريم العفو الغفور التواب ونحو ذلك وافضل من ذلك ان يدعوه باسمائه وصفاته دعاء العبادة وذلك باستحضار معاني الاسماء الحسنى وتحصيلها في القلوب. حتى تتأثر القلوب باثارها ومقتضياتها. وتمتلئ اجل المعارف فمثلا اسماء العظمة والكبرياء والمجد والجلال والهيبة تملأ القلوب تعظيما لله واجلالا له واسماء الجمال والبر والاحسان والرحمة والجود. تملأ القلب محبة لله وشوقا له وحمدا له وشكرا واسماء العز والحكمة والعلم والقدرة تملأ القلب خضوعا لله وخشوعا وانكسارا بين يديه واسماء العلم والخبرة والاحاطة والمراقبة والمشاهدة تملأ القلب مراقبة لله في الحركات والسكنات وحراسة للخواطر عن الافكار الردية والارادات الفاسدة واسماء الغنى واللطف تملأ القلب افتقارا واضطرارا اليه. والتفاتا اليه كل وقت في كل حال فهذه المعارف التي تحصل للقلوب بسبب معرفة العبد باسمائه وصفاته وتعبده بها لا يحصل العبد في الدنيا اجل ولا افضل ولا اكمل منها. وهي افضل العطايا من الله لعبده. وهي روح وروحه ومن انفتح له هذا الباب انفتح له باب التوحيد الخالص والايمان الكامل الذي لا يحصل الا للكمل من الموحدين واثبات الاسماء والصفات هو الاصل لهذا المطلب الاعلى واما الالحاد في اسماء الله وصفاته فانه ينافي هذا المقصد العظيم اعظم منافاة والالحاد انواع اما ان ينفي الملحد معانيها كما تفعله الجهمية ومن تبعهم واما بتشبيهها بصفات المخلوقين كما يفعله المشبهة من الرافضة وغيرهم واما بتسمية المخلوقين بها كما يفعله المشركون. حيث سموا حيث سموا ولاة من الاله والعزى من العزيز ومنات من المناة. ومناة من المنان تشتق فاشتقوا لها من اسماء الله الحسنى فشبهوها بالله ثم جعلوا لها من حقوق العبادة ما هو من حقوق الله الخاصة فحقيقة الالحاد في اسماء الله هو الميل بها عن مقصودها لفظا او معنى تصريحا او تأويلا او تحريفا وكل ذلك كمناف للتوحيد والايمان الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم يا ربنا يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام فقهنا في الدين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد هذه الترجمة باب قول الله تعالى ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في اسماءي سيجزون ما كانوا يعملون فيها تعظيم اسماء الله الحسنى واثباتها والايمان بها فان الايمان بها من اصول الايمان وقواعد الدين ويترتب على صحة الايمان بها صحة الاستقامة على طاعة الله لان العبد كلما كان اعرف بالله واسمائه وصفاته وعظمته وجلاله كان اشد تعظيما له وخضوعا وذلا وطاعة وامتثالا قال الله تعالى انما يخشى الله من عباده العلماء اي به سبحانه وقد قيل قديما من كان بالله اعرف كان منه اخوف فهذه الترجمة فيها بيان هذا الاصل العظيم من اصول الايمان حسن المعرفة باسماء الله وصفاته هذا من جهة وحسن التعبد لله جل وعلا بهذه الاسماء من جهة اخرى قال ولله الاسماء الحسنى اي فامنوا بها واثبتوها واقروا بها لله جل وعلا مؤمنين مصدقين ولله الاسماء الحسنى وقوله ولله الاسماء هذا اسلوب فيه حصر وبيان للاختصاص وان اسماء الله لله مختصة به سبحانه وتعالى وكما تقدم من اصول الايمان الايمان باسمائه سبحانه وتعالى بان تثبت لله كما وردت في كتابه وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام ويؤمن بها ويحرص على معرفتها اسما اسما يعرف الاسم ويعرف معناه ويجاهد نفسه على التعبد لله به وهذا الصنيع من اعظم موجبات واسباب دخول الجنة كما قال عليه الصلاة والسلام ان لله تسعة وتسعين اسما مائة الا واحد من احصاها دخل الجنة من احصاها دخل الجنة ومعنى احصاها اي عرفها وحفظها وفهم معانيها ودلالاتها وحقق ما تقتضيه من عبودية لله سبحانه وتعالى وحقق ما تقتضيه من عبودية كما في الاية الكريمة قال فادعوه بها فادعوه بها ودعاء الله باسمائه وصفاته كما بين اهل العلم يتناول دعاء العبادة ودعاء المسألة لان الدعاء نوعان دعاء عبادة ودعاء مسألة فقوله تدعوه بها اي دعاء العبادة هو دعاء المسألة دعاء العبادة ان يعرف العبد الاسم ويعمل على ما يقتضيه من عبودية لله لان كل اسم من اسماء الله الحسنى له عبودية كل اسم من اسماء الله الحسنى له عبودية هي من موجبات الايمان بذلك الاسم. ومن مقتضيات الايمان به فايمان العبد مثلا باسم الله جل وعلا التواب يقتضي تحقيق عبودية التوبة لله ايضا يقتضي حسن اللجوء اليه في تحققها من العبد لان اسم الله التواب معناه الذي يتوب على التائبين يتوب عليهم توفيقا لهم للتوبة ويتوب عليهم قبولا لتوبتهم قال الله تعالى ثم تاب عليهن ليتوبوا هذا التوفيق قال تعالى وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ولهذا كل توبة من العبد كل توبة صادقة من العبد يسبقها توبة من الله بان وفقه ويتبعها توبة من الله بالقبول فيحقق العبودية يحقق العبودية لله سبحانه وتعالى ايمانه بسم الله الرحمن الرحيم استوجب تحقيق العبودية التي يقتضيها الامام بهذين الاسمين ومن ذلكم ان يعرض نفسه بالطاعة والعبادة لنيل هذه الرحمة وان يكون من اهلها فساكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة في عرض نفسه لنيل هذه الرحمة وان يكون من اهلها ايمانه باسم الله العليم وانه احاط بكل شيء علما واحصى كل شيء عددا ولا تخفى عليه خافية في الارض ولا في السماء يقتضي تحقيق العبودية المتعلقة بهذا الاسم وهي اصلاح العمل الاستقامة على الطاعة والبعد عن المعاصي والذنوب ايمانه باسم الله السميع وانه يسمع الاصوات كلها لا يشغله صوتا عن صوت ولا حاجة عن حاجة ولا لغة عن لغة يقتضي تحقيق العبودية بان لا يتكلم بكلام يغضب الله ويسخطه ويستحي من ربه ان يسمع منه ما يغضب الرب ويسخط الله جل وعلا ويجتهد على ان يجتهد مع نفسه العناية بكل قول سديد وكلام نافع قراءة القرآن ذكرا لله تسبيحا تحميدا الى اخره وهكذا هذا يسمى دعاء العبادة. دعاء دعاء الله باسمائه الحسنى دعاء العبادة والنوع الثاني دعاء المسألة اي ان يسأل الله سبحانه وتعالى كل حاجة دينية او دنيوية متوسلا اليه سبحانه وتعالى في طلبه لتلك الحاجة بما يتناسب يتوسل اليه باسمائه بما يتناسب مع مطلوبه بما يتناسب مع مطلوبهم فاذا كان يسأل الله عز وجل الرحمة والمغفرة يتوسل اليه باسمه الرحيم الغفور مثل ما علم النبي صلى الله عليه وسلم ابا بكر ان يقوله في الدعاء عندما قال علمني دعاء ادعو الله به في صلاتي وفي بيتي قال قل اللهم اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب الا انت وارحمني انك انت الغفور الرحيم. توسل بهذين الاسمين الغفور الرحيم اذا كان يريد ان يفتح الله عليه ابواب الخير والبر والاحسان توسل باسمه الفتاح اذا كان يريد الرزق يتوسل باسمه الرزاق وهكذا يدعو الله اسماءه اي متوسلا اليه بها ويدعو في كل دعاء بما يتناسب مع ذلك الدعاء بما يتناسب مع ذلك الدعاء فان لم يفعل ذلك يحدث كما يقول ابن القيم تنافر في الكلام يحدث تنافر في الكلام يعني ظرب على ذلك مثلا مثال لو قال قائل اللهم اغفر لي انك شديد العقاب هذا ما يناسب اطلاقا قد يحدث تنافر بين السؤال وما توسل فيه باسماء الله او صفاته سبحانه وتعالى قال الله جل وعلا ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها هذان امران يا يتعلقان باسماء الله لابد منهما الاول خبري والثاني طلبي ولله الاسماء الحسنى هذا اخبار عن اسماء الله ظن هذا شأنها وهذا وصفها ولله الاسماء الحسنى وصفت هنا بامرين الاول انها لله اي مختصة به لله مختصة به واضافتها الى الله عز وجل تقتضي الاختصاص وما يضاف الى الله من الاسماء والصفات فهو لا فهو اسم ووصف يليق بالرب وجلاله وكماله وعظمته سبحانه وتعالى والاظافة تقتظي التخصيص اضافة اسمائه اليه وصفاته اليه تفيد اختصاصه بها وانها على وجه يليق بجلاله وكماله وعظمته سبحانه وتعالى والامر الثاني في قوله الحسنى بهذا وصفها جل وعلا الحسنى اي البالغة في الحسن تمامه وكماله البالغة في الحسن امامه وكماله ومعنى وصف اسماء الله تبارك وتعالى بالحسنى هو ان كل اسم منها دال على ثبوت صفة كمال لله دال على ثبوت صفة كمال لله جل وعلا فلو كانت اعلاما جامدة لا تدل على معنى لم تكن حسنا ولو كانت دالة على اوصاف نقص لم تكن حسنا فهي حسنى لانها دالة على صفات الكمال ونعوت الجلال والعظمة لله سبحانه وتعالى هذا جانب الذي هو الخبري الجانب الاخر في الاية الجانب الطلبي فادعوه بها الذي هو تحقيق العبودية التي يقتضيها هذا الايمان ولهذا يجب ان يعلم ان المعرفة باسماء الله وصفاته ليست مجرد معرفة فقط وعلم بهذه الاسماء بل هو علم له اثر على العبد له اثر على العبد اثر عظيم وهذا الاثر يزداد قوة في العبد بقوة المعرفة بهذه الاسماء والصفات فكلما قوي القلب معرفة بالله استحضارا عظمته وكماله وجلاله سبحانه وتعالى قوي الاثر الذي هو حسن التعبد لله سبحانه وتعالى باسمائه وحسن تحقيق العبودية التي تقتضيها اسماء الله بل كل اسم كما تقدم من اسماء الله له عبودية تختص به هي من موجبات الايمان بذلك الاسم ام مقتضيات الايمان بذلك الاسم ولله الاسماء الحسنى تدعوه بها فادعوه بها الى هنا في الاية بيان لحال اهل الايمان بيان لحال اهل الايمان ثم انتقل السياق لبيان حال اهل الالحاد لبيان حال اهل الحاد وطريقتهم مع اسماء الله فقال جل وعلا وذروا الذين يلحدون في اسمائه سيجزون ما كانوا يعملون وذروا الذين يلحدون في اسمائه سيجزون ما كانوا يعملون هذا فيه تحذير من الملحدين في اسماء الله تحذير شديد من هؤلاء وجاء التحذير من هؤلاء الملحدين في اسماء الله في هذا السياق الكريم من وجهين الاول في قوله سبحانه وتعالى وذروا الذين يلحدون باسمائه وهذا فيه اظهار لشناعة عملهم وقبح صنيعهم وفساد مسلكهم وانه مسلك خبيث وشنيع يجب ان يطرح وان يحذر منه وان يجتنب ونبتعد عنه وذروا الذين يلحدون في اسمائه اتركوهم وتجنبوهم واحذروهم فان مسلكهم من افسد المسالك واشنعها واقبحها والوجه الثاني في قوله سيجزون ما كانوا يعملون اي شيء يعاقبهم الله على هذا الالحاد العقاب الاليم والعذاب الشديد لان اسماء الله معظمة محترمة لها مقامها الرفيع ومنزلتها العلية فالذي يلحد في اسمائه استحق بهذا الالحاد عقوبة الله الشديدة. سيجزون ما كانوا يعملون وهذا الامر من الله عز وجل لعباده بان يذروا هؤلاء ومسلكهم الخبيث واخباره بما بما اعده له لهم من عقوبة لالحادهم في اسماء الله يتطلب من العبد المؤمن ان يكون على معرفة بالالحاد في الاسماء ما هي من اجل ان ان يحذر من اجل ان يحذر ويبتعد وينأى بنفسه وينجو بها حتى لا يقع في الشيء من الالحاد في الاسماء وهو يشعر او وهو لا يشعر خاصة ان من يقعون في الالحاد قد يروجون لذلك بمسالك قد تنفق على بعض الجهال وتدخل على ضعاف العلم فهذا يستوجب ان يكون العبد على معرفة به حتى يكون منه على حذر وذروا الذين يلحدون في اسمائهم. ما معنى يلحدون باسمائهم يلحدون في اسمائهم ننتبه هنا اسماء الله عز وجل الايمان بها تحقيق العبودية التي تقتضيها هذه الاسماء لها جادة واضحة. وصراط بين مستقيم دل عليه كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام فالميل عنه والعدول هذا هو للحاج الميل عنه والعدول هو الالحاد لان الالحاد اصله في دلالته والخروج عن خط الاستقامة لاحظ الان لما يحفر القبر مستقيم الى اسفل ثم يشق شقا داخلا يسمى لحد لانه مالي عن الاستقامة فاذا الالحاد في اسماء الله الالحاد في اسماء الله وصفاته هو الميل بها والعدول بها عن الحق الواجب لها الميل بها والعدول بها عن الحق الواجب لها هناك حق واجب لاسماء الله ما هو ان نؤمن بها ندعوا الله بها نقر بها نثبتها كما جاءت نؤمن بها كما وردت نعظم هذه الاسماء نجلها هذا حق ثابت لها فمن مال بها عن الحق الثابت لها فقد الحد وعلى ضوء هذا التعريف يجب ان يعلم ان الالحاد في اسماء الله سبحانه وتعالى ليس مسلكا واحدا لاننا عرفنا انه ان الالحاد في اسماء الله هو عدول بها عن الحق الثابت لها فهل عدول من عدل بها عن الحق الثابت لها. ما مسلك واحد العدول من عدل بها عن الحق الثابت لها مسلك واحد؟ الجواب لا مسالك ولهذا ابن القيم في احد كتبه عبر عن هذا المعنى بعبارة جميلة قال جمعهم وصف الالحاد وتفرقت بهم طرقه قد جمعهم وصف الالحاد وتفرقت بهم طرقه لان الالحاد طرق غيرة ومسالك عديدة وكل من عدل اسماء الله وصفاته عن الحق الثابت لها الحدث في اسمائهم والشيخ هنا ضرب يعني العديد من الامثلة ضرب العديد من الامثلة على ما يدخل في الالحاد ومن ذلك من تشبه الله تبارك وتعالى بخلقه من وقع في التشبيه والقياس الفاسد قياس الله تبارك وتعالى بخلقه فهذا يعد الحادا في اسماء الله وصفاته وفاعله من الملحدين باسماء الله وصفاته لان الله جل وعلا يقول ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ويقول جل وعلا فلا تضربوا لله الامثال ثم يقول جل وعلا هل تعلم له سميا استفهام بمعنى النفي اي لا سمي له ولا مثيل ويقول جل وعلا فلا تجعلوا لله اندادا ويقول اه جل وعلا ولم يكن له كفوا احد من الالحاد في اسماء الله جحدها وتكذيبها وعدم الايمان بها قد مر معنا في ترجمة متقدمة ان هذا الجاحد والانكار لاسماء الله او لواحد منها كفر بالله قد قال الله سبحانه وتعالى عن المشركين في انكارهم لانكارهم لاسمه الرحمن قال وهم يكفرون بالرحمن فسمى انكار هذا الاسم كفرا. بالله سماه كفرا بالله فجحد اسماء الله صفاته احدى اسماء الله وصفاته والتكذيب بها هذا من الالحاد بل من اشنع الالحاد ومن الالحاد في اسماء الله وصفاته تحريفها بتعطيل معانيها الثابتة لها تحريفها تأويلها وصرفها الى معاني بعيدة غير مرادة هذا التحريف لمعاني الاسماء لمعاني الاسماء اسماء الله تبارك وتعالى صفاته هو من الالحاد هو من الالحاد في اسماء الله تبارك وتعالى ووصفاته من الالحاد في اسماء الله وصفاته محاولة التكييف وهو البحث عن الكيفية والكيف غير معلوم الكيف غير معلوم لا نعلمه نثبت لله اسماءه وما دلت عليه من صفات كمال ونعوت جلال لكن لا نخوض في الكيفية الكيفية لا نعلمها اخبرنا بالاسماء والصفات فنؤمن بها ولم نخبر الكيفية فلا نخوض فيها ولا نقف ما ليس لنا به علم ولا نقول على الله سبحانه وتعالى بلا علم الحاصل ان الالحاد في اسماء الله وصفاته مسالك متنوعة وطرائق مختلفة وكلها يجمعها وصف الالحاد. لكن الطرق مختلفة والمسالك متباينة ولكل وجهة ومن عوفي فليحمد الله من عوفي فليحمد الله وليسأله الثبات على الحق والهدى نعم قال رحمه الله تعالى باب لا يقال السلام على الله وقد بين صلى الله عليه وسلم هذا المعنى بقوله فان الله هو السلام فهو تعالى السلام السالم من كل عيب ونقص. وعن مماثلة احد من خلقه له وهو المسلم لعباده من الافات والباليات العباد لم فالعباد لن يبلغوا ضره فيضروه ولن يبلغوا نفعه فينفعوه بل هم الفقراء اليه المحتاجون اليه في جميع احوالهم وهو الغني الحميد نعم قال باب لا يقال السلام على الله باب لا يقال السلام على الله الان لما يقال في التحية بين الناس. السلام عليكم هذا دعاء للمسلم عليه هذا دعاء للمسلم عليه دعاء له بالسلامة والعافية هذا معنى السلام دعاء والدعاء يتطلب مدعو وداعي والمدعو هو الله تطلب مدعو وداعي والمدعو هو الله والداعي هو العبد والدعاء هو طلب السلامة اذا علم ذلك فكيف يصح ان يقال السلام عن الله اذا صح ان يقال السلام على الله لان السلام عليكم الذي هي تحية الناس بعضهم لبعض هي دعاء من هم لبعضهم بالسلامة والعافية فكيف يصح ان ان ان يقال في حق في حق الرب السلام على الله السلام على الله والله هو المدعو وهو الغني الحميد وهو السلام السلام اسم من اسمائه هو الله الذي لا اله الا هو الملك القدوس السلام هذا اسم من اسماء الله والمعنى اي المنزه السالم من كل نقص السالم من كل نقص وعيب سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين سلم على المرسلين بعد ان نزه نفسه من كل نقص وعيب يصفه به اعداؤه واعداء دينه ورسله لسلامة ما قاله الرسل في حق الله من النقص الله سبحانه وتعالى منزه منزه عن كل نقص فهو جل وعلا السلام وايضا منه السلام. كل سلام وسلامة وعافية فهي من الله منة وفضلا ولهذا لا يصح ان يقال السلام على الله لا يصح ان يقال السلام على الله ولا يجوز ولهذا كانوا في اول الامر في التحيات يقولون في التحيات السلام على الله يقول السلام على الله فنهاهم عليه الصلاة والسلام قال لا تقولوا السلام على الله ولا تقولوا التحيات لله والصلوات والطيبات ولهذا فرق بين التحية التي للعبد والتحية التي للرب التحية التي للربط هي تعظيم لله تعظيم التحيات لله والصلوات والطيبات تحية الرب تعظيم لله سبحانه وتعالى وتحية المخلوق دعاء للمخلوق بالسلامة والعافية فلا يصح ان تجعل هذه التحية التي هي المخلوق تحية الخالق سبحانه وتعالى ولهذا نهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك الا تقولوا السلام على الله لا تقول السلام على الله ولكن قولوا التحيات لله الى اخر ما جاء في التحيات وكانوا ايظا يقولون في تحيات في التشهد السلام على فلان السلام على فلان السلام على فلان قائمة طويلة وما يمكن ان يدرك كل من يريد ان يا يسلم عليهم في في هذا الموطن دعاء لهم فارشدهم النبي صلى الله عليه وسلم ان يقولوا السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين فانها كما اخبر عليه الصلاة والسلام تشمل كل عبد صالح بدل ما تستحضر فلان وفلان وفلان وفلان واذا انتهيت تذكر انك نسيت اهم شخص نساء اقلهم تتذكر انك نسيت اهم شخص وددت انك سلمت عليه قال فاذا قلت السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين فانها تتناول كل عبد صالح وبهذه المناسبة ارشد الى فايدة لطيفة اذا كنت تعلم ان بين شخصين شحناء اذا كنت تعلم ان بين شخصين شحناء وتنافر والقى الشيطان بينهم شيء من العداوة فكن من المصلحين لا خير في كثير من نجواهم الا من امر بصدقة او معروف او اصلاح بين الناس ومن الاصلاح ان تقول له فلان يسلم عليك ان تقول له فلان يسلم عليك وانت من نيتك انه يقول في التحيات السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين فهو يحيي كل عبد فهو يحيي كل عبد. فهذا مما يذهب حدة النفوس ورعونتها في التنافر والشقاق والبغضاء التي لا يحبها الله سبحانه وتعالى ولا ولا يرضاها بين عبادة المؤمنين فان الذي يحبه الله ويرضاه لعباده المؤمنين ان يتآخوا باخوة الايمان وان يتحابوا في طاعة الرحمن هو ان يذر العداوة والبغضاء التي يلقيها بينهم الشيطان نعم قال رحمه الله تعالى باب قول اللهم اغفر لي ان شئت الامور كلها الامور كلها وان كانت بمشيئة الله وارادته المطالب الدينية كسؤال الرحمة والمغفرة والمطالب الدنيوية المعينة على الدين كسؤال العافية والرزق وتوابع ذلك قد امر العبد ان يسألها من ربه طالبا ملحا جازما وهذا الطلب عين العبودية ومخها ولا يتم ذلك الا بالطلب الجازم الذي ليس فيه تعليق بالمشيئة لانه مأمور به وهو خير محض لا ضرر فيه. والله تعالى لا يتعاظمه شيء وبهذا يظهر الفرق بين هذا وبين سؤال بعض المطالب المعينة التي لا يتحقق مصلحتها ومنفعتها المعينة وبهذا يظهر الفرق بين هذا وبين سؤال بعض المطالب المعينة التي لا يتحقق مصلحتها ومنفئتها ولا يجزم ان حصولها خير للعبد فالعبد يسأل ربه ويعلقه على اختيار ربه له اصلح الامرين كالدعاء المأثور اللهم احيني اذا كانت الحياة خيرا لي وتوفني اذا علمت الوفاة خيرا لي وكدعاء الاستخارة فافهم هذا الفرق اللطيف البديع بين طلب الامور النافعة المعلوم نفعها وعدم ضررها وان الداعي يجزم بطلبها ولا يعلقها وبين طلب الامور التي لا يدري العبد عن عواقبها ولا رجحان نفعها على ضررها الداعي يعلقها على اختيار ربه الذي احاط بكل شيء علما وقدرة ورحمة ولطفا قال باب لا يقول اللهم اغفر لي ان شئت لا يقول اللهم اغفر لي ان شئت مثلها اللهم ارحمني ان شئت اللهم اني اسألك الجنة ان شئت اللهم اني اسألك النجاة من النار ان شئت اللهم اني اسألك الشفاء من هذا المرض الذي اصابني ان شئت الى غير ذلك هذا لا يقال لا يجوز ان يقول ذلك في دعائه لان الدعاء طلب وهو العبادة ويجب ان ان يأتي به الداعي جزما ان يأتي به الداعي جزما وطلبا ملحا وتضرعا الى الله فاذا قال القائل في دعاء اللهم اغفر لي ان شئت اللهم ارحمني ان شئت اللهم اني اسألك الجنة ان شئت ونحو ذلك اصبح الدعاء ليس جزما بل اصبح الدعاء رخوا اصبح الدعاء رخوا وكأن لسان حال هذا الداعي يقول وان شئت الا تغفر وان شئت الا ترحم اغفر لي ان شئت هذا يدل على ارتخاء في الدعاء يدل على ارتخاء في الدعاء والدعاء لا يؤتى به بهذا الوصف بلوتبي على وجه الجزم والالحاح على الله عز وجل في السؤال والطلب اللهم اغفر لي اللهم ارحمني اللهم ادخلني الجنة اللهم اعذني من النار الى اخره. يؤتى به جزما في كل المطالب الدينية والدنيوية في كل مطالب العبد مصالحه الدينية والدنيوية يأتي به جزما كل ما يكون مصلحة بينة واضحة يأتي به جزما في دعاء اهله وفي دعاء لاخوانه وفي دعائه لاخوانه يأتي به جزما لا لا يجعل معه ان شئت واما ما كان الامر فيه مشتبها على الداعي المطلوب الذي يريد ان يدعو به الداعي الامر فيه مشتبه فهذا له صيغة اخرى في الدعاء خاصة تليق به تليق به فيؤتى به بمثل ما ورد في الدعاء اللهم احيني مكانة الحياة خيرا لي وتوفني او ما علمت الحياة خيرا لي وتوفني ما علمت الوفاة خيرا لي او مثل ما جاء في اه دعاء الاستخارة اللهم ان كنت تعلم ان في هذا الامر ما يأتي به طلبا جزما وانما يأتي به طلبا معلقا باختيار الله للعبد جاء لله للعبد مظهرا العبد بين يدي ربه ظعفه وجهله عدم علمه بالعواقب مفوضا امره هي الى الله عز وجل طالبا منه ان يختار له الخير وان يوفقه الى الاصلح والارشد والانفع له في دينه ودنياه الحاصل ان هذه الدعوة اغفر لي ان شئت ارحمني ان شئت الى اخره هذا هذا دعاء بهذه الصيغة منهي عنه هذا دعاء بهذه الصيغة منهي عنه والله عز وجل خزائنه ملأى وفضله عظيم ولا يتعاظمه شيء بل على العبد ان يأتي بالدعاء جزما وليعظم الرغبة فان الله لا يتعاظمه شيء سئل من خير الدنيا والاخرة خزائنه ملأى ويده سحا وفضله عظيم سبحانه وتعالى وعطاؤه كلام ومنعه كلام انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون والله سبحانه وتعالى لا مكره له لان الامر كله بيده وطوع تدبيره وتسخيره سبحانه وتعالى. نعم قال رحمه الله باب لا يقل عبدي وامتي وهذا على وجه الاستحباب ان يعدل العبد عن قول عبدي وامتي الى فتاي وفتاتي تحفظا عن اللفظ الذي فيه ابهام ومحذور ولو على وجه بعيد وليس حراما وانما الادب كمال التحفظ بالالفاظ الطيبة التي لا توهم محظورا بوجه فان العبد في الالفاظ فان الادب في الالفاظ دليل على كمال الاخلاص. خصوصا هذه الالفاظ التي هي امس بهذا المقام قال باب لا يقال عبدي وامتي لا يقال عبدي وامتي ولا يقول ايضا العبد ولا يقال العبد آآ اه وضئ ربك اي سيدك ومالكك وهذا فيه الجانب فيه جانب مراعاة الادب مع الله عز وجل والتعظيم له حتى لا حتى وان لم يقصد المعنى المختص بالله فعندما يقال وظأ ربك قصد بالرب هنا الصاحب مثل رب البيت ورب الدار ورب الدابة اي صاحبها هذا هو المعنى المقصود هذا هو المعنى المقصود الرب معناه الصاحب لكن ادبا مع الله سبحانه وتعالى وتعظيما لجنابه جل في علاه لا يقال ذلك وايضا في المقابل لا يقل عبدي وامتي ايظا مراعاة لي اه الادب مع الله جل وعلا وهذا من المقامات الرفيعة في اصلاح الالفاظ وصيانتها وحفظها من كل لفظ مخل بالادب حتى وان كان ليس مقصودا المعنى السيء او المعنى الخاطئ فان الواجب ان ان يكون هناك ادب مع الله سبحانه وتعالى فتتجنب مثل هذه الالفاظ اسأل الله الكريم ان يوفقنا لكل خير وان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله وان لا يكلنا الى طرفة عين اللهم اصلح لنا شأننا كله واهدنا اليك صراطا مستقيما. اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا وبارك فيكم