الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فاللهم اغفر لشيخنا ولنا وللمسلمين قال الشيخ العلامة السعدي رحمة الله عليه في كتابه القول السديد في مقاصد التوحيد باب لا يرد من سأل بالله باب لا يسأل بوجه الله الا الجنة قال الباب الاول خطاب للمسئول وانه اذا ادلى على الانسان احد بحاجة وتوسل اليه باعظم الوسائل وهو السؤال بالله ان يجيبه احتراما وتعظيما لحق الله واداء لحق اخيه حيث ادلى بهذا السبب الاعظم والباب الثاني خطاب للسائل وان عليه ان يحترم اسماء الله وصفاته والا يسأل شيئا من المطالب الدنيوية الا بوجه والا يسأل شيئا من المطالب الدنيوية بوجه الله بل لا يسأل بوجهه الا اهم المطالب واعظم المقاصد. وهي الجنة بما فيها من النعيم المقيم ورضا الرب والنظر الى وجهه الكريم والتلذذ بخطابه فهذا المطلب الاسمى هو الذي يسأل بوجه الله واما المطالب الدنيوية والامور الدنيئة وان كان العبد لا يسألها الا من ربه فانه لا يسأل بوجهه الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام اما بعد فهذان بابان الاول باب لا يرد من سأل بالله والثني باب لا يسأل بوجه الله الا الجنة فهما في باب التعظيم لله عز وجل واسمائه الحسنى سبحانه وتعالى وان من التعظيم لله جل وعلا ومن التعظيم لاسمائه الحسنى العظيمة الا يرد من سأل بها لا يرد من سال بها لا يرد من سال بالله ولهذا جاء في الحديث الصحيح عن نبينا صلى الله عليه وسلم انه قال ومن سألكم بالله فاعطوه ومن سألكم بالله فاعطوه وهذا واظح ان السائل بالله لا يرد ان السائل بالله لا يرد يعطى حاجتهم وهذا ايضا فيه تفصيل كما ذكر اهل اهل العلم اذا لم يكن في سؤاله تعد او طلب شيء هو من ضروريات المسؤول وليس من فضل حاجته وفضل ماله او فيه اضرار به او او نحو ذلك فاذا سال المرء بالله لا يرد اذا سال المرء بالله لا يرد لكن لا لا يعني ذلك ان يضع المسلم اخاه في حرج في هذا الباب فيعني ذلك ان ان يظع المسلم اخاه في حرج في هذا الباب بان يسأله بالله حاجة لو اعطاه اياها ربما اضر بنفسه ربما اخل ببعض اموره او نحو ذلك فالحاصل ان من التعظيم لله لاسمائه الحسنى العظيمة سبحانه وتعالى ان من سأل بالله لا يرد من سأل بالله لا يرد والخطاب في هذا الباب مثل ما قال المصنف رحمه الله للمسئول الخطاب للمسئول يجب ان يكون المسؤول بالله جل وعلا معظما لله فلا يرد السائل قال خطاب للمسئول انه اذا ادلى على الانسان احد بحجة وتوسل اليه باعظم الوسائل وهو السؤال بالله ان يجيبه احتراما وتعظيما لحق الله واداء لحق اخيه حيث ادلى بهذا السبب العظيم ففي هذا الجانب او في هذه الاجابة جانبان جانب التعظيم والادب مع الله بان لا يرد والجانب الاخر جانب اداء احق اداء حق لاخيه المسلم اداء حق لاخيه اه المسلم في شدة او ضائقة او امر الم به فيؤدي هذا الحق الذي لاخيه بما لا يكون فيه الضرر عليه. بما لا يكون فيه الظرر عليه اما الباب الثاني وهو باب لا يسأل لوجه الله الا الجنة باب لا يسأل بوجه الله الا الجنة فالخطاب هنا للسائل فان السائل بالله وبوجه العظيم ينبغي ان يكون معظما لله جل وعلا معظما اسمائه الحسنى فلا يسأل بوجه الله ادبا مع الله الامور التافهة الحقيرة لا يسأل بوجه الله الامور التافهة الحقيرة السؤال بوجه الله الذي ينهى عنه هنا وهو السؤال الامور التافهة الحقيرة يكون باحدى طريقتين اما ان يقول من يسأله اسألك بوجه الله ان تعطيني كذا اسألك بوجه الله ان تعطيني كذا او ان يقول لمن يسأله اعطني كذا لوجه الله اعطني كذا لوجه الله او من اجل وجه الله او نحو ذلك فمن الادب مع الله والتعظيم لوجهه الكريم الا يسأل به الا الامور التافهة الحقيرة وجاء في حديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال ملعون من سأل بوجه الله ويراد به ما كان من هذا القبيل ما كان من ما كان من هذا القبيل يعني فيه سوء ادب مع الله وعدم تعظيم اجنا به العظيم ووجهه الكريم سبحانه وتعالى قال هذا خطاب للسائل وان عليه ان يحترم اسماء الله وصفاته والا يسأل شيئا من المطالب الدنيوية بوجه الله بل يسأل بوجه الله لا يسأل لوجه الله الا اهم المطالب واعظم المقاصد وما جاء في الحديث لا يسأل بوجه الله الا الجنة ليس حصرا بل يراد به الا كل عظيم واعظم المطالب الجنة ولهذا سؤال الله عز وجل بوجهه الكريم الجنة او ما قرب اليها من قول او عمل اول فوز برظوان الله او لذة النظر الى وجهه ونحو ذلك من المطالب العالية الرفيعة الداخلة في هذا المعنى فانه آآ فانه مما يسأل فانه مما يسأل بوجه الله نيل تلك المطالب اما المطالب التافهة الحقيرة فمن الادب مع الله والادب مع تعظيمه وتعظيم وجهه الكريم الا يسأل بوجهه الامور التافهة الحقيرة. نعم قال رحمه الله تعالى باب ما جاء في اللو اعلم ان استعمال العبد للفظة لو تقع على قسمين مذموم ومحمود اما المذموم فكان يقع منه او عليه امر لا يحبه فيقول لو اني فعلت كذا لكان كذا هذا من عمل الشيطان لان فيه محذورين احدهما انها تفتح عليه باب الندم والسخط والحزن الذي لا الذي ينبغي له اغلاقه وليس فيها نفع الثاني ان في ذلك سوء ادب على الله وعلى قدره. فان الامور كلها والحوادث دقيقها وجليلها بقضاء الله وقدره وما وضع من الامور فلا بد من وقوعه. ولا يمكن رده فكأن في قوله لو كان كذا او لو فعلت كذا كان كذا نوع اعتراض ونوع ضعف ايمان بقضاء الله وقدره ولا ريب ان هذين الامرين المحذورين لا يتم للعبد ايمان ولا توحيد الا بتركهما واما المحمود من ذلك فان يقولها العبد تمنيا للخير. كقوله صلى الله عليه وسلم لو استقبلت من امري ما استدبرت ما سقت الهدي ولا احللت ولا اهللت بالعمرة وقوله في الرجل المتمني للخير لو ان لي مثل مال فلان لعملت فيه مثل عمل فلان ولو صبر اخي موسى لقصر لقص الله علينا من نبأهما اي في قصتهما الخضر وكما ان لو اذا قالها متمنيا للخير فهو محمود فاذا قالها متمنيا للشر فهو مذموم. فاستعمال لو تكون حسب الحال الحامل عليها ان حمل عليها الضجر والحزن وضعف الايمان بالقضاء والقدر او تمني الشر كان مذموما. وان حمل عليها الرغبة في الخير والارشاد والتعليم كان محمودا. ولهذا جعل المصنف الترجمة محتملة للامرين قال المصنف رحمه الله تعالى باب ما جاء في اللون يعني ما جاء في استعمال كلمة لو هذه الكلمة تستعمل استعمالات منها ما هو محمود وطيب وحسن ومنها ما هو مذموم ينهى عنه ولهذا فان من يقول لو في كلامه ينبغي ان يميز بين صحيح الاستعمال لهذه الكلمة وخاطئه حتى يفعل الصحيح ويدع الخاطئ والمصنف ادخل هذا هذا الباب في كتاب التوحيد باب ما جاء في اللو ادخله رحمه الله تعالى في كتاب التوحيد لان من بعضي او او لان بعض استعمالات هذه الكلمة يتنافى مع كمال التوحيد الواجب ويكون الخطأ فيها خطأ ليس بالهين ولهذا اوردها رحمه الله بابا في اه كتابه التوحيد باب ما جاء في اللواء ما قال النهي عن اه عن كلمة لو او نحو ذلك وانما قال باب ما جاء في اللو اشارة الى ان باستعمال هذه الكلمة تفصيل فانها قد تستعمل اه استعمالا محمودا وقد تستعمل استعمالا مذموما ولهذا يجب ان يعرف هذا وهذا يعرف الاستعمال المحمود فيستعمله ولا حرج والاستعمال المذموم فيجتنبه ويتقيه وقد قال الشارح هنا رحمه الله اعلم ان استعمال العبد للفظة لو يقع على قسمين مذموم ومحمود قال فاما المذموم ان يقع منه او عليه امر لا يحبه فيقول لو اني فعلت كذا لكان كذا وكذا فهذا من عمل الشيطان هذا من عمل الشيطان مثلا يأخذ آآ طريقا في سفر ويقدر عليه الله جل وعلا عطلا في مثلا سيارته او حادثا او مشكلة معينة فيستعمل لو في هذا الموطن يقول لو انني لم اذهب اليوم او لم لم اقبل رأي فلان ان اذهب اليوم ولو اني ولو اني وهكذا فهذه الكلمة في مثل هذا الموطن هي من عمل الشيطان وقد جاء في الحديث الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزن ولا تقل لو اني فعلت كذا لكان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل. وفي رواية ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فبين عليه الصلاة والسلام ان استعمال اللو في هذا الموطن هو من عمل الشيطان يعني باب من ابواب الشيطان يفتحها على العبد يضله بها ويبعده عن طمأنينة الايمان والتسليم لقضاء الله وان ما اصابه لم يكن ليخطئه وما اخطأه لم يكن ليصيبه فيخرجه عن هذه الدائرة الى دائرة اه التسخط والحسرة والندامة وقلق القلب واضطرابه الى غير ذلك من المعاني السيئة التي تنفتح عليه باستعماله كلمة لو هذا الاستعمال الخاطئ ولهذا قال عليه الصلاة والسلام لا يقل اه احدكم لو اني فعلت كذا لكان كذا وكذا ومثل ما قال الشيخ يقع منه او عليه امر لا يحبه يقع منه او عليه امر لا يحبه فيفوق آآ سواء بفوت مرغوب او حصون مكروه قد يستعملها الانسان هذا الاستعمال الخاطئ بفوت مرغوب يعني مثلا يعزم على الذهاب لمكان آآ لتحصيل منفعة معينة ثم يؤجل الى الغد فتفوت تلك المنفعة فيقول لو انني لم اؤجل هذا استعمال لها في فوت مرغوب او يفعل شيئا فيحصل له مضرة فيقول لو اني لم افعل كذا فهذا استعمال لها في حصول مرهوب او مكروه فالحاصل ان هذا العمل او هذا الاستعمال استعمال خاطئ وفيه وهو من عمل الشيطان وفيه محظوران كما قال الشيخ الاول انها تفتح عليه باب ندم وتسخط وجزع وعدم رضا بقضاء الله سبحانه وتعالى وقدره اين هذا المستعمل لها؟ على هذه الصفة من شخص عمل بالهدي هدي النبي صلى الله عليه وسلم وقال قدر الله ما شاء فعل شتان بينهما شتان بين من يقول عند المصيبة لو اني لم افعل لكان كذا وكذا وبين من يقول قدر الله قدر الله وما شاء فعل الثاني فتح على نفسه باب الجزاء والتسخط والحسرة والندم الى اخره وهذا كله من عمل الشيطان والاول الذي قال قدر الله وما شاء فعل هذا سلم لقضاء الله وقدره وايقن ان ما اصابه لم يكن ليخطئه وما اخطأه لم يكن ليصيبه وهذه صفة اهل الايمان صفة اهل الايمان التسليم لاقضية الله واقداره سبحانه وتعالى وهم على يقين ان ما اصابهم لم يكن ليخطئهم وان كان ما كان فليس لهذه الكلمة في هذا الموطن او ليس لاستعمال هذه الكلمة في هذا الموطن اي معناه الا الخروج من التسليم بالقضاء والقدر ولهذا لاحظ في الحديث لما قال لا تقل لو اني فعلت كذا وكذا لكان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل وهذا فيه ان من لم يقل قدر الله وما شاء فعل واخذ يستعمل لو خرج عن التسليم بالقدر خرج عن التسليم بالقدر واقضي اقضية الله سبحانه وتعالى واقداره وان ما اصاب العبد لم يكن ليخطئه وما اخطأه لم يكن ليصيبه فهذا محذور يقع فيه من يستعمل هذه الكلمة المحظورة الثاني ان في ذلك سوء ادب على الله وعلى قدرهم سوء ادب على الله وعلى قدره فان الامور كلها والحوادث دقيقها وجليلها بقضاء الله وقدره. وما وقع من الامور فلا بد من وقوعه ولا يمكن رده فكان في قوله لو كان كذا او لفعلت كذا كان كذا نوع اعتراض ونوع ضعف ايمان بقضاء الله سبحانه وتعالى وقدرهم ومن الاستعمالات الاستعمالات السيئة لهذه الكلمة ما ذكره الله عز وجل في القرآن في صفة المنافقين الذين قالوا لاخوانهم وقعدوا لو اطاعونا ما قتلوا لو اطاعونا هذا استعمال لها هذا الاستعمال السيء فهذا الاستعمال ومن صفة النفاق وقد ذمهم الله سبحانه اهل النفاق وقد ذمهم الله سبحانه وتعالى بذلك اما المؤمن فانه لا يستعملها هذا الاستعمال الخاطئ لا يستعملها هذا الاستعمال الخاطئ وفي الامور المقدرة على العبد والمصائب النازلة يا يؤمن انها من عند الله فيرضى ويسلم كما قال الله تعالى ما اصاب من مصيبة الا باذن الله. ومن يؤمن بالله يهدي قلبه قال علقمه والمؤمن تصيبه المصيبة في علم انها من عند الله فيرضى ويسلم لما ذكر الشيخ هذان هذين المحذورين قال ولا ريب ان هذين الامرين المحذورين لا يتم للعبد ايمان ولا توحيد الا بتركهما وبهذا التنبيه يعلم وجه ايراد المصنف رحمه الله تعالى لهذا الباب في كتاب التوحيد قال رحمه الله واما المحمود نعم هناك استعمال للو صحيح ليس بخاطئ ولا حرج في ان ان تستعمل في فيه هذه الكلمة وهو ان يقولها العبد تمنيا للخير ان يقولها العبد تمنيا للخير او تعليما للخير او تعليما للخير وظرب امثلة من هدي النبي صلى الله عليه وسلم كقوله عليه الصلاة والسلام لو استقبلت من امري ما استدبرت لما سقت الهدي ولاهلنت بالعمرة او ولا جعلتها عمرة. قال لو استعملها هنا لو استقبلت من امري ما استدبرت لما سقت الهدي ولجعلتها عمرة وهو عليه الصلاة والسلام قد ساق الهدي وحج قارنا وامر في مكة كل من كان قارنا او مفردا ولم يسق الهدي ان يتحلل بعمرة وقال في ذلك الموطن لو استقدمت من امري ما استدبرت لما سقت الهدي ولجعلتها عمرة واخذ العلماء رحمهم الله من ذلك ان ان افضل الانساك الثلاثة هو التمتع ان افضل الانساك الثلاثة هو التمتع كلها جائزة صحيحة لكن لكن افظلها التمتع لقوله عليه الصلاة والسلام لو استقبلت من امري ما استدمر لما سقت الهدي ولا جعلتها عمرة فاذا هذا مقام تعليم مقام تعليم وبيان للافضل وارشاد للاكمل قال لو استقبلت من امري ما استدبرت لما سقت الهدي ولجعلتها عمرة وقوله في الرجل المتمني للخير لو ان لي مثل مال فلان لعملت فيه مثل عمل فلان لو ان لي مثل مال فلان لعملت فيه مثل عمل فلان هذا الحديث الذي يشير اليه رحمه الله تعالى وهو في السنن حديث صحيح وعظيم فيه آآ استعمالان للو استعمالان للو استعمال صحيح استعمال خاطئ استعمال صحيح واستعمال خاطئ الحديث ذكر فيه النبي عليه الصلاة والسلام ان الدنيا قال انما الدنيا لاربع آآ رجل اتاه الله مالا وعلما اتقى الله في في هذا المال وادى احق الله فيه صرفه في الوجوه التي اباح الله عز وجل صرفه فيها وانفق وبذل من هذا المال في في وجوه الخير ورجل اتاه الله علما ولم يؤته مالا اتاه الله علما ولم يؤته مالا فقال لو ان لي مثل مال فلان لعملت فيه مثل عمل فلان لان من اشتركا في ماذا في العلم اشتركا في العلم هذا الذي عنده المال عنده علم وبصيرة وهذا الذي ليس عنده مال ايضا عنده علم وبصيرة ويرى ذاك الرجل ينفق ويتصدق ويبني المساجد ويطبع الكتب ويساعد الفقراء الى اخره. اعمال كثيرة ينفقها ويبذلها وهذا الفقير الذي عنده علم يقول متمنيا للخير لو ان عندي مثل مال فلان لفعلت مثله في المال لانه ما اشتركا في العلم اشتركا في العلم انظر سبحان الله والحديث صحيح انظر فضل الله العظيم ومنه جل وعلا قال هما في الاجر سواء حديث صحيح قال هما في الاجر سواء هذا الفقير الذي في في قلبه هذا التمني وهذا العزم الصادق انه لو كان عنده مال مثل فلان لفعل مثله عنده عزم اكيد لا يعوقه عن هذا العزم الا عدم وجود المال والا هو عازم ان يكون مثله في بذل المال لم يعقه عنه الا عدم فبلغ بنيته وصدق عزيمته مبلغ هذا فيأتي يوم القيامة ويجد في موازين حسناته اجورا كثيرة بناء مساجد مساعدة ايتام آآ كفالة ارامل طباعة كتب آآ الى اخره يجد قال هما في الاجر سواء فيجد في موازين حسناته اجورا بلغها بامنيته الصادقة وعزمه الاكيد وعزمه الاكيد ثم ذكر عليه الصلاة والسلام الرجل الثالث وهو الذي اتاه الله مالا ولم يؤته علما اتاه الله مالا ولم يؤتي علما فهو لا يتقي الله في هذا المال ايضا في تحصيله لا يحصله من وجوه صحيحة وفي بذلة وانفاق يصرفه في وجوه محرمة ولا يؤدي حق الله عز وجل عليه في ذلك المال والرابع رجل لم يؤته الله مالا ولم يؤته علما فيقول لو ان عندي من المال مثل فلان الذي هو الرجل الثالث لفعلت مثله لفعلت مثله قال عليه الصلاة والسلام هما في الوزر سواء قال هما في الوزر سواء فسبحان الله هذا الرابع لم يباشر تلك المتع المحرمة التي يستعملها ذاك الفاجر الذي عنده المال فيستعمله في الفجور والمعاصي والاثام والمتع المحرمة لم يفعل مثله لكنه عازم وانيته متأكدة لو كان عنده مثل ذاك من المال لفعل مثله من فواحش من محرمات من من الى اخره فبهذا العزم الاكيد ساواه في الوزر. قال هما في الوزر سواء فاشتمل هذا الحديث على استعمالين للو الاول في تمني الخير والثاني في تمني الشر ولهذا الشيخ يقول كما ان لو اذا قالها للخير متمنيا للخير فهو محمود. فاذا قاله متمنيا للشر فهو مذموم ومثال ذلك هذا الحديث مثال ذلك هذا الحديث آآ الذي اشرت اليه فاذا قال لو متمنيا للخير فهذا محمود بل هو باب من ابواب الخير واذا قالها في تمني الشر فهو مذموم قال فاستعمال لو تكون بحسب الحال الحامل عليها استعمال لو تكون بحسب الحال الحامل عليها ان حمل عليها الضجر والحزن وضعف الايمان بالقضاء والقدر او تمني الشر كان مذموما وان حمل عليها الرغبة في الخير والارشاد والتعليم كان محمودا ولهذا جعل المصنف رحمه الله الترجمة محتملة للامرين نعم قال رحمه الله تعالى باب النهي عن سب الريح وهذا نظير ما سبق في سب الدهر الا ان ذلك الباب عام في سب جميع حوادث الدهر وهذا خاص بالريح ومع تحريمه فانه حمق وضعف في العقل والرأي فان الريح مصرفة مدبرة بتدبير الله وتسخيره الشاب لها يقع سبه على من صرفها ولولا ان المتكلم بسب الريح لا يخطر هذا المعنى في قلبه غالبا لكان الامر افظع من ذلك ولكن لا يكاد يخطر بقلب مسلم قال رحمه الله باب النهي عن سب الريح النهي عن سب الريح الريح آآ قد يشتد هبوبها ويقوى عصفها فيلحق الانسان بعض المضرة ربما في نفسي او في بعض ممتلكاته من زرع او غير ذلك من الممتلكات فمن الناس من يتسخط في في هذا الموطن يبادر الى شتم الريح الذي على اثرها حصل له على اثر هبوبها حصل له هذا الضرر فيشتم الريح ويلعنها الى اخره جاء عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال لا تسبوا الريح لا تسبوا الريح نهى عن ذلك وهذا النهي عن سبها اه سببه ان هذه الريح مسخرة مرسلة وسخره مرسلا ارسلنا الرياح مسخرة ومرسلة الذي سخرها هو الله الذي يسرها هو الله والذي امرها بهذا التحرك هو الله سبحانه وتعالى فهي مسخرة مرسلة مدبرة مأمورة ليس منها شيء فاذا سبها الساب عاد سبه لها على مسخرها عاد سبه لها على مسخرها وهذا نظير ما تقدم في النهي عن سب الدهر وفيه يقول الله تعالى يؤذيني ابن ادم يسب الدهر وانا الدهر. اقلب الليل والنهار سبوا الدهر وهو مقلب لا يملك من الامر شيء هو سب لمقلبه سب لمقلده ولهذا قال الله يؤذيني ابن ادم يسب الدهر وانا الدهر اقلب الليل والنهار اي ان تقلب الليل والنهار انما هو بتقليب الله وتدبيره سبحانه وتعالى و مثل ذلك سب الريح. الريح مسخرة مقلبة مدبرة. مرسلة فسبها سب لمرسلها سبها سب لمرسلها ولهذا يقال الشيخ هنا هذا نظير ما سبق في سب الدهر آآ يقول هذا الامر مع تحريمه فان فيه حمق وضعف في العقل والرأي فان الريح مصرفة مدبرة بتدبير الله وتسخيره مدبرة بتسخير الله وتدبيره. انا اعطيكم صورة توضح الامر. يعني لو ان اه انسان مع هبوب الريح طارت صحيفة من حديث او شيئا ثقيلا وارتطم به ثم اخذ هذا الذي ارتطم به واخذ يطأه بقدمه يضربه ويأخذ حجرا ويضربه ويكيل له الشتائم من حوله ينظرون الي يقولون عنه ماذا ها؟ يقول هذا احمق هذا السفيه العقل هذا احمق سفيه العقل ما ما ما منها شيء هذه مثله في الحمق سواء هذا الذي يسب الريح عند هو اشتداد هبوبها فيحصل له شيء من المضرة لكن الايمان وطاعة الرحمن والرضا باقضية الله سبحانه وتعالى واقداره يتطلب من المسلم ان يكون على حسن القول في مثل هذا الموطن وحسن التصرف بهدايات الايمان العظيمة فلما نهى عليه الصلاة والسلام عن ان تسب الريح قال لا تسبوا الريح ارشد الى ما الذي ينبغي ان يقال قال ولكن قولوا اللهم انا نسألك خيرها اللهم انا نسألك خيرها وخير ما ارسلت به ونعوذ بك من شرها وشر ما ارسلت به اذا اشتد هبوبها مباشرة افزع الى الله والجأ اليه ففي هبوبها خير فسل الله من خيرها وربما ظرر او شر فتعوذ بالله سبحانه وتعالى من شرها فتحق بهذا الايمان وتكون قد عملت ايضا في هذا الموطن بهدايات الايمان انبه هنا الى ان المؤمن بما اكرمه الله سبحانه وتعالى من ايمان في كل موطن يفزع الى الايمان وللمصنف رحمه الله اعني الامام ابن السعدي رحمه الله في كتابة توظيح لشجرة التوضيح والبيان لشجرة الايمان كلام نفيس جدا في هذه المسألة باخر الكتاب عندما تحدث عن فوائد الايمان فذكر ان الايمان مفزع للمؤمن في كل الامور. في الطاعات في المعاصي في الافراح في الشدائد في المصائب الى غير ذلك يفزع للايمان وينظر الى ما يهديه اليه الامام في اه الحالة التي هو عليها فالمؤمن اذا اشتدت الريح يعلم انها مسخرة وانها بتدبير الله وان ليس لها من الامر شيء فلا يخاطبها لا يخاطبها بشيء لا سبا ولا غيره وانما يلجأ الى الله. اللهم اني اسألك خيرها وخير ما ارسلت به واعوذ بك من شرها شر ما ارسلت به فيفزع الى الله بالدعاء ويكل امره الى الله ويفوض امره الى الله اه الله سبحانه وتعالى يقول ومن يتوكل على الله فهو حسبه. ويقول اليس الله بكاف عبده فهذا الذي فزع الى الله فوض امره الى الله واعتصم بالله ومن يعتصم بالله فقد هدي الى صراط مستقيم نفعنا الله اجمعين بما علمنا واصلح لنا شأننا كله انه تبارك وتعالى سميع قريب مجيب سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا